لمسة الحنان
23 Mar 2005, 09:05 PM
لم يكن فيه شئ من العيب أو النقص سوى أنه أعرج .. عارضت بشده على الموافقة منه
إذ خطر في ذهني كيف سأكون زوجة لأعرج وكيف ستسير حياتي معه
بل فوق ذلك كله ماذا سيقول الناس عني ( زوجوها من أعرج !! ) بل كيف سأذكر لزميلاتي أني قد تزوجت من شخص فيه نقص وأنا من ادعيت طوال حياتي الكمال واني لا أصلح لأي شاب عادي فالأنظار دائما تلاحقني وعيون الخاطبات تنظر إليّ !
لم أدخل فكرة الزواج منه منذ البداية فاختصرت على أهلي المشوار وأجبت بالرفض !
بعد أسبوع من ذلك عاود طرق البيت معاودة لطلب يدي فما كان مني إلا أن نعته بالمجنون إذ كيف يتقدم بعدما رفضته
استمر يحادث أخي فترة طويلة وأنا أنتظر خروجه لأرى ما لذي يريده هذا الرجل !
وحالما خرج دخلت على أخي ثائرة في وجهه ماذا يريد هذا المعتوه ألا يكفيه الرفض من البداية , حاول أخي تهدئه الموقف وجعل يمتدحه لي فهو يعرف (أحمد ) وأن فيه كل ما تتمناه الفتاه ..
فأصررت على موقفي ورفضت فكرة الزواج منه مهما بلغ من الكمال مادام أعرجا
نظر إلي أخي وقال : الأمر بيدك لكن تذكري أن الرجل بخلقه وليس بقوامة !!
ضحكت في داخلي وقلت : هل يريدني أن ألين لكلماته وأوافق كلا وألف كلا
في الغد ..
اجتمعت مع بنات الشلة وكنت سيدة المجلس في الحديث
بنات ما قلت لكم :
خير إن شاء الله يا رنا ..
أمس واحد غبي تقدم لي وهو أعرج !!
ثم ضحكت بصوت مرتفع
رمقتني فاطمة بنظرة غريبة ثم صمتت لكني لم اكترث لنظراتها
وجلسنا نكمل تعليقاتنا وحوراتنا ..
في المصلى ..
جاءتني فاطمة
رنا :
سمي يا عيون رنا : )
أبغاك بكلمتين
أعطيني كل اللي عندك وأنا كم فطومه عندي
رنا تعرفين مقدار مودتي لك
لكني سأبين لك نقطة ربما غفلتي عنها
طالعتها بعيني
و ماهي ..
تمتمت بسرعة وقالت :
حينما يكتب الله أمرا سيكون كل شئ نافذ سواء كان أعرج أم يمشي بطريقة عاديه
فهمتي قصدي ؟
ثم ولتني ظهرها ولم تنتظر مني إجابة
لا أدري لم ظلت كلمة فاطمة الأخيرة ترن في أذني
لم انتبه لما يقول الدكتور في المحاضرة بل جلست أفكر في الأمر
ثم جاءني كبريائي وحدثني قائلا : ابعدي عنك كل هذه الوساوس فأنت لا زلت شابة وإرفاق وصف أعرج لزوج مستقبلك يجعلك تبدين بمنظار الصغار أمام زميلاتك وأقربائك بل أمام نفسك !!
ابتسمت وصدقت كلامه ورميت كلمات فاطمة في عرض الحائط ..
القرار بيدك ..
استمر الكل يضغط علي بطريقة مباشره أو غير مباشره بالموافقة عليه فالعرج ليس عيبا لكني ابدا لم اصغ سوى لنفسي فماذا سأفعل مع أعرج !!
جاءتني أمي فصممت أذني عن الحديث في الموضوع وطرقت موضوعا آخر فمجرد ذكر اسمه عندي يجعلني اشعر بالنقص فكيف لو اقترنت به !
أعود للتفكير في نفسي وأقول ما لذي ينقصني حتى أتزوج منه
فا أنا جميلة ومتعلمة وصغيره وبحسب ونسب , ثم أفكر فيه فأجده وسيم راق في تعليمه أيضا بحسب ونسب لكنه أعرج .. فألغي بذلك كل طريقه للتفكير فيه !
جاءتني فاطمة مرة أخرى
وكنت قد علقت عليه وضحكت من إصراره وعودته مرارا
تذكري يارنا أن الأمر نافذ بمشيئته فلا تضحكي منه فخالقك وخالقه واحد
وربما يأتي يوم فتمدحيه
و إلا فأنسي سيرته بيننا !
طالعتها وسكت فلم اعد أقوى على الرد على كلامها
فكلماتها لامست نفسي بشئ من القبول
تتواصل المحاولات في إقناعي وأخيرا
أبشركم رنا تملكت !
من بتآخذ ؟
أحمد الـ ..
هو العرج !
وما أن سمعت الكلمة الأخيرة حتى تفجرت في نفسي براكين الغضب
قلت صارخة : أسمعتم الناس تنسى كل صفه حسنه وتذكر انه أعرج بداية كهذه لا أريدها .. لا أريدها !!
أنا لا احتمل نظرات الناس ولمزاتهم ولست أطيق كلماتهم ..
نظر لي أبي وقال : بابنتي الناس ما تترك أحد خذي كلامهم وارميه في البحر حتى الناس المبسوطين يتكلمون فيهم فكيف عاد لو صار شئ بسيط !!
لم تعزز غروري كلمات أبي فخرجت باكية !
أصبحت كل يوم أسمع هذه الكلمة تزوجت العــ ـــ ر ج
أغلقت الموضوع كلية عن بنات الشلة ولم أطرق فيه بابا
لم أوافق على محادثته أو الخروج له حينما يزورنا فمرت الأيام سريعة حتى جاء موعد الزفاف
بكيت بشده يومها !
كيف سيراه الناس بشكل كهذا
ما لذي سيقولونه عني وعنه
و و أسئلة كثيرة جعلت من هذا اليوم يوم النكد في حياتي
محاولات الأم لم تفد ,, الأخوات لم تفد محاولاتهن أيضا
صديقاتي لم ادع أي واحدة منهن على حفل الزواج
وغبت بعدها عن العالم بأسره
انقبض قلبي حال دخوله وتوترت أعصابي وتشتت أفكاري
كفكفت دموعي سريعا
ومر الوقت ثقيلا بطيئا كئيبا
رنا : وش فيك ساكتة ؟
لم اترك له مجالا لسؤال آخر فقلت : توتر وقلة نوم
فصمت ..
بعدها سافرت
كان شكله يبعث في نفسي الشفقة فلم أحب أن يكون هو من يحمل الشنطة أو يرفع لي شيئا
كنت أحاول أن أتناسى كل ما في نفسي
كان طبعه رقيقا يحاول ممازحتي كثيرا يحب أن يراني أسعد امرأة
مع ذلك أحسست بحبي له لكني لم أبين له ذلك مطلقا
فأنا لازلت ناقمة عليه !
مرت الأيام سريعة ..
محاولة للهروب قدمت اعتذارا عن الدراسة في سنتي الأخيرة إلا أنه عارض بشده
فطلبني عدم التأجيل
إذ كان هدفي من التأجيل هو الهروب من زميلاتي والشلة فلا أريد أن أكسر كمالي المزيف لديهن
وأخبرهن بزواجي ممن كنت اتضاحك عليه
لا أول مره صرخت في وجهه ماذا تريد أيضا حتى دراستي ستحكمني فيها
لا أريد أحدا أن يعرف أنك .....!! ثم استدركت كلمتي الأخيرة
وقطعت كلامي سريعا
نظر إلي والدهشة بادية في وجهه : رنا !!
أيعيبك أن أكون أعرجا !!
هل خلقت نفسي ؟ هل ادخرت في سبيل تعديل خلقي مجالا لم اطرق بابه !
تحاسبيني على شئ ليس في يدي ؟؟
أتعترضين على الله ؟؟
ثم سحب نفسه وخرج !!
هالني أن أرى سُحبا من غضبه ..
بكيت ألما وحرقة
صحيح أني حاولت أن أظهر له بأني متفضلة علية لموافقتي
ولم أكن أسير بجواره في السوق أو في مكان عام
لكني لم أفكر مطلقا في هدم مشاعره بصورة قويه
الساعة الثانية بعد منتصف الليل ولم يأت بعد
الهاتف الخاص به مقفول
ترى أين يكون حتى هذا الوقت !
انتظرت ..
حتى أفقت في الساعة الحادية عشرة صباحا
التفت حولي ولم أرى له أثرا
لكن رائحة عِطرة تتسرب إلىّ عنوة
طالعت في أجزاء البيت ولم يكن موجودا
عدت إلى غرفتي
لمحت ورقة على المنضدة ..
حبيبتي رنا ..
اسميك حبيبتي لأنك تتربعين على قلبي كله
إن رأيت يا حبيبتي أني خطأٌ في حياتك
فلك أن تصححيه ..
والوقت متاح لك متى ما شئت
لكن تذكري أن المكان شاغر لك ولكِ فقط
فلا تدعي مكانك خالٍ ..
محبكِـ / أحمد ..
قلبت الورقة وكتبت ..
خطأ أنت أتمنى تكراره ..
فأنت في حياتي شئٌ مختلف !!
-----
منقول
إذ خطر في ذهني كيف سأكون زوجة لأعرج وكيف ستسير حياتي معه
بل فوق ذلك كله ماذا سيقول الناس عني ( زوجوها من أعرج !! ) بل كيف سأذكر لزميلاتي أني قد تزوجت من شخص فيه نقص وأنا من ادعيت طوال حياتي الكمال واني لا أصلح لأي شاب عادي فالأنظار دائما تلاحقني وعيون الخاطبات تنظر إليّ !
لم أدخل فكرة الزواج منه منذ البداية فاختصرت على أهلي المشوار وأجبت بالرفض !
بعد أسبوع من ذلك عاود طرق البيت معاودة لطلب يدي فما كان مني إلا أن نعته بالمجنون إذ كيف يتقدم بعدما رفضته
استمر يحادث أخي فترة طويلة وأنا أنتظر خروجه لأرى ما لذي يريده هذا الرجل !
وحالما خرج دخلت على أخي ثائرة في وجهه ماذا يريد هذا المعتوه ألا يكفيه الرفض من البداية , حاول أخي تهدئه الموقف وجعل يمتدحه لي فهو يعرف (أحمد ) وأن فيه كل ما تتمناه الفتاه ..
فأصررت على موقفي ورفضت فكرة الزواج منه مهما بلغ من الكمال مادام أعرجا
نظر إلي أخي وقال : الأمر بيدك لكن تذكري أن الرجل بخلقه وليس بقوامة !!
ضحكت في داخلي وقلت : هل يريدني أن ألين لكلماته وأوافق كلا وألف كلا
في الغد ..
اجتمعت مع بنات الشلة وكنت سيدة المجلس في الحديث
بنات ما قلت لكم :
خير إن شاء الله يا رنا ..
أمس واحد غبي تقدم لي وهو أعرج !!
ثم ضحكت بصوت مرتفع
رمقتني فاطمة بنظرة غريبة ثم صمتت لكني لم اكترث لنظراتها
وجلسنا نكمل تعليقاتنا وحوراتنا ..
في المصلى ..
جاءتني فاطمة
رنا :
سمي يا عيون رنا : )
أبغاك بكلمتين
أعطيني كل اللي عندك وأنا كم فطومه عندي
رنا تعرفين مقدار مودتي لك
لكني سأبين لك نقطة ربما غفلتي عنها
طالعتها بعيني
و ماهي ..
تمتمت بسرعة وقالت :
حينما يكتب الله أمرا سيكون كل شئ نافذ سواء كان أعرج أم يمشي بطريقة عاديه
فهمتي قصدي ؟
ثم ولتني ظهرها ولم تنتظر مني إجابة
لا أدري لم ظلت كلمة فاطمة الأخيرة ترن في أذني
لم انتبه لما يقول الدكتور في المحاضرة بل جلست أفكر في الأمر
ثم جاءني كبريائي وحدثني قائلا : ابعدي عنك كل هذه الوساوس فأنت لا زلت شابة وإرفاق وصف أعرج لزوج مستقبلك يجعلك تبدين بمنظار الصغار أمام زميلاتك وأقربائك بل أمام نفسك !!
ابتسمت وصدقت كلامه ورميت كلمات فاطمة في عرض الحائط ..
القرار بيدك ..
استمر الكل يضغط علي بطريقة مباشره أو غير مباشره بالموافقة عليه فالعرج ليس عيبا لكني ابدا لم اصغ سوى لنفسي فماذا سأفعل مع أعرج !!
جاءتني أمي فصممت أذني عن الحديث في الموضوع وطرقت موضوعا آخر فمجرد ذكر اسمه عندي يجعلني اشعر بالنقص فكيف لو اقترنت به !
أعود للتفكير في نفسي وأقول ما لذي ينقصني حتى أتزوج منه
فا أنا جميلة ومتعلمة وصغيره وبحسب ونسب , ثم أفكر فيه فأجده وسيم راق في تعليمه أيضا بحسب ونسب لكنه أعرج .. فألغي بذلك كل طريقه للتفكير فيه !
جاءتني فاطمة مرة أخرى
وكنت قد علقت عليه وضحكت من إصراره وعودته مرارا
تذكري يارنا أن الأمر نافذ بمشيئته فلا تضحكي منه فخالقك وخالقه واحد
وربما يأتي يوم فتمدحيه
و إلا فأنسي سيرته بيننا !
طالعتها وسكت فلم اعد أقوى على الرد على كلامها
فكلماتها لامست نفسي بشئ من القبول
تتواصل المحاولات في إقناعي وأخيرا
أبشركم رنا تملكت !
من بتآخذ ؟
أحمد الـ ..
هو العرج !
وما أن سمعت الكلمة الأخيرة حتى تفجرت في نفسي براكين الغضب
قلت صارخة : أسمعتم الناس تنسى كل صفه حسنه وتذكر انه أعرج بداية كهذه لا أريدها .. لا أريدها !!
أنا لا احتمل نظرات الناس ولمزاتهم ولست أطيق كلماتهم ..
نظر لي أبي وقال : بابنتي الناس ما تترك أحد خذي كلامهم وارميه في البحر حتى الناس المبسوطين يتكلمون فيهم فكيف عاد لو صار شئ بسيط !!
لم تعزز غروري كلمات أبي فخرجت باكية !
أصبحت كل يوم أسمع هذه الكلمة تزوجت العــ ـــ ر ج
أغلقت الموضوع كلية عن بنات الشلة ولم أطرق فيه بابا
لم أوافق على محادثته أو الخروج له حينما يزورنا فمرت الأيام سريعة حتى جاء موعد الزفاف
بكيت بشده يومها !
كيف سيراه الناس بشكل كهذا
ما لذي سيقولونه عني وعنه
و و أسئلة كثيرة جعلت من هذا اليوم يوم النكد في حياتي
محاولات الأم لم تفد ,, الأخوات لم تفد محاولاتهن أيضا
صديقاتي لم ادع أي واحدة منهن على حفل الزواج
وغبت بعدها عن العالم بأسره
انقبض قلبي حال دخوله وتوترت أعصابي وتشتت أفكاري
كفكفت دموعي سريعا
ومر الوقت ثقيلا بطيئا كئيبا
رنا : وش فيك ساكتة ؟
لم اترك له مجالا لسؤال آخر فقلت : توتر وقلة نوم
فصمت ..
بعدها سافرت
كان شكله يبعث في نفسي الشفقة فلم أحب أن يكون هو من يحمل الشنطة أو يرفع لي شيئا
كنت أحاول أن أتناسى كل ما في نفسي
كان طبعه رقيقا يحاول ممازحتي كثيرا يحب أن يراني أسعد امرأة
مع ذلك أحسست بحبي له لكني لم أبين له ذلك مطلقا
فأنا لازلت ناقمة عليه !
مرت الأيام سريعة ..
محاولة للهروب قدمت اعتذارا عن الدراسة في سنتي الأخيرة إلا أنه عارض بشده
فطلبني عدم التأجيل
إذ كان هدفي من التأجيل هو الهروب من زميلاتي والشلة فلا أريد أن أكسر كمالي المزيف لديهن
وأخبرهن بزواجي ممن كنت اتضاحك عليه
لا أول مره صرخت في وجهه ماذا تريد أيضا حتى دراستي ستحكمني فيها
لا أريد أحدا أن يعرف أنك .....!! ثم استدركت كلمتي الأخيرة
وقطعت كلامي سريعا
نظر إلي والدهشة بادية في وجهه : رنا !!
أيعيبك أن أكون أعرجا !!
هل خلقت نفسي ؟ هل ادخرت في سبيل تعديل خلقي مجالا لم اطرق بابه !
تحاسبيني على شئ ليس في يدي ؟؟
أتعترضين على الله ؟؟
ثم سحب نفسه وخرج !!
هالني أن أرى سُحبا من غضبه ..
بكيت ألما وحرقة
صحيح أني حاولت أن أظهر له بأني متفضلة علية لموافقتي
ولم أكن أسير بجواره في السوق أو في مكان عام
لكني لم أفكر مطلقا في هدم مشاعره بصورة قويه
الساعة الثانية بعد منتصف الليل ولم يأت بعد
الهاتف الخاص به مقفول
ترى أين يكون حتى هذا الوقت !
انتظرت ..
حتى أفقت في الساعة الحادية عشرة صباحا
التفت حولي ولم أرى له أثرا
لكن رائحة عِطرة تتسرب إلىّ عنوة
طالعت في أجزاء البيت ولم يكن موجودا
عدت إلى غرفتي
لمحت ورقة على المنضدة ..
حبيبتي رنا ..
اسميك حبيبتي لأنك تتربعين على قلبي كله
إن رأيت يا حبيبتي أني خطأٌ في حياتك
فلك أن تصححيه ..
والوقت متاح لك متى ما شئت
لكن تذكري أن المكان شاغر لك ولكِ فقط
فلا تدعي مكانك خالٍ ..
محبكِـ / أحمد ..
قلبت الورقة وكتبت ..
خطأ أنت أتمنى تكراره ..
فأنت في حياتي شئٌ مختلف !!
-----
منقول