أبو أماسي
11 Jan 2004, 10:52 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أحبتي في الله ، موضوع هذه الحلقة :
*** الداعية والمذاهب الأربعة ***
إن المذاهب الأربعة واقع موجود أراده الله تعالى لحكمة يعلمها سبحانه ، منها التخفيف على الناس ، والخلاف الذي بينهم في مسائل الفروع دون مسائل الاعتقاد لايفسد الود والمحبة بينهم ، فالإمام أحمد من شيوخه الإمام الشافعي ، والإمام الشافعي من شيوخه الإمام مالك ، والظروف التاريخية وانتشار الطلاب كان سبباً في وجود هذه المذاهب في شتى بقاع الأرض حيث تبنت دول بعض المذاهب دون بعض ، ولكن بالجملة فقد طرح الله القبول لأصحاب هذه المذاهب وكتب لها الانتشار ، وأما غيرها من المذاهب فلا يكاد يكون معلوماً إلا عند طلبة العلم وطلبة الدراسات العليا ، وهذه مقدمة أردت بها إعطاء فكرة حول الأمر الذي يتعلق بالداعية إلى الله تعالى وكيفية تعامله مع هذا الواقع الموجود ، والموقف المطلوب من الداعية هو كالتالي :
إن الواجب على الداعية الإسلامي أن يدعو إلى الإسلام كله ولا يفرق بين الناس ، وأن لا يكون متعصباً لمذهب دون مذهب ، أو قبيلة دون قبيلة ، أو متعصباً لشيخه أو رئيسه أو غير ذلك ، بل الواجب أن يكون هدفه إثبات الحق وإيضاحه واستقامة الناس عليه ، وإن خالف رأي فلان أو فلان أو فلان .
ولما نشأ في الناس من يتعصب للمذاهب ويقول : إن مذهب فلان أولى من مذهب فلان جاءت الفرقة والاختلاف ، حتى آل ببعض الناس هذا الأمر إلى أن لا يصلي مع من هو على غير مذهبه ، فلا يصلي الشافعي خلف الحنفي ، ولا الحنفي خلف المالكي ، ولا خلف الحنبلي ، وهكذا وقع من بعض المتطرفين المتعصبين ، وهذا من البلاء ومن اتباع خطوات الشيطان ، فالأئمة أئمة هدى : الشافعي ، ومالك ، وأحمد ، وأبو حنيفة ، والأوزاعي ، وإسحاق بن راهويه ، وأشباههم كلهم أئمة هدى ودعاة حق ، دعوا الناس إلى الله وأرشدوهم إلى الحق ، ووقع هناك مسائل بينهم اختلفوا فيها لخفاء الدليل على بعضهم ، فهم بين مجتهد مصيب له أجران ، وبين مجتهد أخطأ الحق فله أجر واحد ، وخطأه مغفور له ، فعليك أن تعرف لهم قدرهم وفضلهم وأن تترحم عليهم ، وأن تعرف أنهم أئمة الإسلام ودعاة الهدى ، ولكن لا يحملك ذلك على التعصب والتقليد الأعمى ، فتقول : مذهب فلان أولى بالحق بكل حال ، أو مذهب فلان أولى بالحق ولا يخطئ ، فهذا من الغلط .
بل عليك أيها الداعية أن تأخذ بالحق وأن تتبع الحق إذا ظهر دليله ولو خالف فلاناً أو فلاناً ، وعليك أن لا تتعصب وتقلد تقليداً أعمى ، بل تعرف للأئمة فضلهم وقدرهم ، ولكن مع ذلك تحتاط لنفسك ودينك فتأخذ بالحق وترضى به وترشد إليه إذا طلب منك وتخاف الله وتراقبه جل وعلا ، وتنصف من نفسك مع إيمانك بأن الحق واحد ، وأن المجتهدين إن أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا فاهم أجر واحد ـ أعني مجتهدي أهل السنة ، أهل العلم والإيمان والهدى ـ كما صح بذلك الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،،،،،،،،
عنوان الحلقة القادمة ( أخلاق الداعية ) ونلتقي في الدرس القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
*** الداعية والمذاهب الأربعة ***
إن المذاهب الأربعة واقع موجود أراده الله تعالى لحكمة يعلمها سبحانه ، منها التخفيف على الناس ، والخلاف الذي بينهم في مسائل الفروع دون مسائل الاعتقاد لايفسد الود والمحبة بينهم ، فالإمام أحمد من شيوخه الإمام الشافعي ، والإمام الشافعي من شيوخه الإمام مالك ، والظروف التاريخية وانتشار الطلاب كان سبباً في وجود هذه المذاهب في شتى بقاع الأرض حيث تبنت دول بعض المذاهب دون بعض ، ولكن بالجملة فقد طرح الله القبول لأصحاب هذه المذاهب وكتب لها الانتشار ، وأما غيرها من المذاهب فلا يكاد يكون معلوماً إلا عند طلبة العلم وطلبة الدراسات العليا ، وهذه مقدمة أردت بها إعطاء فكرة حول الأمر الذي يتعلق بالداعية إلى الله تعالى وكيفية تعامله مع هذا الواقع الموجود ، والموقف المطلوب من الداعية هو كالتالي :
إن الواجب على الداعية الإسلامي أن يدعو إلى الإسلام كله ولا يفرق بين الناس ، وأن لا يكون متعصباً لمذهب دون مذهب ، أو قبيلة دون قبيلة ، أو متعصباً لشيخه أو رئيسه أو غير ذلك ، بل الواجب أن يكون هدفه إثبات الحق وإيضاحه واستقامة الناس عليه ، وإن خالف رأي فلان أو فلان أو فلان .
ولما نشأ في الناس من يتعصب للمذاهب ويقول : إن مذهب فلان أولى من مذهب فلان جاءت الفرقة والاختلاف ، حتى آل ببعض الناس هذا الأمر إلى أن لا يصلي مع من هو على غير مذهبه ، فلا يصلي الشافعي خلف الحنفي ، ولا الحنفي خلف المالكي ، ولا خلف الحنبلي ، وهكذا وقع من بعض المتطرفين المتعصبين ، وهذا من البلاء ومن اتباع خطوات الشيطان ، فالأئمة أئمة هدى : الشافعي ، ومالك ، وأحمد ، وأبو حنيفة ، والأوزاعي ، وإسحاق بن راهويه ، وأشباههم كلهم أئمة هدى ودعاة حق ، دعوا الناس إلى الله وأرشدوهم إلى الحق ، ووقع هناك مسائل بينهم اختلفوا فيها لخفاء الدليل على بعضهم ، فهم بين مجتهد مصيب له أجران ، وبين مجتهد أخطأ الحق فله أجر واحد ، وخطأه مغفور له ، فعليك أن تعرف لهم قدرهم وفضلهم وأن تترحم عليهم ، وأن تعرف أنهم أئمة الإسلام ودعاة الهدى ، ولكن لا يحملك ذلك على التعصب والتقليد الأعمى ، فتقول : مذهب فلان أولى بالحق بكل حال ، أو مذهب فلان أولى بالحق ولا يخطئ ، فهذا من الغلط .
بل عليك أيها الداعية أن تأخذ بالحق وأن تتبع الحق إذا ظهر دليله ولو خالف فلاناً أو فلاناً ، وعليك أن لا تتعصب وتقلد تقليداً أعمى ، بل تعرف للأئمة فضلهم وقدرهم ، ولكن مع ذلك تحتاط لنفسك ودينك فتأخذ بالحق وترضى به وترشد إليه إذا طلب منك وتخاف الله وتراقبه جل وعلا ، وتنصف من نفسك مع إيمانك بأن الحق واحد ، وأن المجتهدين إن أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا فاهم أجر واحد ـ أعني مجتهدي أهل السنة ، أهل العلم والإيمان والهدى ـ كما صح بذلك الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،،،،،،،،
عنوان الحلقة القادمة ( أخلاق الداعية ) ونلتقي في الدرس القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،