أبوالزبير
24 Apr 2005, 11:52 PM
أزمتنا الأخلاقية
خلل كبير نعاني منه في حياتنا الإسلامية المعاصرة أيما معاناة ، ذلك هو النقص في الأخلاق الأساسية التي يجب أن تتوفر في كل مسلم ، لأنها إن ضعفت أو نقصت فلن تقوم للأمة قائمة .
هذه الأخلاق كانت موجودة أو كثير منها عند العرب عندما جاءهم رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ بالنبوة و الهداية .
كان خلق الوفاء و الصدق و الشجاعة و التذمم للصديق و الجار شائعاً ، و كان العربي يجد غضاضة في أن يوصم بالكذب أو الغدر ، و لذلك لم يتعب الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ نفسه في تأديب هؤلاء و تربيتهم على هذه الأخلاق و الدعوة إلى ممارستها ، فالإشارة منه لهذه الأخلاق كانت تكفي لأنها ارتبطت بالتوحيد الذي جاءهم به ، و هو الذي كان ينقصهم فلما تمثلوا به و أصبحت العبودية تامة لله سبحانه ؛ كملت هداية الفطرة و هداية الوحي فكانوا كما قال تعالى : [ نور على نور ] .
و في هذه الأيام ابتلى المسلمون و ابتليت الدعوة بمن تجرد من هذه الأخلاق ، فالكذب ـ و هو من أسوأ الأخلاق الردية ـ يقع فيه هؤلاء سواء في أحاديثهم العادية أم في تجريح إخوانهم من الدعاة ، و لا أدري بم يعللون هذه الفعلة الشنيعة ، هل بمصلحة الدعوة !؟ أما الحقيقة فهي أن معادنها رخيصة ، وليس عندهم أخلاق الفطرة لأنها فسدت بسبب البيئة التي عاشوا فيها ، ولا أخلاق الإسلام لأنهم تربوا على الأنانية و الحزبية الضيقة ، ويتبع هذه الخصلة السيئة قلة الإنصاف في الحكم على الآخرين ، فالتهم تكال كيلاً دون أدنى تحر للعدل و الإنصاف ، ويتناقل هذه التهم المغفلون و السذج دون أي تحرّج أو تأثم ، فكيف تستقيم حياتنا الإسلامية وفينا هذه الأخلاق ، انظر إلى هذا الذي يقول عن إخوانه الذين يتصدون للظلم و القهر و الإرهاب السافر ، يقول عنهم في لقائه مع رئيس مجلس الدولة : ( جئنا لتهدئة الأوضاع و الخروج من الأزمة التي سالت فيها الدماء ، فأصبح المقتول لا يعرف لماذا قتل ، والقاتل لا يعرف لماذا قتل ) .
أ هكذا أيها الداعية ؟! المقتول لا يعرف لماذا قتل ؟ الذين يجاهدون الظلم و يدفعون عن أنفسهم العدوان لا يعرفون لماذا يجاهدون ؟ هل هذه أخلاق رجال ، هل الذي يشمت بما يفعل بإخوانه يملك الأخلاق الأساسية التي هي من مقومات نهضة الأمة ، وكان قد أظهر شماتته في أحداث سبقت و أيد نزول الجيش لإنهاء ما سماه ( الفتنة ) .
إنها مصيبة و الله أن يكون بعض من لا يتبنى الإسلام عنده من الجرأة و الرجولة أكثر من هذا الذي يملك نفساً أنانية و لا يريد إلا التسلق على حساب مصائب إخوانه و لذلك نقول : إن أزمتنا في بعض جوانبها أزمة أخلاقية .
ملاحظة : -
هذا المقال للدكتور : - محمد العبدة
والله يحفظكم ويرعاكم
أخوكم في الله
أبو الزبير
خلل كبير نعاني منه في حياتنا الإسلامية المعاصرة أيما معاناة ، ذلك هو النقص في الأخلاق الأساسية التي يجب أن تتوفر في كل مسلم ، لأنها إن ضعفت أو نقصت فلن تقوم للأمة قائمة .
هذه الأخلاق كانت موجودة أو كثير منها عند العرب عندما جاءهم رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ بالنبوة و الهداية .
كان خلق الوفاء و الصدق و الشجاعة و التذمم للصديق و الجار شائعاً ، و كان العربي يجد غضاضة في أن يوصم بالكذب أو الغدر ، و لذلك لم يتعب الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ نفسه في تأديب هؤلاء و تربيتهم على هذه الأخلاق و الدعوة إلى ممارستها ، فالإشارة منه لهذه الأخلاق كانت تكفي لأنها ارتبطت بالتوحيد الذي جاءهم به ، و هو الذي كان ينقصهم فلما تمثلوا به و أصبحت العبودية تامة لله سبحانه ؛ كملت هداية الفطرة و هداية الوحي فكانوا كما قال تعالى : [ نور على نور ] .
و في هذه الأيام ابتلى المسلمون و ابتليت الدعوة بمن تجرد من هذه الأخلاق ، فالكذب ـ و هو من أسوأ الأخلاق الردية ـ يقع فيه هؤلاء سواء في أحاديثهم العادية أم في تجريح إخوانهم من الدعاة ، و لا أدري بم يعللون هذه الفعلة الشنيعة ، هل بمصلحة الدعوة !؟ أما الحقيقة فهي أن معادنها رخيصة ، وليس عندهم أخلاق الفطرة لأنها فسدت بسبب البيئة التي عاشوا فيها ، ولا أخلاق الإسلام لأنهم تربوا على الأنانية و الحزبية الضيقة ، ويتبع هذه الخصلة السيئة قلة الإنصاف في الحكم على الآخرين ، فالتهم تكال كيلاً دون أدنى تحر للعدل و الإنصاف ، ويتناقل هذه التهم المغفلون و السذج دون أي تحرّج أو تأثم ، فكيف تستقيم حياتنا الإسلامية وفينا هذه الأخلاق ، انظر إلى هذا الذي يقول عن إخوانه الذين يتصدون للظلم و القهر و الإرهاب السافر ، يقول عنهم في لقائه مع رئيس مجلس الدولة : ( جئنا لتهدئة الأوضاع و الخروج من الأزمة التي سالت فيها الدماء ، فأصبح المقتول لا يعرف لماذا قتل ، والقاتل لا يعرف لماذا قتل ) .
أ هكذا أيها الداعية ؟! المقتول لا يعرف لماذا قتل ؟ الذين يجاهدون الظلم و يدفعون عن أنفسهم العدوان لا يعرفون لماذا يجاهدون ؟ هل هذه أخلاق رجال ، هل الذي يشمت بما يفعل بإخوانه يملك الأخلاق الأساسية التي هي من مقومات نهضة الأمة ، وكان قد أظهر شماتته في أحداث سبقت و أيد نزول الجيش لإنهاء ما سماه ( الفتنة ) .
إنها مصيبة و الله أن يكون بعض من لا يتبنى الإسلام عنده من الجرأة و الرجولة أكثر من هذا الذي يملك نفساً أنانية و لا يريد إلا التسلق على حساب مصائب إخوانه و لذلك نقول : إن أزمتنا في بعض جوانبها أزمة أخلاقية .
ملاحظة : -
هذا المقال للدكتور : - محمد العبدة
والله يحفظكم ويرعاكم
أخوكم في الله
أبو الزبير