أبو يوسف
08 May 2005, 05:57 PM
فِن الدعاء 230
يا صاحب العفو والعافية ، والرحمة الواسعة ،،،نرجو مغفرتك فلا تعذبنا وهذا عفوك وهذه عافيتك ورحمتك.
وصل على حبيبك وآله وصحبه ومن سار على نهجه ما تعاقب الليل والنهار والشمس والظلال .
(أحضر قلبك عند قراءة الدعاء وكن موقنا بالإجابة فلعلك ممن يستجاب لهم).
فن توجيه الحدث 163
بدون تعليق
عن افتتاحية الصحوة .. تحول في الخطاب السياسي للإصلاح.. وبداية مرحلة - محمد الغابري *
جاءت افتتاحية صحيفة (الصحوة) في عددها الصادر 12 ربيع الأول الموافق 21 أبريل نسيان 2005م بقلم الأمين العام الأستاذ محمد اليدومي، امتداداً لماص صدر عن المؤتمر العام الثالث للإصلاح في دورته الثانية، وجاءت الافتتاحية - في نظري - أكثر وضوحاً وأدق تحديداً في التعبير عن التحول في خطاب الإصلاح السياسي على ثلاثة مستويات رئيسة: الأول: الوعي بالمخاطر المحيطة بالبلاد ومستقبلها القريب. الثاني: في مخاطبة السلطة. والثالث: في ترتيب الأولويات.
الوعي بمخاطر المرحلة:
عبر الإصلاح في مؤتمره العام، وفي افتتاحية (الصحوة) عن وعي بالمخاطر المحيطة بحاضر البلاد وما يمكن أن تسفر عنه في المستقبل القريب.
- النفق المظلم:
أكدت الافتتاحية ما جاء في البيان الختامي للمؤتمر العام، وأكده رئيس الهيئة العليا الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، من أن سياسة السلطة وإدارتها للشؤون العامة تسير بالبلاد وشعبها باتجاه نفق مظلم (الذي لم يعد أحد قادراً على التمييز بين بداياته المقلقة ونهايته المجهولة، النتائج والعواقب).
أي أن ما جاء في البيان الختامي للمؤتمر العام وأكد عليه رئيس الهيئة العليا لم يكن مجرد حديث للاستهلاك وإغاظة السلطة، أنه تعبير عن استشعار المخاطر، وهو ما يشكل بداية لبذل الجهود والسير باتجاه (كبح جماح السائرين بنا نحو النفق المظلم) وفي تحليل موقف كهذا أي وصفة ببدايات نفق مظلم فإن اختبار مدى مصداقيتة قد جاءت من أطراف أخرى محايدة وتتحدث بناء على نتائج دراسات وأبحاث علمية ولا صلة بها بالإصلاح والمعارضة، من هذه الأطراف رئيس البنك الدولي في زيارته لليمن فبراير الماضي وعقب انتهاء المؤتمر العام للإصلاح، والذي خاطب الحكومة ورئيسها بالقول: "إنكم بسياستكم الحالية تقودون بلادكم إلى الانهيار وإذا انهارت فلن يساعدكم أحد".. وخبير عربي آخر تحدث عن خيارين أمام اليمن (الأردن أو الصومال)، وحديثه عن الأردن فيه دبلوماسية، فالسير باتجاه الصومال هو محصلة أداء السلطة، ثم وصف تقارير أمريكية لليمن بالدولة الهشة.
إن تضافر تلك التصريحات في فترة زمنية محدودة ومن أطراف متباعدة لها دلالات من أهمها: أن المتحدثين لا يثقون بالحكومة، فأرادوا نقل مخاوفهم إلى خارج الغرف المغلقة، وتحذير الرأي العام بكل مكوناته من أحزاب وقوى سياسية ومنظمات واتحادات نقابية وشخصيات اجتماعية ليتدارك الجميع بلادهم من الوقوع في النفق المظلم وفيها إثبات لمصداقية الإصلاح في تحذيره من النفق.
* في خطابه للسلطة وسياساتها:
جمعت الافتتاحية بين الجرأة والقوة والرصانة، وعبرت عن بداية لمرحلة في المصارحة والمكاشفة مع ما تتضمن من تنبيه للسلطة ذاتها وللرأي العام في البلاد، وبيان مكامن الخلل والخطر في أداء الحكومة وإدارتها للشؤون العامة.. إنها حكومة (عقمت وتخشبت)، وسياستها قائمة على أنه (ليس في الإمكان أبدع مما كان).. و(ما بدى بدينا عليه).. وينطلق طرف السلطة في احتكارها (لأن ذلك قَدَره) ولمجرد أنه يدعي (امتلاكه للخبرة الإدارية والحنكة السياسية) والتشبث بالسلطة (واجب وطني، وأن التخلي عنه لغيره من خلال صناديق الاقتراع خيانة للوطن)...
وادعاءات الحكومة بالخبرة الإدارية خاصة يدل على مدى تخلفها، فالإدارة في الأصل شأن عام يخضع لمواصفات ومعايير مهنية، وليس له صلة بالأحزاب السياسية، غير أن السلطة لأنها (تحضى بقدر من الأمية لا تحسد عليه) تفاخر بالخبرة الإدارية.
- في نظرة طرف السلطة للمعارضة: حيث تريدها (مسبحة بحمد السلطة والتمجيد بأفضالها، والسكوت على أخطائها والستر على سلبياتها والخنوع لمظالمها).
إن سياسة الحكومة تجاه الشعب تجسده حقائق الواقع التي (تنطق بمرارة وتعبر بأسى فالوضع المأساوي لغالبية شعبنا، وبروز رز التفاوت المرعب بين أغنياء الفرصة غير المشروعة وبين الملايين المسحوقة). هي سياسة أدت إلى دفع الكثير من الناس إلى مد الأكف والتسول والتشرد وهجرة العقول والكفاءات.
- إنها إيقاع المواطن (في طاحونة الصراع مع متطلبات حياته ومعيشته اليومية.. ومنع أي نزوع قد يعتريه لمحاسبة من ينتزع اللقمة من فيه ومن يدفع به إلى المجهول.. ومحاولة لتحطيمه مع سبق الإصرار والترصد).
* الحوار والنضال السلمي.. ومطالبنا محددة:
جاء في الافتتاحية ذاتها لـ(لصحوة) بعض المطالب أهمها إنهاء احتكار السلطة، الانتخابات الحرة والنزيهة، الالتزام الجاد بالدستور والقوانين، تحرير المؤسسة الإعلامية من دور الخادم للسلطة إلى دور الخادم للشعب، استغلال القضاء واستعادة هيبته، القيام بإجراءات عملية ضد الفساد، تحديد فترة زمنية معلنة لإنهاء مسلسل الجرع.. واستراتيجية عملية للإصلاح الاقتصادي..
وجاءت تلك المطالب في معرض الدعوة إلى الحوار مع السلطة بشأنها.
المطالب المحددة وأهم الخطوات:
ربما ما كان يؤخذ على أحزاب اللقاء المشترك أن مطالبتها بالإصلاح السياسي والإصلاح الشامل لم يحدد بمطالب واضحة، وبرنامج منظم، إن أولى الخطوات أن تدرك أحزاب اللقاء المشترك ماذا تريد، وتعد برنامجاً.. والخطوات التي تسبقها لتحقيق المطالب سواء عن طريق الحوار أو النضال السلمي، أي أن يكون لديها معايير ومواصفات للصَّلاح السياسي والنظام الرشيد.
ما جاء في افتتاحية (الصحوة) يشكل بداية لمرحلة يتم فيها تطوير تلك المطالب مع شركاء الإصلاح في اللقاء المشترك.
الحوار.. والنضال السلمي:
إن تكرار الدعوة إلى الحوار في الافتتاحية ليس مجرد مناورة وهو أقصر الطرق لإيجاد حلول للمشكلات الحاضرة وتجنيب البلاد المخاطر، غير أن الحوار مع طرف السلطة لإقناعه بالتخلي عن احتكار السلطة والامتيازات غير المشروعة قد لا يكون مقبولاً من قبل السلطة ذاتها، ومن ثمَّ فإن الدعوة إلى الحوار المشفوع بالنضال السلمي، مع إدراك لأعباء وتبعات النضال والتأكيد على وصفه بالسلمي، لأنه -أي خطر العنف ذلك- يؤدي إلى أضرار وخسائر فادحة ولا يحل أي مشكلة بل يذهب بأي فرصة لإيجاد حل لها، فالنضال السلمي لانتزاع الحقوق وإحداث تغيير يتطلب حشد التأييد الجماهيري الكفيل بالضغط على الحكومة وإجبارها على تعديل سلوكها أو تغييرها، وذلك هو التعبير الحقيقي عن إرادة الشعب.
أي أن الشعب القادر على التعبير عن إرادته في اختيار السلطة أو في تغييرها واستبدالها، والنضال السلمي لتحقيق ذلك الطريق الشاق والذي قد يطول نسبياً لكن لا يوجد غيره لتجنيب البلاد وأهلها في الوقوع في النفق المظلم .
والخلاصة في نظري : أن افتتاحية (الصحوة) بقلم الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح تشكل تطوراً ملحوظاً في الخطاب السياسي للإصلاح والتعبير عن هموم الشعب ومآسيه، والوصف الدقيق للحالة العامة في البلاد، مع التأكيد على الحوار والنضال السلمي وما يتطلبه من توكل على الله واستعانة به، والأخذ بالأسباب والسنن بين صبر وعلم وتخطيط، وذلك يتطلب من أعضاء الإصلاح وشركاءه في اللقاء المشترك التعامل الجاد مع متطلبات المرحلة وما تفرضه من أعباء وتبعات، لاسيما مع وجود مناخ عام على المستوى الإقليمي والدولي يساعد على الحوار والنضال السلمي وإيجاد أرضية للإصلاح السياسي والوصول إلى النظام الرشيد، وهو ما بات ضرورة ملحة .
إن المعارضة بحاجة إلى إدراك أن الحوار مع السلطة أو إجبارها على تعديل أو تغيير سلوكها يتطلب أولاً أن تنهض هي بذاتها لتصل إلى مستوى التعامل بندية مع السلطة، أما دون ذلك فإن الحوار الذي يشحذ من السلطة مضيعة للوقت والإلهاء فهل تعمل لذلك؟!.
فن الترويح 173
والحلبة يا أبي ! 1
وأصله أن رجلا كان يصعد على مرتفع مطل على المنازل في إحدى المدن بواسطة مدرجة (سلم حجري)ويحاول مغازلة امرأة منـزلها بجوار المرتفع ولما لاحظته وكانت امرأة صالحة تقية أضحت تتخفى وتؤخر عملها التي تضطر للظهور فيه كنشر الثياب وسواه حتى تتأكد أنه غير موجود ؛ فلما كثر ذلك منه قصت على زوجها القصة وكان ابنها يسمعها وهي تقص على أبيه القصة فاتُخذت التدابير على النحو الآتي :
فأما الأب فقد ذهب إلى المسجد وطلب ممن يرجو صلاحهم قراءة يس (سورة يس ) والدعاء على الرجل الذي يؤذي أهله ويضايقها.
وأما الابن فقد راقب الرجل حتى صعد إلى أعلى السلم فأخذ حُلبة مبللة بماء ورش سلم الطلعة درجة درجة من أعلى درجة تخفى على الرجل إلى آخر درجة من الأسفل فلما أراد الرجل النـزول كـان أو ل ما وضع رجله على أول درج مفروش بالحلبة أخذ يسقط من درجة إلى أخرى ولم يستقر إلا بعد أن وصل إلى الأرض مكسرا بتصبب دما !
فقال الأب : أنظروا ماذا فعلت سورة يس والدعاء !
قال الابن : والحلبة يا أبي .ّ
تعليق
لقد جمع الأب والابن بين الدعاء والأسباب المادية وهذا جيد وإن كان الابن لم يستأذن من الأب فربما تصرف الصغير تصرفا غير جيد فيزيد الطين بلة ... أما الذي كان مزعجا فهو تصرف الرجل المؤذي وهذا يدل على خسة ونذالة وطبيعة تافهة ، وعدم خوف وتقوى وعدم استشعار بحق المسلم على أخيه والذي منه الحفاظ على دينه وعرضه وماله ويحفظ قلبه من المعاصي التي تسود القلب
وتجعله مظلـما كالكوز مجخيا . نسأل الله السلامة والعافية .
*مادة توجيه الحدث منقولة عن الصحوة نت
1- الحلبة ثمرة معروفة تشرب كالقهوة عند البعض وتستعمل كإدام عند البعض وهذا الا ستعمال الأخير هو الذي أوقع الرجل في المشكلة فإنه يشكل مادة قابلة للتزلج الشديد .
يا صاحب العفو والعافية ، والرحمة الواسعة ،،،نرجو مغفرتك فلا تعذبنا وهذا عفوك وهذه عافيتك ورحمتك.
وصل على حبيبك وآله وصحبه ومن سار على نهجه ما تعاقب الليل والنهار والشمس والظلال .
(أحضر قلبك عند قراءة الدعاء وكن موقنا بالإجابة فلعلك ممن يستجاب لهم).
فن توجيه الحدث 163
بدون تعليق
عن افتتاحية الصحوة .. تحول في الخطاب السياسي للإصلاح.. وبداية مرحلة - محمد الغابري *
جاءت افتتاحية صحيفة (الصحوة) في عددها الصادر 12 ربيع الأول الموافق 21 أبريل نسيان 2005م بقلم الأمين العام الأستاذ محمد اليدومي، امتداداً لماص صدر عن المؤتمر العام الثالث للإصلاح في دورته الثانية، وجاءت الافتتاحية - في نظري - أكثر وضوحاً وأدق تحديداً في التعبير عن التحول في خطاب الإصلاح السياسي على ثلاثة مستويات رئيسة: الأول: الوعي بالمخاطر المحيطة بالبلاد ومستقبلها القريب. الثاني: في مخاطبة السلطة. والثالث: في ترتيب الأولويات.
الوعي بمخاطر المرحلة:
عبر الإصلاح في مؤتمره العام، وفي افتتاحية (الصحوة) عن وعي بالمخاطر المحيطة بحاضر البلاد وما يمكن أن تسفر عنه في المستقبل القريب.
- النفق المظلم:
أكدت الافتتاحية ما جاء في البيان الختامي للمؤتمر العام، وأكده رئيس الهيئة العليا الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، من أن سياسة السلطة وإدارتها للشؤون العامة تسير بالبلاد وشعبها باتجاه نفق مظلم (الذي لم يعد أحد قادراً على التمييز بين بداياته المقلقة ونهايته المجهولة، النتائج والعواقب).
أي أن ما جاء في البيان الختامي للمؤتمر العام وأكد عليه رئيس الهيئة العليا لم يكن مجرد حديث للاستهلاك وإغاظة السلطة، أنه تعبير عن استشعار المخاطر، وهو ما يشكل بداية لبذل الجهود والسير باتجاه (كبح جماح السائرين بنا نحو النفق المظلم) وفي تحليل موقف كهذا أي وصفة ببدايات نفق مظلم فإن اختبار مدى مصداقيتة قد جاءت من أطراف أخرى محايدة وتتحدث بناء على نتائج دراسات وأبحاث علمية ولا صلة بها بالإصلاح والمعارضة، من هذه الأطراف رئيس البنك الدولي في زيارته لليمن فبراير الماضي وعقب انتهاء المؤتمر العام للإصلاح، والذي خاطب الحكومة ورئيسها بالقول: "إنكم بسياستكم الحالية تقودون بلادكم إلى الانهيار وإذا انهارت فلن يساعدكم أحد".. وخبير عربي آخر تحدث عن خيارين أمام اليمن (الأردن أو الصومال)، وحديثه عن الأردن فيه دبلوماسية، فالسير باتجاه الصومال هو محصلة أداء السلطة، ثم وصف تقارير أمريكية لليمن بالدولة الهشة.
إن تضافر تلك التصريحات في فترة زمنية محدودة ومن أطراف متباعدة لها دلالات من أهمها: أن المتحدثين لا يثقون بالحكومة، فأرادوا نقل مخاوفهم إلى خارج الغرف المغلقة، وتحذير الرأي العام بكل مكوناته من أحزاب وقوى سياسية ومنظمات واتحادات نقابية وشخصيات اجتماعية ليتدارك الجميع بلادهم من الوقوع في النفق المظلم وفيها إثبات لمصداقية الإصلاح في تحذيره من النفق.
* في خطابه للسلطة وسياساتها:
جمعت الافتتاحية بين الجرأة والقوة والرصانة، وعبرت عن بداية لمرحلة في المصارحة والمكاشفة مع ما تتضمن من تنبيه للسلطة ذاتها وللرأي العام في البلاد، وبيان مكامن الخلل والخطر في أداء الحكومة وإدارتها للشؤون العامة.. إنها حكومة (عقمت وتخشبت)، وسياستها قائمة على أنه (ليس في الإمكان أبدع مما كان).. و(ما بدى بدينا عليه).. وينطلق طرف السلطة في احتكارها (لأن ذلك قَدَره) ولمجرد أنه يدعي (امتلاكه للخبرة الإدارية والحنكة السياسية) والتشبث بالسلطة (واجب وطني، وأن التخلي عنه لغيره من خلال صناديق الاقتراع خيانة للوطن)...
وادعاءات الحكومة بالخبرة الإدارية خاصة يدل على مدى تخلفها، فالإدارة في الأصل شأن عام يخضع لمواصفات ومعايير مهنية، وليس له صلة بالأحزاب السياسية، غير أن السلطة لأنها (تحضى بقدر من الأمية لا تحسد عليه) تفاخر بالخبرة الإدارية.
- في نظرة طرف السلطة للمعارضة: حيث تريدها (مسبحة بحمد السلطة والتمجيد بأفضالها، والسكوت على أخطائها والستر على سلبياتها والخنوع لمظالمها).
إن سياسة الحكومة تجاه الشعب تجسده حقائق الواقع التي (تنطق بمرارة وتعبر بأسى فالوضع المأساوي لغالبية شعبنا، وبروز رز التفاوت المرعب بين أغنياء الفرصة غير المشروعة وبين الملايين المسحوقة). هي سياسة أدت إلى دفع الكثير من الناس إلى مد الأكف والتسول والتشرد وهجرة العقول والكفاءات.
- إنها إيقاع المواطن (في طاحونة الصراع مع متطلبات حياته ومعيشته اليومية.. ومنع أي نزوع قد يعتريه لمحاسبة من ينتزع اللقمة من فيه ومن يدفع به إلى المجهول.. ومحاولة لتحطيمه مع سبق الإصرار والترصد).
* الحوار والنضال السلمي.. ومطالبنا محددة:
جاء في الافتتاحية ذاتها لـ(لصحوة) بعض المطالب أهمها إنهاء احتكار السلطة، الانتخابات الحرة والنزيهة، الالتزام الجاد بالدستور والقوانين، تحرير المؤسسة الإعلامية من دور الخادم للسلطة إلى دور الخادم للشعب، استغلال القضاء واستعادة هيبته، القيام بإجراءات عملية ضد الفساد، تحديد فترة زمنية معلنة لإنهاء مسلسل الجرع.. واستراتيجية عملية للإصلاح الاقتصادي..
وجاءت تلك المطالب في معرض الدعوة إلى الحوار مع السلطة بشأنها.
المطالب المحددة وأهم الخطوات:
ربما ما كان يؤخذ على أحزاب اللقاء المشترك أن مطالبتها بالإصلاح السياسي والإصلاح الشامل لم يحدد بمطالب واضحة، وبرنامج منظم، إن أولى الخطوات أن تدرك أحزاب اللقاء المشترك ماذا تريد، وتعد برنامجاً.. والخطوات التي تسبقها لتحقيق المطالب سواء عن طريق الحوار أو النضال السلمي، أي أن يكون لديها معايير ومواصفات للصَّلاح السياسي والنظام الرشيد.
ما جاء في افتتاحية (الصحوة) يشكل بداية لمرحلة يتم فيها تطوير تلك المطالب مع شركاء الإصلاح في اللقاء المشترك.
الحوار.. والنضال السلمي:
إن تكرار الدعوة إلى الحوار في الافتتاحية ليس مجرد مناورة وهو أقصر الطرق لإيجاد حلول للمشكلات الحاضرة وتجنيب البلاد المخاطر، غير أن الحوار مع طرف السلطة لإقناعه بالتخلي عن احتكار السلطة والامتيازات غير المشروعة قد لا يكون مقبولاً من قبل السلطة ذاتها، ومن ثمَّ فإن الدعوة إلى الحوار المشفوع بالنضال السلمي، مع إدراك لأعباء وتبعات النضال والتأكيد على وصفه بالسلمي، لأنه -أي خطر العنف ذلك- يؤدي إلى أضرار وخسائر فادحة ولا يحل أي مشكلة بل يذهب بأي فرصة لإيجاد حل لها، فالنضال السلمي لانتزاع الحقوق وإحداث تغيير يتطلب حشد التأييد الجماهيري الكفيل بالضغط على الحكومة وإجبارها على تعديل سلوكها أو تغييرها، وذلك هو التعبير الحقيقي عن إرادة الشعب.
أي أن الشعب القادر على التعبير عن إرادته في اختيار السلطة أو في تغييرها واستبدالها، والنضال السلمي لتحقيق ذلك الطريق الشاق والذي قد يطول نسبياً لكن لا يوجد غيره لتجنيب البلاد وأهلها في الوقوع في النفق المظلم .
والخلاصة في نظري : أن افتتاحية (الصحوة) بقلم الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح تشكل تطوراً ملحوظاً في الخطاب السياسي للإصلاح والتعبير عن هموم الشعب ومآسيه، والوصف الدقيق للحالة العامة في البلاد، مع التأكيد على الحوار والنضال السلمي وما يتطلبه من توكل على الله واستعانة به، والأخذ بالأسباب والسنن بين صبر وعلم وتخطيط، وذلك يتطلب من أعضاء الإصلاح وشركاءه في اللقاء المشترك التعامل الجاد مع متطلبات المرحلة وما تفرضه من أعباء وتبعات، لاسيما مع وجود مناخ عام على المستوى الإقليمي والدولي يساعد على الحوار والنضال السلمي وإيجاد أرضية للإصلاح السياسي والوصول إلى النظام الرشيد، وهو ما بات ضرورة ملحة .
إن المعارضة بحاجة إلى إدراك أن الحوار مع السلطة أو إجبارها على تعديل أو تغيير سلوكها يتطلب أولاً أن تنهض هي بذاتها لتصل إلى مستوى التعامل بندية مع السلطة، أما دون ذلك فإن الحوار الذي يشحذ من السلطة مضيعة للوقت والإلهاء فهل تعمل لذلك؟!.
فن الترويح 173
والحلبة يا أبي ! 1
وأصله أن رجلا كان يصعد على مرتفع مطل على المنازل في إحدى المدن بواسطة مدرجة (سلم حجري)ويحاول مغازلة امرأة منـزلها بجوار المرتفع ولما لاحظته وكانت امرأة صالحة تقية أضحت تتخفى وتؤخر عملها التي تضطر للظهور فيه كنشر الثياب وسواه حتى تتأكد أنه غير موجود ؛ فلما كثر ذلك منه قصت على زوجها القصة وكان ابنها يسمعها وهي تقص على أبيه القصة فاتُخذت التدابير على النحو الآتي :
فأما الأب فقد ذهب إلى المسجد وطلب ممن يرجو صلاحهم قراءة يس (سورة يس ) والدعاء على الرجل الذي يؤذي أهله ويضايقها.
وأما الابن فقد راقب الرجل حتى صعد إلى أعلى السلم فأخذ حُلبة مبللة بماء ورش سلم الطلعة درجة درجة من أعلى درجة تخفى على الرجل إلى آخر درجة من الأسفل فلما أراد الرجل النـزول كـان أو ل ما وضع رجله على أول درج مفروش بالحلبة أخذ يسقط من درجة إلى أخرى ولم يستقر إلا بعد أن وصل إلى الأرض مكسرا بتصبب دما !
فقال الأب : أنظروا ماذا فعلت سورة يس والدعاء !
قال الابن : والحلبة يا أبي .ّ
تعليق
لقد جمع الأب والابن بين الدعاء والأسباب المادية وهذا جيد وإن كان الابن لم يستأذن من الأب فربما تصرف الصغير تصرفا غير جيد فيزيد الطين بلة ... أما الذي كان مزعجا فهو تصرف الرجل المؤذي وهذا يدل على خسة ونذالة وطبيعة تافهة ، وعدم خوف وتقوى وعدم استشعار بحق المسلم على أخيه والذي منه الحفاظ على دينه وعرضه وماله ويحفظ قلبه من المعاصي التي تسود القلب
وتجعله مظلـما كالكوز مجخيا . نسأل الله السلامة والعافية .
*مادة توجيه الحدث منقولة عن الصحوة نت
1- الحلبة ثمرة معروفة تشرب كالقهوة عند البعض وتستعمل كإدام عند البعض وهذا الا ستعمال الأخير هو الذي أوقع الرجل في المشكلة فإنه يشكل مادة قابلة للتزلج الشديد .