حفيدة الاسلام
18 May 2005, 03:42 AM
الدكتور عبد العزيز الرنتيسي
(( صقر فلسطين ))
تقديم
الشهيد القائد عبد العزيز الرنتيسي ......... علم من أعلام الحركة الإسلامية في فلسطين وواحد من ابرز رموز الشعب الفلسطيني ومن ابرز قادته التاريخيين واحد مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وعضو مؤسس في المجمع الإسلامي والجمعية الطبية العربية والهلال الأحمر الفلسطيني بقطاع غزة .
كان قائدا شجاعا وزعيما سياسيا فذا , اتصف بالجرأة والصلابة في قول كلمة الحق.
]نشأته وقصة كفاحه [/COLOR]
ولد عبد العزيز في 23/ 10/ 1947م في قرية( يبنا) الواقعة في منطقة اللد والرملة ( بين يافا وعسقلان )وقبل أن يبلغ من العمر عاما واحدا طردت العصابات الصهيونية الطفل عبد العزيز مع عائلته إلى قطاع غزة واستقرت هذه العائلة في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين ونشأ عبد العزيز في أسرة محافظة وذاق منذ طفولته مرارة النكبة واللجوء . ولم يمنعه صغر سنه من العمل لمساعدة أسرته المكونه من ((11 فردا )) ثمانية إخوة ذكور و أختين , حيث اشتغل وهو في عمر ست سنوات .
يقول الرنتيسي عن حالة عائلته الاجتماعية :( كنا فقراء للغاية نعتمد في قوتنا على ما يأتينا من التموين الذي توزعه وكالة الغوث ) ويتذكر الرنتيسي طفولته فيقول ( توفي والدي وأنا في نهاية المرحلة الإعدادية فاضطر أخي الأكبر للسفر إلى السعودية من اجل العمل وكنت في ذلك الوقت اعد نفسي لدخول المرحلة الثانوية فاشتريت حذاء من الرابش ( البالة ) فلما أراد أخي السفر كان حافيا فقالت لي أمي أعط حذاءك لأخيك فأعطيته إياه وعدت إلى البيت حافيا .
زار مرة واحدة قريته ( يبنا ) فوجد أسرة يهودية تسكن بيته الذي ولد فيه , جاءت الوكالة اليهودية بها إلى قريته وملكتها بيته وأرضه وتجرع الشاب المرارات والحسرات واحتوها في نفسه الثائرة لتظهر بعد حين في حركة واعية منظمة تدرك رسالتها ووظيفتها في هذه الحياة .
هذه الحياة الصعبة التي عاشها عبد العزيز دفعته للتعلق بالعلم فتعلم في مدارس المخيم وكان احد العشرة المتفوقين في الشهادة الثانوية ( الفرع العلمي) في قطاع غزة كله عام 1965م مما أهله للحصول على منحه دراسية من وكالة الغوث لدراسة الطب في مصر . وفي عام 1972م حصل على بكالوريس طب عام من جامعة الإسكندرية بتفوق وعاد إلى المخيم ليمارس مهنة الطب ثم سافر مرة أخرى إلى مصر وحصل على شهادة الماجستير في طب الأطفال وعمل بعد أن عاد في مستشفى ناصر في خان يونس وذلك عام 1976م .
دوره في الجهاد من اجل فلسطين
رجل دعوة وجهاد :للدكتور الرنتيسي سجل حافل بالدعوة والجهاد وبدا مشواره مع الدعوة في أثناء دراسته للماجستير في مصر فكانت تلك الفترة فترة تغيير كبير في حياته وإذ بدأ فيها يوثق علاقته بكتاب الله عز وجل ويزداد قناعة بفكر الحركة الإسلامية وكانت زوجته تعينه في ذلك كثيرا . وفي تلك الفترة كان يؤدي صلاة الجمعة في مسجد السلام الذي كان يزدحم بالمصلين في الإسكندرية .
في عام1979م انتظم في حركة الإخوان المسلمين ثم أصبح عضوا عاملا في المجمع الإسلامي .
دوره في تأسيس (حماس)
بدأت علاقة الدكتور بالشيخ احمد ياسين في مطلع الثمانينات حيث التقى به في بيته . يقول الرنتيسي عن هذا اللقاء ( التقيت به في غزة في بيته فوجدت فيه خير نموذج للمسلم الذي يعمل لديه بعمق ودون كلل أو ملل ومما زاد إعجابي في الرجل أن طاقاته الصحية لا تتناسب مع الجهد الذي يبذله فالجهد الذي يبذله عشرات الأضعاف عن ما يتمتع به من قدرات صحية , وهذا يعطي انطباعا بأن الرجل فوق العادة من أنماط الرجال ) وتطورت العلاقة بين الرجلين عندما أصبح الرنتيسي عضوا في المكتب الإداري الذي يشرف على الحركة الإسلامية في القطاع والذي كان يرأسه كذلك الشيخ ياسين .
ساهم الرنتيسي بدور كبير في إشعال جذوة الحماس في شباب الانتفاضة فكان أول من اعتقل من قادة حماس بعد أن شاركت الحركة مشاركة رئيسة في تفجير الانتفاضة الأولى في الثامن من ديسمبر 1987م ففي 15/ 1/ 1988م جرى اعتقاله لمدة 21يوم بعد عراك بالأيدي بينه وبين جنود الاحتلال الذين أرادوا اقتحام غرفة نومه فاشتبك معهم لصدهم عن الغرفة فاعتقلوه دون أن يتمكنوا من دخول الغرفة . وبعد شهر من الإفراج عنه تم اعتقاله بتاريخ 4/3/1988م حيث ظل محتجزا في سجون الاحتلال لمدة عامين ونصف العام ووجهت له تهمة المشاركة في تأسيس وقيادة حماس وصياغة المنشور الأول للانتفاضة بينما لم يعترف في التحقيق بشيْ من ذلك ويقول مستذكرا تلك الأيام ( منعت من النوم لمدة ستة أيام , ووضعت في الثلاجة لمدة أربع وعشرين ساعة , ولكن رغم ذلك لم اعترف بأي تهمة وجهت إلى بفضل الله )
فارس مرج الزهور .بعد العمليات العسكرية الجريئة التي قام بها مجاهدو حماس في 14/ 12/ 1992م والتي أربكت قوات الأمن الإسرائيلية وتزامنت مع انطلاقة حماس وكانت متميزة ومتطورة مثل عملية الشجاعية وعملية الخليل وغيرها
وفي ليلة 15/ 12/ 1992م حضرت قوة من الجيش وعلى رأسها ضابط امن للقبض على الدكتور الرنتيسي وأخذوه إلى سجن خان يونس ثم نقل في سيارة عسكرية إلى سجن غزة المركزي ليجد أمامه عددا من الإخوة منهم ( محمود الزهار )
وفي الليلة التالية قاموا بإخراجهم من زنازين قسم التحقيق والتي تتبع جهاز المخابرات والى زنزانة تابعة لإدارة السجن وليست للتحقيق ومكث فيها الجميع ليلة ثم وضعوهم في باصات مكثوا فيها ( 36 ساعة ) وعانوا فيها جميعا معاناة شديدة من اثر القيد على الأيدي والأرجل والعيون المعصوبة والإرهاق الشديد لعدم النوم والمعاملة السيئة حيث لم يسمحوا لأحد من المعتقلين المنقولين في الباصات بقضاء الحاجة ولا تناول الطعام .
وكان الجميع يعتقدون أن هذه الرحلة الطويلة لا تهدف إلا إلى خداع امني للمعتقلين ولم يشعروا أنهم مبعدون إلا في أخر اللحظات عندما قام الجنود بوضع مظاريف فيها ( خمسون دولارا) في جيوبهم ولم يكونوا يظنون أن هناك مبعدين غير الذين كانوا في الحافلة . ولما تأكد الدكتور أن هناك 415 مبعدا كان وقع الخبر عليه كالصاعقة ولكن الإرهاق كان له دور كبير في تخفيف المفاجأة إذ كان العقل والجسد كلاهما في إعياء شد يد من السهر والتعب ولكن الشعور بالمرارة والأسى والحزن كان يلازمه .
وتعرض المبعدون لظروف قاسية في اثناءإبعادهم وإقامتهم في مرج الزهور جنوب لبنان إذ رفض لبنان استقبالهم وبقوا في المنطقة العازلة بين الأراضي التابعة لحكومة لبنان والأراضي اللبنانية التي تحتلها السلطات الإسرائيلية وتركوا في العراء في ظروف جوية قاسية من البرد والمطر والثلج وبلا مأوى او طعام ام علاج ومنعت السلطات الاسرائيلية مرور الاغاثة لمساعدة المبعدين ولم تسمح لمندوب الصليب الاحمر بزيارة المبعدين إلا بعد ثلاثة اسابيع وقامت هيئة الصليب الاحمر الدولية ووكالة الاغاثة ( الانروا) بتزويد المبعدين جزئيا ببعض المواد وتم إقامة مخيم لهم
كان الرنتيسي يعقد مؤتمرا صحفيا يوميا وكان يستقبل يوميا في خيمته عشرات الوفود الصحفية من انحاء العالم وكان يعمل بدأب ونشاط عجيبين وكان لديه القدرة على ان يتحدث مع كل وفد بما ينسجم مع افكاره وثقافته وكأنه يضع امامه خريطة العالم الجغرافية والسياسية وكان يعمل مابعد منتصف الليل وإخوانه نائمون فلم يكن ينام اكثر من ساعتين او ثلاث فقط .
ورجع المبعدون بفضل من الله ثم بحنكة منهم الى الوطن بعد عام واحد على الابعاد ليغلق ملف الابعاد الجماعي ويبقى الجميع يتذكر براعة القائد الاستثنائي الدكتور عبد العزيز الرنتيسي
من كلمات الشهيد الرنتيسي
](( فقدت الامة كثيرا من الرجال العظماء من قبل ولكنها استمرت بصعودها وانا اؤكد ان حماس والشعب الفلسطيني والامة العربية والاسلامية ستستمر في الصعود بدرجة ووتيرة اسرع من ذي قبل بعد اغتيال الشيخ احمد ياسين ))[/COLOR].قال الرنتيسي لصحفي سأله عن (الصراعات) داخل حماس حول الخلافة الشيخ احمد ياسين رحمه الله ) نحن لا نتنافس على القيادة ....... بل نتنافس على الشهادة ).
الرنتيسي الشاعر
كان الشهيد عبد العزيز يحب الادب والشعر من صغره وكان خطيبا مفوها وقد عاش متأثرا بالتيار الاسلامي و مخلص الود والولاء له
وكان شاعرا نظم عدد ا ا طيبا من القصائد التي برزت فيها روحة وملامحه الفكرية وابعاده العقدية والوطنية ووظف شعره في خدمة القضية الفلسطينية داعيا للجهاد محمسا وملهبا للمشاعر منددا بالخنوع والاستسلام فاضحا حقيقة اعداء الدين واعداء فلسطين .
ومن شعره :
احيوا ضمائركم اما بقيت ضمائر ؟؟ فتجارة الاوطان من كبرى الكبائر
عودوا الى اطفال غزة تسمعوا عن مولد الاصباح من رحم الدياجر
عودوا الى القسام يسلخ من ظلام الليل بالاكفاء مجدا للاواخر
استشهاد الرنتيسي الساعات الاخيرة من حياته :وصل الدكتور الى منزله في الساعة الثالثة قبل الفجر يوم السبت 17/ 4/ 2004 م في سرية تامة . قال ابنه محمد : كانت زيارته لنا بعد اسبوع من الغياب لم نره فيه وطلبنا منه عدم الخروج وقضاء ساعات معنا . وبعد إلحاحنا وافق , وكان يأتي الى المنزل بعد منتصف الليل ويغادر قبل الفجر , وقضى ما بقي من الليل يتحدث مع العائلة المشتاقة إلية والتي لا تراه إلا قليلا .
جلس يتحدث عن زواج اخي احمد الذي اصيب خلال محاولة الاغتيال وذلك بعد ان حصل على مدخراته من الجامعة الإسلامية التي كان يحاضر فيها , و قد سدد ما عليه من ديون واقتطع مبلغامن المال لزواج احمد وقال لنا ( الان اقابل ربي نظيفا ...لا لي ولا علي )
وتصف زوجة الشهيد (ام محمد) اللحظات الاخيرة من حياة زوجها الدكتور عبد العزيز فتقول ( كان سعيدا جدا على غير عادته وطوال جلسته معنا قبل دقائق من اغتياله كان يردد الانشودة التي تقول ( ان تدخلني ربي الجنة هذا اقصى ما اتمنى )وقال ( إنها من اكثر الكلمات التي احببتها في حياتي ) وحدثنا عن رغبته وشوقه للشهداء وكانت ترتسم على وجهه علامات فرح غريبة
ويقول ابنه احمد : ذهب ابي واستحم وتعطر وهيأ نفسه للخروج وانطلقت السيارة مسرعة لكن صاروخين من طائرة الاباتشي الاسرائيلية كانا اسرع من الجميع وكان قدر الله اقرب من الهدف الذي كان متجها له الشهيد
وهكذا تمت تصفية القائد البطل ( صقر فلسطين) بثلاثة صواريخ اطلقتها عليه طائرات الاباتشي التي قدمت الادارة الامريكية اسرابا منها الى القتله في تل الربيع [/SIZE] [SIZE=7]
وصعدت روحه الطاهرة الى عليين
(( صقر فلسطين ))
تقديم
الشهيد القائد عبد العزيز الرنتيسي ......... علم من أعلام الحركة الإسلامية في فلسطين وواحد من ابرز رموز الشعب الفلسطيني ومن ابرز قادته التاريخيين واحد مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وعضو مؤسس في المجمع الإسلامي والجمعية الطبية العربية والهلال الأحمر الفلسطيني بقطاع غزة .
كان قائدا شجاعا وزعيما سياسيا فذا , اتصف بالجرأة والصلابة في قول كلمة الحق.
]نشأته وقصة كفاحه [/COLOR]
ولد عبد العزيز في 23/ 10/ 1947م في قرية( يبنا) الواقعة في منطقة اللد والرملة ( بين يافا وعسقلان )وقبل أن يبلغ من العمر عاما واحدا طردت العصابات الصهيونية الطفل عبد العزيز مع عائلته إلى قطاع غزة واستقرت هذه العائلة في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين ونشأ عبد العزيز في أسرة محافظة وذاق منذ طفولته مرارة النكبة واللجوء . ولم يمنعه صغر سنه من العمل لمساعدة أسرته المكونه من ((11 فردا )) ثمانية إخوة ذكور و أختين , حيث اشتغل وهو في عمر ست سنوات .
يقول الرنتيسي عن حالة عائلته الاجتماعية :( كنا فقراء للغاية نعتمد في قوتنا على ما يأتينا من التموين الذي توزعه وكالة الغوث ) ويتذكر الرنتيسي طفولته فيقول ( توفي والدي وأنا في نهاية المرحلة الإعدادية فاضطر أخي الأكبر للسفر إلى السعودية من اجل العمل وكنت في ذلك الوقت اعد نفسي لدخول المرحلة الثانوية فاشتريت حذاء من الرابش ( البالة ) فلما أراد أخي السفر كان حافيا فقالت لي أمي أعط حذاءك لأخيك فأعطيته إياه وعدت إلى البيت حافيا .
زار مرة واحدة قريته ( يبنا ) فوجد أسرة يهودية تسكن بيته الذي ولد فيه , جاءت الوكالة اليهودية بها إلى قريته وملكتها بيته وأرضه وتجرع الشاب المرارات والحسرات واحتوها في نفسه الثائرة لتظهر بعد حين في حركة واعية منظمة تدرك رسالتها ووظيفتها في هذه الحياة .
هذه الحياة الصعبة التي عاشها عبد العزيز دفعته للتعلق بالعلم فتعلم في مدارس المخيم وكان احد العشرة المتفوقين في الشهادة الثانوية ( الفرع العلمي) في قطاع غزة كله عام 1965م مما أهله للحصول على منحه دراسية من وكالة الغوث لدراسة الطب في مصر . وفي عام 1972م حصل على بكالوريس طب عام من جامعة الإسكندرية بتفوق وعاد إلى المخيم ليمارس مهنة الطب ثم سافر مرة أخرى إلى مصر وحصل على شهادة الماجستير في طب الأطفال وعمل بعد أن عاد في مستشفى ناصر في خان يونس وذلك عام 1976م .
دوره في الجهاد من اجل فلسطين
رجل دعوة وجهاد :للدكتور الرنتيسي سجل حافل بالدعوة والجهاد وبدا مشواره مع الدعوة في أثناء دراسته للماجستير في مصر فكانت تلك الفترة فترة تغيير كبير في حياته وإذ بدأ فيها يوثق علاقته بكتاب الله عز وجل ويزداد قناعة بفكر الحركة الإسلامية وكانت زوجته تعينه في ذلك كثيرا . وفي تلك الفترة كان يؤدي صلاة الجمعة في مسجد السلام الذي كان يزدحم بالمصلين في الإسكندرية .
في عام1979م انتظم في حركة الإخوان المسلمين ثم أصبح عضوا عاملا في المجمع الإسلامي .
دوره في تأسيس (حماس)
بدأت علاقة الدكتور بالشيخ احمد ياسين في مطلع الثمانينات حيث التقى به في بيته . يقول الرنتيسي عن هذا اللقاء ( التقيت به في غزة في بيته فوجدت فيه خير نموذج للمسلم الذي يعمل لديه بعمق ودون كلل أو ملل ومما زاد إعجابي في الرجل أن طاقاته الصحية لا تتناسب مع الجهد الذي يبذله فالجهد الذي يبذله عشرات الأضعاف عن ما يتمتع به من قدرات صحية , وهذا يعطي انطباعا بأن الرجل فوق العادة من أنماط الرجال ) وتطورت العلاقة بين الرجلين عندما أصبح الرنتيسي عضوا في المكتب الإداري الذي يشرف على الحركة الإسلامية في القطاع والذي كان يرأسه كذلك الشيخ ياسين .
ساهم الرنتيسي بدور كبير في إشعال جذوة الحماس في شباب الانتفاضة فكان أول من اعتقل من قادة حماس بعد أن شاركت الحركة مشاركة رئيسة في تفجير الانتفاضة الأولى في الثامن من ديسمبر 1987م ففي 15/ 1/ 1988م جرى اعتقاله لمدة 21يوم بعد عراك بالأيدي بينه وبين جنود الاحتلال الذين أرادوا اقتحام غرفة نومه فاشتبك معهم لصدهم عن الغرفة فاعتقلوه دون أن يتمكنوا من دخول الغرفة . وبعد شهر من الإفراج عنه تم اعتقاله بتاريخ 4/3/1988م حيث ظل محتجزا في سجون الاحتلال لمدة عامين ونصف العام ووجهت له تهمة المشاركة في تأسيس وقيادة حماس وصياغة المنشور الأول للانتفاضة بينما لم يعترف في التحقيق بشيْ من ذلك ويقول مستذكرا تلك الأيام ( منعت من النوم لمدة ستة أيام , ووضعت في الثلاجة لمدة أربع وعشرين ساعة , ولكن رغم ذلك لم اعترف بأي تهمة وجهت إلى بفضل الله )
فارس مرج الزهور .بعد العمليات العسكرية الجريئة التي قام بها مجاهدو حماس في 14/ 12/ 1992م والتي أربكت قوات الأمن الإسرائيلية وتزامنت مع انطلاقة حماس وكانت متميزة ومتطورة مثل عملية الشجاعية وعملية الخليل وغيرها
وفي ليلة 15/ 12/ 1992م حضرت قوة من الجيش وعلى رأسها ضابط امن للقبض على الدكتور الرنتيسي وأخذوه إلى سجن خان يونس ثم نقل في سيارة عسكرية إلى سجن غزة المركزي ليجد أمامه عددا من الإخوة منهم ( محمود الزهار )
وفي الليلة التالية قاموا بإخراجهم من زنازين قسم التحقيق والتي تتبع جهاز المخابرات والى زنزانة تابعة لإدارة السجن وليست للتحقيق ومكث فيها الجميع ليلة ثم وضعوهم في باصات مكثوا فيها ( 36 ساعة ) وعانوا فيها جميعا معاناة شديدة من اثر القيد على الأيدي والأرجل والعيون المعصوبة والإرهاق الشديد لعدم النوم والمعاملة السيئة حيث لم يسمحوا لأحد من المعتقلين المنقولين في الباصات بقضاء الحاجة ولا تناول الطعام .
وكان الجميع يعتقدون أن هذه الرحلة الطويلة لا تهدف إلا إلى خداع امني للمعتقلين ولم يشعروا أنهم مبعدون إلا في أخر اللحظات عندما قام الجنود بوضع مظاريف فيها ( خمسون دولارا) في جيوبهم ولم يكونوا يظنون أن هناك مبعدين غير الذين كانوا في الحافلة . ولما تأكد الدكتور أن هناك 415 مبعدا كان وقع الخبر عليه كالصاعقة ولكن الإرهاق كان له دور كبير في تخفيف المفاجأة إذ كان العقل والجسد كلاهما في إعياء شد يد من السهر والتعب ولكن الشعور بالمرارة والأسى والحزن كان يلازمه .
وتعرض المبعدون لظروف قاسية في اثناءإبعادهم وإقامتهم في مرج الزهور جنوب لبنان إذ رفض لبنان استقبالهم وبقوا في المنطقة العازلة بين الأراضي التابعة لحكومة لبنان والأراضي اللبنانية التي تحتلها السلطات الإسرائيلية وتركوا في العراء في ظروف جوية قاسية من البرد والمطر والثلج وبلا مأوى او طعام ام علاج ومنعت السلطات الاسرائيلية مرور الاغاثة لمساعدة المبعدين ولم تسمح لمندوب الصليب الاحمر بزيارة المبعدين إلا بعد ثلاثة اسابيع وقامت هيئة الصليب الاحمر الدولية ووكالة الاغاثة ( الانروا) بتزويد المبعدين جزئيا ببعض المواد وتم إقامة مخيم لهم
كان الرنتيسي يعقد مؤتمرا صحفيا يوميا وكان يستقبل يوميا في خيمته عشرات الوفود الصحفية من انحاء العالم وكان يعمل بدأب ونشاط عجيبين وكان لديه القدرة على ان يتحدث مع كل وفد بما ينسجم مع افكاره وثقافته وكأنه يضع امامه خريطة العالم الجغرافية والسياسية وكان يعمل مابعد منتصف الليل وإخوانه نائمون فلم يكن ينام اكثر من ساعتين او ثلاث فقط .
ورجع المبعدون بفضل من الله ثم بحنكة منهم الى الوطن بعد عام واحد على الابعاد ليغلق ملف الابعاد الجماعي ويبقى الجميع يتذكر براعة القائد الاستثنائي الدكتور عبد العزيز الرنتيسي
من كلمات الشهيد الرنتيسي
](( فقدت الامة كثيرا من الرجال العظماء من قبل ولكنها استمرت بصعودها وانا اؤكد ان حماس والشعب الفلسطيني والامة العربية والاسلامية ستستمر في الصعود بدرجة ووتيرة اسرع من ذي قبل بعد اغتيال الشيخ احمد ياسين ))[/COLOR].قال الرنتيسي لصحفي سأله عن (الصراعات) داخل حماس حول الخلافة الشيخ احمد ياسين رحمه الله ) نحن لا نتنافس على القيادة ....... بل نتنافس على الشهادة ).
الرنتيسي الشاعر
كان الشهيد عبد العزيز يحب الادب والشعر من صغره وكان خطيبا مفوها وقد عاش متأثرا بالتيار الاسلامي و مخلص الود والولاء له
وكان شاعرا نظم عدد ا ا طيبا من القصائد التي برزت فيها روحة وملامحه الفكرية وابعاده العقدية والوطنية ووظف شعره في خدمة القضية الفلسطينية داعيا للجهاد محمسا وملهبا للمشاعر منددا بالخنوع والاستسلام فاضحا حقيقة اعداء الدين واعداء فلسطين .
ومن شعره :
احيوا ضمائركم اما بقيت ضمائر ؟؟ فتجارة الاوطان من كبرى الكبائر
عودوا الى اطفال غزة تسمعوا عن مولد الاصباح من رحم الدياجر
عودوا الى القسام يسلخ من ظلام الليل بالاكفاء مجدا للاواخر
استشهاد الرنتيسي الساعات الاخيرة من حياته :وصل الدكتور الى منزله في الساعة الثالثة قبل الفجر يوم السبت 17/ 4/ 2004 م في سرية تامة . قال ابنه محمد : كانت زيارته لنا بعد اسبوع من الغياب لم نره فيه وطلبنا منه عدم الخروج وقضاء ساعات معنا . وبعد إلحاحنا وافق , وكان يأتي الى المنزل بعد منتصف الليل ويغادر قبل الفجر , وقضى ما بقي من الليل يتحدث مع العائلة المشتاقة إلية والتي لا تراه إلا قليلا .
جلس يتحدث عن زواج اخي احمد الذي اصيب خلال محاولة الاغتيال وذلك بعد ان حصل على مدخراته من الجامعة الإسلامية التي كان يحاضر فيها , و قد سدد ما عليه من ديون واقتطع مبلغامن المال لزواج احمد وقال لنا ( الان اقابل ربي نظيفا ...لا لي ولا علي )
وتصف زوجة الشهيد (ام محمد) اللحظات الاخيرة من حياة زوجها الدكتور عبد العزيز فتقول ( كان سعيدا جدا على غير عادته وطوال جلسته معنا قبل دقائق من اغتياله كان يردد الانشودة التي تقول ( ان تدخلني ربي الجنة هذا اقصى ما اتمنى )وقال ( إنها من اكثر الكلمات التي احببتها في حياتي ) وحدثنا عن رغبته وشوقه للشهداء وكانت ترتسم على وجهه علامات فرح غريبة
ويقول ابنه احمد : ذهب ابي واستحم وتعطر وهيأ نفسه للخروج وانطلقت السيارة مسرعة لكن صاروخين من طائرة الاباتشي الاسرائيلية كانا اسرع من الجميع وكان قدر الله اقرب من الهدف الذي كان متجها له الشهيد
وهكذا تمت تصفية القائد البطل ( صقر فلسطين) بثلاثة صواريخ اطلقتها عليه طائرات الاباتشي التي قدمت الادارة الامريكية اسرابا منها الى القتله في تل الربيع [/SIZE] [SIZE=7]
وصعدت روحه الطاهرة الى عليين