روح سماوية
17 Jan 2004, 11:02 PM
<span style='font-family:Courier New'>
<div align="center">نوع ثقافتك ، شكل مواهبك ، غاير بين حالتك في المعيشة ، لأن الرتابة مملة ، والاستمرار سأم ، ولذلك تنوعت العبادات من صلاة وصيام ، وزكاة وحج ، وتنوعت الصلاة من قيام وقعود وركوع وسجود.
الزمن يتجدد: ليل ونهار، وصيف وشتاء ، حر وبرد، مطر وصحو.
المكان يتجدد: جبل وسهل ، رابية وهضبة ، غابة وصحراء، نهر وغدير.
الألوان تتجدد: أبيض وأسود ، أحمر واصفر ، أخضر وأزرق.
الحياة تتجدد: فرح وحزن ، محنة ومنحة ، ولادة وموت، غنى وفقر ، سلم وحرب ، رخاء وشدة.
كان المأمون ينتقل في بيته وهو يقرأ ، وأنشد قول أبي العتاهية :
لايصلح النفس ما دامت مدثرة *** إلا التنقل من حال إلى حال
اجعل وقتاً للتلاوة ، ووقتاً للتفكير ، وثالثاً للذكر ، ورابعاً للمحاسبة ، وخامساً للمطالعة ، سادساً للنزهة ، وهكذا وزع العمر فيما ينفع.
النفس نفورة ، والطبيعة متقلبة ، والمزاج يتضجر ، فحاول أن تكون مسافراً خرّيتاً ، وتاجراً صيرفياً ، تأخذ من كل شيء أحسنه ، ومن كل فن أجمله.
إن كدّ النفس على طريقة واحدة ، ونسج واحد ، قتل لإشراقها وأشواقها ، وإن أخذ الطبيعة بالصرامة المفرطة والجد الصارم انتحار لها.
ولكن ساعة وساعة ، إن هناك بدائل من أعمال الخير ، وأصول الفضائل وسنن الهدى ، يمكن للعبد أن ينتقل بين حقولها ، ويراوح بين جداولها.
ما أحسن الحديقة يوم تضم أشكال الزهور ، وأنواع الفواكه ، وسائر الأذواق والطعوم ، وكذلك حالات النفس وأطوارها ، لابد أن يكون عندها من سعة الأفق ، ورحابة المعرفة ، ووسائل الحياة ، وصنوف الهيئات المباحة مايسعدها.
وإن كبت النفس في مسارات ضيقة ، ورتابة باهتة ، ماأنزل الله بها من سلطان ، يجعل النفس ذاوية منهكة محطمة { ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها }
والأجدر بالعبد أن يضرب في كل غنيمة من أعمال الخير والبر بسهم :
يوماً يمان إذا لاقيت ذا يمنٍ *** وإن لقيت معدياً فعدناني
م ن ق و ل</div></span>
<div align="center">نوع ثقافتك ، شكل مواهبك ، غاير بين حالتك في المعيشة ، لأن الرتابة مملة ، والاستمرار سأم ، ولذلك تنوعت العبادات من صلاة وصيام ، وزكاة وحج ، وتنوعت الصلاة من قيام وقعود وركوع وسجود.
الزمن يتجدد: ليل ونهار، وصيف وشتاء ، حر وبرد، مطر وصحو.
المكان يتجدد: جبل وسهل ، رابية وهضبة ، غابة وصحراء، نهر وغدير.
الألوان تتجدد: أبيض وأسود ، أحمر واصفر ، أخضر وأزرق.
الحياة تتجدد: فرح وحزن ، محنة ومنحة ، ولادة وموت، غنى وفقر ، سلم وحرب ، رخاء وشدة.
كان المأمون ينتقل في بيته وهو يقرأ ، وأنشد قول أبي العتاهية :
لايصلح النفس ما دامت مدثرة *** إلا التنقل من حال إلى حال
اجعل وقتاً للتلاوة ، ووقتاً للتفكير ، وثالثاً للذكر ، ورابعاً للمحاسبة ، وخامساً للمطالعة ، سادساً للنزهة ، وهكذا وزع العمر فيما ينفع.
النفس نفورة ، والطبيعة متقلبة ، والمزاج يتضجر ، فحاول أن تكون مسافراً خرّيتاً ، وتاجراً صيرفياً ، تأخذ من كل شيء أحسنه ، ومن كل فن أجمله.
إن كدّ النفس على طريقة واحدة ، ونسج واحد ، قتل لإشراقها وأشواقها ، وإن أخذ الطبيعة بالصرامة المفرطة والجد الصارم انتحار لها.
ولكن ساعة وساعة ، إن هناك بدائل من أعمال الخير ، وأصول الفضائل وسنن الهدى ، يمكن للعبد أن ينتقل بين حقولها ، ويراوح بين جداولها.
ما أحسن الحديقة يوم تضم أشكال الزهور ، وأنواع الفواكه ، وسائر الأذواق والطعوم ، وكذلك حالات النفس وأطوارها ، لابد أن يكون عندها من سعة الأفق ، ورحابة المعرفة ، ووسائل الحياة ، وصنوف الهيئات المباحة مايسعدها.
وإن كبت النفس في مسارات ضيقة ، ورتابة باهتة ، ماأنزل الله بها من سلطان ، يجعل النفس ذاوية منهكة محطمة { ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها }
والأجدر بالعبد أن يضرب في كل غنيمة من أعمال الخير والبر بسهم :
يوماً يمان إذا لاقيت ذا يمنٍ *** وإن لقيت معدياً فعدناني
م ن ق و ل</div></span>