اشرف الليبي
09 Jun 2005, 12:40 PM
رسالة صادقة أبعثها إليك .. أيها المحب .
( اذا سألت فاسأل الله )
إن نصح نبينا محمد عليه الصلاة والسلام لأمته فوق كل شبهة .. وإشفاقه عليها ليس مجالا للطعن .. كيف لا وهو الذي بذل الغالي والنفيس في سبيل دعوته .. فإذا أمرني وإياك بأمر ، وجب تقديم أمره على كل مقدم ، وقد قال هو بأبي وأمي هو( إذا سالت فاسأل الله )
إن قلبك ليدمى حرقة ولوعة واسى حين تسمع السؤال ولكن لغير الله ، والدعاء ولكن لا صحاب القبور ، والالتجاء ولكن ببشر من البشر
أيها المحب : ألا ترى تلك الجموع وقد حطت رحالها بباب الحسين رضي الله عنه : سيد شباب أهل الجنة، ألا تراهم يتفيؤن نسائم الرحمات, ويتلقون برد الرحمة والرضا، أتراهم على جادة أم عن الجادة نكصوا وقد قال جد الحسين عليه السلام: ( إذا سالت فاسأل الله )
أتراهم سألوا الله أم سألوا غيره ؟
أيها المحب : استمع معي إلى قول الله ( وإذا سالك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان ) هل تأملت لماذا هو قريب ؟ ولماذا هو يجيب دعوة الداع ؟
ألأجل أن يدعى غيره ؟! أم لأجل أن يُلتجئ إليه ويوحد في الدعاء ؟
حكم عقلك أيها المحب!
استمع إلى قولة تعالى ( له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال )
أتظن أن الماء سيبلغ فاه ؟ لا والله أتحب أن يكون وصفك كما هو في آخر الآية : إني والله مشفق عليك.
استمع أيها المحب إلى كمال الآية ( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال ) أترى أنه بعد هذه الآية أنه يجوز السجود لغير الله ؟
استمع لآخر الآية ( قل من رب السموات والأرض قل الله . قل أفتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا. قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم، قل الله خالق كل .شيء وهو الواحد القهار )
لا والله لا يستوي الأعمى والبصير
أيها المحب أسمعت هذه الآيات ألا تراها واضحة في صرامة , صارمة في وضوح ؟ هل تحتاج بعد هذه الآيات إلى برهان ودليل ومع هذا ها أنت تسمع من طرف قصي :
نادي عليا مظهر العجائب تجده عونا لك في النوائب
وآخر تراه وقد التزم القضبان الحديدية لقبر نينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، أو قبر علي أو الحسين رضي الله عنهما وهو يبكي بكاءً مرا وينشج نشيجا متقطعا يرجو ويخشى .
لمثل هذا يذوي القلب من كمد إن كان في القلب إسلام وإيمان
فبالله على نفسك فلتبكي ، وعلى بؤسك فلتحزن أيدعى غير الله في أرض الله ، استمع إلى كلام لإمام الصادق عليه رحمة الله ( فوالله ما نحن إلا عبيداً للذي خلقنا واصطفانا, ما نقدر على ضر ولا نفع, إن رحمنا فبرحمتة , وان عذبنا فبذنوبنا ، والله ما لنا عليه من حجة, ولا معنا من الله براءة وإنا لميتون ومقبورون ومنشورون ومبعوثون وموقوفون ومسئولون ... الخ كلامه رحمه الله انظر رجال الكشي 225
الم تر أن الحق تلقاه أبلجاً وأنك تلقى باطل القول لحلجا
فأين ذهب عقلك وأنت تدعوا غير الله ؟ أين ذهبت بصيرتك ؟ أين ذهب بصرك ؟
أرأيت الآيات المحكمات ، أرأيت الكلمات النيرات ، ومع هذا انك لتأسى وأنت تسمع لبعض المضلين يستدل بما هو متشابه محرضاً به على الشرك بالله من مثل قوله تعالى ( يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة )
ويقولون إن الوسيلة هي ما يتوسل به إلى الله وهذا صحيح ولكن هل مما يتوسل به ذوات بني آدم وقبورهم استمع إلى السيد محمد الحسيني الشيرازي عند هذه الآية : السبب الذي يقربكم إليه سبحانه من فعل الخيرات والأعمال الصالحة . أنظر تفسير تقريب القران 6 /83
إذن فليس مما يتوسل به ذوات الصالحين وقبورهم كما صرح به أحد علماء الشيعة ، وإنما المراد بالتوسل في الآية التوسل بالعمل الصالح إيمان وتوحيد ودعاء ونحو ذلك.
استمع إلى هذه الآيات من سورة النمل ثم تأمل تلك التعقيبات العجيبة آخر كل آية ( أمن خلق السموات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون )
( أإله مع الله بل هم قوم يعدلون ) ، ( أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون ) ، ( أإله مع الله قليلا ما تذكرون ) ، ( أإله مع الله تعالى الله عما يشركون ) ، ( أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) ، ( فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين ) ، ( الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد )
أرأيت صولة الحق ألا تنظر إلى وضوح الحجة وقوتها ، هذا هو دين آل بيت رسول الله هذا هو نهجهم هذه هي عقيدتهم ، فأين نحن منهم أين نحن من تطبيقه !
لقد آن للسماء أن تفتح أبوبا وللجبال أن تسير سرابا حين تسمع داعيا يقول يا حسين ، يا علي ، يا زهراء
واه لكم يا أهل بيت رسول الله فكم كذب على الدين باسمكم وكم افتري على الشريعة برفع شعار حبكم.
أيها المحب : تأمل معي قول الله تعالى ( إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين ) ماذا تفهم من هذه الآية ؟ ما الذي تعقله منها أتفهم منها دعاء علي عند المصائب ؟
أم دعاء الحسين عند الكربات ؟ أم اللجوء إلى الزهراء عند المضائق؟
أين عقلك ؟
أين بصرك ؟
أين بصيرتك؟
إن هذا كلام ربنا خالقنا الذي له ملك السماوات والأرض وهو على كل شيء قدير ، أتدري من هو الله ؟! استمع إليه وهو يقول ( قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله قل أفلا تتقون )
ويقول تعالى ( قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون . قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله أفلا تتقون . قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فاني تسحرون )
فتأمل تعقيبه ( فأنى تسحرون )
فمن أقر بكل هذا ولم يوحد الله بالعبادة فهو مسحور سحر جاه أو سحر رياسة ونحوه .
أيها المحب : قد يمر بخاطرك قراءتك للقران وصلاتك وصدقتك وبكاؤك على آل بيت رسول الله ومحبتك لهم وتوجعك على مصابهم ، أيكون كل هذا غير نافع لي عند الله ؟
وأقول بلى والله هو نافع لك وذخر لك عند الله ، ولكن تأمل معي هذه الآية ، يقول الله تعالى ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )
أتدري ما معنى هذه الآية معناها : أن كثيرا ممن يؤمن بالله وأنه خالقه ورازقه هو مع هذا مشرك وإن صلى وإن صام لأنه جعل لله شريكا في عبادته ودعائه.
أيها المحب قد يمر بخاطرك قضية أخرى وهي قول بعضهم إننا لا نعبد هذه القبور ولا نستغيث بالحسين ولا نتوجه إلى الزهراء ولا نستعين بعلي إلا لأنهم عباد صالحون، قد عبدوا الله حق العبادة ووحدوه حق التوحيد فهم مخلصون في يقينهم وإيمانهم ، وهم قريبون من ربهم فنتلمس قربهم من لله كي يقربونا منه وهذا والله الذي لا ينقضي منه العجب .
تأمل معي هذه الآية ( ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار) كرر النظر في الآية أترى إن ثمة تطابق بين حالين عافاني الله وإياك .
أتدري ماذا يريد هؤلاء؟ إنهم يريدون القرب من الله ولكنهم ظلوا الطريق وكم من مريد للخير لم يصبه ، وتأمل نهاية الآية جيدا .
أيها المحب أقرأت كتاب الله ؟ هل حفظت شيئا منه ؟
هل تدبرته ؟ هل تفكرت في آياته؟
هل أنت معرض عنه ؟ إلى متى تستمر هذه الغفلة ؟
هل أعددت للآخرة زادا ؟ كيف تحاج عن نفسك عند الله ؟
كيف تدفع عنها العذاب وقد سمعت هذه الآيات الباهرات التي تدلك على توحيده
هل تأملت الأمم وهي جاثية كل امة تدعى إلى كتابها ؟ هل تأملت الحشر والنشور؟
هل تأملت الحساب والجزاء ؟
أرأيت أنك وحيد لا رفيق ولا صديق لا أنيس ولا جليس ألا عملك الصالح ( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه )
وأخيراً أيها المحب : إنني ابعثها إليك رسالة واضحة صريحة أرجو منك أن تتلقاها بعقل وبصيرة واعية إن الأئمة من آل البيت أئمة صالحون وهم خليقون بكل خلق ودين وورع ولكنهم عباد من عباد الله مخاطبون بمثل قوله تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ليسو أربابا ولا يجوز دعاءهم من دون الله هذه رسالة ابعثها لكل محب لآل بيت رسول الله ، أسأل الله أن يهديني وإياك سبل السلام وصلى اللهم على محمد واله .
( اذا سألت فاسأل الله )
إن نصح نبينا محمد عليه الصلاة والسلام لأمته فوق كل شبهة .. وإشفاقه عليها ليس مجالا للطعن .. كيف لا وهو الذي بذل الغالي والنفيس في سبيل دعوته .. فإذا أمرني وإياك بأمر ، وجب تقديم أمره على كل مقدم ، وقد قال هو بأبي وأمي هو( إذا سالت فاسأل الله )
إن قلبك ليدمى حرقة ولوعة واسى حين تسمع السؤال ولكن لغير الله ، والدعاء ولكن لا صحاب القبور ، والالتجاء ولكن ببشر من البشر
أيها المحب : ألا ترى تلك الجموع وقد حطت رحالها بباب الحسين رضي الله عنه : سيد شباب أهل الجنة، ألا تراهم يتفيؤن نسائم الرحمات, ويتلقون برد الرحمة والرضا، أتراهم على جادة أم عن الجادة نكصوا وقد قال جد الحسين عليه السلام: ( إذا سالت فاسأل الله )
أتراهم سألوا الله أم سألوا غيره ؟
أيها المحب : استمع معي إلى قول الله ( وإذا سالك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان ) هل تأملت لماذا هو قريب ؟ ولماذا هو يجيب دعوة الداع ؟
ألأجل أن يدعى غيره ؟! أم لأجل أن يُلتجئ إليه ويوحد في الدعاء ؟
حكم عقلك أيها المحب!
استمع إلى قولة تعالى ( له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال )
أتظن أن الماء سيبلغ فاه ؟ لا والله أتحب أن يكون وصفك كما هو في آخر الآية : إني والله مشفق عليك.
استمع أيها المحب إلى كمال الآية ( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال ) أترى أنه بعد هذه الآية أنه يجوز السجود لغير الله ؟
استمع لآخر الآية ( قل من رب السموات والأرض قل الله . قل أفتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا. قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم، قل الله خالق كل .شيء وهو الواحد القهار )
لا والله لا يستوي الأعمى والبصير
أيها المحب أسمعت هذه الآيات ألا تراها واضحة في صرامة , صارمة في وضوح ؟ هل تحتاج بعد هذه الآيات إلى برهان ودليل ومع هذا ها أنت تسمع من طرف قصي :
نادي عليا مظهر العجائب تجده عونا لك في النوائب
وآخر تراه وقد التزم القضبان الحديدية لقبر نينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، أو قبر علي أو الحسين رضي الله عنهما وهو يبكي بكاءً مرا وينشج نشيجا متقطعا يرجو ويخشى .
لمثل هذا يذوي القلب من كمد إن كان في القلب إسلام وإيمان
فبالله على نفسك فلتبكي ، وعلى بؤسك فلتحزن أيدعى غير الله في أرض الله ، استمع إلى كلام لإمام الصادق عليه رحمة الله ( فوالله ما نحن إلا عبيداً للذي خلقنا واصطفانا, ما نقدر على ضر ولا نفع, إن رحمنا فبرحمتة , وان عذبنا فبذنوبنا ، والله ما لنا عليه من حجة, ولا معنا من الله براءة وإنا لميتون ومقبورون ومنشورون ومبعوثون وموقوفون ومسئولون ... الخ كلامه رحمه الله انظر رجال الكشي 225
الم تر أن الحق تلقاه أبلجاً وأنك تلقى باطل القول لحلجا
فأين ذهب عقلك وأنت تدعوا غير الله ؟ أين ذهبت بصيرتك ؟ أين ذهب بصرك ؟
أرأيت الآيات المحكمات ، أرأيت الكلمات النيرات ، ومع هذا انك لتأسى وأنت تسمع لبعض المضلين يستدل بما هو متشابه محرضاً به على الشرك بالله من مثل قوله تعالى ( يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة )
ويقولون إن الوسيلة هي ما يتوسل به إلى الله وهذا صحيح ولكن هل مما يتوسل به ذوات بني آدم وقبورهم استمع إلى السيد محمد الحسيني الشيرازي عند هذه الآية : السبب الذي يقربكم إليه سبحانه من فعل الخيرات والأعمال الصالحة . أنظر تفسير تقريب القران 6 /83
إذن فليس مما يتوسل به ذوات الصالحين وقبورهم كما صرح به أحد علماء الشيعة ، وإنما المراد بالتوسل في الآية التوسل بالعمل الصالح إيمان وتوحيد ودعاء ونحو ذلك.
استمع إلى هذه الآيات من سورة النمل ثم تأمل تلك التعقيبات العجيبة آخر كل آية ( أمن خلق السموات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون )
( أإله مع الله بل هم قوم يعدلون ) ، ( أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون ) ، ( أإله مع الله قليلا ما تذكرون ) ، ( أإله مع الله تعالى الله عما يشركون ) ، ( أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) ، ( فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين ) ، ( الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد )
أرأيت صولة الحق ألا تنظر إلى وضوح الحجة وقوتها ، هذا هو دين آل بيت رسول الله هذا هو نهجهم هذه هي عقيدتهم ، فأين نحن منهم أين نحن من تطبيقه !
لقد آن للسماء أن تفتح أبوبا وللجبال أن تسير سرابا حين تسمع داعيا يقول يا حسين ، يا علي ، يا زهراء
واه لكم يا أهل بيت رسول الله فكم كذب على الدين باسمكم وكم افتري على الشريعة برفع شعار حبكم.
أيها المحب : تأمل معي قول الله تعالى ( إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين ) ماذا تفهم من هذه الآية ؟ ما الذي تعقله منها أتفهم منها دعاء علي عند المصائب ؟
أم دعاء الحسين عند الكربات ؟ أم اللجوء إلى الزهراء عند المضائق؟
أين عقلك ؟
أين بصرك ؟
أين بصيرتك؟
إن هذا كلام ربنا خالقنا الذي له ملك السماوات والأرض وهو على كل شيء قدير ، أتدري من هو الله ؟! استمع إليه وهو يقول ( قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله قل أفلا تتقون )
ويقول تعالى ( قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون . قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله أفلا تتقون . قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فاني تسحرون )
فتأمل تعقيبه ( فأنى تسحرون )
فمن أقر بكل هذا ولم يوحد الله بالعبادة فهو مسحور سحر جاه أو سحر رياسة ونحوه .
أيها المحب : قد يمر بخاطرك قراءتك للقران وصلاتك وصدقتك وبكاؤك على آل بيت رسول الله ومحبتك لهم وتوجعك على مصابهم ، أيكون كل هذا غير نافع لي عند الله ؟
وأقول بلى والله هو نافع لك وذخر لك عند الله ، ولكن تأمل معي هذه الآية ، يقول الله تعالى ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )
أتدري ما معنى هذه الآية معناها : أن كثيرا ممن يؤمن بالله وأنه خالقه ورازقه هو مع هذا مشرك وإن صلى وإن صام لأنه جعل لله شريكا في عبادته ودعائه.
أيها المحب قد يمر بخاطرك قضية أخرى وهي قول بعضهم إننا لا نعبد هذه القبور ولا نستغيث بالحسين ولا نتوجه إلى الزهراء ولا نستعين بعلي إلا لأنهم عباد صالحون، قد عبدوا الله حق العبادة ووحدوه حق التوحيد فهم مخلصون في يقينهم وإيمانهم ، وهم قريبون من ربهم فنتلمس قربهم من لله كي يقربونا منه وهذا والله الذي لا ينقضي منه العجب .
تأمل معي هذه الآية ( ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار) كرر النظر في الآية أترى إن ثمة تطابق بين حالين عافاني الله وإياك .
أتدري ماذا يريد هؤلاء؟ إنهم يريدون القرب من الله ولكنهم ظلوا الطريق وكم من مريد للخير لم يصبه ، وتأمل نهاية الآية جيدا .
أيها المحب أقرأت كتاب الله ؟ هل حفظت شيئا منه ؟
هل تدبرته ؟ هل تفكرت في آياته؟
هل أنت معرض عنه ؟ إلى متى تستمر هذه الغفلة ؟
هل أعددت للآخرة زادا ؟ كيف تحاج عن نفسك عند الله ؟
كيف تدفع عنها العذاب وقد سمعت هذه الآيات الباهرات التي تدلك على توحيده
هل تأملت الأمم وهي جاثية كل امة تدعى إلى كتابها ؟ هل تأملت الحشر والنشور؟
هل تأملت الحساب والجزاء ؟
أرأيت أنك وحيد لا رفيق ولا صديق لا أنيس ولا جليس ألا عملك الصالح ( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه )
وأخيراً أيها المحب : إنني ابعثها إليك رسالة واضحة صريحة أرجو منك أن تتلقاها بعقل وبصيرة واعية إن الأئمة من آل البيت أئمة صالحون وهم خليقون بكل خلق ودين وورع ولكنهم عباد من عباد الله مخاطبون بمثل قوله تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ليسو أربابا ولا يجوز دعاءهم من دون الله هذه رسالة ابعثها لكل محب لآل بيت رسول الله ، أسأل الله أن يهديني وإياك سبل السلام وصلى اللهم على محمد واله .