أبو القعقاع القيرواني
20 Jun 2005, 07:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
و بعد: رأيت أحبّتي في الله أنه من المفيد أن أنقل لكم رسالة عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل
التي تناول فيها شخصية البدوي الذي شاعت أخباره في مصر بأنه ولي و غير ذلك حتى صار الناس يخافونه
و يخشونه كخشيتهم لله تبارك و تعالى و هاهو ضريحه المزعوم, مزار مقدس تقام فيه الذبائح و غير ذلك من الأعمال الكفرية
و مما يدعونا إلى الإنتباه هنا هذا الإقتفاء العلمي لهذه الشخصية هل هي موجوة أو لا؟
نص الرسالة:
الحمدُ للهِ وبعدُ ؛
شخصيةُ السيدِ البدوي وضريحه المزعوم من القضايا التي أشغلت المحققين من أهلِ العلمِ ، فمنهم من يثبتُ وجوده ، فقد ترجم لهُ المنوفي في " جمهرة الأولياءِ " (2/237) وقال : هو أبو العباسِ أحمدُ البدوي الشريف ، ولد بمدينةِ فاس بالمغرب ، ثم رحل أبوه إلى مكةَ ( 603 هـ ) وعمرهُ إذ ذاك سبع سنين ، وكان لكثرةِ ما يتلثم لقب بالبدوي ، وكانوا يسمونه في مكةَ " العطاب " ، فلما أحدث عليه حادث الوله تغيرت أحوالهُ ، واعتزل الناس ، ولازم الصمت ، ثم سافر إلى العراق ، ومنها إلى مصر ، واستقر في طنطا ، ت ( 686 هـ ) .ا.هـ.
وممن ترجم له أيضاً الزركلي في " الأعلام " (1/175) وتعقب الشيخُ بكرُ أبو زيد الزركلي في كتابه " المدخل المفصل " (1/468) فقال : احمدُ البدوي مترجمٌ في : «الأعلام : 1/75» وأن وفاته سنة «675» وذكر من أخباره وسيرته شيئا ، وليس فيها مصدرٌ لترجمتهِ في القرنِ السابعِ أو الثامنِ ، ولهذا فإن الشيخَ احمدَ بنَ محمد شاكر ت سنة «1377هـ» رحمه اللهُ تعالى ذكرَ لفتةً نفيسةً في : « مجلة الفتح » وهي في كتاب : « حكم الجاهلية : ص/166 ف » بعنوان : « بحث في تاريخ السيد البدوي » ، وهذا نصها :
« وبهذهِ المناسبةِ نريدُ أن نسألَ المؤرخين العارفين عن تاريخِ السيدِ أحمدَ البدوي الذي يقولُ بعضُهم بوجوده ، وينكره بعضهم ، واعني بهذا أنه هل وجد شخصٌ حقيقي بهذا الاسمِ هو المدفونُ في طنطا والذي نُسب إليه المسجدُ ؟ لأن الذين كتبوا في ترجمةِ حياتهِ إنما هم المتأخرون ، ويزعمون أنه توفي في منتصفِ القرنِ السابعِ الهجري . أي بين سنتي 600 و750 هجرية ، إنني لم أجد من ذكرهُ من المؤرخين السابقين الذين يوثق بنقلهم إلا جلال الدين السيوطي الحافظ رحمه الله وهو من رجال أواخرِ القرنِ الثامنِ ، لأنه مات سنة 911هـ » وبين التاريخين بونٌ شاسعٌ ، ولم يذكر السيوطي عمن تلقى خبرَ تاريخهِ .
والقاعدةُ الصحيحةُ عند علماءِ النقلِ وزعمائهِ وهم حفاظُ الحديثِ أن المرسلَ لا تقومُ به حجةٌ ، وهو ما يرويه شخصٌ عمن لم يدركه ولم يتلق عنه مباشرةً ، لما فيه من جهالةِ الواسطةِ ، فعلله غير ثقةٍ ، وهذا أمرٌ معروفٌ .
ولعل من يجيبنا عن هذا السؤالِ يذكرُ من أين نقل ؟ والكتاب الذي نقل منه ؟ على أنا لا نريد إلا التحقيقَ من هذا الأمرِ . ونسأل الله العون والتوفيق » .ا.هـ.
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
و بعد: رأيت أحبّتي في الله أنه من المفيد أن أنقل لكم رسالة عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل
التي تناول فيها شخصية البدوي الذي شاعت أخباره في مصر بأنه ولي و غير ذلك حتى صار الناس يخافونه
و يخشونه كخشيتهم لله تبارك و تعالى و هاهو ضريحه المزعوم, مزار مقدس تقام فيه الذبائح و غير ذلك من الأعمال الكفرية
و مما يدعونا إلى الإنتباه هنا هذا الإقتفاء العلمي لهذه الشخصية هل هي موجوة أو لا؟
نص الرسالة:
الحمدُ للهِ وبعدُ ؛
شخصيةُ السيدِ البدوي وضريحه المزعوم من القضايا التي أشغلت المحققين من أهلِ العلمِ ، فمنهم من يثبتُ وجوده ، فقد ترجم لهُ المنوفي في " جمهرة الأولياءِ " (2/237) وقال : هو أبو العباسِ أحمدُ البدوي الشريف ، ولد بمدينةِ فاس بالمغرب ، ثم رحل أبوه إلى مكةَ ( 603 هـ ) وعمرهُ إذ ذاك سبع سنين ، وكان لكثرةِ ما يتلثم لقب بالبدوي ، وكانوا يسمونه في مكةَ " العطاب " ، فلما أحدث عليه حادث الوله تغيرت أحوالهُ ، واعتزل الناس ، ولازم الصمت ، ثم سافر إلى العراق ، ومنها إلى مصر ، واستقر في طنطا ، ت ( 686 هـ ) .ا.هـ.
وممن ترجم له أيضاً الزركلي في " الأعلام " (1/175) وتعقب الشيخُ بكرُ أبو زيد الزركلي في كتابه " المدخل المفصل " (1/468) فقال : احمدُ البدوي مترجمٌ في : «الأعلام : 1/75» وأن وفاته سنة «675» وذكر من أخباره وسيرته شيئا ، وليس فيها مصدرٌ لترجمتهِ في القرنِ السابعِ أو الثامنِ ، ولهذا فإن الشيخَ احمدَ بنَ محمد شاكر ت سنة «1377هـ» رحمه اللهُ تعالى ذكرَ لفتةً نفيسةً في : « مجلة الفتح » وهي في كتاب : « حكم الجاهلية : ص/166 ف » بعنوان : « بحث في تاريخ السيد البدوي » ، وهذا نصها :
« وبهذهِ المناسبةِ نريدُ أن نسألَ المؤرخين العارفين عن تاريخِ السيدِ أحمدَ البدوي الذي يقولُ بعضُهم بوجوده ، وينكره بعضهم ، واعني بهذا أنه هل وجد شخصٌ حقيقي بهذا الاسمِ هو المدفونُ في طنطا والذي نُسب إليه المسجدُ ؟ لأن الذين كتبوا في ترجمةِ حياتهِ إنما هم المتأخرون ، ويزعمون أنه توفي في منتصفِ القرنِ السابعِ الهجري . أي بين سنتي 600 و750 هجرية ، إنني لم أجد من ذكرهُ من المؤرخين السابقين الذين يوثق بنقلهم إلا جلال الدين السيوطي الحافظ رحمه الله وهو من رجال أواخرِ القرنِ الثامنِ ، لأنه مات سنة 911هـ » وبين التاريخين بونٌ شاسعٌ ، ولم يذكر السيوطي عمن تلقى خبرَ تاريخهِ .
والقاعدةُ الصحيحةُ عند علماءِ النقلِ وزعمائهِ وهم حفاظُ الحديثِ أن المرسلَ لا تقومُ به حجةٌ ، وهو ما يرويه شخصٌ عمن لم يدركه ولم يتلق عنه مباشرةً ، لما فيه من جهالةِ الواسطةِ ، فعلله غير ثقةٍ ، وهذا أمرٌ معروفٌ .
ولعل من يجيبنا عن هذا السؤالِ يذكرُ من أين نقل ؟ والكتاب الذي نقل منه ؟ على أنا لا نريد إلا التحقيقَ من هذا الأمرِ . ونسأل الله العون والتوفيق » .ا.هـ.