حكم البشر:
16 Jul 2005, 04:39 PM
السلام عليكم
لماذا تابت هذه المرأة وكيف تابت قصيده عجيبة أقرأ وكفكف دموعك وتعرف عليها:
.....جاءت إليه و نار الجوف تستعرُ *** و دمعة العين لا تنفكّ تنهمرُ
.....جاءت إليه تجرّ الهمّ مخبتةً *** كأنها أشعث أضنى به السفرُ
.....فراشها السهد ، و الأحزان كسوتها *** و البؤس يعصر قلبا كاد ينفطرُ
.....جاءت إليه و موج الغمّ ملتطمٌ *** والنفس لهفى ، وحبل السعد منبترُ
.....جاءت إلى الرحمة المسداة في لهفٍ *** في ساحة ا لأمن.. لا ذلٌ ولا خطرُ
.....الحدُّ يُدرءُ . . و الأحكام عادلةٌ *** والذنب مغتفرٌ ، و العرض مختفرُ
.....تقدمت و الضمير الحيُّ يشحذها *** لجنّةٍ نحوها الأرواح تبتدرُ
.....واستجمعت تفضح الأسرار في أسفٍ *** لعلّها في مقام العرض تستترُ
.....وهج الفضيحة أمرٌ يستهان به *** فحرقة الجوف لا تبقي و لاتذرُ
.....فأقبلت و رسول الله في حِلَقٍ *** من صحبه و فؤاد الدهر مفتخرُ
.....كأنه الشمسُ . . أو كالبدر مزدهرا *** أستغفر الله.. ماذا الشمس و القمرُ؟!
.....فأفصحت – يالهول الخطب- وانفجرت *** و طالما هدّها الإطراق و الفكرُ
.....قالت له : يا رسول الله معذرةً *** ينوء ظهري بذنبٍ كيف يُغتفرُ!!
.....فجال عنها و أغضى عن مقالتها *** و للتمعّر في تقطيبه أثرُ
.....واسترسلت يا أجلّ الخلق قاطبةً *** يا أرحم الناس طُرّا: غرّني الغررُ
.....فجال عنها و أغضى عن مقالتها *** رحمى..وللعفو في إعراضه صورُ
.....قالت وللصدق في إقرارها شجنٌ *** والصمت يطبق والأحداث تُختصرُ
.....أصبت حدّاً فطهّر مهجةً فنيت *** وشاهدي في الحشا، إن كُذب الخبرُ
.....دعني أجود بنفس لا قرار لها *** فالنفس مذ ذاك لا تنفك يحتظرُ
.....حرارة الذنب في الوجدان لاعجةٌ *** إني إلى الله جئت اليوم أعتذرُ
.....فقال عودي.. وكوني للجنين تُقى *** فللجنين حقوقٌ مالها وزرُ
.....فاسترجعت وانثنت شعثاء شاردةً *** فهل لها فوق نار الوزر مُصطبرُ؟!
.....ما أودعت سجن سجّانٍ و كافلها *** تقوى الإله . . فلا سوطٌ و لا أَسرُ
.....تغصّ في كل ليل حالك قلقا *** و عندها سامراها : الهمُّ و السهرُ!!
.....واغتالها غائل الإشفاق من سقرٍ *** سبحان ربي. . وما أدراك ما سقرُ!!
.....لم تنتظر قرّة ً للعين أو سندا *** و إنما هو حتف الروح تنتظرُ
.....لكل ميلاد أنثى فرحةٌ و رضا *** و ما لميلادها سعدٌ و لا بِشَرُ!!
.....حتى إذا حان حينٌ و انقضى أجلٌ *** و قد تقرح منها الخدّ والبصرُ
.....حلّ المخاض فهاجت كلّ هائجةٍ *** مثل الأسير انتشى و القيدُ ينكسرُ
.....طوت عليه لفاف البين وانطلقت *** فروحها للقاء الطهر تستعرُ
.....أمٌّ تغشّى حياض الموت مشفقةً *** إذا اعترى المذنبين الأمن والخدرُ
.....و أقبلت .. يارسول الله : ذا أجلي *** طال العناء و كسري ليس ينجبرُ
.....فقال قولة إشفاقٍ و مرحمةٍ *** و القلب منكسرٌ ، و الدمع ينهمرُ
.....غذّي الوليد إلى سنّ الفطام فقد *** جرت له بالحقوق الآيُ و السورُ
.....فاسترجعت ، ولها آهات محتسبٍ *** بمهجةٍ غيّرت و جدانها الغِيَرُ
.....ومرّ عامٌ .. وفي إصرارها جلدٌ.. *** ومرّ عامٌ .. فلا ضعفٌ و لا خورُ
.....الله أكبر . . والأذكار سلوتها *** والبرّ يشهدُ و الإخبات و السحرُ
.....حتى إذا ما انقضت أيام محنتها *** تكاد لولا عرى الإيمان تنتحرُ
.....جاءت به ورغيف الخبز في يده *** وليس يعلم ما الدنيا و ما القدرُ !!
.....وليس يدرك ما تفشيه لقمته *** و الشمل عمّا قريبٍ سوف ينتثرُ
.....يلهو.. و لم تبلغ الأحداث مسمعه *** جهلاً. . وعن مثله يُستكتم الخبرُ
.....قالت: فديت رسول الله ذا أجلي *** قد ملّني الصبر،والعقبى لمن صبروا
.....فقال: من يكفل المولود من سعةٍ *** أنا الرفيق له.. يا سعد من ظفروا!!
.....فاستله صاحب الأنصار في فرحٍ *** وحاز أفضل فوزٍ حازه بشرُ
.....كأنما الروح من وجدانها انتسلت *** يا للأمومة . . و الآهات تنفجرُ
.....وكفكفت دمعةً حرّى مودِّعةً *** و للأسى صورةٌ من خلفها صورُ
.....حتى إذا ما انطوى عن ظهرها ألقٌ *** واستسلمت لقضاء زفّه القدرُ
.....شدوّا عليها رداء الستر واحتُفرت *** الله أكبر. . ماذا ضمّت الحفرُ
.....الحكم لله فردٍ لا شريك له *** ما أنزل الله . . لا ما أحدث البشرُ
.....وفي الحدود نقاء النفس من لممٍ *** وفي الحدود حياة الناس فاعتبروا..
.....وشذّرتها شظى الأحجار فالتجأت *** و في تألمها عتقٌ و مطّهرُ..
.....فالعين مسملةٌ .. و الخدّ منهشم *** و الشعر في جندل الأحداث منتثرُ
.....لو أن للصخر قلبا لانشوى ألما *** و قد ينوء بأثقال الأسى الحجرُ
.....أو أن للطفل عين -والدماء سدى- *** ماذا عسى أن يقول الطفل يا بشرُ؟!
.....هناك- والجسد الذاوي يفوح شذى- *** لم يبق إلاّ جمال الطهر والظفرُ
.....واستبشرت بعبير التوب واغتسلت *** كما ينقي صلاد الصخرة المطر
.....وقال فيها رسول الخير قولته: *** تابت و توبتها للناس معتبر
.....لو وزّعت بين أهل النخل قاطبةً *** كانت لهم دون بأس الله مُدّثر
.....قام النبي وصفّ الصحب في أثرٍ *** فيهم أبو بكرٍ الصدّيق و العمرُ
.....صلى وصلّوا وضجوا بالدعاء لها *** و دعوة المصطفى للعبد مُدّخر
.....في ذمة الله يا من فاح مرقدها *** عطرا، وطبتِ وطاب القبر و المدر
.....بيّنتِ حكما، و كنتِ للتقى مثلاً *** وفاز بالصحبة الغراء مبتدر
.....سارت إلى جنة الفردوس فابتسمت *** لها الربى و النعيم الخالد النَضِر
.....وجنّة الخلد تجلو كل بائسةٍ *** يحلو إليها الضنى والجوع والسهر
.....إن غرّها طائف الشيطان في زمنٍ *** فلم تزل بعدها تعلو و تنتصر
.....هناك قصة توبٍ تزدهي مثلا *** للتائبين و فيها البرّ و العبر ..
.....في كل لفتة حزنٍ نور موعظةٍ *** أليس في سيرة الأصحاب مُدّكر
.....و رب ذنبٍ دعا لله صاحبه *** إن أخلص العزم أو إن صحّت الفطر
.....يا من يصرّ على الآثام في صلفٍ *** و الموت خلف جدار الغيب مستتر
.....الله يفرح إن تاب المسيء ..ألا *** قوموا إلى الله و استعفوه و ابتدروا
.....لا تأمن العمر والأيام راكضةٌ *** وقد يجيء بما لم تحذر القدر!!
.....في الدهر زجرٌ وفي الأحداث موعظةٌ *** فما لقلبي المعنّى ليس ينزجر؟!
.....كم غرّ إبليس والأهواءُ من نفرٍ!! *** وأعظم الذنبِ أنّ الذنبَ يُحتقرُ..
رضي الله عنها وأرضاها فقد قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ( لقد تابت توبةً لو تابها
أهل المدينة لقُبل منهم)
صحيح الجامع للألباني
لماذا تابت هذه المرأة وكيف تابت قصيده عجيبة أقرأ وكفكف دموعك وتعرف عليها:
.....جاءت إليه و نار الجوف تستعرُ *** و دمعة العين لا تنفكّ تنهمرُ
.....جاءت إليه تجرّ الهمّ مخبتةً *** كأنها أشعث أضنى به السفرُ
.....فراشها السهد ، و الأحزان كسوتها *** و البؤس يعصر قلبا كاد ينفطرُ
.....جاءت إليه و موج الغمّ ملتطمٌ *** والنفس لهفى ، وحبل السعد منبترُ
.....جاءت إلى الرحمة المسداة في لهفٍ *** في ساحة ا لأمن.. لا ذلٌ ولا خطرُ
.....الحدُّ يُدرءُ . . و الأحكام عادلةٌ *** والذنب مغتفرٌ ، و العرض مختفرُ
.....تقدمت و الضمير الحيُّ يشحذها *** لجنّةٍ نحوها الأرواح تبتدرُ
.....واستجمعت تفضح الأسرار في أسفٍ *** لعلّها في مقام العرض تستترُ
.....وهج الفضيحة أمرٌ يستهان به *** فحرقة الجوف لا تبقي و لاتذرُ
.....فأقبلت و رسول الله في حِلَقٍ *** من صحبه و فؤاد الدهر مفتخرُ
.....كأنه الشمسُ . . أو كالبدر مزدهرا *** أستغفر الله.. ماذا الشمس و القمرُ؟!
.....فأفصحت – يالهول الخطب- وانفجرت *** و طالما هدّها الإطراق و الفكرُ
.....قالت له : يا رسول الله معذرةً *** ينوء ظهري بذنبٍ كيف يُغتفرُ!!
.....فجال عنها و أغضى عن مقالتها *** و للتمعّر في تقطيبه أثرُ
.....واسترسلت يا أجلّ الخلق قاطبةً *** يا أرحم الناس طُرّا: غرّني الغررُ
.....فجال عنها و أغضى عن مقالتها *** رحمى..وللعفو في إعراضه صورُ
.....قالت وللصدق في إقرارها شجنٌ *** والصمت يطبق والأحداث تُختصرُ
.....أصبت حدّاً فطهّر مهجةً فنيت *** وشاهدي في الحشا، إن كُذب الخبرُ
.....دعني أجود بنفس لا قرار لها *** فالنفس مذ ذاك لا تنفك يحتظرُ
.....حرارة الذنب في الوجدان لاعجةٌ *** إني إلى الله جئت اليوم أعتذرُ
.....فقال عودي.. وكوني للجنين تُقى *** فللجنين حقوقٌ مالها وزرُ
.....فاسترجعت وانثنت شعثاء شاردةً *** فهل لها فوق نار الوزر مُصطبرُ؟!
.....ما أودعت سجن سجّانٍ و كافلها *** تقوى الإله . . فلا سوطٌ و لا أَسرُ
.....تغصّ في كل ليل حالك قلقا *** و عندها سامراها : الهمُّ و السهرُ!!
.....واغتالها غائل الإشفاق من سقرٍ *** سبحان ربي. . وما أدراك ما سقرُ!!
.....لم تنتظر قرّة ً للعين أو سندا *** و إنما هو حتف الروح تنتظرُ
.....لكل ميلاد أنثى فرحةٌ و رضا *** و ما لميلادها سعدٌ و لا بِشَرُ!!
.....حتى إذا حان حينٌ و انقضى أجلٌ *** و قد تقرح منها الخدّ والبصرُ
.....حلّ المخاض فهاجت كلّ هائجةٍ *** مثل الأسير انتشى و القيدُ ينكسرُ
.....طوت عليه لفاف البين وانطلقت *** فروحها للقاء الطهر تستعرُ
.....أمٌّ تغشّى حياض الموت مشفقةً *** إذا اعترى المذنبين الأمن والخدرُ
.....و أقبلت .. يارسول الله : ذا أجلي *** طال العناء و كسري ليس ينجبرُ
.....فقال قولة إشفاقٍ و مرحمةٍ *** و القلب منكسرٌ ، و الدمع ينهمرُ
.....غذّي الوليد إلى سنّ الفطام فقد *** جرت له بالحقوق الآيُ و السورُ
.....فاسترجعت ، ولها آهات محتسبٍ *** بمهجةٍ غيّرت و جدانها الغِيَرُ
.....ومرّ عامٌ .. وفي إصرارها جلدٌ.. *** ومرّ عامٌ .. فلا ضعفٌ و لا خورُ
.....الله أكبر . . والأذكار سلوتها *** والبرّ يشهدُ و الإخبات و السحرُ
.....حتى إذا ما انقضت أيام محنتها *** تكاد لولا عرى الإيمان تنتحرُ
.....جاءت به ورغيف الخبز في يده *** وليس يعلم ما الدنيا و ما القدرُ !!
.....وليس يدرك ما تفشيه لقمته *** و الشمل عمّا قريبٍ سوف ينتثرُ
.....يلهو.. و لم تبلغ الأحداث مسمعه *** جهلاً. . وعن مثله يُستكتم الخبرُ
.....قالت: فديت رسول الله ذا أجلي *** قد ملّني الصبر،والعقبى لمن صبروا
.....فقال: من يكفل المولود من سعةٍ *** أنا الرفيق له.. يا سعد من ظفروا!!
.....فاستله صاحب الأنصار في فرحٍ *** وحاز أفضل فوزٍ حازه بشرُ
.....كأنما الروح من وجدانها انتسلت *** يا للأمومة . . و الآهات تنفجرُ
.....وكفكفت دمعةً حرّى مودِّعةً *** و للأسى صورةٌ من خلفها صورُ
.....حتى إذا ما انطوى عن ظهرها ألقٌ *** واستسلمت لقضاء زفّه القدرُ
.....شدوّا عليها رداء الستر واحتُفرت *** الله أكبر. . ماذا ضمّت الحفرُ
.....الحكم لله فردٍ لا شريك له *** ما أنزل الله . . لا ما أحدث البشرُ
.....وفي الحدود نقاء النفس من لممٍ *** وفي الحدود حياة الناس فاعتبروا..
.....وشذّرتها شظى الأحجار فالتجأت *** و في تألمها عتقٌ و مطّهرُ..
.....فالعين مسملةٌ .. و الخدّ منهشم *** و الشعر في جندل الأحداث منتثرُ
.....لو أن للصخر قلبا لانشوى ألما *** و قد ينوء بأثقال الأسى الحجرُ
.....أو أن للطفل عين -والدماء سدى- *** ماذا عسى أن يقول الطفل يا بشرُ؟!
.....هناك- والجسد الذاوي يفوح شذى- *** لم يبق إلاّ جمال الطهر والظفرُ
.....واستبشرت بعبير التوب واغتسلت *** كما ينقي صلاد الصخرة المطر
.....وقال فيها رسول الخير قولته: *** تابت و توبتها للناس معتبر
.....لو وزّعت بين أهل النخل قاطبةً *** كانت لهم دون بأس الله مُدّثر
.....قام النبي وصفّ الصحب في أثرٍ *** فيهم أبو بكرٍ الصدّيق و العمرُ
.....صلى وصلّوا وضجوا بالدعاء لها *** و دعوة المصطفى للعبد مُدّخر
.....في ذمة الله يا من فاح مرقدها *** عطرا، وطبتِ وطاب القبر و المدر
.....بيّنتِ حكما، و كنتِ للتقى مثلاً *** وفاز بالصحبة الغراء مبتدر
.....سارت إلى جنة الفردوس فابتسمت *** لها الربى و النعيم الخالد النَضِر
.....وجنّة الخلد تجلو كل بائسةٍ *** يحلو إليها الضنى والجوع والسهر
.....إن غرّها طائف الشيطان في زمنٍ *** فلم تزل بعدها تعلو و تنتصر
.....هناك قصة توبٍ تزدهي مثلا *** للتائبين و فيها البرّ و العبر ..
.....في كل لفتة حزنٍ نور موعظةٍ *** أليس في سيرة الأصحاب مُدّكر
.....و رب ذنبٍ دعا لله صاحبه *** إن أخلص العزم أو إن صحّت الفطر
.....يا من يصرّ على الآثام في صلفٍ *** و الموت خلف جدار الغيب مستتر
.....الله يفرح إن تاب المسيء ..ألا *** قوموا إلى الله و استعفوه و ابتدروا
.....لا تأمن العمر والأيام راكضةٌ *** وقد يجيء بما لم تحذر القدر!!
.....في الدهر زجرٌ وفي الأحداث موعظةٌ *** فما لقلبي المعنّى ليس ينزجر؟!
.....كم غرّ إبليس والأهواءُ من نفرٍ!! *** وأعظم الذنبِ أنّ الذنبَ يُحتقرُ..
رضي الله عنها وأرضاها فقد قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ( لقد تابت توبةً لو تابها
أهل المدينة لقُبل منهم)
صحيح الجامع للألباني