Noora
17 Jul 2005, 08:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أريد مساعدتكم في رد على شيعي ... الذي أرسل لي هذه الرسالة.....
أريد أن يكون الرد من كتاب الله و النسة النبوية الشريفة.
بسم الله منير القلوب
نيابة عن أختي الشيعية سأحاول أن أتناول رسالتكم بعيداً عن العاطفة و التأثيرات الجانبية التي قد تؤثر في حكمنا
و أعجبتني مبادرتك حيث قلت " بعيداً بعيداً عن العاطفة أو الحماسة أو التقليد أو العصبية " فمن النادر أن نجد سلفياً ينادي بهذه الأمور ، حيث وضع بعضهم هالةً و حصانة لبعض الشخصيات التاريخية ، بل تجاوز هذه الهالة و حرم حتى الخوض في تفاصيل حياتهم و إظهار ما لا يجب إظهاره.
و هذه مفارقة إذ تجد السلفي يفتح باب النقد على مصراعيه بالنسبة للشخصيات الأخرى في علم الرجال فيتناولهم بالنقد و التجريح ليعرف من أين يأخذ دينه ، و لكن هذا النقد يقف جامداً أمام من عاش و رأى الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و كأنهم ملائكة الله في أرضه معصومون منزهون من كل كذب و كل خطيئة و كل حب للدنيا بمالها و سلطتها !!
و هذه الحقيقة لا تصمد طويلاً أمام النقولات التاريخية التي نقلها الفكر السلفي فضلاً عن الفكر الإمامي.
و لهذا كنتُ أوضح إعجابي بمبادرتك عزيزي السلفي إذ ستسهل ردي عليك بخصوص رسالتك إلى أختي.
إذ لاحظت بأن تأثير العاطفة أغرق الرسالة و صار مجانبةً للواقع مما أوقعك في ضبابية لم تخرج منها بقرار سليم.
و تجاوزاً لمقدمتك الطويلة التي سبقت لب الرسالة الموجهة لأختي سأدخل مباشرة إلى أصل الموضوع
و هو التكفير
فيا عزيزي صاحب الرسالة ،
أولاً الشيعة لا تكفر مجموع الصحابة كما تريد أن توهم قارئ رسالتك ، فهناك ضوابط معينة و أسس يقوم عليها التكفير في عقائدنا
و لا بأس أن نأخذك بجولة في هذا الصدد
ففي موثق سماعة: ( قلت لأبي عبد الله: أخبرني عن الإسلام والإيمان أهما مختلفان؟ فقال: إن الإيمان يشارك الإسلام، والإسلام لا يشارك الإيمان. فقلت: فصفهما لي. فقال: الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله، والتصديق برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). به حقنت الدماء وعليه جرت المناكح والمواريث، وعلى ظاهره جماعة الناس. والإيمان الهدى…).
الكافي ج:2 ص:25 كتاب الإيمان والكفر: باب إن الإيمان يشرك الإسلام والإسلام لا يشرك الإيمان حديث:1.
وفي حديث سفيان بن السمط: ( سأل رجل أبا عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الإسلام والإيمان ما الفرق بينهما؟… فقال: الإسلام هو الظاهر الذي عليه الناس شهادة: أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصيام شهر رمضان. فهذا الإسلام…) .
الكافي ج:2 ص:24 كتاب الإيمان والكفر: باب إن الإسلام يحقن به الدم (وتؤدى به الأمانة) وأن الثواب على الإيمان حديث:4.
وفي صحيح حمران بن أعين عن أبي جعفر (عليه السلام) : (سمعته يقول: الإيمان ما استقر في القلب وأفضى به إلى الله عزوجل، وصدقه العمل بالطاعة لله والتسليم لأمره. والإسلام ما ظهر من قول أو فعل. وهو الذي عليه جماعة الناس من الفرق كلها. وبه حقنت الدماء، وعليه جرت المواريث، وجاز النكاح، واجتمعوا على الصلاة والزكاة والصوم والحج، فخرجوا بذلك من الكفر…)… إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة.
الكافي ج:2 ص:26 كتاب الإيمان والكفر: باب إن الإيمان يشرك الإسلام والإسلام لا يشرك الإيمان حديث:5.
وهي تشهد بأنه يكفي في الإسلام الشهادتان والإقرار بالفرائض الضرورية في الدين، وبأن غير الشيعة من فرق المسلمين لا يخرجون عن الإسلام، وتجري عليهم أحكامه من حرمة المال والدم وغيرها إلا بحق.
عدا النواصب، وهم الذين يناصبون أهل البيت (صلوات الله عليهم) العداء، على كلام وتفصيل لا يسعنا الحديث عنه، ولا يهمنا فعلاً، لأن الكلام في غيرهم.
وعلى هذا جرت فتاوى علماء الشيعة في جميع العصور، دونوها في كتبهم المنشورة، والتي هي في متناول كل من يريد معرفة رأي الشيعة. تجد ذلك في مسائل الطهارة والنكاح والذباحة والمواريث والقصاص وغيرها.
وليسوا في مقام التقية أو المجاملة. ولذا صرّحوا في بعض الموارد الأخرى باشتراط الإيمان زائداً على الإسلام. فلتلحظ.
ويحسن إثبات ما تضمنه مصدر واحد، وهو كتاب شرايع الإسلام، الذي هو من الكتب المعروفة. وقد شرحه كثير من الفقهاء. ويدرس في الحوزة. وعليه تقاس بقية المصادر.
قال في مبحث تغسيل الميت: ( وكل مظهر للشهادتين يجوز تغسيله عدا الخوارج والغلاة والشهيد…).
شرايع الإسلام ج:1 ص:37.
وقال في كتاب الحدود في مسائل حدّ المرتد: ( كلمة الإسلام أن يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله. وإن قال مع ذلك: وأبرأ من كل دين غير الإسلام، كان تأكيداً ).
شرايع الإسلام ج:4 ص:185ـ 186
وقال في فصل الصلاة على الميت: ( الأول: من يصلى عليه. وهو كل من كان مظهراً للشهادتين، أو طفلاً له ست سنين ممن له حكم الإسلام ).
شرايع الإسلام ج:1 ص:104ـ 105.
وقال في عدد النجاسات: ( العاشر: الكافر. وضابطه كل من خرج عن الإسلام، أو من انتحله وجحد ما يعلم من الدين ضرورة، كالخوارج والغلاة) .
شرايع الإسلام ج:1 ص:53.
وقال في كتاب النكاح، في مسائل لواحق العقد: ( الأولى: الكفاءة شرط في النكاح، وهي التساوي في الإسلام. وهل يشترط التساوي في الإيمان؟ فيه روايتان، أظهرهما الاكتفاء بالإسلام، وإن تأكد استحباب الإيمان. وهو في طرف الزوجة أتم، لأن المرأة تأخذ من دين بعلها. نعم لا يصح نكاح الناصب المعلن بعداوة أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام)، لارتكابه ما يعلم بطلانه من دين الإسلام )شرايع الإسلام ج:2 ص:299..
وقال في أول كتاب الذباحة: ( أما الذابح فيشترط فيه الإسلام أو حكمه، فلا يتولاه الوثني… ولا يشترط الإيمان. وفيه قول بعيد باشتراطه.
نعم لا يصح ذباحة المعلن بالعداوة لأهل البيت (عليهم السلام) ـ كالخارجي ـ وإن أظهر الإسلام ).
شرايع الإسلام ج:3 ص:204.
وقال في مسائل اللواحق: ( ما يباع في أسواق المسلمين من الذبائح واللحوم يجوز شراؤه، ولا يلزم الفحص عن حاله) .
شرايع الإسلام ج:3 ص:206.
وقال في كتاب الفرائض ـ وهي المواريث ـ عند الكلام في موانع الإرث: ( الثالثة: المسلمون يتوارثون وإن اختلفوا في المذاهب. والكفار يتوارثون وإن اختلفوا في النحل ).
شرايع الإسلام ج:4 ص:13.
وقال في كتاب القصاص عند التعرض لشروطه: ( الشرط الثاني: التساوي في الدين، فلا يقتل مسلم بكافر، ذمياً كان، أو مستأمناً، أو حربياً… ).
شرايع الإسلام ج:4 ص:211
وقال في مبحث قصاص الطرف: ( ويشترط في جواز الاقتصاص التساوي في الإسلام، والحرية، أو يكون المجني عليه أكمل ).
شرايع الإسلام ج:4 ص:234.
وعلى ذلك تبتني نظرة الشيعة وتعاملهم مع الصحابة عموماً ـ بما فيهم من سبق النص في السؤال عنهم ـ وغير الصحابة من المسلمين الذين يشهدون الشهادتين، ويعتنقون الإسلام ويعلنون دعوته، ويقيمون فرائضه. من دون نظر إلى فرقهم واختلافاتهم فيما زاد على أصول الإسلام، ومن دون نظر إلى بواطن نفوسهم وما تكنه صدورهم وتنطوي عليه ضمائرهم، فإن التعامل إنما يكون على الظاهر.
وعلى ذلك جرت سيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم سيرة أئمتنا (صلوات الله عليهم) في جميع عصورهم. وقد كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول عمن قاتله: إنهم إخواننا بغوا علينا، ولم يقل إنهم كفروا. ولم يسترق نساءهم ولا استحل أموالهم، لأنهم أهل القبلة، يعني: مسلمين. وعلى هذا جرى شيعته. بل الظاهر أن أكثر المسلمين على ذلك.
و بالنسبة لحديث الارتداد الذي ذكرته أختي فيبدو أن العجلة جعلتها تضيف كلمة كفروا ، و إلا فالحديث يتكلم عن من ارتد عن ولاية أمير المؤمنين التي شهدوا بها يوم الغدير حسب اعتقادنا. و فعلاً لم يثبت عليها إلا الصفوة الصافية من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم.
و الآن نأتي إلى الخطأ الشنيع الذي يقع فيه أخواننا السلفية بخصوص خذلان الصحابة و نكرانهم لولاية أمير المؤمنين عليه السلام
فمع أن الله عز و جل يقول
( أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى )(38) سورة النجم
إلا أن السلفية - و من باب جدالهم مع أخوانهم الشيعة المؤمنين - يصرون تحميل رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم خطأ و انتكاسة بعض الصحابة
بل يعتبرون أن اعتقادنا بوجود فئة انتكست أننا نرمي حبيبي و قرة عيني رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بالفشل و العياذ بالله !!
و هنا نقول لهم
هل الحديث الوارد في البخاري إذ يقول رسول الله ( بينا أنا قائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلم. فقلت: أين؟ قال: إلى النار والله. قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى.
ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم. فقال: هلم. قلت: أين؟ قال: إلى النار والله. قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا من بعدك على أدبارهم القهقرى، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم ) و مثله عشرات الأحاديث
هل تعني بأن الرسول صلى الله عليه و آله و سلم يعترف بأنه فاشل و العياذ بالله !!!!
و هل قوله تعالى ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ )
دليل على فشل نبي الله نوح و لوط ؟؟
و هل قوله تعالى ( قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ )
دليل على فشل نوح في تربية ابنه ؟؟
و هل قوله تعالى ( وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ )
دليل على فشل موسى في تربية أصحابه ؟؟
فهذه الصحبة لم تنفعهم
( إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ )
بل أن نوحاً عليه السلام مكث في قومه 950 سنة و مع ذلك لم يؤمن به إلا قلة ، فهل ستعتبرون هذا فشلاً منه و تنتقدون القرآن لأنه صرح بذلك !!!؟؟
قليلاً من التفكير و الإمعان ستكتشف الحقيقة المرة المؤلمة و ستتحطم عندها الهالات المزيفة التي قد يضعها المرء على شخصيات ظنها كما يظنها.
و رجوعاً لذكرك للإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه
فحتى الخميني نفسه لم يسلم من بعض أصحاب جروا خلف المال و طلبوا السلطة و انكشف الكثير منهم بعد حرمانهم من بعض المناصب، و شخصياً لا أعتبر هذا فشلاً منه قدست روحه الزكية.
إذاً دعنا نكون منصفين في طرحنا متجردين من الأهواء طالبين للحق مناشدين للحقيقة. و قليلاً من الإخلاص في البحث مع قليل من الدعاء لك ستصل لمرادك حتماً. لكن بعيداً عن العصبية و بعيداً عن العاطفة و بعيداً عن الأهواء.
و سأعطيك أول المفاتيح لمعرفة الحقيقة
فقط ابدأ بالبحث من رأي الصحابة في بعضهم البعض .. و كيف يتعاملن مع بعضهم البعض و ينظرون لبعضهم البعض. و لدينا العشرات من هذه الأمثلة
فهل اعتبروا بأن الرسول فشل في تربيتهم و أساء اختيار أصحابه ؟؟
أم أنهم يعلمون بأن الرسول قام بواجبه و لا تزر وازرة وزر أخرى.
أعتذر إن أطلت عليك صديقي ، و لكن الطرح العلمي يستلزم ذلك
و لو كانت العاطفة محور حديثي لما احتجت لأكثر من سطرين.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أريد مساعدتكم في رد على شيعي ... الذي أرسل لي هذه الرسالة.....
أريد أن يكون الرد من كتاب الله و النسة النبوية الشريفة.
بسم الله منير القلوب
نيابة عن أختي الشيعية سأحاول أن أتناول رسالتكم بعيداً عن العاطفة و التأثيرات الجانبية التي قد تؤثر في حكمنا
و أعجبتني مبادرتك حيث قلت " بعيداً بعيداً عن العاطفة أو الحماسة أو التقليد أو العصبية " فمن النادر أن نجد سلفياً ينادي بهذه الأمور ، حيث وضع بعضهم هالةً و حصانة لبعض الشخصيات التاريخية ، بل تجاوز هذه الهالة و حرم حتى الخوض في تفاصيل حياتهم و إظهار ما لا يجب إظهاره.
و هذه مفارقة إذ تجد السلفي يفتح باب النقد على مصراعيه بالنسبة للشخصيات الأخرى في علم الرجال فيتناولهم بالنقد و التجريح ليعرف من أين يأخذ دينه ، و لكن هذا النقد يقف جامداً أمام من عاش و رأى الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و كأنهم ملائكة الله في أرضه معصومون منزهون من كل كذب و كل خطيئة و كل حب للدنيا بمالها و سلطتها !!
و هذه الحقيقة لا تصمد طويلاً أمام النقولات التاريخية التي نقلها الفكر السلفي فضلاً عن الفكر الإمامي.
و لهذا كنتُ أوضح إعجابي بمبادرتك عزيزي السلفي إذ ستسهل ردي عليك بخصوص رسالتك إلى أختي.
إذ لاحظت بأن تأثير العاطفة أغرق الرسالة و صار مجانبةً للواقع مما أوقعك في ضبابية لم تخرج منها بقرار سليم.
و تجاوزاً لمقدمتك الطويلة التي سبقت لب الرسالة الموجهة لأختي سأدخل مباشرة إلى أصل الموضوع
و هو التكفير
فيا عزيزي صاحب الرسالة ،
أولاً الشيعة لا تكفر مجموع الصحابة كما تريد أن توهم قارئ رسالتك ، فهناك ضوابط معينة و أسس يقوم عليها التكفير في عقائدنا
و لا بأس أن نأخذك بجولة في هذا الصدد
ففي موثق سماعة: ( قلت لأبي عبد الله: أخبرني عن الإسلام والإيمان أهما مختلفان؟ فقال: إن الإيمان يشارك الإسلام، والإسلام لا يشارك الإيمان. فقلت: فصفهما لي. فقال: الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله، والتصديق برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). به حقنت الدماء وعليه جرت المناكح والمواريث، وعلى ظاهره جماعة الناس. والإيمان الهدى…).
الكافي ج:2 ص:25 كتاب الإيمان والكفر: باب إن الإيمان يشرك الإسلام والإسلام لا يشرك الإيمان حديث:1.
وفي حديث سفيان بن السمط: ( سأل رجل أبا عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الإسلام والإيمان ما الفرق بينهما؟… فقال: الإسلام هو الظاهر الذي عليه الناس شهادة: أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصيام شهر رمضان. فهذا الإسلام…) .
الكافي ج:2 ص:24 كتاب الإيمان والكفر: باب إن الإسلام يحقن به الدم (وتؤدى به الأمانة) وأن الثواب على الإيمان حديث:4.
وفي صحيح حمران بن أعين عن أبي جعفر (عليه السلام) : (سمعته يقول: الإيمان ما استقر في القلب وأفضى به إلى الله عزوجل، وصدقه العمل بالطاعة لله والتسليم لأمره. والإسلام ما ظهر من قول أو فعل. وهو الذي عليه جماعة الناس من الفرق كلها. وبه حقنت الدماء، وعليه جرت المواريث، وجاز النكاح، واجتمعوا على الصلاة والزكاة والصوم والحج، فخرجوا بذلك من الكفر…)… إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة.
الكافي ج:2 ص:26 كتاب الإيمان والكفر: باب إن الإيمان يشرك الإسلام والإسلام لا يشرك الإيمان حديث:5.
وهي تشهد بأنه يكفي في الإسلام الشهادتان والإقرار بالفرائض الضرورية في الدين، وبأن غير الشيعة من فرق المسلمين لا يخرجون عن الإسلام، وتجري عليهم أحكامه من حرمة المال والدم وغيرها إلا بحق.
عدا النواصب، وهم الذين يناصبون أهل البيت (صلوات الله عليهم) العداء، على كلام وتفصيل لا يسعنا الحديث عنه، ولا يهمنا فعلاً، لأن الكلام في غيرهم.
وعلى هذا جرت فتاوى علماء الشيعة في جميع العصور، دونوها في كتبهم المنشورة، والتي هي في متناول كل من يريد معرفة رأي الشيعة. تجد ذلك في مسائل الطهارة والنكاح والذباحة والمواريث والقصاص وغيرها.
وليسوا في مقام التقية أو المجاملة. ولذا صرّحوا في بعض الموارد الأخرى باشتراط الإيمان زائداً على الإسلام. فلتلحظ.
ويحسن إثبات ما تضمنه مصدر واحد، وهو كتاب شرايع الإسلام، الذي هو من الكتب المعروفة. وقد شرحه كثير من الفقهاء. ويدرس في الحوزة. وعليه تقاس بقية المصادر.
قال في مبحث تغسيل الميت: ( وكل مظهر للشهادتين يجوز تغسيله عدا الخوارج والغلاة والشهيد…).
شرايع الإسلام ج:1 ص:37.
وقال في كتاب الحدود في مسائل حدّ المرتد: ( كلمة الإسلام أن يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله. وإن قال مع ذلك: وأبرأ من كل دين غير الإسلام، كان تأكيداً ).
شرايع الإسلام ج:4 ص:185ـ 186
وقال في فصل الصلاة على الميت: ( الأول: من يصلى عليه. وهو كل من كان مظهراً للشهادتين، أو طفلاً له ست سنين ممن له حكم الإسلام ).
شرايع الإسلام ج:1 ص:104ـ 105.
وقال في عدد النجاسات: ( العاشر: الكافر. وضابطه كل من خرج عن الإسلام، أو من انتحله وجحد ما يعلم من الدين ضرورة، كالخوارج والغلاة) .
شرايع الإسلام ج:1 ص:53.
وقال في كتاب النكاح، في مسائل لواحق العقد: ( الأولى: الكفاءة شرط في النكاح، وهي التساوي في الإسلام. وهل يشترط التساوي في الإيمان؟ فيه روايتان، أظهرهما الاكتفاء بالإسلام، وإن تأكد استحباب الإيمان. وهو في طرف الزوجة أتم، لأن المرأة تأخذ من دين بعلها. نعم لا يصح نكاح الناصب المعلن بعداوة أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام)، لارتكابه ما يعلم بطلانه من دين الإسلام )شرايع الإسلام ج:2 ص:299..
وقال في أول كتاب الذباحة: ( أما الذابح فيشترط فيه الإسلام أو حكمه، فلا يتولاه الوثني… ولا يشترط الإيمان. وفيه قول بعيد باشتراطه.
نعم لا يصح ذباحة المعلن بالعداوة لأهل البيت (عليهم السلام) ـ كالخارجي ـ وإن أظهر الإسلام ).
شرايع الإسلام ج:3 ص:204.
وقال في مسائل اللواحق: ( ما يباع في أسواق المسلمين من الذبائح واللحوم يجوز شراؤه، ولا يلزم الفحص عن حاله) .
شرايع الإسلام ج:3 ص:206.
وقال في كتاب الفرائض ـ وهي المواريث ـ عند الكلام في موانع الإرث: ( الثالثة: المسلمون يتوارثون وإن اختلفوا في المذاهب. والكفار يتوارثون وإن اختلفوا في النحل ).
شرايع الإسلام ج:4 ص:13.
وقال في كتاب القصاص عند التعرض لشروطه: ( الشرط الثاني: التساوي في الدين، فلا يقتل مسلم بكافر، ذمياً كان، أو مستأمناً، أو حربياً… ).
شرايع الإسلام ج:4 ص:211
وقال في مبحث قصاص الطرف: ( ويشترط في جواز الاقتصاص التساوي في الإسلام، والحرية، أو يكون المجني عليه أكمل ).
شرايع الإسلام ج:4 ص:234.
وعلى ذلك تبتني نظرة الشيعة وتعاملهم مع الصحابة عموماً ـ بما فيهم من سبق النص في السؤال عنهم ـ وغير الصحابة من المسلمين الذين يشهدون الشهادتين، ويعتنقون الإسلام ويعلنون دعوته، ويقيمون فرائضه. من دون نظر إلى فرقهم واختلافاتهم فيما زاد على أصول الإسلام، ومن دون نظر إلى بواطن نفوسهم وما تكنه صدورهم وتنطوي عليه ضمائرهم، فإن التعامل إنما يكون على الظاهر.
وعلى ذلك جرت سيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم سيرة أئمتنا (صلوات الله عليهم) في جميع عصورهم. وقد كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول عمن قاتله: إنهم إخواننا بغوا علينا، ولم يقل إنهم كفروا. ولم يسترق نساءهم ولا استحل أموالهم، لأنهم أهل القبلة، يعني: مسلمين. وعلى هذا جرى شيعته. بل الظاهر أن أكثر المسلمين على ذلك.
و بالنسبة لحديث الارتداد الذي ذكرته أختي فيبدو أن العجلة جعلتها تضيف كلمة كفروا ، و إلا فالحديث يتكلم عن من ارتد عن ولاية أمير المؤمنين التي شهدوا بها يوم الغدير حسب اعتقادنا. و فعلاً لم يثبت عليها إلا الصفوة الصافية من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم.
و الآن نأتي إلى الخطأ الشنيع الذي يقع فيه أخواننا السلفية بخصوص خذلان الصحابة و نكرانهم لولاية أمير المؤمنين عليه السلام
فمع أن الله عز و جل يقول
( أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى )(38) سورة النجم
إلا أن السلفية - و من باب جدالهم مع أخوانهم الشيعة المؤمنين - يصرون تحميل رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم خطأ و انتكاسة بعض الصحابة
بل يعتبرون أن اعتقادنا بوجود فئة انتكست أننا نرمي حبيبي و قرة عيني رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بالفشل و العياذ بالله !!
و هنا نقول لهم
هل الحديث الوارد في البخاري إذ يقول رسول الله ( بينا أنا قائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلم. فقلت: أين؟ قال: إلى النار والله. قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى.
ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم. فقال: هلم. قلت: أين؟ قال: إلى النار والله. قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا من بعدك على أدبارهم القهقرى، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم ) و مثله عشرات الأحاديث
هل تعني بأن الرسول صلى الله عليه و آله و سلم يعترف بأنه فاشل و العياذ بالله !!!!
و هل قوله تعالى ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ )
دليل على فشل نبي الله نوح و لوط ؟؟
و هل قوله تعالى ( قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ )
دليل على فشل نوح في تربية ابنه ؟؟
و هل قوله تعالى ( وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ )
دليل على فشل موسى في تربية أصحابه ؟؟
فهذه الصحبة لم تنفعهم
( إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ )
بل أن نوحاً عليه السلام مكث في قومه 950 سنة و مع ذلك لم يؤمن به إلا قلة ، فهل ستعتبرون هذا فشلاً منه و تنتقدون القرآن لأنه صرح بذلك !!!؟؟
قليلاً من التفكير و الإمعان ستكتشف الحقيقة المرة المؤلمة و ستتحطم عندها الهالات المزيفة التي قد يضعها المرء على شخصيات ظنها كما يظنها.
و رجوعاً لذكرك للإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه
فحتى الخميني نفسه لم يسلم من بعض أصحاب جروا خلف المال و طلبوا السلطة و انكشف الكثير منهم بعد حرمانهم من بعض المناصب، و شخصياً لا أعتبر هذا فشلاً منه قدست روحه الزكية.
إذاً دعنا نكون منصفين في طرحنا متجردين من الأهواء طالبين للحق مناشدين للحقيقة. و قليلاً من الإخلاص في البحث مع قليل من الدعاء لك ستصل لمرادك حتماً. لكن بعيداً عن العصبية و بعيداً عن العاطفة و بعيداً عن الأهواء.
و سأعطيك أول المفاتيح لمعرفة الحقيقة
فقط ابدأ بالبحث من رأي الصحابة في بعضهم البعض .. و كيف يتعاملن مع بعضهم البعض و ينظرون لبعضهم البعض. و لدينا العشرات من هذه الأمثلة
فهل اعتبروا بأن الرسول فشل في تربيتهم و أساء اختيار أصحابه ؟؟
أم أنهم يعلمون بأن الرسول قام بواجبه و لا تزر وازرة وزر أخرى.
أعتذر إن أطلت عليك صديقي ، و لكن الطرح العلمي يستلزم ذلك
و لو كانت العاطفة محور حديثي لما احتجت لأكثر من سطرين.