علي صالح طمبل
27 Jul 2005, 02:30 PM
الحادثة[1] (http://www.ala7ebah.com/upload/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftn1)
نظرت الطفلة (هدى) إلى (لمياء) بود يعكس بجلاء مدى تعلقها بها. ولا غرو في أن تعتبرها شقيقـة صغرى لها، كما هو (أمجد) شقيقها الأصغر، فهي تقضي معها جُلّ وقتها تتحدث إليها عن أمانيها وأحلامها، وتروي لها قصصاً من نسج خيالها، وتستشيرها في بعض الأمور الخاصة بها، على الرغم من أنها تكتفي بتحريك جفنها ـ كما تفعل دائماً ـ دون أن تُنبس بكلمة.
وفجأة انتبهت إلى شقيقها (أمجد) وهو يكاد يقوم بأمـر خطير، ربما يكون دون قصد منه، لكنّ الكارثة أنه لا يدري عاقبة ماسيفعله. ولم تملك إلا أن تصيح به:
ـ (أمجد) لا تفعل ذلك!
ولكنها أرسلت صيحتها بعد فوات الأوان، بعد أن فعل (أمجد) ما فعل. وأسرعت إلى (لمياء) في خوف. وما إن رأتها حتى ارتمت عليها وهي تجهش بالبكاء وتصرخ:
ـ لماذا فعلت ذلك.. لماذا؟!
يالها من حادثة مروّعة! ولكنها أيضاً مخطئة مثل (أمجد)؛ فقد تركتها واستلقت على الأريكة، فما كان لها أن تغفل عنها لحظة واحدة.
وفجأة تبادر إلى مسامعها صوت يقول في قلق:
ـ ماذا حدث لك يا (هدى) .. ماذا أصابك؟!
ورفعت رأسها فرأت وجه والدتها، وقالت والدموع تنساب من عينيها:
ـ (لمياء)!
تساءلت والدتها متنهدة:
ـ ماذا حلَّ بها؟!
أشارت (هدى) إلى (لمياء) وقد نُزعت قدماها، وأجابت:
ـ لقد نزع (أمجد) قدميها.
ابتسمت الأم ومسحت على شعرها وقالت:
ـ لابأس.
نظرت إليها (هدى) متسائلة، فأكملت:
ـ لا عليك يا حبيبتي فبوسعنا أن نعيد قدميها إلى مكانها.
ـ أعلم ذلك.
ـ ولماذا تبكين إذن؟!
ـ لأنها قد تألمت مما فعله بها (أمجد)!
ثم أجهشت مرة أخرى بالبكاء وهي تقول:
ـ لقد أخطأتُ حين وضعتها على الخط الحديدي، كان يجب أن أعرف أن (أمجد) قد يدير القطار.
وأضافت وبكاؤها يرتفع صوتاً:
ـ إنني أكره هذا القطار؛ لأنه تسبب فيما حدث لـ(لمياء)!
ضحكت الأمّ، وقالت وهي تضم صغيرتها إلى صدرها:
ـ لا تحزني يا (هدى)؛ فسنشتري لك لعبة أخرى.
نشرت بصحيفة الإنقاذ الوطني بتاريخ 6 سبتمبر 1996م، وبصحيفة (الصحافة) بتاريخ 18 ديسمبر 1999م.[1]
نظرت الطفلة (هدى) إلى (لمياء) بود يعكس بجلاء مدى تعلقها بها. ولا غرو في أن تعتبرها شقيقـة صغرى لها، كما هو (أمجد) شقيقها الأصغر، فهي تقضي معها جُلّ وقتها تتحدث إليها عن أمانيها وأحلامها، وتروي لها قصصاً من نسج خيالها، وتستشيرها في بعض الأمور الخاصة بها، على الرغم من أنها تكتفي بتحريك جفنها ـ كما تفعل دائماً ـ دون أن تُنبس بكلمة.
وفجأة انتبهت إلى شقيقها (أمجد) وهو يكاد يقوم بأمـر خطير، ربما يكون دون قصد منه، لكنّ الكارثة أنه لا يدري عاقبة ماسيفعله. ولم تملك إلا أن تصيح به:
ـ (أمجد) لا تفعل ذلك!
ولكنها أرسلت صيحتها بعد فوات الأوان، بعد أن فعل (أمجد) ما فعل. وأسرعت إلى (لمياء) في خوف. وما إن رأتها حتى ارتمت عليها وهي تجهش بالبكاء وتصرخ:
ـ لماذا فعلت ذلك.. لماذا؟!
يالها من حادثة مروّعة! ولكنها أيضاً مخطئة مثل (أمجد)؛ فقد تركتها واستلقت على الأريكة، فما كان لها أن تغفل عنها لحظة واحدة.
وفجأة تبادر إلى مسامعها صوت يقول في قلق:
ـ ماذا حدث لك يا (هدى) .. ماذا أصابك؟!
ورفعت رأسها فرأت وجه والدتها، وقالت والدموع تنساب من عينيها:
ـ (لمياء)!
تساءلت والدتها متنهدة:
ـ ماذا حلَّ بها؟!
أشارت (هدى) إلى (لمياء) وقد نُزعت قدماها، وأجابت:
ـ لقد نزع (أمجد) قدميها.
ابتسمت الأم ومسحت على شعرها وقالت:
ـ لابأس.
نظرت إليها (هدى) متسائلة، فأكملت:
ـ لا عليك يا حبيبتي فبوسعنا أن نعيد قدميها إلى مكانها.
ـ أعلم ذلك.
ـ ولماذا تبكين إذن؟!
ـ لأنها قد تألمت مما فعله بها (أمجد)!
ثم أجهشت مرة أخرى بالبكاء وهي تقول:
ـ لقد أخطأتُ حين وضعتها على الخط الحديدي، كان يجب أن أعرف أن (أمجد) قد يدير القطار.
وأضافت وبكاؤها يرتفع صوتاً:
ـ إنني أكره هذا القطار؛ لأنه تسبب فيما حدث لـ(لمياء)!
ضحكت الأمّ، وقالت وهي تضم صغيرتها إلى صدرها:
ـ لا تحزني يا (هدى)؛ فسنشتري لك لعبة أخرى.
نشرت بصحيفة الإنقاذ الوطني بتاريخ 6 سبتمبر 1996م، وبصحيفة (الصحافة) بتاريخ 18 ديسمبر 1999م.[1]