أبوالزبير
22 Aug 2005, 11:52 PM
نصيحة ابن عثيمين – رحمة الله –
لشباب الأمة
كتب الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله تعالى منهجاً يسير عليه المؤمن في حياته ، وذلك قبل
وفاته بثلاثة
أشهر تقريباً أشبه ما تكون بالوصية لأبناء المسلمين بأن يسيروا على المنهج العظيم:
( نهج يسير المؤمن في حياته )
من محمد بن صالح العثيمين إلى الابن ... حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة وبركاته
وبعد فقد سألتني بارك الله فيك أن أضع لك منهجاً تسير عليه في حياتك وإني لأسأل الله تعالى أن يوفقنا
جميعاً لما الهدى والرشاد والصواب والسداد وأن يجعلنا مهتدين صالحين مصلحين فأقول :
أولاً: مع الله ...
احرص على أن تكون دائماً مع الله عز وجل مستحضراً عظمته متفكراً في آياته الكونية مثل خلق
السماوات والأرض وما أودع فيها من بالغ حكته وباهر قدرته وعظيم رحمته ومنته وآياته الشرعية
التي بعث بها رسله ولا سيما خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم .
أن قلبك مملوءاً بمحبة الله تعالى لما يغذوك به من النعم ويدفع عنك من النقم ولا سيما نعمة الإسلام
ولاستقامة عليه حتى يكون أحب شيء إليك .
أن يكون قلبك مملوءاً بتعظيم عز وجل حتى يكون في نفسك أعظم شيء .وباجتماع محبة الله تعالى
وتعظيمه في قلبك تستقيم على طاعته قائماً بما أمر به لمحبتك إياه تاركاً لما نهى عنه لتعظيمك له .
أن تكون مخلصاً له جل وعلا في عباداتك متوكلاً عليه في جميع أحوالك لتحقق بذلك مقام ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ
وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) ، وتستحضر بقلبك أنك تقوم بما أمر امتثالاً لأمره وتترك ما نهى عنه امتثالاً لنهيه فإنك
بذلك تجد للعبادة طعماً لا تدركه مع الغفلة وتجد في الأمور عوناً منه لا يحصل لك مع الاعتماد على نفسك .
ثانياً: مع رسول الله صلى عليه وسلم :
أن تقدم محبته على محبة كل مخلوق وهديه وسنته على كل هدي وسنته .
أن تتخذه إماماً لك في عبادتك وأخلاقك بحيث تستحضر عند فعل العبادة أنك متبع له،وكأنه أمامك
تترسم خطاه وتنتهج نهجه.وكذلك في مخالقة الناس أنك متخلق بأخلاقه التي قال له عنها: (وَإِنَّكَ لَعَلى
خُلُقٍ عَظِيمٍ) .
ومتى ما التزمت بهذا فستكون حريصاً غاية الحرص على العلم بشريعته وأخلاقه .
أن تكون داعياً لسنته ناصراً لها مدافعاً عنها، فإن الله تعالى سينصرك بقدر نصرك لشريعته .
ثالثاً: عملك اليومي غير المفروضات:
إذا قمت من الليل فاذكر الله تعالى وادع بما شئت، فإن الدعاء في هذا الموطن حري بالإجابة وأقرأ قول
الله تعالى :
( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ.. ) حتى تختم سورة آل
عمران وهي عشر آيات . صلِ ما كتب لك في آخر الليل واختم صلاتك بالوتر .
حافظ على ما تيسر لك من أذكار الصباح. قل مائة مرة: لا إله إلا الله وحده لا شربك له، له الملك وله
الحمد وهو على كل شيء قدير .
صل ركعتي الضحى .
حافظ على أذكار المساء ما تيسر لك منها .
رابعاً: طريقة طلب العلم :
احرص على حفظ كتاب الله تعالى واجعل لك كل يوم شيئاً معيناً تحافظ على قراءته، ولتكن قراءتك بتدبر
وتفهم . وإذا عنت لك فائدة أثناء القراءة فقيدها .
احرص على حفظ ما تيسر من صحيح سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن ذلك حفظ عمدة الأحكام .
احرص على التركيز والثبات بحيث لا تأخذ العلم نتفاً من هذا شيء، لأن هذا يضيع وقتك ويشتت ذهنك .
ابدأ بصغار الكتب وتأملها جيداً ثم انتقل إلى ما فوقها حتى تحصل على العلم شيئاً فشيئاً على وجه يرسخ
في قلبك وتطمئن إليه نفسك .
احرص على معرفة أصول المسائل وقواعدها وقيد كل شيء يمر بك من هذا القبيل فقد قيل: من حرم
الأصول حرم الوصول .
ناقش المسائل مع شيخك أو من تثق به علماً وديناً من أقرانك ولو بأن تقدر في ذهنك أن أحداً يناقشك
فيها إذا لم تتمكن المناقشة مع من سمينا .
هذا وأسأل الله تعالى أن يعلمك ما ينفعك وينفعك بما علمك ويزيدك علماً ويجعلك من عباده الصالحين
وحزبه المفلحين ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
3/ رجب/سنة1421هـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
# المرجع: رسالة أضواء ،رسالة تصدرها الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمناسبة الحفل
السنوي (عُنيزة) .
العدد الثاني .
ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
لشباب الأمة
كتب الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله تعالى منهجاً يسير عليه المؤمن في حياته ، وذلك قبل
وفاته بثلاثة
أشهر تقريباً أشبه ما تكون بالوصية لأبناء المسلمين بأن يسيروا على المنهج العظيم:
( نهج يسير المؤمن في حياته )
من محمد بن صالح العثيمين إلى الابن ... حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة وبركاته
وبعد فقد سألتني بارك الله فيك أن أضع لك منهجاً تسير عليه في حياتك وإني لأسأل الله تعالى أن يوفقنا
جميعاً لما الهدى والرشاد والصواب والسداد وأن يجعلنا مهتدين صالحين مصلحين فأقول :
أولاً: مع الله ...
احرص على أن تكون دائماً مع الله عز وجل مستحضراً عظمته متفكراً في آياته الكونية مثل خلق
السماوات والأرض وما أودع فيها من بالغ حكته وباهر قدرته وعظيم رحمته ومنته وآياته الشرعية
التي بعث بها رسله ولا سيما خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم .
أن قلبك مملوءاً بمحبة الله تعالى لما يغذوك به من النعم ويدفع عنك من النقم ولا سيما نعمة الإسلام
ولاستقامة عليه حتى يكون أحب شيء إليك .
أن يكون قلبك مملوءاً بتعظيم عز وجل حتى يكون في نفسك أعظم شيء .وباجتماع محبة الله تعالى
وتعظيمه في قلبك تستقيم على طاعته قائماً بما أمر به لمحبتك إياه تاركاً لما نهى عنه لتعظيمك له .
أن تكون مخلصاً له جل وعلا في عباداتك متوكلاً عليه في جميع أحوالك لتحقق بذلك مقام ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ
وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) ، وتستحضر بقلبك أنك تقوم بما أمر امتثالاً لأمره وتترك ما نهى عنه امتثالاً لنهيه فإنك
بذلك تجد للعبادة طعماً لا تدركه مع الغفلة وتجد في الأمور عوناً منه لا يحصل لك مع الاعتماد على نفسك .
ثانياً: مع رسول الله صلى عليه وسلم :
أن تقدم محبته على محبة كل مخلوق وهديه وسنته على كل هدي وسنته .
أن تتخذه إماماً لك في عبادتك وأخلاقك بحيث تستحضر عند فعل العبادة أنك متبع له،وكأنه أمامك
تترسم خطاه وتنتهج نهجه.وكذلك في مخالقة الناس أنك متخلق بأخلاقه التي قال له عنها: (وَإِنَّكَ لَعَلى
خُلُقٍ عَظِيمٍ) .
ومتى ما التزمت بهذا فستكون حريصاً غاية الحرص على العلم بشريعته وأخلاقه .
أن تكون داعياً لسنته ناصراً لها مدافعاً عنها، فإن الله تعالى سينصرك بقدر نصرك لشريعته .
ثالثاً: عملك اليومي غير المفروضات:
إذا قمت من الليل فاذكر الله تعالى وادع بما شئت، فإن الدعاء في هذا الموطن حري بالإجابة وأقرأ قول
الله تعالى :
( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ.. ) حتى تختم سورة آل
عمران وهي عشر آيات . صلِ ما كتب لك في آخر الليل واختم صلاتك بالوتر .
حافظ على ما تيسر لك من أذكار الصباح. قل مائة مرة: لا إله إلا الله وحده لا شربك له، له الملك وله
الحمد وهو على كل شيء قدير .
صل ركعتي الضحى .
حافظ على أذكار المساء ما تيسر لك منها .
رابعاً: طريقة طلب العلم :
احرص على حفظ كتاب الله تعالى واجعل لك كل يوم شيئاً معيناً تحافظ على قراءته، ولتكن قراءتك بتدبر
وتفهم . وإذا عنت لك فائدة أثناء القراءة فقيدها .
احرص على حفظ ما تيسر من صحيح سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن ذلك حفظ عمدة الأحكام .
احرص على التركيز والثبات بحيث لا تأخذ العلم نتفاً من هذا شيء، لأن هذا يضيع وقتك ويشتت ذهنك .
ابدأ بصغار الكتب وتأملها جيداً ثم انتقل إلى ما فوقها حتى تحصل على العلم شيئاً فشيئاً على وجه يرسخ
في قلبك وتطمئن إليه نفسك .
احرص على معرفة أصول المسائل وقواعدها وقيد كل شيء يمر بك من هذا القبيل فقد قيل: من حرم
الأصول حرم الوصول .
ناقش المسائل مع شيخك أو من تثق به علماً وديناً من أقرانك ولو بأن تقدر في ذهنك أن أحداً يناقشك
فيها إذا لم تتمكن المناقشة مع من سمينا .
هذا وأسأل الله تعالى أن يعلمك ما ينفعك وينفعك بما علمك ويزيدك علماً ويجعلك من عباده الصالحين
وحزبه المفلحين ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
3/ رجب/سنة1421هـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
# المرجع: رسالة أضواء ،رسالة تصدرها الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمناسبة الحفل
السنوي (عُنيزة) .
العدد الثاني .
ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه