ام عبود و لجون
04 Feb 2004, 02:21 AM
لنضع جانباً موضوع الحقوق النسائية المهضومة، وكل المؤتمرات التي تعقد بحجة الدفاع عن المرأة، ونسأل بصدق ألا يوجد رجال يتعرضون لضرب زوجاتهم؟ ألا يوجد رجال مساكين واقعون تحت رحمة القبضة الحديدية للزوجة؟ألا يوجد زوجات قادرات على تحطيم قلوب الرجال باستخدام أساليب عدة؟ مثل البكاء والدهاء والخيانة، قد تضحك عزيزي القارئ من هذه التساؤلات الضخمة بعض الشيء لكنها واقع لا يمكن إغفاله لأن هذه النوعية من النساء موجودة في مجتمعاتنا البشرية الموزعة في أصقاع المعمورة لذلك هذه تساؤلات نطرحها بتجرد بعيداً عن أي تحيز، لأن الموضوعية تفرض علينا الابتعاد عن المشاعر العاطفية والمتحيزة لطرف دون آخر.
مخلوق لطيف!!
فالمرأة كما هو معروف ليست دائماً ذلك المخلوق الناعم الهائم الحالم الذي يمثل الجانب الرومانسي في الحياة البشرية، فكثيراً ما نسمع عن رجال يتعرضون لضرب زوجاتهم بقسوة دون رحمة، وكثيرا ما نسمع عن رجال يضربون زوجاتهم ولكن سرعان ما يكون رد الزوجة بوابل من الصفعات مستخدمة يديها أو أظافرها، إن المرأة ليست كائناً مغلوبا على أمره لا حيلة لها، ولكنها قد تكون شيئاً آخر مختلفاً تماماً، وجه آخر مظلم و شرير تعرف متى تستخدمه وفي أي وقت من الأوقات، فأسلحة النساء كثيرة منها المباشرة كالقوة الجسدية، ومنها غير المباشرة وهذا هو السلاح الآخر (الفتنة، النميمة والبكاء) بالإضافة إلى الأسلحة التي لا نعرف مصدرها ولا نعرف كيفية استخدامها لكننا ندرك أنها فعالة جداً.
عندما يُضرب الرجال
إحدى الصحف الأمريكية ذكرت أن عدد الرجال المضروبين في أمريكا 12 مليون رجل، قد يكون هذا الرقم مبالغاً فيه إلا أنه يؤكد موضوع ضرب النساء للرجال.
حول هذه القضية قصدنا بعض النساء أصحاب القبضات الحديدية وبعض الرجال المساكين لنتعرف على أسباب الضرب، فلم يستجب لنا سوى شخصين وبصعوبة شديدة، كما أجرينا لقاءات مع بعض الشباب والفتيات لمعرفة رأيهم بهذ القضية وسوف نبدأ بالرجال المساكين ومن ثم المرأة الحديدية بعدها آراء الآخرين.
الرجل المسكين
الرجل المسكين هواسم مستعار لزوج رفض إعلان اسمه
-هل صحيح أنك تتعرض لضرب زوجتك؟
نعم
-ولماذا؟
لأنها امرأة قوية الشخصية والبنية، مهووسة بالسيطرة، دائماً لها مطالب مستحيلة لا أستطيع تلبيتها، فتصفني بالأبله وأحياناً أخرى بألفاظ نابية.....
ما هي مطالبها؟
تريدني أن أشتري لها فساتين جديدة، ومجوهرات غالية الثمن وأنا لا أستطيع تلبية طلباتها، فدائماً تقول لي جارنا اشترى لزوجته فستانا أو أسورة، وفي كل مرة يشتري أحد جيراننا هدية لزوجته أضرب أنا في بيتي! وأحياناً لا يكون هناك سبب لضربي فبمجرد دخولي إلى المنزل أتعرض لوابل من الشتائم تنتهي غالباً بالضرب.
تضربني وأحبها!!
ونسأل الزوج المسكين هل لديك أولاد؟ فيجيب نعم لدي طفلان.
إذاً الحياة الزوجية متحققة ؟
نعم، ولكن حسب تعليماتها.
- لماذا لا تقاومها، لماذا لا تفرض شخصيتك؟
الحقيقة لا أستطيع فهي تتمتع بيدين قويتين، ولا تتعب أبداً، بالإضافة لأني أحبها ولا أستطيع التخلي عنها فإذا قاومتها أو ضايقتها تهددني بالابتعاد عني وهدم عش الزوجية.
المرأة الحديدية
قبل البدء بالحديث مع هذه المرأة أصفها لقرائنا، فهي سمراء ، عمرها خمسة وثلاثون عاماً، ربة منزل، ليس عندها أولاد، متوسطة الطول، وزوجها يعمل أجيراً في محل للخضار سألناها:
- هل تضربين زوجك؟
نعم عندما يخطئ في معاملتي أضربه.
- زوجك ضعيف الشخصية؟
جداً، وهو لا يفهم بسرعة، فعندما أضربه يفهمني وينفذ كل ما أطلبه منه دون جدال أو نقاش.
- هل تقومين بخدمته من ناحية غسل الملابس والكي؟
بالطبع لا(نفت بشدة) هو الذي يقوم بهذه الأعمال.
- ألم يعترض عليك أبداً؟
عندما يعترض يلقى نصيبه.
-لماذا تقومين بضربه؟
لأنه لايفهم، فهو متردد في كل شيء، بليد، دائماً يجلس في البيت دون حراك لساعات، ينظر إلي وكأنه يقول اضربيني.
- هل والدتك تضرب والدك؟
كلا، بل على العكس، والدي كان قوي الشخصية ومتزوجاً من ثلاث نسوة ودائماً يضربهن وهن يخشونه، فعندما يدخل البيت لا أحد يتكلم إلا بإذن منه.
- هل تحاولين أن تكوني الرجل مثل والدك؟
ربما ( ومطت شفتيها باستهزاء)
- هل يزورك نساء جيرانك مثلاً؟
كل يوم وهم يعرفون أني أضرب زوجي.
حوار آخر
بعد أن قدمنا لكم حالتين شاذتين نقلناهما على درجة كبيرة من الأمانة توجهنا إلى شريحة آخرى وعرضنا عليهم موضوعنا دون رتوش وها نحن ننقله إليكم :
عبير خريجة لغة عربية: استغرب عندما أسمع أن نساء يضربن أزواجهن، أو العكس لقد أصبحنا في القرن الواحد العشرين، أي أننا تجاوزنا العصر الحجري وعصور الانحطاط، أنا أرى أن المرأة يجب أن تكون قوية الشخصية، لكن لا يعني أن تكون ضاربة، فقوة الشخصية لا تعني القوة البدنية، بل القوة العقلية بالإضافة لذلك المرأة مخلوق ناعم، محب فهي الأم الحنون، فكيف تصبح امرأة حديدية؟
أحياناً أسمع أن فلانة ضربت فلاناً لكنني أستهجن هذا الأمر وأتساءل كيف استطاعت أن تقوم بهذا العمل الذي يخالف طبيعتها؟ أين لغة الحوار والتفاهم؟
التفاهم هو الحل!!
سامر صاحب مكتبة: أحياناً يضطر الإنسان إلى استخدام يديه لكي يقنع الطرف الآخر برآيه، فأنا مثلاً عندما أفشل في إفهام زوجتي ما أريد ألجأ لأسلوب فيه عنف وصراخ،وقد أضربها وأحياناً تضربني.
الحقيقة أن طبيعة الرجل الشرقي تفرض عليه أن يكون المسيطر دائماً.
شيرين طالبة أدب فرنسي: أنا أحتقر كل من يضرب زوجته أو كل من تضرب زوجها وأحترم النقاش والحوار، هناك أساليب كثيرة لتسوية الخلافات الزوجية مثل النقاش وتبادل الآراء حول موضوع الخلاف والوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف.
أحياناً أسمع صوت جيراننا وهم في حالة شجار فأشعر بكآبة وحزن شديدين لأن شجارهم له مفعول عسكي على أطفالهم وعلى حياتهم ودائماً يتصالحون ولكن بعد ترك بعض الآثار على جسم كل منهما نتيجة الضرب.
ألم يكن من الأجدر التحاور للوصول لحل دون شجار، لذلك أرى أن الضرب تخلف، وفي الصراخ ضعف، وفي الحوار حضارة.
الضرب شعار التخلف
هيثم طالب طب بشري: التفاهم بين الزوجين هو الأساس، ولهذا يمر الإنسان بمرحلة الخطوبة فهي مرحلة اختبار للعادات والتصرفات والأفكار وعلى أساسها يتم الزواج أو لا يتم، لذلك على الزوجين اللذين اختارا بعضهما نتيجة قناعة متبادلة أن يحلا مشاكلهما بطريقة حضارية تستند إلى الحوار والنقاش، أما الضرب فهو شعار التخلف وكل من يضرب زوجته أو العكس نقول عنه جاهل متخلف.
علينا أن تعلم الحوار والنقاش ونعلمه لأولادنا لأن الرجل نصف المجتمع والمرأة نصفه الآخر، وبهما تكتمل الحياة لذلك علينا التعاون للاستمرار لكي تكون حياتنا أجمل.
منقول
مخلوق لطيف!!
فالمرأة كما هو معروف ليست دائماً ذلك المخلوق الناعم الهائم الحالم الذي يمثل الجانب الرومانسي في الحياة البشرية، فكثيراً ما نسمع عن رجال يتعرضون لضرب زوجاتهم بقسوة دون رحمة، وكثيرا ما نسمع عن رجال يضربون زوجاتهم ولكن سرعان ما يكون رد الزوجة بوابل من الصفعات مستخدمة يديها أو أظافرها، إن المرأة ليست كائناً مغلوبا على أمره لا حيلة لها، ولكنها قد تكون شيئاً آخر مختلفاً تماماً، وجه آخر مظلم و شرير تعرف متى تستخدمه وفي أي وقت من الأوقات، فأسلحة النساء كثيرة منها المباشرة كالقوة الجسدية، ومنها غير المباشرة وهذا هو السلاح الآخر (الفتنة، النميمة والبكاء) بالإضافة إلى الأسلحة التي لا نعرف مصدرها ولا نعرف كيفية استخدامها لكننا ندرك أنها فعالة جداً.
عندما يُضرب الرجال
إحدى الصحف الأمريكية ذكرت أن عدد الرجال المضروبين في أمريكا 12 مليون رجل، قد يكون هذا الرقم مبالغاً فيه إلا أنه يؤكد موضوع ضرب النساء للرجال.
حول هذه القضية قصدنا بعض النساء أصحاب القبضات الحديدية وبعض الرجال المساكين لنتعرف على أسباب الضرب، فلم يستجب لنا سوى شخصين وبصعوبة شديدة، كما أجرينا لقاءات مع بعض الشباب والفتيات لمعرفة رأيهم بهذ القضية وسوف نبدأ بالرجال المساكين ومن ثم المرأة الحديدية بعدها آراء الآخرين.
الرجل المسكين
الرجل المسكين هواسم مستعار لزوج رفض إعلان اسمه
-هل صحيح أنك تتعرض لضرب زوجتك؟
نعم
-ولماذا؟
لأنها امرأة قوية الشخصية والبنية، مهووسة بالسيطرة، دائماً لها مطالب مستحيلة لا أستطيع تلبيتها، فتصفني بالأبله وأحياناً أخرى بألفاظ نابية.....
ما هي مطالبها؟
تريدني أن أشتري لها فساتين جديدة، ومجوهرات غالية الثمن وأنا لا أستطيع تلبية طلباتها، فدائماً تقول لي جارنا اشترى لزوجته فستانا أو أسورة، وفي كل مرة يشتري أحد جيراننا هدية لزوجته أضرب أنا في بيتي! وأحياناً لا يكون هناك سبب لضربي فبمجرد دخولي إلى المنزل أتعرض لوابل من الشتائم تنتهي غالباً بالضرب.
تضربني وأحبها!!
ونسأل الزوج المسكين هل لديك أولاد؟ فيجيب نعم لدي طفلان.
إذاً الحياة الزوجية متحققة ؟
نعم، ولكن حسب تعليماتها.
- لماذا لا تقاومها، لماذا لا تفرض شخصيتك؟
الحقيقة لا أستطيع فهي تتمتع بيدين قويتين، ولا تتعب أبداً، بالإضافة لأني أحبها ولا أستطيع التخلي عنها فإذا قاومتها أو ضايقتها تهددني بالابتعاد عني وهدم عش الزوجية.
المرأة الحديدية
قبل البدء بالحديث مع هذه المرأة أصفها لقرائنا، فهي سمراء ، عمرها خمسة وثلاثون عاماً، ربة منزل، ليس عندها أولاد، متوسطة الطول، وزوجها يعمل أجيراً في محل للخضار سألناها:
- هل تضربين زوجك؟
نعم عندما يخطئ في معاملتي أضربه.
- زوجك ضعيف الشخصية؟
جداً، وهو لا يفهم بسرعة، فعندما أضربه يفهمني وينفذ كل ما أطلبه منه دون جدال أو نقاش.
- هل تقومين بخدمته من ناحية غسل الملابس والكي؟
بالطبع لا(نفت بشدة) هو الذي يقوم بهذه الأعمال.
- ألم يعترض عليك أبداً؟
عندما يعترض يلقى نصيبه.
-لماذا تقومين بضربه؟
لأنه لايفهم، فهو متردد في كل شيء، بليد، دائماً يجلس في البيت دون حراك لساعات، ينظر إلي وكأنه يقول اضربيني.
- هل والدتك تضرب والدك؟
كلا، بل على العكس، والدي كان قوي الشخصية ومتزوجاً من ثلاث نسوة ودائماً يضربهن وهن يخشونه، فعندما يدخل البيت لا أحد يتكلم إلا بإذن منه.
- هل تحاولين أن تكوني الرجل مثل والدك؟
ربما ( ومطت شفتيها باستهزاء)
- هل يزورك نساء جيرانك مثلاً؟
كل يوم وهم يعرفون أني أضرب زوجي.
حوار آخر
بعد أن قدمنا لكم حالتين شاذتين نقلناهما على درجة كبيرة من الأمانة توجهنا إلى شريحة آخرى وعرضنا عليهم موضوعنا دون رتوش وها نحن ننقله إليكم :
عبير خريجة لغة عربية: استغرب عندما أسمع أن نساء يضربن أزواجهن، أو العكس لقد أصبحنا في القرن الواحد العشرين، أي أننا تجاوزنا العصر الحجري وعصور الانحطاط، أنا أرى أن المرأة يجب أن تكون قوية الشخصية، لكن لا يعني أن تكون ضاربة، فقوة الشخصية لا تعني القوة البدنية، بل القوة العقلية بالإضافة لذلك المرأة مخلوق ناعم، محب فهي الأم الحنون، فكيف تصبح امرأة حديدية؟
أحياناً أسمع أن فلانة ضربت فلاناً لكنني أستهجن هذا الأمر وأتساءل كيف استطاعت أن تقوم بهذا العمل الذي يخالف طبيعتها؟ أين لغة الحوار والتفاهم؟
التفاهم هو الحل!!
سامر صاحب مكتبة: أحياناً يضطر الإنسان إلى استخدام يديه لكي يقنع الطرف الآخر برآيه، فأنا مثلاً عندما أفشل في إفهام زوجتي ما أريد ألجأ لأسلوب فيه عنف وصراخ،وقد أضربها وأحياناً تضربني.
الحقيقة أن طبيعة الرجل الشرقي تفرض عليه أن يكون المسيطر دائماً.
شيرين طالبة أدب فرنسي: أنا أحتقر كل من يضرب زوجته أو كل من تضرب زوجها وأحترم النقاش والحوار، هناك أساليب كثيرة لتسوية الخلافات الزوجية مثل النقاش وتبادل الآراء حول موضوع الخلاف والوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف.
أحياناً أسمع صوت جيراننا وهم في حالة شجار فأشعر بكآبة وحزن شديدين لأن شجارهم له مفعول عسكي على أطفالهم وعلى حياتهم ودائماً يتصالحون ولكن بعد ترك بعض الآثار على جسم كل منهما نتيجة الضرب.
ألم يكن من الأجدر التحاور للوصول لحل دون شجار، لذلك أرى أن الضرب تخلف، وفي الصراخ ضعف، وفي الحوار حضارة.
الضرب شعار التخلف
هيثم طالب طب بشري: التفاهم بين الزوجين هو الأساس، ولهذا يمر الإنسان بمرحلة الخطوبة فهي مرحلة اختبار للعادات والتصرفات والأفكار وعلى أساسها يتم الزواج أو لا يتم، لذلك على الزوجين اللذين اختارا بعضهما نتيجة قناعة متبادلة أن يحلا مشاكلهما بطريقة حضارية تستند إلى الحوار والنقاش، أما الضرب فهو شعار التخلف وكل من يضرب زوجته أو العكس نقول عنه جاهل متخلف.
علينا أن تعلم الحوار والنقاش ونعلمه لأولادنا لأن الرجل نصف المجتمع والمرأة نصفه الآخر، وبهما تكتمل الحياة لذلك علينا التعاون للاستمرار لكي تكون حياتنا أجمل.
منقول