علي صالح طمبل
25 Aug 2005, 11:53 AM
الشخصية المناسبة
كانت السيدة (وظيفة) تجلس في مكتبها الفسيح وتحرك مقعدها الوثير يمنة ويسرة حين استأذن سكرتيرها الوسيم في الدخول ليقول لها:
ـ هل أدخلهم؟!
أشارت إليه دون مبالاة قائلة:
ـ نعم.
ودخل شاب تبدو عليه سيماء المعاناة، يحمل في يده مظروفاً، أخرج منه شهاداته وعرضها أمامه، فوضعتها دون اكتراث، ملقية عليها نظرة سريعة لتسأله:
ـ من أي قبيلة؟
ـ وما علاقة القبيلة بالعمل؟!
ـ هذا ليس من شأنك!
ـ أنا من قبيلة...
ـ أنت لا تصلح للعمل معنا، وهذا قرار نهائي لا يقبل المراجعة.
ثم دخل شاب ثانٍ تظهر عليه أمارات الإحباط، فسألته:
ـ هل تجيد الإنجليزية؟
ـ نعم.
ـ والفرنسية؟
ـ لحسن الحظ نعم.
فغضبت على نحو متصنع وقالت:
ـ ولماذا لاتجيد الإسبانية والألمانية والبرتغالية والروسية؟
فسألها في دهشة:
ـ وكيف أجيد كل هذه اللغات وأنا لم أتخرج إلا منذ عام واحد.
ـ هذه ليست مشكلتي.. أنت لا تتوفر فيك الشروط المطلوبة التي تروق لنا.
ودخلت فتاة بائسة فسالتها:
ـ أين تسكنين؟
ـ في حي...
ـ هذا الحي لا يتناسب مع مركز الوظيفة المعروضة.. إبحثي لك عن شركة أخرى.
ودخلت فتاة حسناء أنيقـة، فابتسمت ابتسامـة رحبة، وسـألتها وهي تشير إليها بالجلوس:
ـ ما اسمك؟
ـ اسمي (واسطة).
قالت في انفعال:
ـ أنت الشخصية المناسبة لهذه الوظيفة!
ـ ولكنك لم تطلعي على شهاداتي!
ـ ليس مهماً، المهم أنك الشخصية المناسبة.
ـ ولكنني نسيت إحضار الشهادات!
ـ أرجوكِ لا تكترثي كثيراً، يمكنكِ أن تباشري العمل منذ الغد، ولماذا الغد؟، بل من الآن.
ثُم أضافت:
ـ ويمكنك إحضار الشهادات غداً، وإذا نسيتِ فلا داعي لها؛ لأننا واثقون بك، وبأنك الشخصية المناسبة.
فبراير 2005م
كانت السيدة (وظيفة) تجلس في مكتبها الفسيح وتحرك مقعدها الوثير يمنة ويسرة حين استأذن سكرتيرها الوسيم في الدخول ليقول لها:
ـ هل أدخلهم؟!
أشارت إليه دون مبالاة قائلة:
ـ نعم.
ودخل شاب تبدو عليه سيماء المعاناة، يحمل في يده مظروفاً، أخرج منه شهاداته وعرضها أمامه، فوضعتها دون اكتراث، ملقية عليها نظرة سريعة لتسأله:
ـ من أي قبيلة؟
ـ وما علاقة القبيلة بالعمل؟!
ـ هذا ليس من شأنك!
ـ أنا من قبيلة...
ـ أنت لا تصلح للعمل معنا، وهذا قرار نهائي لا يقبل المراجعة.
ثم دخل شاب ثانٍ تظهر عليه أمارات الإحباط، فسألته:
ـ هل تجيد الإنجليزية؟
ـ نعم.
ـ والفرنسية؟
ـ لحسن الحظ نعم.
فغضبت على نحو متصنع وقالت:
ـ ولماذا لاتجيد الإسبانية والألمانية والبرتغالية والروسية؟
فسألها في دهشة:
ـ وكيف أجيد كل هذه اللغات وأنا لم أتخرج إلا منذ عام واحد.
ـ هذه ليست مشكلتي.. أنت لا تتوفر فيك الشروط المطلوبة التي تروق لنا.
ودخلت فتاة بائسة فسالتها:
ـ أين تسكنين؟
ـ في حي...
ـ هذا الحي لا يتناسب مع مركز الوظيفة المعروضة.. إبحثي لك عن شركة أخرى.
ودخلت فتاة حسناء أنيقـة، فابتسمت ابتسامـة رحبة، وسـألتها وهي تشير إليها بالجلوس:
ـ ما اسمك؟
ـ اسمي (واسطة).
قالت في انفعال:
ـ أنت الشخصية المناسبة لهذه الوظيفة!
ـ ولكنك لم تطلعي على شهاداتي!
ـ ليس مهماً، المهم أنك الشخصية المناسبة.
ـ ولكنني نسيت إحضار الشهادات!
ـ أرجوكِ لا تكترثي كثيراً، يمكنكِ أن تباشري العمل منذ الغد، ولماذا الغد؟، بل من الآن.
ثُم أضافت:
ـ ويمكنك إحضار الشهادات غداً، وإذا نسيتِ فلا داعي لها؛ لأننا واثقون بك، وبأنك الشخصية المناسبة.
فبراير 2005م