uwLw71
06 Feb 2004, 09:49 PM
<div align="center">إلى المخدوعين بنزار قباني
يكفيك من نزار قباني شعورك بالاثم لمجرد امساكك بأحد دواوينه
الغزلية . اما بعد فراغك من قراءته فستجد نفسك بحاجة الى الاستغفار .
لقد كتب نزار مئات القصائد في أدق تضاريس جسد المرأة , وكتب عن خصوصياتها اكثر مما تستطيع ان تكتبه هي عن نفسها , ومزج ذلك بقوة مخيلته في الوصف الاباحي – ان صح التعبير – وكانت فتاة شعره من طراز خاص تصلح ان تكون نجمة سنمائية , او فتاة اعلان وغلاف , لانها دائما تقع تحت ضوء " الكاميرا النزارية " . ومن خلاص رصده لحركاتها المحسوسة , حتى في خلوتها , اصبح قارئ " القصيدة النزاريه " يستمتع بالبحث عن ذاته في هذا المشهد الاباحي الذي يصوره له " نزار" من خلال شعره .
المرأة عند نزار ليست سوى جارية في سوق رقيق يستعرض جسدها امام القراء . ومن هنا يصيبك العجب عندما تسمع من ينعته بأنه اول من أنصف المرأة العربية , وانه شاعر المرأة العربية . نعم يمكننا نعته بذلك بعد اضافة هذا اللقب الى وصف " المتمردة " فقد أنصف المرأة العربية المتمردة , وهو شاعر المرأة المتمردة فقط .
أما الطامة الكبرى , فهي ما يفجأك به عند قراءة شعره من تمرد على تعاليم الدين , فيغمز , ويلمز أهل العلم والصلاح , ويصرح بذلك في قصيدته ( الخرافة) حيث يقول : " حين كنا في الكتاتيب صغارا ... حقنونا بسخف القول ليلا ونهارا ... درّسونا ... ركبة المرأه عورة , ضحكة المرأة عورة " .
ويخاطب القمر بقوله : " ما الذي يفعله ضوء القمر , ببلادي .. ببلاد الأنبياء .. وبلاد البسطاء .. فالملايين التي تركض من دون نعال .. والتي تؤمن في أربع زوجات , وفي يوم القيامة ".
ثم انظر مدى تمرده على جميع الشرائع والنصوص حين يقول مخاطبا معشوقته : " أحاول –سيدتي- أن أحبك .. خارج كل الطقوس .. وخارج كل النصوص .. وخارج كل الشرائع والأنظمة " .
وها هو ينظر في عيني محدثته قائلا : " كان في عينيك غيم أسود .. وبدايات شتاء .. ونبوءات جميع الأنبياء " .
وقد يزول بعض عجبك عند سماعك قوله :" لا تستبدي برأيك فوق فراش الهوى .. لأني من الله ... لا أتلقى الأوامر" , ومن لا يتلقى أوامره من الله فلا غرابة ألا يقف عند حد – وهذا ما مارسه نزار في أغلب شعره – ومن ذلك قوله :" وطن بدون نوافذ .. هربت شوارعه .. مآذنه ... كنائسه .. وفر الله مذعورا .. وفر جميع الأنبياء ".
فتجده حينا متخذا إالهه هواه في قوله :" هو الهوى .. هو الهوى .. الملك القدوس , والآخر والقادر".
وحينا متخذا من كلام الله سبحانه وتعالى مادة لمجونه :" وسوف تقولين .. في ذات يوم حزين .. سلام على الحب .. يوم يعيش .. ويوم يموت .. ويوم يبعث حيا ".
وتخيل معي مدى وقاحته عندما يصور الله سبحانه بتلك الصورة المهينة في قصيدته ( الرب العاشق) :" سيدتي .. حبك صعب .. حبك صعب .. حبك صعب .. لو عاني الرب كما عانيت .. لصاح من البلوى : يا رب " *9* . و يتابع جرأته على ربه فيقول : " أحبيني بعيدا عن بلاد القهر والكبت .. بعيدا عن مدينتنا التي من يوم أن كانت .. اليها الحب لا يأتي .. اليها الله لا يأتي ".
ثم إن التمادي في الباطل جعله يعترض على الله سبحانه , ويخاطبه مخاطبة أحد أقرانه بقوله :" ماذا سيخسر ربي؟ وقد رسم الشمس تفاحة .. وأجرى المياه وأرسى الجبال .. اذا هو غيّر تكويننا .. فأصبح عشقي أشد اعتدالا .. وأصبحت أنت أقل جمالا ".
وتجده يخاطب معشوقته راجيا : " أرجوك يا سيدتي .. أن ترجعي إلى البحار الماء .. والرب للسماء .. أرجوك يا سيدتي " . ويقول :" لأني أحبك .. يحدث شي غير عادي في تقاليد السماء .. يصبح الملائكة أحرارا في ممارسة الحب .. ويتزوج الله حبيبته ".
ويصبح الحليم حيرانا عندما يسمع قوله :" يا أثيرة .. ماذا تفعلين اليوم ؟ ماذا تشعرين الآن ؟ هل ضيعت إيمانك مثلي بجميع الآلهة .. وتقاليد القبيلة ".
ثم استمع إليه أخيرا وهو على فراش الموت – في مرضه الأخير – يقول :" السكنى في الجنة , والسكنى في دمشق .. شيء واحد .. الأولى تجري من تحتها الأنهار .. والثانية تجري من تحتها القصائد والأشعار ".
وبعد هذا هل يستحق نزار رثاء أحدهم له بقوله: ولك التحية والخلود ... وأليك في مثواك طيب إلف .. أو طيب الورود .. ولنا العزاء بأن تجود الأمهات .. لنا بمثلك ... هل تجود ؟</div>
يكفيك من نزار قباني شعورك بالاثم لمجرد امساكك بأحد دواوينه
الغزلية . اما بعد فراغك من قراءته فستجد نفسك بحاجة الى الاستغفار .
لقد كتب نزار مئات القصائد في أدق تضاريس جسد المرأة , وكتب عن خصوصياتها اكثر مما تستطيع ان تكتبه هي عن نفسها , ومزج ذلك بقوة مخيلته في الوصف الاباحي – ان صح التعبير – وكانت فتاة شعره من طراز خاص تصلح ان تكون نجمة سنمائية , او فتاة اعلان وغلاف , لانها دائما تقع تحت ضوء " الكاميرا النزارية " . ومن خلاص رصده لحركاتها المحسوسة , حتى في خلوتها , اصبح قارئ " القصيدة النزاريه " يستمتع بالبحث عن ذاته في هذا المشهد الاباحي الذي يصوره له " نزار" من خلال شعره .
المرأة عند نزار ليست سوى جارية في سوق رقيق يستعرض جسدها امام القراء . ومن هنا يصيبك العجب عندما تسمع من ينعته بأنه اول من أنصف المرأة العربية , وانه شاعر المرأة العربية . نعم يمكننا نعته بذلك بعد اضافة هذا اللقب الى وصف " المتمردة " فقد أنصف المرأة العربية المتمردة , وهو شاعر المرأة المتمردة فقط .
أما الطامة الكبرى , فهي ما يفجأك به عند قراءة شعره من تمرد على تعاليم الدين , فيغمز , ويلمز أهل العلم والصلاح , ويصرح بذلك في قصيدته ( الخرافة) حيث يقول : " حين كنا في الكتاتيب صغارا ... حقنونا بسخف القول ليلا ونهارا ... درّسونا ... ركبة المرأه عورة , ضحكة المرأة عورة " .
ويخاطب القمر بقوله : " ما الذي يفعله ضوء القمر , ببلادي .. ببلاد الأنبياء .. وبلاد البسطاء .. فالملايين التي تركض من دون نعال .. والتي تؤمن في أربع زوجات , وفي يوم القيامة ".
ثم انظر مدى تمرده على جميع الشرائع والنصوص حين يقول مخاطبا معشوقته : " أحاول –سيدتي- أن أحبك .. خارج كل الطقوس .. وخارج كل النصوص .. وخارج كل الشرائع والأنظمة " .
وها هو ينظر في عيني محدثته قائلا : " كان في عينيك غيم أسود .. وبدايات شتاء .. ونبوءات جميع الأنبياء " .
وقد يزول بعض عجبك عند سماعك قوله :" لا تستبدي برأيك فوق فراش الهوى .. لأني من الله ... لا أتلقى الأوامر" , ومن لا يتلقى أوامره من الله فلا غرابة ألا يقف عند حد – وهذا ما مارسه نزار في أغلب شعره – ومن ذلك قوله :" وطن بدون نوافذ .. هربت شوارعه .. مآذنه ... كنائسه .. وفر الله مذعورا .. وفر جميع الأنبياء ".
فتجده حينا متخذا إالهه هواه في قوله :" هو الهوى .. هو الهوى .. الملك القدوس , والآخر والقادر".
وحينا متخذا من كلام الله سبحانه وتعالى مادة لمجونه :" وسوف تقولين .. في ذات يوم حزين .. سلام على الحب .. يوم يعيش .. ويوم يموت .. ويوم يبعث حيا ".
وتخيل معي مدى وقاحته عندما يصور الله سبحانه بتلك الصورة المهينة في قصيدته ( الرب العاشق) :" سيدتي .. حبك صعب .. حبك صعب .. حبك صعب .. لو عاني الرب كما عانيت .. لصاح من البلوى : يا رب " *9* . و يتابع جرأته على ربه فيقول : " أحبيني بعيدا عن بلاد القهر والكبت .. بعيدا عن مدينتنا التي من يوم أن كانت .. اليها الحب لا يأتي .. اليها الله لا يأتي ".
ثم إن التمادي في الباطل جعله يعترض على الله سبحانه , ويخاطبه مخاطبة أحد أقرانه بقوله :" ماذا سيخسر ربي؟ وقد رسم الشمس تفاحة .. وأجرى المياه وأرسى الجبال .. اذا هو غيّر تكويننا .. فأصبح عشقي أشد اعتدالا .. وأصبحت أنت أقل جمالا ".
وتجده يخاطب معشوقته راجيا : " أرجوك يا سيدتي .. أن ترجعي إلى البحار الماء .. والرب للسماء .. أرجوك يا سيدتي " . ويقول :" لأني أحبك .. يحدث شي غير عادي في تقاليد السماء .. يصبح الملائكة أحرارا في ممارسة الحب .. ويتزوج الله حبيبته ".
ويصبح الحليم حيرانا عندما يسمع قوله :" يا أثيرة .. ماذا تفعلين اليوم ؟ ماذا تشعرين الآن ؟ هل ضيعت إيمانك مثلي بجميع الآلهة .. وتقاليد القبيلة ".
ثم استمع إليه أخيرا وهو على فراش الموت – في مرضه الأخير – يقول :" السكنى في الجنة , والسكنى في دمشق .. شيء واحد .. الأولى تجري من تحتها الأنهار .. والثانية تجري من تحتها القصائد والأشعار ".
وبعد هذا هل يستحق نزار رثاء أحدهم له بقوله: ولك التحية والخلود ... وأليك في مثواك طيب إلف .. أو طيب الورود .. ولنا العزاء بأن تجود الأمهات .. لنا بمثلك ... هل تجود ؟</div>