أبو يوسف
03 Sep 2005, 06:08 PM
من فضلك شارك في إرسال هذه الحلقات لتنال أجر الذب عن الصحابة والعلماء الربانيين ؛ ولن يضيع عند الله شيء ما دامت النية خالصة له سبحانه ...
[الصحابة والعلماء الربانيون هم حملة ديننا إلى أن تقوم الساعة ، من حاول النيل منهم فهو يسهم في هدم الدين ، و ذلك دليل على أنه يمارس ما يمارسه بدون روية ولا تفكير ، ،ويهرف بما لا يعرف ، وتخفى عليه غاية ونتيجة ممارسته ، أو أنه مغرض وعدو لهذا الدين العظيم وإلا فما فائدة النيل من أولئك العظماء الأفذاذ المصلحين ، الذين ضحوا بالغالي والرخيص من أجل هذا الدين حتى أوصلوه ويوصلوه إلينا نقيا صافيا وقد أفضى من مات إلى ما قدم والله يتولى أمره ]
صفوة الأمة بعد الأنبياء28
الحلقة الثامنة والعشرون
عرض موجز لما سبق من الحلقات
سأعرض بإذن الله تعالى ملخصا لما سبق من الحلقات والمتعلقة بالصديق الخليفة رضي الله عنه ؛ سائلا الله تعالى أن يسدد ويقبل ذلك عنده ، ويجعله خالصا له تعالى .
من كأبي بكر –بعد الأنبياء - ؟
إنه الخليفة من بعد النبي صلى الله عليه وقد أشارت أدلة إلى ذلك منها :
ما حدثناه ابن مطعم رضي الله تعالى عنه قال أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمرها أن ترجع إليه قالت أرأيت إن رجعت فلم أجدك ؟ كأنها تقول : الموت ، قال صلى الله عليه وسلم فإن لم تجديني فأتي أبا بكر رضي الله عنه )[1]
إنها إشارة إلى أنه مرشح لأن يكون الخليفة بعد النبي صلى الله عليه وسلم .
وهذا الحديث مروي في أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى لما سار عليه مؤلفه الإمام البخاري رحمه الله من الشروط والموازين العلمية الدقيقة.
وهذا أمر قد حدث وتحققت المعجزة للنبي صلى الله عليه وسلم فقد ولي الصديق رضي اله عنه الخلافة وكانت إرادة الله تعالى وحكمته البالغة جلت قدرته ... فقد حدثت في عهده حوادث لولا أن الله هيأ لها الصديق لكان ما كان ... ومن مناقبه أنه :
1- أول من صدق وأمن من الرجال .
2- لم يتلعثم بها –قط- بل استجاب للنبي صلى الله عليه وسلم ودخل الإسلام دون تلكأ وهذا دليل على كمال عقله وفطنته حيث وفق بفضل الله تعالى إلى تمييز الحق في أول لحظة لسماعه إياه .
3- وتصديقه المستمر للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يتردد أبدا – في كل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ولا أدل على ذلك من حادثة الإسراء والمعراج .
4- شجاعته في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم ومواجهة كفار قريش وهم يحاولون قتله عليه الصلاة والسلام في وقت ومرحلة عصيبة من مراحل الدعوة إذ من المحتمل جدا أن يتعرض للقتل في وقوفه ودفاعه عن النبي صلى الله عليه وسلم ..
5- الثقة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يوليها للصديق يدل على ذلك تردده إلى منزله ما يعادل في اليوم الواحد مرتين فقد كان بيته مأوى للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا دليل على مكانة بيت أبي بكر رضي الله عنه في نصرة الإسلام من أول يوم مع الخوف الذي كان يخيم في تلك المرحلة من تاريخ الدعوة فالاحتمال كبير أن يتعرض لأذى قريش لقد الجانب الأمني منعدم تماما في وضع تتبع قريش كل من أسلم فكيف بمن يأوي النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم في اليوم الواحد أكثر من مرة فمخابرات قريش نشطة ومبثوثة ومتوثبة وقصة الإمام علي رضي الله عنه حين آوى أبا ذر معلومة ... وسواها في السيرة (المرحلة المكية كثير ) .
6- اختيار أبي بكر من سائر الناس ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة له مدلول واضح يبين مكانة الصديق من نفس النبي صلى الله عليه وسلم وفي معيته بل وتشريفه أن يكون مع النبي صلى الله عليه وسلم في معية الله كما دلت أية براءة على ذلك .
7- تضحياته المتعددة الجوانب في نفسه وماله وأهله وولده ووقته لم يبخل من ذلك بشيء فقد كان ينفق ماله كله ولا يُبقي لأهله وولده ومن يعولهم شيئا كما دل على ذلك فعله في الهجرة وحين حاول الفاروق رضي الله عنه أن يسبقه في الإنفاق فأتى بنصف ماله فجاء أبو بكر بماله كله ! فقال عمر قولته المشهورة : لا أسابق أبا بكر بعد اليوم . 8- تحمله لأذى قريش وهجرته في سبيل الله تعالى ومفارقة الأهل والأولاد والوطن ليعبد الله تعالى في مكان يأمن فيه على سلامة دينه . 9- وصف ابن الدغنة له بتلك الأوصاف العظيمة( إن أبا بكر لا يُخرج مثله ولا يَخرج أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق ) . وعدم اعتراض قريش على ابن الدغنة في ذلك مع أنهم يعتبرون الصديق عدوا لهم دليل أجماع على جلالة الصديق في جاهليته وفي إسلامه ...
10- خوفه على النبي صلى الله عليه وسلم ومحاولة فداء النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه ؛ ومن الأمثلة على ذلك ؛ وضع قدمه على منفذ في الغار لعله جحر دب تخوف أن يخرج منه ما يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ففداه بنفسه ... ومنها استدامة التفاته أثناء الطريق وهما يغذان السير من مكة إلى المدينة عند هجرتهما ؛ فقد كان يتلفت إلى كل جانب وأحيانا يسبق خوفا من الرصد وأحيانا يتأخر قليلا خوفا من أن يأتي على النبي صلى الله عليه وسلم ما يكره ؛ لقد كان الوضع الأمني حرجا جدا كيف لا يكون حرجا وقد رصدت قريش جائزة كبرى لمن يأتي بالنبي صلى الله عليه وسلم حيا أو ميتا ... وعليك أن تتخيل ذلك الموقف . ومنها خوفه عليه من الشمس حيث كان يظلله منها عند اشتدادها ...
يتبع
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - التجريد الصريح ، الزبيدي ، 2/ 55-56.
[الصحابة والعلماء الربانيون هم حملة ديننا إلى أن تقوم الساعة ، من حاول النيل منهم فهو يسهم في هدم الدين ، و ذلك دليل على أنه يمارس ما يمارسه بدون روية ولا تفكير ، ،ويهرف بما لا يعرف ، وتخفى عليه غاية ونتيجة ممارسته ، أو أنه مغرض وعدو لهذا الدين العظيم وإلا فما فائدة النيل من أولئك العظماء الأفذاذ المصلحين ، الذين ضحوا بالغالي والرخيص من أجل هذا الدين حتى أوصلوه ويوصلوه إلينا نقيا صافيا وقد أفضى من مات إلى ما قدم والله يتولى أمره ]
صفوة الأمة بعد الأنبياء28
الحلقة الثامنة والعشرون
عرض موجز لما سبق من الحلقات
سأعرض بإذن الله تعالى ملخصا لما سبق من الحلقات والمتعلقة بالصديق الخليفة رضي الله عنه ؛ سائلا الله تعالى أن يسدد ويقبل ذلك عنده ، ويجعله خالصا له تعالى .
من كأبي بكر –بعد الأنبياء - ؟
إنه الخليفة من بعد النبي صلى الله عليه وقد أشارت أدلة إلى ذلك منها :
ما حدثناه ابن مطعم رضي الله تعالى عنه قال أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمرها أن ترجع إليه قالت أرأيت إن رجعت فلم أجدك ؟ كأنها تقول : الموت ، قال صلى الله عليه وسلم فإن لم تجديني فأتي أبا بكر رضي الله عنه )[1]
إنها إشارة إلى أنه مرشح لأن يكون الخليفة بعد النبي صلى الله عليه وسلم .
وهذا الحديث مروي في أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى لما سار عليه مؤلفه الإمام البخاري رحمه الله من الشروط والموازين العلمية الدقيقة.
وهذا أمر قد حدث وتحققت المعجزة للنبي صلى الله عليه وسلم فقد ولي الصديق رضي اله عنه الخلافة وكانت إرادة الله تعالى وحكمته البالغة جلت قدرته ... فقد حدثت في عهده حوادث لولا أن الله هيأ لها الصديق لكان ما كان ... ومن مناقبه أنه :
1- أول من صدق وأمن من الرجال .
2- لم يتلعثم بها –قط- بل استجاب للنبي صلى الله عليه وسلم ودخل الإسلام دون تلكأ وهذا دليل على كمال عقله وفطنته حيث وفق بفضل الله تعالى إلى تمييز الحق في أول لحظة لسماعه إياه .
3- وتصديقه المستمر للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يتردد أبدا – في كل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ولا أدل على ذلك من حادثة الإسراء والمعراج .
4- شجاعته في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم ومواجهة كفار قريش وهم يحاولون قتله عليه الصلاة والسلام في وقت ومرحلة عصيبة من مراحل الدعوة إذ من المحتمل جدا أن يتعرض للقتل في وقوفه ودفاعه عن النبي صلى الله عليه وسلم ..
5- الثقة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يوليها للصديق يدل على ذلك تردده إلى منزله ما يعادل في اليوم الواحد مرتين فقد كان بيته مأوى للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا دليل على مكانة بيت أبي بكر رضي الله عنه في نصرة الإسلام من أول يوم مع الخوف الذي كان يخيم في تلك المرحلة من تاريخ الدعوة فالاحتمال كبير أن يتعرض لأذى قريش لقد الجانب الأمني منعدم تماما في وضع تتبع قريش كل من أسلم فكيف بمن يأوي النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم في اليوم الواحد أكثر من مرة فمخابرات قريش نشطة ومبثوثة ومتوثبة وقصة الإمام علي رضي الله عنه حين آوى أبا ذر معلومة ... وسواها في السيرة (المرحلة المكية كثير ) .
6- اختيار أبي بكر من سائر الناس ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة له مدلول واضح يبين مكانة الصديق من نفس النبي صلى الله عليه وسلم وفي معيته بل وتشريفه أن يكون مع النبي صلى الله عليه وسلم في معية الله كما دلت أية براءة على ذلك .
7- تضحياته المتعددة الجوانب في نفسه وماله وأهله وولده ووقته لم يبخل من ذلك بشيء فقد كان ينفق ماله كله ولا يُبقي لأهله وولده ومن يعولهم شيئا كما دل على ذلك فعله في الهجرة وحين حاول الفاروق رضي الله عنه أن يسبقه في الإنفاق فأتى بنصف ماله فجاء أبو بكر بماله كله ! فقال عمر قولته المشهورة : لا أسابق أبا بكر بعد اليوم . 8- تحمله لأذى قريش وهجرته في سبيل الله تعالى ومفارقة الأهل والأولاد والوطن ليعبد الله تعالى في مكان يأمن فيه على سلامة دينه . 9- وصف ابن الدغنة له بتلك الأوصاف العظيمة( إن أبا بكر لا يُخرج مثله ولا يَخرج أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق ) . وعدم اعتراض قريش على ابن الدغنة في ذلك مع أنهم يعتبرون الصديق عدوا لهم دليل أجماع على جلالة الصديق في جاهليته وفي إسلامه ...
10- خوفه على النبي صلى الله عليه وسلم ومحاولة فداء النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه ؛ ومن الأمثلة على ذلك ؛ وضع قدمه على منفذ في الغار لعله جحر دب تخوف أن يخرج منه ما يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ففداه بنفسه ... ومنها استدامة التفاته أثناء الطريق وهما يغذان السير من مكة إلى المدينة عند هجرتهما ؛ فقد كان يتلفت إلى كل جانب وأحيانا يسبق خوفا من الرصد وأحيانا يتأخر قليلا خوفا من أن يأتي على النبي صلى الله عليه وسلم ما يكره ؛ لقد كان الوضع الأمني حرجا جدا كيف لا يكون حرجا وقد رصدت قريش جائزة كبرى لمن يأتي بالنبي صلى الله عليه وسلم حيا أو ميتا ... وعليك أن تتخيل ذلك الموقف . ومنها خوفه عليه من الشمس حيث كان يظلله منها عند اشتدادها ...
يتبع
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - التجريد الصريح ، الزبيدي ، 2/ 55-56.