خديجة احمد شعاع
03 Sep 2005, 06:25 PM
هي أسرة عمار بن ياسر.
منها ياسر الأب.
وسمية الأم.
وعبد الله وعمار: أخوان.
ماتوا جميعا شهداء في سبيل الله.
كان ياسر رجلا من عرب اليمن، استوطن مكة، واتخذ له زوجة من جواري بني مخزوم، هي سمية أم عمار وعبد الله.
فلما جاء الاسلام ، أسلم عمار وأسلم أبوه وأمه وأخوه.
وكانت قريش تتعقب بالأذى كل من يسلم ويتبع دين محمد صلى الله عليه وسلم ولو كان من أشرف العرب وأقواهم فما ظنك بأسة طارئة ليس لها في مكة شيء من الجاه ولا من القوة.
ونالهم من الأذى ما ينال المسلمين، وكان أشد ما ينالهم من ذلك أذى بني مخزوم، لأن سمية جارية من بني مخزوم.
كانوا يربطون جاريتهم، وزوجها وولديها، فبجرونهم جرا على الرمال المحرقة، ويضعون على صدورهم الحجارة الثقيلة.
وكانوا يكوونهم بالنار.
وكانوا يلبسونهم في شدة الحر دروع الحديد كأنها من حرارتها محماة على النار.
كل ذلك ليكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم فلا يكفرون.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمر بهم وهم في العذاب، فيقول لهم: صبرا آل ياسر.. ان موعدكم الجنة.
ولم يحتمل ياسر في شيخوخته قسوة العذاب، فمات مؤمنا صابرا.
واحتملت سمية وصبرت، ولكن أعداء الله لم يحتملوا ولم يصبروا، فقتلوها، فماتت مثل زوجها مؤمنة صابرة.
وبقي تحت العذاب عمار بن ياسر، لا يريح أعداء الله فيطيعهم ويترك دين محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يريحه أعداء الله فيكفوا عنه العذاب أو يقتلوه.. صبر عمار بن ياسر على الأذى والعذاب، حتى أمكنته الفرصة فأفلت..
وهاجر عمار الى المدينة، واطمأنت به الحياة.
وتعود مما احتمل من الأذى والعذاب في مكة أن يصبر على الشدة، وأن يحتمل ما لا يحتمل فلما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبني مسجد المدينة، اشترك المسلمون في البناء، واشترك عمار فكان يجرف من التراب أكثر مما يجرف غيره ويبذل جهدا كبيرا في نقل اللبن كذلك وتلبد الغبار في رأسه وذراعيه ورجليه، ورآه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك فقال لأصحابه: رفقا بعمار.
لم يترك غزوة من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم الا شارك فيها ونجا.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا رآه ضحك وقال: مرحبا بالطيب المطيب.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه حبا عظيما، ويتحدث الى أصحابه عن حبه له.
اختلف عمار يوما مع خالد بن الوليد فأغلظ له خالد، فشكاه عمار الى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخالد: يا خالد، من عادى عمارا عاداه الله، ومن أبغض عمارا أبغضه الله. وانتقل النبي الى جوار ربه، وقد جاوز عمار الستين ولكنه لم يزل قويا صلب العود يقول: ألا من غزوة في سبيل الله أستشهد فيها؟
فلما كانت حرب اليمامة اشترك فيها عمار، ونالته ضربة سيف فطارت بأذنه، فظل واقفا في مكانه، يصيح بالمجاهدين والدم يقطر من أذنه، (يا معشر المسلمين، أمن الجنة تفرون؟ الي الي.. أنا عمار بن ياسر)
وكبر عمار وجاوز التسعين من عمره ولم يزل يقاتل ويشترك في كل معركة، حتى استشهد في احدى المعارك...
وقال وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة:
واطرباه.. اليوم ألقى الأحبة، محمدا وصحبه..
وكان آخر الشهداء في أسرة الشهداء..
:rose:
منها ياسر الأب.
وسمية الأم.
وعبد الله وعمار: أخوان.
ماتوا جميعا شهداء في سبيل الله.
كان ياسر رجلا من عرب اليمن، استوطن مكة، واتخذ له زوجة من جواري بني مخزوم، هي سمية أم عمار وعبد الله.
فلما جاء الاسلام ، أسلم عمار وأسلم أبوه وأمه وأخوه.
وكانت قريش تتعقب بالأذى كل من يسلم ويتبع دين محمد صلى الله عليه وسلم ولو كان من أشرف العرب وأقواهم فما ظنك بأسة طارئة ليس لها في مكة شيء من الجاه ولا من القوة.
ونالهم من الأذى ما ينال المسلمين، وكان أشد ما ينالهم من ذلك أذى بني مخزوم، لأن سمية جارية من بني مخزوم.
كانوا يربطون جاريتهم، وزوجها وولديها، فبجرونهم جرا على الرمال المحرقة، ويضعون على صدورهم الحجارة الثقيلة.
وكانوا يكوونهم بالنار.
وكانوا يلبسونهم في شدة الحر دروع الحديد كأنها من حرارتها محماة على النار.
كل ذلك ليكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم فلا يكفرون.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمر بهم وهم في العذاب، فيقول لهم: صبرا آل ياسر.. ان موعدكم الجنة.
ولم يحتمل ياسر في شيخوخته قسوة العذاب، فمات مؤمنا صابرا.
واحتملت سمية وصبرت، ولكن أعداء الله لم يحتملوا ولم يصبروا، فقتلوها، فماتت مثل زوجها مؤمنة صابرة.
وبقي تحت العذاب عمار بن ياسر، لا يريح أعداء الله فيطيعهم ويترك دين محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يريحه أعداء الله فيكفوا عنه العذاب أو يقتلوه.. صبر عمار بن ياسر على الأذى والعذاب، حتى أمكنته الفرصة فأفلت..
وهاجر عمار الى المدينة، واطمأنت به الحياة.
وتعود مما احتمل من الأذى والعذاب في مكة أن يصبر على الشدة، وأن يحتمل ما لا يحتمل فلما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبني مسجد المدينة، اشترك المسلمون في البناء، واشترك عمار فكان يجرف من التراب أكثر مما يجرف غيره ويبذل جهدا كبيرا في نقل اللبن كذلك وتلبد الغبار في رأسه وذراعيه ورجليه، ورآه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك فقال لأصحابه: رفقا بعمار.
لم يترك غزوة من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم الا شارك فيها ونجا.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا رآه ضحك وقال: مرحبا بالطيب المطيب.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه حبا عظيما، ويتحدث الى أصحابه عن حبه له.
اختلف عمار يوما مع خالد بن الوليد فأغلظ له خالد، فشكاه عمار الى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخالد: يا خالد، من عادى عمارا عاداه الله، ومن أبغض عمارا أبغضه الله. وانتقل النبي الى جوار ربه، وقد جاوز عمار الستين ولكنه لم يزل قويا صلب العود يقول: ألا من غزوة في سبيل الله أستشهد فيها؟
فلما كانت حرب اليمامة اشترك فيها عمار، ونالته ضربة سيف فطارت بأذنه، فظل واقفا في مكانه، يصيح بالمجاهدين والدم يقطر من أذنه، (يا معشر المسلمين، أمن الجنة تفرون؟ الي الي.. أنا عمار بن ياسر)
وكبر عمار وجاوز التسعين من عمره ولم يزل يقاتل ويشترك في كل معركة، حتى استشهد في احدى المعارك...
وقال وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة:
واطرباه.. اليوم ألقى الأحبة، محمدا وصحبه..
وكان آخر الشهداء في أسرة الشهداء..
:rose: