السراب
04 Sep 2005, 06:37 AM
http://members.lycos.co.uk/edborders/b43.gif
" ولما فتح عمرو بن العاص قيسارية سار حتى نزل على غزة, فبعث اليه علجها أن أرسل اليّ رجلا من أصحابك أكلّمه, ففكر عمرو وقال: ما لهذا العلج أحد غيري.
فقام حتى دخل على العلج فكلّمه, فسمع كلاما لم يسمع مثله قط.
فقال له العلج: حدّثني, هل من أصحابك من أحد مثلك؟
قال لا تسأل عن هواني عندهم اذ بعثوني اليك وعرّضوني لما عرّضوني, فلا يدرون ما تصنع بي.
فأمر له بجاشزة وكسوة, وبعث الى البوّاب: اذا مرّ بك فاضرب عنقه وخذ ما معه.
فمرّ برجل من النصارى من غسان فعرفه, فقال: يا عمرو, قد أحسنت الدخول فأحسن الخروج.
فرجع, فقال له الملك: ما ردّك الينا؟
قال: نظرت فيما أعطيتني فلم أجد ذلك ليسع بني عمّي, فأردت أن آتيك بعشرة منهم تعطيهم هذه العطيّة, فيكون معروفك عند عشرة خيرا من أن يكون عند واحد.
قال صدقت, أعجل بهم.. وبعث الى البوّاب أن خل سبيله. فخرج عمرو وهو يلتفت, حتى اذا أمن قال: لا عدت لمثلها أبدا.
فلما صالحه عمرو ودخل عليه العلج فقال له: أنت هو؟ قال: على ما كان من غدرك.
http://members.lycos.co.uk/edborders/b43.gif
" حدثنا الشعبي قال: جاءت امرأة الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالت: أشكو اليك خير أهل الدنيا الا رجل سبقه بعمل أو عمل مثل عمله: يقوم الليل حتى يصبح, ويصوم النهار حتى يمسي.
ثم أخذها الحياء فقالت: أقلني يا أمير المؤمنين.
فقال: جزاك الله خيرا فقد أحسنت الثناء, قد أقلتك.
فلما ولّت قال كعب بن سور: يا أمير المؤمنين: قد أبلغت اليك في الشكوى.
فقال: ما اشتكت؟
قال: زوجها.
قال: عليّ بالمرأة وزوجها.
فجيء بهما, فقال لكعب: اقض بينهما.
قال: أأقضي وأنت شاهد؟
قال: انك قد فطنت لما لم أفطن اليه.
قال: فان الله يقول:" انكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع", صم ثلاثة أيام وأفطر عندها يوما, وقم ثلاث ليال وبت عندها ليلة.
فقال عمر: لهذا أعجب اليّ من الأوّل, فرحّله بدابة وبعثه قاضيا لأهل البصرة.
http://members.lycos.co.uk/edborders/b43.gif
" تقلّد القضاء في واسط رجل ثقة كثير الحديث, فجاء رجل فاستودع بعض الشهود كيسا مختوما ذكر أن فيه ألف دينار, فلما حصل الكيس عند الشاهد وطالت غيبة الرجل قدّر أنه قد هلك, فهمّ بانفاق المال, ثم دبّر وفتق الكيس من أسفله, وأخذ الدنانير, وجعل مكانها دراهم, وأعاد الخياطة كما كانت.
وقدّر أن الرجل وافى وطلب الشاهد بوديعته, فأعطاه الكيس بختمه, فلما حصل في منزله فضّ ختكه فصادف في الكيس دراهم, فرجع الى الشاهد, فقال له: عافاك الله, اردد عليّ مالي فاني استودعتك دنانير والذي وجدت دراهم مكانها.
فأنكره ذلك, فاستدعى عليه القاضي المقدّم ذكره, فأمر باحضار الشاهد مع خصمه, فلما حضرا سأل الحاكم: منذ كم أودعته هذا الكيس؟
قال: منذ خمسة عشر سنة.
فأخذ القاضي الدراهم وقرأ سككها, فاذا هي دراهم منها ما ضرب منذ سنتين وثلاث ونحوها, فأمره أن يدفع الدنانير اليه, فدفعها اليه وأسقطه وقال له: يا خائن.
ونادى مناديه: ألا ان فلان بن فلان القاضي قد أسقط فلان بن فلان الشاهد, فاعلموا ذلك ولا يغترنّ به أحد بعد اليوم.
فباع الشاهد أملاكه في واسط وخرج عنها هاربا, فلم يعلم له خبر ولا أحس منه أثر.
http://members.lycos.co.uk/edborders/b43.gif
" ولما فتح عمرو بن العاص قيسارية سار حتى نزل على غزة, فبعث اليه علجها أن أرسل اليّ رجلا من أصحابك أكلّمه, ففكر عمرو وقال: ما لهذا العلج أحد غيري.
فقام حتى دخل على العلج فكلّمه, فسمع كلاما لم يسمع مثله قط.
فقال له العلج: حدّثني, هل من أصحابك من أحد مثلك؟
قال لا تسأل عن هواني عندهم اذ بعثوني اليك وعرّضوني لما عرّضوني, فلا يدرون ما تصنع بي.
فأمر له بجاشزة وكسوة, وبعث الى البوّاب: اذا مرّ بك فاضرب عنقه وخذ ما معه.
فمرّ برجل من النصارى من غسان فعرفه, فقال: يا عمرو, قد أحسنت الدخول فأحسن الخروج.
فرجع, فقال له الملك: ما ردّك الينا؟
قال: نظرت فيما أعطيتني فلم أجد ذلك ليسع بني عمّي, فأردت أن آتيك بعشرة منهم تعطيهم هذه العطيّة, فيكون معروفك عند عشرة خيرا من أن يكون عند واحد.
قال صدقت, أعجل بهم.. وبعث الى البوّاب أن خل سبيله. فخرج عمرو وهو يلتفت, حتى اذا أمن قال: لا عدت لمثلها أبدا.
فلما صالحه عمرو ودخل عليه العلج فقال له: أنت هو؟ قال: على ما كان من غدرك.
http://members.lycos.co.uk/edborders/b43.gif
" حدثنا الشعبي قال: جاءت امرأة الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالت: أشكو اليك خير أهل الدنيا الا رجل سبقه بعمل أو عمل مثل عمله: يقوم الليل حتى يصبح, ويصوم النهار حتى يمسي.
ثم أخذها الحياء فقالت: أقلني يا أمير المؤمنين.
فقال: جزاك الله خيرا فقد أحسنت الثناء, قد أقلتك.
فلما ولّت قال كعب بن سور: يا أمير المؤمنين: قد أبلغت اليك في الشكوى.
فقال: ما اشتكت؟
قال: زوجها.
قال: عليّ بالمرأة وزوجها.
فجيء بهما, فقال لكعب: اقض بينهما.
قال: أأقضي وأنت شاهد؟
قال: انك قد فطنت لما لم أفطن اليه.
قال: فان الله يقول:" انكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع", صم ثلاثة أيام وأفطر عندها يوما, وقم ثلاث ليال وبت عندها ليلة.
فقال عمر: لهذا أعجب اليّ من الأوّل, فرحّله بدابة وبعثه قاضيا لأهل البصرة.
http://members.lycos.co.uk/edborders/b43.gif
" تقلّد القضاء في واسط رجل ثقة كثير الحديث, فجاء رجل فاستودع بعض الشهود كيسا مختوما ذكر أن فيه ألف دينار, فلما حصل الكيس عند الشاهد وطالت غيبة الرجل قدّر أنه قد هلك, فهمّ بانفاق المال, ثم دبّر وفتق الكيس من أسفله, وأخذ الدنانير, وجعل مكانها دراهم, وأعاد الخياطة كما كانت.
وقدّر أن الرجل وافى وطلب الشاهد بوديعته, فأعطاه الكيس بختمه, فلما حصل في منزله فضّ ختكه فصادف في الكيس دراهم, فرجع الى الشاهد, فقال له: عافاك الله, اردد عليّ مالي فاني استودعتك دنانير والذي وجدت دراهم مكانها.
فأنكره ذلك, فاستدعى عليه القاضي المقدّم ذكره, فأمر باحضار الشاهد مع خصمه, فلما حضرا سأل الحاكم: منذ كم أودعته هذا الكيس؟
قال: منذ خمسة عشر سنة.
فأخذ القاضي الدراهم وقرأ سككها, فاذا هي دراهم منها ما ضرب منذ سنتين وثلاث ونحوها, فأمره أن يدفع الدنانير اليه, فدفعها اليه وأسقطه وقال له: يا خائن.
ونادى مناديه: ألا ان فلان بن فلان القاضي قد أسقط فلان بن فلان الشاهد, فاعلموا ذلك ولا يغترنّ به أحد بعد اليوم.
فباع الشاهد أملاكه في واسط وخرج عنها هاربا, فلم يعلم له خبر ولا أحس منه أثر.
http://members.lycos.co.uk/edborders/b43.gif