داعي الخير
17 Sep 2005, 09:00 AM
نفس راضيه ونفس شاكيه
خلق الله سبحانه وتعالى عباده وقدر لهم أرزاقهم فى هذه الدنيا فىكل شئ فلا يخرج العبد منا الا وقد أستوفي نصيبه ورزقه ألذى كتبه الله جل وعلا ورزقهإياه بما فيه من خير وشر.
قال تعالى:
( وَفِيالسَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُون )
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَاللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّه يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِوَالْأَرْضِ لَا إِلَه إِلَّا هُوَ َ فَأَنَّى تُؤْفَكُون )( أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّاللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍلِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )
( اللّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقَدِرُوَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِإِلاَّ مَتَاعٌ )
والعبد منالايدرك حكمة الله سبحانه وتعالى فى تصريف الأمور فكم من خير فرحنا به ورقصنا لهطربا فكان هو الشر بعينه,وكم من أمر ظنناه شرا وأقمنا الدنيا ولم نقعدها من أجلهفكان هو الخير بعينه فسبحان من تجلا فى سماه, رزق وأكرم وأعطى ونعمه لا تعد ولاتحصى.
قال تعالى:
( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُوَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْوَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْلاَ تَعْلَمُونَ )
ونجدان عباد اللههم على صنفين فيما قدر لهم من رزق..... الصنف ألاول له نفس تشبع فهى راضيه
هذا العبد......
نجده راضيا قانعا بما رزقهالله جل وعلا فى هذه ألدنيا من مال وجاه,من صحة وبنين وبنات, وماعدا ذالك من نعمهسبحانه وتعالى التى لا تعد ولا تحصى. نراه دائما مطمئن القلب لا يفتر لسانه عن شكرالله سبحانه وتعالى والثناء عليه جل وعلا بكل نعمه الظاهر والباطنة.
أقل القليل يسعده ويرضيه,عيناه لا ترىما أوتى غيره لآن ن نفسه غنيه شبعه,ترضى بما قسم الله سبحانه وتعالىلها.
الكلمه الطيبة منكترضيه والآبتسامه فى وجهه تملئه حبا وشكرا,فسبحانك ربى هو راضى وسعيد من اجل كلمهأو إبتسامه.
إن ألححت عليه لكى يأخذ,فهو لا يأخذ,وإن اخذ سجد لربه شاكرا أن سخر له من أعانه على ما هوفيه.
قال تعالى
( لِلْفُقَرَاء الَّذِينَأُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِيَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْلاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَبِهِ عَلِيمٌ )
هذا العبد........
إن أسديت له معروفا جعله طوق فىعنقه,يحاول بكل جهده ان يرد إليك هذا المعروف,ومهما فعل ومهما رد فهو يستشعر بأنهلم يفعل شيئا وأنه مازال مدين لك.
يعلم ان الله جل وعلا قد فضل فى هذه الدنيا عباد عنعباد,وأن الآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا.
قال تعالى:
( وَاللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْق فَمَاالَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَت أَيْمَانُهُمْ فَهُمْفِيهِ سَوَاء أَفَبِنِعْمَةِ اللّهِ يَجْحَدُونَ )النحل
وهو يعلم أن التكريم عند الله سبحانه وتعالى هو بالتقوى والعملالصالح .
فقد قال المصطفى ألامين صلوات ربى وسلامه عليه ( إن أكرمكم عند اللهأتقاكم ) فهو لم يغتر بهذه ألدنيا, فعيناه ناظره إلى جنان ربه جل وعلا ,فهو ينتظرنعيم ربه الخالد وفوزه وسعادته,التى ما بعدها شقاء ولاحزن. هو يعلم ماوعد الله جلوعلا عباده الصابرين
قال سبحانه وتعالى:
( قُلْ يَاعِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِالدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَأَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ )
( تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَتَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَلِلْمُتَّقِينَ )
( إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَـئِكَ لَهُممَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ )
( سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ )
(الَّذِينَصَبَرُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون )
( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَرَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَعَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَاقَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً )
فهنيئا لك ياصاحب هذه النفس,فأنتممن رضى الله عنهم ورضوا عنه,آنت من السعداء فى الدنيا والآخره بإذن الله,ستجدماوعدك ربك جل وعلا حقا فإن الله لا يخلف الميعاد. الصنف الثانى له نفس لا تشبع فهىشاكيه....
نجد أن هذا العبد:
دائم الشكوى لسانه لا يفتر عن الاعتراضعلى كل شيء فى حياته. سؤال واحد يؤرقه ويتعسه طيلة حياته,وهذا السؤال هو..... لماذاأنا ؟؟؟ ويعكس هذا السؤال فى حالا ت أخرى فيكون لماذا فلان اوفلا نه ولست آنا؟
هذا العبد:
تراه دائما عابس الوجه,عاقدالحاجبين,عيناه تلف وتدور فى رأسه لترقب ما حولها بنظرات زائغه,حزينة,شاكيه.
لا تطيق عشرته ولا تتحمل حتى انتسمع صوته ولو لدقائق معدوده. أنت تبادره بالسؤال عنه وعن أحواله,وهو يبادرك بالشكوىوالتأفف والتذمر.تحاول ان تقطع شكواه بقولك ( الحمد لله على كل حال ) فيجيبكبإكمال شكواه وإن استحى منك رد عليك نفس قولك,ولكن على مضض وعدم رضى.
نفسه لا تشبع فمهما حاولت أن ترضيهوتسعده,نجده يطلب المزيد والمزيد. ففي رأيه ان هذه هى مهمتك فى الدنيا,وأنك ما وجدتفيها الا لتلبى له طلبته ورغباته وأوامره ألتى لا تنتهي حتى ينتهي هو والعياذبالله. هو كجهنم أعاذنا الله وإياكم منها لا يقول إلا ( هل من مزيد ).
هذا العبد:
حمل أسوء صفتين يحملها بشر وهما ( الحسد وعدم الرضى بالقضاء والقدر ) فا الحسد.... جعله لا يرى ما رزقه جل وعلا منجل نعمه الظاهره والباطنه. نفسه لا تريد إلا ماعندك,إن رزق البنات,أراد البنين وقدنسى ان هناك من حرم كليهما. إن عاش فى منزل جميل كرهه وتأفف منه,لا نه ليس ملكا لهولا ن عيناه ترى انه صغير فلماذا فلا ن وفلا نه يمتلكون المنازل الجميلة ولستأنا؟؟؟
ونسى أن هناك من لا يجد حتى سقفا يؤويه. إن أصابه مرض يكرر نفسلماذا أنا؟؟؟ ويضرب ألا مثال بكل من يعرف ممن متعوا بالصحة وهكذا يقضى عمره وهويسأل نفس السؤال أللذى لا يكل منه ولا يمل فهو إنسان حاقد ناقم يتمنى أن لا تؤتىالنعم لا حد غيره
وقد تحقق فيه قوله جل وعلا: (أَمْيَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَإِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً ) النساء أما صفته الثانية المذمومة فهى عدم الرضى بالقضاء والقدر فنفسه المريضةالحاسده جعلته ينسى ان الله عزوجل قدر لكل منا حياته ونصيبه فى هذه الدنيا وأنالعبد منا لا يملك إلا أن يؤمن بالقضاء والقدر فما شاء الله كان وما لم يشاء لميكن.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم عـن أبي العـباس عـبدالله بن عـباس رضيالله عـنهما، قــال:كـنت خـلـف النبي صلي الله عـليه وسلم يـوماً، فـقـال : { يـا غـلام ! إني أعـلمك كــلمات: احـفـظ الله يـحـفـظـك، احـفـظ اللهتجده تجاهـك، إذا سـألت فـاسأل الله، وإذا اسـتعـنت فـاسـتـعـن بالله، واعـلم أنالأمـة لـو اجـتمـعـت عـلى أن يـنـفـعـوك بشيء لم يـنـفـعـوك إلا بشيء قـد كـتـبـهالله لك، وإن اجتمعـوا عـلى أن يـضـروك بشيء لـم يـضـروك إلا بشيء قـد كـتـبـه اللهعـلـيـك؛ رفـعـت الأقــلام، وجـفـت الـصـحـف }.
وفي رواية غير الترمذي: { احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة،واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر معالصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً}.نسى صاحب هذه النفس التىلا تشبع أن الدنيا هى دار الحزن ودار الكبد وان كلا منا يحمل شكواه فى صدره ولايبوح بها إلا لخالقه جل وعلا.
نسى أنه لاسعاده ولا هناء إلا يوم أن يغفرالله لنا,وبرحمته يجعلنا من الفائزين والسعداء ويسكننا الدرجات العلى.فياصاحب هذهالنفس بئس العبد آنت لا نك حرمت نعمة الرضى فبدلا من ان يمر عمرك وأنت تحمد ربك علىجل نعمه عليك التى تدركها وآلتي لا تدركها
مر عمرك وأنت تشكوى ربك والعياذبالله, وقد نسيت قوله صلى الله عليه وسلم (عجبا لأمر المؤمنإن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له، وإن
أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له ) .
فيا صاحب هذه النفس لن يملء جوفك إلا التراب,ولن تجنى سوى الذلوالمهانه من كل من عرف نفسك الشاكية ألتى لا تشبع والعياذ با لله.
عن أبيالعباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليهواله وسلم فقال: ( يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس )؛فقال: {ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبكالناس }.(اللهم إنى أعوذ بك من قلب لايخشع,ونفس لاتشبع وعين لا تدمع,وعلملا ينفع,ودعوة لا يستجاب لها.
محبكم ** داعي الخير
خلق الله سبحانه وتعالى عباده وقدر لهم أرزاقهم فى هذه الدنيا فىكل شئ فلا يخرج العبد منا الا وقد أستوفي نصيبه ورزقه ألذى كتبه الله جل وعلا ورزقهإياه بما فيه من خير وشر.
قال تعالى:
( وَفِيالسَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُون )
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَاللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّه يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِوَالْأَرْضِ لَا إِلَه إِلَّا هُوَ َ فَأَنَّى تُؤْفَكُون )( أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّاللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍلِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )
( اللّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقَدِرُوَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِإِلاَّ مَتَاعٌ )
والعبد منالايدرك حكمة الله سبحانه وتعالى فى تصريف الأمور فكم من خير فرحنا به ورقصنا لهطربا فكان هو الشر بعينه,وكم من أمر ظنناه شرا وأقمنا الدنيا ولم نقعدها من أجلهفكان هو الخير بعينه فسبحان من تجلا فى سماه, رزق وأكرم وأعطى ونعمه لا تعد ولاتحصى.
قال تعالى:
( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُوَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْوَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْلاَ تَعْلَمُونَ )
ونجدان عباد اللههم على صنفين فيما قدر لهم من رزق..... الصنف ألاول له نفس تشبع فهى راضيه
هذا العبد......
نجده راضيا قانعا بما رزقهالله جل وعلا فى هذه ألدنيا من مال وجاه,من صحة وبنين وبنات, وماعدا ذالك من نعمهسبحانه وتعالى التى لا تعد ولا تحصى. نراه دائما مطمئن القلب لا يفتر لسانه عن شكرالله سبحانه وتعالى والثناء عليه جل وعلا بكل نعمه الظاهر والباطنة.
أقل القليل يسعده ويرضيه,عيناه لا ترىما أوتى غيره لآن ن نفسه غنيه شبعه,ترضى بما قسم الله سبحانه وتعالىلها.
الكلمه الطيبة منكترضيه والآبتسامه فى وجهه تملئه حبا وشكرا,فسبحانك ربى هو راضى وسعيد من اجل كلمهأو إبتسامه.
إن ألححت عليه لكى يأخذ,فهو لا يأخذ,وإن اخذ سجد لربه شاكرا أن سخر له من أعانه على ما هوفيه.
قال تعالى
( لِلْفُقَرَاء الَّذِينَأُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِيَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْلاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَبِهِ عَلِيمٌ )
هذا العبد........
إن أسديت له معروفا جعله طوق فىعنقه,يحاول بكل جهده ان يرد إليك هذا المعروف,ومهما فعل ومهما رد فهو يستشعر بأنهلم يفعل شيئا وأنه مازال مدين لك.
يعلم ان الله جل وعلا قد فضل فى هذه الدنيا عباد عنعباد,وأن الآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا.
قال تعالى:
( وَاللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْق فَمَاالَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَت أَيْمَانُهُمْ فَهُمْفِيهِ سَوَاء أَفَبِنِعْمَةِ اللّهِ يَجْحَدُونَ )النحل
وهو يعلم أن التكريم عند الله سبحانه وتعالى هو بالتقوى والعملالصالح .
فقد قال المصطفى ألامين صلوات ربى وسلامه عليه ( إن أكرمكم عند اللهأتقاكم ) فهو لم يغتر بهذه ألدنيا, فعيناه ناظره إلى جنان ربه جل وعلا ,فهو ينتظرنعيم ربه الخالد وفوزه وسعادته,التى ما بعدها شقاء ولاحزن. هو يعلم ماوعد الله جلوعلا عباده الصابرين
قال سبحانه وتعالى:
( قُلْ يَاعِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِالدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَأَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ )
( تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَتَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَلِلْمُتَّقِينَ )
( إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَـئِكَ لَهُممَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ )
( سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ )
(الَّذِينَصَبَرُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون )
( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَرَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَعَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَاقَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً )
فهنيئا لك ياصاحب هذه النفس,فأنتممن رضى الله عنهم ورضوا عنه,آنت من السعداء فى الدنيا والآخره بإذن الله,ستجدماوعدك ربك جل وعلا حقا فإن الله لا يخلف الميعاد. الصنف الثانى له نفس لا تشبع فهىشاكيه....
نجد أن هذا العبد:
دائم الشكوى لسانه لا يفتر عن الاعتراضعلى كل شيء فى حياته. سؤال واحد يؤرقه ويتعسه طيلة حياته,وهذا السؤال هو..... لماذاأنا ؟؟؟ ويعكس هذا السؤال فى حالا ت أخرى فيكون لماذا فلان اوفلا نه ولست آنا؟
هذا العبد:
تراه دائما عابس الوجه,عاقدالحاجبين,عيناه تلف وتدور فى رأسه لترقب ما حولها بنظرات زائغه,حزينة,شاكيه.
لا تطيق عشرته ولا تتحمل حتى انتسمع صوته ولو لدقائق معدوده. أنت تبادره بالسؤال عنه وعن أحواله,وهو يبادرك بالشكوىوالتأفف والتذمر.تحاول ان تقطع شكواه بقولك ( الحمد لله على كل حال ) فيجيبكبإكمال شكواه وإن استحى منك رد عليك نفس قولك,ولكن على مضض وعدم رضى.
نفسه لا تشبع فمهما حاولت أن ترضيهوتسعده,نجده يطلب المزيد والمزيد. ففي رأيه ان هذه هى مهمتك فى الدنيا,وأنك ما وجدتفيها الا لتلبى له طلبته ورغباته وأوامره ألتى لا تنتهي حتى ينتهي هو والعياذبالله. هو كجهنم أعاذنا الله وإياكم منها لا يقول إلا ( هل من مزيد ).
هذا العبد:
حمل أسوء صفتين يحملها بشر وهما ( الحسد وعدم الرضى بالقضاء والقدر ) فا الحسد.... جعله لا يرى ما رزقه جل وعلا منجل نعمه الظاهره والباطنه. نفسه لا تريد إلا ماعندك,إن رزق البنات,أراد البنين وقدنسى ان هناك من حرم كليهما. إن عاش فى منزل جميل كرهه وتأفف منه,لا نه ليس ملكا لهولا ن عيناه ترى انه صغير فلماذا فلا ن وفلا نه يمتلكون المنازل الجميلة ولستأنا؟؟؟
ونسى أن هناك من لا يجد حتى سقفا يؤويه. إن أصابه مرض يكرر نفسلماذا أنا؟؟؟ ويضرب ألا مثال بكل من يعرف ممن متعوا بالصحة وهكذا يقضى عمره وهويسأل نفس السؤال أللذى لا يكل منه ولا يمل فهو إنسان حاقد ناقم يتمنى أن لا تؤتىالنعم لا حد غيره
وقد تحقق فيه قوله جل وعلا: (أَمْيَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَإِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً ) النساء أما صفته الثانية المذمومة فهى عدم الرضى بالقضاء والقدر فنفسه المريضةالحاسده جعلته ينسى ان الله عزوجل قدر لكل منا حياته ونصيبه فى هذه الدنيا وأنالعبد منا لا يملك إلا أن يؤمن بالقضاء والقدر فما شاء الله كان وما لم يشاء لميكن.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم عـن أبي العـباس عـبدالله بن عـباس رضيالله عـنهما، قــال:كـنت خـلـف النبي صلي الله عـليه وسلم يـوماً، فـقـال : { يـا غـلام ! إني أعـلمك كــلمات: احـفـظ الله يـحـفـظـك، احـفـظ اللهتجده تجاهـك، إذا سـألت فـاسأل الله، وإذا اسـتعـنت فـاسـتـعـن بالله، واعـلم أنالأمـة لـو اجـتمـعـت عـلى أن يـنـفـعـوك بشيء لم يـنـفـعـوك إلا بشيء قـد كـتـبـهالله لك، وإن اجتمعـوا عـلى أن يـضـروك بشيء لـم يـضـروك إلا بشيء قـد كـتـبـه اللهعـلـيـك؛ رفـعـت الأقــلام، وجـفـت الـصـحـف }.
وفي رواية غير الترمذي: { احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة،واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر معالصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً}.نسى صاحب هذه النفس التىلا تشبع أن الدنيا هى دار الحزن ودار الكبد وان كلا منا يحمل شكواه فى صدره ولايبوح بها إلا لخالقه جل وعلا.
نسى أنه لاسعاده ولا هناء إلا يوم أن يغفرالله لنا,وبرحمته يجعلنا من الفائزين والسعداء ويسكننا الدرجات العلى.فياصاحب هذهالنفس بئس العبد آنت لا نك حرمت نعمة الرضى فبدلا من ان يمر عمرك وأنت تحمد ربك علىجل نعمه عليك التى تدركها وآلتي لا تدركها
مر عمرك وأنت تشكوى ربك والعياذبالله, وقد نسيت قوله صلى الله عليه وسلم (عجبا لأمر المؤمنإن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له، وإن
أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له ) .
فيا صاحب هذه النفس لن يملء جوفك إلا التراب,ولن تجنى سوى الذلوالمهانه من كل من عرف نفسك الشاكية ألتى لا تشبع والعياذ با لله.
عن أبيالعباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليهواله وسلم فقال: ( يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس )؛فقال: {ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبكالناس }.(اللهم إنى أعوذ بك من قلب لايخشع,ونفس لاتشبع وعين لا تدمع,وعلملا ينفع,ودعوة لا يستجاب لها.
محبكم ** داعي الخير