أحياء السنة
19 Sep 2005, 04:49 PM
الصلاة هي عماد الدين ، وعصام اليقين ورأس القربات ، وغرة الطاعات عمر الله بأنوارها
قلوب العباد ، بفتح الباب ورفع الحجاب ، ورخص للعباد في المناجاة بالصلوات كيفما تقلبت
بهم الحالات في الجماعات والخلوات . العماد هي المعين الذي لا ينضب ، والزاد الذي يزود
القلب ، العماد إنها مفتاح الكنز الذي يغني ويقني ويفيض ، العماد هي الروح والندى والظلال
في الهاجرة ، إنها اللمسة الحانية للقلب المتعب المكدود ، إنها زاد الطريق ومدد الروح
وجلاء القلب . العماد العبادة التي تفتح القلب ، وتوثق الصلة مع الرب ، وتيسر الأمر ،
وتشرق بالنور وتفيض بالعزاء والسلوى والراحة والاطمئنان .
يقول إبراهيم بن شماس : (كنت أعرف أحمد بن حنبل وهو غلام وهو يحي الليل ) فهذا قيام الليل فكيف
بصلاة الفجر ، إنهم ممن عرفوا عظمة العماد .
أقول متسائلاً وهل الحديث فقط عن الذين لا يصلون لا.. لا.. لا..
بل حتى الذي يتأخرون عن الصلاة فلا يأتونها إلا بعد تكبيرة الإحرام أو قد فاتتهم ركعةً أو ركعتين لم
يسلموا من ذلك الوعيد ، إذ لو أقاموا العماد كاملاً لم يقع لهم ذلك .
روى أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله علية وسلم قال : ( إن للمنافقين علامات
: تحيتهم لعنة ، وطعامهم نهبة ، وغنيمتهم غلول ولا يقربون المساجد بل يهجرونها ). ولا يأتون الصلاة
إلا دبرا ـ أي حين كاد الأمام أن ينتهي ويفرغ من الصلاة ) .
ثم قال عليه الصلاة والسلام : ( مستكبرين لا يألفون ولا يؤلفون ، خشب بالليل ، صخب بالنهار ). فهم
نوّام ليل لا يستيقظون لصلاة ولا عبادة . قال الله تعالى عنهم : ( وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى
يراؤن الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً ) .
ويحزنك أن يكون من أولئك الذين تراهم في أواخر الصفوف أو على جنباتها هم من أهل الخير والصلاح وأقول من للتبعيض ؟؟؟
فكيف نريد إصلاح الناس ولم نكون لهم قدوات قال الله تعالى : ( وجعلنا منهم أمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون )
فهذا رسولنا صلى الله علية وسلم يضرب لنا أروع الأمثلة في القدوة والحرص على الصلاة
:
روى البخاري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال دخلت على عائشة فقلت : ألا تحدثيني عن مرض
رسول الله صلى الله علية وسلم : قالت : بلى . ( ثقل النبي صلى الله علية وسلم فقال أصلى الناس ؟!
قلنا لا هم ينتظرونك ؟ قال : ضعوا لي ماء في المخضب قالت : ففعلنا فاغتسل فذهب لينوء فأغمي عليه
ثم أفاق . فقال صلى الله علية وسلم : الناس قلنا لا هم ينتظرونك يا رسول الله . قال : ضعوا لي ماءً في
المخضب . قالت : فقعد فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق . فقال أصلى الناس قلنا لا هم
ينتظرونك يا رسول الله . فقال : ضعوا لي ماءً في المخضب فقعد فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم
أفاق . فقال أصلى الناس ، فقلنا : لا هم ينتظرونك يا رسول الله ، والناس عكوف في المسجد ينتظرون
النبي عليه السلام لصلاة العشاء الآخرة فأرسل النبي صلى الله علية وسلم إلى أبي بكر بأن يصلي
بالناس فأتاه الرسول فقال إن رسول الله صلى الله علية وسلم يأمرك أن تصلي بالناس فقال أبو بكر
وكان رجلا رقيقا يا عمر صل بالناس فقال له عمر أنت أحق بذلك فصلى أبو بكر تلك الأيام . 687.
الله أكبر يا أصحاب محمد هذا نبيكم صلى الله علية وسلم يصل به المرض إلى حد الإغماء ولا تزال
صلاة الجماعة منه على بال وهو يردد : أصلى الناس .
فماذا نقول لمن يتخلف عن صلاة الجماعة لأحقر الأسباب خصوصاً وهو بكامل صحته وعافيته خصوصاً
صلاة الفجر على جهة الاستمرار .
والعجب أنك لاترى من يتحسر على ذلك فتراه في الفرض الآخر يبادر للتبكير فيا سبحان الله ,,,
قال محمد بن المبارك الصوري كان سعيد بن عبد العزيز إذا فاتته صلاة الجماعة بكى .
يقول الأوزاعي : كانت لسعيد بن المسيب فضيلة لا نعلمها كانت لا حد من التابعين لم تفته الصلاة في
جماعة أربعين سنة . عشرين منها لم ينظر في أقفية الناس
.
وهنيئاً لسعيد هذا إذ هو الذي يقول : من حافظ على الصلوات الخمس في جماعة فقد ملأ البر والبحر
عبادة .
وكنت أتأمل فأقول ما السر في عمل سعيد هذا فوقع نظري يوماً على قولة إذ يقول : ما دخل علي وقت
صلاة إلا وقد أخذت أهبتها ولا دخل علي قضاء فرض إلا وأنا مشتاق إليه . ولما أصيب سعيد في عينيه
قالوا له : لو خرجت إلى العقيق فنظرت إلى الخضرة لوجدت لذلك خفة فقال : فكيف أصنع بشهود العتمة
والصبح .
فأين الذين إذا حضرت الصلاة ذهبوا يعبثون ويلعبون ، شغلتهم المباريات عن أوامر رب البريات
وألهتهم الأسواق والصفق فيها عن حي على الفلاح ، وجلسوا على القنوات ساهين لاهين وأين الذين
على أجهزة الحاسب الآلي جالسين وعلى الإنترنت عاكفين فهذه بعض نفائس من سلف يا راغبين .....
فهذا الأعمش رغم كبر سنه يحرص على التكبيرة الأولى .
قال عنه وكيع : ( اختلفت إليه قريباً من سنتين ما رأيته يفضي ركعة . وكان قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى .
بل وصل حرص السلف على صلاة الجماعة حتى في ليلة الزواج . فقد روى الطبراني عن عنبسة بن
الأزهر قال : تزوج الحارث بن حسان رضي الله عنه وكان له صحبة . فقيل له : أتخرج ـ أي لصلاة
الفجر ـ ويقول : وقد بنيت بأهلك ( البارحة ) في هذه الليلة . قال : والله إن امرأة تمنعني من صلاة الغداة لامرأة سوء .
وذكر الذهبي : أن عبد العزيز بن مروان ، بعث ابنه عمر إلى المدينة يتأدب بها وكتب إلى صالح بن
كيسان ليتعهده ، وكان يلزمه الصلوات فأبطأ يوماً عن الصلاة ، فقال : ما حبسك ؟ قال : كانت مرجلتي
تسكن شعري . فقال له : بلغ من تسكين شعرك أن تؤثره على صلاة الجماعة . فكتب صالح بن كيسان
إلى والد الغلام يخبره عن خبره . فبعث رسولاً إليه فما كلمه حتى حلق شعره . الله أكبر بمثل هؤلاء
تعمر الديار . ويفعل البر والإحسان ويدحض الشيطان . وبمثل هؤلاء يعم الخير وتكثر البركات وتعظم الخيرات .
فالله ... الله يا أهل التوحيد أقيموا العماد في نفوسكم وبيوتكم ومساجدكم وكل مكان فالإمام لابد أن يقوم
بدوره وأهل الحي كذلك والجار مع جاره ولا أنسى الأب مع أبنائه قال الله تعالى : ( وأمر أهلك بالصلاة
أصطبر عليها )
إبراهيم بن مبارك بوبشيت
إمام وخطيب جامع علي بن أبي طالب رضي الله عنه
الاحساء ـ الطرف
صيد الفوائد
قلوب العباد ، بفتح الباب ورفع الحجاب ، ورخص للعباد في المناجاة بالصلوات كيفما تقلبت
بهم الحالات في الجماعات والخلوات . العماد هي المعين الذي لا ينضب ، والزاد الذي يزود
القلب ، العماد إنها مفتاح الكنز الذي يغني ويقني ويفيض ، العماد هي الروح والندى والظلال
في الهاجرة ، إنها اللمسة الحانية للقلب المتعب المكدود ، إنها زاد الطريق ومدد الروح
وجلاء القلب . العماد العبادة التي تفتح القلب ، وتوثق الصلة مع الرب ، وتيسر الأمر ،
وتشرق بالنور وتفيض بالعزاء والسلوى والراحة والاطمئنان .
يقول إبراهيم بن شماس : (كنت أعرف أحمد بن حنبل وهو غلام وهو يحي الليل ) فهذا قيام الليل فكيف
بصلاة الفجر ، إنهم ممن عرفوا عظمة العماد .
أقول متسائلاً وهل الحديث فقط عن الذين لا يصلون لا.. لا.. لا..
بل حتى الذي يتأخرون عن الصلاة فلا يأتونها إلا بعد تكبيرة الإحرام أو قد فاتتهم ركعةً أو ركعتين لم
يسلموا من ذلك الوعيد ، إذ لو أقاموا العماد كاملاً لم يقع لهم ذلك .
روى أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله علية وسلم قال : ( إن للمنافقين علامات
: تحيتهم لعنة ، وطعامهم نهبة ، وغنيمتهم غلول ولا يقربون المساجد بل يهجرونها ). ولا يأتون الصلاة
إلا دبرا ـ أي حين كاد الأمام أن ينتهي ويفرغ من الصلاة ) .
ثم قال عليه الصلاة والسلام : ( مستكبرين لا يألفون ولا يؤلفون ، خشب بالليل ، صخب بالنهار ). فهم
نوّام ليل لا يستيقظون لصلاة ولا عبادة . قال الله تعالى عنهم : ( وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى
يراؤن الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً ) .
ويحزنك أن يكون من أولئك الذين تراهم في أواخر الصفوف أو على جنباتها هم من أهل الخير والصلاح وأقول من للتبعيض ؟؟؟
فكيف نريد إصلاح الناس ولم نكون لهم قدوات قال الله تعالى : ( وجعلنا منهم أمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون )
فهذا رسولنا صلى الله علية وسلم يضرب لنا أروع الأمثلة في القدوة والحرص على الصلاة
:
روى البخاري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال دخلت على عائشة فقلت : ألا تحدثيني عن مرض
رسول الله صلى الله علية وسلم : قالت : بلى . ( ثقل النبي صلى الله علية وسلم فقال أصلى الناس ؟!
قلنا لا هم ينتظرونك ؟ قال : ضعوا لي ماء في المخضب قالت : ففعلنا فاغتسل فذهب لينوء فأغمي عليه
ثم أفاق . فقال صلى الله علية وسلم : الناس قلنا لا هم ينتظرونك يا رسول الله . قال : ضعوا لي ماءً في
المخضب . قالت : فقعد فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق . فقال أصلى الناس قلنا لا هم
ينتظرونك يا رسول الله . فقال : ضعوا لي ماءً في المخضب فقعد فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم
أفاق . فقال أصلى الناس ، فقلنا : لا هم ينتظرونك يا رسول الله ، والناس عكوف في المسجد ينتظرون
النبي عليه السلام لصلاة العشاء الآخرة فأرسل النبي صلى الله علية وسلم إلى أبي بكر بأن يصلي
بالناس فأتاه الرسول فقال إن رسول الله صلى الله علية وسلم يأمرك أن تصلي بالناس فقال أبو بكر
وكان رجلا رقيقا يا عمر صل بالناس فقال له عمر أنت أحق بذلك فصلى أبو بكر تلك الأيام . 687.
الله أكبر يا أصحاب محمد هذا نبيكم صلى الله علية وسلم يصل به المرض إلى حد الإغماء ولا تزال
صلاة الجماعة منه على بال وهو يردد : أصلى الناس .
فماذا نقول لمن يتخلف عن صلاة الجماعة لأحقر الأسباب خصوصاً وهو بكامل صحته وعافيته خصوصاً
صلاة الفجر على جهة الاستمرار .
والعجب أنك لاترى من يتحسر على ذلك فتراه في الفرض الآخر يبادر للتبكير فيا سبحان الله ,,,
قال محمد بن المبارك الصوري كان سعيد بن عبد العزيز إذا فاتته صلاة الجماعة بكى .
يقول الأوزاعي : كانت لسعيد بن المسيب فضيلة لا نعلمها كانت لا حد من التابعين لم تفته الصلاة في
جماعة أربعين سنة . عشرين منها لم ينظر في أقفية الناس
.
وهنيئاً لسعيد هذا إذ هو الذي يقول : من حافظ على الصلوات الخمس في جماعة فقد ملأ البر والبحر
عبادة .
وكنت أتأمل فأقول ما السر في عمل سعيد هذا فوقع نظري يوماً على قولة إذ يقول : ما دخل علي وقت
صلاة إلا وقد أخذت أهبتها ولا دخل علي قضاء فرض إلا وأنا مشتاق إليه . ولما أصيب سعيد في عينيه
قالوا له : لو خرجت إلى العقيق فنظرت إلى الخضرة لوجدت لذلك خفة فقال : فكيف أصنع بشهود العتمة
والصبح .
فأين الذين إذا حضرت الصلاة ذهبوا يعبثون ويلعبون ، شغلتهم المباريات عن أوامر رب البريات
وألهتهم الأسواق والصفق فيها عن حي على الفلاح ، وجلسوا على القنوات ساهين لاهين وأين الذين
على أجهزة الحاسب الآلي جالسين وعلى الإنترنت عاكفين فهذه بعض نفائس من سلف يا راغبين .....
فهذا الأعمش رغم كبر سنه يحرص على التكبيرة الأولى .
قال عنه وكيع : ( اختلفت إليه قريباً من سنتين ما رأيته يفضي ركعة . وكان قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى .
بل وصل حرص السلف على صلاة الجماعة حتى في ليلة الزواج . فقد روى الطبراني عن عنبسة بن
الأزهر قال : تزوج الحارث بن حسان رضي الله عنه وكان له صحبة . فقيل له : أتخرج ـ أي لصلاة
الفجر ـ ويقول : وقد بنيت بأهلك ( البارحة ) في هذه الليلة . قال : والله إن امرأة تمنعني من صلاة الغداة لامرأة سوء .
وذكر الذهبي : أن عبد العزيز بن مروان ، بعث ابنه عمر إلى المدينة يتأدب بها وكتب إلى صالح بن
كيسان ليتعهده ، وكان يلزمه الصلوات فأبطأ يوماً عن الصلاة ، فقال : ما حبسك ؟ قال : كانت مرجلتي
تسكن شعري . فقال له : بلغ من تسكين شعرك أن تؤثره على صلاة الجماعة . فكتب صالح بن كيسان
إلى والد الغلام يخبره عن خبره . فبعث رسولاً إليه فما كلمه حتى حلق شعره . الله أكبر بمثل هؤلاء
تعمر الديار . ويفعل البر والإحسان ويدحض الشيطان . وبمثل هؤلاء يعم الخير وتكثر البركات وتعظم الخيرات .
فالله ... الله يا أهل التوحيد أقيموا العماد في نفوسكم وبيوتكم ومساجدكم وكل مكان فالإمام لابد أن يقوم
بدوره وأهل الحي كذلك والجار مع جاره ولا أنسى الأب مع أبنائه قال الله تعالى : ( وأمر أهلك بالصلاة
أصطبر عليها )
إبراهيم بن مبارك بوبشيت
إمام وخطيب جامع علي بن أبي طالب رضي الله عنه
الاحساء ـ الطرف
صيد الفوائد