أبو يوسف
21 Sep 2005, 12:30 AM
صفوة الأمة بعد الأنبياء 30
من فضلك شارك في إرسال هذه الحلقات إلى الكم الذي تستطيع عليه ؛ لتنال أجر الذب عن الصحابة والعلماء الربانيين ؛ ولن يضيع عند الله شيء ما دامت النية خالصة له سبحانه ...
[الصحابة والعلماء هم حملة ديننا إلى أن تقوم الساعة ، من حاول النيل منهم فهو يسهم في هدم الدين ، و ذلك دليل على أنه يمارس ما يمارسه بدون روية ولا تفكير ، ،ويهرف بما لا يعرف ، وتخفى عليه غاية ونتيجة ممارسته ، أو أنه مغرض وعدو لهذا الدين العظيم وإلا فما فائدة النيل من أولئك العظماء الأفذاذ المصلحين ، الذين ضحوا بالغالي والرخيص من أجل هذا الدين حتى أوصلوه ويوصلوه إلينا نقيا صافيا ]
(ما سلكت فجا إلا سلك الشيطان فجا غيره ياعمر )
( إن يكن من أمتي محدث –ملهم-فعمر )
النبي صلى الله عليه وسلم
الحلقة الثلاثون
شهادة غالية
عظيم أن يشهد عالم ثقة ثبت لأحد لكن أعظم من ذلك أن تكون الشهادة صادرة عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ، وماذا يضير الفاروق أن لا يشهد له الثقلان افتراضا ، ثم ماذا لو ثلبه الجميع أيضره ذلك وقد شهد له الحبيب الذي لا ينطق عن الهوى ؟
مسكين من يتطاول على العظماء ، فإنه يعرض نفسه للسخرية والاحتقار فأين الثرى من الثريا ... إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده . نعوذ بالله من الجهد المهدور ، والتصرف المحظور.
نص الشهادة الغالية
قال الإمام البخاري : حدثني محمد بن الصلت أبو جعفر الكوفي حدثنا بن المبارك عن يونس عن الزهري قال أخبرني حمزة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {بينا أنا نائم شربت يعني اللبن حتى أنظر إلى الري يجري في ظفري أو في أظفاري ثم ناولت عمر فقالوا يا رسول الله فما أولته قال العلم}[1]
سبقت الإشارة إلى معنى الحديث وتعبير الرؤيا عند ذكره في مناقب الصديق رضي الله عنه .
) قوله حدثنا محمد بن الصلت أبو جعفر هو الأسيدي، وليس له في البخاري سوى هذا الحديث، وله شيخ آخر يقال له محمد بن الصلت؛ يكنى أبا يعلى وهو بصري وأبو جعفر أكبر من أبي يعلى واقدم سماعا قوله شربت يعني اللبن كذا أورده مختصرا وسيأتي في التعبير عن عبدان عن بن المبارك بلفظ بينا انا نائم أتيت بقدح لبن فشربت منه أي من ذلك اللبن قوله حتى انظر إلى الري في رواية عبدان حتى إني ويجوز فتح همزة أني وكسرها ورؤية الري على سبيل الاستعارة كأنه لما جعل الري جسما أضاف إليه ما هو من خواص الجسم وهو كونه مرئيا وأما قوله انظر فانما اتي به بصيغة المضارعة والأصل انه ماض استحضارا لصورة الحال وقوله انظر يؤيد ان قوله أرى في الرواية التي في العلم من رؤية البصر لا من العلم والري بكسر الراء ويجوز فتحها. قوله يجري أي اللبن أو الري وهو حال قوله في ظفري أو أظفاري شك من الراوي وفي رواية عبدان من أظفاري ولم يشك وكذا في رواية عقيل في العلم لكن قال في اظفاري قوله ثم ناولت عمر في رواية عبدان ثم ناولت فضلي يعني عمر وفي رواية عقيل في العلم ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب قوله قالوا فما اولته أي عبرته قال العلم بالنصب أي اولته العلم وبالرفع أي المؤول به هو العلم ووقع في جزء الحسين بن عرفة من وجه آخر عن ن عمر قال فقالوا هذا العلم الذي آتاكه الله حتى إذا امتلأت فضلت منه فضلة فأخذها عمر قال أصبتم وإسناده ضعيف فإن كان محفوظا احتمل ان يكون بعضهم أول وبعضهم سأل ووجه التعبير بذلك من جهة اشتراك اللبن والعلم في كثرة النفع وكونهما سببا للصلاح فاللبن للغذاء البدني والعلم للغذاء المعنوي وفي الحديث فضيلة عمر وان الرؤيا من شأنها الاتحمل على ظاهرها وان كانت رؤيا الأنبياء من الوحي لكن منها ما يحتاج إلى تعبير ومنها ما يحمل على ظاهره وسيأتي تقرير ذلك في كتاب التعبير إن شاء الله تعالى والمراد بالعلم هنا العلم بسياسة الناس بكتاب الله وسنة رسول الله e واختص عمر بذلك لطول مدته بالنسبة إلى أبي بكر وباتفاق الناس على طاعته بالنسبة إلى عثمان فان مدة أبي بكر كانت قصيرة فلم يكثر فيها الفتوح التي هي أعظم الأسباب في الاختلاف ومع ذلك فساس عمر فيها مع طول مدته الناس بحيث لم يخالفه أحد ثم ازدادت اتساعا في خلافة عثمان فانتشرت الأقوال واختلفت الآراء ولم يتفق له ما اتفق لعمر من طواعية الخلق له فنشأت من ثم الفتن إلى أن أفضى الأمر إلى قتله واستخلف علي فما ازداد الأمر إلا اختلافا والفتن إلا انتشارا)[2]
لقد فُسر العلم هنا بأنه سياسة الناس بكتاب الله وسنة رسول الله e [3] وقد طال عهد الفاروق رضي الله عنه إضافة إلى حسن سياسته فكثرت الفتوحات ، بخلاف الصديق فإن عهده كان قصيرا ، وهذا تعليل جيد لمغزى تعبير الرؤيا [4] على أن الأسس التي انطلقت منها الفتوحات وسواها من الإصلاحات ... قد أسسها النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعده الصديق رضي الله عنه .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - صحيح البخاري 3/1346 رقم3478.
[2] - الفتح 7/46
[3] - أنظر المرجع السابق
[4] - " "" ""
من فضلك شارك في إرسال هذه الحلقات إلى الكم الذي تستطيع عليه ؛ لتنال أجر الذب عن الصحابة والعلماء الربانيين ؛ ولن يضيع عند الله شيء ما دامت النية خالصة له سبحانه ...
[الصحابة والعلماء هم حملة ديننا إلى أن تقوم الساعة ، من حاول النيل منهم فهو يسهم في هدم الدين ، و ذلك دليل على أنه يمارس ما يمارسه بدون روية ولا تفكير ، ،ويهرف بما لا يعرف ، وتخفى عليه غاية ونتيجة ممارسته ، أو أنه مغرض وعدو لهذا الدين العظيم وإلا فما فائدة النيل من أولئك العظماء الأفذاذ المصلحين ، الذين ضحوا بالغالي والرخيص من أجل هذا الدين حتى أوصلوه ويوصلوه إلينا نقيا صافيا ]
(ما سلكت فجا إلا سلك الشيطان فجا غيره ياعمر )
( إن يكن من أمتي محدث –ملهم-فعمر )
النبي صلى الله عليه وسلم
الحلقة الثلاثون
شهادة غالية
عظيم أن يشهد عالم ثقة ثبت لأحد لكن أعظم من ذلك أن تكون الشهادة صادرة عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ، وماذا يضير الفاروق أن لا يشهد له الثقلان افتراضا ، ثم ماذا لو ثلبه الجميع أيضره ذلك وقد شهد له الحبيب الذي لا ينطق عن الهوى ؟
مسكين من يتطاول على العظماء ، فإنه يعرض نفسه للسخرية والاحتقار فأين الثرى من الثريا ... إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده . نعوذ بالله من الجهد المهدور ، والتصرف المحظور.
نص الشهادة الغالية
قال الإمام البخاري : حدثني محمد بن الصلت أبو جعفر الكوفي حدثنا بن المبارك عن يونس عن الزهري قال أخبرني حمزة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {بينا أنا نائم شربت يعني اللبن حتى أنظر إلى الري يجري في ظفري أو في أظفاري ثم ناولت عمر فقالوا يا رسول الله فما أولته قال العلم}[1]
سبقت الإشارة إلى معنى الحديث وتعبير الرؤيا عند ذكره في مناقب الصديق رضي الله عنه .
) قوله حدثنا محمد بن الصلت أبو جعفر هو الأسيدي، وليس له في البخاري سوى هذا الحديث، وله شيخ آخر يقال له محمد بن الصلت؛ يكنى أبا يعلى وهو بصري وأبو جعفر أكبر من أبي يعلى واقدم سماعا قوله شربت يعني اللبن كذا أورده مختصرا وسيأتي في التعبير عن عبدان عن بن المبارك بلفظ بينا انا نائم أتيت بقدح لبن فشربت منه أي من ذلك اللبن قوله حتى انظر إلى الري في رواية عبدان حتى إني ويجوز فتح همزة أني وكسرها ورؤية الري على سبيل الاستعارة كأنه لما جعل الري جسما أضاف إليه ما هو من خواص الجسم وهو كونه مرئيا وأما قوله انظر فانما اتي به بصيغة المضارعة والأصل انه ماض استحضارا لصورة الحال وقوله انظر يؤيد ان قوله أرى في الرواية التي في العلم من رؤية البصر لا من العلم والري بكسر الراء ويجوز فتحها. قوله يجري أي اللبن أو الري وهو حال قوله في ظفري أو أظفاري شك من الراوي وفي رواية عبدان من أظفاري ولم يشك وكذا في رواية عقيل في العلم لكن قال في اظفاري قوله ثم ناولت عمر في رواية عبدان ثم ناولت فضلي يعني عمر وفي رواية عقيل في العلم ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب قوله قالوا فما اولته أي عبرته قال العلم بالنصب أي اولته العلم وبالرفع أي المؤول به هو العلم ووقع في جزء الحسين بن عرفة من وجه آخر عن ن عمر قال فقالوا هذا العلم الذي آتاكه الله حتى إذا امتلأت فضلت منه فضلة فأخذها عمر قال أصبتم وإسناده ضعيف فإن كان محفوظا احتمل ان يكون بعضهم أول وبعضهم سأل ووجه التعبير بذلك من جهة اشتراك اللبن والعلم في كثرة النفع وكونهما سببا للصلاح فاللبن للغذاء البدني والعلم للغذاء المعنوي وفي الحديث فضيلة عمر وان الرؤيا من شأنها الاتحمل على ظاهرها وان كانت رؤيا الأنبياء من الوحي لكن منها ما يحتاج إلى تعبير ومنها ما يحمل على ظاهره وسيأتي تقرير ذلك في كتاب التعبير إن شاء الله تعالى والمراد بالعلم هنا العلم بسياسة الناس بكتاب الله وسنة رسول الله e واختص عمر بذلك لطول مدته بالنسبة إلى أبي بكر وباتفاق الناس على طاعته بالنسبة إلى عثمان فان مدة أبي بكر كانت قصيرة فلم يكثر فيها الفتوح التي هي أعظم الأسباب في الاختلاف ومع ذلك فساس عمر فيها مع طول مدته الناس بحيث لم يخالفه أحد ثم ازدادت اتساعا في خلافة عثمان فانتشرت الأقوال واختلفت الآراء ولم يتفق له ما اتفق لعمر من طواعية الخلق له فنشأت من ثم الفتن إلى أن أفضى الأمر إلى قتله واستخلف علي فما ازداد الأمر إلا اختلافا والفتن إلا انتشارا)[2]
لقد فُسر العلم هنا بأنه سياسة الناس بكتاب الله وسنة رسول الله e [3] وقد طال عهد الفاروق رضي الله عنه إضافة إلى حسن سياسته فكثرت الفتوحات ، بخلاف الصديق فإن عهده كان قصيرا ، وهذا تعليل جيد لمغزى تعبير الرؤيا [4] على أن الأسس التي انطلقت منها الفتوحات وسواها من الإصلاحات ... قد أسسها النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعده الصديق رضي الله عنه .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - صحيح البخاري 3/1346 رقم3478.
[2] - الفتح 7/46
[3] - أنظر المرجع السابق
[4] - " "" ""