بيرق السعدي
22 Sep 2005, 08:47 PM
الأمراض التي تعالج بالصوم الطبي:
v الشقيقة (( الصداع النصفي ))
يستخدم أسلوب الصوم الطبي لعلاج بعض الأمراض بما فيها الأمراض المزمنة كما يستعمل أيضاً كطريقة وقائية من أمراض كثيرة وقد ثبت نجاح الصوم الطبي في علاج داء الشقيقة (( الصداع النصفي )) الذي لم يعرف له علاج شاف حتى الآن ومن خلال التجربة العملية وتطبيق هذا الأسلوب على عدد كبير من المرضى الذين يعانون من الصداع النصفي منذ أكثر من 30 عاماً تبين أن الصوم الطبي عالج أكثر من 80 % من المرضى الذين يعانون من الصداع النصفي وذلك من إجمالي المرضى المترددين على عيادتي وكانت مدة الصيام تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع متواصلة وفي بعض الحالات كان يتم تكرار الصيام لبعض المرضى على أن تكون الفترة الزمنية الفاصلة بين الصيام الأول والصيام الثاني ما بين ثلاثة إلى أربعة شهور حيث أن بعض الذين يعانون من هذا المرض شفوا تماماً بعد الصيام الطبي ولم يصابوا ثانية منذ أكثر من 10 سنوات وهنالك بعض الحالات ونسبتها بسيطة عاد إليها المرض بسبب الاضطرابات النفسية والضغوط العصبية ومثل هذه الحالات يفيد معها تكرار الصوم الطبي حيث أنه بعد الصوم بيومين إلى ثلاثة أيام تزول الأعراض بنسبة 90 % وآلية العلاج هنا هي : أن الصوم الطبي يقوم بتنظيف الأعصاب كما تنظف فرشاة الفولاذ الأسلاك المعدنية المصابة بالصدأ فتعيد لها نشاطها وفعاليتها الطبيعية .
v الربو القصبي
وثبت نجاح الصوم الطبي في علاج الأمراض التحسسية بمختلف أشكالها كالربو القصبي وتبين أن صيام أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع لمرة واحدة وأحياناً عدة مرات يحسن الحالة المرضية وقد وجد أن 80 % من الذين جرت معالجتهم من الربو القصبي بالصوم الطبي تحسنت حالتهم وخفت شدة وعدد مرات نوبات المرض بشكل ملحوظ كما يفيد الصوم الطبي في علاج التهاب القصبات المزمن وبنسبة ضعيفة في علاج انتفاخ الرئة والسعال التحسسي المزمن .
كما نجح الصوم الطبي أيضاً في علاج أمراض انفصام الشخصية و الاضطرابات النفسية و الأرق و الاكتئاب .
v الأمراض الالتهابية
ويفيد الصوم الطبي في علاج الكثير من الالتهابات المزمنة التي تصيب مختلف أعضاء الجسم كالتهاب اللوزتين المزمن والتهاب الجيوب والتهاب الوريد المزمن حيث يعمل الصوم الطبي على رفع مستوى المناعة في الجسم وثبت ذلك فعلياً من خلال المتابعة المخبرية وبالصور الإشعاعية للحالات المرضية إلا أن الالتهابات الحادة يجب أن يتم فيها اللجوء إلى الأدوية التي يصفها الطبيب ولا يفيد فيها الصوم الطبي .
كما أنه ثبت علمياً ومن خلال المتابعة المخبرية أن الصوم الطبي يؤدي إلى رفع مستوى الجهاز المناعي في الجسم من 10 أضعاف إلى 100 ضعف واتضح ذلك من خلال قيـاس فعالية الخلايا الليمفاوية الدفاعية والمعروفـة (( بالخلايا الليمفاوية T )) قبل وبعد الصيام الطبي
v امراض الغدد الصم
كما تبين أن الصوم الطبي ينشط الجهاز الغدي في الجسم بدءاً من الغدة النخامية الموجودة في قاعدة الدماغ إلى الغدة الدرقية ثم الخصيتين حيث يؤدي إلى زيادة فعالية هذه الغدد وبالذات الخصيتين وبالتالي تحسن عدد الحيوانات المنوية والقدرة الجنسية عند الرجل فقد تبين أن الصوم الطبي يزيد عدد الحيوانات المنوية 10 أضعاف عددها قبل الصوم فالذي لديه مليون حيوان منوي يرتفع العدد إلى 10 ملايين بعد ثلاثة أسابيع من الصوم الطبي وقد نجح الصوم الطبي في علاج العديد من حالات العقم عند الرجال حيث أنجبوا بعد صيامهم لعدة مرات حسب عدد الحيوانات المنوية لديهم قبل الصوم كما يفيد الصوم الطبي في علاج ضعف الإباضة عند النساء نتيجة نقص الهرمونات .
v البدانـة
وتبين أيضاً أن الصوم الطبي هو أحسن طريقة وأسلم خطة علاجية وأسرع برنامج لإنقاص الوزن مقارنة مع الطرق الأخرى المعروفة مثل الحمية الغذائية وممارسة الرياضة ومن الناحية الواقعية تبين أن الصوم الطبي أسرع وأنفع وأسلم هذه الطرق فيكفي صوم أسبوع واحد لإنقاص الوزن ما بين 5 إلى 7 كيلوجرامات وفي الأسبوع الثاني من الصيام ينقص الوزن ما بين 4 إلى 6 كيلوجرامات كما أن أحد الأشخاص كان وزنه 150 كيلوجراماً وبعد صيام 40 يوماً نقص الوزن في حدود 35 كيلوجراماً .
v داء السكري
والصوم الطبي بآليته منشط للغدد الصماء ومنها غدة البنكرياس وبالتالي فإنه يفيد في تحسين نسبة السكر في الدم وذلك بالنسبة للمرضى الذين لا يعتمدون على الأنسولين حيث لا يمكن تطبيق أسلوب الصوم الطبي على مرضى السكري الذين يعتمدون على الأنسولين والصوم الطبي يفيد مرضى السكري إذا لم يمض على الإصابة أكثر من 5 سنوات لأنه وبعد 5 سنوات من الإصابة بالسكري تصاب غدة البنكرياس بالتلف وبالتالي لا يفيد الصوم في تنشيط الغدة وزيادة فعاليتها .
v ضغط الـدم
يفيد الصوم الطبي في علاج ارتفاع ضغط الدم الشرياني حيث يبدأ الضغط في الانخفاض بعد اليوم الثالث من الصيام ويعود إلى وضعه الطبيعي بعد أسبوعين إلا أن المحافظة على مستواه الطبيعي يحتاج إلى مراقبة طبية شديدة
كما يفيد الصوم في علاج ارتفاع نسبة الكولسترول والدهون الثلاثية في الدم حيث تعود إلى وضعها الطبيعي إلا إذا كانت الإصابة وراثية عندها يعاود الكولسترول والدهون للارتفاع بعد حوالي ستة أشهر من الصيام .
كما أن الصوم الطبي يفيد أيضاً في علاج الكثير من الأمراض الجلدية مثل الأكزيميا وحب الشباب الذي يختفي بعد 3 أسابيع من الصيام وقد تحتاج بعض الحالات إلى تكرار الصيام أكثر من مرة أما بالنسبة للصدفية فالصوم الطبي يقيد في علاجها جزئياً حيث تصل مدة الصيام إلى أربعين يوماً ويتكرر الصيام لعدة مرات وبعد كل صيام تتحسن حالة المصاب بنسبة ما بين 15 – 20 % .
وهناك أمراض كثيرة أخرى يفيد فيها الصوم الطبي إما بالشفاء أو بالتحسن لا مجال لذكرها الآن .
(صوموا تصحوا) الفوائد العلاجية للصوم
هنالك أمراض خاصة ذكرها الأطباء وحرموا معها الصوم مثل: السل الرئوي وفقر الدم والحمى وغيرها.. إلا أنهم اتفقوا على أن الصوم يفيد كثيراً في أنواع من الأمراض وقد أظهرت عدة أبحاث علمية أجريت في السودان وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية ومصر أن الصوم في أي وقت من أوقات السنة ليس له تأثيرات ضارة بل أن أثره في الجسم هو الفائدة لا الضرر.
وأوضح الطبيب المصري عصام العريان في بحثه الذي أجراه على 120 صائماً من الرجال والنساء في مختلف الأعمار ما يلي:
1- أن الصيام قد عمل على ضبط متوسط معدل الكلوكوز في الدم طول الشهر (80 - 120).
2- أنه قد ساعد على تخلص الجسم من الدهينات الزائدة.
3- أن الصوم يحدث انخفاضاً في معدل الكولسترول للصائمين الذين بدأوا الصوم بكولسترول مرتفع، بينما لم يتأثر معدل الكولسترول للذين بدأوا الصوم وهو طبيعي لديهم.
4- إن الصوم يحدث انخفاضاً في مستوى حامض البوليك بينما لم يحدث أي تغيير في مستوى البولينا بالدم أثناء الصيام.
ويستفاد من أقوال بعض الأطباء المنشورة في جملة من الصحف والمجلات العامة والمتخصصة أن الصوم ينفع في علاج أنواع عديدة من الحالات المرضية ومنها:
1- السمنة والكرش: وهما داء الكسالى والأكلة والمترفين.
2- النقرس: المعروف قديماً بداء الملوك والمعروف بالأملاح في مصر.
3- ارتفاع الضغط الشرياني.
4- التهاب الكلى الحاد والحصوات البولية.
5- أمراض الكبد والحويصلة الصفراوية من الالتهابات والحصوات.
6- أمراض القلب المزمنة التي تصحب البدانة والضغط العالي.
7- مرض السكر، وقد كان علاج هذا المرض قبل اكتشاف الأنسولين هو الصوم والحمية.
8- اضطرابات المعدة المصحوبة بتخمر في المواد الزلالية والنشوية.
إلى غير ذلك من الأمراض الذاتية أو الفرعية التي يعرفها الأطباء وقد أجمعوا هم وجميع العلماء والباحثين على أن لا ضرر مطلقاً من صوم رمضان بالطريقة الإسلامية الصحيحة لأن الجسم السليم يقوى على احتمال الجوع والعطش لمدة أربع وعشرين ساعة دون أن يناله أي ضرر.
ويغنينا قول الرسول الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى عن قول جميع الأطباء، حيث قال (صلى الله عليه وآله): (المعدة بيت كل داء والحمية رأس كل دواء) ولا يخفى أن الصوم هو رأس الحمية..
دع القلق وابدأ الصيام
هنالك حقيقة علمية مدهشة مفادها (إن العمل الذهني وحده لا يفضي إلى التعب)، وقد لا يتصور ذلك أحد ولكن طائفة من العلماء حاولوا منذ بضع سنين أن يتعرفوا على مدى احتمال المخ الإنساني للعمل قبل أن يدركه الكل ولشد ما كانت دهشتهم حين وجدوا أن الدماء المندفعة من المخ وإليه، وهو في أوج نشاطه، خالية من كل أثر للتعب، ورأوا بأنه إذا أخذت عينه من دماء عامل يشتغل بيديه، بينما هو يزاول عمله تكون حافلة بخمائر التعب وإفرازاته أما إذا أخذت عينة من الدماء المارة بمخ عالم مثل أنشتاين فلن تجد بها أثراً لخمائر التعب حتى في نهاية يوم حافل بالنشاط الذهني.
فإذا كان الأمر كذلك فمن أين يأتي التعب إذا؟!
يقول الدكتور هادفيلد - وهو عالم نفس إنكليزي - في كتابه (سيكولوجيا القوة): إن الجانب الأكبر من التعب الذي نحسه ناشئ عن أصل ذهني، بل الحقيقة أن التعب الناشئ عن أصل جسماني هو غاية في الندرة.
ويقول الأمريكي أ.أ.بريل: إن مائة في المائة من التعب الذي يحسه العمال الذين يتطلب عملهم الجلوس المتواصل راجع إلى عوامل نفسية أي عاطفية من قبيل التبرم والضيق والقلق والإحساس بعدم الاستقرار النفسي والروتين والإحباط والتوتر و..
مثل هذه العوامل العاطفية التي يعاني العمال ضغوطها وهم جالسون في محل عملهم ترسلهم آخر النهار إلى بيوتهم ممسكين أدمغتهم من (الصداع العصبي).
وإذا كان التعب، الذي يأكل الأعمار ناجماً من القلق والتوتر والثورات العاطفية، فلا يمكن معالجته إلا عن طريق التوسل بالهدوء والاسترخاء.
ولعل أفضل شيء يوفر الهدوء والاسترخاء ويطرد القلق والتوتر والثورة النفسية هو الصوم وذلك لأمرين:
1- إنه يرفع المستوى الفكري للإنسان فوق مجال المادة والحياة حتى لا تلح به المصائب والهموم.
2- الصوم من حيث يخفض ضغط الدم فإنه يخفف اللهب المسعور الذي يطارد الإنسان إلى الهرع والاندفاع والقلق والتوتر على أثر أي خسارة.
ولقد قال الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله):(إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سأله أحد فليقل: إني صائم) ليعلمنا طريقة الاستفادة الكاملة من الصوم ورياضة الهدوء والاسترخاء التي بها يتم التغلب على الأمراض النفسية الخطيرة وأولها القلق.
(صوموا تصحّوا) أثر الصوم في الصحة العامة
فريضة الصوم من الناحية الطبية معتمدين نتائج أحدث الدراسات المنشورة في الكتب والمجلات والنشرات العلمية المتخصصة،
ونعرض أهم الفوائد الصحية للصوم كما جاء في تقارير الأطباء.. فهذا آيتون سنكلير يقول:
(إن أكبر شيء يعطينا إياه الصوم هو مستوى جديد من الصحة، وهذا التجدد في الصحة ينعم به الكبار في السن والشباب على حد سواء، وبالنسبة ذاتها، وذلك أن البنية تتجدد بكاملها فتتحسن وظائفها العديدة وتنشط.
ويذهب إلى قرب من هذا القول الدكتور آلان الذي يعلن في النهاية عن نجاحه في استخدام الصوم لعلاج داء السكري والنقرس.
ويؤيده في ذلك كل من الدكتور كارلسون والدكتور جينجز وزعيم الثقافة البدينة في أمريكا بانا مكفادون الذي يؤثر عنه عبارته المشهورة (الصوم يستطيع أن يبرئ كل علة خابت في علاجها الوسائل الأخرى).
وفي كتابه الشهير (الإنسان ذلك المجهول) يقول الدكتور الكسيس كارل الحائز على جائزة نوبل في الطب والجراحة ما نصه: (إن كثرة وجبات الطعام وانتظامها ووفرتها تعطل وظيفة أدت دوراً عظيماً في بقاء الأجناس البشرية وهي وظيفة التكيف على قلة الطعام، ولذلك كان الناس يلتزمون الصيام أحياناً).
ويقول: (قد يحدث للصائم أول الأمر الشعور بالجوع والتهيج العصبي ربما ثم يعقب ذلك شعور بالضعف غير أنه يحدث إلى جانب ذلك أمور خفية أهم بكثير منه فإن سكر الكبد سيتحرك ويتحرك معه الدهن المخزون تحت الجلد وبروتينات العضل والغدد وخلايا الكبد وتضحي جميع الأعضاء بمادتها الخاصة للإبقاء على كمال الوسط الداخلي وسلامة القلب، وإن الصوم لينظف ويبدل أنسجتنا).
ويؤكد ذلك أيضاً الدكتور ماك فادون وهو أحد علماء الصحة الكبار في أمريكا فقد جاء في كتابه الذي ألفه عن الصوم بعد أن ظهرت له نتائج عظيمة من أثره في القضاء على الأمراض المستعصية: (إن كل إنسان يحتاج إلى الصيام، وإن لم يكن مريضاً لأن سموم الأغذية والأدوية تجتمع في الجسم فتجعله كالمريض، وتثقله ويقل نشاطه، فإذا صام خف وزنه وتحللت هذه السموم من جسمه وذهبت عنه ليصفو بعد ذلك صفاءً تاماً، ويستطيع أن يسترد وزنه ويجدد جسمه في مدة لا تزيد على العشرين يوماً بعد الإفطار ولكنه يحس بنشاط وقوة لا عهد له بهما من قبل).
ويضيف الدكتور عبد العزيز إسماعيل (ظهر أن للصيام فوائد علاجية كثيرة ووقائية أكثر وصور العلاج الوحيد في اضطرابات الأمعاء المزمنة والمصحوبة بتخمر ويستعمل في زيادة الوزن الناشئة من كثرة الغذاء وكذلك في زيادة الضغط والصوم نافع في علاج البول السكري والتهاب الكلى الحاد والمزمن وأمراض القلب).
وفي الطب القديم كان يعد الصوم من فضائل الحياة وقد كان سقراط وأفلاطون يصومان عشرة أيام في كل بضعة شهور، وكان بعض الرهبان المسيحيين يأمرون بالصوم لعلاج كثير من الأمراض العصبية. والطبيب العربي ابن سينا كان يفرض صوم ثلاثة أسابيع في كثير من الحالات المرضية التي كانت تعرض له، وكان يعد الصوم عاملاً مهماً في علاج الجدري والزهري حتى قيل أن في وقت الحملة الفرنسية على مصر كانت المستشفيات العربية تتوصل إلى نتائج طيبة في علاج هذا المرض الأخير بالصوم.
وقد كتب الدكتور روبرت بارتولو وهو طبيب أمريكي من أنصار العلاج الدوائي للزهري قائلاً: (لا شك أن الصوم من الوسائل الفعالة في التخلص من الميكروبات ومنها ميكروب الزهري لما يتضمنه من إتلاف للخلايا ثم إعادة بنائها من جديد) وتلك هي (نظرية التجويع في علاج الزهري) المشهورة طبياً.
وقبل هذا وذاك قال عز من قائل في الآية 184 من سورة البقرة: (وإن تصوموا خير لكم) وقال الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله): (صوموا تصحّوا) وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: (عليكم بالصوم فإن محسمة للعروق ومذهبة للأشر) وقال أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام): (الصيام أحد الصحتين).
مجمع للفائده
v الشقيقة (( الصداع النصفي ))
يستخدم أسلوب الصوم الطبي لعلاج بعض الأمراض بما فيها الأمراض المزمنة كما يستعمل أيضاً كطريقة وقائية من أمراض كثيرة وقد ثبت نجاح الصوم الطبي في علاج داء الشقيقة (( الصداع النصفي )) الذي لم يعرف له علاج شاف حتى الآن ومن خلال التجربة العملية وتطبيق هذا الأسلوب على عدد كبير من المرضى الذين يعانون من الصداع النصفي منذ أكثر من 30 عاماً تبين أن الصوم الطبي عالج أكثر من 80 % من المرضى الذين يعانون من الصداع النصفي وذلك من إجمالي المرضى المترددين على عيادتي وكانت مدة الصيام تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع متواصلة وفي بعض الحالات كان يتم تكرار الصيام لبعض المرضى على أن تكون الفترة الزمنية الفاصلة بين الصيام الأول والصيام الثاني ما بين ثلاثة إلى أربعة شهور حيث أن بعض الذين يعانون من هذا المرض شفوا تماماً بعد الصيام الطبي ولم يصابوا ثانية منذ أكثر من 10 سنوات وهنالك بعض الحالات ونسبتها بسيطة عاد إليها المرض بسبب الاضطرابات النفسية والضغوط العصبية ومثل هذه الحالات يفيد معها تكرار الصوم الطبي حيث أنه بعد الصوم بيومين إلى ثلاثة أيام تزول الأعراض بنسبة 90 % وآلية العلاج هنا هي : أن الصوم الطبي يقوم بتنظيف الأعصاب كما تنظف فرشاة الفولاذ الأسلاك المعدنية المصابة بالصدأ فتعيد لها نشاطها وفعاليتها الطبيعية .
v الربو القصبي
وثبت نجاح الصوم الطبي في علاج الأمراض التحسسية بمختلف أشكالها كالربو القصبي وتبين أن صيام أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع لمرة واحدة وأحياناً عدة مرات يحسن الحالة المرضية وقد وجد أن 80 % من الذين جرت معالجتهم من الربو القصبي بالصوم الطبي تحسنت حالتهم وخفت شدة وعدد مرات نوبات المرض بشكل ملحوظ كما يفيد الصوم الطبي في علاج التهاب القصبات المزمن وبنسبة ضعيفة في علاج انتفاخ الرئة والسعال التحسسي المزمن .
كما نجح الصوم الطبي أيضاً في علاج أمراض انفصام الشخصية و الاضطرابات النفسية و الأرق و الاكتئاب .
v الأمراض الالتهابية
ويفيد الصوم الطبي في علاج الكثير من الالتهابات المزمنة التي تصيب مختلف أعضاء الجسم كالتهاب اللوزتين المزمن والتهاب الجيوب والتهاب الوريد المزمن حيث يعمل الصوم الطبي على رفع مستوى المناعة في الجسم وثبت ذلك فعلياً من خلال المتابعة المخبرية وبالصور الإشعاعية للحالات المرضية إلا أن الالتهابات الحادة يجب أن يتم فيها اللجوء إلى الأدوية التي يصفها الطبيب ولا يفيد فيها الصوم الطبي .
كما أنه ثبت علمياً ومن خلال المتابعة المخبرية أن الصوم الطبي يؤدي إلى رفع مستوى الجهاز المناعي في الجسم من 10 أضعاف إلى 100 ضعف واتضح ذلك من خلال قيـاس فعالية الخلايا الليمفاوية الدفاعية والمعروفـة (( بالخلايا الليمفاوية T )) قبل وبعد الصيام الطبي
v امراض الغدد الصم
كما تبين أن الصوم الطبي ينشط الجهاز الغدي في الجسم بدءاً من الغدة النخامية الموجودة في قاعدة الدماغ إلى الغدة الدرقية ثم الخصيتين حيث يؤدي إلى زيادة فعالية هذه الغدد وبالذات الخصيتين وبالتالي تحسن عدد الحيوانات المنوية والقدرة الجنسية عند الرجل فقد تبين أن الصوم الطبي يزيد عدد الحيوانات المنوية 10 أضعاف عددها قبل الصوم فالذي لديه مليون حيوان منوي يرتفع العدد إلى 10 ملايين بعد ثلاثة أسابيع من الصوم الطبي وقد نجح الصوم الطبي في علاج العديد من حالات العقم عند الرجال حيث أنجبوا بعد صيامهم لعدة مرات حسب عدد الحيوانات المنوية لديهم قبل الصوم كما يفيد الصوم الطبي في علاج ضعف الإباضة عند النساء نتيجة نقص الهرمونات .
v البدانـة
وتبين أيضاً أن الصوم الطبي هو أحسن طريقة وأسلم خطة علاجية وأسرع برنامج لإنقاص الوزن مقارنة مع الطرق الأخرى المعروفة مثل الحمية الغذائية وممارسة الرياضة ومن الناحية الواقعية تبين أن الصوم الطبي أسرع وأنفع وأسلم هذه الطرق فيكفي صوم أسبوع واحد لإنقاص الوزن ما بين 5 إلى 7 كيلوجرامات وفي الأسبوع الثاني من الصيام ينقص الوزن ما بين 4 إلى 6 كيلوجرامات كما أن أحد الأشخاص كان وزنه 150 كيلوجراماً وبعد صيام 40 يوماً نقص الوزن في حدود 35 كيلوجراماً .
v داء السكري
والصوم الطبي بآليته منشط للغدد الصماء ومنها غدة البنكرياس وبالتالي فإنه يفيد في تحسين نسبة السكر في الدم وذلك بالنسبة للمرضى الذين لا يعتمدون على الأنسولين حيث لا يمكن تطبيق أسلوب الصوم الطبي على مرضى السكري الذين يعتمدون على الأنسولين والصوم الطبي يفيد مرضى السكري إذا لم يمض على الإصابة أكثر من 5 سنوات لأنه وبعد 5 سنوات من الإصابة بالسكري تصاب غدة البنكرياس بالتلف وبالتالي لا يفيد الصوم في تنشيط الغدة وزيادة فعاليتها .
v ضغط الـدم
يفيد الصوم الطبي في علاج ارتفاع ضغط الدم الشرياني حيث يبدأ الضغط في الانخفاض بعد اليوم الثالث من الصيام ويعود إلى وضعه الطبيعي بعد أسبوعين إلا أن المحافظة على مستواه الطبيعي يحتاج إلى مراقبة طبية شديدة
كما يفيد الصوم في علاج ارتفاع نسبة الكولسترول والدهون الثلاثية في الدم حيث تعود إلى وضعها الطبيعي إلا إذا كانت الإصابة وراثية عندها يعاود الكولسترول والدهون للارتفاع بعد حوالي ستة أشهر من الصيام .
كما أن الصوم الطبي يفيد أيضاً في علاج الكثير من الأمراض الجلدية مثل الأكزيميا وحب الشباب الذي يختفي بعد 3 أسابيع من الصيام وقد تحتاج بعض الحالات إلى تكرار الصيام أكثر من مرة أما بالنسبة للصدفية فالصوم الطبي يقيد في علاجها جزئياً حيث تصل مدة الصيام إلى أربعين يوماً ويتكرر الصيام لعدة مرات وبعد كل صيام تتحسن حالة المصاب بنسبة ما بين 15 – 20 % .
وهناك أمراض كثيرة أخرى يفيد فيها الصوم الطبي إما بالشفاء أو بالتحسن لا مجال لذكرها الآن .
(صوموا تصحوا) الفوائد العلاجية للصوم
هنالك أمراض خاصة ذكرها الأطباء وحرموا معها الصوم مثل: السل الرئوي وفقر الدم والحمى وغيرها.. إلا أنهم اتفقوا على أن الصوم يفيد كثيراً في أنواع من الأمراض وقد أظهرت عدة أبحاث علمية أجريت في السودان وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية ومصر أن الصوم في أي وقت من أوقات السنة ليس له تأثيرات ضارة بل أن أثره في الجسم هو الفائدة لا الضرر.
وأوضح الطبيب المصري عصام العريان في بحثه الذي أجراه على 120 صائماً من الرجال والنساء في مختلف الأعمار ما يلي:
1- أن الصيام قد عمل على ضبط متوسط معدل الكلوكوز في الدم طول الشهر (80 - 120).
2- أنه قد ساعد على تخلص الجسم من الدهينات الزائدة.
3- أن الصوم يحدث انخفاضاً في معدل الكولسترول للصائمين الذين بدأوا الصوم بكولسترول مرتفع، بينما لم يتأثر معدل الكولسترول للذين بدأوا الصوم وهو طبيعي لديهم.
4- إن الصوم يحدث انخفاضاً في مستوى حامض البوليك بينما لم يحدث أي تغيير في مستوى البولينا بالدم أثناء الصيام.
ويستفاد من أقوال بعض الأطباء المنشورة في جملة من الصحف والمجلات العامة والمتخصصة أن الصوم ينفع في علاج أنواع عديدة من الحالات المرضية ومنها:
1- السمنة والكرش: وهما داء الكسالى والأكلة والمترفين.
2- النقرس: المعروف قديماً بداء الملوك والمعروف بالأملاح في مصر.
3- ارتفاع الضغط الشرياني.
4- التهاب الكلى الحاد والحصوات البولية.
5- أمراض الكبد والحويصلة الصفراوية من الالتهابات والحصوات.
6- أمراض القلب المزمنة التي تصحب البدانة والضغط العالي.
7- مرض السكر، وقد كان علاج هذا المرض قبل اكتشاف الأنسولين هو الصوم والحمية.
8- اضطرابات المعدة المصحوبة بتخمر في المواد الزلالية والنشوية.
إلى غير ذلك من الأمراض الذاتية أو الفرعية التي يعرفها الأطباء وقد أجمعوا هم وجميع العلماء والباحثين على أن لا ضرر مطلقاً من صوم رمضان بالطريقة الإسلامية الصحيحة لأن الجسم السليم يقوى على احتمال الجوع والعطش لمدة أربع وعشرين ساعة دون أن يناله أي ضرر.
ويغنينا قول الرسول الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى عن قول جميع الأطباء، حيث قال (صلى الله عليه وآله): (المعدة بيت كل داء والحمية رأس كل دواء) ولا يخفى أن الصوم هو رأس الحمية..
دع القلق وابدأ الصيام
هنالك حقيقة علمية مدهشة مفادها (إن العمل الذهني وحده لا يفضي إلى التعب)، وقد لا يتصور ذلك أحد ولكن طائفة من العلماء حاولوا منذ بضع سنين أن يتعرفوا على مدى احتمال المخ الإنساني للعمل قبل أن يدركه الكل ولشد ما كانت دهشتهم حين وجدوا أن الدماء المندفعة من المخ وإليه، وهو في أوج نشاطه، خالية من كل أثر للتعب، ورأوا بأنه إذا أخذت عينه من دماء عامل يشتغل بيديه، بينما هو يزاول عمله تكون حافلة بخمائر التعب وإفرازاته أما إذا أخذت عينة من الدماء المارة بمخ عالم مثل أنشتاين فلن تجد بها أثراً لخمائر التعب حتى في نهاية يوم حافل بالنشاط الذهني.
فإذا كان الأمر كذلك فمن أين يأتي التعب إذا؟!
يقول الدكتور هادفيلد - وهو عالم نفس إنكليزي - في كتابه (سيكولوجيا القوة): إن الجانب الأكبر من التعب الذي نحسه ناشئ عن أصل ذهني، بل الحقيقة أن التعب الناشئ عن أصل جسماني هو غاية في الندرة.
ويقول الأمريكي أ.أ.بريل: إن مائة في المائة من التعب الذي يحسه العمال الذين يتطلب عملهم الجلوس المتواصل راجع إلى عوامل نفسية أي عاطفية من قبيل التبرم والضيق والقلق والإحساس بعدم الاستقرار النفسي والروتين والإحباط والتوتر و..
مثل هذه العوامل العاطفية التي يعاني العمال ضغوطها وهم جالسون في محل عملهم ترسلهم آخر النهار إلى بيوتهم ممسكين أدمغتهم من (الصداع العصبي).
وإذا كان التعب، الذي يأكل الأعمار ناجماً من القلق والتوتر والثورات العاطفية، فلا يمكن معالجته إلا عن طريق التوسل بالهدوء والاسترخاء.
ولعل أفضل شيء يوفر الهدوء والاسترخاء ويطرد القلق والتوتر والثورة النفسية هو الصوم وذلك لأمرين:
1- إنه يرفع المستوى الفكري للإنسان فوق مجال المادة والحياة حتى لا تلح به المصائب والهموم.
2- الصوم من حيث يخفض ضغط الدم فإنه يخفف اللهب المسعور الذي يطارد الإنسان إلى الهرع والاندفاع والقلق والتوتر على أثر أي خسارة.
ولقد قال الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله):(إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سأله أحد فليقل: إني صائم) ليعلمنا طريقة الاستفادة الكاملة من الصوم ورياضة الهدوء والاسترخاء التي بها يتم التغلب على الأمراض النفسية الخطيرة وأولها القلق.
(صوموا تصحّوا) أثر الصوم في الصحة العامة
فريضة الصوم من الناحية الطبية معتمدين نتائج أحدث الدراسات المنشورة في الكتب والمجلات والنشرات العلمية المتخصصة،
ونعرض أهم الفوائد الصحية للصوم كما جاء في تقارير الأطباء.. فهذا آيتون سنكلير يقول:
(إن أكبر شيء يعطينا إياه الصوم هو مستوى جديد من الصحة، وهذا التجدد في الصحة ينعم به الكبار في السن والشباب على حد سواء، وبالنسبة ذاتها، وذلك أن البنية تتجدد بكاملها فتتحسن وظائفها العديدة وتنشط.
ويذهب إلى قرب من هذا القول الدكتور آلان الذي يعلن في النهاية عن نجاحه في استخدام الصوم لعلاج داء السكري والنقرس.
ويؤيده في ذلك كل من الدكتور كارلسون والدكتور جينجز وزعيم الثقافة البدينة في أمريكا بانا مكفادون الذي يؤثر عنه عبارته المشهورة (الصوم يستطيع أن يبرئ كل علة خابت في علاجها الوسائل الأخرى).
وفي كتابه الشهير (الإنسان ذلك المجهول) يقول الدكتور الكسيس كارل الحائز على جائزة نوبل في الطب والجراحة ما نصه: (إن كثرة وجبات الطعام وانتظامها ووفرتها تعطل وظيفة أدت دوراً عظيماً في بقاء الأجناس البشرية وهي وظيفة التكيف على قلة الطعام، ولذلك كان الناس يلتزمون الصيام أحياناً).
ويقول: (قد يحدث للصائم أول الأمر الشعور بالجوع والتهيج العصبي ربما ثم يعقب ذلك شعور بالضعف غير أنه يحدث إلى جانب ذلك أمور خفية أهم بكثير منه فإن سكر الكبد سيتحرك ويتحرك معه الدهن المخزون تحت الجلد وبروتينات العضل والغدد وخلايا الكبد وتضحي جميع الأعضاء بمادتها الخاصة للإبقاء على كمال الوسط الداخلي وسلامة القلب، وإن الصوم لينظف ويبدل أنسجتنا).
ويؤكد ذلك أيضاً الدكتور ماك فادون وهو أحد علماء الصحة الكبار في أمريكا فقد جاء في كتابه الذي ألفه عن الصوم بعد أن ظهرت له نتائج عظيمة من أثره في القضاء على الأمراض المستعصية: (إن كل إنسان يحتاج إلى الصيام، وإن لم يكن مريضاً لأن سموم الأغذية والأدوية تجتمع في الجسم فتجعله كالمريض، وتثقله ويقل نشاطه، فإذا صام خف وزنه وتحللت هذه السموم من جسمه وذهبت عنه ليصفو بعد ذلك صفاءً تاماً، ويستطيع أن يسترد وزنه ويجدد جسمه في مدة لا تزيد على العشرين يوماً بعد الإفطار ولكنه يحس بنشاط وقوة لا عهد له بهما من قبل).
ويضيف الدكتور عبد العزيز إسماعيل (ظهر أن للصيام فوائد علاجية كثيرة ووقائية أكثر وصور العلاج الوحيد في اضطرابات الأمعاء المزمنة والمصحوبة بتخمر ويستعمل في زيادة الوزن الناشئة من كثرة الغذاء وكذلك في زيادة الضغط والصوم نافع في علاج البول السكري والتهاب الكلى الحاد والمزمن وأمراض القلب).
وفي الطب القديم كان يعد الصوم من فضائل الحياة وقد كان سقراط وأفلاطون يصومان عشرة أيام في كل بضعة شهور، وكان بعض الرهبان المسيحيين يأمرون بالصوم لعلاج كثير من الأمراض العصبية. والطبيب العربي ابن سينا كان يفرض صوم ثلاثة أسابيع في كثير من الحالات المرضية التي كانت تعرض له، وكان يعد الصوم عاملاً مهماً في علاج الجدري والزهري حتى قيل أن في وقت الحملة الفرنسية على مصر كانت المستشفيات العربية تتوصل إلى نتائج طيبة في علاج هذا المرض الأخير بالصوم.
وقد كتب الدكتور روبرت بارتولو وهو طبيب أمريكي من أنصار العلاج الدوائي للزهري قائلاً: (لا شك أن الصوم من الوسائل الفعالة في التخلص من الميكروبات ومنها ميكروب الزهري لما يتضمنه من إتلاف للخلايا ثم إعادة بنائها من جديد) وتلك هي (نظرية التجويع في علاج الزهري) المشهورة طبياً.
وقبل هذا وذاك قال عز من قائل في الآية 184 من سورة البقرة: (وإن تصوموا خير لكم) وقال الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله): (صوموا تصحّوا) وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: (عليكم بالصوم فإن محسمة للعروق ومذهبة للأشر) وقال أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام): (الصيام أحد الصحتين).
مجمع للفائده