أبوالزبير
24 Sep 2005, 07:41 PM
http://ramadan.ws/images/card.jpg
بسم الله الرحمن الرحيم
================
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله .
أخي المسلم أختي المسلمة .
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد .
أبعث إليكم هذه الرسالة محملة بالاشواق والتحيات العطرة , أزفها إليكم من قلب أحبكم في الله نسأل الله أن يجمعنا في دار كرامته ومستقر رحمته وبمناسبة قدوم شهر رمضان أقدم لكم هذه النصيحة هدية متواضعة ، أرجو أن تتقبلوها بصدر رحب وتبادلونني النصح ، حفظكم الله ورعاكم .
* كيف نستقبل شهر رمضان المبارك ؟؟؟
قال تعالي ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرأن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان ) .البقرة / 185 .
أخي الكريم :
خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها :
* خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك . * تستغفر الملائكة للصائمين ختي يفطروا .
* تصــــــــــــــــــفد فيــــــــــه الشــــــــــــــــياطين . * تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار .
* يغـــــــــــفر للصائمين في أخر ليلة من رمضان . * لله عتقاء من النار وذلك كل ليلة من رمضان .
* يزين الله في كل يوم جنته ويقول ( يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والاذي ثم يسيروا إليك ) .
* فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم الخير كله .
فيا أخي الكريم :-
شهر هذه خصائصة وفضائلة بأي شئ تستقبله ؟ بالإنشغال باللهو وطول السهر مع اصدقاء السوء في الشوارع أو أمام التلفاز ومشاهدة الفوازير والافلام والمسلسلات ؟ أم نتضجر من قدومه ويثقل علينا ، نعوذ بالله من ذلك كله . ولكن العبد الصالح يستقبله بالتوبة النصوح والعزيمة الصادقة علي إغتنامه ، وعمارة أوقاته بالآعمال الصالحة ، سائلين الله الإعانة علي حسن عبادته
1- الصـــــــــيام :-
قال صلي الله عليه وسلم (الحسنة بعشر أمثالها إلي سبعمائة ضعف ) .
قال صلي الله عليه وسلم ( ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ) .
قال صلي الله عليه وسلم ( من صام رمضان إيمانا وإحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) أخرجه البخاري ومسلم .
قال صلي الله عليه وسلم ( يقول الله عز وجل كل عمل ابن أدم له إلا الصيام فأنه لي وأنا أجزي به ) . أخرجه البخاري ومسلم.
قال صلي الله عليه وسلم ( من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) أخرجه البخاري .
وقال صلي الله عليه وسلم ( والصوم جنة فإذا كان يوم صوم إحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل ، فإن سابه أحد فليقل إني
إمرؤ صائم ) أخرجه البخاري ومسلم .
2- القــــــــــــــــــيام :-
قال صلي الله عليه وسلم ( ومن قام رمضان إيمانا وإحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه ) أخرجه البخاري ومسلم .
( وعباد الرحمن الذين يمشون هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ) الفرقان ( 63-64 ) . وقد كان قيام الليل دأب النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه ، قالت عائشة : رضي الله عنها : لاتدع قيام الليل ، فان رسول الله صلي الله عليه وسلم كان لا يدع ، وكان إذا مرض أو كسل صلي قاعدا )
وكان عمر بن الخطاب _ رضي الله عنه يصلي من الليل ما شاء حتي إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة ثم يقول لهم الصلاة الصلاة . ويتلوا هذه الآية
( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوي ) طه 132.
وكان ابن عمر يقرأ هذه الآية ( أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ) الزمر 9. قال : ذاك عثمان بن عفان _ رضي الله عنه قال ابن أبي حاتم : وإنما قال ابن عمر ذلك لكثرة صلاة أمير المؤمنين عثمان بالليل وقرائته حتي أنه ربما قرأ القرآن في ركعة .
تـــــنبيه :-
===========
ينبغي لك أخي المسلم أن تكمل التراويح مع الإمام حتي تكتب في القائمين .
قال صلي الله عليه وسلم ( ومن قام ليلة مع إمامه حتي ينصرف كتب له قيام ليلة ) رواه أهل السنن .
3- الصــــــــــــدقة :-
كان رسول الله صلي الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان كان أجود بالخير من الريح المرسلة .. وقد قال صلي الله عليه وسلم ( أفضل الصدقة صدقة في رمضان ) أخرجه الترمزي عن أنس .
روي زيد بن أسلم عن أبيه قال : سمعت عمر بن الخطاب _ رضي الله عنه يقول أمرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلك مال عندي قلت اليوم أبا بكر إني سبقت ، قال : فجئت بنصف مالي ، قال : فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( ما ابقيت لآهلك ) قال : فقلت مثله ، وأتي أبو بكر بكل ما عنده فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم ( ما ابقيت لآهلك ) قال : أبقيت لهم الله ورسوله قلت : لا لأسبقك إلي شئ أبدا .
فيا أخي للصدقة في رمضان ميزة وخصوصية فبادر إليها وأحرص علي أدائها بحسب حالك ولها صور كثيرة منها :
أ- إطعام الطعام :-
قال الله تعالي ( ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ، أنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا ، فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا ، وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا ) الانسان ( 7 – 12 ) .
فقد كان السلف الصالح يحرصون علي إطعام الطعام ويقدمونه علي كثير من العبادات سواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح فلا يشترط في المطعم الفقر .
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( أيما مؤمن أطعم مؤمنا علي جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقي مؤمنا علي ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم ) رواه الترمذي بسند حسن .
وقد قال بعض السلف لآن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاما يشتهونه أحب إلي من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل .
وعبادة إطعام الطعام ، ينشأ عنها عبادات كثيرة منها : التودد والتحبب إلي إخوانك الذين أطعمتهم فيكون ذلك سببا في دخول الجنة : ( لن تدخلوا الجنة حتي تؤمنوا ولن تؤمنوا حتي تحابوا ) كما ينشأ عنها مجلسة الصالحين وإحتساب الآجر في معونتهم علي الطاعات التي تقووا عليها بطعامك .
ب – تفطير الصائمين :-
قال صلي صلي الله عليه وسلم : ( من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شئ ) اخرجه أحمد والنسائي وصححه الآلباني .
وفي حديث سلمان ( ومن فطر صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق من النار ، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شئ قالوا : يارسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائما علي مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء ومن سقي صائما سقاه الله من حوضي شربة ماء لا يظمأ بعدها ، حتي يدخل الجنة ) .
4- الإجتهاد في قراءة القرأن :-
أ - كثرة قراءة القرآن .
ب – البكاء عند قراءته أو سماعه خشوعا وإخباتا لله تبارك وتعالي
شهر رمضان هو شهر القرآن فينبغي ان يكثر العبد المسلم من قراءته وقد كان من حال السلف العناية بكتاب الله ، فكان جبريل يدارس النبي صلي الله عليه وسلم القرأن في رمضان ، وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه يختم القرآن كل يوم ، وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال وبعضهم في كل سبع ، وبعضهم في كل عشر ، فكانوا يقرأون في الصلاة وفي غيرها ، فكان للشافعي في رمضان ستون ختمة ، يقرؤها في غير الصلاة ، وكان الأسود يقرأ القرآن في كل ليلتين في رمضان ، وكان قتادة يختم القرآن في كل سبع دائما ، وفي رمضان في كل ثلاث ، وكان الزهري إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل علي قراءة القرآن .
ج – البكاء عند تلاوة القرآن :-
لم يكن من هدي السلف ترديد وقراءة القران دون تدبر وفهم ، وإنما كانوا يتأثرون بكلام الله عز وجل ويحركون به القلوب . ففي البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( إقرأ علي ) ، فقلت أقرأ عليك وعليك أنزل فقال : ( إني أحب أن أسمعه من غيري ) قال فقرأت سورة النساء حتي اذا بلغت { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك علي هؤلاء شهيدا } قال : ( حسبك ) ، فالتفت فإذا عيناه تذرفان صلي الله عليه وسلم .
واخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما نزلت ( أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون ) بكي أهل الصفة حتي جرت دموعهم علي خدودهم فلما سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم حسهم بكي معهم فبكينا ببكائه فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( لا يلج النار من بكي من خشية الله ) وقد قرأ عمر سورة المطففين حتي بلغ ( يوم يقوم الناس لرب العالمين ) فبكي حتي خر ، وامتنع من قراءة ما بعدها . وعن مزاحم بن زفر قال : صلي بنا سفيان الثوري المغرب فقرأ حتي بلغ ( إياك نعبد وإياك نستعين ) بكي حتي انقطعت قراءته ثم عاد فقرا( الحمد ) .
وعن إبراهيم بن الآشعث قال : سمعت فضيلا يقول ذات ليلة – وهو يقرأ سورة محمد ، وهو يبكي ويردد هذه الآية ( ولنبلوكم حتي نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبل أخباركم ) وجعل يقول : ونبلو أخباركم ويردد وتبلو أخبارنا ؟ ان بلوت أخبارنا فضحتنا وهتكت أستارنا ، إنك إن بلوت أخبارنا أهلكتنا وعذبتنا . ويبكي رضي الله عنه .
5- الجلوس في المسجد حتي تطلع الشمس :-
كان النبي صلي الله عليه وسلم إذا صلي الغداة أي الفجر جلس في مصلاه حتي تطلع الشمس . أخرجه مسلم
وأخرج الترمذي عن أنس عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال : ( من صلي الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتي تطلع الشمس ثم صلي ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة ) صححة الآلباني ، هذا في كل الآيام فكيف بأيام رمضان ؟؟
6 – الاعتــــــــــكاف :-
كان النبي صلي الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام ، فلما كان العام الذي قبض فيه أعتكف عشرين يوما . أخرجه البخاري .
فالاعتكاف من العبادات التي تجمع كثيرا من الطاعات من التلاوة والصلاة والذكر والدعاء وغيرها . وقد يتصور من لم يجربه صعوبته ومشقته ، وهو يسير علي من يسره الله عليه ، فمن تسلح بالنية الصالحة ، والعزيمة الصادقة ، أعانة الله ، وأكد الإعتكاف في العشر الآواخر تحريا لليلة القدر ، وهو الخلوة الشرعية ، فالمعتكف قد حبس نفسه علي طاعة الله وذكره عز وجل وقطع عن نفسه كل شاغل يشغله عنه ، وعكف بقلبه وقالبه علي ربه وما يقربه منه فما بقي له سوي الله ومايرضيه عنه .. ( اللهم أرض عنا ) .
7- العمــــــــرة في رمضان :-
ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال ( عمرة رمضان تعدل حجة ) أخرجه البخاري ومسلم وفي رواية
( حجة معي ) فهنيئا لك يأخي بحجة مع النبي صلي الله عليه وسلم .
8- تحـــــــــــري ليلة القدر :-
قال الله تعالي ( إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر ) القدر ( 1-3 ) .
وقال صلي الله عليه وسلم ( من قام ليلة القدر إيمانا وإحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) أخرجه البخاري ومسلم .
وكان النبي صلي الله عليه وسلم يتحري ليلة القدر ويأمر أصحابه بتحريها وكان يوقظ أهله في ليالي العشر رجاء أن يدركوا ليلة القدر .
وفي المسند عن عبادة مرفوعا ( من قامها ابتغاءها ثم وقعت له غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر ) . وللنسائي نحوه ، قال الحافظ إسناده علي شرط الصحيح .
وفي الصحيح عن عائشة قالت يارسول الله ‘ أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال قولي : {اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عني }
9- الاكثار من الذكر والدعاء والاستغفار :-
أخي الكريم : ايام وليالي رمضان أزمنة فاضلة فاغتنمها بالإكثار من الذكر والدعاء وبخاصة في أوقات الإجابة ومنها :
* عند الإفطار فللصائم عند فطره دعوة لا ترد .
* ثلث الليل الآخر حين ينزل ربنا تبارك وتعالي ويقول ( هل من سائل فاعطيه هل من مستغفر فاغفر له ) .
* الإستغفار بالآسحار : قال تعالي ( وبالآسحار هم يستغفرون ) .
* تحري ساعة الجمعة وأحراها آخر ساعة من نهار الجمعة .
10- الاخــــــــــلاص :-
وبعد هذه الجولة في رياض الجنة نتفئ ظلال الآعمال الصالحة ، أنبهك إلي أمر مهم ... أتدري ما هو ؟ إنه الإخلاص ... نعم الإخلاص فكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ؟ وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب ؟ أعاذنا الله وإياك من ذلك .
ولذلك نجد النبي صلي الله عليه وسلم يؤكد علي هذه القضية ( إيمانا وإحتسابا ) .
وقد حرص السلف علي إخفاء أعمالهم خوفا علي أنفسهم فهذا التابع الجليل أيوب السختياني يحدث عنه حماد بن يزيد فيقول ( كان ايوب ربما حدث بالحديث فيرق فليتفت فيتمخض ويقول : ما أشد الزكام ؟ يظهر أنه مزكوم لإخفاء البكاء ) .
وعن محمد بن واسع قال : لقد أدرك رجالا كان الرجل يكون رأسه مع رأس امرأته علي وسادة واحدة قد بل ما تحت خذه من دموعه لا تشعر به امرأته ، لقد أدركت رجالا يقوم أحدهم في الصف فتسيل دموعه علي خده ولا يشعر به الذي الي جنبه وكان أيوب السختياني يقوم الليل كله فيخفي ذلك ، فإذا كان هند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة .
وعن ابن عدي قال : صام داود بن أبي هند اربعين سنة ولا يعلم به أهله وكان حزازا ( 1 ) يحمل معه غذاءه من عندهم فيتصدق به في الطريق ويرجع عشيا فيفطر معهم . قال سفيان الثوري : بلغني أن العبد يعمل سرا ، فلا يزال به الشيطان حتي يحب ان يحمد عليه فينسخ من العلانية فيثبت في الرياء .
اللـــــــــهو في رمـــــضان :-
أخي أظني قد أطلت عليك وأنا أحثك علي إغتنام الوقت قطعت عليك الوقت ولكن أتأذن لي أن نعرج سويا علي ظاهرة خطيرة وبخاصة في رمضان .
إنها ظاهرة اضاعة الوقت وتقطيعه في غير طاعة الله ... إنها الغفلة والإعراض عن الرحمات والنفحات الإلهية قال تعالي ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشرة يوم القيامة أعمي قال ربي لم حشرتني أعمي وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسي وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بايات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقي ) .
كم تتألم نفسك ويتقطع قلبك حسرات علي ماتراه من شباب المسلمين الذين إمتلآت بهم الآرصفة والملاعب في ليالي رمضان الفاضلة والذين عكفوا علي التلفاز والفيديو لمشاهدة مسلسلات رمضان وسهرات رمضان وفوازير رمضان ثم يسيحون في الطرقات يتتبعون العورات ويعاكسون الفتيات ويطلقون البصر ويرتكبون المحرمات . كم من حرمات الله ومعاصيه التي يجاهر بها الناس في ليالي رمضان المباركة بل وفي نهار رمضان فنري من الشباب من يفطر وهو لا يدري أن ذلك اشد من الزنا وشرب الخمر وأنه فاته أجر عظيم وارتكب كبيرة لا يقضيها صيام الدهر وإن صامه وتراه يفطر ليشرب الدخان أو لآنه يري الصور الخليعة الساقطة ويصاحب رفقاء السوء الذين يدفعونه إلي فعل المحرمات وممارسة العادة السرية في نهار رمضان أو لياليه وهي محرمه في رمضان وفي غيره وقد أمر النبي صلي الله عليه وسلم الشباب ان يصوموا ليحفظوا فروجهم ولكننا نري بعض شباب المسلمين ينسي أمر الله بالصيام وينسي أمر رسول الله صلي الله صلي الله عليه وسلم ويتبع شهواته وأهوائه وقرناء السوء ألا حياء من الله ؟ !.
أخي الشـــــــاب :-
لاشك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن إمتنع عن الطعام والشراب فقط ، فإذا صمت ياعبد الله فليصم سمعك وبصرك ولسانك وجميع جوارحك ولايكن يوم صومك ويوم فطرك سواء .
فيا أخي رعاك الله إستعن بالله علي تحصيل هذا الثواب الجزيل والاقتداء بالصالحين ومجاهدة النفس في ذات الله وعلو الهمة لبلوغ الذروة من منازل الجنة .
هذه أبواب الجنة من أجلك قد فتحت في هذا الشهر المبارك فهلا سلكت طريق الهدي ؟؟
هذا داعي الله عز وجل ينادي ياباغي الخير اقبل وياباغي الشر أقصر فهلا انتهزت الفرصة لتجدد العهد مع الله ؟
انشرها ولك الاجر والثواب والدال علي الخير كفاعلة
منقوووووول
بسم الله الرحمن الرحيم
================
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله .
أخي المسلم أختي المسلمة .
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد .
أبعث إليكم هذه الرسالة محملة بالاشواق والتحيات العطرة , أزفها إليكم من قلب أحبكم في الله نسأل الله أن يجمعنا في دار كرامته ومستقر رحمته وبمناسبة قدوم شهر رمضان أقدم لكم هذه النصيحة هدية متواضعة ، أرجو أن تتقبلوها بصدر رحب وتبادلونني النصح ، حفظكم الله ورعاكم .
* كيف نستقبل شهر رمضان المبارك ؟؟؟
قال تعالي ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرأن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان ) .البقرة / 185 .
أخي الكريم :
خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها :
* خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك . * تستغفر الملائكة للصائمين ختي يفطروا .
* تصــــــــــــــــــفد فيــــــــــه الشــــــــــــــــياطين . * تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار .
* يغـــــــــــفر للصائمين في أخر ليلة من رمضان . * لله عتقاء من النار وذلك كل ليلة من رمضان .
* يزين الله في كل يوم جنته ويقول ( يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والاذي ثم يسيروا إليك ) .
* فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم الخير كله .
فيا أخي الكريم :-
شهر هذه خصائصة وفضائلة بأي شئ تستقبله ؟ بالإنشغال باللهو وطول السهر مع اصدقاء السوء في الشوارع أو أمام التلفاز ومشاهدة الفوازير والافلام والمسلسلات ؟ أم نتضجر من قدومه ويثقل علينا ، نعوذ بالله من ذلك كله . ولكن العبد الصالح يستقبله بالتوبة النصوح والعزيمة الصادقة علي إغتنامه ، وعمارة أوقاته بالآعمال الصالحة ، سائلين الله الإعانة علي حسن عبادته
1- الصـــــــــيام :-
قال صلي الله عليه وسلم (الحسنة بعشر أمثالها إلي سبعمائة ضعف ) .
قال صلي الله عليه وسلم ( ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ) .
قال صلي الله عليه وسلم ( من صام رمضان إيمانا وإحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) أخرجه البخاري ومسلم .
قال صلي الله عليه وسلم ( يقول الله عز وجل كل عمل ابن أدم له إلا الصيام فأنه لي وأنا أجزي به ) . أخرجه البخاري ومسلم.
قال صلي الله عليه وسلم ( من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) أخرجه البخاري .
وقال صلي الله عليه وسلم ( والصوم جنة فإذا كان يوم صوم إحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل ، فإن سابه أحد فليقل إني
إمرؤ صائم ) أخرجه البخاري ومسلم .
2- القــــــــــــــــــيام :-
قال صلي الله عليه وسلم ( ومن قام رمضان إيمانا وإحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه ) أخرجه البخاري ومسلم .
( وعباد الرحمن الذين يمشون هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ) الفرقان ( 63-64 ) . وقد كان قيام الليل دأب النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه ، قالت عائشة : رضي الله عنها : لاتدع قيام الليل ، فان رسول الله صلي الله عليه وسلم كان لا يدع ، وكان إذا مرض أو كسل صلي قاعدا )
وكان عمر بن الخطاب _ رضي الله عنه يصلي من الليل ما شاء حتي إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة ثم يقول لهم الصلاة الصلاة . ويتلوا هذه الآية
( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوي ) طه 132.
وكان ابن عمر يقرأ هذه الآية ( أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ) الزمر 9. قال : ذاك عثمان بن عفان _ رضي الله عنه قال ابن أبي حاتم : وإنما قال ابن عمر ذلك لكثرة صلاة أمير المؤمنين عثمان بالليل وقرائته حتي أنه ربما قرأ القرآن في ركعة .
تـــــنبيه :-
===========
ينبغي لك أخي المسلم أن تكمل التراويح مع الإمام حتي تكتب في القائمين .
قال صلي الله عليه وسلم ( ومن قام ليلة مع إمامه حتي ينصرف كتب له قيام ليلة ) رواه أهل السنن .
3- الصــــــــــــدقة :-
كان رسول الله صلي الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان كان أجود بالخير من الريح المرسلة .. وقد قال صلي الله عليه وسلم ( أفضل الصدقة صدقة في رمضان ) أخرجه الترمزي عن أنس .
روي زيد بن أسلم عن أبيه قال : سمعت عمر بن الخطاب _ رضي الله عنه يقول أمرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلك مال عندي قلت اليوم أبا بكر إني سبقت ، قال : فجئت بنصف مالي ، قال : فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( ما ابقيت لآهلك ) قال : فقلت مثله ، وأتي أبو بكر بكل ما عنده فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم ( ما ابقيت لآهلك ) قال : أبقيت لهم الله ورسوله قلت : لا لأسبقك إلي شئ أبدا .
فيا أخي للصدقة في رمضان ميزة وخصوصية فبادر إليها وأحرص علي أدائها بحسب حالك ولها صور كثيرة منها :
أ- إطعام الطعام :-
قال الله تعالي ( ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ، أنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا ، فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا ، وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا ) الانسان ( 7 – 12 ) .
فقد كان السلف الصالح يحرصون علي إطعام الطعام ويقدمونه علي كثير من العبادات سواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح فلا يشترط في المطعم الفقر .
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( أيما مؤمن أطعم مؤمنا علي جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقي مؤمنا علي ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم ) رواه الترمذي بسند حسن .
وقد قال بعض السلف لآن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاما يشتهونه أحب إلي من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل .
وعبادة إطعام الطعام ، ينشأ عنها عبادات كثيرة منها : التودد والتحبب إلي إخوانك الذين أطعمتهم فيكون ذلك سببا في دخول الجنة : ( لن تدخلوا الجنة حتي تؤمنوا ولن تؤمنوا حتي تحابوا ) كما ينشأ عنها مجلسة الصالحين وإحتساب الآجر في معونتهم علي الطاعات التي تقووا عليها بطعامك .
ب – تفطير الصائمين :-
قال صلي صلي الله عليه وسلم : ( من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شئ ) اخرجه أحمد والنسائي وصححه الآلباني .
وفي حديث سلمان ( ومن فطر صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق من النار ، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شئ قالوا : يارسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائما علي مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء ومن سقي صائما سقاه الله من حوضي شربة ماء لا يظمأ بعدها ، حتي يدخل الجنة ) .
4- الإجتهاد في قراءة القرأن :-
أ - كثرة قراءة القرآن .
ب – البكاء عند قراءته أو سماعه خشوعا وإخباتا لله تبارك وتعالي
شهر رمضان هو شهر القرآن فينبغي ان يكثر العبد المسلم من قراءته وقد كان من حال السلف العناية بكتاب الله ، فكان جبريل يدارس النبي صلي الله عليه وسلم القرأن في رمضان ، وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه يختم القرآن كل يوم ، وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال وبعضهم في كل سبع ، وبعضهم في كل عشر ، فكانوا يقرأون في الصلاة وفي غيرها ، فكان للشافعي في رمضان ستون ختمة ، يقرؤها في غير الصلاة ، وكان الأسود يقرأ القرآن في كل ليلتين في رمضان ، وكان قتادة يختم القرآن في كل سبع دائما ، وفي رمضان في كل ثلاث ، وكان الزهري إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل علي قراءة القرآن .
ج – البكاء عند تلاوة القرآن :-
لم يكن من هدي السلف ترديد وقراءة القران دون تدبر وفهم ، وإنما كانوا يتأثرون بكلام الله عز وجل ويحركون به القلوب . ففي البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( إقرأ علي ) ، فقلت أقرأ عليك وعليك أنزل فقال : ( إني أحب أن أسمعه من غيري ) قال فقرأت سورة النساء حتي اذا بلغت { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك علي هؤلاء شهيدا } قال : ( حسبك ) ، فالتفت فإذا عيناه تذرفان صلي الله عليه وسلم .
واخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما نزلت ( أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون ) بكي أهل الصفة حتي جرت دموعهم علي خدودهم فلما سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم حسهم بكي معهم فبكينا ببكائه فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( لا يلج النار من بكي من خشية الله ) وقد قرأ عمر سورة المطففين حتي بلغ ( يوم يقوم الناس لرب العالمين ) فبكي حتي خر ، وامتنع من قراءة ما بعدها . وعن مزاحم بن زفر قال : صلي بنا سفيان الثوري المغرب فقرأ حتي بلغ ( إياك نعبد وإياك نستعين ) بكي حتي انقطعت قراءته ثم عاد فقرا( الحمد ) .
وعن إبراهيم بن الآشعث قال : سمعت فضيلا يقول ذات ليلة – وهو يقرأ سورة محمد ، وهو يبكي ويردد هذه الآية ( ولنبلوكم حتي نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبل أخباركم ) وجعل يقول : ونبلو أخباركم ويردد وتبلو أخبارنا ؟ ان بلوت أخبارنا فضحتنا وهتكت أستارنا ، إنك إن بلوت أخبارنا أهلكتنا وعذبتنا . ويبكي رضي الله عنه .
5- الجلوس في المسجد حتي تطلع الشمس :-
كان النبي صلي الله عليه وسلم إذا صلي الغداة أي الفجر جلس في مصلاه حتي تطلع الشمس . أخرجه مسلم
وأخرج الترمذي عن أنس عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال : ( من صلي الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتي تطلع الشمس ثم صلي ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة ) صححة الآلباني ، هذا في كل الآيام فكيف بأيام رمضان ؟؟
6 – الاعتــــــــــكاف :-
كان النبي صلي الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام ، فلما كان العام الذي قبض فيه أعتكف عشرين يوما . أخرجه البخاري .
فالاعتكاف من العبادات التي تجمع كثيرا من الطاعات من التلاوة والصلاة والذكر والدعاء وغيرها . وقد يتصور من لم يجربه صعوبته ومشقته ، وهو يسير علي من يسره الله عليه ، فمن تسلح بالنية الصالحة ، والعزيمة الصادقة ، أعانة الله ، وأكد الإعتكاف في العشر الآواخر تحريا لليلة القدر ، وهو الخلوة الشرعية ، فالمعتكف قد حبس نفسه علي طاعة الله وذكره عز وجل وقطع عن نفسه كل شاغل يشغله عنه ، وعكف بقلبه وقالبه علي ربه وما يقربه منه فما بقي له سوي الله ومايرضيه عنه .. ( اللهم أرض عنا ) .
7- العمــــــــرة في رمضان :-
ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال ( عمرة رمضان تعدل حجة ) أخرجه البخاري ومسلم وفي رواية
( حجة معي ) فهنيئا لك يأخي بحجة مع النبي صلي الله عليه وسلم .
8- تحـــــــــــري ليلة القدر :-
قال الله تعالي ( إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر ) القدر ( 1-3 ) .
وقال صلي الله عليه وسلم ( من قام ليلة القدر إيمانا وإحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) أخرجه البخاري ومسلم .
وكان النبي صلي الله عليه وسلم يتحري ليلة القدر ويأمر أصحابه بتحريها وكان يوقظ أهله في ليالي العشر رجاء أن يدركوا ليلة القدر .
وفي المسند عن عبادة مرفوعا ( من قامها ابتغاءها ثم وقعت له غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر ) . وللنسائي نحوه ، قال الحافظ إسناده علي شرط الصحيح .
وفي الصحيح عن عائشة قالت يارسول الله ‘ أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال قولي : {اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عني }
9- الاكثار من الذكر والدعاء والاستغفار :-
أخي الكريم : ايام وليالي رمضان أزمنة فاضلة فاغتنمها بالإكثار من الذكر والدعاء وبخاصة في أوقات الإجابة ومنها :
* عند الإفطار فللصائم عند فطره دعوة لا ترد .
* ثلث الليل الآخر حين ينزل ربنا تبارك وتعالي ويقول ( هل من سائل فاعطيه هل من مستغفر فاغفر له ) .
* الإستغفار بالآسحار : قال تعالي ( وبالآسحار هم يستغفرون ) .
* تحري ساعة الجمعة وأحراها آخر ساعة من نهار الجمعة .
10- الاخــــــــــلاص :-
وبعد هذه الجولة في رياض الجنة نتفئ ظلال الآعمال الصالحة ، أنبهك إلي أمر مهم ... أتدري ما هو ؟ إنه الإخلاص ... نعم الإخلاص فكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ؟ وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب ؟ أعاذنا الله وإياك من ذلك .
ولذلك نجد النبي صلي الله عليه وسلم يؤكد علي هذه القضية ( إيمانا وإحتسابا ) .
وقد حرص السلف علي إخفاء أعمالهم خوفا علي أنفسهم فهذا التابع الجليل أيوب السختياني يحدث عنه حماد بن يزيد فيقول ( كان ايوب ربما حدث بالحديث فيرق فليتفت فيتمخض ويقول : ما أشد الزكام ؟ يظهر أنه مزكوم لإخفاء البكاء ) .
وعن محمد بن واسع قال : لقد أدرك رجالا كان الرجل يكون رأسه مع رأس امرأته علي وسادة واحدة قد بل ما تحت خذه من دموعه لا تشعر به امرأته ، لقد أدركت رجالا يقوم أحدهم في الصف فتسيل دموعه علي خده ولا يشعر به الذي الي جنبه وكان أيوب السختياني يقوم الليل كله فيخفي ذلك ، فإذا كان هند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة .
وعن ابن عدي قال : صام داود بن أبي هند اربعين سنة ولا يعلم به أهله وكان حزازا ( 1 ) يحمل معه غذاءه من عندهم فيتصدق به في الطريق ويرجع عشيا فيفطر معهم . قال سفيان الثوري : بلغني أن العبد يعمل سرا ، فلا يزال به الشيطان حتي يحب ان يحمد عليه فينسخ من العلانية فيثبت في الرياء .
اللـــــــــهو في رمـــــضان :-
أخي أظني قد أطلت عليك وأنا أحثك علي إغتنام الوقت قطعت عليك الوقت ولكن أتأذن لي أن نعرج سويا علي ظاهرة خطيرة وبخاصة في رمضان .
إنها ظاهرة اضاعة الوقت وتقطيعه في غير طاعة الله ... إنها الغفلة والإعراض عن الرحمات والنفحات الإلهية قال تعالي ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشرة يوم القيامة أعمي قال ربي لم حشرتني أعمي وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسي وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بايات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقي ) .
كم تتألم نفسك ويتقطع قلبك حسرات علي ماتراه من شباب المسلمين الذين إمتلآت بهم الآرصفة والملاعب في ليالي رمضان الفاضلة والذين عكفوا علي التلفاز والفيديو لمشاهدة مسلسلات رمضان وسهرات رمضان وفوازير رمضان ثم يسيحون في الطرقات يتتبعون العورات ويعاكسون الفتيات ويطلقون البصر ويرتكبون المحرمات . كم من حرمات الله ومعاصيه التي يجاهر بها الناس في ليالي رمضان المباركة بل وفي نهار رمضان فنري من الشباب من يفطر وهو لا يدري أن ذلك اشد من الزنا وشرب الخمر وأنه فاته أجر عظيم وارتكب كبيرة لا يقضيها صيام الدهر وإن صامه وتراه يفطر ليشرب الدخان أو لآنه يري الصور الخليعة الساقطة ويصاحب رفقاء السوء الذين يدفعونه إلي فعل المحرمات وممارسة العادة السرية في نهار رمضان أو لياليه وهي محرمه في رمضان وفي غيره وقد أمر النبي صلي الله عليه وسلم الشباب ان يصوموا ليحفظوا فروجهم ولكننا نري بعض شباب المسلمين ينسي أمر الله بالصيام وينسي أمر رسول الله صلي الله صلي الله عليه وسلم ويتبع شهواته وأهوائه وقرناء السوء ألا حياء من الله ؟ !.
أخي الشـــــــاب :-
لاشك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن إمتنع عن الطعام والشراب فقط ، فإذا صمت ياعبد الله فليصم سمعك وبصرك ولسانك وجميع جوارحك ولايكن يوم صومك ويوم فطرك سواء .
فيا أخي رعاك الله إستعن بالله علي تحصيل هذا الثواب الجزيل والاقتداء بالصالحين ومجاهدة النفس في ذات الله وعلو الهمة لبلوغ الذروة من منازل الجنة .
هذه أبواب الجنة من أجلك قد فتحت في هذا الشهر المبارك فهلا سلكت طريق الهدي ؟؟
هذا داعي الله عز وجل ينادي ياباغي الخير اقبل وياباغي الشر أقصر فهلا انتهزت الفرصة لتجدد العهد مع الله ؟
انشرها ولك الاجر والثواب والدال علي الخير كفاعلة
منقوووووول