الخيال
25 Sep 2005, 10:18 AM
السؤال :
أنا طبيب أسنانٍ أتمنَّى إرشادي إلى طريقةٍ مناسبةٍ للدعوة إلى الله في عيادتي الخاصة، وقد فكَّرت بوضع أشرطةٍ لبعض الدعاة. فما رأيكم بهذا ؟. وشكرًا.
الرد
تقول الدكتورة سحر طلعت المستشارة لدى صفحة "مشاكل وحلول" بالموقع:
"الأخ الكريم هاني،
جزاك الله خير الجزاء أن جعلت أمرَ الدعوة إلى الله نُصْب عينيك، فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: "ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين".
ولكنَّنا نريد أن نخرج بالدعوة من الأُطر التقليديَّة التي تعوَّدناها، وأن نجتهد في إيجاد طرقٍ جديدةٍ ومُبتَكرةٍ للدعوة.
ومن المعلوم أنَّ الدعوة بالقدوة أهمُّ وأكثر تأثيرًا من الدعوة بالكلمات، فالأفضل لك أن تكون أنت قدوةً مع مرضاك، في الخُلُق وحسن التعامل، وليكن قدوتك في ذلك حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان خلقه القرآن، وقديمًا كانوا يصفون الطبيب "بالحكيم"؛ الذي لا يقتصر دوره على التطبيب، ولكن يتعدَّاه ليكون عونًا وسندًا اجتماعيًّا لمرضاه.
وفي السطور التالية بعض الأمثلة التي توضح كيف يمكن أن يكون الطبيب قدوةً في عيادته:
- بداية الأمر أن يعمل على إعداد نفسه الإعداد الجيِّد "علميّا ومهاريّا" حتى يستطيع أن يُقدِّم أفضل خدمة طبيَّة لمرضاه، وأن يتعامل مع كلِّ حالة على أنَّها أخٌ أو قريبٌ له، ويبذل ما في وسعه للوصول إلى التشخيص السليم، ووصف العلاج الناجع بأمر الله.
- أن يراعي الالتزام بالمواعيد، حتى لا يُهْدِر للناس أوقاتهم، فالوقت هو الحياة.
- البشاشة وحسن الاستقبال والتبسُّم في وجه المريض: "تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقة" رواه الترمذي وحسَّنه. والتفاعل معه، بالسؤال عن اسمه وأحواله؛ فإذا تكرَّر حضوره يتمُّ مناداته باسمه، والسؤال عن أولاده وعمله، ليشعر أنَّك مهتمّ به شخصيّا، ويمكن طبعًا كتابة هذه البيانات على كارت المريض أو على الملف الخاصِّ به على الكمبيوتر لسهولة التذكُّر.
- الحرص على بدء العمل بالتسمية والتوجُّه إلى الله بالدعاء أن يوفقك في عملك، ويمكن أن يكون هذا بصوتٍ مسموع دون تكلّف.
- الاهتمام بظروف المريض ومراعاتها، وعدم المبالغة في أسعار الخدمة الطبيَّة، وعلاج غير القادرين مجّانًا أو بأسعار التكلفة.
- المريض إنسانٌ مُبتَلى بمرضه، وقد يكون ضعيفًا فلا يتحمَّل الألم ومعاناة المرض، ودور الطبيب أن يُذكِّر المريض بفوائد الصبر على هذا البلاء.
هذه بعض الأمثلة التي تُعِينك على أن تكون قدوةً في عيادتك.
أما إذا أردنا بعض الوسائل المعينة التي يمكن استخدامها في عيادتك، فهذه بعض الأمور التي يسهل تنفيذها:
- يمكنك تشغيل بعض الأشرطة في العيادة ليسمعها مَن ينتظرون دورهم في الكشف، على أن تُراعِى أن يكون المتحدث ذا أسلوب حَسَن سلِس. مع التنويع في مادة الشرائط، فلا تكون كلها مثلاً ترهيبًا من النار، وحديثًا عن أهوال القيامة، ولكن ينبغي أيضًا أن تكون هناك شرائط أيضًا تتحدث عن الأخلاقيات والمعاملات الإسلامية، وفقه العبادات .. إلخ.
مع مراعاة الحالة الصحيَّة لمرضاك؛ فلا ترفع الصوت عاليًا، وتوقِف التشغيل إن كان هناك من يتألَّم بشدَّةٍ ويضايقه الصوت.
- ويمكنك أيضًا أن تضع بعض الكتيِّبات، وحاول أن تكون هذه الكتيِّبات صغيرة الحجم، وتكون مركَّزة ومنوَّعة، عن الصلاة.. التوبة.. حبِّ الله.. فضل الذكر.. فلسطين .. إلخ.
- يمكن وضع سبُّورة في حجرة الاستقبال، ويوضع عليها مجلَّة حائط مطبوعة، أو يُكتَب عليها كلَّ يومٍ حديثٌ، أو آية تحض على سلوك معين.
إلى هنا انتهى كلام الدكتورة سحر، ونضيف إلى ما تفضلت به:
أن الطبيب - بحكم عمله – يتعرَّض لأصناف شتَّى من البشر، تمثل شرائح المجتمع المختلفة، غنيُّهم وفقيرهم، مثقفهم وجاهلهم، صالحهم وطالحهم، وبحكم عمله أيضًا له مكانة خاصة في عقول وقلوب مرضاه، مكانةً تجعل ما ينصح به شيئًا مقدسًا غير قابلٍ للنقاش والجدال، فالمريض يتصور أن الطبيب يعرف كل شيء، وبيده أن يزيل كل آلامه ويحل كل مشكلاته.
لذا فمن واجب الطبيب المسلم أن يستثمر هذه الخاصية التي حباه الله عز وجل بها في الدعوة إليه سبحانه وتعالى، خاصة وأنه يتعامل مع الجسد البشري الذي يستطيع من خلاله أن يوجِّه نظر مريضه إلى قدرة الخالق سبحانه وتعالى وعظمته، من منطلق: "وفي أنفُسِكم أفَلا تبصرون"، و"سنُرِيهِمْ آياتنَا فِي الآفاقِ وفِي أَنفُسهِمْ حَتَّى يتبيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ".
فمثلاً عندما يقوم الطبيب بفحص أسنان المريض، يتحدث معه حول حكمة الخالق سبحانه في خلق الأسنان، وكيف جعل لكل سِنٍّ شكلاً خاصّا يناسب وظيفته.
وينبهه إلى ضعف الإنسان واحتياجه إلى الله عز وجل، وأن الشفاء ليس من الطبيب ولا من الدواء، وإنما هو من عند الله عز وجل وبإرادته، مما يشكل غرسًا لقيم العقيدة بشكل عملي.
وأحب أن أذكِّرك أخي الكريم بأهمية استحضار النية في كل وقت وتذكُّرها، حفاظًا على عملك، ليُقبَل عند الله عز وجل، فلا يكون هدفك من تلك الأفعال الحصول على شهرة أو شعبية ليزيد الإقبال عليك، بل يكون هدفك الأول إرضاء الله عز وجل والعمل لدينه، فإن تسبَّب هذا في خيرٍ دنيوي فهو فضل من عنده سبحانه.
ومن الوسائل التي يمكن استخدامها، إضافة إلى ما تفضلت به الدكتورة:
- التزام الآداب الشرعية أثناء عملية الكشف، خاصة إذا كان المريض من الجنس الآخر، فيحرص الطبيب على غض البصر، وعدم الاطلاع على العورات، وإن اضطُّر لضرورة العلاج فليكن في حدود المطلوب ولا يتوسع.
- الالتزام بآداب المهنة العامة، وبنود ميثاق الشرف الخاص بها، كالحفاظ على أسرار المريض، وبذل النصح المخلص له.
- إحياء سُنَّة الأذكار والرُّقى الشرعية، عن طريق توصية المريض بوِرْد يومي من القرآن والأذكار يقوم به، وإقناعه إيمانيّا بأن المحافظة على هذا الورد مع الدواء الموصوف له دور كبير في الشفاء.
- الحرص على انتقاء مُمَرض أو مساعد جيد، يجمع بين الالتزام الديني والخُلُقي، وبين المهارة في العمل وبشاشة الوجه وحسن الاستقبال.
- الالتزام بأداء الصلاة على وقتها، ويا حبذا لو صلَّى بمرضاه جماعة في عيادته إن كان الظَّرف يسمح، وليحرص ألا ينفق وقتًا طويلاً في الصلاة حتى لا يضجر المنتظرون.
- الحرص على بث مشاعر الصَّبر والأمل في رحمة الله عز وجل، والرِّضى بقضائه سبحانه وتعالى، وبيان فضيلة ذلك، وبيان سوء عاقبة الجَزَع والسُّخْط والقنوط من رحمة الله.
- الحرص على المظهر الشخصي، ونظافة العيادة، والأدوات المستخدمة، وعدم إهمال صيانتها.
ولا ينبغي أن ننسى أيضًا في حديثنا إلى الطبيب المسلم أن نلفت نظره إلى عدم إهمال قيامه بواجب الدعوة تجاه مرضاه من غير المسلمين، فهم أهل دعوة أيضًا، ومن واجبه أن يريهم من خلال شخصه وعمله الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين، لا أن يكون سببًا في زيادة تشويهها.
مع مراعاة عدم الحرص على الخوض في عقائدهم وانتقاصها، بما يُشْعِر المريض أن الطبيب يستغل مكانته في فرض عقيدته ووجهة نظره.
وأظن أن هذا الأسلوب ينبغي تعميمه حتى مع المسلمين، فلا يحاول الطبيب أبدًا أن يُدخِل نفسه في صراع فكري، أو جدل أيديولوجي مع مريضه، حفاظًا على مكانته في قلب هذا المريض من أن تهتز.
أدعو الله سبحانه أن يوفقك، وأن يُجزِل لك العطاء، وأن يُعِينك على الإخلاص.
أنا طبيب أسنانٍ أتمنَّى إرشادي إلى طريقةٍ مناسبةٍ للدعوة إلى الله في عيادتي الخاصة، وقد فكَّرت بوضع أشرطةٍ لبعض الدعاة. فما رأيكم بهذا ؟. وشكرًا.
الرد
تقول الدكتورة سحر طلعت المستشارة لدى صفحة "مشاكل وحلول" بالموقع:
"الأخ الكريم هاني،
جزاك الله خير الجزاء أن جعلت أمرَ الدعوة إلى الله نُصْب عينيك، فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: "ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين".
ولكنَّنا نريد أن نخرج بالدعوة من الأُطر التقليديَّة التي تعوَّدناها، وأن نجتهد في إيجاد طرقٍ جديدةٍ ومُبتَكرةٍ للدعوة.
ومن المعلوم أنَّ الدعوة بالقدوة أهمُّ وأكثر تأثيرًا من الدعوة بالكلمات، فالأفضل لك أن تكون أنت قدوةً مع مرضاك، في الخُلُق وحسن التعامل، وليكن قدوتك في ذلك حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان خلقه القرآن، وقديمًا كانوا يصفون الطبيب "بالحكيم"؛ الذي لا يقتصر دوره على التطبيب، ولكن يتعدَّاه ليكون عونًا وسندًا اجتماعيًّا لمرضاه.
وفي السطور التالية بعض الأمثلة التي توضح كيف يمكن أن يكون الطبيب قدوةً في عيادته:
- بداية الأمر أن يعمل على إعداد نفسه الإعداد الجيِّد "علميّا ومهاريّا" حتى يستطيع أن يُقدِّم أفضل خدمة طبيَّة لمرضاه، وأن يتعامل مع كلِّ حالة على أنَّها أخٌ أو قريبٌ له، ويبذل ما في وسعه للوصول إلى التشخيص السليم، ووصف العلاج الناجع بأمر الله.
- أن يراعي الالتزام بالمواعيد، حتى لا يُهْدِر للناس أوقاتهم، فالوقت هو الحياة.
- البشاشة وحسن الاستقبال والتبسُّم في وجه المريض: "تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقة" رواه الترمذي وحسَّنه. والتفاعل معه، بالسؤال عن اسمه وأحواله؛ فإذا تكرَّر حضوره يتمُّ مناداته باسمه، والسؤال عن أولاده وعمله، ليشعر أنَّك مهتمّ به شخصيّا، ويمكن طبعًا كتابة هذه البيانات على كارت المريض أو على الملف الخاصِّ به على الكمبيوتر لسهولة التذكُّر.
- الحرص على بدء العمل بالتسمية والتوجُّه إلى الله بالدعاء أن يوفقك في عملك، ويمكن أن يكون هذا بصوتٍ مسموع دون تكلّف.
- الاهتمام بظروف المريض ومراعاتها، وعدم المبالغة في أسعار الخدمة الطبيَّة، وعلاج غير القادرين مجّانًا أو بأسعار التكلفة.
- المريض إنسانٌ مُبتَلى بمرضه، وقد يكون ضعيفًا فلا يتحمَّل الألم ومعاناة المرض، ودور الطبيب أن يُذكِّر المريض بفوائد الصبر على هذا البلاء.
هذه بعض الأمثلة التي تُعِينك على أن تكون قدوةً في عيادتك.
أما إذا أردنا بعض الوسائل المعينة التي يمكن استخدامها في عيادتك، فهذه بعض الأمور التي يسهل تنفيذها:
- يمكنك تشغيل بعض الأشرطة في العيادة ليسمعها مَن ينتظرون دورهم في الكشف، على أن تُراعِى أن يكون المتحدث ذا أسلوب حَسَن سلِس. مع التنويع في مادة الشرائط، فلا تكون كلها مثلاً ترهيبًا من النار، وحديثًا عن أهوال القيامة، ولكن ينبغي أيضًا أن تكون هناك شرائط أيضًا تتحدث عن الأخلاقيات والمعاملات الإسلامية، وفقه العبادات .. إلخ.
مع مراعاة الحالة الصحيَّة لمرضاك؛ فلا ترفع الصوت عاليًا، وتوقِف التشغيل إن كان هناك من يتألَّم بشدَّةٍ ويضايقه الصوت.
- ويمكنك أيضًا أن تضع بعض الكتيِّبات، وحاول أن تكون هذه الكتيِّبات صغيرة الحجم، وتكون مركَّزة ومنوَّعة، عن الصلاة.. التوبة.. حبِّ الله.. فضل الذكر.. فلسطين .. إلخ.
- يمكن وضع سبُّورة في حجرة الاستقبال، ويوضع عليها مجلَّة حائط مطبوعة، أو يُكتَب عليها كلَّ يومٍ حديثٌ، أو آية تحض على سلوك معين.
إلى هنا انتهى كلام الدكتورة سحر، ونضيف إلى ما تفضلت به:
أن الطبيب - بحكم عمله – يتعرَّض لأصناف شتَّى من البشر، تمثل شرائح المجتمع المختلفة، غنيُّهم وفقيرهم، مثقفهم وجاهلهم، صالحهم وطالحهم، وبحكم عمله أيضًا له مكانة خاصة في عقول وقلوب مرضاه، مكانةً تجعل ما ينصح به شيئًا مقدسًا غير قابلٍ للنقاش والجدال، فالمريض يتصور أن الطبيب يعرف كل شيء، وبيده أن يزيل كل آلامه ويحل كل مشكلاته.
لذا فمن واجب الطبيب المسلم أن يستثمر هذه الخاصية التي حباه الله عز وجل بها في الدعوة إليه سبحانه وتعالى، خاصة وأنه يتعامل مع الجسد البشري الذي يستطيع من خلاله أن يوجِّه نظر مريضه إلى قدرة الخالق سبحانه وتعالى وعظمته، من منطلق: "وفي أنفُسِكم أفَلا تبصرون"، و"سنُرِيهِمْ آياتنَا فِي الآفاقِ وفِي أَنفُسهِمْ حَتَّى يتبيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ".
فمثلاً عندما يقوم الطبيب بفحص أسنان المريض، يتحدث معه حول حكمة الخالق سبحانه في خلق الأسنان، وكيف جعل لكل سِنٍّ شكلاً خاصّا يناسب وظيفته.
وينبهه إلى ضعف الإنسان واحتياجه إلى الله عز وجل، وأن الشفاء ليس من الطبيب ولا من الدواء، وإنما هو من عند الله عز وجل وبإرادته، مما يشكل غرسًا لقيم العقيدة بشكل عملي.
وأحب أن أذكِّرك أخي الكريم بأهمية استحضار النية في كل وقت وتذكُّرها، حفاظًا على عملك، ليُقبَل عند الله عز وجل، فلا يكون هدفك من تلك الأفعال الحصول على شهرة أو شعبية ليزيد الإقبال عليك، بل يكون هدفك الأول إرضاء الله عز وجل والعمل لدينه، فإن تسبَّب هذا في خيرٍ دنيوي فهو فضل من عنده سبحانه.
ومن الوسائل التي يمكن استخدامها، إضافة إلى ما تفضلت به الدكتورة:
- التزام الآداب الشرعية أثناء عملية الكشف، خاصة إذا كان المريض من الجنس الآخر، فيحرص الطبيب على غض البصر، وعدم الاطلاع على العورات، وإن اضطُّر لضرورة العلاج فليكن في حدود المطلوب ولا يتوسع.
- الالتزام بآداب المهنة العامة، وبنود ميثاق الشرف الخاص بها، كالحفاظ على أسرار المريض، وبذل النصح المخلص له.
- إحياء سُنَّة الأذكار والرُّقى الشرعية، عن طريق توصية المريض بوِرْد يومي من القرآن والأذكار يقوم به، وإقناعه إيمانيّا بأن المحافظة على هذا الورد مع الدواء الموصوف له دور كبير في الشفاء.
- الحرص على انتقاء مُمَرض أو مساعد جيد، يجمع بين الالتزام الديني والخُلُقي، وبين المهارة في العمل وبشاشة الوجه وحسن الاستقبال.
- الالتزام بأداء الصلاة على وقتها، ويا حبذا لو صلَّى بمرضاه جماعة في عيادته إن كان الظَّرف يسمح، وليحرص ألا ينفق وقتًا طويلاً في الصلاة حتى لا يضجر المنتظرون.
- الحرص على بث مشاعر الصَّبر والأمل في رحمة الله عز وجل، والرِّضى بقضائه سبحانه وتعالى، وبيان فضيلة ذلك، وبيان سوء عاقبة الجَزَع والسُّخْط والقنوط من رحمة الله.
- الحرص على المظهر الشخصي، ونظافة العيادة، والأدوات المستخدمة، وعدم إهمال صيانتها.
ولا ينبغي أن ننسى أيضًا في حديثنا إلى الطبيب المسلم أن نلفت نظره إلى عدم إهمال قيامه بواجب الدعوة تجاه مرضاه من غير المسلمين، فهم أهل دعوة أيضًا، ومن واجبه أن يريهم من خلال شخصه وعمله الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين، لا أن يكون سببًا في زيادة تشويهها.
مع مراعاة عدم الحرص على الخوض في عقائدهم وانتقاصها، بما يُشْعِر المريض أن الطبيب يستغل مكانته في فرض عقيدته ووجهة نظره.
وأظن أن هذا الأسلوب ينبغي تعميمه حتى مع المسلمين، فلا يحاول الطبيب أبدًا أن يُدخِل نفسه في صراع فكري، أو جدل أيديولوجي مع مريضه، حفاظًا على مكانته في قلب هذا المريض من أن تهتز.
أدعو الله سبحانه أن يوفقك، وأن يُجزِل لك العطاء، وأن يُعِينك على الإخلاص.