الأنصار
13 Feb 2004, 05:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وكفى،، وسلام على المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم،، وبعد،،
أختص الله نفسه بالطيب
والمقصودأن الله تعالى أختارمن كل جنس أطيبه،فأختصهم لنفسه،فأنه سبحانه وتعالى طيب لايحب إلاالطيب،ولايقبل من القول والعمل والصدقة إلاالطيب.
وبهذايعلم عنوان سعادة العبد وشقاوته،فإن الطيب لايناسبه إلاالطيب ولا يرضى إلابه،ولايسكن إلاإليه،ولايطمئن قلبه إلابه.فله من الكلام الكلام الطيب الذي لايصعدإلى الله تعالى إلاهو،وهوأشدنفرة عن الفحش في المقال والكذب والغيبة والنميمة والبهت وقول الزور وكل كلام خبيث.
وكذلك لايألف من الأعمال إلاأطيبها،وهي التي أجمعت على حسنها الفطرالسليمة مع الشرائع النبوية،وزكتهاالعقول الصحيحة،مثل أن يعبدالله تعالى وحده لاشريك له،ويؤثر مرضاته على هواه،ويتحبب إليه بجهده،ويحسن إلى خلقه ماأستطاع،فيفعل بهم مايحب أن يفعلوه به.
وله من الأخلاق أطيبها،كالحلم والوقار،والصبروالرحمة،والوفاء والصدق،وسلامة الصدر،والتواضع،وصيانة الوجه عن بذله وتذللـه لغيرالله تعالى.
وكذلك لايختارمن المطاعم إلاأطيبها،وهوالحلال الهنئ الذي يغذي البدن والروح أحسن تغذية،مع سلامة العبدمن تبعته.
وكذلك لايختارمن المناكح إلاأطيبها،ومن الأصحاب إلاالطيبين.فهذاممن قال الله تعالى فيهم:"( الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم أدخلوالجنة بماكنتم تعملون)النحل:32.والذين تقول لهم خزنة الجنة(سلام عليكم طبتم فأدخلوها خالدين)الزمر:73.وهذه الفاء تقتضي السببيه،أي: بسبب طيبكم فأدخلوها.
وقال تعالى:"( الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون ممايقولون لهم مغفرة ورزق كريم)النور:26
ففسرت بالكلمات الخبيثات للرجال الخبيثين،والكلمات الطيبات للرجال الطيبين.وفسرت بالنساء الطيبات للرجال الطيبين وبالعكس،وهي تعم ذلك وغيره.
والله سبحانه وتعالى جعل الطيب بحذافيره في الجنة،وجعل الخبيث بحذافيره في النار،فدارأخلصت للطيب،ودارأخلصت للخبيث،ودارمزج فيهاالخبيث بالطيب،وهي هذه الدار،فإذاكان يوم المعاد،ميز الله الخبيث من الطيب،فعادالأمرإلى دارين فقط.
والمقصودأن الله جعل للشقاوة وللسعادة عنوانا يعرفان به، وقديكون في الرجل مادتان،فأيهماغلبت عليه كان من أهلها،فإن أرادالله به خيراطهره قبل الموافاة ولايحتاج إلى تطهيره بالنار.وحكمته تعالى تأبى أن يجاوزه أحدفي داره بخبائثه، فيدخله النارطهرة له، وإقامة هذاالنوع فيها على حسب سرعة زوال الخبائث وبطئها.
ولماكان المشرك خبيث الذات، لم تطهره النار، كالكلب إذادخل البحر. ولماكان المؤمن طيبابريئا من الخبائث، كانت النارحراماعليه،إذليس فيه مايقتضي تطهيره،فسبحان من بهرت حكمته العقول.
ومن هنا يعلم أضطرار العباد فوق كل ضرورة إلى معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به، فأنه لاسبيل إلى الفلاح إلاعلى يديه، ولاإلى معرفة الطيب من الخبيث على التفصيل إلامن جهته، فأي حاجة فرضت وضرورة عرضت، فضرورة العبد إلى الرسول فوقهابكثير.
وماظنك بمن إذاغاب عنك هديه، وماجاء به طرفة عين فسدقلبك، ولكن لايحس بهذاإلاقلب حي و( مالجرح بميت إيلام). وإذاكانت السعادة معلقة بهديه صلى الله عليه وسلم، فيجب على كل من أحب نجاة نفسه أن يعرف هديه وسيرته وشأنه مايخرج به من خطة الجاهلين.
والناس في هذا بين مستقل ومستكثر ومحروم،والفضل بيدالله تعالى يؤتيه من يشاء والله ذوالفضل العظيم.
الحمدلله وكفى،، وسلام على المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم،، وبعد،،
أختص الله نفسه بالطيب
والمقصودأن الله تعالى أختارمن كل جنس أطيبه،فأختصهم لنفسه،فأنه سبحانه وتعالى طيب لايحب إلاالطيب،ولايقبل من القول والعمل والصدقة إلاالطيب.
وبهذايعلم عنوان سعادة العبد وشقاوته،فإن الطيب لايناسبه إلاالطيب ولا يرضى إلابه،ولايسكن إلاإليه،ولايطمئن قلبه إلابه.فله من الكلام الكلام الطيب الذي لايصعدإلى الله تعالى إلاهو،وهوأشدنفرة عن الفحش في المقال والكذب والغيبة والنميمة والبهت وقول الزور وكل كلام خبيث.
وكذلك لايألف من الأعمال إلاأطيبها،وهي التي أجمعت على حسنها الفطرالسليمة مع الشرائع النبوية،وزكتهاالعقول الصحيحة،مثل أن يعبدالله تعالى وحده لاشريك له،ويؤثر مرضاته على هواه،ويتحبب إليه بجهده،ويحسن إلى خلقه ماأستطاع،فيفعل بهم مايحب أن يفعلوه به.
وله من الأخلاق أطيبها،كالحلم والوقار،والصبروالرحمة،والوفاء والصدق،وسلامة الصدر،والتواضع،وصيانة الوجه عن بذله وتذللـه لغيرالله تعالى.
وكذلك لايختارمن المطاعم إلاأطيبها،وهوالحلال الهنئ الذي يغذي البدن والروح أحسن تغذية،مع سلامة العبدمن تبعته.
وكذلك لايختارمن المناكح إلاأطيبها،ومن الأصحاب إلاالطيبين.فهذاممن قال الله تعالى فيهم:"( الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم أدخلوالجنة بماكنتم تعملون)النحل:32.والذين تقول لهم خزنة الجنة(سلام عليكم طبتم فأدخلوها خالدين)الزمر:73.وهذه الفاء تقتضي السببيه،أي: بسبب طيبكم فأدخلوها.
وقال تعالى:"( الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون ممايقولون لهم مغفرة ورزق كريم)النور:26
ففسرت بالكلمات الخبيثات للرجال الخبيثين،والكلمات الطيبات للرجال الطيبين.وفسرت بالنساء الطيبات للرجال الطيبين وبالعكس،وهي تعم ذلك وغيره.
والله سبحانه وتعالى جعل الطيب بحذافيره في الجنة،وجعل الخبيث بحذافيره في النار،فدارأخلصت للطيب،ودارأخلصت للخبيث،ودارمزج فيهاالخبيث بالطيب،وهي هذه الدار،فإذاكان يوم المعاد،ميز الله الخبيث من الطيب،فعادالأمرإلى دارين فقط.
والمقصودأن الله جعل للشقاوة وللسعادة عنوانا يعرفان به، وقديكون في الرجل مادتان،فأيهماغلبت عليه كان من أهلها،فإن أرادالله به خيراطهره قبل الموافاة ولايحتاج إلى تطهيره بالنار.وحكمته تعالى تأبى أن يجاوزه أحدفي داره بخبائثه، فيدخله النارطهرة له، وإقامة هذاالنوع فيها على حسب سرعة زوال الخبائث وبطئها.
ولماكان المشرك خبيث الذات، لم تطهره النار، كالكلب إذادخل البحر. ولماكان المؤمن طيبابريئا من الخبائث، كانت النارحراماعليه،إذليس فيه مايقتضي تطهيره،فسبحان من بهرت حكمته العقول.
ومن هنا يعلم أضطرار العباد فوق كل ضرورة إلى معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به، فأنه لاسبيل إلى الفلاح إلاعلى يديه، ولاإلى معرفة الطيب من الخبيث على التفصيل إلامن جهته، فأي حاجة فرضت وضرورة عرضت، فضرورة العبد إلى الرسول فوقهابكثير.
وماظنك بمن إذاغاب عنك هديه، وماجاء به طرفة عين فسدقلبك، ولكن لايحس بهذاإلاقلب حي و( مالجرح بميت إيلام). وإذاكانت السعادة معلقة بهديه صلى الله عليه وسلم، فيجب على كل من أحب نجاة نفسه أن يعرف هديه وسيرته وشأنه مايخرج به من خطة الجاهلين.
والناس في هذا بين مستقل ومستكثر ومحروم،والفضل بيدالله تعالى يؤتيه من يشاء والله ذوالفضل العظيم.