nooory3
08 Nov 2005, 02:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكن ورحمة الله وبركاته
أخواتي الفاضلات بإذن الله هذه سلسلة لبرنامج منتدى المرأة الذي يعرض في قناة المجد وما يطرح فيه من مواضيع هادفة تعيننا على
تخطي كل الصعاب التي قد تواجهنا في حياتنا من جميع نواحيها أسأل الله أن تنفعكن بإذنه جل وعلا
كثيرة هي المواضيع التي لدي لهذا البرنامج الناجح لكن أحببت أن يكون أول موضوع __ لتكوني داعية __
حتى يكون لكن خير معين ,,
================================================== ======
http://www.almajdtv.com/prgs/archive/woman/woman.jpg
اسم البرنامج : منتدى المرأة
تاريخ بث البرنامج : 09/08/2005
مقدم البرنامج : أحمد الشيبة
ضيوف الحلقة : - الدكتورة خديجة بادحدح عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبد العزيز بجدة
- الأستاذة منى نعيم بركات باحثة في شؤون المرأة من سورية
موضوع الحلقة : لتكوني داعية
اللقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامجكم منتدى المرأة موضوعنا اليوملتكوني داعية الدعوة إلى الله هي درب الأنبياء والرسل والصالحين قل هذه سبيلي أدعو إلى له على بصيرة أنا ومن اتبعني ولم يقتصر الدعوة في المجتمع الإسلامي على الرجال بل كان للنساء القدح المعلى في حمل راية الدين ونشر الحق في أرجاء المعمورة وتظل الحاجة للقيادات الدعوية النسائية تزداد في ظل الهجمة التي تتعرض لها الأمة الإسلامية وتستهدف المرأة المسلمة بشكل خاص ومن هنا فإن اكتشاف القدرات النسائية الفذة والعقول الراجحة وكسبها لميدان الدعوة سيكون خضاً لشوكة الباطل وإعلاءً لكلمة الحق أختي المشاهدة أخي المشاهد نصادف في حياتنا وعلاقاتنا أخوات فضليات وفتيات متحمسات تبدو عليهن ملامح النباهة ومشاعر الغيرة إلا أن هذه المشاعر الخيرة والحماسة المتوقدة لا تلبس أن تخبو عندما لا تجد رعاية أو تحفيزاً أو اهتماما يسعدنا في هذه الحلقة أن نطرح موضوع الطاقات النسوية المعطلة عن القيام بدورها الدعوي ودورنا في تهيئة المناخ المناسب لانطلاق تلك الطاقات لتخدم أمتها ومجتمعها ونستضيف في هذه الحلقة معنا الدكتورة خديجة بادحدح أستاذ مشارك بكلية التربية بجدة حياك الله يا دكتورة ومعنا أيضاً الأستاذة منى نعيم بركات باحثة في شؤون المرأة من سورية حياك الله يا أستاذة منى ونبدأ في بدالية الحديث لكي نوجه سؤالنا للدكتورة دكتورة خديجة بداية هل كل فتاة أو امرأة تصلح للقيام بالعمل الدعوي العام وخاصة أن الله سبحانه وتعالى قد خصص هذا الأمر في كتابه عز وجل فقال ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير هل تصلح كل فتاة وكل امرأة لمثل هذا النشاط ؟
الدكتورة خديجة :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أشكر قناة المجد لإتاحة الفرصة لي للتحدث بهذا الموضوع
بالنسبة للسؤال أخي الفاضل أعتقد أن الدعوة بصورة عامة هي مسؤولية كل فتاة وامرأة في المجتمع انطلاقاً من قوله تبارك وتعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وقوله تعالى ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وقوله تبارك وتعالى أيضاً والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء لبعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فالخطاب عام للجميع والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان فأي منكر يراه أي مسلم رجل إن كان أو امرأة حري به أن يقوم بهذا التغيير فكل فتاة أو امرأة تستطيع أن تصير راعية وليس شرطاً المفهوم الذي يتبادر للذهن أن تتصدر المنابر أو أن تكون خطيبة فالمسلم يكون داعية بأخلاقه ويكون داعية بسلوكه وبتعامله ولنا في السلف الصالح أسوة حسنة كلنا يعرف أن الإسلام انتشر في الأندلس بأخلاق التجار المسلمين بصدقهم في التعامل ووفائهم في العهود لم يكونوا خطباء ولا محدثين
المقدم :
طيب عفواً دكتورة من أين إذاً جاءت هذه الفكرة أن الداعية يجب أن يكون إنساناً مفوهاً يعني من أين أتت هذه الفكرة
الدكتورة خديجة :
نعم يعني الدعوة بصفة عامة إذا رجعنا إلى منطلق التغيير والمنكر إذا رآه الإنسان بأي مكان أو بسلوكه بمظهره يكون داعية من غير أن يتحدث لأن من يرى المرأة المسلمة بحجابها المتميز في دول الغرب على الاحتمال سيلفت الانتباه مظهرها وسيثار السؤال لماذا لباسها هكذا فيقال لأنها مسلمة هي أوصلت رسالة عن دينها دون أن تتحدث هذا ما أقصده لكن الداعية المفوهة التي ينبغي أن تكون ليست كل امرأة لأن الله عز وجل قد اختص كل إنسان بخصائص وميزات يختلف عن الأخر وكل ميسر لما خلق له لذلك أعتقد أن العمل الدعوي العام الذي يتطلب الخطابة يحتاج لبعض المواصفات أن تكون هذه المرأة على قدر كافي من العلم الشرعي في أغلب المجالات كالعقيدة والفقه والتفسير والحديث يكون لديها دراية بواقع النساء وقضاياهن وأساليب الإقناع التي يمكن أن تستخدمها معهن أن يكون لديها قدر كافي من البلاغة والفصاحة والجرأة والقدرة على إيصال الفكرة والمعلومة وتصحيح المفاهيم والإقناع بوجهة النظر الشرعية لديها قدر كافي من المعلومات الفكرية المعاصرة ومخططات الأعداء واستهدافهم للمرأة المسلمة وحقيقة حالهم لانبهار كثير من النساء المسلمات بنساء الغرب فتكون في هذه الحالة قادرة على الرد على تصوراتهم الخاطئة حول المرأة الغربية أو أنها أفضل من المرأة المسلمة فهذه صورة من صور الدعوة وليست كل الدعوة ولكن بكل الأشياء البسيطة السابقة تعد المرأة يعني داعية كمسلمة في مجتمعها الإسلامي أو في خارج المجتمع الإسلامي
المقدم :
طيب دكتورة الحقيقة موضوع تبسيط مفهوم الدعوة أننا نحن يعني حتى نفهم ونستوعب موضوع الدعوة لأنه أخذ بأنه شيء ضخم وكبير وثقل لا يستطيع له إلا فئة من الناس
الدكتورة خديجة :
لو كان كذلك لما قال الحبيب عليه الصلاة والسلام بلغوا عني ولو آية كل مسلم يعرف معلومة عن الإسلام يجهلها أخوه سواء كان مسلماً أو كافراً من حقه عليه أن يبلغه تلك المعلومة فهذه صورة من صور الدعوة
المقدم :
نعم وهل يعني الواحد حينما يلاحظ حقيقة يقارن ما بين الدين الإسلامي وبقية الأديان التي اليوم تنتشر يعني يرى بأنه رجال الدين هم الذين تقتصر عليهم هذه المسألة
الدكتورة خديجة :
نعم لكن في الدين الإسلامي ليس كذلك الخطاب عام للجميع سواء في الآيات التي ذكرناها أو في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه بهذه الطريقة ينتشر الإسلام بالصورة المطلوبة ويرتقي المسلمون في سلوكهم وفي دينهم وفي علاقاتهم الاجتماعية مع بعضهم البعض لأن كل واحد يستشعر منهم أن لأخيه عليه حق ولذلك الرسول صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولرسوله ولأمة المسلمين وعامته فناصح بين المسلمين يرتقي بإيمانهم ويرتقي بأخلاقهم ويرتقي بسلوكياتهم فيكونوا مسلمين بحق يعيشون كتاب الله منهجاً وسلوكاً فلو عطلت هذه القضية لعطلت قضايا كثيرة في حياتنا
المقدم :
طيب دكتورة ألا تعتقدين أنها هذا الأمر أو مثل هذا الطرح قد يجرأ الكثير من الناس للدخول في يعني إرشاد الناس في كثير من الأمور التي لا يعرفونها هم وليس لهم
الدكتورة خديجة :
لا نحن لا نقصد ذلك لا يتصدر للعلم ولا للفتوى إلا من كان مؤهلاً لذلك أجرأكم على الفتية أجرأكم على النار ولكن نقصد في الأشياء العادية يعني زميلة كذبت في قضية وأنا أعلم يقيناً أنها تكذب من حقها عليّ أن أنبهها أنا بهذا التنبيه يعني أقوم بعمل دعوي ولكن بصورة مختلفة كما قلت ليس بالضرورة أن أكون خطيبة مفوهة أو أقيم دورات أو عالمة شرعية أفتي لا ولكن كل الصور البسيطة في التعاملات اليومية ولذلك الرسول قال من رأى منكم منكراً لأن كل منا يرى منكر ينهى عنه ويرى معروف ليؤيد الناس عليه ويثبتهم ويشجعهم ويسددهم عليه
المقدم :
جميل جداً وهناك فرق ما بين الداعية وما بين الإنسانة المفتية كما تفضلتي دكتورة خديجة ننتقل إلى الأستاذة منى أستاذة منى السلام عليكم ورحمة الله نود أن نسألك نجد بعض الأخوات لديهن قدرات من العلم والبلاغة في إيصال الحق للناس إلا أنهن من باب التواضع يحجبن عن نشر الحق وإبلاغه ما هو المطلوب تجاه هؤلاء الأخوات
الأستاذة منى :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كثيراً ما نسمي الأشياء بغير مسمياتها كما أن امتلاك جزء من العلم لا يعني امتلاكه كله فقد نملك معلومات وأفكار نظرية كثيرة ونكون قادرين على التحدث بها أمام الآخرين ولكن غالباً ما يكون سلوكنا مناقضاً لأقوالنا وهنا نخرج عن المنهج النبوي في التبليغ وبلغة عصرنا منهج المهارات السلوكية لندخل في إطار منهجية لما تقولون ما لا تفعلون وهنا تفقد الكلمات مصداقيتها ويخبو وميض القوانين والسنن وتظهر واضحة جلية إعاقة في مهارات السلوك والتي تكون أقوى من كل أمر أو طلب من الأخر والرسول صلى الله عليه وسلم كان قرآناً ينشي وكان خلقه القرآن والقرآن الذي يشكل المنهج الفطري والرسول الذي يجسد المنهج العملي بأسلوب القدوة الحسنة فأنت عندما تقول أن بعض الأخوات من باب التواضع يحجبن عن نشر الحق وإبلاغه قرأت بين الحروف هذه لغة انفصال بين قول وفعل بين علم وعمل بين تنظير وممارسة هذه الحالة التي وجدت نتيجة تثبيت أطر محددة فرغت من محتواها وباتت مثل عليا لا نجيد السير في طريقها إلا تنظيراً فحسب وبين قوالب جاهزة سلفاً كشكل مؤطر الحل حسبما أرى هو إعادة النظر في رغباتنا ودوافعنا الحقيقية من خلال سبر ذاتي حقيقي والنظر فيما إذا توافق هذا مع ما لقناه من نظريات وواجبات وفق ميزان الخير والأبقى أو بلغة القرآن الزبد والجفاء
المقدم :
نعم طيب أستاذة منى يعني الآن الأخت قد تقول أنني نعم أمتلك قدر من العلم وكذا ولكن لم يكن هدفي من أخذ العلم هو الدعوة بقدر ما أنني سأخدم الإسلام في جوانب أخرى في عطاءات أخرى في أماكن أخرى في ميادين أخرى هل هذا يعتبر عذر أو أنها يعني خلاص ما دام أنها تخدم الإسلام في مكان أخر لا داعي لأن تدعو وأن تتصدر لمثل هذا العمل
الأستاذة منى :
أنا من وجهة نظري انظر إلى الدعوة نظرة مختلفة نوعاً ما نحن تعودنا على الأسلوب التلقيني في الدعوة وعلى الوعظ والإرشاد في حين انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم من قاعدة راسخة قوية شيدت لبناتها الأولى على حجر أساس من الصدق والأمانة فكان يوصف بالصادق الأمين حتى من قبل أعدائه ومن ثم بنى على ذلك الركن سلوكه في كونه قدوة حسنة تشع من خلال سلوكياته ومواقفه خلفيته وأفكاره نحن نريد أن نتأسى به صلى الله عليه وسلم ونكون في كل موقع من مواقع الحياة في موقف دعوة ومسؤولية فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته وعلى إثر تلك القاعدة تأتي من الآخرين ممن حول الداعي ومن خلال ما زرعه من صدق وثقة ورسوخ سلوكي الاستفسارات أو التساؤلات عن أشياء تهم صاحبها وتثير فضوله للمعرفة عند ذلك يدلي بدلوه بين إطار قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني
المقدم :
إذاً كل ما يمارسه الإنسان المسلم قد يكون دعوة لله سبحانه وتعالى سواء من كلمات أو أسئلة أو أيضاً يعني حتى تعاملات مع الآخرين أشكرك أستاذة منى وأرجع للدكتورة خديجة دكتورة خديجة عندما ترى إحداهن تعليقات المستمعات أو انتقاداتهن للداعيات قد يجعلها تعدل عن فكرة التفكير في الدعوة أو قد تتهيب من الإلقاء أمام الجماهير ما رأيك في هذا الأمر وكيف يمكن حله
الدكتورة خديجة :
الحقيقة أن الدعوة لدين الله عز وجل تحتاج إلى صبر والى جهاد والى بذل وإلى تضحية لأن ثمرتها الجنة والجنة سلعة غالية كما قال الحبيب عليه الصلاة والسلام حينما كان يستحث همم أصحابه في إحدى الغزوات ويقول لهم ألا إن سلعة الله غاليةألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله هي الجنة حتى أن أحد الصحابة قال له ما بيني وبين أن أدخل الجنة قال أن تقتل في سبيل الله وكان في يده تمرات فألقاها وقال لأني مكثت حتى أكلها إنه لعمر طويل وخرج وقتل هذا قدم نفسه وروحه في سبيل الله عز وجل رخيصة من أجل أن يبلغ تلك الجنة وكلنا يسأل هذه الجنة أفلا نتحمل هذه الكلمات والانتقادات البسيطة وقد سبقنا في ذلك سيد هذه الأمة الحبيب عليه الصلاة والسلام فعرض لكثير من أنواع الأذى فقد استهزئ به واتهم بالجنون واتهم بالسحر ورمي بالحجارة وخرج الصبية الصغار ورائه في الطائف يسبونه ويقذفونه بالحجارة ولما يثنيه ذلك عن رسالته وعلى عن دعوته وإنما التجأ يدعو ربه ويقول اللهم إن أشكوى إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس أن رب المستضعفين إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن لك عليا غضب فلا أبالي ولكن عافيتك أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة إن حيل بي سخطك أو غضبك لك العتبة حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بالله كان همه كله أن لا يغضب الحق تبارك وتعالى عليه ولم تثنيه كل هذه الصدمات ولا كل هذا الأذى الذي كان يتلقاه في سبيل هذه الدعوة وأنا أرى أنه يعني بالعكس الداعية الذي يتعرض لمثل هذا الأذى يستشعر أنه يسير في طريق الأنبياء ويسير في طريق الدعاة فيكون من ذلك باباَ للثبات والإصرار على السير في هذا الطريق تأسياَ بالحبيب عليه الصلاة والسلام وبالسلف الصالح
السلام عليكن ورحمة الله وبركاته
أخواتي الفاضلات بإذن الله هذه سلسلة لبرنامج منتدى المرأة الذي يعرض في قناة المجد وما يطرح فيه من مواضيع هادفة تعيننا على
تخطي كل الصعاب التي قد تواجهنا في حياتنا من جميع نواحيها أسأل الله أن تنفعكن بإذنه جل وعلا
كثيرة هي المواضيع التي لدي لهذا البرنامج الناجح لكن أحببت أن يكون أول موضوع __ لتكوني داعية __
حتى يكون لكن خير معين ,,
================================================== ======
http://www.almajdtv.com/prgs/archive/woman/woman.jpg
اسم البرنامج : منتدى المرأة
تاريخ بث البرنامج : 09/08/2005
مقدم البرنامج : أحمد الشيبة
ضيوف الحلقة : - الدكتورة خديجة بادحدح عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبد العزيز بجدة
- الأستاذة منى نعيم بركات باحثة في شؤون المرأة من سورية
موضوع الحلقة : لتكوني داعية
اللقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامجكم منتدى المرأة موضوعنا اليوملتكوني داعية الدعوة إلى الله هي درب الأنبياء والرسل والصالحين قل هذه سبيلي أدعو إلى له على بصيرة أنا ومن اتبعني ولم يقتصر الدعوة في المجتمع الإسلامي على الرجال بل كان للنساء القدح المعلى في حمل راية الدين ونشر الحق في أرجاء المعمورة وتظل الحاجة للقيادات الدعوية النسائية تزداد في ظل الهجمة التي تتعرض لها الأمة الإسلامية وتستهدف المرأة المسلمة بشكل خاص ومن هنا فإن اكتشاف القدرات النسائية الفذة والعقول الراجحة وكسبها لميدان الدعوة سيكون خضاً لشوكة الباطل وإعلاءً لكلمة الحق أختي المشاهدة أخي المشاهد نصادف في حياتنا وعلاقاتنا أخوات فضليات وفتيات متحمسات تبدو عليهن ملامح النباهة ومشاعر الغيرة إلا أن هذه المشاعر الخيرة والحماسة المتوقدة لا تلبس أن تخبو عندما لا تجد رعاية أو تحفيزاً أو اهتماما يسعدنا في هذه الحلقة أن نطرح موضوع الطاقات النسوية المعطلة عن القيام بدورها الدعوي ودورنا في تهيئة المناخ المناسب لانطلاق تلك الطاقات لتخدم أمتها ومجتمعها ونستضيف في هذه الحلقة معنا الدكتورة خديجة بادحدح أستاذ مشارك بكلية التربية بجدة حياك الله يا دكتورة ومعنا أيضاً الأستاذة منى نعيم بركات باحثة في شؤون المرأة من سورية حياك الله يا أستاذة منى ونبدأ في بدالية الحديث لكي نوجه سؤالنا للدكتورة دكتورة خديجة بداية هل كل فتاة أو امرأة تصلح للقيام بالعمل الدعوي العام وخاصة أن الله سبحانه وتعالى قد خصص هذا الأمر في كتابه عز وجل فقال ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير هل تصلح كل فتاة وكل امرأة لمثل هذا النشاط ؟
الدكتورة خديجة :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أشكر قناة المجد لإتاحة الفرصة لي للتحدث بهذا الموضوع
بالنسبة للسؤال أخي الفاضل أعتقد أن الدعوة بصورة عامة هي مسؤولية كل فتاة وامرأة في المجتمع انطلاقاً من قوله تبارك وتعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وقوله تعالى ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وقوله تبارك وتعالى أيضاً والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء لبعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فالخطاب عام للجميع والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان فأي منكر يراه أي مسلم رجل إن كان أو امرأة حري به أن يقوم بهذا التغيير فكل فتاة أو امرأة تستطيع أن تصير راعية وليس شرطاً المفهوم الذي يتبادر للذهن أن تتصدر المنابر أو أن تكون خطيبة فالمسلم يكون داعية بأخلاقه ويكون داعية بسلوكه وبتعامله ولنا في السلف الصالح أسوة حسنة كلنا يعرف أن الإسلام انتشر في الأندلس بأخلاق التجار المسلمين بصدقهم في التعامل ووفائهم في العهود لم يكونوا خطباء ولا محدثين
المقدم :
طيب عفواً دكتورة من أين إذاً جاءت هذه الفكرة أن الداعية يجب أن يكون إنساناً مفوهاً يعني من أين أتت هذه الفكرة
الدكتورة خديجة :
نعم يعني الدعوة بصفة عامة إذا رجعنا إلى منطلق التغيير والمنكر إذا رآه الإنسان بأي مكان أو بسلوكه بمظهره يكون داعية من غير أن يتحدث لأن من يرى المرأة المسلمة بحجابها المتميز في دول الغرب على الاحتمال سيلفت الانتباه مظهرها وسيثار السؤال لماذا لباسها هكذا فيقال لأنها مسلمة هي أوصلت رسالة عن دينها دون أن تتحدث هذا ما أقصده لكن الداعية المفوهة التي ينبغي أن تكون ليست كل امرأة لأن الله عز وجل قد اختص كل إنسان بخصائص وميزات يختلف عن الأخر وكل ميسر لما خلق له لذلك أعتقد أن العمل الدعوي العام الذي يتطلب الخطابة يحتاج لبعض المواصفات أن تكون هذه المرأة على قدر كافي من العلم الشرعي في أغلب المجالات كالعقيدة والفقه والتفسير والحديث يكون لديها دراية بواقع النساء وقضاياهن وأساليب الإقناع التي يمكن أن تستخدمها معهن أن يكون لديها قدر كافي من البلاغة والفصاحة والجرأة والقدرة على إيصال الفكرة والمعلومة وتصحيح المفاهيم والإقناع بوجهة النظر الشرعية لديها قدر كافي من المعلومات الفكرية المعاصرة ومخططات الأعداء واستهدافهم للمرأة المسلمة وحقيقة حالهم لانبهار كثير من النساء المسلمات بنساء الغرب فتكون في هذه الحالة قادرة على الرد على تصوراتهم الخاطئة حول المرأة الغربية أو أنها أفضل من المرأة المسلمة فهذه صورة من صور الدعوة وليست كل الدعوة ولكن بكل الأشياء البسيطة السابقة تعد المرأة يعني داعية كمسلمة في مجتمعها الإسلامي أو في خارج المجتمع الإسلامي
المقدم :
طيب دكتورة الحقيقة موضوع تبسيط مفهوم الدعوة أننا نحن يعني حتى نفهم ونستوعب موضوع الدعوة لأنه أخذ بأنه شيء ضخم وكبير وثقل لا يستطيع له إلا فئة من الناس
الدكتورة خديجة :
لو كان كذلك لما قال الحبيب عليه الصلاة والسلام بلغوا عني ولو آية كل مسلم يعرف معلومة عن الإسلام يجهلها أخوه سواء كان مسلماً أو كافراً من حقه عليه أن يبلغه تلك المعلومة فهذه صورة من صور الدعوة
المقدم :
نعم وهل يعني الواحد حينما يلاحظ حقيقة يقارن ما بين الدين الإسلامي وبقية الأديان التي اليوم تنتشر يعني يرى بأنه رجال الدين هم الذين تقتصر عليهم هذه المسألة
الدكتورة خديجة :
نعم لكن في الدين الإسلامي ليس كذلك الخطاب عام للجميع سواء في الآيات التي ذكرناها أو في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه بهذه الطريقة ينتشر الإسلام بالصورة المطلوبة ويرتقي المسلمون في سلوكهم وفي دينهم وفي علاقاتهم الاجتماعية مع بعضهم البعض لأن كل واحد يستشعر منهم أن لأخيه عليه حق ولذلك الرسول صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولرسوله ولأمة المسلمين وعامته فناصح بين المسلمين يرتقي بإيمانهم ويرتقي بأخلاقهم ويرتقي بسلوكياتهم فيكونوا مسلمين بحق يعيشون كتاب الله منهجاً وسلوكاً فلو عطلت هذه القضية لعطلت قضايا كثيرة في حياتنا
المقدم :
طيب دكتورة ألا تعتقدين أنها هذا الأمر أو مثل هذا الطرح قد يجرأ الكثير من الناس للدخول في يعني إرشاد الناس في كثير من الأمور التي لا يعرفونها هم وليس لهم
الدكتورة خديجة :
لا نحن لا نقصد ذلك لا يتصدر للعلم ولا للفتوى إلا من كان مؤهلاً لذلك أجرأكم على الفتية أجرأكم على النار ولكن نقصد في الأشياء العادية يعني زميلة كذبت في قضية وأنا أعلم يقيناً أنها تكذب من حقها عليّ أن أنبهها أنا بهذا التنبيه يعني أقوم بعمل دعوي ولكن بصورة مختلفة كما قلت ليس بالضرورة أن أكون خطيبة مفوهة أو أقيم دورات أو عالمة شرعية أفتي لا ولكن كل الصور البسيطة في التعاملات اليومية ولذلك الرسول قال من رأى منكم منكراً لأن كل منا يرى منكر ينهى عنه ويرى معروف ليؤيد الناس عليه ويثبتهم ويشجعهم ويسددهم عليه
المقدم :
جميل جداً وهناك فرق ما بين الداعية وما بين الإنسانة المفتية كما تفضلتي دكتورة خديجة ننتقل إلى الأستاذة منى أستاذة منى السلام عليكم ورحمة الله نود أن نسألك نجد بعض الأخوات لديهن قدرات من العلم والبلاغة في إيصال الحق للناس إلا أنهن من باب التواضع يحجبن عن نشر الحق وإبلاغه ما هو المطلوب تجاه هؤلاء الأخوات
الأستاذة منى :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كثيراً ما نسمي الأشياء بغير مسمياتها كما أن امتلاك جزء من العلم لا يعني امتلاكه كله فقد نملك معلومات وأفكار نظرية كثيرة ونكون قادرين على التحدث بها أمام الآخرين ولكن غالباً ما يكون سلوكنا مناقضاً لأقوالنا وهنا نخرج عن المنهج النبوي في التبليغ وبلغة عصرنا منهج المهارات السلوكية لندخل في إطار منهجية لما تقولون ما لا تفعلون وهنا تفقد الكلمات مصداقيتها ويخبو وميض القوانين والسنن وتظهر واضحة جلية إعاقة في مهارات السلوك والتي تكون أقوى من كل أمر أو طلب من الأخر والرسول صلى الله عليه وسلم كان قرآناً ينشي وكان خلقه القرآن والقرآن الذي يشكل المنهج الفطري والرسول الذي يجسد المنهج العملي بأسلوب القدوة الحسنة فأنت عندما تقول أن بعض الأخوات من باب التواضع يحجبن عن نشر الحق وإبلاغه قرأت بين الحروف هذه لغة انفصال بين قول وفعل بين علم وعمل بين تنظير وممارسة هذه الحالة التي وجدت نتيجة تثبيت أطر محددة فرغت من محتواها وباتت مثل عليا لا نجيد السير في طريقها إلا تنظيراً فحسب وبين قوالب جاهزة سلفاً كشكل مؤطر الحل حسبما أرى هو إعادة النظر في رغباتنا ودوافعنا الحقيقية من خلال سبر ذاتي حقيقي والنظر فيما إذا توافق هذا مع ما لقناه من نظريات وواجبات وفق ميزان الخير والأبقى أو بلغة القرآن الزبد والجفاء
المقدم :
نعم طيب أستاذة منى يعني الآن الأخت قد تقول أنني نعم أمتلك قدر من العلم وكذا ولكن لم يكن هدفي من أخذ العلم هو الدعوة بقدر ما أنني سأخدم الإسلام في جوانب أخرى في عطاءات أخرى في أماكن أخرى في ميادين أخرى هل هذا يعتبر عذر أو أنها يعني خلاص ما دام أنها تخدم الإسلام في مكان أخر لا داعي لأن تدعو وأن تتصدر لمثل هذا العمل
الأستاذة منى :
أنا من وجهة نظري انظر إلى الدعوة نظرة مختلفة نوعاً ما نحن تعودنا على الأسلوب التلقيني في الدعوة وعلى الوعظ والإرشاد في حين انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم من قاعدة راسخة قوية شيدت لبناتها الأولى على حجر أساس من الصدق والأمانة فكان يوصف بالصادق الأمين حتى من قبل أعدائه ومن ثم بنى على ذلك الركن سلوكه في كونه قدوة حسنة تشع من خلال سلوكياته ومواقفه خلفيته وأفكاره نحن نريد أن نتأسى به صلى الله عليه وسلم ونكون في كل موقع من مواقع الحياة في موقف دعوة ومسؤولية فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته وعلى إثر تلك القاعدة تأتي من الآخرين ممن حول الداعي ومن خلال ما زرعه من صدق وثقة ورسوخ سلوكي الاستفسارات أو التساؤلات عن أشياء تهم صاحبها وتثير فضوله للمعرفة عند ذلك يدلي بدلوه بين إطار قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني
المقدم :
إذاً كل ما يمارسه الإنسان المسلم قد يكون دعوة لله سبحانه وتعالى سواء من كلمات أو أسئلة أو أيضاً يعني حتى تعاملات مع الآخرين أشكرك أستاذة منى وأرجع للدكتورة خديجة دكتورة خديجة عندما ترى إحداهن تعليقات المستمعات أو انتقاداتهن للداعيات قد يجعلها تعدل عن فكرة التفكير في الدعوة أو قد تتهيب من الإلقاء أمام الجماهير ما رأيك في هذا الأمر وكيف يمكن حله
الدكتورة خديجة :
الحقيقة أن الدعوة لدين الله عز وجل تحتاج إلى صبر والى جهاد والى بذل وإلى تضحية لأن ثمرتها الجنة والجنة سلعة غالية كما قال الحبيب عليه الصلاة والسلام حينما كان يستحث همم أصحابه في إحدى الغزوات ويقول لهم ألا إن سلعة الله غاليةألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله هي الجنة حتى أن أحد الصحابة قال له ما بيني وبين أن أدخل الجنة قال أن تقتل في سبيل الله وكان في يده تمرات فألقاها وقال لأني مكثت حتى أكلها إنه لعمر طويل وخرج وقتل هذا قدم نفسه وروحه في سبيل الله عز وجل رخيصة من أجل أن يبلغ تلك الجنة وكلنا يسأل هذه الجنة أفلا نتحمل هذه الكلمات والانتقادات البسيطة وقد سبقنا في ذلك سيد هذه الأمة الحبيب عليه الصلاة والسلام فعرض لكثير من أنواع الأذى فقد استهزئ به واتهم بالجنون واتهم بالسحر ورمي بالحجارة وخرج الصبية الصغار ورائه في الطائف يسبونه ويقذفونه بالحجارة ولما يثنيه ذلك عن رسالته وعلى عن دعوته وإنما التجأ يدعو ربه ويقول اللهم إن أشكوى إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس أن رب المستضعفين إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن لك عليا غضب فلا أبالي ولكن عافيتك أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة إن حيل بي سخطك أو غضبك لك العتبة حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بالله كان همه كله أن لا يغضب الحق تبارك وتعالى عليه ولم تثنيه كل هذه الصدمات ولا كل هذا الأذى الذي كان يتلقاه في سبيل هذه الدعوة وأنا أرى أنه يعني بالعكس الداعية الذي يتعرض لمثل هذا الأذى يستشعر أنه يسير في طريق الأنبياء ويسير في طريق الدعاة فيكون من ذلك باباَ للثبات والإصرار على السير في هذا الطريق تأسياَ بالحبيب عليه الصلاة والسلام وبالسلف الصالح