love_allah
11 Nov 2005, 09:29 PM
قم إلى الصلاة .. فإنها خير موضوع وضع على الأرض ..
كما جاء في الحديث ..
ولقد ذكرنا في حلقة سابقة كيف أن اشياء هذا الكون كله
مسبحة لله قانتة ، كل منها قد علم صلاته وتسبيحه ..
ونضيف هاهنا أمرا على صلة بهذه النقطة :
اجعل منك على بال دائما هذه القضية :
كيف ترضى أن تكون حيوانات ، وطيور وحشرات ،
بل وجمادات هذا الكون كلها ساجدة بين يدي الله مسبحة له ،
مصلية في خضوع وخشوع وإخبات ..
ثم أنت وأنت الذي تزعم أنك عاقل ..تعرض عن الله جل جلاله ،
وتدير ظهرك له ، وتأنف أن تركع وتسجد بين يديه ،
أو أنك تقوم إذا قمت متكاسلا متثاقلا
كأنما تساق إلىالموت وأنت تنظر !! كيف ترضى لنفسك ذلك ..؟؟
تأمل هذا المشهد الجليل الرهيب :
) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ
وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ
وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ .. وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ
وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ )
العجيب أنك لا تدير ظهرك لله ، ولا تعرض عنه ،
ولا تأنف من الخضوع له ، إلا لترتمي في أحضان الشيطان ولابد ،
ليمرغ أنفك ( المتورم ) في وحل الذنوب والمعاصي ،
وأنت تقهقه وتضحك وتحسب أنك على شيء !!!!
همُ الرجالُ _ كما قالوا _ وليس لهم *** من الرجولةِ إلا فضل اسماءِ !
والأعجب من هذا كله .. أنك بعد هذا تزعم أنك تحب الله ،
وأنك .. وأنك !!
وما أروع ما قيل :
أعجب العجب أن تعرفه ثم لا تحبه ..!
وأن تزعم أنك تحبه ثم لا تطيعه !!
ألا تعسا للقلوب المريضة التي قنعت أن تكون الجمادات
فضلا عن حشرات وطيور وحيوانات هذا الكون كله خير منه وأفضل
و ( أعقل ) !!!
نعم .. فإن هؤلاء المتورمي الرؤوس بالمعلومات ،
سيكتشفون يوم القيامة أنهم لم يكونوا عقلاء البتة :
()وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) ..
ولكنه الندم في ساعة لا ينفع فيها الندم أصحابه ..
فلا يغرنك ما تراهم عليه من انتفاخ وانتفاشة،
فمن خلقهم وسواهم قال عنهم :
()وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ
لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا
أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) ..
نعم هم أضل من البهائم .. فالبهائم عرفت ربها ، وهؤلاء لم يعرفوه
، أو زعموا أنهم عرفوه ولم يعبدوه كما ينبغي ..!
لقد ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا في المنزلة الدون ..
دون درجة البهائم .. ولهذا سنسمعهم يتصايحون يوم القيامة :
() يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً) ..
وإنما يقولون ذلك لأنهم يرون الحيوانات تصبح ترابا ،
فيتمنون لو أنهم كانوا حيوانات !!!
نعم قد يقال هذه الآية في الكافرين صراحة ..
ولكن من ذا الذي قال لك أن تارك الصلاة ليس كافرا !!
فما أكثر الأحاديث التي تصرح وتؤكد وتقرر أن ترك الصلاة كفر ..
وحسبك هذين الحديثين :
قال صلى الله عليه وسلم:
" إن بين الرجل وبين الشرك، والكفر، ترك الصلاة."
_ رواه مسلم
وقال أيضا :
" العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر."
رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
وتأمل هذه الآيات أيضا :
)( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ*
فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُون* عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ*
قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ)) ..
وأما الأحاديث فهي كثيرة ..
ويعتذر البعض عن تكاسلهم عن الصلاة
بمشاغل الحياة والسعي فيها ..!
ولكنا نهتف بك :
قم إلى الصلاة فالدنيا التي تتكالب ليست خارجة عن ملك الله سبحانه ،
بل هي جميعها في قبضته يهبها من يشاء ، ويمنعها عمن يشاء ،
وقد ورد في الأثر :
إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ،
ولكنه لا يعطي الدين إلا من أحب .
فاجعل محاسبتك لنفسك ، هل أنت ممن أعطاهم الله الدين أم الدنيا ..!؟
اعلم يا رعاك الله : أن من أقبل على الله صادقا مخلصا
وبهمة عالية ، وفي قلبه جرعة حب تهيجه دوما إلى الله وتشده إليه ..
مثل هذا الإنسان المتميز يجعل الله الدنيا له خادمة
من حيث يعلم ومن حيث لا يعلم ولا يدري ..
ويجعل الله له من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق محرجا ،
ويرزقه من حيث لا يحستب .. ويمد له في عمره ،
ويبارك له في أوقاته وماله وصحيته وولده ..
ويجعله الله مفتاحا للخير ، مغلاقا للشر حيثما كان ..
ويوكل به ملائكة كرام في حراسته ورعايته وتأييده
والانشغال به دعاء واسغفارا ..!
يا إلهي ما هذا ؟؟
أكل هذا الفيض من الكرم ، وسحائب الرحمات والبركات ،
أراك تزهد فيه .. وإلى أي شيء ..؟؟!
إلى ما يدعوك لتتعرض لغضب الله سبحانه ..
وتقول بعد هذا كله أنك ( عاقل ) لا والله ما أنت بعاقل ،
وأنت تزهد في كل هذه الكنوز من الرحمات والبركات والأنوار ..!
الوجه المقابل لتلك الصورة الوضيئة :
أن من أعرض عن الله وأدار له ظهره ، وولى وجهه شطر قبلة هواه ،
يركع ويسجد في محراب الشهوات ..
فإن سنة الله اقتضت مع هذا أن يمسي ( عبدا ) لأرباب كثير غير الله
: الدنيا تمسي له ربا .. وهواه رب آخر ..
وشهواته أرباب متعددون ، ولو أن أرواحهم تسمع جيدا
لسمعت هتاف الكون يدوي :
()... أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) ..
بل الله الواحد القهار ..
فلا ترى هذا الصنف المرذول إلا لاهثا بين اقدام الدنيا يلعق نعليها ،
ويمسح وجهه بقدمها ، مع أنه لن يأخذ منها إلا ما قد كتبه له في اللوح المحفوظ منذ الأزل !! فيا خيبة مسعاهم ،
ويا لتعاسة ما اختاروا لأنفسهم ..!!
ومن كان كذلك فحقيق به أن يبكي على نفسه بكاء شديدا ،
ثم يدعو النواحين لينوحوا معه على حاله ...!
ولكن حين تكون جرعات التخدير شديدة :
فإن المخمور المتمرغ في وحل الأرض لا يبالي بشيء ،
لأنه يظن أنه أسعد الخلق في لحظة سكره ، مع أنه قد بلل نفسه !!
والناس من حوله يضحكون عليه ومنه ..!!
يا رعاك الله ..
إنك لن تستطيع أن تعيد ربط حبالك بالسماء بشيء
أفضل ولا أقوى ولا أروع من المبادرة إلى الصلاة ،
فهي مظنة نجاتك ، ومحطة سعادتك ،
وهي فوق ذلك كفارة لما كان منك ،
ثم إن الخطى إلى المسجد درجات ، وأذكارها حسنات تنمو باطراد ،
وأنت معها وخلالها يبقى في عملية غسيل مستمرة لقلبك المتعب ،
فإذا أحسنت الأدب معها ، فما أسرع ما تجد صدى إقبالك على الله
أنوارا تشع في غور قلبك ، حتى لتبدو لأهل السماء
كما يبدو النجم المتلألئ لأهل الأرض ..!
وهذا كله ليس سوى ( بعض ) ثمرات وبركات وإشراقات الصلاة ..
أما في الآخرة فيكفي أن تعلم أن أول ما سوف تحاسب عليه هو الصلاة ،
فإن صحت صلاتك ، فيا بشراك ثم يا بشراك ..
وإن كان فيها خروق ..فالحساب ينتظرك .. وأما من لا صلاة له ،
فلا كلام معه.. الويل له بالباب ..وعليه أن يتهيأ..!!
فقم إلى الصلاة ، وشمر إليها ، وبادر إليها ..
فإنها كنزك اليوم وكنزك غدا ..
فالصلاة نور .. نور لك في دنياك ... ونور لك في قبرك ..
ونور لك على الصراط ...
فلا تكن من الحمقى الذين يفرطون اليوم ليبكوا غدا
بكاء لن ينفعهم..
ولله در القائل :
حسبي صفاء النفس في ظل الهداية بين محراب الصلاه
فكأنما الوجــدان يطوي الخــير في الدنيــا بأنوار الإلــه
وكأنما ملكت يـــــداي بفضــل الله آفــــاق الحياة ..
اختكم جنه:rose:
كما جاء في الحديث ..
ولقد ذكرنا في حلقة سابقة كيف أن اشياء هذا الكون كله
مسبحة لله قانتة ، كل منها قد علم صلاته وتسبيحه ..
ونضيف هاهنا أمرا على صلة بهذه النقطة :
اجعل منك على بال دائما هذه القضية :
كيف ترضى أن تكون حيوانات ، وطيور وحشرات ،
بل وجمادات هذا الكون كلها ساجدة بين يدي الله مسبحة له ،
مصلية في خضوع وخشوع وإخبات ..
ثم أنت وأنت الذي تزعم أنك عاقل ..تعرض عن الله جل جلاله ،
وتدير ظهرك له ، وتأنف أن تركع وتسجد بين يديه ،
أو أنك تقوم إذا قمت متكاسلا متثاقلا
كأنما تساق إلىالموت وأنت تنظر !! كيف ترضى لنفسك ذلك ..؟؟
تأمل هذا المشهد الجليل الرهيب :
) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ
وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ
وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ .. وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ
وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ )
العجيب أنك لا تدير ظهرك لله ، ولا تعرض عنه ،
ولا تأنف من الخضوع له ، إلا لترتمي في أحضان الشيطان ولابد ،
ليمرغ أنفك ( المتورم ) في وحل الذنوب والمعاصي ،
وأنت تقهقه وتضحك وتحسب أنك على شيء !!!!
همُ الرجالُ _ كما قالوا _ وليس لهم *** من الرجولةِ إلا فضل اسماءِ !
والأعجب من هذا كله .. أنك بعد هذا تزعم أنك تحب الله ،
وأنك .. وأنك !!
وما أروع ما قيل :
أعجب العجب أن تعرفه ثم لا تحبه ..!
وأن تزعم أنك تحبه ثم لا تطيعه !!
ألا تعسا للقلوب المريضة التي قنعت أن تكون الجمادات
فضلا عن حشرات وطيور وحيوانات هذا الكون كله خير منه وأفضل
و ( أعقل ) !!!
نعم .. فإن هؤلاء المتورمي الرؤوس بالمعلومات ،
سيكتشفون يوم القيامة أنهم لم يكونوا عقلاء البتة :
()وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) ..
ولكنه الندم في ساعة لا ينفع فيها الندم أصحابه ..
فلا يغرنك ما تراهم عليه من انتفاخ وانتفاشة،
فمن خلقهم وسواهم قال عنهم :
()وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ
لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا
أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) ..
نعم هم أضل من البهائم .. فالبهائم عرفت ربها ، وهؤلاء لم يعرفوه
، أو زعموا أنهم عرفوه ولم يعبدوه كما ينبغي ..!
لقد ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا في المنزلة الدون ..
دون درجة البهائم .. ولهذا سنسمعهم يتصايحون يوم القيامة :
() يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً) ..
وإنما يقولون ذلك لأنهم يرون الحيوانات تصبح ترابا ،
فيتمنون لو أنهم كانوا حيوانات !!!
نعم قد يقال هذه الآية في الكافرين صراحة ..
ولكن من ذا الذي قال لك أن تارك الصلاة ليس كافرا !!
فما أكثر الأحاديث التي تصرح وتؤكد وتقرر أن ترك الصلاة كفر ..
وحسبك هذين الحديثين :
قال صلى الله عليه وسلم:
" إن بين الرجل وبين الشرك، والكفر، ترك الصلاة."
_ رواه مسلم
وقال أيضا :
" العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر."
رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
وتأمل هذه الآيات أيضا :
)( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ*
فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُون* عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ*
قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ)) ..
وأما الأحاديث فهي كثيرة ..
ويعتذر البعض عن تكاسلهم عن الصلاة
بمشاغل الحياة والسعي فيها ..!
ولكنا نهتف بك :
قم إلى الصلاة فالدنيا التي تتكالب ليست خارجة عن ملك الله سبحانه ،
بل هي جميعها في قبضته يهبها من يشاء ، ويمنعها عمن يشاء ،
وقد ورد في الأثر :
إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ،
ولكنه لا يعطي الدين إلا من أحب .
فاجعل محاسبتك لنفسك ، هل أنت ممن أعطاهم الله الدين أم الدنيا ..!؟
اعلم يا رعاك الله : أن من أقبل على الله صادقا مخلصا
وبهمة عالية ، وفي قلبه جرعة حب تهيجه دوما إلى الله وتشده إليه ..
مثل هذا الإنسان المتميز يجعل الله الدنيا له خادمة
من حيث يعلم ومن حيث لا يعلم ولا يدري ..
ويجعل الله له من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق محرجا ،
ويرزقه من حيث لا يحستب .. ويمد له في عمره ،
ويبارك له في أوقاته وماله وصحيته وولده ..
ويجعله الله مفتاحا للخير ، مغلاقا للشر حيثما كان ..
ويوكل به ملائكة كرام في حراسته ورعايته وتأييده
والانشغال به دعاء واسغفارا ..!
يا إلهي ما هذا ؟؟
أكل هذا الفيض من الكرم ، وسحائب الرحمات والبركات ،
أراك تزهد فيه .. وإلى أي شيء ..؟؟!
إلى ما يدعوك لتتعرض لغضب الله سبحانه ..
وتقول بعد هذا كله أنك ( عاقل ) لا والله ما أنت بعاقل ،
وأنت تزهد في كل هذه الكنوز من الرحمات والبركات والأنوار ..!
الوجه المقابل لتلك الصورة الوضيئة :
أن من أعرض عن الله وأدار له ظهره ، وولى وجهه شطر قبلة هواه ،
يركع ويسجد في محراب الشهوات ..
فإن سنة الله اقتضت مع هذا أن يمسي ( عبدا ) لأرباب كثير غير الله
: الدنيا تمسي له ربا .. وهواه رب آخر ..
وشهواته أرباب متعددون ، ولو أن أرواحهم تسمع جيدا
لسمعت هتاف الكون يدوي :
()... أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) ..
بل الله الواحد القهار ..
فلا ترى هذا الصنف المرذول إلا لاهثا بين اقدام الدنيا يلعق نعليها ،
ويمسح وجهه بقدمها ، مع أنه لن يأخذ منها إلا ما قد كتبه له في اللوح المحفوظ منذ الأزل !! فيا خيبة مسعاهم ،
ويا لتعاسة ما اختاروا لأنفسهم ..!!
ومن كان كذلك فحقيق به أن يبكي على نفسه بكاء شديدا ،
ثم يدعو النواحين لينوحوا معه على حاله ...!
ولكن حين تكون جرعات التخدير شديدة :
فإن المخمور المتمرغ في وحل الأرض لا يبالي بشيء ،
لأنه يظن أنه أسعد الخلق في لحظة سكره ، مع أنه قد بلل نفسه !!
والناس من حوله يضحكون عليه ومنه ..!!
يا رعاك الله ..
إنك لن تستطيع أن تعيد ربط حبالك بالسماء بشيء
أفضل ولا أقوى ولا أروع من المبادرة إلى الصلاة ،
فهي مظنة نجاتك ، ومحطة سعادتك ،
وهي فوق ذلك كفارة لما كان منك ،
ثم إن الخطى إلى المسجد درجات ، وأذكارها حسنات تنمو باطراد ،
وأنت معها وخلالها يبقى في عملية غسيل مستمرة لقلبك المتعب ،
فإذا أحسنت الأدب معها ، فما أسرع ما تجد صدى إقبالك على الله
أنوارا تشع في غور قلبك ، حتى لتبدو لأهل السماء
كما يبدو النجم المتلألئ لأهل الأرض ..!
وهذا كله ليس سوى ( بعض ) ثمرات وبركات وإشراقات الصلاة ..
أما في الآخرة فيكفي أن تعلم أن أول ما سوف تحاسب عليه هو الصلاة ،
فإن صحت صلاتك ، فيا بشراك ثم يا بشراك ..
وإن كان فيها خروق ..فالحساب ينتظرك .. وأما من لا صلاة له ،
فلا كلام معه.. الويل له بالباب ..وعليه أن يتهيأ..!!
فقم إلى الصلاة ، وشمر إليها ، وبادر إليها ..
فإنها كنزك اليوم وكنزك غدا ..
فالصلاة نور .. نور لك في دنياك ... ونور لك في قبرك ..
ونور لك على الصراط ...
فلا تكن من الحمقى الذين يفرطون اليوم ليبكوا غدا
بكاء لن ينفعهم..
ولله در القائل :
حسبي صفاء النفس في ظل الهداية بين محراب الصلاه
فكأنما الوجــدان يطوي الخــير في الدنيــا بأنوار الإلــه
وكأنما ملكت يـــــداي بفضــل الله آفــــاق الحياة ..
اختكم جنه:rose: