lمعاذ ومعوذ
22 Nov 2005, 11:31 PM
احبتي في الله السلام عليكم
هذه قصه لجمال عبداللطيف اسماعيل احد اشهر الاعلاميين في هذا العصر وقد قام احد الأخوان جزاه الله خير الجزاء بتنزيل هذه القصه في منتدى المنبر الإسلامي ولاكن للأسف اختفي هذا المنبر من على الشبكة العنكبوتية . وبفضل منالله تمكنت من حفظ القصه ، واحببت ان اعرضها عليكم ولقد قسمتها على عشرون حلقه فعذرا على القصور
والإطاله واليكم اولى حلقات حذه القصه
.................................................. .................................
الحلقة الأولى:
( بن لادن والجزيرة وانا)
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا هو احد اشهر الكتب في عصرنا هذا ( بن لادن والجزيرة وانا)
لجمال عبداللطيف اسماعيل احد اشهر الاعلاميين واصدقهم في العالم الاسلامي،مراسل الجزيرة السابق ومراسل محطة ابو ظبي الفضائية حاليا ،لماذا كان اشهر الكتب ;لأنه كان صادقا في كل حرف قاله.. لأنه قال الذي لم يستطع احد قوله..لأن نجح حين فشل الآخرون ..كيف؟من منا لم ينتابه الشك في محطة الجزيرة،الا انها ظلت شكوكا،حتى حين هاجمتها الأنظمة العربية ولعنتها واغلقت مكاتبها وشردت مراسليها ،قلنا ( يعني انتو احسن) بل تعاطف الكثيرون منا معها، وقلنا انه هجوم مضاد للمر الذي ذاقته هذه الانظمة على يد الجزيرة،فكانت النتيجة معاكسة لما اريد منها...حتى جاء هذا الكاتب العملاق ; لم يهاجم الجزيرة لا ولم يلعنها بل ارانا رؤية العين كيف انها عميلة و حقيرة
ووضيعة وقائمة على الابتزاز ومعادية لكل ما هو اسلامي،تخلط السم في الدسم لتضحك به على ذقون البسطاء ..لم يدافع الكاتب عن هذه الحكومة او تلك لا وليس هذا هدفه ..دافع عن قضية اسمى وارفع بكثير دافع عن دينه ..دافع عن اكبر مظلوم على وجه الارض وانتصر له دفاعا قل ان يجاريه فيه احد، دافع عن كرامة كل صحافي
واعلامي وكاتب في عالمنا العربي المذبوح كل شيء فيه..لا لسنا عبيدا لكم- لذا لم تحتمله الجزيرة ..لانه كان مسلما ومن ثم رجل اعلام..لم تحتمله لانه كان شريفا ومخلصا لامته ..اذكر انني عندما قرأت الكتاب- قراته دون انقطاع - فتحت موقع الجزيرة ليس لنفس الهدف الذي كنت افتحه دائما لاجله-اللهم لا شماته- فكنت كانني اودع قتيلا سرني يوم ولد وما غاظني يوم مات- فالى بئس المصير ..فلا اراكي بعد اليوم.
جمال اسماعيل سلمت يداك وهنيئا لك .. وهنيئا لهذة الآمة بك فقد انتصرت وخسر الآخرون 'ولا نملك الا ان ندعو الله ان يحفظك من كل مكروه.
وهذا هو الكتاب:
------------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
} يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين { التوبة:119.
} يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون { المائدة:8.
} واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون { الأنفال:26.
يا ربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
هذا الكتاب، ليس مذكرات شخصية، وإن تحدثت فيه عن عدد من الوقائع والأحداث التي مررت بها في هذه المنطقة من العالم. وليس محاولة لتقييم قناة الجزيرة وإن تحدث عن بعض ممارسات إدارتها في قضايا مهمة، وتتعلق بحياة أشخاص لهم دورهم ومكانتهم والعالم لا زال يترقب ما يصدر عنهم أو منهم .
الكثير من الناس كانوا ينتظرون مثل هذا الكتاب لرغبتهم بمعرفة السبب وراء عدم بث قناة الجزيرة مقابلة الشيخ أسامة بن لادن ومقابلة الدكتور أيمن الظواهري، اللتان أجريتهما معهما في كانون الأول1998 في أفغانستان، وكنت أول صحفي يصل إليهما بعد القصف الأمريكي على كل من أفغانستان والسودان. وهؤلاء المتشوقون لمعرفة ما كان في المقابلتين ولماذا لم تبثهما الجزيرة، لا يعلمون بالطبع لماذا اختارت الجزيرة ذلك التوقيت في حزيران من عام 1999 وبعد قرابة نصف عام على المقابلة، لبث برنامجها الذي سمته (تدمير القاعدة!!) ويظن كثير من الناس أن الجزيرة بهذا البرنامج خرجت على المعهود في إعلامنا العربي وقدمت أسامة، أو أنها طرحت فكراً وقضية لم يكن أحد ليطرحها !!
قليل من الناس يعلمون أن الجزيرة في وقت ما كانت تسعى جاهدة لمقابلة الدكتور أيمن الظواهري في أفغانستان ولو كلفها ذلك عشرات الألوف من الدولارات، وحاولت أن تبث اللقاء على الهواء، (مع ما في ذلك من مخاطر أمنية تتهدد الطرف الآخر، لإمكانية رصد البث من قبل الأقمار الصناعية وتحديد الموقع) وذلك حين كانت العلاقات القطرية ـ المصرية في ترد شديد، لكن ولأسباب تتعلق بالجزيرة وأخطاء من بعض من فيها ـ بينتها في هذا الكتاب ـ لم تتم هذه المقابلة التي حرصت الجزيرة على تغييبي عن الإعداد لها رغم أنها كادت أن تقع في المنطقة المطلوب مني تغطية أخبارها للجزيرة.
تحدثت في هذا الكتاب بشيء من التفصيل،وليس بكل ما لدي من معلومات،عن محاولات الجزيرة اللقاء مع الشيخ أسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري، وبينت فيه ما ظهر لي ومن خلال الاتصالات التي كانت تجري بيني وبين إدارة الجزيرة بعد أن تمت المقابلات، أن هذه الإدارة لم تكن تسعى في هذه المسائل لنشر الحقيقة، أو حتى السبق الصحفي بقدر ما كانت تسعى ـ بكل أسف ـ للتجارة بدماء الناس وأرواحهم ومحاولة النيل من هذا الطرف أو ذاك، أو الحصول على ورقة ضغط تستخدمها ضد هذا البلد أو ذاك، وهي في ذلك لم تكن سوى أداة على صلة بجهات أقل ما يقال عنها إنها لا تريد خيراً لأمتنا وآمالها وتطلعاتها، تنسق معها وتخدم أهدافها، بل وأحيانا تأتمر بأمرها. ولا زال في عالمنا العربي من يظن أن الجزيرة هي واحة الحرية في سماء الإعلام العربي!!!
أنا لا أنكر أن قناة الجزيرة فتحت هامشاً من الحرية! لم يكن موجوداً في العالم العربي من قبل، لكنها مع هذا الهامش الذي أسيء استغلاله أحياناً، فتحت الأبواب على مصاريعها للأعداء كي يدخلوا إلى بيوتنا وفي عقولنا ومن خلال محطاتنا الإعلامية، وكل ذلك بحجة الموضوعية وذريعة المهنية التي يتشدق بها بعض من في إدارة الجزيرة والذين لا يفقهون في المهنية أو الإعلام شيئا ولم يكن لهم حظ من علم أو عمل، لكن وضعوا (بقدرة قادر وفي ظروف غامضة) في مناصب هم ليسوا لها بأهل، فضلوا وأضلوا، وأفسدوا أكثر مما أصلحوا.
لست من دعاة تكميم الأفواه، أو قمع الرأي الآخر، والذي تمارسه الجزيرة علناً جهاراً نهاراً،وتتشدق في النهاية بأنها منبر للرأي والرأي الآخر، وهي بذلك مثل الغالبية العظمى من المنابر الإعلامية الرسمية والخاصة في العالم العربي أو كثير من الصحافة المهاجرة، ولو كنت من الذين رضوا بسياسة تكميم الأفواه ما اغتربت عن بلادي وعشت فوق فوهة بركان، ولست مع من ينادي بإغلاق محطة الجزيرة لأنها أساءت إلى هذه الحكومة أو تلك في عالمنا العربي.
مسألة السبق الصحفي ومن خلال تجربتي مع الجزيرة لم تكن هدفاً أو دافعاً في تغطيتها لأخبار المنطقة التي غطيتها (باكستان ، كشمير، أفغانستان) وبعض الأدلة على ذلك مسطورة في هذا الكتاب، ومنها ما لم أذكره لعدم تعلقه بموضوع الكتاب الذي خصصته للحديث عن محاولات الجزيرة مقابلة أسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري أكثر من مرة، وحينما تمت المقابلة لم تبث الجزيرة منها إلا النزر اليسير وعلى استحياء ولم تنسبه لنفسها أو لمراسلها وهو حقه في السبق الصحفي حيث قالت في تقديمها لخبر من المقابلة (في مؤتمر صحفي عقده في أفغانستان أسامة بن لادن يصرح ...)، بدلا من قولها في أول مقابلة وخاصة بالجزيرة بعد تعرض مقره للقصف الأمريكي أسامة يصرح ..)، أو في خبر اختفائه من أفغانستان الذي استطعت الحصول عليه قبل أي جهة في العالم حيث رفض رئيس تحرير الجزيرة نشر الخبر إلا بعد أن يستوفي ما طلب منه من جمع معلومات أمنية حول صاحب الخبر وصلتي به وصلته بالحكومة الأفغانية وصلته بفلان وفلان . . !!! أو غيرها من الأخبار التي اضطر مدير الجزيرة عندما راجعه من له كلمة على الجزيرة وتوجهها أن يطلب من محرري الجزيرة عدم بث أي خبر مني إلا بعد عرضه عليه أو على رئيس تمريره، عفواً تحريره، حتى لو حرم هذا الخبر الجزيرة ومراسلها من السبق الصحفي، وللظنون أن تذهب بالقارئ كل مذهب حول من سيطلعون على مثل هذه الأخبار ويؤخذ رأيهم فيها قبل نشرها!
لم أجعل هذا الكتاب للبحث في كل ما تبثه الجزيرة أو ما يتعلق بها، فهذا له جهد آخر وروايات متعددة من أفواه من كانوا، ولا زال كثير منهم يعملون في الجزيرة حيث أدلوا بشهاداتهم، فيما يعملون لإخراجه قريبا في كتاب بعنوان ((قناة الجزيرة: رؤية من الداخل))، وإنما قصرته على تجربتي الخاصة وفي موضوع محدد وما تعلق به، ولم أذكر أموراً كثيرة كانت الجزيرة تريدني القيام بها خارج منطقة عملي، وكان متوقعا أن ألقى فيها حتفي مع من طلب مني الذهاب لمقابلتهم، وفيها دلائل على ما كانت تسعى إليه من ورائها.
بعض الناس في باكستان وخارجها حسدوني على ما أنجزته من أخبار متفردة حتى من باكستان نفسها، كان من ضمنها أنني نقلت خبر إجراء باكستان تجارب نووية حتى قبل أن يذيعها راديو باكستان بنصف ساعة وقبل أن تذيعه أي جهة في العالم بساعة ونصف، ولم تذعه الجزيرة وقتها، وعدد من الأخبار غيره). ومنهم من رأى فيما نشرته عن وجود الكوماندوز الأمريكان في باكستان قبل هجومهم المقرر على أفغانستان بساعات تسرعاً وتهوراً، يؤدي إلى عواقب وخيمة كالتي وقعت فعلا لي. حيث كاد نشري للخبر أن يطردني من باكستان، لكني لم أعبأ بما قالوه أو ظنوه.
لا أنكر أنني أهوى المغامرة من صغري،
متمرد لم يرض يوما أن يقر على عذاب
عرنينه بلغ السماء وأنفه نطح السحاب
تربيت في جو كانت أبيات شاعر الجهاد والاستشهاد في فلسطين، ابن بلدتنا البار ونجمها المتلألئ دائماً، الشهيد البطل عبد الرحيم محمود، تجلجل في كل مكان نذهب إليه ونحن صغار، ويحفظنا إياها الكبار في بيوتنا وقبل أن ندخل المدرسة:
سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا
*****
إذا قلت أصغى لي العالمون ودوى مقالي بين الورى
لعمرك إني أرى مصرعي ولكن أغذ إليه الخطا
أخوفا؟! وعندي تهون الحياة وذلا؟! وإني زعيم الإبا
وبين هذه الأبيات وغيرها كانت دائما كلمات والدي، حفظه الله، وشقيقي الذي أحتسبه شهيداً، يرحمه الله، ترن في أذني تحثني على الشجاعة والتضحية والوقوف مع الحق مهما كانت العاقبة في الدنيا.
عشت مع أقراني جواً مشحوناً بالمواجهات في فلسطين المحتلة، حيث كنا طلاباً نسير في مظاهرات أصبحت زادنا شبه اليومي، فغرست التضحية والمواجهة في نفوسنا، وانتقلت منها إلى بيشاور لإكمال الدراسة في جامعتها حيث رأيت فيها أناساً لم أرهم في حياتي، ولم ألحظ أشد منهم عزة وإباء وشجاعة فيمن رأيت، وإن اختلفت معهم أحياناً في الرأي والرؤيا، وبين أهلي ومواجهاتهم اليومية في فلسطين، وهؤلاء الناس قضيت سنوات من شبابي، وبدأت العمل في مهنة الصحافة، فكانت كتابة بالدم، ومسيرة بين حقول ألغام لم أسلم من شظاياها، أتاحت لي فرصة التعرف على كثير من الأمور والنفوس والعقليات، والسياسات، وكشفت لي بفضل الله كثيراً مما تسعى إليه هذه الجهة أو تلك، وكان للثقة التي أولاني إياها كثير من الناس لصدقي معهم ومهنيتي، أثر كبير في الحصول على أخبار لم يحصل عليها من هم أقرب نسباً أو فكراً أو قومية لهم مني.
أحيانا، كنت أوقن أن هناك مخاطر تنتظرني،جراء نشر خبر ما، أو التعليق على قضية ساخنة. لكنني كنت دائماً أذكر قول الله تعالى:
} قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون { التوبة:51
ولم أتوان في نشر ما أعتقد أنه حق، وأن من الأفضل نشره، وأعتقد جازما أن الله سخرني بما نشرت لحماية شعب من عدوان، وصيانة علاقة بلدين من الانهيار، وأسأل الله أن تكون منه المثوبة والأجر وأن يجعل هذا في ميزان حسناتي يوم ألقاه، يوم لا ينفع مال ولا بنون. ورغم ما قد تعرضت له من أذى أو مضايقات، فلم أجد أشد حلاوة من عمل قمت به مثل تلك الأخبار التي نشرتها، وأعتبر نشري إياها وفي وقتها توفيقاً من الله عز وجل، وأجد العالم كله وبعد لأي من الوقت يؤكد صحة ما نقلته من أخبار، وهذا أكسبني مصداقية وتميزاً لم يكونا ليحصلا لي لو تقاعست وانزويت خشية العواقب!!
لقد جاءني من يحذرني مراراً من عواقب ما أنشر، ومن محاولات قد تقوم بها جهات للتخلص مني، أو على الأقل، لإبعادي عن هذه المنطقة الحساسة من العالم، ويطلب مني عدم نشر أي كتاب عن هذه المسائل، فلم يزدني هذا الأمر إلا عزماً وتصميماً، متمثلاً بقول الله تعالى:
} أتخشونهم ؟فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين { التوبة: 13.
وتذكرت قول الشاعر:
أخاف؟! وكيف يخاف الجهــــــور بطلقته طلقة كاتمة؟؟!!
بعض الزملاء من الصحافيين الذين عملوا في مؤسسات إعلامية كبيرة أصبح يواري دينه، ويحاول قدر ما أمكن عدم إيضاح هويته، رغم أن غيره علمانياً كان أو يسارياً أو غير ذلك ، يجاهر ويعلن على الملأ ما يعتقد به، وأصبح حالنا في كثير من الأحيان كمن يتدسس بدينه تدسساً،وقد سمعت من بعضهم كلاما (ينصحني) بمحاولة عدم إبراز ما أعتقده مطلقاً، حرصاً على متاع زائل، أو منصب قد أناله، أو غير ذلك. وكلما سمعت كلام بعضهم تذكرت ما كتبه شهيد القرآن سيد قطب رحمه الله في مقالة له بعنوان (الإسلام يكافح) في كتاب دراسات إسلامية :
(( كن مسلما فحسب. فهذا وحده كاف لأن يدفعك إلى كفاح الاستعمار في شجاعة واستماتة واستبسال، فإن لم تفعل، فتحسس قلبك عسى أن تكون مخدوعاً في حقيقة إيمانك. وإلا فما صبرك عن كفاح الاستعمار؟!
كن مسلماً فحسب. فهذا وحده يكفي لأن يدفعك إلى كفاح المظالم الاجتماعية جميعا . .كفاحاً دافقاً فائراً. فإن لم تفعل، فتحسس قلبك عسى أن تكون مخدوعاً في حقيقة إيمانك. وإلا فما صبرك عن كفاح العدوان؟!
كن مسلماً فحسب.فهذا وحده يكفي لأن يدفعك إلى كفاح الطغيان في صلابة واستهانة بقوى الذباب الذي يحسبه الضعاف من العقبان! فإن لم تفعل فتحسس قلبك عسى أن تكون مخدوعاً في حقيقة إيمانك. وإلا فما صبرك عن كفاح الطغيان؟!))
وقناعتي أننا مهما عملنا ودارينا وأخفينا فإن الحال لن يتغير، إلا إذا انسلخنا من ديننا ومروءتنا، بل وحتى إنسانيتنا :
} ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير{ البقرة:120
إنني فخور بأن شرفني الله وجعلني مسلماً قبل أن أكون صحفياً وقبل كل شيء:
لم يزل في خاطري أن الذي قوض الرومان بالرمح أبـي
وجـواداً قـبلت حـافـره لـجة البحر تجـاه المغـرب
ومـلـوك الصين تهدي تربــــها لـفـتانا في صحاف الـذهب
*****
كل الحوادث نالتنا مصائبها ولم يزل عندنا عزم وإيمان
بأننا أمة قامت على أسس بهن يثبت دون الهدم بنيان
باتت على هامة التاريخ رافعة نور النبي لمن ضلوا ومن بانوا
وقناعتي أن الصحفي رائد، وإن الرائد لا يكذب أهله، وإن من حق شعوبنا علينا أن نخبرها الحقيقة وفي وقتها، وألا ندعها تخدع من أي جهة كانت، ومن هذا الباب وإيضاحاً لما أرى أنه حق كتبت هذا الكتاب، بعيداً عن تأثير أي جهة كانت، بل إن عدداً ممن علموا بشروعي بالكتابة في هذا الموضوع حاولوا تثبيطي بحجة أو بأخرى.
هذه قصه لجمال عبداللطيف اسماعيل احد اشهر الاعلاميين في هذا العصر وقد قام احد الأخوان جزاه الله خير الجزاء بتنزيل هذه القصه في منتدى المنبر الإسلامي ولاكن للأسف اختفي هذا المنبر من على الشبكة العنكبوتية . وبفضل منالله تمكنت من حفظ القصه ، واحببت ان اعرضها عليكم ولقد قسمتها على عشرون حلقه فعذرا على القصور
والإطاله واليكم اولى حلقات حذه القصه
.................................................. .................................
الحلقة الأولى:
( بن لادن والجزيرة وانا)
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا هو احد اشهر الكتب في عصرنا هذا ( بن لادن والجزيرة وانا)
لجمال عبداللطيف اسماعيل احد اشهر الاعلاميين واصدقهم في العالم الاسلامي،مراسل الجزيرة السابق ومراسل محطة ابو ظبي الفضائية حاليا ،لماذا كان اشهر الكتب ;لأنه كان صادقا في كل حرف قاله.. لأنه قال الذي لم يستطع احد قوله..لأن نجح حين فشل الآخرون ..كيف؟من منا لم ينتابه الشك في محطة الجزيرة،الا انها ظلت شكوكا،حتى حين هاجمتها الأنظمة العربية ولعنتها واغلقت مكاتبها وشردت مراسليها ،قلنا ( يعني انتو احسن) بل تعاطف الكثيرون منا معها، وقلنا انه هجوم مضاد للمر الذي ذاقته هذه الانظمة على يد الجزيرة،فكانت النتيجة معاكسة لما اريد منها...حتى جاء هذا الكاتب العملاق ; لم يهاجم الجزيرة لا ولم يلعنها بل ارانا رؤية العين كيف انها عميلة و حقيرة
ووضيعة وقائمة على الابتزاز ومعادية لكل ما هو اسلامي،تخلط السم في الدسم لتضحك به على ذقون البسطاء ..لم يدافع الكاتب عن هذه الحكومة او تلك لا وليس هذا هدفه ..دافع عن قضية اسمى وارفع بكثير دافع عن دينه ..دافع عن اكبر مظلوم على وجه الارض وانتصر له دفاعا قل ان يجاريه فيه احد، دافع عن كرامة كل صحافي
واعلامي وكاتب في عالمنا العربي المذبوح كل شيء فيه..لا لسنا عبيدا لكم- لذا لم تحتمله الجزيرة ..لانه كان مسلما ومن ثم رجل اعلام..لم تحتمله لانه كان شريفا ومخلصا لامته ..اذكر انني عندما قرأت الكتاب- قراته دون انقطاع - فتحت موقع الجزيرة ليس لنفس الهدف الذي كنت افتحه دائما لاجله-اللهم لا شماته- فكنت كانني اودع قتيلا سرني يوم ولد وما غاظني يوم مات- فالى بئس المصير ..فلا اراكي بعد اليوم.
جمال اسماعيل سلمت يداك وهنيئا لك .. وهنيئا لهذة الآمة بك فقد انتصرت وخسر الآخرون 'ولا نملك الا ان ندعو الله ان يحفظك من كل مكروه.
وهذا هو الكتاب:
------------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
} يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين { التوبة:119.
} يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون { المائدة:8.
} واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون { الأنفال:26.
يا ربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
هذا الكتاب، ليس مذكرات شخصية، وإن تحدثت فيه عن عدد من الوقائع والأحداث التي مررت بها في هذه المنطقة من العالم. وليس محاولة لتقييم قناة الجزيرة وإن تحدث عن بعض ممارسات إدارتها في قضايا مهمة، وتتعلق بحياة أشخاص لهم دورهم ومكانتهم والعالم لا زال يترقب ما يصدر عنهم أو منهم .
الكثير من الناس كانوا ينتظرون مثل هذا الكتاب لرغبتهم بمعرفة السبب وراء عدم بث قناة الجزيرة مقابلة الشيخ أسامة بن لادن ومقابلة الدكتور أيمن الظواهري، اللتان أجريتهما معهما في كانون الأول1998 في أفغانستان، وكنت أول صحفي يصل إليهما بعد القصف الأمريكي على كل من أفغانستان والسودان. وهؤلاء المتشوقون لمعرفة ما كان في المقابلتين ولماذا لم تبثهما الجزيرة، لا يعلمون بالطبع لماذا اختارت الجزيرة ذلك التوقيت في حزيران من عام 1999 وبعد قرابة نصف عام على المقابلة، لبث برنامجها الذي سمته (تدمير القاعدة!!) ويظن كثير من الناس أن الجزيرة بهذا البرنامج خرجت على المعهود في إعلامنا العربي وقدمت أسامة، أو أنها طرحت فكراً وقضية لم يكن أحد ليطرحها !!
قليل من الناس يعلمون أن الجزيرة في وقت ما كانت تسعى جاهدة لمقابلة الدكتور أيمن الظواهري في أفغانستان ولو كلفها ذلك عشرات الألوف من الدولارات، وحاولت أن تبث اللقاء على الهواء، (مع ما في ذلك من مخاطر أمنية تتهدد الطرف الآخر، لإمكانية رصد البث من قبل الأقمار الصناعية وتحديد الموقع) وذلك حين كانت العلاقات القطرية ـ المصرية في ترد شديد، لكن ولأسباب تتعلق بالجزيرة وأخطاء من بعض من فيها ـ بينتها في هذا الكتاب ـ لم تتم هذه المقابلة التي حرصت الجزيرة على تغييبي عن الإعداد لها رغم أنها كادت أن تقع في المنطقة المطلوب مني تغطية أخبارها للجزيرة.
تحدثت في هذا الكتاب بشيء من التفصيل،وليس بكل ما لدي من معلومات،عن محاولات الجزيرة اللقاء مع الشيخ أسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري، وبينت فيه ما ظهر لي ومن خلال الاتصالات التي كانت تجري بيني وبين إدارة الجزيرة بعد أن تمت المقابلات، أن هذه الإدارة لم تكن تسعى في هذه المسائل لنشر الحقيقة، أو حتى السبق الصحفي بقدر ما كانت تسعى ـ بكل أسف ـ للتجارة بدماء الناس وأرواحهم ومحاولة النيل من هذا الطرف أو ذاك، أو الحصول على ورقة ضغط تستخدمها ضد هذا البلد أو ذاك، وهي في ذلك لم تكن سوى أداة على صلة بجهات أقل ما يقال عنها إنها لا تريد خيراً لأمتنا وآمالها وتطلعاتها، تنسق معها وتخدم أهدافها، بل وأحيانا تأتمر بأمرها. ولا زال في عالمنا العربي من يظن أن الجزيرة هي واحة الحرية في سماء الإعلام العربي!!!
أنا لا أنكر أن قناة الجزيرة فتحت هامشاً من الحرية! لم يكن موجوداً في العالم العربي من قبل، لكنها مع هذا الهامش الذي أسيء استغلاله أحياناً، فتحت الأبواب على مصاريعها للأعداء كي يدخلوا إلى بيوتنا وفي عقولنا ومن خلال محطاتنا الإعلامية، وكل ذلك بحجة الموضوعية وذريعة المهنية التي يتشدق بها بعض من في إدارة الجزيرة والذين لا يفقهون في المهنية أو الإعلام شيئا ولم يكن لهم حظ من علم أو عمل، لكن وضعوا (بقدرة قادر وفي ظروف غامضة) في مناصب هم ليسوا لها بأهل، فضلوا وأضلوا، وأفسدوا أكثر مما أصلحوا.
لست من دعاة تكميم الأفواه، أو قمع الرأي الآخر، والذي تمارسه الجزيرة علناً جهاراً نهاراً،وتتشدق في النهاية بأنها منبر للرأي والرأي الآخر، وهي بذلك مثل الغالبية العظمى من المنابر الإعلامية الرسمية والخاصة في العالم العربي أو كثير من الصحافة المهاجرة، ولو كنت من الذين رضوا بسياسة تكميم الأفواه ما اغتربت عن بلادي وعشت فوق فوهة بركان، ولست مع من ينادي بإغلاق محطة الجزيرة لأنها أساءت إلى هذه الحكومة أو تلك في عالمنا العربي.
مسألة السبق الصحفي ومن خلال تجربتي مع الجزيرة لم تكن هدفاً أو دافعاً في تغطيتها لأخبار المنطقة التي غطيتها (باكستان ، كشمير، أفغانستان) وبعض الأدلة على ذلك مسطورة في هذا الكتاب، ومنها ما لم أذكره لعدم تعلقه بموضوع الكتاب الذي خصصته للحديث عن محاولات الجزيرة مقابلة أسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري أكثر من مرة، وحينما تمت المقابلة لم تبث الجزيرة منها إلا النزر اليسير وعلى استحياء ولم تنسبه لنفسها أو لمراسلها وهو حقه في السبق الصحفي حيث قالت في تقديمها لخبر من المقابلة (في مؤتمر صحفي عقده في أفغانستان أسامة بن لادن يصرح ...)، بدلا من قولها في أول مقابلة وخاصة بالجزيرة بعد تعرض مقره للقصف الأمريكي أسامة يصرح ..)، أو في خبر اختفائه من أفغانستان الذي استطعت الحصول عليه قبل أي جهة في العالم حيث رفض رئيس تحرير الجزيرة نشر الخبر إلا بعد أن يستوفي ما طلب منه من جمع معلومات أمنية حول صاحب الخبر وصلتي به وصلته بالحكومة الأفغانية وصلته بفلان وفلان . . !!! أو غيرها من الأخبار التي اضطر مدير الجزيرة عندما راجعه من له كلمة على الجزيرة وتوجهها أن يطلب من محرري الجزيرة عدم بث أي خبر مني إلا بعد عرضه عليه أو على رئيس تمريره، عفواً تحريره، حتى لو حرم هذا الخبر الجزيرة ومراسلها من السبق الصحفي، وللظنون أن تذهب بالقارئ كل مذهب حول من سيطلعون على مثل هذه الأخبار ويؤخذ رأيهم فيها قبل نشرها!
لم أجعل هذا الكتاب للبحث في كل ما تبثه الجزيرة أو ما يتعلق بها، فهذا له جهد آخر وروايات متعددة من أفواه من كانوا، ولا زال كثير منهم يعملون في الجزيرة حيث أدلوا بشهاداتهم، فيما يعملون لإخراجه قريبا في كتاب بعنوان ((قناة الجزيرة: رؤية من الداخل))، وإنما قصرته على تجربتي الخاصة وفي موضوع محدد وما تعلق به، ولم أذكر أموراً كثيرة كانت الجزيرة تريدني القيام بها خارج منطقة عملي، وكان متوقعا أن ألقى فيها حتفي مع من طلب مني الذهاب لمقابلتهم، وفيها دلائل على ما كانت تسعى إليه من ورائها.
بعض الناس في باكستان وخارجها حسدوني على ما أنجزته من أخبار متفردة حتى من باكستان نفسها، كان من ضمنها أنني نقلت خبر إجراء باكستان تجارب نووية حتى قبل أن يذيعها راديو باكستان بنصف ساعة وقبل أن تذيعه أي جهة في العالم بساعة ونصف، ولم تذعه الجزيرة وقتها، وعدد من الأخبار غيره). ومنهم من رأى فيما نشرته عن وجود الكوماندوز الأمريكان في باكستان قبل هجومهم المقرر على أفغانستان بساعات تسرعاً وتهوراً، يؤدي إلى عواقب وخيمة كالتي وقعت فعلا لي. حيث كاد نشري للخبر أن يطردني من باكستان، لكني لم أعبأ بما قالوه أو ظنوه.
لا أنكر أنني أهوى المغامرة من صغري،
متمرد لم يرض يوما أن يقر على عذاب
عرنينه بلغ السماء وأنفه نطح السحاب
تربيت في جو كانت أبيات شاعر الجهاد والاستشهاد في فلسطين، ابن بلدتنا البار ونجمها المتلألئ دائماً، الشهيد البطل عبد الرحيم محمود، تجلجل في كل مكان نذهب إليه ونحن صغار، ويحفظنا إياها الكبار في بيوتنا وقبل أن ندخل المدرسة:
سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا
*****
إذا قلت أصغى لي العالمون ودوى مقالي بين الورى
لعمرك إني أرى مصرعي ولكن أغذ إليه الخطا
أخوفا؟! وعندي تهون الحياة وذلا؟! وإني زعيم الإبا
وبين هذه الأبيات وغيرها كانت دائما كلمات والدي، حفظه الله، وشقيقي الذي أحتسبه شهيداً، يرحمه الله، ترن في أذني تحثني على الشجاعة والتضحية والوقوف مع الحق مهما كانت العاقبة في الدنيا.
عشت مع أقراني جواً مشحوناً بالمواجهات في فلسطين المحتلة، حيث كنا طلاباً نسير في مظاهرات أصبحت زادنا شبه اليومي، فغرست التضحية والمواجهة في نفوسنا، وانتقلت منها إلى بيشاور لإكمال الدراسة في جامعتها حيث رأيت فيها أناساً لم أرهم في حياتي، ولم ألحظ أشد منهم عزة وإباء وشجاعة فيمن رأيت، وإن اختلفت معهم أحياناً في الرأي والرؤيا، وبين أهلي ومواجهاتهم اليومية في فلسطين، وهؤلاء الناس قضيت سنوات من شبابي، وبدأت العمل في مهنة الصحافة، فكانت كتابة بالدم، ومسيرة بين حقول ألغام لم أسلم من شظاياها، أتاحت لي فرصة التعرف على كثير من الأمور والنفوس والعقليات، والسياسات، وكشفت لي بفضل الله كثيراً مما تسعى إليه هذه الجهة أو تلك، وكان للثقة التي أولاني إياها كثير من الناس لصدقي معهم ومهنيتي، أثر كبير في الحصول على أخبار لم يحصل عليها من هم أقرب نسباً أو فكراً أو قومية لهم مني.
أحيانا، كنت أوقن أن هناك مخاطر تنتظرني،جراء نشر خبر ما، أو التعليق على قضية ساخنة. لكنني كنت دائماً أذكر قول الله تعالى:
} قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون { التوبة:51
ولم أتوان في نشر ما أعتقد أنه حق، وأن من الأفضل نشره، وأعتقد جازما أن الله سخرني بما نشرت لحماية شعب من عدوان، وصيانة علاقة بلدين من الانهيار، وأسأل الله أن تكون منه المثوبة والأجر وأن يجعل هذا في ميزان حسناتي يوم ألقاه، يوم لا ينفع مال ولا بنون. ورغم ما قد تعرضت له من أذى أو مضايقات، فلم أجد أشد حلاوة من عمل قمت به مثل تلك الأخبار التي نشرتها، وأعتبر نشري إياها وفي وقتها توفيقاً من الله عز وجل، وأجد العالم كله وبعد لأي من الوقت يؤكد صحة ما نقلته من أخبار، وهذا أكسبني مصداقية وتميزاً لم يكونا ليحصلا لي لو تقاعست وانزويت خشية العواقب!!
لقد جاءني من يحذرني مراراً من عواقب ما أنشر، ومن محاولات قد تقوم بها جهات للتخلص مني، أو على الأقل، لإبعادي عن هذه المنطقة الحساسة من العالم، ويطلب مني عدم نشر أي كتاب عن هذه المسائل، فلم يزدني هذا الأمر إلا عزماً وتصميماً، متمثلاً بقول الله تعالى:
} أتخشونهم ؟فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين { التوبة: 13.
وتذكرت قول الشاعر:
أخاف؟! وكيف يخاف الجهــــــور بطلقته طلقة كاتمة؟؟!!
بعض الزملاء من الصحافيين الذين عملوا في مؤسسات إعلامية كبيرة أصبح يواري دينه، ويحاول قدر ما أمكن عدم إيضاح هويته، رغم أن غيره علمانياً كان أو يسارياً أو غير ذلك ، يجاهر ويعلن على الملأ ما يعتقد به، وأصبح حالنا في كثير من الأحيان كمن يتدسس بدينه تدسساً،وقد سمعت من بعضهم كلاما (ينصحني) بمحاولة عدم إبراز ما أعتقده مطلقاً، حرصاً على متاع زائل، أو منصب قد أناله، أو غير ذلك. وكلما سمعت كلام بعضهم تذكرت ما كتبه شهيد القرآن سيد قطب رحمه الله في مقالة له بعنوان (الإسلام يكافح) في كتاب دراسات إسلامية :
(( كن مسلما فحسب. فهذا وحده كاف لأن يدفعك إلى كفاح الاستعمار في شجاعة واستماتة واستبسال، فإن لم تفعل، فتحسس قلبك عسى أن تكون مخدوعاً في حقيقة إيمانك. وإلا فما صبرك عن كفاح الاستعمار؟!
كن مسلماً فحسب. فهذا وحده يكفي لأن يدفعك إلى كفاح المظالم الاجتماعية جميعا . .كفاحاً دافقاً فائراً. فإن لم تفعل، فتحسس قلبك عسى أن تكون مخدوعاً في حقيقة إيمانك. وإلا فما صبرك عن كفاح العدوان؟!
كن مسلماً فحسب.فهذا وحده يكفي لأن يدفعك إلى كفاح الطغيان في صلابة واستهانة بقوى الذباب الذي يحسبه الضعاف من العقبان! فإن لم تفعل فتحسس قلبك عسى أن تكون مخدوعاً في حقيقة إيمانك. وإلا فما صبرك عن كفاح الطغيان؟!))
وقناعتي أننا مهما عملنا ودارينا وأخفينا فإن الحال لن يتغير، إلا إذا انسلخنا من ديننا ومروءتنا، بل وحتى إنسانيتنا :
} ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير{ البقرة:120
إنني فخور بأن شرفني الله وجعلني مسلماً قبل أن أكون صحفياً وقبل كل شيء:
لم يزل في خاطري أن الذي قوض الرومان بالرمح أبـي
وجـواداً قـبلت حـافـره لـجة البحر تجـاه المغـرب
ومـلـوك الصين تهدي تربــــها لـفـتانا في صحاف الـذهب
*****
كل الحوادث نالتنا مصائبها ولم يزل عندنا عزم وإيمان
بأننا أمة قامت على أسس بهن يثبت دون الهدم بنيان
باتت على هامة التاريخ رافعة نور النبي لمن ضلوا ومن بانوا
وقناعتي أن الصحفي رائد، وإن الرائد لا يكذب أهله، وإن من حق شعوبنا علينا أن نخبرها الحقيقة وفي وقتها، وألا ندعها تخدع من أي جهة كانت، ومن هذا الباب وإيضاحاً لما أرى أنه حق كتبت هذا الكتاب، بعيداً عن تأثير أي جهة كانت، بل إن عدداً ممن علموا بشروعي بالكتابة في هذا الموضوع حاولوا تثبيطي بحجة أو بأخرى.