lمعاذ ومعوذ
28 Nov 2005, 10:26 PM
الحلقة الثانية
وهذا الكتاب ليس سوى جزء من شهادة على واقع عايشته، وتجارب مررت بها،لم تكن هي البداية وليست هي نهاية المطاف، لكنها منعطفات يمر بها الإنسان، سطرتهاقبل أن يطويها النسيان، أقدمها شهادة مني أتحمل مسئوليتها أمام الله في الدارين،وقد أدرجت فيه النص الكامل للمقابلات التي عملت إدارة الجزيرة عامدة وبالتنسيق معجهات خارجية على طمسها، (وباعت جزءاً منها لمحطات أمريكية كما قال مدير الجزيرة فيمقابلة صحفية معه بمئات الآلاف من الدولارات، لم يذهب عشرها إلى رصيد المحطة كماقال مسئولون ماليون في الجزيرة!!) لتحرم المشاهد العربي من رؤية وسماع كلام موجه لهأصلاً، ويتعلق بأحواله ومصيره وما يراد له. وقد قسمت هذه المقابلات إلى عناوينفرعية انتزعتها من كلام أصحابها(مع قناعتي أن ذلك ربما قد لا يروق لبعض الجهات) وذلك تسهيلا للقارئ لمعرفة محتويات هذه المقابلات حسب مواضيعها، وحتى لا يمل القارئمن متابعة المقابلة دون عناوين فرعية فيها خاصة وأنها مقابلات مطولة امتدت علىعشرات الصفحات، وأتبعتها بما حدث من أمور بعد هذه المقابلات، واقتصرت على ذكر ماأعرفه من هذه المسائل بنفسي ومن خلال اتصالاتي مع إدارة الجزيرة، ولم أشأ أن أدرجكثيراً من الروايات التي سمعتها من الزملاء العاملين داخل قناة الجزيرة فيما يتعلقبهذه المسائل ولم أكن مطلعاً عليه، تاركا هذا الأمر للكتاب الذي بدأ بعض الزملاء فيإعداده حول ((قناة الجزيرة : رؤية من الداخل))، ففيه تفصيل إن شاء الله لكثير منالأمور ووضع للنقاط على الحروف في كثير مما يتعلق بالجزيرة.
ومع هذا وذاكفإنني من خلال تسطيري هذا الكتاب لم أقصد معاداة أحد، أيا كان، وإنما هي أمانةالكلمة ومسئوليتها، دفعني الحرص على أمتي وديني لأن أسطرها في هذا الكتاب، لعل فيهاتوضيحا لمواقف وإبراءً لذمة، وبيانا لمواقف، التبس على كثير من الناس فهمها، في عصرتوالت فيه الأحداث، واختلطت فيه الأمور، وأصبح من الصعب على كثير ممن لم يلم بأطرافالمواضيع، وبرواية من أصحابها، فهم ما يجري حوله، وكما جاء في الحديث وصفا لمثل هذاالعصر أنه :"يجعل الحليم حيرانا ".
وقد عمدت إلى جعل فصول الكتاب متسلسلةحسب الواقع الزمني لها وتسلسل الأحداث فيها، وإن كان بعض من أحب واطلع على مسودةالكتاب نصح بتغيير في ترتيب الفصول، مقترحاً علي إعادة ترتيبها حسب المضمونوالمحتوى بدلاً من الترتيب الزمني للأحداث. كما نصحني هؤلاء الأحبة بأن أجعلالمقابلتين مع الشيخ أسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري أول فصول الكتاب، لأسبابتهم القارئ الكريم، لكنني آثرت إبقاءهما مرتبتين بعد فصول المحاولات الفاشلة التيقامت بها الجزيرة لمقابلتهما، وذلك لما أراه من تسلسل للأحداث في هذاالكتاب.
أسأل الله أن يكون في هذا الكتاب وما حواه فائدة وعبرة لمنكان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وأرجو القارئ الكريم ألا يحرمني دعوة صالحة فيظاهر الغيب، أسأل الله أن يتقبلها منه ومنا أجمعين. وأن يغفر لنا ما أسررنا وماأعلنا، إنه سميع مجيب.
جمال عبد اللطيف إسماعيل
jam9361@************ (jam9361@************)
إسلام أباد ـباكستان
فهرس الكتاب
الإهداء........................................... ......... 3
محتويات الكتاب.......................................... 5
المقدمة........................................... ....... 11
الفصل الأول
محاولات الجزيرة اللقاء مع الظواهري لابتزاز الحكومةالمصرية.. 25
الفصل الثاني
المحاولة الثانية لمقابلة أسامة بن لادن وأيمنالظواهري...... 49
الفصل الثالث
المحاولة الثالثة بعد القصف الأمريكي علىأفغانستان ....... 61
الفصل الرابع
محاولات جديدة للجزيرة لابتزازمصر......................... 67
الفصل الخامس
كيفية الوصول إلى أسامة بنلادن في أفغانستان ........... 89
الفصل السادس
نص المقابلة مع أسامة بنلادن............................. 101
الفصل السابع
اللقاء مع الدكتورأيمن الظواهري ونص المقابلة.............. 157
الفصل الثامن
ما بعدالمقابلتين..................................... ... 197
الفصلالتاسع
اختفاء أسامة بن لادن في أفغانستان....................... 299
الفصل العاشر
برنامج الجزيرة : تدمير القاعدة !!.......................... 245
الفصل الحادي عشر
محاولات الهجوم علىأفغانستان في أغسطس1999 ........... 263
الفصل الثاني عشر
قرار الإبعادمن باكستان ................................. 283
* خاتمة ................................................. 309
* تعريف بالمرصدالإعلامي الإسلامي ......................... 311
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصلالأول
محاولات الجزيرة اللقاء مع أيمن الظواهري
لابتزاز الحكومةالمصرية!!
اتصال غريب:
مساء أحد الأيام في رمضان من عام 1418للهجرة الذي صادف في الأسبوع الأخير من شهر كانون الثاني عام 1998م تلقيت مكالمةهاتفية من مسئول في قناة الجزيرة تفيد بأن أحد كبار المذيعين في المحطة ومصوريِنآخرين في طريقهما تلك الليلة إلى إسلام أباد وأنهم سيصلون في الصباح، وطلب منيالمساعدة في نقلهم إلى فندق كونتيننتال الذي قال محدثي إنه في إسلام أباد، فصححت لهالمعلومة بأن الفندق في مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة الباكستانية وأن إسلامأباد لا يوجد فيها أي فندق كونتيننتال على الإطلاق، وعلمت من محدثي أن الزملاءالقادمين من الدوحة لهم موعد مهم وأنهم سيقابلون شخصية هامة في إسلام أباد لكنه رفضالإفصاح عنها. فقلت له لا تقلق. سأعمل كل ما بوسعي وسأقدم لهم كل ما يريدون منخدمات لإنجاز مهمتهم. وقد طلب نفس المتصل من السفارة القطرية في إسلام أباد تأميننفقات الفندق والإقامة على أن يتم إرسال هذه النفقات للسفارة عن طريق الخارجيةالقطرية فيما بعد.
وفي مساء يوم وصول بعثة الجزيرة التقيت بمسئول من السفارةالقطرية جاء لزيارة بعثة الجزيرة، وسأل مذيع الجزيرة عن الهدف من الزيارة، والشخصيةالتي سيقابلها في رحلته إلى باكستان، فكانت الإجابة: بأنهم سيقابلون رئيس الوزراءالباكستاني (آنذاك) نواز شريف!! فنظر إلي الدبلوماسي في السفارة القطرية مستغرباًوضحك! كما ضحكت أنا حين سمعت اسم رئيس الوزراء على أنه الشخصية التي سيقابلونها. وقال مسئول السفارة لمذيع الجزيرة يبدو أن جمال أراد أن يعيق عملكم من خلال هذاالترتيب وتوقيت زيارتكم إلى إسلام أباد!! فاستغرب المذيع الأمر وقال علام تضحكون؟فقلت لمسئول السفارة: أولاً أنا لا دخل لي بترتيبات الزيارة أو الهدف منها، ولمأعلم أن فلاناً ومرافقيه قادمون إلا حين استقلوا الطائرة وكنت ولا زلت أجهل الهدفمن الزيارة.وتوجهت بالحديث إلى مذيع الجزيرة فقلت: أما بالنسبة لسبب ضحكناواستغرابنا حول قولكم إن المقابلة ستكون مع رئيس الوزراء فإنه عائد لأمرين: أولاًأنكم قلتم إن رئاسة الوزراء الباكستانية طلبت منكم النزول في فندق كونتيننتال، معأن رئاسة الوزراء تعلم أن الفندق ليس قريباً من مكتب نواز شريف وإنما يحتاج النزيلفيه مدة لا تقل عن أربعين دقيقة للوصول إلى بوابة رئاسة الوزراء مع وجود فندق فخمآخر أقرب منه ولا يبعد سوى ثلاث دقائق عن رئاسة الوزراء! الأمر الآخر هو أن كل منفي باكستان وحتى السفارات تعلم أن رئيس الوزراء غادر البلاد بالأمس في جولة خارجيةتستغرق ثمانية أيام وأعلن عنها في الصحف المحلية قبل بدئها بأيام فكيف يعطيكم ديوانرئيس الوزراء موعداً في مثل هذا التوقيت وهم يعلمون أن رئيس الوزراء غائب عنالبلاد؟!
فجاءت الإجابة على سبب الاستغراب والمعلومات التي أفدناهم بهالتزيد من حراجة موقف الضيوف حيث قال المذيع إن الشيخ حمد بن ثامر رئيس مجلس إدارةالجزيرة هو الذي طلب منا السفر إلى باكستان في هذا الوقت على أن يتصل هو برئيسالوزراء أثناء وجودنا في باكستان ليبلغه برغبة الجزيرة فيمقابلته!!!
الاتصالات بين بعثة الجزيرة في إسلام أباد ومقرها الرئيسي فيالدوحة لم تتوقف ساعة، فكان المذيع المنتدب من الجزيرة لهذه المهمة لا ينفك عنالاتصال بأحد الزملاء في الدوحة ليبلغه أن الانتظار صعب وأنه لا أحد من الجهةالأخرى سأل عنه، مشدداً عليه بضرورة الاتصال بشخص في دولة أوروبية للعمل على إتمامالأمر بالسرعة الممكنة حتى تتم المقابلة وترجع بعثة الجزيرة إلى الدوحة.
وقدأوحت هذه الاتصالات بشيء عن طبيعة المهمة التي جاءوا من أجلها وإن كانت حتى الآن لمتتضح الصورة كاملة .
في اليوم التالي كانت بعثة الجزيرة في وضع نفسي لا تحسدعليه. فالانتظار قاتل! والجلوس في الفندق دون عمل لمن اعتاد الحركة والنشاط يعتبرأمراً صعباً للغاية. وقد علمت من خلال وجودي مع بعثة الجزيرة بعض الوقت اسم الشخصالذي كانوا يتصلون به في الدولة الأوروبية ، كما علمت في وقت لاحق اسم الشخص الذيكانوا ينوون مقابلته، وهو الدكتور أيمن الظواهري أمير جماعة الجهاد المصرية والذيقيل إنه قدم إلى أفغانستان خصيصاً لهذه المقابلة حيث كان يقيم في دولة أخرى. وأبلغني مذيع الجزيرة أنه طلب منه من قبل الشخص المقيم في أوروبا ألا يعلمني بهذهالمهمة مطلقاً وألا أرافقه في رحلته لمقابلة الدكتور أيمنالظواهري!!!
فأبلغته بأنني سأتصرف وكأنني لم أعلم شيئا عن المهمة والهدفمنها، مبديا في نفس الوقت استعدادي لتقديم أي خدمة يريدونها من إسلام أباد لإتماممهمتهم.
في اليوم التالي دعوت بعثة الجزيرة على إفطار رمضاني في منزلي فيإسلام أباد، وكان مذيع الجزيرة متردداً في قبول الدعوة لإمكانية اتصال الدوحة أوالوسيط في أوروبا به في أي وقت، فعملنا على الترتيب مع إدارة الفندق بتحويل أيمكالمة قادمة له إلى رقم هاتفي النقال لحين عودتنا إلىالفندق.
وهذا الكتاب ليس سوى جزء من شهادة على واقع عايشته، وتجارب مررت بها،لم تكن هي البداية وليست هي نهاية المطاف، لكنها منعطفات يمر بها الإنسان، سطرتهاقبل أن يطويها النسيان، أقدمها شهادة مني أتحمل مسئوليتها أمام الله في الدارين،وقد أدرجت فيه النص الكامل للمقابلات التي عملت إدارة الجزيرة عامدة وبالتنسيق معجهات خارجية على طمسها، (وباعت جزءاً منها لمحطات أمريكية كما قال مدير الجزيرة فيمقابلة صحفية معه بمئات الآلاف من الدولارات، لم يذهب عشرها إلى رصيد المحطة كماقال مسئولون ماليون في الجزيرة!!) لتحرم المشاهد العربي من رؤية وسماع كلام موجه لهأصلاً، ويتعلق بأحواله ومصيره وما يراد له. وقد قسمت هذه المقابلات إلى عناوينفرعية انتزعتها من كلام أصحابها(مع قناعتي أن ذلك ربما قد لا يروق لبعض الجهات) وذلك تسهيلا للقارئ لمعرفة محتويات هذه المقابلات حسب مواضيعها، وحتى لا يمل القارئمن متابعة المقابلة دون عناوين فرعية فيها خاصة وأنها مقابلات مطولة امتدت علىعشرات الصفحات، وأتبعتها بما حدث من أمور بعد هذه المقابلات، واقتصرت على ذكر ماأعرفه من هذه المسائل بنفسي ومن خلال اتصالاتي مع إدارة الجزيرة، ولم أشأ أن أدرجكثيراً من الروايات التي سمعتها من الزملاء العاملين داخل قناة الجزيرة فيما يتعلقبهذه المسائل ولم أكن مطلعاً عليه، تاركا هذا الأمر للكتاب الذي بدأ بعض الزملاء فيإعداده حول ((قناة الجزيرة : رؤية من الداخل))، ففيه تفصيل إن شاء الله لكثير منالأمور ووضع للنقاط على الحروف في كثير مما يتعلق بالجزيرة.
ومع هذا وذاكفإنني من خلال تسطيري هذا الكتاب لم أقصد معاداة أحد، أيا كان، وإنما هي أمانةالكلمة ومسئوليتها، دفعني الحرص على أمتي وديني لأن أسطرها في هذا الكتاب، لعل فيهاتوضيحا لمواقف وإبراءً لذمة، وبيانا لمواقف، التبس على كثير من الناس فهمها، في عصرتوالت فيه الأحداث، واختلطت فيه الأمور، وأصبح من الصعب على كثير ممن لم يلم بأطرافالمواضيع، وبرواية من أصحابها، فهم ما يجري حوله، وكما جاء في الحديث وصفا لمثل هذاالعصر أنه :"يجعل الحليم حيرانا ".
وقد عمدت إلى جعل فصول الكتاب متسلسلةحسب الواقع الزمني لها وتسلسل الأحداث فيها، وإن كان بعض من أحب واطلع على مسودةالكتاب نصح بتغيير في ترتيب الفصول، مقترحاً علي إعادة ترتيبها حسب المضمونوالمحتوى بدلاً من الترتيب الزمني للأحداث. كما نصحني هؤلاء الأحبة بأن أجعلالمقابلتين مع الشيخ أسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري أول فصول الكتاب، لأسبابتهم القارئ الكريم، لكنني آثرت إبقاءهما مرتبتين بعد فصول المحاولات الفاشلة التيقامت بها الجزيرة لمقابلتهما، وذلك لما أراه من تسلسل للأحداث في هذاالكتاب.
أسأل الله أن يكون في هذا الكتاب وما حواه فائدة وعبرة لمنكان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وأرجو القارئ الكريم ألا يحرمني دعوة صالحة فيظاهر الغيب، أسأل الله أن يتقبلها منه ومنا أجمعين. وأن يغفر لنا ما أسررنا وماأعلنا، إنه سميع مجيب.
جمال عبد اللطيف إسماعيل
jam9361@************ (jam9361@************)
إسلام أباد ـباكستان
فهرس الكتاب
الإهداء........................................... ......... 3
محتويات الكتاب.......................................... 5
المقدمة........................................... ....... 11
الفصل الأول
محاولات الجزيرة اللقاء مع الظواهري لابتزاز الحكومةالمصرية.. 25
الفصل الثاني
المحاولة الثانية لمقابلة أسامة بن لادن وأيمنالظواهري...... 49
الفصل الثالث
المحاولة الثالثة بعد القصف الأمريكي علىأفغانستان ....... 61
الفصل الرابع
محاولات جديدة للجزيرة لابتزازمصر......................... 67
الفصل الخامس
كيفية الوصول إلى أسامة بنلادن في أفغانستان ........... 89
الفصل السادس
نص المقابلة مع أسامة بنلادن............................. 101
الفصل السابع
اللقاء مع الدكتورأيمن الظواهري ونص المقابلة.............. 157
الفصل الثامن
ما بعدالمقابلتين..................................... ... 197
الفصلالتاسع
اختفاء أسامة بن لادن في أفغانستان....................... 299
الفصل العاشر
برنامج الجزيرة : تدمير القاعدة !!.......................... 245
الفصل الحادي عشر
محاولات الهجوم علىأفغانستان في أغسطس1999 ........... 263
الفصل الثاني عشر
قرار الإبعادمن باكستان ................................. 283
* خاتمة ................................................. 309
* تعريف بالمرصدالإعلامي الإسلامي ......................... 311
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصلالأول
محاولات الجزيرة اللقاء مع أيمن الظواهري
لابتزاز الحكومةالمصرية!!
اتصال غريب:
مساء أحد الأيام في رمضان من عام 1418للهجرة الذي صادف في الأسبوع الأخير من شهر كانون الثاني عام 1998م تلقيت مكالمةهاتفية من مسئول في قناة الجزيرة تفيد بأن أحد كبار المذيعين في المحطة ومصوريِنآخرين في طريقهما تلك الليلة إلى إسلام أباد وأنهم سيصلون في الصباح، وطلب منيالمساعدة في نقلهم إلى فندق كونتيننتال الذي قال محدثي إنه في إسلام أباد، فصححت لهالمعلومة بأن الفندق في مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة الباكستانية وأن إسلامأباد لا يوجد فيها أي فندق كونتيننتال على الإطلاق، وعلمت من محدثي أن الزملاءالقادمين من الدوحة لهم موعد مهم وأنهم سيقابلون شخصية هامة في إسلام أباد لكنه رفضالإفصاح عنها. فقلت له لا تقلق. سأعمل كل ما بوسعي وسأقدم لهم كل ما يريدون منخدمات لإنجاز مهمتهم. وقد طلب نفس المتصل من السفارة القطرية في إسلام أباد تأميننفقات الفندق والإقامة على أن يتم إرسال هذه النفقات للسفارة عن طريق الخارجيةالقطرية فيما بعد.
وفي مساء يوم وصول بعثة الجزيرة التقيت بمسئول من السفارةالقطرية جاء لزيارة بعثة الجزيرة، وسأل مذيع الجزيرة عن الهدف من الزيارة، والشخصيةالتي سيقابلها في رحلته إلى باكستان، فكانت الإجابة: بأنهم سيقابلون رئيس الوزراءالباكستاني (آنذاك) نواز شريف!! فنظر إلي الدبلوماسي في السفارة القطرية مستغرباًوضحك! كما ضحكت أنا حين سمعت اسم رئيس الوزراء على أنه الشخصية التي سيقابلونها. وقال مسئول السفارة لمذيع الجزيرة يبدو أن جمال أراد أن يعيق عملكم من خلال هذاالترتيب وتوقيت زيارتكم إلى إسلام أباد!! فاستغرب المذيع الأمر وقال علام تضحكون؟فقلت لمسئول السفارة: أولاً أنا لا دخل لي بترتيبات الزيارة أو الهدف منها، ولمأعلم أن فلاناً ومرافقيه قادمون إلا حين استقلوا الطائرة وكنت ولا زلت أجهل الهدفمن الزيارة.وتوجهت بالحديث إلى مذيع الجزيرة فقلت: أما بالنسبة لسبب ضحكناواستغرابنا حول قولكم إن المقابلة ستكون مع رئيس الوزراء فإنه عائد لأمرين: أولاًأنكم قلتم إن رئاسة الوزراء الباكستانية طلبت منكم النزول في فندق كونتيننتال، معأن رئاسة الوزراء تعلم أن الفندق ليس قريباً من مكتب نواز شريف وإنما يحتاج النزيلفيه مدة لا تقل عن أربعين دقيقة للوصول إلى بوابة رئاسة الوزراء مع وجود فندق فخمآخر أقرب منه ولا يبعد سوى ثلاث دقائق عن رئاسة الوزراء! الأمر الآخر هو أن كل منفي باكستان وحتى السفارات تعلم أن رئيس الوزراء غادر البلاد بالأمس في جولة خارجيةتستغرق ثمانية أيام وأعلن عنها في الصحف المحلية قبل بدئها بأيام فكيف يعطيكم ديوانرئيس الوزراء موعداً في مثل هذا التوقيت وهم يعلمون أن رئيس الوزراء غائب عنالبلاد؟!
فجاءت الإجابة على سبب الاستغراب والمعلومات التي أفدناهم بهالتزيد من حراجة موقف الضيوف حيث قال المذيع إن الشيخ حمد بن ثامر رئيس مجلس إدارةالجزيرة هو الذي طلب منا السفر إلى باكستان في هذا الوقت على أن يتصل هو برئيسالوزراء أثناء وجودنا في باكستان ليبلغه برغبة الجزيرة فيمقابلته!!!
الاتصالات بين بعثة الجزيرة في إسلام أباد ومقرها الرئيسي فيالدوحة لم تتوقف ساعة، فكان المذيع المنتدب من الجزيرة لهذه المهمة لا ينفك عنالاتصال بأحد الزملاء في الدوحة ليبلغه أن الانتظار صعب وأنه لا أحد من الجهةالأخرى سأل عنه، مشدداً عليه بضرورة الاتصال بشخص في دولة أوروبية للعمل على إتمامالأمر بالسرعة الممكنة حتى تتم المقابلة وترجع بعثة الجزيرة إلى الدوحة.
وقدأوحت هذه الاتصالات بشيء عن طبيعة المهمة التي جاءوا من أجلها وإن كانت حتى الآن لمتتضح الصورة كاملة .
في اليوم التالي كانت بعثة الجزيرة في وضع نفسي لا تحسدعليه. فالانتظار قاتل! والجلوس في الفندق دون عمل لمن اعتاد الحركة والنشاط يعتبرأمراً صعباً للغاية. وقد علمت من خلال وجودي مع بعثة الجزيرة بعض الوقت اسم الشخصالذي كانوا يتصلون به في الدولة الأوروبية ، كما علمت في وقت لاحق اسم الشخص الذيكانوا ينوون مقابلته، وهو الدكتور أيمن الظواهري أمير جماعة الجهاد المصرية والذيقيل إنه قدم إلى أفغانستان خصيصاً لهذه المقابلة حيث كان يقيم في دولة أخرى. وأبلغني مذيع الجزيرة أنه طلب منه من قبل الشخص المقيم في أوروبا ألا يعلمني بهذهالمهمة مطلقاً وألا أرافقه في رحلته لمقابلة الدكتور أيمنالظواهري!!!
فأبلغته بأنني سأتصرف وكأنني لم أعلم شيئا عن المهمة والهدفمنها، مبديا في نفس الوقت استعدادي لتقديم أي خدمة يريدونها من إسلام أباد لإتماممهمتهم.
في اليوم التالي دعوت بعثة الجزيرة على إفطار رمضاني في منزلي فيإسلام أباد، وكان مذيع الجزيرة متردداً في قبول الدعوة لإمكانية اتصال الدوحة أوالوسيط في أوروبا به في أي وقت، فعملنا على الترتيب مع إدارة الفندق بتحويل أيمكالمة قادمة له إلى رقم هاتفي النقال لحين عودتنا إلىالفندق.