قلب الأخوة
28 Dec 2005, 01:08 PM
سائرون على الطريق يعلمون أن ما هم عليه بدأ غريبا وسيعود غريبا
ومع ذلك آثروه على ما هو دونه
مدّوا جذوره في أرواحهم واسترخصوا في سبيله دماءهم
فتن عليهم تتوالى وأعداء بهم تتربص
والسائرون على الطريق قابضون على الجمر
يعملون ... لكن بصمت
يبذلون ... دون انتظار الرد
قد يتعبون ... وقد يتعثرون ... لكن لا شكوى ولا خور
فانتبه لئلا يفوتك الركب
آثار من ساروا قبلك تؤنسك
ما زال عبيرهم يعبق الطريق
وهذه خطاهم محفورة في القلوب قبل الدروب
بهم فاستبشر ... ومثلهم فشمر
واعلم بأن السائرين كثير
لكنه لا يصل إلا من واصل
أيها الحادي الذي يحدو القوافل **** أنت ماضِ ، وجدير أن تواصل
قال عليه الصلاة والسلام : " كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها" [ رواه مسلم] .
فاجعل عينك على النهاية وضع هدفك الأسمى أمامك
لأن وجود الهدف والغاية يجعل المؤمن يوجه كل لحظة من لحظات حياته بطريقة آلية نحو هذا الهدف
وفي نفس المؤمن تتكاتف أحلام وخطوات صغيرة لتشكل في تدرج بديع غايته الكبرى ...
رضى الله وجنته ولذة النظر إلى وجهه الكريم
فنراه يبدع في استغلال كل نفس من أنفاسه المعدودة ليرتقي في سلم أهدافه
خطوة ... خطوة ...ومن لي بمثل سيرك المدلل
قال عليه الصلاة والسلام : " ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة "
نعم
الجمرة محرقة ...
لكن لا ترمها من يدك بل عض عليها بالنواجذ
أشعل بها فتيلة العزيمة في صدرك
لعلك تأتينا منها بقبس أو تجد على النار هدى
فما جمر الغربة إلا ذلك اللهب البارد الذي ينشق عن جنات وعيون وسلام قولا من رب رحيم
اصبر وصابر ورابط واتق الله
فالقمة بانتظارك وإنها بك لتفخر
ونظرة من فوق القمة تكشف ضآلة العوائق وزيف السدود
يا قمة الإسلام تيهي **** غردي لن تستباحي
من يغتدي بالخير يجني **** أجره عند الرواح
وإياك والشكوى
فليس كأمثالنا فقراء إلى السعي ولا أحوج منا أن يرانا الله نلتمس طاعته في مظانها
إن اشتد بك الظمأ فأيقن أن الغيث آت
أو فاض بك الشوق فخيام الصحب ستطل من وراء الربوة قريبا
أو ثقلت الأقدام عن السير فاحملها على الصبر وقل لها : بقي القليل
أو آذت الريح عينك بالتراب فغدا تكتحل بفرحة الوصول
يا عاشق طوبى
أعمارنا بين خطوات مشيناها
ولحظات بين أيدينا نعيشها
ومستقبل ينتظرنا لنخط أسطره
وما بين تلك الخطوات ... وهذه اللحظات .. وما هو آت
تظل أنت أيها المتفرد ... المسافر في زمن الغربة
تدرج في سلم الرقي
لا دروب موحشة أمامك طالما بيدك شعلة الإيمان الوضاءة
لا حيرة ولا تردد وفي داخلك بوصلة العقيدة التي لا تخطئ
لا وحدة ولا تعب مادام رفيق قلبك القرآن
فبورك سعيك
وكأني بك وقد أقبلت في جموع الحق الصادقة العزيزة
قادمة هي رغم المعوقين ورغم من فرحوا بمقعدهم خلاف الركب
هم أولى بالراية من ذوي الشوائب والكدر
هم أقدر بحول الله على سحب البساط من تحت أرجل أعداء الدين
هم من علمونا أن ثمن المؤمن غال وأن السعي لشتى
تزكية لا تدسية .. وسمو لا دنو .. وشموخ لا رضوخ .. وهمة لا ترضى بما دون القمة
فما زال في الجموع بقية من حكمة الصديق .. وقوة الفاروق .. وإقدام السيف المسلول .. وشموخ ربعي بن عامر .. وخيول صلاح الدين
وما زال في الجموع يقين بوعد " إنهم لهم المنصورون "
رجال إن شدوا اشتدوا ... وإن عزموا أعدوا وجدّوا
أرى نَصْراً يلوحُ، وإنْ تَراءَى **** لبعض الناسٍ من ضَرْبِ المُحالِ
فأبعدُ ما نرى، منَّا قريبٌ **** إذا عُدْنا إلى رَبِّ الجَلالِ
فما أجمل سيرهم رغم الحمل الثقيل
وما أوثق خطاهم رغم تطاول الدروب والتفرد
وما أبهى الابتسامة على المحيا رغم ما حمله القلب بين طياته من هموم
أبوا أن يكونوا كالآخرين ممن يأتون ويذهبون ولا أثر ولا خبر
وآثروا إلا أن يكون البلسم من حساب راحتهم
ومع ذلك آثروه على ما هو دونه
مدّوا جذوره في أرواحهم واسترخصوا في سبيله دماءهم
فتن عليهم تتوالى وأعداء بهم تتربص
والسائرون على الطريق قابضون على الجمر
يعملون ... لكن بصمت
يبذلون ... دون انتظار الرد
قد يتعبون ... وقد يتعثرون ... لكن لا شكوى ولا خور
فانتبه لئلا يفوتك الركب
آثار من ساروا قبلك تؤنسك
ما زال عبيرهم يعبق الطريق
وهذه خطاهم محفورة في القلوب قبل الدروب
بهم فاستبشر ... ومثلهم فشمر
واعلم بأن السائرين كثير
لكنه لا يصل إلا من واصل
أيها الحادي الذي يحدو القوافل **** أنت ماضِ ، وجدير أن تواصل
قال عليه الصلاة والسلام : " كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها" [ رواه مسلم] .
فاجعل عينك على النهاية وضع هدفك الأسمى أمامك
لأن وجود الهدف والغاية يجعل المؤمن يوجه كل لحظة من لحظات حياته بطريقة آلية نحو هذا الهدف
وفي نفس المؤمن تتكاتف أحلام وخطوات صغيرة لتشكل في تدرج بديع غايته الكبرى ...
رضى الله وجنته ولذة النظر إلى وجهه الكريم
فنراه يبدع في استغلال كل نفس من أنفاسه المعدودة ليرتقي في سلم أهدافه
خطوة ... خطوة ...ومن لي بمثل سيرك المدلل
قال عليه الصلاة والسلام : " ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة "
نعم
الجمرة محرقة ...
لكن لا ترمها من يدك بل عض عليها بالنواجذ
أشعل بها فتيلة العزيمة في صدرك
لعلك تأتينا منها بقبس أو تجد على النار هدى
فما جمر الغربة إلا ذلك اللهب البارد الذي ينشق عن جنات وعيون وسلام قولا من رب رحيم
اصبر وصابر ورابط واتق الله
فالقمة بانتظارك وإنها بك لتفخر
ونظرة من فوق القمة تكشف ضآلة العوائق وزيف السدود
يا قمة الإسلام تيهي **** غردي لن تستباحي
من يغتدي بالخير يجني **** أجره عند الرواح
وإياك والشكوى
فليس كأمثالنا فقراء إلى السعي ولا أحوج منا أن يرانا الله نلتمس طاعته في مظانها
إن اشتد بك الظمأ فأيقن أن الغيث آت
أو فاض بك الشوق فخيام الصحب ستطل من وراء الربوة قريبا
أو ثقلت الأقدام عن السير فاحملها على الصبر وقل لها : بقي القليل
أو آذت الريح عينك بالتراب فغدا تكتحل بفرحة الوصول
يا عاشق طوبى
أعمارنا بين خطوات مشيناها
ولحظات بين أيدينا نعيشها
ومستقبل ينتظرنا لنخط أسطره
وما بين تلك الخطوات ... وهذه اللحظات .. وما هو آت
تظل أنت أيها المتفرد ... المسافر في زمن الغربة
تدرج في سلم الرقي
لا دروب موحشة أمامك طالما بيدك شعلة الإيمان الوضاءة
لا حيرة ولا تردد وفي داخلك بوصلة العقيدة التي لا تخطئ
لا وحدة ولا تعب مادام رفيق قلبك القرآن
فبورك سعيك
وكأني بك وقد أقبلت في جموع الحق الصادقة العزيزة
قادمة هي رغم المعوقين ورغم من فرحوا بمقعدهم خلاف الركب
هم أولى بالراية من ذوي الشوائب والكدر
هم أقدر بحول الله على سحب البساط من تحت أرجل أعداء الدين
هم من علمونا أن ثمن المؤمن غال وأن السعي لشتى
تزكية لا تدسية .. وسمو لا دنو .. وشموخ لا رضوخ .. وهمة لا ترضى بما دون القمة
فما زال في الجموع بقية من حكمة الصديق .. وقوة الفاروق .. وإقدام السيف المسلول .. وشموخ ربعي بن عامر .. وخيول صلاح الدين
وما زال في الجموع يقين بوعد " إنهم لهم المنصورون "
رجال إن شدوا اشتدوا ... وإن عزموا أعدوا وجدّوا
أرى نَصْراً يلوحُ، وإنْ تَراءَى **** لبعض الناسٍ من ضَرْبِ المُحالِ
فأبعدُ ما نرى، منَّا قريبٌ **** إذا عُدْنا إلى رَبِّ الجَلالِ
فما أجمل سيرهم رغم الحمل الثقيل
وما أوثق خطاهم رغم تطاول الدروب والتفرد
وما أبهى الابتسامة على المحيا رغم ما حمله القلب بين طياته من هموم
أبوا أن يكونوا كالآخرين ممن يأتون ويذهبون ولا أثر ولا خبر
وآثروا إلا أن يكون البلسم من حساب راحتهم