سنا البرق
25 Feb 2004, 02:04 PM
<div align="right">
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
1- بذل العلم للناس ، عامهم وخاصهم وتوعيتهم بأمور دينهم ونشر الخير بينهم فإن كتم العلم وحجبه عن الأمة أمر خطير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كتم علماً ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة "
2- الدعوة الي الله على بصيرة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومجالات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي يجب على طلاب العلم الدخول فيها مجالات كثيرة يطول الحديث عنها فليرجع إليه في مواضعه) ( ولتكن منكم أمة يدعون إلي الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) [ سورة عمران : 12]
3- القدوة الصالحة فإن الناس ينظرون إلي طالب العلم نظرة خاصة فعليه أن يجعل من نفسه مثالاً رائعاً وألا يكون سبباً في ضلال الناس فلئن كانت المعصية في حق غيره واحدة فهي في حقه عدة معاص لأن الناس يتأسون به وكم يسمع الناس من احتجاج العوام لإقتنائهم مثلاً أجهزة الفساد كالفيديو وغيره بأن طالب العلم الفلاني يقتني في بيته هذا الجهاز سواء كان ذلك حقاً أو باطلاً فليتفطن طلاب العلم لذلك فإن كانت زلة العالم مضروباً بها الطبل فإنهم قريبون من ذلك .
4- الوعي الكامل الشامل بواقع الأمة والتفاعل مع قضايا المجتمع وعدم الانعزال عن هموم الناس ، وإن مما يبعث على الحزن أن نجد كثيراً من طلاب العلم من أبعد الناس عن واقع أمتهم .
5- الجرأة في الحق وهذه صفة عزت في الأمة وندر أهلها فعظمت الحاجة إلي الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم الذين لا يخافون على أنفسهم ولا أموالهم ولا غيرها في ذات الله تعالى .
6- الحرص على الاستفادة : فالعاقل اللبيب يحرص على الإفادة من كل أحد فيستفيد الأدب وحسن الخلق وحسن السمت والهدي من الأتقياء والكرماء وأهل المروءات بل يفيد من الحمقى وسيئي الأخلاق وذلك بأن يستشعر قبح صنيعهم ويتجنب كل ما يفضي إلي التخلق بأخلاقهم بل أن العاقل الفطن يستفيد حتى من الحيوانات كما قال ذلك غير واحد من أهل العلم أخذاً من قوله تعالى : ( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ) قال بعض أهل العلم : إن الشبه بين بني أدم والبهائم إنما هو في الطباع فمنهم من يتطوس كالطاووس ومنهم من يهتصر إهتصار الأسد ومنهم من همته كالجعلان وهكذا ……….قيل لأحد العقلاء : ممن استفدت السماحة والكرم ؟ - قال : من الديك يلقي له الحب فلا تطيب نفسه حتى يجمع دجاجاته ويفرق الحب بينها .
7- معرفة حرص السلف على تجميع الكتب إذا كان عز التاجر ومجده في دراهمه وكيسه فإن عز العالم ومجده وفخره في كتبه وكراريسه فهي ماله الحاضر وهي ذخره الذي يبقى نفعه له من بعده ولئن كان أهل الدنيا وأتباع الشهوات يتسابقون في تجميع الأموال وتحصيل اللذات والإستكثار منها فإن العالم الرباني يسابق ويسارع في تجميع أكبر قدر ممكن من الكتب الشرعية لأنها رأس ماله وعدته التي يقدم بها على الله وكذا كان سلفنا الكرام يفهمون الأمور فتدبر معي هذه النماذج العظيمة والصور المشرفة في الحرص على تجميع الكتب الشرعية وإقتنائها 0
قال الشيخ " محمد الطباخ " في ترجمة العلامة الأديب النحوي الوزير " أبي الحسن القفطي الحلبي " رحمه الله : " إنه ( أي القفطي ) لما أقام بحلب ( وكان حينها وزيراً ) كان يسعى كل السعي في شراء الكتب واقتنائها من البلدان البعيدة ، .. وتوافد عليه الوراقون والنساخون وباعة الكتب من كل حدب وصوب ، .. وكان يبذل فيها ( أي في شراء الكتب ) الأثمان العالية ويجزل فيها العطاء فتتوجه إليه من شتي البقاع والأصقاع حتى اجتمعت له مكتبة جامعة نادرة المثال "
وقال " ابن شاكر الكتبي " في ترجمة الوزير " القفطي " وجمع من الكتب ما لا يوصف وقصد بها من الآفاق وكان لا يحب من الدنيا سواها ولم تكن له دار ولا زوجة وأوصى ( أي القفطي ) بكتبه " للناصر " صاحب " حلب " ( أي أميرها ) وكانت تساوي خمسين ألف دينار ( فلو افترضنا أن الدينار يساوي الآن مئة ريال على أقل تقدير لكان المجموع هو خمسة ملايين ريال !! )
خلف الإمام " يحي بن معين " رحمه الله من الكتب مئة قمطر وأربعة عشر قمطرا ( والقمطر هو الكيس أو الصندوق الذي توضع فيه الكتب ) وأربعة حباب شرابية مملوءة كتباً "
وهذا الحافظ " ابن حجر " يقول في ترجمة الإمام " ابن القيـم " : وكان ( أي ابن القيم ) مغرى بجمع الكتب فحصل منها ما لا يحصى حتى كان أولاده يبيعون منها بعد موته دهراً طويلاً سوى ما اصطفوه (أي اختاروه) منه لأنفسهم
قال " ابن رجب " في ترجمة المحدث " ابن الخشاب البغدادي " رحمه الله " ذكر " ابن النجار " أنه لم يمت أحد من أهل العلم وأصحاب الحديث إلا وكان ( أي ابن الخشاب ) يشتري كتبه كلها فحصلت أصول المشايخ عنده وكان لا يخلو كمه ( أي جيب ثوبه ) من كتب العلم ! "
8- الإحسان إلي الناس : فبذلك ترضي ربك وتكسب ود إخوانك وتنال الخيرات وتنهال عليك البركات ذلك أن الإحسان إلي الناس شأنه جلل وأمره عظيم
ومن مظاهر ذلك أن تعين زملاءك وأن تفتح لهم صدرك وألا تبخل عليهم بإعانة أو مشورة أو نصيحة أو تعليم أو مناقشة أو غير ذلك ، ……
ومن ذلك أن تحمل همهم ولا تحملهم همك وأن تحسن إليهم وتتغاضي عن هفواتهم ولا تطالبهم بالمقابل فإن ذلك دأب النبلاء وأدب الفضلاء ممن تمت مروءتهم وكمل سؤددهم وتناهي فضلهم حتى إن ذلك السلوك ليروق كل الناس على اختلاف مشاربهم بل أن أهل الجاهلية كانوا لا يعدلون بتلك الخلال شيئاً وكانوا يسمون من اتصف بها " السيد المعمم " ويعنون بذلك أن كل جناية من جنايات القبيلة معصوبة بعمامته وبرأسه 0
9- محافظ على أدب المحادثة : فلا تقاطع متحدثاً ولا تستخفن بحديثه أو تبادر إلي تكذيبه وتخطئته ولا تقم من عنده وهو يتحدث ما لم تستأذن منه ولا تنازعه الحديث أو تكمله إذا شرع فيه بل أقبل عليه بوجهك وسمعك وأصغ إليه ولو كنت قد سمعت حديثه من قبل فإن ذلك من مقومات المروءة وإياك والهذر والحديث عن النفس على سبيل المفاخرة والاستطالة ولا تتحدث عند من لا يرغب حديثك ولا تجرح مشاعر الآخرين ولا تواجههم بما يكرهون ولا تتحدث بما لا يناسب المقام وجانب التفحش في القول وبذاءة اللسان وذكر العبارات التي يمجها الذوق ولا تسكت في محل الحاجة ولا ترفع الصوت بلا داع وإياك وكثرة الجدل فإنه يذهب بالبهجة ويجلب الضغينة ويمحق المودات ويقود إلي العداوات واعلم أن للسان آفات كثيرة فإن أطلقت له العنان قادك إلي الهلكات ونزل بك إلي حضيض الدركات .
10- تدرب على الخطابة : فعود نفسك على إلقاء الكلمات سواء أمام زملائك أو أمام مدرسيك أو في مجامع الناس فالخطابة من مقومات المروءة ومن ضروب الشجاعة الأدبية وهي مما يعينك على بث العلم ونفع الناس فلا يقعدن بك الخوف عن اكتساب تلك الخصلة الشريفة إذ ليس من شرط الشجاعة ألا يجد المرء في نفسه الخوف من الكلام أو الإقدام فذاك شعور يجده كل أحد إذا ما هو بعمل جديد أو كبير بل يكفي في شجاعة الرجل ألا يعظم الخوف في نفسه حتى يمنعه من الإقدام أو يرجع به إلي الإنهزام فثق بنفسك وتوكل على ربك وخذ بالأسباب فأعد للكلمة جيداً خصوصاً في بداياتك ثم وطن نفسك على الصبر عند الصدمة الأولى وإياك وتضخيم النتائج فهب أن تكلمت مرة فأخطأت أو لم تجد ماذا في الأمر ؟ لا شيء فكل أحد عرضة للخطأ بل أن الخطأ هو طريق الصواب فلا تعظم شأن الخطأ في نفسك ولا تبال بلمز الناس وعيبهم فالسلامة منهم عزيزة المنال ليس يخلو المرء من ضد ولو **** حاول العزلة في رأس جبل
ثم انظر في عواقب الأمور فهل ستدع اكتساب هذه الخصلة وتعيش طوال عمرك وأنت لا تجيدها ؟ أترك لك الجواب وأقول لك : بل عود نفسك ودربها مرة بعد أخرى حتى تألف الخطابة وتعتادها فتكون بمشيئة الله – خطيباً مصقعاً تؤثر في الناس وتهز أعواد المنابر وإنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم .</div>
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
1- بذل العلم للناس ، عامهم وخاصهم وتوعيتهم بأمور دينهم ونشر الخير بينهم فإن كتم العلم وحجبه عن الأمة أمر خطير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كتم علماً ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة "
2- الدعوة الي الله على بصيرة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومجالات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي يجب على طلاب العلم الدخول فيها مجالات كثيرة يطول الحديث عنها فليرجع إليه في مواضعه) ( ولتكن منكم أمة يدعون إلي الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) [ سورة عمران : 12]
3- القدوة الصالحة فإن الناس ينظرون إلي طالب العلم نظرة خاصة فعليه أن يجعل من نفسه مثالاً رائعاً وألا يكون سبباً في ضلال الناس فلئن كانت المعصية في حق غيره واحدة فهي في حقه عدة معاص لأن الناس يتأسون به وكم يسمع الناس من احتجاج العوام لإقتنائهم مثلاً أجهزة الفساد كالفيديو وغيره بأن طالب العلم الفلاني يقتني في بيته هذا الجهاز سواء كان ذلك حقاً أو باطلاً فليتفطن طلاب العلم لذلك فإن كانت زلة العالم مضروباً بها الطبل فإنهم قريبون من ذلك .
4- الوعي الكامل الشامل بواقع الأمة والتفاعل مع قضايا المجتمع وعدم الانعزال عن هموم الناس ، وإن مما يبعث على الحزن أن نجد كثيراً من طلاب العلم من أبعد الناس عن واقع أمتهم .
5- الجرأة في الحق وهذه صفة عزت في الأمة وندر أهلها فعظمت الحاجة إلي الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم الذين لا يخافون على أنفسهم ولا أموالهم ولا غيرها في ذات الله تعالى .
6- الحرص على الاستفادة : فالعاقل اللبيب يحرص على الإفادة من كل أحد فيستفيد الأدب وحسن الخلق وحسن السمت والهدي من الأتقياء والكرماء وأهل المروءات بل يفيد من الحمقى وسيئي الأخلاق وذلك بأن يستشعر قبح صنيعهم ويتجنب كل ما يفضي إلي التخلق بأخلاقهم بل أن العاقل الفطن يستفيد حتى من الحيوانات كما قال ذلك غير واحد من أهل العلم أخذاً من قوله تعالى : ( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ) قال بعض أهل العلم : إن الشبه بين بني أدم والبهائم إنما هو في الطباع فمنهم من يتطوس كالطاووس ومنهم من يهتصر إهتصار الأسد ومنهم من همته كالجعلان وهكذا ……….قيل لأحد العقلاء : ممن استفدت السماحة والكرم ؟ - قال : من الديك يلقي له الحب فلا تطيب نفسه حتى يجمع دجاجاته ويفرق الحب بينها .
7- معرفة حرص السلف على تجميع الكتب إذا كان عز التاجر ومجده في دراهمه وكيسه فإن عز العالم ومجده وفخره في كتبه وكراريسه فهي ماله الحاضر وهي ذخره الذي يبقى نفعه له من بعده ولئن كان أهل الدنيا وأتباع الشهوات يتسابقون في تجميع الأموال وتحصيل اللذات والإستكثار منها فإن العالم الرباني يسابق ويسارع في تجميع أكبر قدر ممكن من الكتب الشرعية لأنها رأس ماله وعدته التي يقدم بها على الله وكذا كان سلفنا الكرام يفهمون الأمور فتدبر معي هذه النماذج العظيمة والصور المشرفة في الحرص على تجميع الكتب الشرعية وإقتنائها 0
قال الشيخ " محمد الطباخ " في ترجمة العلامة الأديب النحوي الوزير " أبي الحسن القفطي الحلبي " رحمه الله : " إنه ( أي القفطي ) لما أقام بحلب ( وكان حينها وزيراً ) كان يسعى كل السعي في شراء الكتب واقتنائها من البلدان البعيدة ، .. وتوافد عليه الوراقون والنساخون وباعة الكتب من كل حدب وصوب ، .. وكان يبذل فيها ( أي في شراء الكتب ) الأثمان العالية ويجزل فيها العطاء فتتوجه إليه من شتي البقاع والأصقاع حتى اجتمعت له مكتبة جامعة نادرة المثال "
وقال " ابن شاكر الكتبي " في ترجمة الوزير " القفطي " وجمع من الكتب ما لا يوصف وقصد بها من الآفاق وكان لا يحب من الدنيا سواها ولم تكن له دار ولا زوجة وأوصى ( أي القفطي ) بكتبه " للناصر " صاحب " حلب " ( أي أميرها ) وكانت تساوي خمسين ألف دينار ( فلو افترضنا أن الدينار يساوي الآن مئة ريال على أقل تقدير لكان المجموع هو خمسة ملايين ريال !! )
خلف الإمام " يحي بن معين " رحمه الله من الكتب مئة قمطر وأربعة عشر قمطرا ( والقمطر هو الكيس أو الصندوق الذي توضع فيه الكتب ) وأربعة حباب شرابية مملوءة كتباً "
وهذا الحافظ " ابن حجر " يقول في ترجمة الإمام " ابن القيـم " : وكان ( أي ابن القيم ) مغرى بجمع الكتب فحصل منها ما لا يحصى حتى كان أولاده يبيعون منها بعد موته دهراً طويلاً سوى ما اصطفوه (أي اختاروه) منه لأنفسهم
قال " ابن رجب " في ترجمة المحدث " ابن الخشاب البغدادي " رحمه الله " ذكر " ابن النجار " أنه لم يمت أحد من أهل العلم وأصحاب الحديث إلا وكان ( أي ابن الخشاب ) يشتري كتبه كلها فحصلت أصول المشايخ عنده وكان لا يخلو كمه ( أي جيب ثوبه ) من كتب العلم ! "
8- الإحسان إلي الناس : فبذلك ترضي ربك وتكسب ود إخوانك وتنال الخيرات وتنهال عليك البركات ذلك أن الإحسان إلي الناس شأنه جلل وأمره عظيم
ومن مظاهر ذلك أن تعين زملاءك وأن تفتح لهم صدرك وألا تبخل عليهم بإعانة أو مشورة أو نصيحة أو تعليم أو مناقشة أو غير ذلك ، ……
ومن ذلك أن تحمل همهم ولا تحملهم همك وأن تحسن إليهم وتتغاضي عن هفواتهم ولا تطالبهم بالمقابل فإن ذلك دأب النبلاء وأدب الفضلاء ممن تمت مروءتهم وكمل سؤددهم وتناهي فضلهم حتى إن ذلك السلوك ليروق كل الناس على اختلاف مشاربهم بل أن أهل الجاهلية كانوا لا يعدلون بتلك الخلال شيئاً وكانوا يسمون من اتصف بها " السيد المعمم " ويعنون بذلك أن كل جناية من جنايات القبيلة معصوبة بعمامته وبرأسه 0
9- محافظ على أدب المحادثة : فلا تقاطع متحدثاً ولا تستخفن بحديثه أو تبادر إلي تكذيبه وتخطئته ولا تقم من عنده وهو يتحدث ما لم تستأذن منه ولا تنازعه الحديث أو تكمله إذا شرع فيه بل أقبل عليه بوجهك وسمعك وأصغ إليه ولو كنت قد سمعت حديثه من قبل فإن ذلك من مقومات المروءة وإياك والهذر والحديث عن النفس على سبيل المفاخرة والاستطالة ولا تتحدث عند من لا يرغب حديثك ولا تجرح مشاعر الآخرين ولا تواجههم بما يكرهون ولا تتحدث بما لا يناسب المقام وجانب التفحش في القول وبذاءة اللسان وذكر العبارات التي يمجها الذوق ولا تسكت في محل الحاجة ولا ترفع الصوت بلا داع وإياك وكثرة الجدل فإنه يذهب بالبهجة ويجلب الضغينة ويمحق المودات ويقود إلي العداوات واعلم أن للسان آفات كثيرة فإن أطلقت له العنان قادك إلي الهلكات ونزل بك إلي حضيض الدركات .
10- تدرب على الخطابة : فعود نفسك على إلقاء الكلمات سواء أمام زملائك أو أمام مدرسيك أو في مجامع الناس فالخطابة من مقومات المروءة ومن ضروب الشجاعة الأدبية وهي مما يعينك على بث العلم ونفع الناس فلا يقعدن بك الخوف عن اكتساب تلك الخصلة الشريفة إذ ليس من شرط الشجاعة ألا يجد المرء في نفسه الخوف من الكلام أو الإقدام فذاك شعور يجده كل أحد إذا ما هو بعمل جديد أو كبير بل يكفي في شجاعة الرجل ألا يعظم الخوف في نفسه حتى يمنعه من الإقدام أو يرجع به إلي الإنهزام فثق بنفسك وتوكل على ربك وخذ بالأسباب فأعد للكلمة جيداً خصوصاً في بداياتك ثم وطن نفسك على الصبر عند الصدمة الأولى وإياك وتضخيم النتائج فهب أن تكلمت مرة فأخطأت أو لم تجد ماذا في الأمر ؟ لا شيء فكل أحد عرضة للخطأ بل أن الخطأ هو طريق الصواب فلا تعظم شأن الخطأ في نفسك ولا تبال بلمز الناس وعيبهم فالسلامة منهم عزيزة المنال ليس يخلو المرء من ضد ولو **** حاول العزلة في رأس جبل
ثم انظر في عواقب الأمور فهل ستدع اكتساب هذه الخصلة وتعيش طوال عمرك وأنت لا تجيدها ؟ أترك لك الجواب وأقول لك : بل عود نفسك ودربها مرة بعد أخرى حتى تألف الخطابة وتعتادها فتكون بمشيئة الله – خطيباً مصقعاً تؤثر في الناس وتهز أعواد المنابر وإنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم .</div>