إشراقة الفجر
12 Jan 2006, 06:30 PM
أحبابي الكرام ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
هذه الأحداث وقعت في عيد من الأعياد ...
وهي منقولة للعظة والعبرة ...
أترككم مع القصة:
أراد الله بكِ خيراً فكان عيدك في الجنة وحزننا في العيد
مع تكبيرات العيد .. يزداد شوقي إليكِ ..
مع تكبيرات العيد يزداد دعائي لأجلكِ ..
رحمك الله يا أمي الحبيبة ..
سنوات ست مرت وكأنكِ لم تكوني يوماً لكنك تركتي لنا كنزاً بذكرك الطيب وعملكِ الصالح ( نحسبك كذلك ولا
نزكيك على الله )
سنوات ثلاث قضيتها صابرة محتسبة تعانين فيها من مرض السرطان الذي أذاقكِ أنواع العذاب لكنه لم ينل من ثباتك وصبرك وعندما يشتد بك الألم لا تزيدين عن أن تقولي : ربِ إني مسني الضر وأنت أرحم الرحمين ..
في شهر شعبان اشتد المرض قال الطبيب : لم يبقى لها في الدنيا إلا أيام قد لا تتجاوز الأسبوع الواحد لا بد من استخدام المسكنات القوية التي سوف تتلف عظامها لأن الألم شديد لن تستطيع تحمله !! واقترب الأجل !! فهل اعترضتِ ؟؟ كنتِ تقولين اللهم إن كان الأجل قد حان فلا اعتراض لكن أسألك اللهم أن تبلغني رمضان لأنك تعلم أنني لا أحب الدنيا إلا لأجل رمضان .
من يصدق مع الله يصدقه الله .. بلغكِ المولى سبحانه وتعالى رمضان صيام قيام حتى الاعتمار يسره لكِ المولى .. منعك الأطباء من الصيام لكنكِ كنتِ تصومين بالخفاء حتى لا يمنعك أحد من أجمل متع الدنيا بالنسبة لكِ ..
أسعد أوقاتكِ عند قراءة القرآن والبقاء على سجادتكِ تتابعين الصلاة .. كانت تستمتع بالصلاة وقراءة القرآن كما يستمتع أحدنا بملذات الدنيا الفانية .. قصرنا معكِ كثيراً .. فليغفر لنا الله .. طلبت منا الالتحاق بمدرسة تحفيظ القرآن لكننا أهملنا الموضوع .. كانت تلح علينا كلما اجتمعنا بها ونسوف حتى توفاكِ الله .. اللهم اغفر لنا تقصيرنا !!
كانت تتابع التلاوة مع إذاعة القرآن الكريم وإذا لم تعرف السورة تتصل علي في بيتي بسرعة يا بنتي شوفي لي في أي سورة التلاوة لأتابع معهم ..
لا تترك سجادتها ومصحفها إلا عند دخول والدي للمنزل واسألوه عنها قد يكون اليوم أكثر شخص يفتقد نوراً في منزلنا أطفئ بوفاتها يفتقد حكمتها وعقلها مشورتها في كل الأمور .. عائلياً واجتماعياً وحتى في مجال أعماله ..
باب خير مفتوح للفقراء .. الجيران .. الأهل .. والأصدقاء من يدخل منزلها لا يحب الخروج منه ..
كانت تهتم لأمر المسلمين تدعو لهم تتصدق تحفر الآبار في المناطق النائية تكفل الأيتام ومن فضل الله فقد رزقهم الله الخير الكثير مادياً ولم يكن والدي يمنعها من عمل الخير والصدقات فله بإذن الله مثل أجرها .. لا يمكن أن تغمض عينها في الليل ولديها مال في محفظتها ..
كانت تقول أخاف أن أموت ولدي هذا المال وهناك أناس ليس لديهم طعام عشاء خذ هذا المال يا بني لأم فلان فلديها أيتام ..
وإذا لم يكن لديها ما تتصدق به تتصل علي وتسأل : هل بقي من راتبك شيئاً ؟ فإذا قلت لها ألف ريال . تقول أحضريها وتعالي وتعطيها لفلانة التي تعطل ولدها عن العمل منذ عدة أشهر ولم يجد وظيفة ..
هذا ما كنا نعرفه أما ما لم نكن نعرفه فالنساء اللواتي حضرن العزاء وبكينها أكثر مما بكيناها والله لم نكن نعرفهن يقولون لقد كانت تفتح لنا بيوتنا ..
رحمكِ الله يا أمي الحبيبة
باختصار كانت متعتها في الدنيا الصلاة وهي أجمل هواياتها والصيام والصدقات والاهتمام بالفقراء والأيتام ..
وكانت أحياناً تبكي وعندما أسألها تقول سمعت أن الجنة لا صلاة فيها ولا صيام .. وكانت تسافر لمكة المكرمة والمدينة المنورة في رمضان .. أحب ماكن تخرج إليه هو الحرمين والسنوات الأخيرة قبل مرضها كانت تقضي رمضان في المسجد النبوي الذي أحبته وأحبها .. ونسأل الله أن تشهد أعمدته وجدرانه لها على الخير الذي كانت تفعله فيه ..
بعد رمضان بدأ المرض يشتد من جديد بعد توقف تام خلال شهر رمضان .. وفي يوم التاسع من ذو الحجة يوم وقف الحجيج على عرفات كانت تتابع مع الحجيج خطواتهم ودعاؤهم بالتلفاز وكنا حولها وعند الساعة الحادية عشر ليلاً تركتها لأعود لمنزلي فطلبت مني أخذ عيديات أبنائي قلت لها يأخذونها منك غداً قالت غداً ؟ وابتسمت وكأنها لن تكون هناك وقبل فجر أعظم أيام الله يوم عيد الحج وكانت تتحدث مع أخي وأختي عن صلاة العيد والأضاحي ولا تنسوا فلان وفلانة وتوصيهم على أمهات أيتام فجأة قالت إنني أشعر بضيق في صدري إقرأي علي يا بنتي وبدأت أختي القراءة فنظرت أمي للأعلى وهي تتبسم ونطقت الشهادة وتوفيت وهي مبتسمة ..
تقول أختي كنت أقول : لا إله إلا الله محمداً رسول الله وهي تكررها خلفي ولم أكن أعلم أنها سكرات الموت لأنني لم أرى إلا وجها متبسماً بصرها يتبع شيئاً في الأعلى وخرج من فمها صوت مثل الكرعه تبعه بأخرى وهي متبسمة ..
لو كنت أعلم أنه خروج الروح أو أنها تحتضر قد لا أثبت لكنه فضل الله علي أن ثبتني الله فله الحمد والشكر والفضل والمنة .. أحضرت جهاز الضغط لأقيس ضغطها لأنني حتى هذه اللحظة لم أعلم أنها توفيت لكن الجهاز رقمي يكتب به خطأ .. وأكرر ..
علم أخي أنها قبضت فقال أعتقد أن أمي توفيت .. وكان قد اتصل بالمستشفى وحضر الطبيب .. انتهى كلام أختي التي أكرمها الله بأن لقنت أمي الشهادة وقد سمعت في إذاعة القرآن بعدها بفترة بسيطة أن الابن والبنت لا يصلوا إلى بر أباؤهم وأمهاتهم إلا من يلقن أبوه أو أمه الشهادة عند الموت فقط هو الذي يصل إلى كمال البر هنيئاً لها وغفر الله لنا ..
بقيت حتى صلاة الظهر متبسمة وكأنها نائمة ونحن حولها ومن ثم غسلناها ومن ساعدتني في تغسيلها إحدى الأخوات تقول إنني أرى في بعض النساء علامة أو علامتان تدل على الشهادة وهذه أول مرة أرى كل علامات الشهادة على إمرأة واحدة ..
وبعد صلاة الظهر وتكبيرات العيد صلينا عليها فكلما سمعت تكبيرات العيد تذكرت هذا اليوم ..
بعد التجهيز طلبت الأخت عباءتها لتغطيها بها !!! تذكرت حال فتياتنا ممن يلبسن عباءة الفتنة فعند موت المرأة لا يرافقها للمقبرة من ملابسها إلا العباءة تغطى بها وبعد إنزالها في القبر تعود العباءة ..
وكنت قد كتبت موضوع سابق بعنوان عباءتكِ التي تغطي جسدكِ اليوم سوف تغطي جنازتكِ غداً فاختاري !! لا أعتقد أن من لديها عقل ترضى بأن ترافقها للمقبرة عباءة فتنت بها شباباً عرضت مفاتنها بلبسها ولا حول ولا قوة إلا بالله .
أنزلها للقبر إخواني وكان الوقت ظهراً ولاحظ كل من نزل للقبر وكأن تيار هواء بارد يأتي من داخل القبر محمل برائحة المسك ..
سبحان الله هناك أمور كثيرة رأيتها أفضل عدم ذكرها لأنها كرامات من رب العالمين أكرم بها أمي الحبيبة أذكر لكم شيء غريب رأيته فيها وهي أنها كانت شديدة سواد الشعر وبها خصلة بيضاء في مقدمة رأسها كنا نرجوها أن تصبغها بأي لون إلا السواد وكانت ترفض وبشدة وتقول الشيب نور يوم القيامة تحسدونني أن شبت في الإسلام ..
وقبل وفاتها بيومين أصبحت هذه الخصلة سوداء بنفس لون شعرها ولم أرى أثراً للشيب فيها حتى أنني سألت أختي هل صبغتي شعر أمي فقالت لا لكن أرجو أن يكون هذا علامة على شفاؤها ..
ولم نكن نعلم أنها عودة للشباب رأيناها قبل موتها مع أنها عندما توفيت كان عمرها تقريباً 54 عاماً .. رحمها الله بعد أن جهزناها ورآها والدي يقول والله أنها عادت كيوم زواجنا وكأن عمرها 14 عاماً .. رحمكِ الله يا أمي الحبيبة ..
ثالث أيام العزاء وعند الفجر رأيت في النوم هاتف من السماء يقول لي أتريدين أن ترين أُمكِ ؟ أمكِ أزلنا عنها وصب الدنيا ونصبها أمك في روح وريحان ورب راضِ غير غضبان .. وأرى أنهم يزيلون عن جسدها مثل لحاء الشجر ويظهر بياض جسدها من تحته ونوراً يشع منها .. وعندها أيقظتني أختي لصلاة الفجر وأنا لا أزال أسمع صوت من السماء يكرر أمكِ في روح وريحان ورب راض غير غضبان ..
أما ابنة عمها فرأت بعد عدة أيام من وفاتها أنها في منزلها في الجنة وأن منزلها هو المسجد النبوي في الجنة وهي تمد السفر وتسقي الناس وتوزع عليهم اللبن مثلما كانت تفعل في رمضان .. اللهم عوضها عن حبها للعبادة وللحرمين وللصيام والصلاة والصدقة في الدنيا بما أنت أهله في الجنة ..
رحمكِ الله يا أمي الحبيبة كلما كبر مكبر وهلل رحمك الله أنت وجميع موتى المسلمين ..
حقاً أراد الله بكِ خيراً فكان عيدكِ في الجنة وحزننا في العيد
أليس من حقها علي أن أكتب لكم قصتها لتدعو لها مع كل عيد ؟
أليس من حقها علي أن تدعون لي أن يعينني الله على حفظ القرآن إرضاء لله أولاً ثم براً بأمي على الأقل أعوضها عن تقصيري معها في الدنيا أن أُلبسها تاج الوقار في الجنة ؟
أرجو كل من قرأ موضوعي هذا أن يدعو لأمي ولجميع موتى المسلمين بالرحمة والمغفرة ..
وأن يعينني الله على حفظ القرآن .
هذه الأحداث وقعت في عيد من الأعياد ...
وهي منقولة للعظة والعبرة ...
أترككم مع القصة:
أراد الله بكِ خيراً فكان عيدك في الجنة وحزننا في العيد
مع تكبيرات العيد .. يزداد شوقي إليكِ ..
مع تكبيرات العيد يزداد دعائي لأجلكِ ..
رحمك الله يا أمي الحبيبة ..
سنوات ست مرت وكأنكِ لم تكوني يوماً لكنك تركتي لنا كنزاً بذكرك الطيب وعملكِ الصالح ( نحسبك كذلك ولا
نزكيك على الله )
سنوات ثلاث قضيتها صابرة محتسبة تعانين فيها من مرض السرطان الذي أذاقكِ أنواع العذاب لكنه لم ينل من ثباتك وصبرك وعندما يشتد بك الألم لا تزيدين عن أن تقولي : ربِ إني مسني الضر وأنت أرحم الرحمين ..
في شهر شعبان اشتد المرض قال الطبيب : لم يبقى لها في الدنيا إلا أيام قد لا تتجاوز الأسبوع الواحد لا بد من استخدام المسكنات القوية التي سوف تتلف عظامها لأن الألم شديد لن تستطيع تحمله !! واقترب الأجل !! فهل اعترضتِ ؟؟ كنتِ تقولين اللهم إن كان الأجل قد حان فلا اعتراض لكن أسألك اللهم أن تبلغني رمضان لأنك تعلم أنني لا أحب الدنيا إلا لأجل رمضان .
من يصدق مع الله يصدقه الله .. بلغكِ المولى سبحانه وتعالى رمضان صيام قيام حتى الاعتمار يسره لكِ المولى .. منعك الأطباء من الصيام لكنكِ كنتِ تصومين بالخفاء حتى لا يمنعك أحد من أجمل متع الدنيا بالنسبة لكِ ..
أسعد أوقاتكِ عند قراءة القرآن والبقاء على سجادتكِ تتابعين الصلاة .. كانت تستمتع بالصلاة وقراءة القرآن كما يستمتع أحدنا بملذات الدنيا الفانية .. قصرنا معكِ كثيراً .. فليغفر لنا الله .. طلبت منا الالتحاق بمدرسة تحفيظ القرآن لكننا أهملنا الموضوع .. كانت تلح علينا كلما اجتمعنا بها ونسوف حتى توفاكِ الله .. اللهم اغفر لنا تقصيرنا !!
كانت تتابع التلاوة مع إذاعة القرآن الكريم وإذا لم تعرف السورة تتصل علي في بيتي بسرعة يا بنتي شوفي لي في أي سورة التلاوة لأتابع معهم ..
لا تترك سجادتها ومصحفها إلا عند دخول والدي للمنزل واسألوه عنها قد يكون اليوم أكثر شخص يفتقد نوراً في منزلنا أطفئ بوفاتها يفتقد حكمتها وعقلها مشورتها في كل الأمور .. عائلياً واجتماعياً وحتى في مجال أعماله ..
باب خير مفتوح للفقراء .. الجيران .. الأهل .. والأصدقاء من يدخل منزلها لا يحب الخروج منه ..
كانت تهتم لأمر المسلمين تدعو لهم تتصدق تحفر الآبار في المناطق النائية تكفل الأيتام ومن فضل الله فقد رزقهم الله الخير الكثير مادياً ولم يكن والدي يمنعها من عمل الخير والصدقات فله بإذن الله مثل أجرها .. لا يمكن أن تغمض عينها في الليل ولديها مال في محفظتها ..
كانت تقول أخاف أن أموت ولدي هذا المال وهناك أناس ليس لديهم طعام عشاء خذ هذا المال يا بني لأم فلان فلديها أيتام ..
وإذا لم يكن لديها ما تتصدق به تتصل علي وتسأل : هل بقي من راتبك شيئاً ؟ فإذا قلت لها ألف ريال . تقول أحضريها وتعالي وتعطيها لفلانة التي تعطل ولدها عن العمل منذ عدة أشهر ولم يجد وظيفة ..
هذا ما كنا نعرفه أما ما لم نكن نعرفه فالنساء اللواتي حضرن العزاء وبكينها أكثر مما بكيناها والله لم نكن نعرفهن يقولون لقد كانت تفتح لنا بيوتنا ..
رحمكِ الله يا أمي الحبيبة
باختصار كانت متعتها في الدنيا الصلاة وهي أجمل هواياتها والصيام والصدقات والاهتمام بالفقراء والأيتام ..
وكانت أحياناً تبكي وعندما أسألها تقول سمعت أن الجنة لا صلاة فيها ولا صيام .. وكانت تسافر لمكة المكرمة والمدينة المنورة في رمضان .. أحب ماكن تخرج إليه هو الحرمين والسنوات الأخيرة قبل مرضها كانت تقضي رمضان في المسجد النبوي الذي أحبته وأحبها .. ونسأل الله أن تشهد أعمدته وجدرانه لها على الخير الذي كانت تفعله فيه ..
بعد رمضان بدأ المرض يشتد من جديد بعد توقف تام خلال شهر رمضان .. وفي يوم التاسع من ذو الحجة يوم وقف الحجيج على عرفات كانت تتابع مع الحجيج خطواتهم ودعاؤهم بالتلفاز وكنا حولها وعند الساعة الحادية عشر ليلاً تركتها لأعود لمنزلي فطلبت مني أخذ عيديات أبنائي قلت لها يأخذونها منك غداً قالت غداً ؟ وابتسمت وكأنها لن تكون هناك وقبل فجر أعظم أيام الله يوم عيد الحج وكانت تتحدث مع أخي وأختي عن صلاة العيد والأضاحي ولا تنسوا فلان وفلانة وتوصيهم على أمهات أيتام فجأة قالت إنني أشعر بضيق في صدري إقرأي علي يا بنتي وبدأت أختي القراءة فنظرت أمي للأعلى وهي تتبسم ونطقت الشهادة وتوفيت وهي مبتسمة ..
تقول أختي كنت أقول : لا إله إلا الله محمداً رسول الله وهي تكررها خلفي ولم أكن أعلم أنها سكرات الموت لأنني لم أرى إلا وجها متبسماً بصرها يتبع شيئاً في الأعلى وخرج من فمها صوت مثل الكرعه تبعه بأخرى وهي متبسمة ..
لو كنت أعلم أنه خروج الروح أو أنها تحتضر قد لا أثبت لكنه فضل الله علي أن ثبتني الله فله الحمد والشكر والفضل والمنة .. أحضرت جهاز الضغط لأقيس ضغطها لأنني حتى هذه اللحظة لم أعلم أنها توفيت لكن الجهاز رقمي يكتب به خطأ .. وأكرر ..
علم أخي أنها قبضت فقال أعتقد أن أمي توفيت .. وكان قد اتصل بالمستشفى وحضر الطبيب .. انتهى كلام أختي التي أكرمها الله بأن لقنت أمي الشهادة وقد سمعت في إذاعة القرآن بعدها بفترة بسيطة أن الابن والبنت لا يصلوا إلى بر أباؤهم وأمهاتهم إلا من يلقن أبوه أو أمه الشهادة عند الموت فقط هو الذي يصل إلى كمال البر هنيئاً لها وغفر الله لنا ..
بقيت حتى صلاة الظهر متبسمة وكأنها نائمة ونحن حولها ومن ثم غسلناها ومن ساعدتني في تغسيلها إحدى الأخوات تقول إنني أرى في بعض النساء علامة أو علامتان تدل على الشهادة وهذه أول مرة أرى كل علامات الشهادة على إمرأة واحدة ..
وبعد صلاة الظهر وتكبيرات العيد صلينا عليها فكلما سمعت تكبيرات العيد تذكرت هذا اليوم ..
بعد التجهيز طلبت الأخت عباءتها لتغطيها بها !!! تذكرت حال فتياتنا ممن يلبسن عباءة الفتنة فعند موت المرأة لا يرافقها للمقبرة من ملابسها إلا العباءة تغطى بها وبعد إنزالها في القبر تعود العباءة ..
وكنت قد كتبت موضوع سابق بعنوان عباءتكِ التي تغطي جسدكِ اليوم سوف تغطي جنازتكِ غداً فاختاري !! لا أعتقد أن من لديها عقل ترضى بأن ترافقها للمقبرة عباءة فتنت بها شباباً عرضت مفاتنها بلبسها ولا حول ولا قوة إلا بالله .
أنزلها للقبر إخواني وكان الوقت ظهراً ولاحظ كل من نزل للقبر وكأن تيار هواء بارد يأتي من داخل القبر محمل برائحة المسك ..
سبحان الله هناك أمور كثيرة رأيتها أفضل عدم ذكرها لأنها كرامات من رب العالمين أكرم بها أمي الحبيبة أذكر لكم شيء غريب رأيته فيها وهي أنها كانت شديدة سواد الشعر وبها خصلة بيضاء في مقدمة رأسها كنا نرجوها أن تصبغها بأي لون إلا السواد وكانت ترفض وبشدة وتقول الشيب نور يوم القيامة تحسدونني أن شبت في الإسلام ..
وقبل وفاتها بيومين أصبحت هذه الخصلة سوداء بنفس لون شعرها ولم أرى أثراً للشيب فيها حتى أنني سألت أختي هل صبغتي شعر أمي فقالت لا لكن أرجو أن يكون هذا علامة على شفاؤها ..
ولم نكن نعلم أنها عودة للشباب رأيناها قبل موتها مع أنها عندما توفيت كان عمرها تقريباً 54 عاماً .. رحمها الله بعد أن جهزناها ورآها والدي يقول والله أنها عادت كيوم زواجنا وكأن عمرها 14 عاماً .. رحمكِ الله يا أمي الحبيبة ..
ثالث أيام العزاء وعند الفجر رأيت في النوم هاتف من السماء يقول لي أتريدين أن ترين أُمكِ ؟ أمكِ أزلنا عنها وصب الدنيا ونصبها أمك في روح وريحان ورب راضِ غير غضبان .. وأرى أنهم يزيلون عن جسدها مثل لحاء الشجر ويظهر بياض جسدها من تحته ونوراً يشع منها .. وعندها أيقظتني أختي لصلاة الفجر وأنا لا أزال أسمع صوت من السماء يكرر أمكِ في روح وريحان ورب راض غير غضبان ..
أما ابنة عمها فرأت بعد عدة أيام من وفاتها أنها في منزلها في الجنة وأن منزلها هو المسجد النبوي في الجنة وهي تمد السفر وتسقي الناس وتوزع عليهم اللبن مثلما كانت تفعل في رمضان .. اللهم عوضها عن حبها للعبادة وللحرمين وللصيام والصلاة والصدقة في الدنيا بما أنت أهله في الجنة ..
رحمكِ الله يا أمي الحبيبة كلما كبر مكبر وهلل رحمك الله أنت وجميع موتى المسلمين ..
حقاً أراد الله بكِ خيراً فكان عيدكِ في الجنة وحزننا في العيد
أليس من حقها علي أن أكتب لكم قصتها لتدعو لها مع كل عيد ؟
أليس من حقها علي أن تدعون لي أن يعينني الله على حفظ القرآن إرضاء لله أولاً ثم براً بأمي على الأقل أعوضها عن تقصيري معها في الدنيا أن أُلبسها تاج الوقار في الجنة ؟
أرجو كل من قرأ موضوعي هذا أن يدعو لأمي ولجميع موتى المسلمين بالرحمة والمغفرة ..
وأن يعينني الله على حفظ القرآن .