moslmeh84
27 Feb 2004, 09:44 PM
أوكد الأمور التي ينبغي أن توليها الأسرة المسلمة اهتمامها وتركيزها "تسيير الأبناء على منهج إسلامي تربوي" يمارسونه كل يوم وليلة حتى يتعودوه، ويصير جزءاً في حياتهم العملية، فتألفه طباعهم ويتأصل في كيانهم النفسي، ويرسخ في وجدانهم ومشاعرهم.
ويتوجب أن تكون تفاصيل هذا المنهج اليومي وقواعده ومواده مستوحاة من هدي الله - تعالى - في كتابه، وتوجيهات النبي - صلى الله عليه وسلم - في سنته، وما نقل عن الخلفاء الراشدين وبقية الصحابة الكرام والسلف الصالح.
ومن مفردات هذا المنهاج اليومي أنه إذا بزغ نور يوم جديد في حياة الناشئ المسلم وجهته أسرته بعد استيقاظه من النوم إلى أن يقول الحديث الذي رواه الشيخان: «الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور».
فإذا كان للولد حاجة في دخول مكان قضاء الحاجة، أرشدته الأسرة إلى آداب الدخول وقضاء الحاجة والاستنجاء، كأن يدخل بالرجل اليسرى ويخرج بالرجل اليمنى، ويدعو قبيل الدخول: «اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث». والخبث والخبائث: الجن والشياطين ونحوها من المكروهات.
كما يذكر الولد أن يحرص على تجنب استقبال القبلة واستدبارها وقت قضاء الحاجة وكشف العورة، لما أخرجه البخاري ومسلم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها، ولكن شرقوا وغربوا».
ويذكر أيضاً بأن من آداب قضاء الحاجة عدم الكلام إلا لضرورة طارئة. روى مسلم أن رجلاً مر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه السلام.
وينبغي على الأسرة أخذ الأبناء بوجوب تجنب النجاسات، والتحرّز من أن تصيب الثياب أو البدن، روى الدارقطني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «استنزهوا من البول، فإن عامة عذاب القبر منه».
ومن آداب قضاء الحاجة ألا يستنجي المرء بيمينه، بل يستخدمها في مكارم الأمور، فإذا خرج الولد من المكان فليقل: «غفرانك، الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني» كما رواه الترمذي وابن ماجة، ثم ليغسل يديه بالماء والصابون، أو بأي مطهر ومنظف، لأن ذلك أنقى وأطيب.
ثم ليشرع الوالد مع ولده بالوضوء مبيناً له فرائضه وسننه وآدابه وأدعيته، فقد روى الترمذي أن النبي – صلى الله عليه وسلم- كان يقول عقب الوضوء: «اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين».
وإذا كان في الوقت فسحة قبل بزوغ الفجر الصادق فليركع بضع ركعات تهجداً لله - تعالى - وإن لم يتيسر ذلك أدى سنة الفجر ركعتين، تليها ركعتا الفرض، وليحرص الابن على أدائها جماعة في مسجد الحي فهو أفضل وأحب إلى الله - تعالى - وأقوى على الطاعة مستقبلاً، نظراً لما يلمسه من الشعور بروح الجماعة. روى الشيخان عن رسول الله - صلى عليه وسلم - أنه قال: «صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ -أي المنفرد- بسبع وعشرين درجة».
ثم لتشرع الأسرة عقب صلاة الفجر في تناول الأدعية المأثورة من تهليل وتسبيح واستعاذة ودعاء. روى الترمذي أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- كان يقول بعد صلاة الفجر: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير» عشر مرات. وكان يقول أيضاً: «اللهم أجرني من النار «سبع مرات» واللهم إني أسألك الجنة «سبع مرات» كما في سنن أبي داود. هذا فضلاً عما ورد من التسبيح عقب كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، والحمد ثلاثاً وثلاثين، والتكبير ثلاثاً وثلاثين، وقول: لا إله إلا الله تمام المائة.
وبعد هذا يجدر بالأسرة المسلمة أن تعود أبناءها أن يفتتحوا يومهم بتلاوة ما تيسر من القرآن الكريم، وحفظ ما يستطيعون منه، استجابة لدعوة النبي – صلى الله عليه وسلم- حيث قال: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه"رواه البخاري. وقال في حديث آخر رواه مسلم: «اقرأوا القرآن فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة».
وينبغي على الأسرة أن تحرص هي وأبناؤها على هذه العبادة الكريمة يومياً، وتؤديها مجتمعة، ولو في قراءة آيات يسيرة العدد، لأن خير العمل ما واظب عليه صاحبه وإن قلّ.
ثم إذا تيسر للأسرة وقت كاف للقيام ببعض الحركات والتمارين الرياضية الهادفة فلا ينبغي أن تهمل ذلك، استجلاباً للنشاط، وتحقيقاً للقوة العضلية، وتأسياً بقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف». رواه مسلم.
ثم تبيّن الأسرة لأولادها أهمية تناول طعام الفطور صباحاً، حتى يتقووا به على أداء الواجبات اليومية؛ لأن كثيراً من الأسر والأبناء يهملون ذلك، وتحدث المشكلات الصحية والخور والدوخات للأبناء وهم بعيدون عن أنظار أهليهم، فيكون ما لا يحمد عقباه بسبب الجوع وقلة الطعام.
وعلى مائدة الطعام الجماعية يتبادل أفراد الأسرة الحديث حول آداب الطعام وسننه كالتسمية في أوله، والأكل باليمنى ومما يلي الإنسان، ونحو ذلك من الأحاديث الهادفة المفيدة للجميع.
ثم تشرع الأسرة بإرشاد الأبناء إلى أداء صلاة الضحى وأقلها ركعتان، ثم الخروج من البيت إلى مجال النشاط الاجتماعي المعهود لكل فرد، بعد أن يعد كل منهم ما قد يلزمه من أدوات ووسائل ترتبط بوظيفته وأعماله المهنية. وفي فضل صلاة الضحى هذه روى مسلم وأحمد عن عائشة - رضي الله عنها- قالت: «كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يصلي الضحى أربع ركعات ويزيد ما يشاء الله"(وقت صلاة الضحى يبدأ بعيد شروق الشمس إلى ما قبيل وقت الظهر).
هذا ويسن للمسلم إذا خرج من بيته أن يدعو الله مستحضراً عظمته طالباً توفيقه ويقول: «بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إنا نعوذ بك أن نزل أو نضل، أو نَظْلِم أو نُظْلَم، أو نَجْهل أو يُجْهل علينا». كما رواه الإمام الترمذي.
على أنه ينبغي أن يكون معروفاً عند أفراد الأسرة، أو أن يرشدها الوالدان إلى آداب الطريق كإفشاء السلام وحسن الكلام مع الناس، ولين الجانب، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغض البصر، ونحو ذلك من الأخلاق العامة والآداب الاجتماعية في مخالطة الناس والمرور في الطرقات، روى الشيخان أن بعض الصحابة قالوا: ما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: «غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر».
كما يشرع للأسرة تذكير الأبناء قبيل خروجهم من البيت صباحاً: بتقوى الله - تعالى - ومصاحبة الأتقياء الأخيار، والجد في العمل والوظائف، والمحافظة على الصلاة، وضبط النفس عند الغضب، والصدق والإخلاص في معاملة الناس وقضاء حاجاتهم، واحترام الكبير وتقديره، والعطف على الصغير وإعانته. قال الله - تعالى -: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً}، وفي آية أخرى {وقولوا للناس حسناً}..
فإذا عاد أفراد الأسرة إلى البيت من أعمالهم استقبلتهم الأم بالبسمة والفرحة والترحيب، مهيئة لهم أسباب الراحة والهدوء، متبادلة معهم الحديث عن الجديد في يومهم هذا.
ثم يستكمل أفراد الأسرة مفردات منهجهم الإسلامي في عمل اليوم والليلة، حيث يحرص الأبناء على أداء صلاة العصر والمغرب والعشاء جماعة، في مظهر حسن من الأناقة والنظافة والطيب.
ومن الأدعية الواردة لمن خرج من بيته إلى صلاة الجماعة في المسجد ما رواه مسلم أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- كان يقول في طريقه للصلاة: «اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي لساني نوراً، واجعل في سمعي نوراً واجعل في بصري نوراً، واجعل من خلفي نوراً، ومن أمامي نوراً، واجعل من فوقي نوراً، ومن تحتي نوراً، اللهم أعطني نوراً».
ويرشد الولد إلى أن يدخل المسجد بالرجل اليمنى قائلاً: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، فإذا خرج منه قدم الرجل اليسرى قائلاً: «اللهم إني أسألك من فضلك» رواه الطبراني وأبو ليلى.
هذا، ولتحرص الأسرة المسلمة على أن يؤدي أبناؤها واجباتهم اليومية في وقتها على أحسن وجه وأتم حال، تحت إشراف من يكبرهم سناً ويزيد عليهم خبرة ومعرفة في موضوع الواجبات، حتى يعطي الابن لزملائه صورة صادقة عن المسلم الجاد المتقن لعمله، ولنغرس في الذهن ما رواه البيهقي من قول النبي – صلى الله عليه وسلم-: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه».
ومن ثم كم هو جميل أن تجتمع الأسرة مساء كل يوم لتتحاور في أمر جديد، أو فضيلة خلقية، أو مأثرة اجتماعية أو حقيقة علمية، يتبادل أفراد الأسرة الكلام فيها، حتى يصلوا إلى موقف معين في ضوء ثقافتهم الإسلامية وإحساسهم الديني، ولا شك أن هذه اللقاءات الأسرية والاجتماعية المستمرة تزيد الترابط والمحبة وتعمق الفائدة، وتصبغ جو الأسرة بالوداد والسعادة العائلية التي يفتقدها كثير من الناس اليوم، نتيجة انصرافهم المستمر الطاغي إلى وسائل الإعلام ما فوت على كثير من الأسر فرص اللقاء مع بعضهم والجلوس معاً لتناول الحديث في موضوع مهم، يزيد في الارتباط العائلي أو يتوقف عليه مستقبل واحد من الأسرة.
وختاماً: لتحرص الأسرة على عدم الإكثار من السهر أو التأخر فيه، لثبوت ضرره بالصحة، وإرهاقه الأعصاب، وتضييعه البركة التي يتحراها المسلم صباح اليوم التالي في صلاة الفجر وما يعقبها من أدعية وأذكار. فإذا أوى الفرد إلى فراشه فليضطجع على طرفه الأيمن تالياً آية الكرسي، ثم سورة الإخلاص، ثم المعوذتين، قائلاً ما رواه الشيخان عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: «باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه. إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين».
وهكذا تقضي الأسرة مع أبنائها يوماً بل أياماً إسلامية مشبعة بالهدي النبوي، مملوءة بالخير والبر، فياضة بالسعادة على جميع الناس.
منقول
ويتوجب أن تكون تفاصيل هذا المنهج اليومي وقواعده ومواده مستوحاة من هدي الله - تعالى - في كتابه، وتوجيهات النبي - صلى الله عليه وسلم - في سنته، وما نقل عن الخلفاء الراشدين وبقية الصحابة الكرام والسلف الصالح.
ومن مفردات هذا المنهاج اليومي أنه إذا بزغ نور يوم جديد في حياة الناشئ المسلم وجهته أسرته بعد استيقاظه من النوم إلى أن يقول الحديث الذي رواه الشيخان: «الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور».
فإذا كان للولد حاجة في دخول مكان قضاء الحاجة، أرشدته الأسرة إلى آداب الدخول وقضاء الحاجة والاستنجاء، كأن يدخل بالرجل اليسرى ويخرج بالرجل اليمنى، ويدعو قبيل الدخول: «اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث». والخبث والخبائث: الجن والشياطين ونحوها من المكروهات.
كما يذكر الولد أن يحرص على تجنب استقبال القبلة واستدبارها وقت قضاء الحاجة وكشف العورة، لما أخرجه البخاري ومسلم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها، ولكن شرقوا وغربوا».
ويذكر أيضاً بأن من آداب قضاء الحاجة عدم الكلام إلا لضرورة طارئة. روى مسلم أن رجلاً مر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه السلام.
وينبغي على الأسرة أخذ الأبناء بوجوب تجنب النجاسات، والتحرّز من أن تصيب الثياب أو البدن، روى الدارقطني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «استنزهوا من البول، فإن عامة عذاب القبر منه».
ومن آداب قضاء الحاجة ألا يستنجي المرء بيمينه، بل يستخدمها في مكارم الأمور، فإذا خرج الولد من المكان فليقل: «غفرانك، الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني» كما رواه الترمذي وابن ماجة، ثم ليغسل يديه بالماء والصابون، أو بأي مطهر ومنظف، لأن ذلك أنقى وأطيب.
ثم ليشرع الوالد مع ولده بالوضوء مبيناً له فرائضه وسننه وآدابه وأدعيته، فقد روى الترمذي أن النبي – صلى الله عليه وسلم- كان يقول عقب الوضوء: «اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين».
وإذا كان في الوقت فسحة قبل بزوغ الفجر الصادق فليركع بضع ركعات تهجداً لله - تعالى - وإن لم يتيسر ذلك أدى سنة الفجر ركعتين، تليها ركعتا الفرض، وليحرص الابن على أدائها جماعة في مسجد الحي فهو أفضل وأحب إلى الله - تعالى - وأقوى على الطاعة مستقبلاً، نظراً لما يلمسه من الشعور بروح الجماعة. روى الشيخان عن رسول الله - صلى عليه وسلم - أنه قال: «صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ -أي المنفرد- بسبع وعشرين درجة».
ثم لتشرع الأسرة عقب صلاة الفجر في تناول الأدعية المأثورة من تهليل وتسبيح واستعاذة ودعاء. روى الترمذي أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- كان يقول بعد صلاة الفجر: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير» عشر مرات. وكان يقول أيضاً: «اللهم أجرني من النار «سبع مرات» واللهم إني أسألك الجنة «سبع مرات» كما في سنن أبي داود. هذا فضلاً عما ورد من التسبيح عقب كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، والحمد ثلاثاً وثلاثين، والتكبير ثلاثاً وثلاثين، وقول: لا إله إلا الله تمام المائة.
وبعد هذا يجدر بالأسرة المسلمة أن تعود أبناءها أن يفتتحوا يومهم بتلاوة ما تيسر من القرآن الكريم، وحفظ ما يستطيعون منه، استجابة لدعوة النبي – صلى الله عليه وسلم- حيث قال: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه"رواه البخاري. وقال في حديث آخر رواه مسلم: «اقرأوا القرآن فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة».
وينبغي على الأسرة أن تحرص هي وأبناؤها على هذه العبادة الكريمة يومياً، وتؤديها مجتمعة، ولو في قراءة آيات يسيرة العدد، لأن خير العمل ما واظب عليه صاحبه وإن قلّ.
ثم إذا تيسر للأسرة وقت كاف للقيام ببعض الحركات والتمارين الرياضية الهادفة فلا ينبغي أن تهمل ذلك، استجلاباً للنشاط، وتحقيقاً للقوة العضلية، وتأسياً بقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف». رواه مسلم.
ثم تبيّن الأسرة لأولادها أهمية تناول طعام الفطور صباحاً، حتى يتقووا به على أداء الواجبات اليومية؛ لأن كثيراً من الأسر والأبناء يهملون ذلك، وتحدث المشكلات الصحية والخور والدوخات للأبناء وهم بعيدون عن أنظار أهليهم، فيكون ما لا يحمد عقباه بسبب الجوع وقلة الطعام.
وعلى مائدة الطعام الجماعية يتبادل أفراد الأسرة الحديث حول آداب الطعام وسننه كالتسمية في أوله، والأكل باليمنى ومما يلي الإنسان، ونحو ذلك من الأحاديث الهادفة المفيدة للجميع.
ثم تشرع الأسرة بإرشاد الأبناء إلى أداء صلاة الضحى وأقلها ركعتان، ثم الخروج من البيت إلى مجال النشاط الاجتماعي المعهود لكل فرد، بعد أن يعد كل منهم ما قد يلزمه من أدوات ووسائل ترتبط بوظيفته وأعماله المهنية. وفي فضل صلاة الضحى هذه روى مسلم وأحمد عن عائشة - رضي الله عنها- قالت: «كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يصلي الضحى أربع ركعات ويزيد ما يشاء الله"(وقت صلاة الضحى يبدأ بعيد شروق الشمس إلى ما قبيل وقت الظهر).
هذا ويسن للمسلم إذا خرج من بيته أن يدعو الله مستحضراً عظمته طالباً توفيقه ويقول: «بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إنا نعوذ بك أن نزل أو نضل، أو نَظْلِم أو نُظْلَم، أو نَجْهل أو يُجْهل علينا». كما رواه الإمام الترمذي.
على أنه ينبغي أن يكون معروفاً عند أفراد الأسرة، أو أن يرشدها الوالدان إلى آداب الطريق كإفشاء السلام وحسن الكلام مع الناس، ولين الجانب، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغض البصر، ونحو ذلك من الأخلاق العامة والآداب الاجتماعية في مخالطة الناس والمرور في الطرقات، روى الشيخان أن بعض الصحابة قالوا: ما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: «غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر».
كما يشرع للأسرة تذكير الأبناء قبيل خروجهم من البيت صباحاً: بتقوى الله - تعالى - ومصاحبة الأتقياء الأخيار، والجد في العمل والوظائف، والمحافظة على الصلاة، وضبط النفس عند الغضب، والصدق والإخلاص في معاملة الناس وقضاء حاجاتهم، واحترام الكبير وتقديره، والعطف على الصغير وإعانته. قال الله - تعالى -: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً}، وفي آية أخرى {وقولوا للناس حسناً}..
فإذا عاد أفراد الأسرة إلى البيت من أعمالهم استقبلتهم الأم بالبسمة والفرحة والترحيب، مهيئة لهم أسباب الراحة والهدوء، متبادلة معهم الحديث عن الجديد في يومهم هذا.
ثم يستكمل أفراد الأسرة مفردات منهجهم الإسلامي في عمل اليوم والليلة، حيث يحرص الأبناء على أداء صلاة العصر والمغرب والعشاء جماعة، في مظهر حسن من الأناقة والنظافة والطيب.
ومن الأدعية الواردة لمن خرج من بيته إلى صلاة الجماعة في المسجد ما رواه مسلم أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- كان يقول في طريقه للصلاة: «اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي لساني نوراً، واجعل في سمعي نوراً واجعل في بصري نوراً، واجعل من خلفي نوراً، ومن أمامي نوراً، واجعل من فوقي نوراً، ومن تحتي نوراً، اللهم أعطني نوراً».
ويرشد الولد إلى أن يدخل المسجد بالرجل اليمنى قائلاً: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، فإذا خرج منه قدم الرجل اليسرى قائلاً: «اللهم إني أسألك من فضلك» رواه الطبراني وأبو ليلى.
هذا، ولتحرص الأسرة المسلمة على أن يؤدي أبناؤها واجباتهم اليومية في وقتها على أحسن وجه وأتم حال، تحت إشراف من يكبرهم سناً ويزيد عليهم خبرة ومعرفة في موضوع الواجبات، حتى يعطي الابن لزملائه صورة صادقة عن المسلم الجاد المتقن لعمله، ولنغرس في الذهن ما رواه البيهقي من قول النبي – صلى الله عليه وسلم-: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه».
ومن ثم كم هو جميل أن تجتمع الأسرة مساء كل يوم لتتحاور في أمر جديد، أو فضيلة خلقية، أو مأثرة اجتماعية أو حقيقة علمية، يتبادل أفراد الأسرة الكلام فيها، حتى يصلوا إلى موقف معين في ضوء ثقافتهم الإسلامية وإحساسهم الديني، ولا شك أن هذه اللقاءات الأسرية والاجتماعية المستمرة تزيد الترابط والمحبة وتعمق الفائدة، وتصبغ جو الأسرة بالوداد والسعادة العائلية التي يفتقدها كثير من الناس اليوم، نتيجة انصرافهم المستمر الطاغي إلى وسائل الإعلام ما فوت على كثير من الأسر فرص اللقاء مع بعضهم والجلوس معاً لتناول الحديث في موضوع مهم، يزيد في الارتباط العائلي أو يتوقف عليه مستقبل واحد من الأسرة.
وختاماً: لتحرص الأسرة على عدم الإكثار من السهر أو التأخر فيه، لثبوت ضرره بالصحة، وإرهاقه الأعصاب، وتضييعه البركة التي يتحراها المسلم صباح اليوم التالي في صلاة الفجر وما يعقبها من أدعية وأذكار. فإذا أوى الفرد إلى فراشه فليضطجع على طرفه الأيمن تالياً آية الكرسي، ثم سورة الإخلاص، ثم المعوذتين، قائلاً ما رواه الشيخان عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: «باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه. إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين».
وهكذا تقضي الأسرة مع أبنائها يوماً بل أياماً إسلامية مشبعة بالهدي النبوي، مملوءة بالخير والبر، فياضة بالسعادة على جميع الناس.
منقول