إشراقة الفجر
27 Jan 2006, 09:26 PM
هذه الطلاسم التي رأيتموها عنوانًا للموضوع كانت رسالة جوال وصلتني قبل أيام..!
ربما تضحكون منها أول الأمر..
لكنها أبكتني حدّ النشيج واللهِ..
طلاسمٌ؛
بعث بها إلي أخي الصغير فهد..
فهد الذي لديه –ولله وحده الشكرُ وله الحكمُ والأمر- ضمورٌ في نمو خلايا المخ؛
وانسدادٌ في المرئ؛
واعوجاجٌ في العمود الفقري؛
وتقرحٌ مزمنٌ في الأمعاء؛
وفوق هذا كله؛ هو مصابٌ بحالة نادرة من البُكم؛
يسمع كل شئ.. لكنه لا يستطيع التعبير بلسانه عن أي شئ..!
طلاسمٌ؛
هي في قلبي أبلغ من كل رسائل تهنئة العيد التي وصلتني؛
بل أصدق؛
وأبهى؛
وأجمل..!
آاااهِ يا فهد..
أتراك كنت تريد أن تقول لي : كل عامٍ وأنت بخير يا أخي..؟!
أو كنت تود أن تسائلني : متى تعود..؟!
أو تُراك رغبت في أن تهمس إلي : اشتقتُ إليك..؟!
أو هي ترجمتُك البريئة لكلمة : أحبك..؟!
لا أدري يا فهد.
لا أدري..
كل الذي أدريه أن رسالتك قد عبثت بي وهزتني من الأعماق هزًا؛
تمامًا كما فعلتَ أنت أيضًا معي قبل ساعات فقط من كتابتك لهذه الرسالة؛ حين حدثتني أختي كيف أنهم افتقدوك؛
بحثوا عنك في كل مكان حتى وجدوك في زاوية من زوايا غرفتك؛
هناك بعيدًا عن أعين الناس؛ كنتَ على استحياء تواري بين يديه الصغيرتين شيئًا تُننقله بين حضنك وشفتيك..
ولم يكن ذاك الشيء سوى صورتي التي انتزعتَها من حقيبة أمي..!
أتُراك افتقدتني في العيد فلم تجد غير بوحٍ صامتٍ كهذا لتعبر عن شوقك..؟!
أكنتَ تخشى من نظرات الآخرين..؟!
أم هو تعامل عامة الناس معك قد عوّدك على ألا تُعبر عن مشاعرك إلا في خلوتك..؟!
أسئلةٌ كثيرةٌ من وحي مرآك؛ أبكت أختي..
وأبكت أمي..
وأبكتني أيضًا..!
آآآه يا فهد..!
أتذكر يا طاهر القلب أول أيام زيارتكم لي هنا في غربتي..؟!
يومها؛
لم تكد تضع قدمك الأولى في منزلي حتى أتيتني بقطعة ملفوفة ومددتَها إليّ..
فتحتُها؛
فوجدتُ (محفظة نقود) صغيرة، عليها آثار تدل على استخدامها..
طالعتُك مُبتسماً أنتظر منك الإيضاح.. فالتفتَّ إلي أمي الحبيبة كأنما تطلب منها نجدتك..
فقالت :
"... هذه يا بُني هدية لك من فهد.. كان قد سَمِعَنا يومًا ونحن هناك نتندر على ضياع محفظتك –كعادتك-؛
فلم يُعلق بشيء -أو بالأحرى كان عاجزًا عن التعليق بشئ- فمضى إلى محفظته.. وأخرج ما كان فيها؛
ثم جاءني بها وهو يومئ بيديه ويحرك رأسه.. وأمضى وقتًا حتى يُفهمني أن أخبئها هديةً لك..
وهاهي الآن بعد شهور بين يديك..." ..!!
أرأيتم يا ناس..؟!
غيرُه يتندر؛ وهو يرحم.. ويُشفق.. ويُهدي..
إن لذوي الاحتياجات الخاصة قلوبًا كقلوبنا؛
تعرف معنى الحب.. وتذوق مرارة الألم.. وتصطلي بلهيب الشوق..
وإن لهم رغباتٍ كرغباتنا؛
فامنحوهم الحب.. وأغدقوا عليهم الود.. وحاذروا المساس بكرامتهم وأنتم لا تشعرون..
وأنت يا فهد :
أعلم أنك لا تستطيع قراءة كلامي هذا؛ لكني موقنٌ "أن حديث الروح للأرواح يسري"..
فاعلم إذن [ يا أفصح الناس في عين أخيك ] أنني
أحبك..
وأحب نقاءك في زمنٍ تكدّر فيه حتى النقاء..!
أخوك المشتاق إليك..
منقول ...
ربما تضحكون منها أول الأمر..
لكنها أبكتني حدّ النشيج واللهِ..
طلاسمٌ؛
بعث بها إلي أخي الصغير فهد..
فهد الذي لديه –ولله وحده الشكرُ وله الحكمُ والأمر- ضمورٌ في نمو خلايا المخ؛
وانسدادٌ في المرئ؛
واعوجاجٌ في العمود الفقري؛
وتقرحٌ مزمنٌ في الأمعاء؛
وفوق هذا كله؛ هو مصابٌ بحالة نادرة من البُكم؛
يسمع كل شئ.. لكنه لا يستطيع التعبير بلسانه عن أي شئ..!
طلاسمٌ؛
هي في قلبي أبلغ من كل رسائل تهنئة العيد التي وصلتني؛
بل أصدق؛
وأبهى؛
وأجمل..!
آاااهِ يا فهد..
أتراك كنت تريد أن تقول لي : كل عامٍ وأنت بخير يا أخي..؟!
أو كنت تود أن تسائلني : متى تعود..؟!
أو تُراك رغبت في أن تهمس إلي : اشتقتُ إليك..؟!
أو هي ترجمتُك البريئة لكلمة : أحبك..؟!
لا أدري يا فهد.
لا أدري..
كل الذي أدريه أن رسالتك قد عبثت بي وهزتني من الأعماق هزًا؛
تمامًا كما فعلتَ أنت أيضًا معي قبل ساعات فقط من كتابتك لهذه الرسالة؛ حين حدثتني أختي كيف أنهم افتقدوك؛
بحثوا عنك في كل مكان حتى وجدوك في زاوية من زوايا غرفتك؛
هناك بعيدًا عن أعين الناس؛ كنتَ على استحياء تواري بين يديه الصغيرتين شيئًا تُننقله بين حضنك وشفتيك..
ولم يكن ذاك الشيء سوى صورتي التي انتزعتَها من حقيبة أمي..!
أتُراك افتقدتني في العيد فلم تجد غير بوحٍ صامتٍ كهذا لتعبر عن شوقك..؟!
أكنتَ تخشى من نظرات الآخرين..؟!
أم هو تعامل عامة الناس معك قد عوّدك على ألا تُعبر عن مشاعرك إلا في خلوتك..؟!
أسئلةٌ كثيرةٌ من وحي مرآك؛ أبكت أختي..
وأبكت أمي..
وأبكتني أيضًا..!
آآآه يا فهد..!
أتذكر يا طاهر القلب أول أيام زيارتكم لي هنا في غربتي..؟!
يومها؛
لم تكد تضع قدمك الأولى في منزلي حتى أتيتني بقطعة ملفوفة ومددتَها إليّ..
فتحتُها؛
فوجدتُ (محفظة نقود) صغيرة، عليها آثار تدل على استخدامها..
طالعتُك مُبتسماً أنتظر منك الإيضاح.. فالتفتَّ إلي أمي الحبيبة كأنما تطلب منها نجدتك..
فقالت :
"... هذه يا بُني هدية لك من فهد.. كان قد سَمِعَنا يومًا ونحن هناك نتندر على ضياع محفظتك –كعادتك-؛
فلم يُعلق بشيء -أو بالأحرى كان عاجزًا عن التعليق بشئ- فمضى إلى محفظته.. وأخرج ما كان فيها؛
ثم جاءني بها وهو يومئ بيديه ويحرك رأسه.. وأمضى وقتًا حتى يُفهمني أن أخبئها هديةً لك..
وهاهي الآن بعد شهور بين يديك..." ..!!
أرأيتم يا ناس..؟!
غيرُه يتندر؛ وهو يرحم.. ويُشفق.. ويُهدي..
إن لذوي الاحتياجات الخاصة قلوبًا كقلوبنا؛
تعرف معنى الحب.. وتذوق مرارة الألم.. وتصطلي بلهيب الشوق..
وإن لهم رغباتٍ كرغباتنا؛
فامنحوهم الحب.. وأغدقوا عليهم الود.. وحاذروا المساس بكرامتهم وأنتم لا تشعرون..
وأنت يا فهد :
أعلم أنك لا تستطيع قراءة كلامي هذا؛ لكني موقنٌ "أن حديث الروح للأرواح يسري"..
فاعلم إذن [ يا أفصح الناس في عين أخيك ] أنني
أحبك..
وأحب نقاءك في زمنٍ تكدّر فيه حتى النقاء..!
أخوك المشتاق إليك..
منقول ...