مشاهدة النسخة كاملة : مواجهة جريئة ... مع النفس الأمارة بالسوء .
أحمد ...
05 Feb 2006, 02:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي في الله ..
لابد من الصراحة .. وتعرية النفس الأمارة بالسوء .. ومواجهتها .. وكبح جماحها .. وحتى الاستعاذة من شرها كما جاء في الدعاء المأثور : اللهم إني أعوذ بك من شرور نفسي ومن سيئات أعمالي ..
إن هذه النفس أخوتي .. هي عدونا اللصيق بنا .. والذي يحاربنا صباح مساء .. لا ينفك عن الكيد لنا ومحاولة إيقاعنا فيما لا تحمد عقباه .. ولا يخفى علينا أن المشجع والمحفز لها في عمل الشر هو الشيطان الرجيم ..
فينبغي ألا نتركهما هكذا يسرحان ويمرحان ويلعبان بنا كما يشاءان .. بل علينا التصدي لهما بكل ما أوتينا من قوة الإيمان .. فذلكم هو السلاح الفاعل لمواجهة كل الشرور والآثام .
ومن المعلوم أخوتي أن تلكم النفس الأمارة بالسوء .. يكاد نشترك فيها جميعاً إلا من رحم الله تعالى .. فمن منا لا يحس مراراً وتكراراً أنه مذنب .. أو أنه ارتكب سيئة ما .. أو قال قولاً غير محمود .. أو عمل عملاً غير مرضي .. الخ
وما سنتاوله أخوتي في هذه الصفحة بمشيئة الله تعالى : جملة من الصفات والسمات الغالبة علينا ـ وهي غير محمودة بالطبع ـ ويتطلب منا مواجهة أنفسنا بها دون خجل .. بل بشجاعة أدبية محمودة .. لنخسئ بذلك الشيطان الرجيم .. ولتصبح أنفسنا راضية مرضية بحول الله وقوته ...
ويسعدني كثيراً مساهمتكم معي في الإحاطة بهذه الصفات .. وتعريتها .. وتقويمها لنحقق مبدأ التناصح في الدين سيراً على خطى حبيبنا المصطفى عليه الصلاة والسلام .
.....
tahraaa
05 Feb 2006, 04:51 PM
السلام عليكم إخوتي في الله
أشكر الأخ الكريم أحمد على إثارته لهذا الموضوع ...
وأنا بدوري يمكن أن أطرح بعض من هذه الرواسب الأخلاقية التي كثير من الأحيان لانستطيع السيطرة عليها وفي بعض الأحيان قد نتمالك أنفسنا...
ومن بين هذه الصفات الغير المحمودة ...
- عدم غض البصر فلاحول ولا قوة إلابالله بعض الأحيان تتغلب علي النفس الأمرة ولاأستطيع غض بصري عن بعض المنهيات كالتلفاز أو في الشارع غير أني في أحيان كثيرة أحاول جاهدة إمتثال وتذكير نفسي بأن الله يراقبنا ويحاسبنا وما هذه النظرات إلا سهم من سهام الشيطان يريد أن يسقط في حباله أكبر قدر ممكن من المؤمنين حتى يحلو له الجو ويطالب بعدها بالمزيد...أعاذنا الله وإياكم من وسوسة الشياطين وأن يحضرون ...
-العصبية الزائدة في بعض الأحيان نعم أعاني كثيرا من هذه الخصلة وللأسف لا أستطيع السيطرة عليها مما يزيد الطينة بلة السب بكلام بذيء لأني أكون قد إستفززت بقوة وأنا من النوع الهادئ بطبعي والمسالمة ومثالية ...غير أني لاأعيش وحدي في هدا العالم الملئ بالمتناقضات والإختلافات وأريد أن يكون الكل على شاكلتي وهذا مستحيل فتراني أنفض كأسد جريح ولاأعرف ماذا أقول وقد أطال حتى والدي لأني أحس أنني في عالم وهم في عالم آخر مما يسبب لي كثير من القنوط و الإكتئاب للأسف وحتى هذه اللحظة لا أستطيع السيطرة على نفسي وقد حاولت أن أعيش في أوهامي وأتقبل الأخر كما هو وألتزم السكوت ...وهذا شيء أصعب...
أكتفي بهذين الخصلتين لأفتح المجال لباقي الإخوة ...
أختكم طاهرة
منير 83
06 Feb 2006, 12:21 PM
نسال الله الهداية للجميع
نصيحه مباركه ان شاء الله تكون فى مزان حسناتك
ويرفعك بها يوم يقوم الاشهاد الى رب العباد
محب الدعوة
06 Feb 2006, 01:33 PM
أحمد
بارك الله فيك وكتب لك الأجر
وموضوع بالغ الأهمية أصلح الله
قلوبنا وشأننا ،،،
طاهرة
كتب الله أجرك على تعقيبك الجميل
أحمد ...
06 Feb 2006, 07:52 PM
السلام عليكم .. أخوتي الكرام ...
بارك الله في ردودكم الطيبة المثمرة والمشجعة للسير قدماً في هذا الموضوع الهادف ..
وشكراً لك أختي الكريمة طاهرة على مشاركتك بعرض خصلتين هما فعلاً متلازمتان لكثير منا .. ولكن بالضرورة مجاهدة النفس بكل ما أوتينا من قوة الإيمان على هجرهما والتخلص منهما .. وذلكم هو الامتحان الصعب والافتتان الذي أشارت إليه الآية الكريمة :
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ }العنكبوت2
فنسأله تعالى أن يعيننا على أن نتغلب على تلك الفتن ونقهر أنفسنا ونطوّعها على اتباع الطريق المستقيم .
أخوتي الكرام ..
هناك صفة تلازم الكثير منا ـ وأنا من بينهم في أحيان كثيرة ـ تلكم هي : العبوس و تقطيب الجبين والإكثار من التأفف والتنهيدات في تعاملاتنا مع بعضنا البعض .. أعني المحيط الاجتماعي الذي نعيش فيه ..
فهذه سمة الغالبة بين الناس وأنا أحدهم .. وهي سمة غير حميدة بطبيعة الحال .. ونهج الحبيب المصطفى عليه السلام لم يكن كذلك .. بل كان النقيض من ذلك تماماً .. فقد كان بسّاماً في وجوه الآخرين .. يتمازح معهم في كثير من الأحيان .. كانت البشاشة والاستبشار هو الغالب على طبعه صلى الله عليه وسلم ..
لذلك جاء في هديه المبارك : تبسمك في وجه أخيك صدقة .
لماذا لا نحاول إجبار أنفسنا على أن تسير نحو هذا النهج الطيب ..!!
يتعلل الكثير بظروف الحياة الصعبة .. وبكثرة المتاعب والهموم .. غير أن ذلك المبرر غير مقبول .. فالإنسان خلق على هذه السنة الكونية : " لقد خلقنا الإنسان في كبد " ...
إذن لا يبرر هذه الصفة ـ غير المحمودة ـ شيء .. فينبغي أن نمرن أنفسنا على طلاقة الوجه وبشاشته والابتسامة عند ملاقاة الآخرين .. فذلكم هي سمة المؤمن وسجيته .
...
أحمد ...
11 Feb 2006, 09:20 PM
السلام عليكم :
أخوتي الكرام ..
تحية الإسلام أهملناها إهمالاً كبيراً .. نمر في شارع .. أوندخل دائرة إدارية أو سوق تجاري .. أو نكون في مطار أو على متن طائرة أو قطار .. إلخ .. لا نكاد نسمع تحية الإسلام تلقى بوجهها الشرعي الصحيح ..
ألاقي صاحبي أو رفيقي أو زميلي .. فأقول له : مرحبا أو أهلاً أو يا هلا أو هلا هلا أو سلامات ... وأصبح أخيراً يتفنن البعض ويقول : مرحبتين !!!!! إلخ ...
لماذا لا نقول : السلام عليكم ... بنفس طيبة ويكون الرد : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. بكل محبة وسلام !!؟
ما أجملها من تحية إن خرجت من نفس مؤمنة ملؤها الحب والإخاء .. كلما يلتقي مسلمان !!! ويكون الوجه طلِقاً حسن المُحيّا !! فما أجمل ذلك !!
أهملنا هذه التحية المباركة فكثر الحقد والحسد والضغينة والكره والتباغض ..
متى نعود لطبيعتنا المسلمة فطرة الله التي فطر الناس عليها ليكون التآلف والحب والوئام !؟
متى !؟
محب الإسلام
12 Feb 2006, 01:56 AM
بارك الله فيك أخي العزيز حمد ومجهود طيب تشكر عليه ونقل ممتاز جدااا ونصائح ذات أهمية كبير أسال الله العلى العظيم ان يرفع قدرك ويعلى شأنك ويجعل جميع أعمالك لوجه الكريم
محب الأسلام
أحمد ...
12 Feb 2006, 09:28 PM
جزيت خيراً اخي في الله تعالى : محب الإسلام على متابعتك الطيبة .. وفقني الله وإياك وجميع الأخوة الكرام في هذا المنتدى الطيب المبارك للتقوى والقول السديد والعمل الصالح .
ولله الحمد أولاً وآخراً .
أحمد ...
13 Feb 2006, 07:55 PM
السلام عليكم ..
أخوتي الكرام :
صفة غير حميدة تسيطر على كثير منا وتكاد تكون عامة .. نلحظها من خلال تعاملنا اليومي مع الناس الذين نعرفهم أو لا نعرفهم .. تلكم هي : قلة الصبر .. وضيق الخلق .. وعدم السماحة وسعة البال ..
يخاطبني شخص ما في موضوع ما وما ألبث أن أحس أن في كلامه ولو شيئاً من النقد أو النصح أرد عليه بنبرة عالية وعدم رضا وربما يصحبها شيء من القسوة .. لا لشيء إلا لكون كلامه لم أرتضيه ...والأدهى من ذلك والأمر أن يكون الكلام حقاً .. وفي هذه الحالة نضيف لما تقدم من صفات : التكبر والتعالي على الحقيقة وعدم قبول النصح .. وتلكم هي الطامة الكبرى ... ويستقيم الأمرـ أخوتي ـ ويكون في النهج السليم والمحمود إذا حل محل تلكم الصفات المذمومة .. سعة صدر وحلم وحكمة وصبر ورد بمعروف وإحسان وتقبل لنصح وإرشاد مع شكر وامتنان ..
ما أتعجب منه حقاً أن نفوسنا ـ العنيدة ـ تفقه الحق والقول السديد والنهج القويم .. وتخالفه عملياً في أحيان كثيرة ..!! لماذا .. !!؟
ولا أدري تحيداً الإجابة على هذا التساؤل : ربما تريد تلكم النفس نفوساً مثلها تعينها على اتباع الحق .. أو ربما الضغط النفسي الذي نعانيه يفوق الحد المعقول .. أو ربما ضعفٌ فينا جاء تراكمياً وما انتبهنا له إلا آخراً .. أو ربما ـ وهذا ما أرجحه ـ أن سنة الله تعالى في خلقه تلزمنا أن نكون هكذا ...
فالله تعالى أعلم ..
ولكم الشكر . .
أحمد ...
19 Feb 2006, 09:17 PM
أخوتي الأفاضل :
السلام عليكم ... :)
استهانة بالوقت وعدم انضباط في المواعيد !!
صفة أعاني منها وبشدة وربما غيري الكثير يعانون منها .. فهل إلى خروج من سبيل !!؟
أقول ـ مثلاً ـ سأبقى على النت ساعة فقط لأن لي عملاً آخر لا يقل أهمية أريد إنجازه .. ماذا يحصل !! .. أدخل النت وأسرح في عالمه لأتفاجأ أنني تجاوزت الساعتين !! رغم أن الساعة أمامي على سطح المكتب ولست بغافل عنها .. لكنه ضعف في العزم .. نعم فالعزم قوته غير كافية لأضبط نفسي به فأخلف ما وعدت به نفسي دون مبرر منطقي لذلك إلا كوني أطعت نفسي فحسب !!
وأسوق لكم أخوتي مثالاً آخر :
أكلم صديقي بالهاتف وأقول له بأني سألاقيه الخامسة مساءً بالضبط .. هكذا أعده .. وأجد نفسي وقد جاءت الخامسة والنصف ولم أتهيأ بعد للذهاب إليه !!!
طبعاً المبررات متوفرة وحاضرة .. فأنفسنا لا تعجز عن خلق أسباب وأسباب نبرر بها عدم التزامنا بالمواعيد وعدم احترامنا للوقت وأهميته ..
فنقول : هي مشاغل الحياة!! ومطالب الأسرة !! ومشاكل المرور !! وإرهاق الوظيفة !! وووووو ... إلخ
لكن الحقيقة التي يجب أن نواجه بها أنفسنا هي : أن ضعف بيّن في العزم يسيطر علينا وعدم مبالاة للمثل والمبادئ والتي ـ فقط ـ نفلح في تنسيق عباراتها وبهرجة جملها .. ولا نترجمها سلوكاً وأفعالاً !!
فسبحانك ربي .. لك فينا شؤون .. وحمداً لك وشكراً أن جعلت دخول الجنان برحمتك فحسب .. وليس بأفعالنا لكنا قد هلكنا جميعاً .
....
آمال
20 Feb 2006, 08:17 AM
جزاك الله خيرا أخي الكريم أحمد
أرجو أن تتابع هذا الحيث فهو رائع ومفيد
وأريد لو تتكلم مشكورا عن الخطرات والأفكار التي قد تفرضها هذه النفس الأمارة بالسوء
عالجها؟؟وهل نحن آثمين على كل ما نفكر فيه ؟؟ وإذا كان لا فإلى أي أحد لسن آثمين ؟؟
أحسن الله إليك وجعل ما تقول في ميزان حسناتك
أحمد ...
20 Feb 2006, 09:24 PM
السلام عليكم ..
كل الشكر والتقدير لك أختي آمال على المرور والمتابعة ...
وما تفضلت به أختي الكريمة جدير بأن نقف معه وقفة تأمل وتدبر وتفكر .. ونسأل أنفسنا .. أستحاسبين يا نفس على خطراتك وأفكارك بالسوء ..!؟
والجواب يقيناً تضمنه كتاب الله وسنة نبيه بأن الإنسان غير محاسب على ما يخطر في باله أو يفكر به عقله أو توسوس به نفسه .. فذلك من الصفات البشرية التي لا مندوحة منها ولا مناص .. أي أنها حاصلة مع كل إنسان إلا من عصم الله .. وأكثر من ذلك أن من هم بمعصية ولم يفعلها مخافة من الله كتبت له حسنة .. فالمؤمن في خير وسعة إلا من أراد الهلاك لنفسه بأن أضمر الشر وبيت النية على فعله وقام بفعله وأصر على ذلك .. فذلكم ظالم لنفسه ..
والحمد لله أن جعلنا من الذين يحاسبون أنفسهم .. وهي الدرجة الثانية للنفس وهي خير من الأولى بالطبع .. وأعني النفس اللوامة ..
فاللهم اجعلنا من الأوابين التائبين ومن عذابك خائفين ولرحمتك راجين يا أرحم الراحمين يا رب العالمين .
...
ten_ten_1010
21 Feb 2006, 10:02 PM
mwdo3 momtaz
nantazer al bkya
gazakom allaho khirn
أحمد ...
22 Feb 2006, 08:31 AM
mwdo3 momtaz
nantazer al bkya
gazakom allaho khirn
موضوع ممتاز .. ننتظر البقية .. جزاكم الله خيراً .
أرجو أن يكون التعريب صحيحاً !!
ولك أيضاً كل التقدير والامتنان على المرور والمتابعة .
وجزى الله الجميع كل خير وإحسان .
أبوالزبير
22 Feb 2006, 08:52 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باركَ الله فيكَ أخي أحمد ونفعنا الله وإياكَ بهذه الدرر النافعة
فواصل رعاك الله فنحن في انتظارك
كلماتك مختصرة .. ولكنها تلامس الواقع
وقفة : دخل عبد الرزاق الصعاني قادما من اليمن حتى دخل مكة فتوافد علية الناس لطلب الحديث وفي اليوم الثاني لم يأته أحد ثم في اليوم الثالث كذلك لم يأتي أحد فأخذ يضرب على رأسه ويقول هل أنا كذاب هل أنامدلس ليتركني الناس .
فقال له أحد تلاميذه : لقد جاء (وكيع ) من العراق
فقال عبد الرزاق الصنعاني :
وكيع كالتنين أينما وقع أحرق.
سؤال : ألا يستحق هذا الموضوع التميز
إجابة : بلى يستحق
سؤال : لماذا ؟
إجابة : لإنه فعلاً مميز لذلك ختم بالتميز
وفقك الله أخي أحمد
أبوالزبير
22 Feb 2006, 09:36 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مواجهة جريئة .. مع النفس الأمارة بالسوء
أخي أحمد أسمحلي بهذهِ الإضافه رعاك الله وسدد خطاك
من أشد الآفات فتكًا بالأفراد والمجتمعات آفة "سوء الظن"؛ ذلك أنها إن تمكنت قضت على روح الألفة، وقطعت أواصر المودة، وولَّدت الشحناء والبغضاء.
إن بعض مرضى القلوب لا ينظرون إلى الآخرين إلاَّ من خلال منظار أسود، الأصل عندهم في الناس أنهم متهمون، بل مدانون. ومما لا شك فيه أن هذه الظنون السيئة مخالفة لكتاب الله ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولهدي السلف رضي الله عنهم.
أما الكتاب فقد جاء فيه قول ربنا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}[الحجرات: 12].
وأما السنة فقد ورد فيها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إياكم والظنّ؛ فإن الظن أكذبُ الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا".الحديث.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم المسلمين حُسن الظن، فقد جاءه رجل يقول: "إن امرأتي ولدت غلامًا أسود. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل لك من إبل؟ قال: نعم. قال: فما ألوانها؟ قال: حُمْرُ. قال: هل فيها من أورق؟ [يعني فيه سواد] قال: إن فيها لأورقًا. قال: فأنى أتاها ذلك. قال: عسى أن يكون نزعه عِرْقٌ. قال: وهذا عسى أن يكون نزعه عِرْق"[رواه البخاري ومسلم واللفظ له].
وأما السلف رضي الله عنهم وأرضاهم؛ فقد نأوا بأنفسهم عن هذا الخلق الذميم، فتراهم يلتمسون الأعذار للمسلمين، حتى قال بعضهم: إني لألتمس لأخي المعاذير من عذر إلى سبعين، ثم أقول: لعل له عذرًا لا أعرفه. فهلا تأسى الخلف بالسلف، فنأوا بأنفسهم عن سوء الظن؟.
إن هؤلاء الذين ساءت ظنونهم بالمسلمين أسوتهم في ذلك هو ذاك الرجل الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم: والله إن هذه القسمة ما عُدل فيها وما أريد بها وجه الله".
وقد قسَّم بعضهم سوء الظن إلى قسمين كلاهما من الكبائر وهما:
1- سوء الظن بالله: وهو أعظم إثمًا وجرمًا من كثير من الجرائم؛ لتجويزه على الله تعالى أشياء لا تليق بجوده سبحانه وكرمه.
2- سوء الظن بالمسلمين: وهو أيضًا من الكبائر، فمن حكم على غيره بشر بمجرد الظن حمله الشيطان على احتقاره وعدم القيام بحقوقه وإطالة اللسان في عرضه والتجسس عليه، وكلها مهلكات منهيٌ عنها.
وقد قال بعض العلماء: وكل من رأيته سيئ الظن بالناس طالبًا لإظهار معايبهم فاعلم أن ذلك لخبث باطنه، وسوء طويته؛ فإن المؤمن يطلب المعاذير لسلامة باطنه، والمنافق يطلب العيوب لخبث باطنه.
فإياك أخي والظن، وادع ربك أن يصرف عنك خواطر السوء، وإن لم تستطع أن تدفع عن نفسك فلا أقل من السكوت وعدم الكلام بما ظننت لعلك تسلم.
فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإلاَّ فإني لا إخالك ناجيًا.
أحمد ...
22 Feb 2006, 09:15 PM
السلام عليكم ..
أخي في الله تعالى : أبو الزبير لك كل شكري وتقديري وامتناني على ما تفضلت به من درر ولقد وضعت اليد على الجرح فعلاً .. فتلك الصفة التي سقتها وأفضت في شرحها ـ بارك الله فيك وجزيت خير الجزاء ـ لهي متفشية بين ظهرانينا أيما تفشي .. نعاني منها صباح مساء .. لا تنظر في أعين الناس إلا وتحس بإنهم ينظرون إليك بأعين الريبة وسوء الظن .. ولعله امتحان من ربنا الرحمن لمن اختارهم لمعيته .. فحري بنا إن كنا ممن اختارهم الرحمن أن نبتلى بمثل ذلك والحمد لله أننا فقهنا هذا المعنى ولم نقع في حبائل الشيطان الذي لا هم له إلا أن يوقع العداوة والبغضاء بننا ( أمة الإسلام ) ..
ولقد أعجبتني كثيراً خاتمتك العطرة أخي الفاضل وكانت خلاصة مفيدة نقتدي بها بتوفيق من الله تعالى وتسديد منه وهي قولك ـ جزيت خيراً ـ :
( وقد قال بعض العلماء: وكل من رأيته سيئ الظن بالناس طالبًا لإظهار معايبهم فاعلم أن ذلك لخبث باطنه، وسوء طويته؛ فإن المؤمن يطلب المعاذير لسلامة باطنه، والمنافق يطلب العيوب لخبث باطنه.
فإياك أخي والظن، وادع ربك أن يصرف عنك خواطر السوء، وإن لم تستطع أن تدفع عن نفسك فلا أقل من السكوت وعدم الكلام بما ظننت لعلك تسلم.
فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإلاَّ فإني لا إخالك ناجيًا . ) .
ولله الحمد في الأولى والآخرة .
أحمد ...
25 Feb 2006, 08:31 AM
السلام عليكم .. أخوتي الكرام
من الأمور التي أعاتب نفسي عليها في كل حين :
عدم التراحم .. وقلة الاكتراث بالآخرين كما يجب ..
فتجدنا لا نبالي ونسوق مبررات عدة ظناً منا أنها تخلصنا من مسؤولية التفريط في هذا المبدأ العظيم وهو مبدأ التراحم بين الأخوة في العقيدة والدين ..
وأسوق مثالاً من واقع حياتنا والذي نعيشه يومياً ..
ففي يوم شديد المطر مثلاً .. أو كثير الرياح .. أو بالغ الحرارة ... وأنا أسير بسيارتي في طريق عام .. أشاهد شخصاً يقف على جنبة الطريق مع سيارته المعطلة .. وهو في أمس الحاجة إلى من يأخذ بيده ويقدم له المساعدة الممكنة .. لكنني أتردد في الوقوف وتقديم يد العون بحجة أن ذلك الشخص ربما يكون غير مأمون الجانب ونحن في وقت ضعف فيه الوازع الديني .. والاحتياط واجب ..!!! هكذا أبرر لنفسي وأريح ضميري كما أزعم ..
غير أن الحقيقة غير ذلك ..
فأنفسنا الأمارة بالسوء تنسى بأن الله تعالى هو مدبر الكون وهو الضار وهو النافع .. وهو الحافظ .. وما دام ما يقوم به المرء لوجه الله تعالى بنية طيبة مخلصة فينبغي ألا تراوده مثل هذه الهواجس والتوقعات الشيطانية التي تثبطه وتبعده عن أعمال الخير والإحسان ..
وهناك مواقف كثيرة نعيشها واقعاً يومياً في حياتنا الاجتماعية يقاس عليها هذا المثال .. ولا أدري أهي قسوة القلب وقد غلبت علينا !؟ أم ماذا ؟ ...
صحيح أن ظروف الحياة تغيرت .. وطغت الماديات على أنفس البشر .. وأصبحت الشرور تكاد تكون السمة الغالبة .. لكننا ينبغي ألا نغفل وننجرف وراء تيار ذلك الحال والذي يفرض علينا سنناً خاصة في تعاملاتنا بعيدة عن تعاليم ديننا الحنيف .
والله المستعان .
...
أبوالزبير
25 Feb 2006, 09:57 AM
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسنَ الله إليكَ أخي أحمد ونفع الله الجميع بهذه المشاركات المباركة
فأستمر وواصل سدد الله على طريق الحق خطاك
أحمد ...
25 Feb 2006, 07:55 PM
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسنَ الله إليكَ أخي أحمد ونفع الله الجميع بهذه المشاركات المباركة
فأستمر وواصل سدد الله على طريق الحق خطاك
وخطاك أخي الكريم أبا الزبير .. جزيت كل خير وإحسان ..
ونسأله مولانا أن يوفقنا جميعاً للسير في طريق الهدى والرشاد .
أحمد ...
25 Feb 2006, 09:59 PM
أخوتي الكرام :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
.. كثيراً ما نخوض ـ في مجالسنا الاجتماعية ولقاءات الأصحاب والأقران ـ في لغو لا طائل منه ولا فائدة .. بل يترتب عليه في كثير من الأحيان غيبة ونميمة ..
فمتى ترعوي هذه النفس وتتوب إلى بارئها !!؟
ربنا الرحمن جل وعلا خصنا بسورة كاملة في القرآن الكريم .. إنها سورة ( المؤمنون ) ..
يقيناً ستحاججنا هذه السورة يوم الحساب !!! ستقول : تلوتموني صباح مساء .. ولم تتدبروا آياتي !! لم تفهوا ما وعظتكم به !!
آية واضحة وضوح الشمس تقول : " والذين هم عن اللغو معرضون " .. تلكم من صفات المؤمنين التي ذكرت في مطلع السورة .. فأين نحن من ذلك !!؟
لا أبالغ إن قلت : إن البعض ـ هداهم الله ـ يعكس مدلول الآية ويجعلها كما تهوى الأنفس الشيطانية .. فبدل أن يعرضوا عن اللغو .. يصبحون على اللغو مقبلون .. فتراهم يتشوقون لمثل هذه المجالس التي تنفرد بهذه الخصوصية .. فيحرصون على ارتيادها دون خجل أو وجل !!
فيا ربنا اهدنا .. وارحمنا .. ولا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ..
ولا حول ولا قوة إلا بك .
...
أحمد ...
03 Mar 2006, 09:25 AM
مجاملة غير حميدة للآخرين .. ومحاباة .. وقلة نصح .. وعدم صراحة .. ومداهنة ..... إلخ إلخ إلخ .. من الصفات التي تتأتى من خشية الناس في الحق ومجاراتهم في الباطل مخافة لومهم وتأنيبهم .. ولا نلتفت لمخافة الله تعالى وتأنيب الضمير !!تلكم هي سمة غالبة في مجتمعنا .. ومسيطرة على أنفسنا .. وتغفل هذه الأنفس الأمارة بالسوء عن قول ربنا الرحمن جل وعلا في محكم التنزيل :
{ ... وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ } الأحزاب37
ما الذي يجعلنا نخاف في الحق لومة اللائم !!!؟
ما الذي يدفعنا لأن نخفي الحق ونحن نعلمه .. ونخشى الصراحة !!!؟
ما الذي يجبرنا على الخوف من الناس وخشية لومهم وعتابهم !!!؟
إنها النفس التي تركن إلى الحظ العاجل .. لا ترى أبعد من ذلك !!!!!!!
إنه الإنسان الذي يعيش لنفسه .. ولدنياه .. ناسياً ربه .. وآخرته !!!
ما أقساك يا قلب أن ابتعدت عن الحق .. وما أتعسك يا عقل أن جعلت سلطان المادة يسيطر عليك !!!
فإلى أين تمضي بنا نفوسنا !!؟ ألا ينبغي أن نصحو من هذا السبات !!؟ فبل فوات الأوان .. قبل أن تاتي صحوة لا رجوع بعدها ...
{ حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } المؤمنون 99 ـ 100
أعنا يا ربنا على أنفسنا .. ولا تكلنا إليها طرفة عين ..
ووفقنا يا مولانا إلى العمل بكتابك وسنة نبيك محمد عليه الصلاة والسلام .
ــــــــــ
أحمد ...
03 Mar 2006, 01:36 PM
أخوتي الكرام :
هذه المرة سنقف معاً لنواجه أنفسنا بأمر غير محمود تقبله تلكم الأنفس بشيء من الرضا والاستحسان .. ذلكم هو الثناء والمديح والتزكية .. وخاصة نفوس الشخصيات التي لها شأن عظيم في حياتنا .. كالفقهاء والدعاة والمشايخ والوعاظ ورجال الأدب والتاريخ والعلوم .. وكل من يشار إليه بالبنان ..!! ورجال السياسة أيضاً !!!!!
أسألَ أحدُكم نفسه مرة : أيرضى أيٌ منهم أن ينادَى في محفل أو في ملأ أو على الهواء مباشرة !! باسمه مجرد من أي لقب !!؟ .. ستسألونني ما اللقب الذي تعنيه ؟؟؟؟
أقول وبمرارة ....... مسميات وألقاب وصفات ونعوت كثرت حتى كادت النفوس الطيبة تختنق لسماعها وتكرارها صباح مساء في فضائياتنا واحتفالاتنا ومناسباتنا الدينية والاجتماعية والسياسية .....
لا تكاد تصل لاسم المعني حتى تمر بثناء تزيد به النفوس العليلة انشراحاً !!! والنفوس السليمة انقباضاً .. كلما تعددت تلك الألقاب ...
سأتلو عليكم تلكم الألقاب .. فقط حلمكم عليّ .... !!!
في صدر الإسلام .. كان التنافس والتسابق في الإيمان والعمل ومكارم الأخلاق .. كانت السيرة الطيبة للمصطفى عليه الصلاة والسلام وصحبه الذي رضي الله عنهم وأرضاهم .. كانت مترجمة على أرض الواقع فعلاً لا قولاً فحسب .. وعندما تعاقبت السنين ضعف الإيمان وضعفت الأنفس وضعف التطبيق فوصلنا إلى ما نحن فيه !!
في زمنهم كانوا ينادون بعضهم البعض أياً كانت مراتبهم ودرجات علمهم ..
ينادون بعضهم البعض بأسمائهم مجردة من الصفات .. لأنهم يعلمون خطورة ذلك على النفس .. ويتنزهون عن ذلك مرضاة لله سبحانه وتعالى وتواضعاً له وخشية منه وكبحاً لجماح انفسهم ....
كانوا يقولون : يا أبا بكر الصديق .... يا عمر .. يا عثمان ... يا علي ...
ويقولون في الرواية : قال عمر بن الخطاب ... وقال علي .. وهكذا ..
أما في العصور المتأخرة إلى يومنا هذا : وقبل أن نتعرف إلى المعني لا بد لنا من الآتي :
العلامة ، الدكتور ، الشيخ الجليل ، الداعية المعروف ، إمام الأئمة ، الفقيه العالم ، سماحة المفتي ، قاضي القضاة ، شيخ المشايخ ، ووووووووووووووووووووووووووو إلخ..
وعند السياسيين فحدث ولا حرج :فخامة الرئيس ، القائد المظفر ، الملهم ، المفكر ، الزعيم الأوحد ، صاحب الجلالة ، أمير الأمراء ، جلالة الملك ، السلطان المعظم ، صاحب السعادة
وووووووووووووووووووووو إلخ
وغير ذلك من المناصب القيادية والألقاب .....
والسؤال :
لماذا لا يُذكر الشخص منهم باسمه دون لقب ...!!!!
طبعاً الإجابة : المعني بالأمرلا يقبل ذلك .. أعني نفسه الأمارة بالسوء لا تقبل ذلك .. فهي تميل بطبعها إلى الثناء والتزكية .... ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
وكلمة صدق أقولها وهي أمنية :
أتمنى أن أسمع يوماً من أحد المشايخ أو الفقهاء يصوّب مذيعاً أو مقدم برامج وينصحه بأن يذكراسمه مجرداً ويتحاشى ذكر الصفات والألقاب الثنائية والمديحية لأنها تغضب الله تعالى ... حقيقة أتمنى من كل قلبي أن أسمع ذلك ........!!!
والله يهدي إلى سواء السبيل .ــــــــــــــــ
أحمد ...
06 Mar 2006, 08:05 AM
السلام عليكم أخوتي الكرام ..
غالباً ما تدفع النفس الأمارة بالسوء صاحبها إلى أن يوزن الناس بميزان المادة والمصلحة الآنية .. لا بميزان الإيمان والتقوى .. وثواب الآخرة ..
وينعكس ذلك في تعاملاتنا من إلقاء تحية .. وتبادل أطراف حديث .. ومجالسة .. وإحسان .. وتبادل هدايا ...إلى غير ذلك ..
وتغفل تلكم النفس أن من لا تعير له اهتماماً .. ربما يكون خير منها ومن تهتم به !!!
طبعاً بميزان الخالق : " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " لا بميزان هوى النفس ..
فالأكثر تقوى .. أكثر كرماً .... هذه حقيقة نغفلها بطبيعة أنفسنا التي تعكس لنا الحقائق !!
الكريم عندنا .. من يضيّف الناس .. ويعمل الولائم .. ويغدق الهدايا والهبات ..
دون أن نتحرى أذلك لوجه الله تعالى أم لغاية في نفس صاحبها !!
ورب كريم لا يملك قوت يومه أكرم عند الله بنيته الخالصة ممن يملك القناطير المقنطرة ويغدق العطايا .. لكنها لغير وجه الله ..
الكريم ـ أخوتي في الله ـ من وهب نفسه وماله وجوارحه لله تعالى ....
فإن من كانت كل أقواله وأفعاله خالصة لوجه الله سبحانه وليس لهوى النفس حظ في ذلك فهو كريم .. أما عدا ذلك فكرماء دنيا ينقطع أجر كرمهم بانتهاء حياتهم الدنيا .. ويوم القيامة يكن لهم حسرة وندامة !!
أسأل الله الكريم أن يرزقني وإياكم ـ أخوتي ـ التقوى في السر والعلن .. لنكون من أهل الكرم عنده جل في علاه .
...
أحمد ...
14 Mar 2006, 09:03 PM
احذروا ـ أخوتي ـ تزكية النفس ..!!!
ربما بين الحين والآخر يراودنا ذلكم الإحساس .. وربما نصرح به في حالة ما .. كأن يقول الواحد منا : أنا تقي ... أنا أشد خشية لله من غيري .. هداني ربي فلا أعصيه أبدا .. ووو..... الخ من هذه التزكيات النفسية .. ونتناسى أمر ربنا : " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى " .
لكنها أخوتي ـ النفس الأمارة بالسوء ..... تدفع بصاحبها أن يقول ذلك ظناً منه أنه على طريق الهدى .. ولا يدري أنه مدخل شيطان يريد أن يغويه ليحيد به عن ذلك الطريق .. فلينتبه الواحد منا إلى ذلك فلا يزكي نفسه .. ولا يقبل تزكية من أحد ففي ذلك مدعاة للعجب والكبر.. ولا يصح بأي حال من الأحوال أن يعجب المرء بنفسه ناهيكم عن كون تلك التزكيات تحبط الأعمال وتقلل الأجر والثواب .. وما أجمل أن يكون المؤمن في حساب مستمر لنفسه .. يلومها على تقصيرها وتفريطها .. ومهما عمل الإنسان وظن بأنه قد أوفى ربه حقه فهو خادع لنفسه لا محالة ... فلا يقابل عمل المؤمن مهما كان تقياً ومخلصا معشار ما أنعم الله تعالى به عليه .. ولا حتى جزء من العشر !!! فما بالكم بأنفس دؤوبة على المعاصي لا تنفك منها ...
فليرحمنا الله تعالى .. فرحمته وسعت كل شيء .. ونسأله أن يجعلنا من المحسنين كي تشملنا تلكم الرحمة المهداة ..
ولله الحمد في الأولى والآخرة .
....
أحمد ...
16 Mar 2006, 01:24 PM
أخوتي الكرام
السلام عليكم ..
كم منا يبني ويهدم بناءه !!! يغزل وينقض غزله !!! يتصدق ويبطل صدقته !!!كيف يتم ذلك !؟ ..
إنه المن والأذى !!
ما الذي يدفعه إلى ذلك !؟
وهل هناك غير النفس والشيطان ....لا ينفكان يهلكان الإنسان ..!!! والله المستعان .
لماذا لا نعمل المعروف ونحتسب أجره عند الله تعالى !؟
لماذا نقدم معروفاً لوجه الله ثم نقول عملنا وعملنا !!
ما الغاية في ذلك ... إنه إشباع غرور النفس .. وإرضائها .. ناهيكم عن الإيذاء النفسي لمن قدمنا له معروفاً .. وذلكم هو المقصد الشرعي للنهي عن المن ..
حري بنا أن نعمل الخير .. ولا نلتفت لذكره وترداده بغية الافتخار به والزهو فذلك مهلكة لنا لا محالة ...
لماذا لا نعمل المعروف ونرميه في البحر ..!!! كما يقولون !! وقد أصابوا .. لأنهم يعنون بذلك تحقيق غايتين فيهما منفعة للمرء :
أولاهما عدم إحباط العمل ..
والأخرى .. أن نتيجة عملك للمعروف تأتيك من حيث لا تدري وتفيدك في دنياك قبل أخراك .. وكثير من الناس يروون مواقف في الخصوص .. بأن يحسنوا إلى امرئ ما .. لا يعرفونه حتى .. وبعد سنين وفي موقف ما بتدبير من مدبر الكون يتعرض ذلكم الشخص لضائقة ما فيكون من أسدى له معروفاً يوماً ما منقذه من تلك المعضلة ..
فأي خير هذا الذي يسبغه رب العالمين على من اتقاه !!!
وفي بلادنا يقولون ـ وصدقوا في قولهم ـ ( اعمل الخير وانساه .. واعمل الشر وارعاه ) ...
فمن يرمي معروفه في البحر .. ومن ينساه .. قطعاً لن يمنّ على من ناله ذلك المعروف .. ولن يتسبب في إيذائه .!!
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ..
ــــــــــ
بيرق السعدي
16 Mar 2006, 02:14 PM
جزاك الله خير
اخي احمد
وكل من اضاف
الله يثبتنا
أحمد ...
17 Mar 2006, 08:41 AM
شكراً لك أخي بيرق وجزيت خيراً على المرور والمتابعة .. جعلنا الله من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
وبالله وحده التوفيق والسداد .
البركات
22 Mar 2006, 03:59 PM
الله يجزيك كل الخير والجنة والفردوس الاعلى والسعادة في الدارين وجميع المسلمين على هذه الهمة والقوة والنشاط والحرص على المشاركة المستمرة في الكتابة في شتى المواضيع ونسأل الله أن يزيدك من حرصك لنصرة الدين والذود عنه وجميع الاحبة وانتم بارقة الامل والشمس المشرقة والفجر القريب للنصرة والعزة والكرامة والله معاكم ويرعاكم وجميع المسلمين
وثمة ملاحظة بسيطة : وهي اولا: الكلام عن النفس ممتاز للغاية وجميل جدا وثانيا: أن المدح للإنسان لا بأس به بل طلبه الشرع بأن يعطى الانسان حقه مكانته إن كان يستحق المدح والثناء وبخاصة من الوجهاء والرؤساء واصحاب المكانة
وحوادث كثيرة تدل على ذلك منها:
1- اولا :أن الانسان ينادى يوم القيامة بأحب اسمائه التي ينادى بها في الدنيا
2- ثانيا: وقد استعمل النبي صلى الله عليه وسلم هذه الالقاب لما بعث الى ملك الروم سماه في البداية عظيم الروم وكذلك كسرى
3- وثالثا: عندما جاء سعد بن معاذ قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة قوموا لسيدكم
4-رابعا: المسألة راجعة للشخص نفسه ومحبته للمديح و الثناء الزائد هو وقرارة نفسه وهنا راجع هل يقبل التواضع ام لا بد من الثناء والمديح حتى يتقبل الاخرين فإن كان لا يتقبل الاخرين إلا بالثناء والمديح فهذا يدل على الكبر والغرور الذي في قلبه
وأما اذا رضي بكل الاشكال سواء بالمديح او بدونه فهذا لا شيء فيه والله اعلم والانسان مفطور على حب الثناء والمدح
ولله الثلى الاعلى, الله جل وعلا اكثر حبا للثناء والمدح سبحانه وتعالى ولذلك اذا توجه الانسان لله سبحانه وتعالى بالثناء والمدح كان أحرى للإستجابة
ونسأال الله العلي القدير ان يوفقنا لأعطاء لكل ذي حق حقه وبالذات حق الله سبحانه وتعالى وان يرضى الله عنا ويحبنا ربنا سبحانه وتعالى وان لا يطردنا من رحمته وان يدخلنا جميعا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اؤلئك رفيقا
وأن يصلح احوالنا واحوال المسلمين ظاهرها وباطنها وان يصلح فساد قلوبنا وفساد نياتنا وان يصلحنا جميعا من رجال ونساء وشباب وفتيات وأن يصلح أئمتنا وولاتنا وولاة المسلمين وان يهيء لهم البطانة الصالحة الذين يدلونهم على الخير
وأن يردنا جميعا الى دينه ردا جميعا وان ينصرنا على القوم الظالمين ومن اراد لنا وللمسلمين كيدا فاجعله الاسفلين
أم ريوف
22 Mar 2006, 10:35 PM
بارك الله فيكم
موضوع حقًا يستحق التميز
أعاننا الله على أنفسنا الأمارة بالسوء
واجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنة
أحمد ...
24 Mar 2006, 11:45 AM
السلام عليكم ..
جزيت خيراً أخي الفاضل أبا جراح على مرورك وتعقيبك الهادف والبناء ..
ولك أختي الكريمة أم ريوف الشكر والتقدير على متابعتك وانطباعك على الموضوع ..
رزقني الله تعالى وإياكم ـ أخوتي في الله ـ التقوى ووفقنا جميعاً إلى القول السديد والعمل الصالح .. إنه سميع قريب مجيب ..
أحمد ...
30 Mar 2006, 07:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أخوتي الكرام ...
صباح يوم جديد كغيره من الأيام تخرج تلكم النفس من سكناها إلى ممارسة الحياة الطبيعية من وظيفة وتسوق وزيارات .. الخ
لكنها ليست في منأى عن الاختبار الإلهي الذي فتنها به ليعلم مدى تقواها .. ففي الطريق يصادفها عدد من الأشياء الملقاة جزافاً : كقطعة خبز .. أو حجرة تعيق المارة .. أو زجاجة مكسورة ..أوقصاصات من كتب مدرسية ودفاتر .. وغير ذلك الكثير مما لا يخفى عن مشاهداتنا في أحيائنا وأزقتنا وشوارعنا ..
فهل تجتازـ تلكم النفس ـ الاختبار بنجاح .. بأن تحسن بقطعة الخبز شكراً لله على النعمة ..!! وهل ستزيح الحجرة الملقاة مخافة أن يتعثر فيها أحد ما تكون سبباً في أذيته ..!! وهل ستلتقط تلك الزجاجات المكسورة لكي لا تتسبب في جرح شخص ما !! وهل ستحسن بورقة مكتوب فيها بأحرف عربية وأحيانا كثيرة تكون تلكم الكتابة آيات قرآنية ـ وملقاة عرضة لأقدام المشاة ودواليب المركبات ..!!
ربما تحدث النفس الأمارة بالسوء صاحبها .. بأن لا يلتفت إلى هذه الأشياء آنفة الذكر ... فالشوارع جميعا ملآنة بقطع الخبز .. والأحجار .. والزجاج المكسور ..!! فما فائدة حرصك أنت .. وعدم اهتمام غيرك ..!! وهل ستغير أنت من الأمر شيء !!!!!
ولا تدري تلك النفس المسكينة أنها ستحاسب بمنعزل عن غيرها .. وكأن هذه الاختبارات وهذه الفتن لها وحدها دون غيرها .. فأين المفر حينئذ !؟
نسألك اللهم العفو والعافية في الدنيا والآخرة .
...
أحمد ...
07 Apr 2006, 07:30 AM
من قلب مشفق على نفس أمارة بالسوء ..
أقول :
يا نفس كفاك بعداً وغياً .. عودي قبل أن يقال لك : بعداً .. بعداً .. سحقاً .. سحقاً .
يا نفس توبي إلى بارئك .. قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله .. يوم لا فوت فيه ولا مهرب .
يا نفس أحسني .. واعبدي ربك .. وافعلي الخير ، ليقال لك :{ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي } .
اللهم اجعلنا من المهتدين الذين قلت فيهم : { قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } .
ولله الحمد في الأولى والآخرة .
...
أحمد ...
10 Apr 2006, 09:49 PM
أحبتي في الله ..
السلام عليكم :
مهما تدفعنا أنفسنا وتأمرنا بالسوء فلكل منا فرصة ينبغي ألا يغفل عنها !! ومشروع رابح ينبغي أن يستثمره !!!
فما أكرم رب العباد الذي منحنا نعمة لا تعدلها نعمة .. تلازمنا حتى الممات .. تلكم هي : الفرصة الثمينة التي خص بها ربنا سبحانه وتعالى عباده المؤمنين دون غيرهم ..!! إنها إمكانية التوبة النصوح لمؤمن مهما عمل من السيئات ..!! فمهما كان على قيد الحياة الدنيا ـ ما لم تحضره الموت ـ له فرصة النجاة من عقاب الله في الآخرة .. هذه الفرصة الثمينة والمنحة الغالية والنعمة المسداة خاطب الله تعالى بها عباده في قوله :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ } التحريم8
وحذار حذار من تأجيل التوبة وتأخيرها ... فإذا حضرت المنية لا قبول لتوبة التائب كما جاء في كتاب الله العزيز :
{ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } النساء17 ، 18
فحري بكل مؤمن ألا يضيع تلكم الفرصة الثمينة ويسعى جاهداً أن يتوب إلى الله تعالى توبة صادقة لا تشوبها شائبة ويستبشر حينها برضوان الله تعالى وعفوه والخلود في الجنان ..
اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .. اللهم ألهمنا أن نتوب قبل الممات .. اللهم اهدنا لتوبة نصوح صادقة لا نعصيك بعدها أبداً .. اللهم أمتنا وأنت راض عنا .. اللهم أدخلنا فسيح جناتك مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً .
...
أحمد ...
27 May 2006, 08:01 AM
تدفعيننا يا نفسُ إلى قلة الصبر والجزع والتذمر .... فلأبسط الأسباب نثور ومن أجل ماذا ..!!!؟ لا أشك إطلاقاً أن ذلك من أجل إرضاء غرورك .. يا نفسي .. والشيطان ...!!
سبحانك ربي .. نؤمن يقيناً بأن الصبر أعظم القربات إليك ... لكن أنفسنا تخذلنا ...! نتذمر من تصرفات الناس .. وسلوكهم ونعلم علم اليقين أنه امتحان لنا وابتلاء .. نتذمر حتى من الظواهر الكونية كحر الشمس مثلاً فترى الواحد منا يقول : أيش الحر هذا ..!!! وكأنه يعترض على قضاء الله .. ناهيكم عن الريح والزلازل ..
لماذا لا نسمع كثيراً : الحمد لله على كل حال ... الحمد لله على السراء والضراء .. لماذا نقولها في الرخاء وننساها وقت الشدة وهي أعظم أجراً ومثوبة !! ....
ماذا عساي أن أقول وأنا ممن تخذلهم أنفسهم في كثير من الأحيان ..!!!؟
أسألك ربي العفو والعافية ... وأن تلهمنا رشدنا وتهدنا إلى سواء السبيل .
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir