محب الإسلام
07 Feb 2006, 10:45 AM
ربما تفلح الشوكة فيما لا يستطيع السكين أن يفعله، فشوكة في الظهر من دون استعداد قد تكون أقوى ألف مرة من سكين يشهر في مواجهتك ربما تملك أو لا تملك أن تدافع عن نفسك إزاءه؟
ما الذي يعنيه هذا الكلام ومن دون أي مواربة أو تستر وراء مرادفات اللغة التي مكّنت المتنبي ذات يوم أن يمدح حاكما ثم يقلب كل مديحه له إلى هجاء، متهما الناس (وبينهم في ذلك الوقت فطاحلة من أساطين الشعر والبلاغة) بأنهم هم الذين لم يفهموا ما قاله، فلم يمدح الشاعر الكبير العبدَ الحبشيَ (في رأيه) يوما!!..
نعود لنقول إن شوكات بسيطة من بعض مثقفينا العرب في وقت الزحف قد توازي الفعل المزحوف نحوه نفسه، ففي أحلك المواقف التي مرت وتمر بها أمتنا، ووسط ما نعتقده إجماعا، كان يطل علينا كاتب أو أكثر ، سياسي أو أقل ، عالم دين أو حتى شبه عالم، بما يميع القضية..
ولمن ظل لا يستوعب التلميح، لا بد من بعض التصريح، وإن كانت البعرة تدل على البعير.
ربما تفلح الشوكة فيما لا يستطيع السكين أن يفعله، فشوكة في الظهر من دون استعداد قد تكون أقوى ألف مرة من سكين يشهر في مواجهتك ربما تملك أو لا تملك أن تدافع عن نفسك إزاءه؟
الموقف الأول:
ففي ظل الإجماع الشعبي الذي عم العالم الإسلامي كله على انتفاضة الكرامة لما لحق بأفضل خلق الله صلى الله عليه وسلم، وفي الوقت الذي أبدى حتى ألد الأعداء تفهمهم لمشاعر المسلمين الغاضبة في كل مكان من أنحاء المعمورة، وفي توقيت أقل ما يمكن وصفه به أنه مشبوه، خرجت علينا إحدى الفضائيات العربية الإخبارية بما يشبه الصدمة وذلك باستضافة رئيس وزراء الدنمارك فيما وصف بأنه سبق صحفي للقناة في محاولة يائسة للإيحاء بأن الرجل اعتذر وانتهى الأمر.
الأدهى والأشد أن كاتبا عربيا هماما، وعلى موقع القناة المذكورة على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، وفي أوج ثورة العالم الإسلامي ضد ما وجه إلى أعلى قيمة وأشرف مقام بشري مقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم، خرج ذلك الكاتب ليصدمنا بأن ما حدث مجرد سوء حظ ، أو بنص عنوان المقال "صدفة حزينة" (الصواب من جهة اللغة أن يقول مصادفة)، ويتابع الكاتب الهمام تجلياته الفكرية ليثبت لنا أنه يستحق لقب الدكتوراه الذي يحمله ( لا أدري حقيقة التخصص الدقيق له، وإن كان المؤكد أنه يشرف بنفسه على ما ينشر على موقع القناة على الإنترنت من آراء، والمقال نفسه الذي نشير إليه منقول له عن إحدى الصحف الاقتصادية ذائعة الصيت في المملكة العربية السعودية)..
يتابع الكاتب الهمام تجلياته ليتغزل في البلد الدنماركي المظلوم، فيذكر ما نصه: "هذا البلد الاسكندنافي الذي بنى قيمه على أساس التعايش بين الشعوب والأديان، والاهتمام بالتسامح وقيم الحرية والليبرالية، وهو الذي استضاف آلاف المهاجرين العرب والمسلمين من العراق والصومال وإريتريا وأفغانستان وغيرها، وأعطاهم حق المواطنة، حتى إنك ترى النساء المسلمات وقد لبسن النقاب أو الحجاب والرجال يلبسون الأثواب ويتجولون في شوارع كوبنهاجن وغيرها من المدن"
..هل هناك أبلغ من ذلك في التعبير عن حب هذا البلد حتى إنك لتظن للوهلة الأولى أن كاتبنا الهمام أحد رعاياه!!
يعود الكاتب وفي المقال نفسه وبعد أن يسهب في الحديث عن تعاطف الدنمارك مع قضايا العرب والمسلمين للحديث عن المقصود الأصلي من المقال أو الشوكة الخبيثة التي يراد لها أن تطعن في الظهر، ليتساءل بمنتهى البراءة التي تقطر سُمّاً ويقول: "لست أدري إذا كانت ردة الفعل الضخمة التي حملها العالم الإسلامي نحو الدنمارك ومعاقبتها على جريرة هذه الجريدة هو التصرف الأمثل، هل هذا فعلا سيؤدب الاسكندنافيين فيحسبون ألف حساب قبل الإساءة للإسلام والمسلمين، أم أن هذا التصرف سيدفعهم للمزيد من الغضب لأن العالم العربي لا يقبل مبادئ حرية التعبير التي يؤمنون بها، ويترك هذا آثاره السلبية على موقفهم من العرب بشكل عام وموقفهم من الجاليات في الدول الاسكندنافية"..
بل إنه يتقدم خطوتين إلى الأمام فيرجع ما حدث إلى الجالية العربية في الدنمارك، ويقول ما نصه: "لقد حدثني عدد من قادة الجالية العربية في الدنمارك كيف يسيء العرب والمسلمون لأنفسهم هناك من خلال محاولاتهم الدائمة للتهرب من الضرائب والحصول على الضمانات الاجتماعية التي لا يستحقونها ومخالفة القوانين بأنواعها"!!..
وقبيل النهاية الحزينة لمقال الكاتب الهمام، يصرح بموقفه علنا وعلى رؤوس الأشهاد، ليقول بالنص: "كان العرب والمسلمون ضحية تعميمات الأوروبيين الذين فهموا المسلمين من خلال المتطرفين والجهلة، والعرب والمسلمون أنفسهم ارتكبوا هذا الخطأ عندما عمموا خطأ جريدة على دولة كاملة لا تملك بحكم القانون أي سيطرة على هذه الجريدة" (الاقتباسات كلها من كلام الكاتب).
لقد تجلى الهدف الحقيقي من المقال إذن، وانكشف الذي لم يكن مستورا في يوم من الأيام : فالعرب والمسلمون ـ في رأي الدكتور الكبير ـ هم الذين ارتكبوا الخطأ عندما عمموا خطأ جريدة على دولة!!
فهل يمكن لأي إنسان ينتمي إلى هذه الأمة الجريحة المطعونة في كرامتها حتى النخاع أن يعتبر إهانة أفضل خلق الله ـ بأبي هو وأمي ـ وخير البرية، وخاتم الرسل صلى الله عليه وسلم مجرد خطأ!!
الأنكى والأشد أن الدكتور، وربما بعد سيل الاستنكار الذي تدفق عليه، عاد ليصفعنا بمقال آخر وعلى الموقع نفسه (أليس هو الذي يتحكم في ما ينشر في هذه الزاوية بالذات منه!).. وبكلام أشد صراحة في مقال بعنوان: "لا للمقاطعة ولا لحرية التعبير"، يقول فيه كاتب جديد مسبوق أيضا بلقب الدكتور:" ندعو كذلك العقلاء من المسلمين للنأي بأنفسهم عن مسألة مقاطعة المنتجات الدنماركية والنرويجية أو الأوروبية، فلا عامل المصنع الدنماركي له علاقة مباشرة بما حدث، ولا علاقة لصاحب الشركة الدنماركية او النرويجية التي تصدر مختلف البضائع للدول الإسلامية بما نشرته تلك الصحف الأوروبية, بل إن الموضوع ببساطة هو أزمة ثقافية وحضارية لم يجد لها احد الحل لحد الآن".
الله أكبر!! ما أفظع ذلك .. وما الذي يقصده الدكتور بلفظة العقلاء؟!(يستخدم هذه اللفظة دائما دكتور آخر يشغل منصب شيخ للأزهر اعتبر أن ما حدث لا يجوز لأن النبي ميت، والميت لا يملك الدفاع عن نفسه.. بأبي هو وأمي أشرف خلق الله الذي يحيا في وجدان أكثر من مليار من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها, وأيضاً يستخدمها شيخ آخر من الجزيرة العربية طفق ينادي بالتعقل والحكمة في مسألة المقاطعة داعياً إلى البدء بدراسة جدواها!!)، وهل الذين دعوا إلى المقاطعة من غير العقلاء؟! وهل الملايين التي قاطعت وأوجعت الدنماركيين في الصميم هم من الغوغاء والرعاع؟!
نعود لنذكّر بأن القناة المذكورة كانت قد انفردت بما سمته حوارا مع رئيس وزراء الدنمارك، واستضافت أحد المشهود لهم بالدعوة إلى الله لدفعه عبر مذيعتها إلى الإقرار بأن رئيس الوزراء الدنماركي اعتذر، وأن الصحيفة اعتذرت، ومن ثم ينبغي إغلاق الملف نهائيا، ولكن الشيخ الفاضل رفض ذلك، وأصر بأن إبداء الأسف لا يمكن أن يكون اعتذارا.. وبالأمس خرجت وسائل الإعلام بما يعزز ذلك، إذ أجمعت على أن رئيس الوزراء الدنماركي رفض الاعتذار عما حدث بعد لقائه بالسفراء العرب..
المضحك المبكي في آن أن التي أدارت الحوار عبر القناة المذكورة كانت أبعد ما تكون من حيث هيأتها عن مناقشة موضوع كهذا الموضوع الحيوي، وظلت تخطئ في اسم المؤسسة الإعلامية التي يمثلها الشيخ حتى حذفت منها في النهاية لفظ الإسلام، فشكرت في النهاية فضيلة الشيخ.. المشرف على مؤسسة (الإعلام) بدلا من (الإسلام)!
فهل آن الأوان للتبرؤ من الطابور الخامس والسادس والسابع حتى الخمسين الذي يندس بيننا بحجة أو من دون حجة؟
هل آن الأوان للاستفادة مما حدث في تقديم البديل الإعلامي الإسلامي المقنع في حرفيته المهنية الصادق في توجهاته؟
الموقف الثاني:
ثار المسلمون لكرامة نبيهم صلى الله عليه وسلم، فهل يثورون لما هو أعظم من ذلك وهو سب الذات الإلهية؟!.. ولمن لا يصدق عليه أن يقرأ الخبر التالي المنقول من إحدى الصحف اليومية المصرية على شبكة المعلومات الدولية (الانترنت)، مع ملاحظة الحل الخبيث الذي لجأت إليه الشركة المنتجة للألبوم، ومع الاعتذار طبعا لزوار الموقع عن عدم ذكر اسم هذه المغنية.. لأن المقصود لفت الانتباه إلى السياق، من دون أن نتهم بإيراد ما يثير المشاعر من دون أي دليل..ومع العلم أن هذه المطربة التي سنشير إليها بحرف (ش) من أصول عربية، حيث إنها لبنانية الأصل.. والأنكى أنها ستغني في الألبوم المشار إليه في الخبر بالعربية، إضافة إلى اللغة الإنجليزية ..يقول الخبر ما نصه:
"في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الإسلام في الوقت الراهن من جانب عدد من صحف الغرب، خرجت علينا مطربة البوب الكولومبية (ش) لتثير عاصفة من الانتقادات الحادة في الوطن العربي والعالم الإسلامي بسبب أغنيتها الوقحة "How do you do" أو "كيف حالك؟" التي تتحدث فيها عن الذات الإلهية بصورة فجة، وتنقد فيها تحكم الله عز وجل في مصير البشر!!
وأمام الاعتراضات الهائلة من جانب المسلمين في جميع أنحاء العالم على الأغنية الوقحة، قررت الشركة المنتجة للألبوم حذف الأغنية من النسخة الموجهة للشرق الأوسط والدول الإسلامية، وهو ما أكده .. الموزع الإقليمي للشركة ، حيث قال إنه أجرى اتصالاً عاجلاً بالمطربة الكولومبية لمنع نزول الأغنية في الشريط بمنطقة الشرق الأوسط تجنباً لثورة عارمة، واقتنعت بالفعل، على أن تصدر الأغنية في النسخة الأخرى في الألبوم التي توزع في باقي أنحاء العالم ".
الغريب أن المطربة المذكورة ووفقا للخبر نفسه ستقوم بـ"إحياء" حفل بمصر في شهر مارس المقبل يخصص إيراده لصالح مستشفى سرطان الأطفال!!
ما الذي يعنيه هذا الكلام ومن دون أي مواربة أو تستر وراء مرادفات اللغة التي مكّنت المتنبي ذات يوم أن يمدح حاكما ثم يقلب كل مديحه له إلى هجاء، متهما الناس (وبينهم في ذلك الوقت فطاحلة من أساطين الشعر والبلاغة) بأنهم هم الذين لم يفهموا ما قاله، فلم يمدح الشاعر الكبير العبدَ الحبشيَ (في رأيه) يوما!!..
نعود لنقول إن شوكات بسيطة من بعض مثقفينا العرب في وقت الزحف قد توازي الفعل المزحوف نحوه نفسه، ففي أحلك المواقف التي مرت وتمر بها أمتنا، ووسط ما نعتقده إجماعا، كان يطل علينا كاتب أو أكثر ، سياسي أو أقل ، عالم دين أو حتى شبه عالم، بما يميع القضية..
ولمن ظل لا يستوعب التلميح، لا بد من بعض التصريح، وإن كانت البعرة تدل على البعير.
ربما تفلح الشوكة فيما لا يستطيع السكين أن يفعله، فشوكة في الظهر من دون استعداد قد تكون أقوى ألف مرة من سكين يشهر في مواجهتك ربما تملك أو لا تملك أن تدافع عن نفسك إزاءه؟
الموقف الأول:
ففي ظل الإجماع الشعبي الذي عم العالم الإسلامي كله على انتفاضة الكرامة لما لحق بأفضل خلق الله صلى الله عليه وسلم، وفي الوقت الذي أبدى حتى ألد الأعداء تفهمهم لمشاعر المسلمين الغاضبة في كل مكان من أنحاء المعمورة، وفي توقيت أقل ما يمكن وصفه به أنه مشبوه، خرجت علينا إحدى الفضائيات العربية الإخبارية بما يشبه الصدمة وذلك باستضافة رئيس وزراء الدنمارك فيما وصف بأنه سبق صحفي للقناة في محاولة يائسة للإيحاء بأن الرجل اعتذر وانتهى الأمر.
الأدهى والأشد أن كاتبا عربيا هماما، وعلى موقع القناة المذكورة على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، وفي أوج ثورة العالم الإسلامي ضد ما وجه إلى أعلى قيمة وأشرف مقام بشري مقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم، خرج ذلك الكاتب ليصدمنا بأن ما حدث مجرد سوء حظ ، أو بنص عنوان المقال "صدفة حزينة" (الصواب من جهة اللغة أن يقول مصادفة)، ويتابع الكاتب الهمام تجلياته الفكرية ليثبت لنا أنه يستحق لقب الدكتوراه الذي يحمله ( لا أدري حقيقة التخصص الدقيق له، وإن كان المؤكد أنه يشرف بنفسه على ما ينشر على موقع القناة على الإنترنت من آراء، والمقال نفسه الذي نشير إليه منقول له عن إحدى الصحف الاقتصادية ذائعة الصيت في المملكة العربية السعودية)..
يتابع الكاتب الهمام تجلياته ليتغزل في البلد الدنماركي المظلوم، فيذكر ما نصه: "هذا البلد الاسكندنافي الذي بنى قيمه على أساس التعايش بين الشعوب والأديان، والاهتمام بالتسامح وقيم الحرية والليبرالية، وهو الذي استضاف آلاف المهاجرين العرب والمسلمين من العراق والصومال وإريتريا وأفغانستان وغيرها، وأعطاهم حق المواطنة، حتى إنك ترى النساء المسلمات وقد لبسن النقاب أو الحجاب والرجال يلبسون الأثواب ويتجولون في شوارع كوبنهاجن وغيرها من المدن"
..هل هناك أبلغ من ذلك في التعبير عن حب هذا البلد حتى إنك لتظن للوهلة الأولى أن كاتبنا الهمام أحد رعاياه!!
يعود الكاتب وفي المقال نفسه وبعد أن يسهب في الحديث عن تعاطف الدنمارك مع قضايا العرب والمسلمين للحديث عن المقصود الأصلي من المقال أو الشوكة الخبيثة التي يراد لها أن تطعن في الظهر، ليتساءل بمنتهى البراءة التي تقطر سُمّاً ويقول: "لست أدري إذا كانت ردة الفعل الضخمة التي حملها العالم الإسلامي نحو الدنمارك ومعاقبتها على جريرة هذه الجريدة هو التصرف الأمثل، هل هذا فعلا سيؤدب الاسكندنافيين فيحسبون ألف حساب قبل الإساءة للإسلام والمسلمين، أم أن هذا التصرف سيدفعهم للمزيد من الغضب لأن العالم العربي لا يقبل مبادئ حرية التعبير التي يؤمنون بها، ويترك هذا آثاره السلبية على موقفهم من العرب بشكل عام وموقفهم من الجاليات في الدول الاسكندنافية"..
بل إنه يتقدم خطوتين إلى الأمام فيرجع ما حدث إلى الجالية العربية في الدنمارك، ويقول ما نصه: "لقد حدثني عدد من قادة الجالية العربية في الدنمارك كيف يسيء العرب والمسلمون لأنفسهم هناك من خلال محاولاتهم الدائمة للتهرب من الضرائب والحصول على الضمانات الاجتماعية التي لا يستحقونها ومخالفة القوانين بأنواعها"!!..
وقبيل النهاية الحزينة لمقال الكاتب الهمام، يصرح بموقفه علنا وعلى رؤوس الأشهاد، ليقول بالنص: "كان العرب والمسلمون ضحية تعميمات الأوروبيين الذين فهموا المسلمين من خلال المتطرفين والجهلة، والعرب والمسلمون أنفسهم ارتكبوا هذا الخطأ عندما عمموا خطأ جريدة على دولة كاملة لا تملك بحكم القانون أي سيطرة على هذه الجريدة" (الاقتباسات كلها من كلام الكاتب).
لقد تجلى الهدف الحقيقي من المقال إذن، وانكشف الذي لم يكن مستورا في يوم من الأيام : فالعرب والمسلمون ـ في رأي الدكتور الكبير ـ هم الذين ارتكبوا الخطأ عندما عمموا خطأ جريدة على دولة!!
فهل يمكن لأي إنسان ينتمي إلى هذه الأمة الجريحة المطعونة في كرامتها حتى النخاع أن يعتبر إهانة أفضل خلق الله ـ بأبي هو وأمي ـ وخير البرية، وخاتم الرسل صلى الله عليه وسلم مجرد خطأ!!
الأنكى والأشد أن الدكتور، وربما بعد سيل الاستنكار الذي تدفق عليه، عاد ليصفعنا بمقال آخر وعلى الموقع نفسه (أليس هو الذي يتحكم في ما ينشر في هذه الزاوية بالذات منه!).. وبكلام أشد صراحة في مقال بعنوان: "لا للمقاطعة ولا لحرية التعبير"، يقول فيه كاتب جديد مسبوق أيضا بلقب الدكتور:" ندعو كذلك العقلاء من المسلمين للنأي بأنفسهم عن مسألة مقاطعة المنتجات الدنماركية والنرويجية أو الأوروبية، فلا عامل المصنع الدنماركي له علاقة مباشرة بما حدث، ولا علاقة لصاحب الشركة الدنماركية او النرويجية التي تصدر مختلف البضائع للدول الإسلامية بما نشرته تلك الصحف الأوروبية, بل إن الموضوع ببساطة هو أزمة ثقافية وحضارية لم يجد لها احد الحل لحد الآن".
الله أكبر!! ما أفظع ذلك .. وما الذي يقصده الدكتور بلفظة العقلاء؟!(يستخدم هذه اللفظة دائما دكتور آخر يشغل منصب شيخ للأزهر اعتبر أن ما حدث لا يجوز لأن النبي ميت، والميت لا يملك الدفاع عن نفسه.. بأبي هو وأمي أشرف خلق الله الذي يحيا في وجدان أكثر من مليار من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها, وأيضاً يستخدمها شيخ آخر من الجزيرة العربية طفق ينادي بالتعقل والحكمة في مسألة المقاطعة داعياً إلى البدء بدراسة جدواها!!)، وهل الذين دعوا إلى المقاطعة من غير العقلاء؟! وهل الملايين التي قاطعت وأوجعت الدنماركيين في الصميم هم من الغوغاء والرعاع؟!
نعود لنذكّر بأن القناة المذكورة كانت قد انفردت بما سمته حوارا مع رئيس وزراء الدنمارك، واستضافت أحد المشهود لهم بالدعوة إلى الله لدفعه عبر مذيعتها إلى الإقرار بأن رئيس الوزراء الدنماركي اعتذر، وأن الصحيفة اعتذرت، ومن ثم ينبغي إغلاق الملف نهائيا، ولكن الشيخ الفاضل رفض ذلك، وأصر بأن إبداء الأسف لا يمكن أن يكون اعتذارا.. وبالأمس خرجت وسائل الإعلام بما يعزز ذلك، إذ أجمعت على أن رئيس الوزراء الدنماركي رفض الاعتذار عما حدث بعد لقائه بالسفراء العرب..
المضحك المبكي في آن أن التي أدارت الحوار عبر القناة المذكورة كانت أبعد ما تكون من حيث هيأتها عن مناقشة موضوع كهذا الموضوع الحيوي، وظلت تخطئ في اسم المؤسسة الإعلامية التي يمثلها الشيخ حتى حذفت منها في النهاية لفظ الإسلام، فشكرت في النهاية فضيلة الشيخ.. المشرف على مؤسسة (الإعلام) بدلا من (الإسلام)!
فهل آن الأوان للتبرؤ من الطابور الخامس والسادس والسابع حتى الخمسين الذي يندس بيننا بحجة أو من دون حجة؟
هل آن الأوان للاستفادة مما حدث في تقديم البديل الإعلامي الإسلامي المقنع في حرفيته المهنية الصادق في توجهاته؟
الموقف الثاني:
ثار المسلمون لكرامة نبيهم صلى الله عليه وسلم، فهل يثورون لما هو أعظم من ذلك وهو سب الذات الإلهية؟!.. ولمن لا يصدق عليه أن يقرأ الخبر التالي المنقول من إحدى الصحف اليومية المصرية على شبكة المعلومات الدولية (الانترنت)، مع ملاحظة الحل الخبيث الذي لجأت إليه الشركة المنتجة للألبوم، ومع الاعتذار طبعا لزوار الموقع عن عدم ذكر اسم هذه المغنية.. لأن المقصود لفت الانتباه إلى السياق، من دون أن نتهم بإيراد ما يثير المشاعر من دون أي دليل..ومع العلم أن هذه المطربة التي سنشير إليها بحرف (ش) من أصول عربية، حيث إنها لبنانية الأصل.. والأنكى أنها ستغني في الألبوم المشار إليه في الخبر بالعربية، إضافة إلى اللغة الإنجليزية ..يقول الخبر ما نصه:
"في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الإسلام في الوقت الراهن من جانب عدد من صحف الغرب، خرجت علينا مطربة البوب الكولومبية (ش) لتثير عاصفة من الانتقادات الحادة في الوطن العربي والعالم الإسلامي بسبب أغنيتها الوقحة "How do you do" أو "كيف حالك؟" التي تتحدث فيها عن الذات الإلهية بصورة فجة، وتنقد فيها تحكم الله عز وجل في مصير البشر!!
وأمام الاعتراضات الهائلة من جانب المسلمين في جميع أنحاء العالم على الأغنية الوقحة، قررت الشركة المنتجة للألبوم حذف الأغنية من النسخة الموجهة للشرق الأوسط والدول الإسلامية، وهو ما أكده .. الموزع الإقليمي للشركة ، حيث قال إنه أجرى اتصالاً عاجلاً بالمطربة الكولومبية لمنع نزول الأغنية في الشريط بمنطقة الشرق الأوسط تجنباً لثورة عارمة، واقتنعت بالفعل، على أن تصدر الأغنية في النسخة الأخرى في الألبوم التي توزع في باقي أنحاء العالم ".
الغريب أن المطربة المذكورة ووفقا للخبر نفسه ستقوم بـ"إحياء" حفل بمصر في شهر مارس المقبل يخصص إيراده لصالح مستشفى سرطان الأطفال!!