آمال
23 Feb 2006, 07:30 AM
تقول عبير
كم كانت تسحرني ابنة خالتي ذات العشرين ربيعا بطبعها الهادئ وسلوكياتها الرفيعة ..كما كانت تشدني إلى دروب الورع وسبل السلام بحديثها العذب وثقافتها العريقة وحيائها الشديد ، كانت فتاة ذات منهج سلمي في هذه الحياة المتخبطة في عالم الفتن والشهوات
كانت مخلوقا شفافا ينهل من الفضيلة ما استطاع ليغدق به على من سواه ، لهذا اصبحت إيمان مضربا للأمثال بين فتيات العائلة حيث اتسمت بوضوح الرؤية ورجاحة العقل بالإضافة إلى المثل السامية التي كانت تترجمها إلى أعمال حميدة من خلال تعلقها بكتاب الله حفظا وتلاوة وتطبيقا
كانت تشعل غيرتي حين آتي بسلوك خاطئ وتعاتبني أمي وهي تقول : لا أريدك أن تفعلي ذلك يا عبير ، لم لا تكونين مثل إيمان؟!
وكنت أرد عليها بكل شراسة : أنا لست إيمان يا أمي هي أكبر مني سنا
الحقيقة أنه لم يكن هناك برأيي أفضل من إيمان بين مجتمع أقاربنا أوحتى زميلاتي في المدرسة.
فمعظمهن للأسف منخدعات بالدنيا حيث الطرب و الأفلام هوأكبر همهن ، والموضة الأخيرة هي مظهرهن ، أما إيمان فقد كانت على النقيض تماما ، كانت تجسد الإنسانة الرائعة التي لا تهمها الموضة وكل ما كانت تفعله بعد رجوعها من دار تحفيظ القرآن الكريم إنهاء مذاكراتها اليومية ومساعدة خالتي في الأعمال المنزلية ، لتأوي إلى جنتها - مصلاها - فتدعو الله وتصلي بخشوع .
هكذا كانت إيمان تعيش حياتها فقط لا غير فجدولها اليومي متشابه تقريبا ، لم تكن تعنيها أو تهزها الأقوال البذيئة التي تطلق عليها من بعض المتبجحات ممن يدعين الحرية و الثقافة العصرية ، بل كانت تتباهي بما هي عليه بثقة و عزة نفس ، وتجادلهن بالتي بمنطق الحق والحكمة حتى تغلبهن وتؤثر فيهن .
ومما أذكره في الشأن أننا مدعوات أننا كنا مدعوات ذات ليلة لوليمة عشاء عند أحد قريباتنا
فقالت إحدى الحاضرات وهي تنظر إلى إيمان بغطرسة وسخرية : لم كل هذا التشدد في الدين إنك ما زلت صغيرة .
أجابتها إيمان بهدوء : إن الموت لا يعرف صغيرا ولا كبيرا .. إنه قدر الله الذي قد يداهمنا فجأة ، ولا أحد يعرف أين ومتى وكيف ؟!وقالت الأخرى بامتعاض : ولكن الزمن قد تغير ، ويجب أن تواكبي العصر ، وتتبعي آخر الموضة ، بدلا من هذه الملابس التي تظهرك كعجوز ، ثم انفجرت بالضحك .
قالت إيمان بثقة : وهل ارتداء الملابس التي تظهر مفاتن جسمي تجعلني متحضرة؟! وهل يجب أن أصبح ألعوبة في أيدي مصممي الأزياء العالميين كي يلبسوني ويعروني كيف شاؤوا ؟! أولئك الذين يسعون إلى إفسادي في جعلي تابعة لهم هل هذه هي الحضارة؟ أم أنها تبعية وعبودية لشياطين الإنس؟
علقت ثالثة باحتجاج : إنك تبالغين فالله غفور رحيم.
تنهدت إيمان بخشوع وقالت : أجل وسبحانه شديد العقاب أيضا .
في تلك اللحظة نظرت الحاضرات إلى بعضهن البعض بخجل وبدا عليهن الحرج والشعور بالخجل لمناقشتها واستفزازها.
في يوم من الأيام جاءت خالتي تزف إلينا خبر خطبة إيمان وهي تقول بفرح : الحمد لله لقد جاء من ترضاه زوجا لها .رجل صالح وتقي يليق بها.
قالت أمي بسعادة بالغة : مبارك يا أختي وفقها الله ورعاها إن إيمان تستحق كل خير
سألتها بدوري : ومتى الزفاف يا خالتي ؟
فأجابت : في العطلة الصيفية إن شاء الله ولم تتوقف حكاية إيمان عند هذا الحد ، فقد جاءتني الأيام بمفاجآت مدهشة وكان مما أثار ذهولي عندما عرفت بعد قران ابنة خالتي أنها تصدقت بنصف مهرها وليس هذا فحسب بل ورفضت أن تقيم حفلا كبيرا لزفافها وآثرت أن تدعو الأهل والأقارب على وليمة صغيرة في منزلهم .
الواقع أن تصرفها هذا أثار تساؤلات كثيرة في نفسي هل يمكن أن تقدم أي فتاة على هذا التصرف في هذا العصر المليء بالنعم والترف؟ وكيف تملك إيمان كل هذه التقوى لمجابهة شرور النفس وأهوائها ومن أين لها بالقوة لمحاربة الشيطان ووساوسه .
أيقنت قبل أن أخوض مع شيطاني معركة ضارية لأستخلص نفسي ، أن الالتزام هو الذي يعز الإنسان ويرتقي به إلى المعالي ، الإنسان الذي يشتري نفسه بالجنة ، وبالجنة فقط.
كل هذا أطفأ ما في قلبي على ابنة خالتي ليحل محلها عزيمة وإصرار على أن أسلك مسلكها وأقتدي بها ما استطعت أجل يجب أن أسير على منهجها وأكون مثلها . أرجو أن يوفقني الله ويسددني لذلك أدعوه أن يمنحني الثبات على هذا الطريق إنه سميع عليم.
كم كانت تسحرني ابنة خالتي ذات العشرين ربيعا بطبعها الهادئ وسلوكياتها الرفيعة ..كما كانت تشدني إلى دروب الورع وسبل السلام بحديثها العذب وثقافتها العريقة وحيائها الشديد ، كانت فتاة ذات منهج سلمي في هذه الحياة المتخبطة في عالم الفتن والشهوات
كانت مخلوقا شفافا ينهل من الفضيلة ما استطاع ليغدق به على من سواه ، لهذا اصبحت إيمان مضربا للأمثال بين فتيات العائلة حيث اتسمت بوضوح الرؤية ورجاحة العقل بالإضافة إلى المثل السامية التي كانت تترجمها إلى أعمال حميدة من خلال تعلقها بكتاب الله حفظا وتلاوة وتطبيقا
كانت تشعل غيرتي حين آتي بسلوك خاطئ وتعاتبني أمي وهي تقول : لا أريدك أن تفعلي ذلك يا عبير ، لم لا تكونين مثل إيمان؟!
وكنت أرد عليها بكل شراسة : أنا لست إيمان يا أمي هي أكبر مني سنا
الحقيقة أنه لم يكن هناك برأيي أفضل من إيمان بين مجتمع أقاربنا أوحتى زميلاتي في المدرسة.
فمعظمهن للأسف منخدعات بالدنيا حيث الطرب و الأفلام هوأكبر همهن ، والموضة الأخيرة هي مظهرهن ، أما إيمان فقد كانت على النقيض تماما ، كانت تجسد الإنسانة الرائعة التي لا تهمها الموضة وكل ما كانت تفعله بعد رجوعها من دار تحفيظ القرآن الكريم إنهاء مذاكراتها اليومية ومساعدة خالتي في الأعمال المنزلية ، لتأوي إلى جنتها - مصلاها - فتدعو الله وتصلي بخشوع .
هكذا كانت إيمان تعيش حياتها فقط لا غير فجدولها اليومي متشابه تقريبا ، لم تكن تعنيها أو تهزها الأقوال البذيئة التي تطلق عليها من بعض المتبجحات ممن يدعين الحرية و الثقافة العصرية ، بل كانت تتباهي بما هي عليه بثقة و عزة نفس ، وتجادلهن بالتي بمنطق الحق والحكمة حتى تغلبهن وتؤثر فيهن .
ومما أذكره في الشأن أننا مدعوات أننا كنا مدعوات ذات ليلة لوليمة عشاء عند أحد قريباتنا
فقالت إحدى الحاضرات وهي تنظر إلى إيمان بغطرسة وسخرية : لم كل هذا التشدد في الدين إنك ما زلت صغيرة .
أجابتها إيمان بهدوء : إن الموت لا يعرف صغيرا ولا كبيرا .. إنه قدر الله الذي قد يداهمنا فجأة ، ولا أحد يعرف أين ومتى وكيف ؟!وقالت الأخرى بامتعاض : ولكن الزمن قد تغير ، ويجب أن تواكبي العصر ، وتتبعي آخر الموضة ، بدلا من هذه الملابس التي تظهرك كعجوز ، ثم انفجرت بالضحك .
قالت إيمان بثقة : وهل ارتداء الملابس التي تظهر مفاتن جسمي تجعلني متحضرة؟! وهل يجب أن أصبح ألعوبة في أيدي مصممي الأزياء العالميين كي يلبسوني ويعروني كيف شاؤوا ؟! أولئك الذين يسعون إلى إفسادي في جعلي تابعة لهم هل هذه هي الحضارة؟ أم أنها تبعية وعبودية لشياطين الإنس؟
علقت ثالثة باحتجاج : إنك تبالغين فالله غفور رحيم.
تنهدت إيمان بخشوع وقالت : أجل وسبحانه شديد العقاب أيضا .
في تلك اللحظة نظرت الحاضرات إلى بعضهن البعض بخجل وبدا عليهن الحرج والشعور بالخجل لمناقشتها واستفزازها.
في يوم من الأيام جاءت خالتي تزف إلينا خبر خطبة إيمان وهي تقول بفرح : الحمد لله لقد جاء من ترضاه زوجا لها .رجل صالح وتقي يليق بها.
قالت أمي بسعادة بالغة : مبارك يا أختي وفقها الله ورعاها إن إيمان تستحق كل خير
سألتها بدوري : ومتى الزفاف يا خالتي ؟
فأجابت : في العطلة الصيفية إن شاء الله ولم تتوقف حكاية إيمان عند هذا الحد ، فقد جاءتني الأيام بمفاجآت مدهشة وكان مما أثار ذهولي عندما عرفت بعد قران ابنة خالتي أنها تصدقت بنصف مهرها وليس هذا فحسب بل ورفضت أن تقيم حفلا كبيرا لزفافها وآثرت أن تدعو الأهل والأقارب على وليمة صغيرة في منزلهم .
الواقع أن تصرفها هذا أثار تساؤلات كثيرة في نفسي هل يمكن أن تقدم أي فتاة على هذا التصرف في هذا العصر المليء بالنعم والترف؟ وكيف تملك إيمان كل هذه التقوى لمجابهة شرور النفس وأهوائها ومن أين لها بالقوة لمحاربة الشيطان ووساوسه .
أيقنت قبل أن أخوض مع شيطاني معركة ضارية لأستخلص نفسي ، أن الالتزام هو الذي يعز الإنسان ويرتقي به إلى المعالي ، الإنسان الذي يشتري نفسه بالجنة ، وبالجنة فقط.
كل هذا أطفأ ما في قلبي على ابنة خالتي ليحل محلها عزيمة وإصرار على أن أسلك مسلكها وأقتدي بها ما استطعت أجل يجب أن أسير على منهجها وأكون مثلها . أرجو أن يوفقني الله ويسددني لذلك أدعوه أن يمنحني الثبات على هذا الطريق إنه سميع عليم.