أنصار السلف
03 Mar 2004, 03:48 AM
<span style='color:indigo'><b><div align="center">
تأصيل للأحداث الأخيرة في المملكة العربية السعودية
محاضرة ألقاها علينا أحد المشايخ الأفاضل _ حفظه الله _ .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم حاكيا عن فتن آخر الزمان:
( فتن كقطع الليل المظلم يمسي الرجل مسلما ويصبح كافرا ويصبح كافرا ويمسي مسلما )
قال الصحابة " وما لمخرج من هذه الفتن "
قال ( كتاب الله وسنتي )
لذا الواجب على كل مسلم حالة نزول الفتن إعادتها لكتاب الله والسنة وهذه الإعادة تكون من قبل علماء الأمة الراسخون أهل السنة
وصدق السلف " إن الفتن إذا أقبلت لا يعرفها إلا العلماء فإذا أدبرت عرفها العلماء والعامة "
ولكننا يظهر في زمن تقبل الفتن وتدبر وعامة الناس لا يعلمونها ،
وهذه الأيام ظهرت في بلاد التوحيد فتن تلبست بلبوس الإسلام وقبل أن نبين هذه الفتنة نوضح :
أن الجهاد فريضة محكمة وسنة قائمة ، من أنكرها أنكر مما يعلم من الدين بالضرورة يستتاب و إلا ضربت عنقه ، لكننا نعني من يحمل السلاح في بلاد المسلمين باسم الجهاد ، ومن يسفك دماء الأمة بشبه باطلة وأقيسة باطلة ونعني بذلك من يفتي بجواز ذلك في بلاد الحرمين ، ومن يمول ، ومن يتعاطف ، ومن يحرض على هذه الأعمال وبداءة لعل حديث عائشة رضي الله عنها يحسن ذكره وهذا الحديث يزول به كثير من الإشكالات
وهو أن زيد بن أرقم رضي الله عنه تأول في مسالة من مسائل الربا فبلغ عائشة ما فعله زيد وهو متأول فقالت:
" ابلغوا زيدا انه قد أحبط جهاده مع رسول الله إن لم يترك هذا الأمر "
وهذا لأنه تأول في مسالة من مسائل الربا هذا الحديث يعض عليه بالنواجذ ،
التأول في مسالة من المسائل يحبط الجهاد ،
طيب لو قلنا لهؤلاء المدعون بالجهاد لو إنسان 30 سنة في الجهاد ثم ختم هذا بزنا وفواحش
ما الموقف منه ؟؟؟؟
لقالوا نبغضه في الله ،
فوالله إن ما يفعل اليوم من سفك لدماء الأمة لهو اشد من الدعوة إلى الفواحش .
وسنبين بهذه الكلمة المحاذير الشرعية التي نتجت من هذه الفتن فنبين كل محذور بدليله من الكتاب والسنة :أول المحاذير من هذه الأحداث:
1. سفك دماء المسلمين ، عشرات من المسلمين قتلوا حراس امن من عسكريين ومدنيين وضباط الشرطة في نقاط التفتيش ناهيك المسلمين الذين قتلوا غدرا وغيلة واسمع لما جاءت من أدلة ترهب من سفك دماء الأمة:
يقول الله تعالى ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما )
خمس عقوبات كل واحدة اشد وأنكى من الأخرى توعده الله بجهنم ثم الخلود ثم الغضب ثم الطرد والإبعاد الذي هو نتاج اللعنة ثم ختمه ب (أعد له عذابا عظيما ) هل يكون بعد ذلك من الفالحين ،
قال السعدي رحمه الله في هذه الآية " لم يرد في أنواع الكبائر مثل هذا الوعيد الشديد
وقال ابن عباس رضي الله عنه في هذه الآية في الصحيحين " ليس لقاتل المؤمن توبة والله آخر ما نزل من القران (الآية ) ولم ينسخها شي"
وان كان الحق أن لقاتل المؤمن توبة ولكننا نسوق ذلك لتعلم الأمة تعظيم سلفها للدماء ،
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في سنن النسائي ( لزوال الدنيا بأسرها أهون عند الله من سفك دم المسلم ) الدنيا كلها تهون ويموت الصالحون وتهدم المساجد ولا يعبد الله طرفة عين كل ذلك أهون من سفك دم امرئ مسلم من غير حق ،
وقال صلى الله عليه وسلم ( ابغض الناس إلى الله ملحد في الحرم .... ومتطلب دم امرئ مسلم بغير حق ليسفكه ) وقال صلى الله عليه وسلم ( لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث ... ) - لا يحل الكل يعلم معناها –
( الثيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة والنفس بالنفس )
ولا ندري من يجيزون هذه الأحداث ، ويباشرونها ، ويمولونها ، ويتعاطفون معها .
لا ندري أين يضعون الذين سفكت دمائهم ، ورملت نسائهم ، ويتمت أطفالهم ،
لا ندري من أي الخانات الثلاث .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم ( حرام ) )
وقال في الصحيحين " اكبر الكبائر الشرك بالله وقتل النفس التي حرمها الله )
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من استطاع منكم أن لا يحال بينه وبين الجنة ملء كف دم حرام فليفعل )
وحديث أسامة في الصحيحين والله إنه عبرة لكل من تسول له نفسه الولوغ في دماء المسلمين بشبه باطلة
ففي الصحيحين أن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال :
" رأيت احد المشركين وهو لا يترك شاذة ولا فاذة إلا أجهز عليها والله لا يعمد إلى احد من المسلمين إلا قتله فتربصت له فلاذ خلف شجرة فأهويت إليه بالسيف فقال لا إله إلا الله فقتلته" ثم اخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( يا أسامة أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله )
فقال أسامة "يا رسول الله فعل كذا وكذا وقتل فلانا وفلان" ( هذا لفظ البخاري )
فكرر النبي صلى الله عليه وسلم قوله .
فقال أسامة "يا رسول الله قالها تعوذا من السيف "
فقال ( هلا شققت عن قلبه )
قال : "استغفر لي يا رسول الله "،
قال ( يا أسامة وما تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت تحاجج عن صاحبها )
ونحن نقول لكل من يعين في دماء المسلمين ويمول ويؤيد ويباشر،
أعدوا للقاء الله جوابا إذا جاءت كلمة التوحيد تحاجج عن أصحابها
ومع كلمة التوحيد تأتي صلاة وصيام وزكاة
فليعد من أفتى ، ومن تعاطف ، ومن أيد ، ومن مول ،
ليعد جوابا
وعند الله الموعد
ويوم القيامة تجتمع الخصومة
والعشرات من المسلمين
وكلمة التوحيد تأتي تحاجج عن أصحابها
وأظن لأسامة من الصحبة والفضل والعلم والجهاد ما ليس لأولئك الشباب
ومع ذلك لم يشفع كل ذلك لأسامة
وفي آخر الحديث قال أسامة رضي الله عنه ( تمنيت أن لم أكن أسلمت إلا يوم إذ )
وأظن لأسامة من التبريرات أقوى ،
فالحادثة وقعت داخل المعركة مع الكفار ،
والرجل أنكى بالمسلمين الجراح
وكون الرجل لم ينطق إلا بعد سقوط السيف من يده
وهذه التبريرات لم تشفع له عند رسول الله ولم تغفر له
وأظن تبريرات إسامة لسفك دم الرجل اشد ألف مرة من التبريرات التي يسوقها أولئك .
2. ومن المحاذير الشرعية :
قتل النفس نفسها _ الانتحار _
من الذي أباح لأولئك الشباب أن يقتلوا أنفسهم ،
كما يقول ابن القيم رحمه الله " وأجمعت الشرائع على تحريم قتل النفس"
قال صلى الله عليه وسلم ( من قتل نفسه بحديدة فهو يعذب بها إلى يوم القيامة )
وابن عثيمين رحمه الله وبن باز رحمه الله كذلك والألباني والفوزان اجمعوا على تحريم هذه العمليات
قال ابن عثيمين في كتابه شرح رياض الصالحين ج1 ص 124 عند حديث الغلام والساحر :
" فأما ما يفعله بعض الناس من الانتحار بحيث يحمل آلات متفجرة ويتقدم بها إلى الكفار ثم يفجرها إذا كان بينهم ، فانه من قتل النفس والعياذ بالله ، ومن قتل نفسه فهو خالد مخلد في النار ابد الآبدين كما جاء في الحديث ، لان هذا قتل نفسه لا في مصلحة الإسلام لأنه إذا قتل نفسه وقتل عشرة أو مائة لم ينتفع الإسلام بذلك فلم يسلم الناس بخلاف قصة الغلام وهذا ربما يتعنت العدو أكثر لهذا العمل حتى يفتك بالمسلمين اشد الفتك كما يوجد من صنع اليهود مع أهل فلسطين فان أهل فلسطين إذا مات الواحد منهم بهذه المتفجرات وقتل سبعة أو ثمانية اخذوا من جراء ذلك ستين نفرا أو أكثر فلم يحصل في ذلك نفع للمسلمين ولا انتفاع للذين فجرت المتفجرات في صفوفهم ،ولهذا نرى أن ما يفعله بعض الناس من هذا الانتحار ترى انه قتل للنفس بغير حق وانه موجب لدخول النار والعياذ بالله وان صاحبه ليس بشهيد ، لكن إذا فعل الإنسان هذا متأولا ظانا انه جائز فإننا نرجوا إن يسلم من الإثم ، وإما إن تكتب له الشهادة فلا ، لأنه لم يسلك طريق الشهادة ، ومن اجتهد واخطأ فله اجر ) اهـ
تأمل الشيخ يقول في الكفار يفجر فكيف بمن يفجر بالمسلمين ، وقال بهذا الألباني والفوزان والغديان وبن باز وبن عثيمين والوادعي وهو مجموع في شريط موجود بالتسجيلات
فمن للناس بعد هؤلاء العلماء .
3- ومن المحاذير الشرعية
سفك الدماء المعصومة بالشرع ،
الأنفس المعصومة أربعة :
1 - أعلى الأنفس النفس المسلمة وسبق النصوص عليها.
2 - أهل الذمة.
3 – المعاهد.
4 – المستأمن .
أربعة أنفس اختلفت على الجهلة فلم يفرقوا بين الذمي والمعاهد والمستأمن والحربي فجاءوا بالويلات للأمة كم من أدلة ترهب من سفك دماء أهل الذمة:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة ، وان ريحها توجد من مسيرة أربعين عام ) صحيح البخاري ح رقم 3166 ،
وقال صلى الله عليه وسلم ( من قتل ذميا كنت خصمه يوم القيامة ومن كنت خصمه خصمته )
وقال صلى الله عليه وسلم ( من خفر ذمة مسلم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين )
فوالله مالنا لا نلعن من لعنه الله والملائكة والناس أجمعين وقد سبق حديث إسامة
وكذا حديث هبيرة عبرة لمن تسول له نفسه في خفر الذمة:
ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة أهدر دم أربعة من المشركين قال يقتلون في الحل والحرم ولو وجدتموهم يتعلقون بأستار الكعبة منهم أبو هبيرة لان هؤلاء الأربعة حصل منهم أذى شديد للمسلمين عامة وخاصة ولما دخل المسلمون مكة ذهب أبو هبيرة إلى أم هاني وأجارته ولما أراد علي رضي الله عنه قتله أرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم " أني أجرت ابن هبيرة وان ابن أمي – علي – يريد قتله اسمع هذا مشرك وقال الرسول يقتلون ولو وجدتموهم يتعلقون بأستار الكعبة اسمع يا من يريد الحق قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
( قد أجرنا من أجرت يا أم هاني وأمنا من أمنت يا أم هاني )
القضية ليست قضية عاطفة وحماس
القضية قضية نصوص شرعية العاطفة والحماس لم تأتي إلا بالويلات للأمة .
4 – ومن المحاذير الشرعية كذلك:
الغـــــــــــــــــدر
فالغدر ليس من الإسلام في شي ،
لذا أحاديث الغدر يوردها أهل العلم في كتاب الجهاد ليبينوا أن الغدر ليس من الجهاد في شي ففي صحيح مسلم ( يرفع لكل غادر لواء يوم القيامة ينصب عليه اسمه )
وثبت في الصحيحين أن المغيرة قام فقتل اثنين من رفقائه في السفر وسلب أموالهم ، وجاء للنبي صلى الله عليه وسلم يعلن إسلامه وقال للنبي صلى الله عليه وسلم أسلمت وهذا المال أخمسه لي فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( أما إسلامك فنقبله وأما المال فهو من الغدر ولست من الغدر في شيء )
5 – ومن المحاذير كذلك :
التضييق على الإسلام
وعلى الدعوة وأهلها
وعلى المسلمين
وتشويه دعوة الإسلام
ولا يغرك ما يردده أحفاد مسيلمة الكذاب
الذين يقولون الآن في الغرب صار فيه إقبال لمعرفة دين الإسلام
هذا لا ينفق إلا عند الكذابين عند أهل الحماس والعاطفة
قالوا نفقت كتب الإسلام في أمريكا ،
دين يقدم للناس على انه دين دماء وسفك وتفجير وغدر
أين الآلاف المؤلفة الذين أعلنوا إسلامهم
لما لا ينفق هذا إلا في سوق العاطفة ،
وأما أهل النصوص وأهل الواقع يعلمون انه لا يساوي بعرة في ميزان الواقع .
إن ما يفعل اليوم هو مذهب الخوارج ،
الشيخ بن عثيمين رحمه الله قبل خمس سنوات قال عن تفجير العليا والشريط موجود في تسجيلات الأصالة قال بن عثيمين رحمه الله
" هذا مذهب خبيث هذا مذهب الخوارج الواجب على المسلمين بيانه "
وبعد خمس سنوات من نظّر لهذا الفكر وأفتى بجوازه إذا بهم يعودون ويقولون
هذا فكر الخوارج ..
يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من أشار على أخيه بحديدة فالملائكة تلعنه ولو كان أخيه لأبيه وأمه ) هذا من أشار !!
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( من حمل علينا السلاح فليس منا )
الله اكبر
كبرت كلمة تخرج من أفواههم
يقولون شهداء
والنبي يتبرأ منهم
والله رضينا بما رضي به النبي صلى الله عليه وسلم
ونتبرأ
ونقول من حمل السلاح في بلاد المسلمين علينا فليس منا ..
لو قلت هؤلاء منا من أهل السنة فأنت
معاند ومكذب لله
كثير من الناس تظن الخوارج مذهبهم التكفير بالكبيرة ولكن
الذين يخرجون على الحكام بالكلمة خوارج
ومن يحمل السلاح في بلاد المسلمين خوارج
ومن يكفر بأقيسة باطلة وشبه زائفة فهم من الخوارج
لكن الناس لا يفهمون
في الصحيحين يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( يخرج – ولا احد يغضب – في آخر الزمان شباب حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقرؤون القران لا يجاوز تراقيهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان )
وفي البخاري ( هم شر قتلى تحت أديم السماء لو أدركتهم لقتلتهم قتل عاد )
وقبل خمس سنوات والله في بلاد السودان خرج أربعة من الشباب الذين تربوا على التكفير ودخلوا أكبر مسجد في يوم الجمعة وقتلوا 25 شخص هذا غير الجرحى ، وقبل خمس سنوات أيضا دخل أولئك إلى أكبر مسجد من مساجد أهل السنة وفي الركعة الثانية حصدوا 9 أو 10 منهم المؤذن حافظ للقران يفعلون هذا قربة لله ، التكفير درجات يتدرج فيها تكفير الحكام ثم تكفير الوظائف ثم تكفير المجتمعات ، لان من لم يكفر الكافر فهو كافر ، والله يتقربون إلى الله بقتل حتى الذراري !!!!!
ما هي أعظم شبههم في سفك دماء الأمة يقولون :
1ـ قال صلى الله عليه وسلم ( اخرجوا المشركين من جزيرة العرب )
هذا فقه جنكيز خان
من استدل على هذا لقتل الأمة ينبغي يضرب بالجريد الأخضر ثم يمسح الجريد.
فالذي قال ( اخرجوا المشركين من جزيرة العرب ) يخاطب حكام المسلمين ليس قوله لك ، تلبست واجبا ليس لك
الذي قال ( اخرجوا المشركين من جزيرة العرب )
هل قال بعدها فان لم يخرجوا فاقتلوهم وفجروهم ،
وبعد الذي قال ( اخرجوا اليهود والنصارى )
هو الذي قال ( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة )
وقال ( من قتل ذميا كنت خصمه يوم القيامة )
وهو الذي قال ( يجير على المسلمين أدناهم من خفر ذمة مسلم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين )
لماذا يؤخذ من رسول الله نص ويترك نصوص .
يقول ابن القيم في بدائع فوائده :
" ( افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ) قال هذه آية التشهي عند أهل العلم يأخذ المسلم من الكتاب والسنة ما يوافق هواه ويرفع رأسه به ولو جاءت النصوص تخالف هواه لم يقبل بها وردها " اهـ
2- وكذا شبهتهم مسالة التترس:
وهي انه يجوز قتل المسلمين إذا تترس بهم الكفار
أولا هذه المسالة ليس عليها دليل لا من كتاب ولا سنة ولا قول صحابي بل هي مسالة افتراضية فقهية في كتب الفقه قالوا في المسالة
إذا التقى الجيشان – أين الجيشان .. أين الجيوش مجرد أربعة خوارج يحملون متفجرات أين الجيوش –
قالوا إذا التقى الجيشان وتترس الكفار بمجموعة من المسلمين ووجد القائد لا خلاص إلا بقتل المسلمين فيقتل المسلمين للوصول للكفار
هذه هي مسالة التترس والجواب عليها :
أ - هذه المسالة ليس عليها دليل من كتاب ولا سنة ولا قول صحابي إنما هي مسالة افتراضية قابلة للجدل .
ب - كيف يصدم بهذه المسالة الافتراضية النصوص المحكمات والقواطع من دين الله التي سبق ذكرها من تحريم دماء الأمة .
ج - لو أن هذه المسالة مسالة التترس خالفت آية محكمة في كتاب الله هل نقدم الآية أم المسالة الافتراضية - سبحان الله –
أين الشيخ بن باز رحمه الله عن مسالة التترس كيف تخفى عليه وعلى ابن عثيمين رحمه الله أين علماء الأمة الراسخين كيف خفيت عليهم هذه المسالة ؟؟؟؟
آية محكمة في كتاب الله ترد هذه المسالة
هي الآية ( 25 ) من سورة الفتح
يقول الله سبحانه فيها
( هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما )
يقول الله لو تزيلوا أي فارقوا لعذبنا الذين كفروا ارجع لتفسير هذه الآية عند السعدي والشوكاني وابن كثير ،
يقول السعدي " بعد أن ذكر الله أمور مهيجة لقتال المشركين في مكة منها كفرهم بالله ورسوله وصدهم رسول الله ومن معه من المؤمنين أن يأتوا للبيت الحرام زائرين معظمين له بالحج والعمرة ، وهم الذين أيضا صدوا ( والهدي معكوفا ) أي محبوسا .... وكل هذه أمور موجبة وداعية إلى قتالهم - في مقابل السماح لأهل الأوثان بالدخول ومنعهم خير الخليقة من دخول مكة - ولكن ثمة مانع هو وجود رجال ونساء من أهل الإيمان بين أظهر المشركين وليسوا متميزين بمحله أو مكان يمكن أن لا ينالهم أذى .... " ،
قال ابن كثير" هم أناس مستضعفون بمكة "
حتى أن الله منع من نزول العذاب على مكة بسبب أولئك ( لو تزيلوا ) أي فارقوا
( لعذبنا الذين كفروا منهم )"
أيها أعظم فتح مكة وجعلها دار إسلام من اجل 11 رجل وامرأة ،
وهؤلاء خوارج العصر الحديث يسفكون عشرات من دماء المسلمين بدعوى الوصول إلى 5 أو 10 من جنسية معينة والله هؤلاء إذا نووا عملية يصبحون شياطين في هيئات إنس ويقتلون كل من إمامهم حراس مدنيين ناهيك عن المسلمين
وقس عليها بقية الشبه ،
نحن ذكرنا أعظم شبهتين عندهم وبقية شبههم مثل هذه أو اقل .
أخيرا يتأكد في هذه الأيام الكلام في
أصلين عظيمين من أصول الإسلام
1. الأصل الأول :
وجوب الالتفاف حول علماء الأمة ،
لأن هناك من يسعى إلى فصل الأمة عن علمائها
وأخذوا يرددون مسميات مثل :
علماء سلطه ، علماء دولة ، علماء سلاطين
وهؤلاء والله لا يفهمون ، والله الأحداث أثبتت أنهم علماء الأمة وأن فتاواهم هي الصائبة
وهؤلاء لما تسببوا بفصل الأمة عن العلماء
تصدر حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام
وأصدروا فتاوى التكفير- هم توبتهم بينهم وبين الله –
لكن هذه الفتاوى ومن موّلها ومن حرض عليها ،
دماء سفكت وأموال هدرت ونساء رملت وأطفال يتّمت فليعدوا لهذا جوابا .
2. الأصل الثاني:
مسالة السمع والطاعة لمن ولاه الله أمر المسلمين ،
كيف يخفى هذا الأصل على عامة الناس
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه الأصول الستة قال:
"الأصل الأول الشرك ،الثاني بيان من هم العلماء ومن تلبس بهم وليس منهم ، الثالث من تمام الإيمان السمع والطاعة لمن ولاه الله أمر المسلمين "
واسمع الدليل على من يحمل السلاح على الحكام أو يخرج عليه بالكلمة أو نشر الإشاعات أو خلط الحقائق
قال تعالى ( يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )
عن أبي هريرة قال رسول الله (( من خرج من الطاعة ، وفارق الجماعة ، فمات ، مات ميتة جاهلية ، ومن قاتل تحت راية عمية ، يغضب لعصبية ، فقتل ،فقتلة جاهلية ))
جاء في الصحيحين عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إنها تكون بعدي أثرة ، وأمور تنكرونها )) قالوا يا رسول الله كيف تأمر من أدرك منا ذلك ؟ قال : " تؤدون الحق الذي عليكم ، وتسألون الله الذي لكم ))
وفي صحيح مسلم سأل سلمة بن يزيد الجعفي رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يا رسول الله ، إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ، ويمنعونا حقنا ، فما تأمرنا؟ فأعرض ، ثم سأله في الثانية أو الثالثة
فقال صلى الله عليه وسلم (( أسمعوا وأطيعوا ، فإنما عليهم ما حملوا ، وعليكم ما حملتم ))
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( عليك بالسمع والطاعة في عسرك ويسرك ، ومنشطك ومكرهك ، وأثرة عليك ))
أي وإن استأثر ولاة الأمور عليك فلم ينصفوك ، ولم يعطوك حقك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتصلون عليهم ويصلون عليكم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنونكم ))
قلنا يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف عند ذلك ؟
قال (( لا ما أقاموا فيكم الصلاة ، لا ما أقاموا فيكم الصلاة ))
ويقول عبادة بن الصامت رضي الله عنه في البخاري :
( بايعنا النبي على السمع والطاعة في المنشط والمكره وألا ننازع الأمر أهله )
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة رضي الله عنه:
( أسمع وأطع وإن جلد ظهرك وأخذ مالك )
ولو قارنا بين هذا الحديث والحديث الآخر في دفع الصائل ،
قال الرجل (أرأيت إن أراد أن يأخذ مالي قال قاتله قال فإن قتلني قال هو في النار قال فإن قتلته قال في الجنة ) أو كما قال رسول الله
لكن لما جاء عند الحاكم الظالم قال ( أسمع وأطع وإن جلد ظهرك وأخذ مالك )
قال الحسن البصري: " والله! لو أنّ الناس إذا ابتُلُوا مِن قِبَل سلطانهم صبروا، ما لبِثوا أن يرفع اللهُ ذلك عنهم؛ وذلك أنهم يَفزَعون إلى السيف فيوكَلُوا إليه! ووالله! ما جاؤوا بيوم خير قطّ!"، ثم تلا: {وتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ودَمَّرْنا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُون}.
وقال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي في شرح حديث ((الدين النصيحة...)) قال"....وأما النصيحة لأئمة المسلمين، وهم ولاتهم من السلطان الأعظم إلى الأمير، إلى القاضي إلى جميع من لهم ولاية كبيرة أو صغيرة، فهؤلاء لما كانت مهماتهم وواجباتهم أعظم من غيرهم، وجب لهم من النصيحة بحسب مراتبهم ومقاماتهم، وذلك باعتقاد إمامتهم والاعتراف بولايتهم، ووجوب طاعتهم بالمعروف،وعدم الخروج عليهم، وحث الرعية على طاعتهم ولزوم أمرهم الذي لا يخالف أمر الله ورسوله، وبذل ما يستطيع الإنسان من نصيحتهم، وتوضيح ما خفي عليهم مما يحتاجون إليه في رعايتهم، كل بحسب حاله، والدعاء لهم بالصلاح والتوفيق، فإن صلاحهم صلاح لرعيتهم، واجتناب سبهم والقدح فيهم وإشاعة مثالبهم، فإن في ذلك شرا وضررا وفسادا كبيرا فمن نصيحتهم الحذر والتحذير من ذلك، وعلى من رأى منهم- ولاة- الأمور ما لا يحل أن ينبههم سرا لا علنا بلطف وعبارة تليق بالمقام ويحصل بها المقصود, فإن هذا هو المطلوب في حق كل أحد وبالأخص ولاة الأمور, فإن تنبيههم على هذا الوجه فيه خير كثير, وذلك علامة الصدق والإخلاص".
وأخيرا لنا في أحداث الجزائر عبرة ، سُئل الشيخ بن عثيمين رحمه الله عن مصير من مات من أهل الجزائر سألوه " ما مصير إخواننا الذين قتلوا وهم يظنون أنه جهاد .." قال " هؤلاء أفضوا إلى ما قدموا ، لا تموتوا على ما ماتوا عليه "
تمّ بحمد الله</div> </b></span>
تأصيل للأحداث الأخيرة في المملكة العربية السعودية
محاضرة ألقاها علينا أحد المشايخ الأفاضل _ حفظه الله _ .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم حاكيا عن فتن آخر الزمان:
( فتن كقطع الليل المظلم يمسي الرجل مسلما ويصبح كافرا ويصبح كافرا ويمسي مسلما )
قال الصحابة " وما لمخرج من هذه الفتن "
قال ( كتاب الله وسنتي )
لذا الواجب على كل مسلم حالة نزول الفتن إعادتها لكتاب الله والسنة وهذه الإعادة تكون من قبل علماء الأمة الراسخون أهل السنة
وصدق السلف " إن الفتن إذا أقبلت لا يعرفها إلا العلماء فإذا أدبرت عرفها العلماء والعامة "
ولكننا يظهر في زمن تقبل الفتن وتدبر وعامة الناس لا يعلمونها ،
وهذه الأيام ظهرت في بلاد التوحيد فتن تلبست بلبوس الإسلام وقبل أن نبين هذه الفتنة نوضح :
أن الجهاد فريضة محكمة وسنة قائمة ، من أنكرها أنكر مما يعلم من الدين بالضرورة يستتاب و إلا ضربت عنقه ، لكننا نعني من يحمل السلاح في بلاد المسلمين باسم الجهاد ، ومن يسفك دماء الأمة بشبه باطلة وأقيسة باطلة ونعني بذلك من يفتي بجواز ذلك في بلاد الحرمين ، ومن يمول ، ومن يتعاطف ، ومن يحرض على هذه الأعمال وبداءة لعل حديث عائشة رضي الله عنها يحسن ذكره وهذا الحديث يزول به كثير من الإشكالات
وهو أن زيد بن أرقم رضي الله عنه تأول في مسالة من مسائل الربا فبلغ عائشة ما فعله زيد وهو متأول فقالت:
" ابلغوا زيدا انه قد أحبط جهاده مع رسول الله إن لم يترك هذا الأمر "
وهذا لأنه تأول في مسالة من مسائل الربا هذا الحديث يعض عليه بالنواجذ ،
التأول في مسالة من المسائل يحبط الجهاد ،
طيب لو قلنا لهؤلاء المدعون بالجهاد لو إنسان 30 سنة في الجهاد ثم ختم هذا بزنا وفواحش
ما الموقف منه ؟؟؟؟
لقالوا نبغضه في الله ،
فوالله إن ما يفعل اليوم من سفك لدماء الأمة لهو اشد من الدعوة إلى الفواحش .
وسنبين بهذه الكلمة المحاذير الشرعية التي نتجت من هذه الفتن فنبين كل محذور بدليله من الكتاب والسنة :أول المحاذير من هذه الأحداث:
1. سفك دماء المسلمين ، عشرات من المسلمين قتلوا حراس امن من عسكريين ومدنيين وضباط الشرطة في نقاط التفتيش ناهيك المسلمين الذين قتلوا غدرا وغيلة واسمع لما جاءت من أدلة ترهب من سفك دماء الأمة:
يقول الله تعالى ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما )
خمس عقوبات كل واحدة اشد وأنكى من الأخرى توعده الله بجهنم ثم الخلود ثم الغضب ثم الطرد والإبعاد الذي هو نتاج اللعنة ثم ختمه ب (أعد له عذابا عظيما ) هل يكون بعد ذلك من الفالحين ،
قال السعدي رحمه الله في هذه الآية " لم يرد في أنواع الكبائر مثل هذا الوعيد الشديد
وقال ابن عباس رضي الله عنه في هذه الآية في الصحيحين " ليس لقاتل المؤمن توبة والله آخر ما نزل من القران (الآية ) ولم ينسخها شي"
وان كان الحق أن لقاتل المؤمن توبة ولكننا نسوق ذلك لتعلم الأمة تعظيم سلفها للدماء ،
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في سنن النسائي ( لزوال الدنيا بأسرها أهون عند الله من سفك دم المسلم ) الدنيا كلها تهون ويموت الصالحون وتهدم المساجد ولا يعبد الله طرفة عين كل ذلك أهون من سفك دم امرئ مسلم من غير حق ،
وقال صلى الله عليه وسلم ( ابغض الناس إلى الله ملحد في الحرم .... ومتطلب دم امرئ مسلم بغير حق ليسفكه ) وقال صلى الله عليه وسلم ( لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث ... ) - لا يحل الكل يعلم معناها –
( الثيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة والنفس بالنفس )
ولا ندري من يجيزون هذه الأحداث ، ويباشرونها ، ويمولونها ، ويتعاطفون معها .
لا ندري أين يضعون الذين سفكت دمائهم ، ورملت نسائهم ، ويتمت أطفالهم ،
لا ندري من أي الخانات الثلاث .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم ( حرام ) )
وقال في الصحيحين " اكبر الكبائر الشرك بالله وقتل النفس التي حرمها الله )
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من استطاع منكم أن لا يحال بينه وبين الجنة ملء كف دم حرام فليفعل )
وحديث أسامة في الصحيحين والله إنه عبرة لكل من تسول له نفسه الولوغ في دماء المسلمين بشبه باطلة
ففي الصحيحين أن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال :
" رأيت احد المشركين وهو لا يترك شاذة ولا فاذة إلا أجهز عليها والله لا يعمد إلى احد من المسلمين إلا قتله فتربصت له فلاذ خلف شجرة فأهويت إليه بالسيف فقال لا إله إلا الله فقتلته" ثم اخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( يا أسامة أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله )
فقال أسامة "يا رسول الله فعل كذا وكذا وقتل فلانا وفلان" ( هذا لفظ البخاري )
فكرر النبي صلى الله عليه وسلم قوله .
فقال أسامة "يا رسول الله قالها تعوذا من السيف "
فقال ( هلا شققت عن قلبه )
قال : "استغفر لي يا رسول الله "،
قال ( يا أسامة وما تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت تحاجج عن صاحبها )
ونحن نقول لكل من يعين في دماء المسلمين ويمول ويؤيد ويباشر،
أعدوا للقاء الله جوابا إذا جاءت كلمة التوحيد تحاجج عن أصحابها
ومع كلمة التوحيد تأتي صلاة وصيام وزكاة
فليعد من أفتى ، ومن تعاطف ، ومن أيد ، ومن مول ،
ليعد جوابا
وعند الله الموعد
ويوم القيامة تجتمع الخصومة
والعشرات من المسلمين
وكلمة التوحيد تأتي تحاجج عن أصحابها
وأظن لأسامة من الصحبة والفضل والعلم والجهاد ما ليس لأولئك الشباب
ومع ذلك لم يشفع كل ذلك لأسامة
وفي آخر الحديث قال أسامة رضي الله عنه ( تمنيت أن لم أكن أسلمت إلا يوم إذ )
وأظن لأسامة من التبريرات أقوى ،
فالحادثة وقعت داخل المعركة مع الكفار ،
والرجل أنكى بالمسلمين الجراح
وكون الرجل لم ينطق إلا بعد سقوط السيف من يده
وهذه التبريرات لم تشفع له عند رسول الله ولم تغفر له
وأظن تبريرات إسامة لسفك دم الرجل اشد ألف مرة من التبريرات التي يسوقها أولئك .
2. ومن المحاذير الشرعية :
قتل النفس نفسها _ الانتحار _
من الذي أباح لأولئك الشباب أن يقتلوا أنفسهم ،
كما يقول ابن القيم رحمه الله " وأجمعت الشرائع على تحريم قتل النفس"
قال صلى الله عليه وسلم ( من قتل نفسه بحديدة فهو يعذب بها إلى يوم القيامة )
وابن عثيمين رحمه الله وبن باز رحمه الله كذلك والألباني والفوزان اجمعوا على تحريم هذه العمليات
قال ابن عثيمين في كتابه شرح رياض الصالحين ج1 ص 124 عند حديث الغلام والساحر :
" فأما ما يفعله بعض الناس من الانتحار بحيث يحمل آلات متفجرة ويتقدم بها إلى الكفار ثم يفجرها إذا كان بينهم ، فانه من قتل النفس والعياذ بالله ، ومن قتل نفسه فهو خالد مخلد في النار ابد الآبدين كما جاء في الحديث ، لان هذا قتل نفسه لا في مصلحة الإسلام لأنه إذا قتل نفسه وقتل عشرة أو مائة لم ينتفع الإسلام بذلك فلم يسلم الناس بخلاف قصة الغلام وهذا ربما يتعنت العدو أكثر لهذا العمل حتى يفتك بالمسلمين اشد الفتك كما يوجد من صنع اليهود مع أهل فلسطين فان أهل فلسطين إذا مات الواحد منهم بهذه المتفجرات وقتل سبعة أو ثمانية اخذوا من جراء ذلك ستين نفرا أو أكثر فلم يحصل في ذلك نفع للمسلمين ولا انتفاع للذين فجرت المتفجرات في صفوفهم ،ولهذا نرى أن ما يفعله بعض الناس من هذا الانتحار ترى انه قتل للنفس بغير حق وانه موجب لدخول النار والعياذ بالله وان صاحبه ليس بشهيد ، لكن إذا فعل الإنسان هذا متأولا ظانا انه جائز فإننا نرجوا إن يسلم من الإثم ، وإما إن تكتب له الشهادة فلا ، لأنه لم يسلك طريق الشهادة ، ومن اجتهد واخطأ فله اجر ) اهـ
تأمل الشيخ يقول في الكفار يفجر فكيف بمن يفجر بالمسلمين ، وقال بهذا الألباني والفوزان والغديان وبن باز وبن عثيمين والوادعي وهو مجموع في شريط موجود بالتسجيلات
فمن للناس بعد هؤلاء العلماء .
3- ومن المحاذير الشرعية
سفك الدماء المعصومة بالشرع ،
الأنفس المعصومة أربعة :
1 - أعلى الأنفس النفس المسلمة وسبق النصوص عليها.
2 - أهل الذمة.
3 – المعاهد.
4 – المستأمن .
أربعة أنفس اختلفت على الجهلة فلم يفرقوا بين الذمي والمعاهد والمستأمن والحربي فجاءوا بالويلات للأمة كم من أدلة ترهب من سفك دماء أهل الذمة:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة ، وان ريحها توجد من مسيرة أربعين عام ) صحيح البخاري ح رقم 3166 ،
وقال صلى الله عليه وسلم ( من قتل ذميا كنت خصمه يوم القيامة ومن كنت خصمه خصمته )
وقال صلى الله عليه وسلم ( من خفر ذمة مسلم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين )
فوالله مالنا لا نلعن من لعنه الله والملائكة والناس أجمعين وقد سبق حديث إسامة
وكذا حديث هبيرة عبرة لمن تسول له نفسه في خفر الذمة:
ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة أهدر دم أربعة من المشركين قال يقتلون في الحل والحرم ولو وجدتموهم يتعلقون بأستار الكعبة منهم أبو هبيرة لان هؤلاء الأربعة حصل منهم أذى شديد للمسلمين عامة وخاصة ولما دخل المسلمون مكة ذهب أبو هبيرة إلى أم هاني وأجارته ولما أراد علي رضي الله عنه قتله أرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم " أني أجرت ابن هبيرة وان ابن أمي – علي – يريد قتله اسمع هذا مشرك وقال الرسول يقتلون ولو وجدتموهم يتعلقون بأستار الكعبة اسمع يا من يريد الحق قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
( قد أجرنا من أجرت يا أم هاني وأمنا من أمنت يا أم هاني )
القضية ليست قضية عاطفة وحماس
القضية قضية نصوص شرعية العاطفة والحماس لم تأتي إلا بالويلات للأمة .
4 – ومن المحاذير الشرعية كذلك:
الغـــــــــــــــــدر
فالغدر ليس من الإسلام في شي ،
لذا أحاديث الغدر يوردها أهل العلم في كتاب الجهاد ليبينوا أن الغدر ليس من الجهاد في شي ففي صحيح مسلم ( يرفع لكل غادر لواء يوم القيامة ينصب عليه اسمه )
وثبت في الصحيحين أن المغيرة قام فقتل اثنين من رفقائه في السفر وسلب أموالهم ، وجاء للنبي صلى الله عليه وسلم يعلن إسلامه وقال للنبي صلى الله عليه وسلم أسلمت وهذا المال أخمسه لي فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( أما إسلامك فنقبله وأما المال فهو من الغدر ولست من الغدر في شيء )
5 – ومن المحاذير كذلك :
التضييق على الإسلام
وعلى الدعوة وأهلها
وعلى المسلمين
وتشويه دعوة الإسلام
ولا يغرك ما يردده أحفاد مسيلمة الكذاب
الذين يقولون الآن في الغرب صار فيه إقبال لمعرفة دين الإسلام
هذا لا ينفق إلا عند الكذابين عند أهل الحماس والعاطفة
قالوا نفقت كتب الإسلام في أمريكا ،
دين يقدم للناس على انه دين دماء وسفك وتفجير وغدر
أين الآلاف المؤلفة الذين أعلنوا إسلامهم
لما لا ينفق هذا إلا في سوق العاطفة ،
وأما أهل النصوص وأهل الواقع يعلمون انه لا يساوي بعرة في ميزان الواقع .
إن ما يفعل اليوم هو مذهب الخوارج ،
الشيخ بن عثيمين رحمه الله قبل خمس سنوات قال عن تفجير العليا والشريط موجود في تسجيلات الأصالة قال بن عثيمين رحمه الله
" هذا مذهب خبيث هذا مذهب الخوارج الواجب على المسلمين بيانه "
وبعد خمس سنوات من نظّر لهذا الفكر وأفتى بجوازه إذا بهم يعودون ويقولون
هذا فكر الخوارج ..
يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من أشار على أخيه بحديدة فالملائكة تلعنه ولو كان أخيه لأبيه وأمه ) هذا من أشار !!
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( من حمل علينا السلاح فليس منا )
الله اكبر
كبرت كلمة تخرج من أفواههم
يقولون شهداء
والنبي يتبرأ منهم
والله رضينا بما رضي به النبي صلى الله عليه وسلم
ونتبرأ
ونقول من حمل السلاح في بلاد المسلمين علينا فليس منا ..
لو قلت هؤلاء منا من أهل السنة فأنت
معاند ومكذب لله
كثير من الناس تظن الخوارج مذهبهم التكفير بالكبيرة ولكن
الذين يخرجون على الحكام بالكلمة خوارج
ومن يحمل السلاح في بلاد المسلمين خوارج
ومن يكفر بأقيسة باطلة وشبه زائفة فهم من الخوارج
لكن الناس لا يفهمون
في الصحيحين يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( يخرج – ولا احد يغضب – في آخر الزمان شباب حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقرؤون القران لا يجاوز تراقيهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان )
وفي البخاري ( هم شر قتلى تحت أديم السماء لو أدركتهم لقتلتهم قتل عاد )
وقبل خمس سنوات والله في بلاد السودان خرج أربعة من الشباب الذين تربوا على التكفير ودخلوا أكبر مسجد في يوم الجمعة وقتلوا 25 شخص هذا غير الجرحى ، وقبل خمس سنوات أيضا دخل أولئك إلى أكبر مسجد من مساجد أهل السنة وفي الركعة الثانية حصدوا 9 أو 10 منهم المؤذن حافظ للقران يفعلون هذا قربة لله ، التكفير درجات يتدرج فيها تكفير الحكام ثم تكفير الوظائف ثم تكفير المجتمعات ، لان من لم يكفر الكافر فهو كافر ، والله يتقربون إلى الله بقتل حتى الذراري !!!!!
ما هي أعظم شبههم في سفك دماء الأمة يقولون :
1ـ قال صلى الله عليه وسلم ( اخرجوا المشركين من جزيرة العرب )
هذا فقه جنكيز خان
من استدل على هذا لقتل الأمة ينبغي يضرب بالجريد الأخضر ثم يمسح الجريد.
فالذي قال ( اخرجوا المشركين من جزيرة العرب ) يخاطب حكام المسلمين ليس قوله لك ، تلبست واجبا ليس لك
الذي قال ( اخرجوا المشركين من جزيرة العرب )
هل قال بعدها فان لم يخرجوا فاقتلوهم وفجروهم ،
وبعد الذي قال ( اخرجوا اليهود والنصارى )
هو الذي قال ( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة )
وقال ( من قتل ذميا كنت خصمه يوم القيامة )
وهو الذي قال ( يجير على المسلمين أدناهم من خفر ذمة مسلم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين )
لماذا يؤخذ من رسول الله نص ويترك نصوص .
يقول ابن القيم في بدائع فوائده :
" ( افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ) قال هذه آية التشهي عند أهل العلم يأخذ المسلم من الكتاب والسنة ما يوافق هواه ويرفع رأسه به ولو جاءت النصوص تخالف هواه لم يقبل بها وردها " اهـ
2- وكذا شبهتهم مسالة التترس:
وهي انه يجوز قتل المسلمين إذا تترس بهم الكفار
أولا هذه المسالة ليس عليها دليل لا من كتاب ولا سنة ولا قول صحابي بل هي مسالة افتراضية فقهية في كتب الفقه قالوا في المسالة
إذا التقى الجيشان – أين الجيشان .. أين الجيوش مجرد أربعة خوارج يحملون متفجرات أين الجيوش –
قالوا إذا التقى الجيشان وتترس الكفار بمجموعة من المسلمين ووجد القائد لا خلاص إلا بقتل المسلمين فيقتل المسلمين للوصول للكفار
هذه هي مسالة التترس والجواب عليها :
أ - هذه المسالة ليس عليها دليل من كتاب ولا سنة ولا قول صحابي إنما هي مسالة افتراضية قابلة للجدل .
ب - كيف يصدم بهذه المسالة الافتراضية النصوص المحكمات والقواطع من دين الله التي سبق ذكرها من تحريم دماء الأمة .
ج - لو أن هذه المسالة مسالة التترس خالفت آية محكمة في كتاب الله هل نقدم الآية أم المسالة الافتراضية - سبحان الله –
أين الشيخ بن باز رحمه الله عن مسالة التترس كيف تخفى عليه وعلى ابن عثيمين رحمه الله أين علماء الأمة الراسخين كيف خفيت عليهم هذه المسالة ؟؟؟؟
آية محكمة في كتاب الله ترد هذه المسالة
هي الآية ( 25 ) من سورة الفتح
يقول الله سبحانه فيها
( هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما )
يقول الله لو تزيلوا أي فارقوا لعذبنا الذين كفروا ارجع لتفسير هذه الآية عند السعدي والشوكاني وابن كثير ،
يقول السعدي " بعد أن ذكر الله أمور مهيجة لقتال المشركين في مكة منها كفرهم بالله ورسوله وصدهم رسول الله ومن معه من المؤمنين أن يأتوا للبيت الحرام زائرين معظمين له بالحج والعمرة ، وهم الذين أيضا صدوا ( والهدي معكوفا ) أي محبوسا .... وكل هذه أمور موجبة وداعية إلى قتالهم - في مقابل السماح لأهل الأوثان بالدخول ومنعهم خير الخليقة من دخول مكة - ولكن ثمة مانع هو وجود رجال ونساء من أهل الإيمان بين أظهر المشركين وليسوا متميزين بمحله أو مكان يمكن أن لا ينالهم أذى .... " ،
قال ابن كثير" هم أناس مستضعفون بمكة "
حتى أن الله منع من نزول العذاب على مكة بسبب أولئك ( لو تزيلوا ) أي فارقوا
( لعذبنا الذين كفروا منهم )"
أيها أعظم فتح مكة وجعلها دار إسلام من اجل 11 رجل وامرأة ،
وهؤلاء خوارج العصر الحديث يسفكون عشرات من دماء المسلمين بدعوى الوصول إلى 5 أو 10 من جنسية معينة والله هؤلاء إذا نووا عملية يصبحون شياطين في هيئات إنس ويقتلون كل من إمامهم حراس مدنيين ناهيك عن المسلمين
وقس عليها بقية الشبه ،
نحن ذكرنا أعظم شبهتين عندهم وبقية شبههم مثل هذه أو اقل .
أخيرا يتأكد في هذه الأيام الكلام في
أصلين عظيمين من أصول الإسلام
1. الأصل الأول :
وجوب الالتفاف حول علماء الأمة ،
لأن هناك من يسعى إلى فصل الأمة عن علمائها
وأخذوا يرددون مسميات مثل :
علماء سلطه ، علماء دولة ، علماء سلاطين
وهؤلاء والله لا يفهمون ، والله الأحداث أثبتت أنهم علماء الأمة وأن فتاواهم هي الصائبة
وهؤلاء لما تسببوا بفصل الأمة عن العلماء
تصدر حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام
وأصدروا فتاوى التكفير- هم توبتهم بينهم وبين الله –
لكن هذه الفتاوى ومن موّلها ومن حرض عليها ،
دماء سفكت وأموال هدرت ونساء رملت وأطفال يتّمت فليعدوا لهذا جوابا .
2. الأصل الثاني:
مسالة السمع والطاعة لمن ولاه الله أمر المسلمين ،
كيف يخفى هذا الأصل على عامة الناس
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه الأصول الستة قال:
"الأصل الأول الشرك ،الثاني بيان من هم العلماء ومن تلبس بهم وليس منهم ، الثالث من تمام الإيمان السمع والطاعة لمن ولاه الله أمر المسلمين "
واسمع الدليل على من يحمل السلاح على الحكام أو يخرج عليه بالكلمة أو نشر الإشاعات أو خلط الحقائق
قال تعالى ( يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )
عن أبي هريرة قال رسول الله (( من خرج من الطاعة ، وفارق الجماعة ، فمات ، مات ميتة جاهلية ، ومن قاتل تحت راية عمية ، يغضب لعصبية ، فقتل ،فقتلة جاهلية ))
جاء في الصحيحين عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إنها تكون بعدي أثرة ، وأمور تنكرونها )) قالوا يا رسول الله كيف تأمر من أدرك منا ذلك ؟ قال : " تؤدون الحق الذي عليكم ، وتسألون الله الذي لكم ))
وفي صحيح مسلم سأل سلمة بن يزيد الجعفي رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يا رسول الله ، إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ، ويمنعونا حقنا ، فما تأمرنا؟ فأعرض ، ثم سأله في الثانية أو الثالثة
فقال صلى الله عليه وسلم (( أسمعوا وأطيعوا ، فإنما عليهم ما حملوا ، وعليكم ما حملتم ))
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( عليك بالسمع والطاعة في عسرك ويسرك ، ومنشطك ومكرهك ، وأثرة عليك ))
أي وإن استأثر ولاة الأمور عليك فلم ينصفوك ، ولم يعطوك حقك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتصلون عليهم ويصلون عليكم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنونكم ))
قلنا يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف عند ذلك ؟
قال (( لا ما أقاموا فيكم الصلاة ، لا ما أقاموا فيكم الصلاة ))
ويقول عبادة بن الصامت رضي الله عنه في البخاري :
( بايعنا النبي على السمع والطاعة في المنشط والمكره وألا ننازع الأمر أهله )
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة رضي الله عنه:
( أسمع وأطع وإن جلد ظهرك وأخذ مالك )
ولو قارنا بين هذا الحديث والحديث الآخر في دفع الصائل ،
قال الرجل (أرأيت إن أراد أن يأخذ مالي قال قاتله قال فإن قتلني قال هو في النار قال فإن قتلته قال في الجنة ) أو كما قال رسول الله
لكن لما جاء عند الحاكم الظالم قال ( أسمع وأطع وإن جلد ظهرك وأخذ مالك )
قال الحسن البصري: " والله! لو أنّ الناس إذا ابتُلُوا مِن قِبَل سلطانهم صبروا، ما لبِثوا أن يرفع اللهُ ذلك عنهم؛ وذلك أنهم يَفزَعون إلى السيف فيوكَلُوا إليه! ووالله! ما جاؤوا بيوم خير قطّ!"، ثم تلا: {وتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ودَمَّرْنا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُون}.
وقال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي في شرح حديث ((الدين النصيحة...)) قال"....وأما النصيحة لأئمة المسلمين، وهم ولاتهم من السلطان الأعظم إلى الأمير، إلى القاضي إلى جميع من لهم ولاية كبيرة أو صغيرة، فهؤلاء لما كانت مهماتهم وواجباتهم أعظم من غيرهم، وجب لهم من النصيحة بحسب مراتبهم ومقاماتهم، وذلك باعتقاد إمامتهم والاعتراف بولايتهم، ووجوب طاعتهم بالمعروف،وعدم الخروج عليهم، وحث الرعية على طاعتهم ولزوم أمرهم الذي لا يخالف أمر الله ورسوله، وبذل ما يستطيع الإنسان من نصيحتهم، وتوضيح ما خفي عليهم مما يحتاجون إليه في رعايتهم، كل بحسب حاله، والدعاء لهم بالصلاح والتوفيق، فإن صلاحهم صلاح لرعيتهم، واجتناب سبهم والقدح فيهم وإشاعة مثالبهم، فإن في ذلك شرا وضررا وفسادا كبيرا فمن نصيحتهم الحذر والتحذير من ذلك، وعلى من رأى منهم- ولاة- الأمور ما لا يحل أن ينبههم سرا لا علنا بلطف وعبارة تليق بالمقام ويحصل بها المقصود, فإن هذا هو المطلوب في حق كل أحد وبالأخص ولاة الأمور, فإن تنبيههم على هذا الوجه فيه خير كثير, وذلك علامة الصدق والإخلاص".
وأخيرا لنا في أحداث الجزائر عبرة ، سُئل الشيخ بن عثيمين رحمه الله عن مصير من مات من أهل الجزائر سألوه " ما مصير إخواننا الذين قتلوا وهم يظنون أنه جهاد .." قال " هؤلاء أفضوا إلى ما قدموا ، لا تموتوا على ما ماتوا عليه "
تمّ بحمد الله</div> </b></span>