أبو نور الدين
08 Mar 2006, 08:22 PM
الحمد لله رب العالمين , يارب لك الحمد حتي ترضي و لك الحمد بعد الرضي و لك الحمد اذا رضيت و لك
الحمد أبدا أبدا , اللهم صلي علي النبي محمد و أزواجه أمهات المؤمنين و ذريته و آل بيته الطاهرين
كما صليت علي آل ابراهيم انك حميد مجيد ..........و بعد ,
فهذه وصفة طبية علاجية لكل من يشكو مرض أو ألم أو وجع أو حزن أو هم ألم به و لكنا قليلا ما
نلتفت اليها .
صدق الهادي البشير الذي لا ينطق عن الهوي صلي الله عليه و سلم اذ يقول عن قيام الليل " مطردة
للداء عن الجسد "
فلقد ترجم و اثبت ذلك العلماء المسلمين .
و في " مؤتمر الاعجاز الطبي في القرآن الكريم " الذي عقد بالقاهرة و شاركت فيه رابطة العالم
الاسلامي ,
و منظمة العلوم الطبية الاسلامية الأمريكية و المنظمة الاسلامية الطبية بالكويت , و المنظمة
الاسلامية للمساجد و الأزهر قدم بحث عن صلاة التراويح و أثرها علي مرونة العمود الفقري .
و صلاة التراويح كما هو معلوم هي قيام الليل في رمضان و ما يجري عليها يجري علي قيام الليل و
التهجد بصفة عامة .
قدمت الدكتورة سلوي محمد رشدي – جامعة حلوان كلية التربية الرياضية – بحثا كان موضوعه "
صلاة التراويح و أثرها علي مرونة العمود الفقري و الكفاءة الوظيفية للقلب بعد سن الستين "
تقول الدكتورة سلوي :
ان هذه الدراسة تهدف الي التعرف علي أهمية صلاة التراويح للمسلم و أثر ذلك علي الكفاءة الوظيفية
للقلب , و درجة مرونة العمود الفقري .
و قد أجريت الدراسة علي عينة مكونة من ستين رجلا و امرأة مقسمين الي ثلاثين ممن قاموا بتأدية
صلاة التراويح في شهر رمضان عام 1405 هجرية و ثلاثين ممن لم يقوموا بتأديتها و قد طبقت عليهم
اختبارات لمعرفة درجة مرونة العمود الفقري من الأوضاع المختلفة , و كذلك اختبار الكفاءة الوظيفية
باستخدام العملية الأرجومترية ....و قد أظهرت هذه الدراسة أن هناك فروقا كبيرة بين المصلين لصلاة
التراويح و غير المصلين ,
في درجة المرونة و كذلك الكفاءة الوظيفية القلبية.
و قالت الدكتورة :
لقد أوصيت في هذه الدراسة بتشجيع المسلم علي تأدية الصلاة عموما و علي صلاة التراويح بصفة
خاصة لما لها من فائدة علي الجهاز الدوري و التنفسي و مرونة المفاصل و خاصة العمود الفقري حيث
ان كبار السن في حاجة الي القيام بتأدية التمرينات التي تحافظ علي اللياقة البدنية و اللياقة الوظيفية
للقلب .
و قد قدم نفس المؤتمر بحث حول السهر و الحمي و علاقتهما بمادة الاندورفين لتسكين الآلام و الشفاء
المبكر كما جاء في حديث المصطفي صلي الله عليه و سلم " مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و
تعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر و الحمي " متفق
عليه .
انطلاقا من هذا الحديث جري البحث و التقصي حول أهمية السهر و الحمي و علاقتهما بمادة الاندورفين
التي يفرزها بعض أجزاء المخ و أن افراز هذه المادة في اليقظة أعلي بكثير منها أثناء النوم .
فالسهر و الحمي نتيجة لحدوث الألم عبارة عن تفاعلات دفاعية طبيعية لتحد من وطأة الألم الا أن
الأطباء للأسف يحدون من هذه الظاهرة باعطاء المسكنات للألم و بها يستطيع المريض أن ينام و بذلك
يزول السهر و ذلك خوفا من استنفاد الطاقة الدفاعية ووقوع المريض تحت الألم الشديد الذي من
المحتمل أن يؤدي الي حدوث اغماء تصحبه وفاة .
قدم هذا البحث د. يحيي خرواجي قسم التشريح كلية الطب جامعة الملك فيصل الدمام .
و الدكتور عبد الواهب نور ولي قسم الكيمياء المرضية كلية الطب جامعة الملك عبد العزيز جدة و
الشيخ عبد المجيد الزنداني0.
قلت : و قد قص علي أسماعنا د . حسام موافي – أستاذ الأمراض الباطنية و القلب – كلية الطب
جامعة القاهرة , قصة عجيبة جدا و ذلك في أحد المحاضرات التي كنت احضرها له أيام الدراسة , قال :
كنت أحضر مؤتمرا عن أمراض القلب في ألمانيا و تكلم احد المحاضرين عن مرض احتشاء عضلة
القلب و ذكر في بحثه ان مما يقلل من الاصابة بذلك المرض استيقاظ الانسان ما بين الساعة الرابعة و
الخامسة صباحا ثم العودة للنوم مرة أخري .
فقمت – أي الدكتور حسام – و عقبت علي ذلك و قلت عندنا نحن المسلمين صلاة الفجر تجعل الانسان
منا يستيقظ في هذا الوقت كل يوم لأداء الصلاة و سبحان الله العظيم , و صار الدكتور من هذا الوقت
يقوم بنصيحة المريض الذي يأتي لعيادته الخاصة بالاستيقاظ لصلاة الفجر في موعده كل يوم و الحفاظ
علي ذلك و المرضي غير المسلمين ينصحهم أيضا بالاستيقاظ في هذا الوقت لمدة ربع ساعة ثم النوم
مرة أخري. " أ .ه
و قل لي بربك هل قيام الليل الا سهر ؟؟؟!! و سهر في طاعة بل أشرف طاعة فانظر الي أثره في
تسكين الأمراض و الآلام و تخففيفها و من ذاق عرف .
ألم يقل النبي صلي الله عليه و سلم " أتاني جبريل فقال يا محمد عش ما شئت فانك ميت و أحبب من
شئت فانك مفارقه , و اعمل ما شئت فانك مجزي به , و اعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل , و عزه
استغناؤه عن الناس " رواه الحاكم و صححه و السيوطي و البيهقي و الطبراني و الألباني في السلسلة
الصحيحة .
و أيم الله لقد استغنينا عن شرفنا يوم استغنينا عن قيام الليل .
ولقد دأب النبي صلي الله عليه و سلم علي قيام الليل و رغب فيه المسلمون و حذر من تركه لمن
اعتاده .
فقد كان صلي الله عليه و سلم قواما لليل تراه صافا أقدامه يجأر الي الله و يعبده حق عبادته , و هو
رغم علمه بغفران الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر ما كان يتهاون في قيام الليل و ما كان يتركه حتي
تورمت قدماه
فعن زياد قال : سمعت المغيرة رضي الله عنه يقول :
" ان النبي صلي الله عليه و سلم ليقوم ليصلي حتي ترم قدماه أو ساقاه فيقول أفلا أكون عبدا شكورا "
البخاري 1078.
و يحلو القول لأناس أيامنا هذه ان يشدقوا و يقولوا ان الدين يسر و ليس عسر , " و ان لنفسك عليك
حق "
يحفظون الأقوال التي يريدون و يفهمونها كما يريدون و يطبقونها كما يريدون .
و نسوا كيف كان حال الالنبي الكريم صلي الله عليه و سلم و صحبه الطيبين الطاهرين فعن الأسود قال :
سألت عائشة رضي الله عنها : كيف صلاة النبي بالليل ؟ قالت " كان ينام أوله , و يقوم آخره , فيصلي
ثم يرجع الي فراشه , فاذا أذن المؤذن وثب فاذا كان به حاجة اغتسل و الا توضأ فخرج " البخاري 1095
و صحيح أن النبي قال " ان لنفسك عليك حقا " كما عند البخاري 1102 و لكنه ما أمر باهمال العبادة
و القعود عن أدآئها .
و رسول الله صلي الله عليه و سلم ما قال ذلك الا لمن جهد نفسه بالعبادة حتي كاد يهلكها .
فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلي الله عليه و سلم " ألم أخبر أنك
تقوم الليل و تصوم النهار " قال : اني أفعل ذلك قال " فانك اذا فعلت ذلك هجعت عينك , و تفهت
نفسك , و ان لنفسك عليك حق , و لأهلك عليك حق , فصم و أفطر و قم و نم " البخاري1102
و حذر صلي الله عليه و سلم من ترك قيام الليل و قد كان يقومه فعن عبد الله بن عمرو بن العاص
رضي الله عنهما قال قال لي رسول الله " يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل "
البخاري1101
و يحصل قيام الليل و لو بركعتين و قد كان رسول الله صلي الله عليه و سلم يصلي سبع أو تسع أو
احدي عشرة ركعة فعن مسروق قال سألت عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله بالليل فقالت "
سبع و تسع و احدي عشرة ركعة , سوي ركعتي الفجر " البخاري 1088
و كان رسول الله صلي الله عليه و سلم يأمر بالصلاة مثني مثني , فعن عبد الله بن عمر رضي الله
عنهما قال : ان رجلا قال : يا رسول الله كيف صلاة الليل ؟ قال "مثني مثني فاذا خفت الصبح فأوتر
بواحدة " البخاري 1086
و المسلم مخير في مقدار قيامه فله أن يقوم ساعة او ساعتين , و له ان يقوم ثلث الليل , و هو قيام
داود عليه السلام الذي هو أفضل القيام , فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلي
الله عليه و سلم قال له
" أحب الصلاة صلاة داود عليه السلام , و أحب الصيام الي الله صيام داود , و كان ينام نصف الليل و
يقوم ثلثه و ينام سدسه , و يصوم يوما و يفطر يوما " . البخاري 1079
و قد يخطر ببال أحدنا ألا يؤثر القيام علي الانسان و يسبب له الضرر ؟ لاسيما و أن النوم أثناء الليل لا
يمكن تعويضه .
أقول لقد تكشف التساؤل عن اعجاز نبوي جديد !!!!
لنمض معه و لنمشي خطوة خطوة .....نعلم جميعا أن النوم يمر بمراحل متعددة تتوالي في دورات
نومية , و هذه المراحل عددها خمسة , أربع منها هي النوم الهادئ , و الخامسة هي النوم المتناقض .
و قد تبين أن النوم المفيد " الحقيقي " هو الذي يحدث في المرحلتين الثالثة و الرابعة اللتين هما
مرحلة النوم العميق و مرحلة النوم العميق جدا و هما تشكلان جزءا من النوم الهادئ , و مما يدل
علي أن النوم الهادئ هو النوم الذي يعطي الراحة و السكينة للجسم ما يلي :
1- اذدياد فترة النوم الهادئ بعد القيام بمجهود بدني
2- سيطرة النوم الهادئ علي المراحل الأولي من النوم .
3- تطاول فترة النوم الهادئ عند الحرمان من النوم كالسهر .
و أشارت الي ذلك أيضا دائرة المعارف البريطانية ( طبعة 1989م )
و تختلف نسبة هذه المراحل من من دورة نومية الي أخري في الليلة الواحدة .
فمرحلة النوم العميق جدا " المرحلة الرابعة " يتوضع منها 73% في الدورة الأولي و 22% في
الدورة الثانية و 5% في الدورة الثالثة , و يتوضع 60% من مرحلة النوم العميق " المرحلة
الثالثة " في الدورة الأولي و 25% في الدورة الثانية و 15% في الدورة الثالثة .
و لما كان النوم المفيد حقا هو نوم المرحلتين الثالثة و الرابعة فاذا ما نمنا نصف الليل ثم قمنا ثم عدنا
و نمنا السدس بعد ذلك نكون قد حصلنا :
73% النوم خلال الثلث الأول من المرحلة الرابعة
22/3% النوم خلال تكملة النصف الأول من المرحلة الرابعة
5/2% النوم خلال السدس الأخير من المرحلة الرابعة
و بذلك نكون قد حصلنا 83% من مجمل المرحلة الرابعة
و ايضا نكون قد نمنا:
60% + 25/3% + 15/2% = 76% من مجمل المرحلة الثالثة
و اذا نفذنا ذلك نكون قد نمنا 83% و 76% من فترتي النوم المفيدتين و بالتالي نكون قد حصلنا
كفايتنا من النوم .
و الانسان يترك نفسه علي سجيتها في استيقاظها بعد منتصف الليل فقد يستيقظ قبله و قد يستيقظ بعده ,
و هذا يخضع لمراحل النوم , حيث يستيقظ الانسان في نهاية المرحلة الخامسة و بداية المرحلة
الأولي , و يكون هذ الاستيقاظ صحيا حيث يكون المرء في أقرب درجات الصحو فلا يحس بحاجته الي
النوم علي خلاف فيما اذا أوقظه أحد ما فقد يوقظه في المرحلة الثالثة أو الرابعة فينتقل فجأة من مرحلة
النوم العميق الي اليقظة فيشعر بحاجة ملحة للنوم , و يمكن الاجابة هاهنا علي التساؤل التالي : لماذا
ننام ثم نفيق ثم ننام ثم نفيق لأداء صلاة الفجر ؟ ما كل هذا الازعاج ؟
نقول لما كان النائم يمر بدورات متتابعة في نومه , فهو عندما يستيقظ فسوف يستيقظ في الفترة بين
المرحلتين الخامسة و الأولي أي في المرحلة الأخف عمقا من كل مراحل النوم و بالتالي ينتقل تدريجيا
الي الصحو فهذا أمر غير مزعج علي الاطلاق بل ان المرء نفسه يكون في حالة نوم سطحية جدا بل قد
يكون في مرحلة صحو حقيقة.
و المسلم الذي يقوم ثلث الليل وينام الباقي يكون قد حصل علي 80% من حاجته للنوم و هذه كمية
كافية جدا كما أن النبي الكريم صلي الله عليه و سلم سن لنا أن نقيل عند الظهر و كان أصحاب الرسول
صلي الله عليه و سلم يقيلون .
فعن حميد قال سمعت أنسا يقول : " كنا نبكر الي الجمعة ثم نقيل " البخاري 898
و قال رسول الله صلي الله عليه و سلم " قيلوا فان الشياطين لا تقيل " صحيح الجامع الصغير 4431
و قال حجة الاسلام " و انما تطلب القيلولة لمن يقوم الليل و يسهر في الخير فان منها معونة علي
الصيام في النهار فالقيلولة من غير قيام الليل كالسحور من غير صيام النهار "
و رب قائل يقول :
كيف تقول قيلوا بالنهار و تقول ناموا أيضا مبكرين !!! فكيف ذلك ؟
يقول الدكتور حمدي أنور " و الجسم تعتريه فترتا خمول خلال اليوم : الأولي بين الساعة الواحدة و
الثالثة ظهرا و الثانية قبل وجبة المساء بحوالي نصف ساعة .
و ان النوم ظهرا يقلل من فعل موجة الخمول الأولي و يفيد في مقاومة الموجة الثانية التي تأتي في
المساء .
كما أن النوم ظهرا يمهد السبيل لنوم عميق أثناء الليل بعكس ما يظن فقد دلت البحوث التي أجريت في
هذا الصدد
علي أن نوم الظهر لا يحول دون النوم الهادئ ليلا , اذا كانت مدته لا تزيد عن الساعة بل ان بعض
الأخصائيين الآن يعدون هذا النوم علاجا مفيدا للأرق لأن المرء حيث يسترخي مرة أثناء النهار يصبح
من السهل عليه أن يسترخي بسرعة ساعة النوم بالليل " أ . ه
و أكتفي بتلكم الاشارات خوف الاطالة .
و الله أسأل أن يعيننا علي قيام الليل و يجعلنا ممن يحافظ عليه انه ولي ذلك و القادر عليه .
و أسأل كل أخ استفاد من هذه المقالة أو حركت فيه حب قيام الليل ألا ينساني من صالح دعاؤه .
و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل .
الحمد أبدا أبدا , اللهم صلي علي النبي محمد و أزواجه أمهات المؤمنين و ذريته و آل بيته الطاهرين
كما صليت علي آل ابراهيم انك حميد مجيد ..........و بعد ,
فهذه وصفة طبية علاجية لكل من يشكو مرض أو ألم أو وجع أو حزن أو هم ألم به و لكنا قليلا ما
نلتفت اليها .
صدق الهادي البشير الذي لا ينطق عن الهوي صلي الله عليه و سلم اذ يقول عن قيام الليل " مطردة
للداء عن الجسد "
فلقد ترجم و اثبت ذلك العلماء المسلمين .
و في " مؤتمر الاعجاز الطبي في القرآن الكريم " الذي عقد بالقاهرة و شاركت فيه رابطة العالم
الاسلامي ,
و منظمة العلوم الطبية الاسلامية الأمريكية و المنظمة الاسلامية الطبية بالكويت , و المنظمة
الاسلامية للمساجد و الأزهر قدم بحث عن صلاة التراويح و أثرها علي مرونة العمود الفقري .
و صلاة التراويح كما هو معلوم هي قيام الليل في رمضان و ما يجري عليها يجري علي قيام الليل و
التهجد بصفة عامة .
قدمت الدكتورة سلوي محمد رشدي – جامعة حلوان كلية التربية الرياضية – بحثا كان موضوعه "
صلاة التراويح و أثرها علي مرونة العمود الفقري و الكفاءة الوظيفية للقلب بعد سن الستين "
تقول الدكتورة سلوي :
ان هذه الدراسة تهدف الي التعرف علي أهمية صلاة التراويح للمسلم و أثر ذلك علي الكفاءة الوظيفية
للقلب , و درجة مرونة العمود الفقري .
و قد أجريت الدراسة علي عينة مكونة من ستين رجلا و امرأة مقسمين الي ثلاثين ممن قاموا بتأدية
صلاة التراويح في شهر رمضان عام 1405 هجرية و ثلاثين ممن لم يقوموا بتأديتها و قد طبقت عليهم
اختبارات لمعرفة درجة مرونة العمود الفقري من الأوضاع المختلفة , و كذلك اختبار الكفاءة الوظيفية
باستخدام العملية الأرجومترية ....و قد أظهرت هذه الدراسة أن هناك فروقا كبيرة بين المصلين لصلاة
التراويح و غير المصلين ,
في درجة المرونة و كذلك الكفاءة الوظيفية القلبية.
و قالت الدكتورة :
لقد أوصيت في هذه الدراسة بتشجيع المسلم علي تأدية الصلاة عموما و علي صلاة التراويح بصفة
خاصة لما لها من فائدة علي الجهاز الدوري و التنفسي و مرونة المفاصل و خاصة العمود الفقري حيث
ان كبار السن في حاجة الي القيام بتأدية التمرينات التي تحافظ علي اللياقة البدنية و اللياقة الوظيفية
للقلب .
و قد قدم نفس المؤتمر بحث حول السهر و الحمي و علاقتهما بمادة الاندورفين لتسكين الآلام و الشفاء
المبكر كما جاء في حديث المصطفي صلي الله عليه و سلم " مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و
تعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر و الحمي " متفق
عليه .
انطلاقا من هذا الحديث جري البحث و التقصي حول أهمية السهر و الحمي و علاقتهما بمادة الاندورفين
التي يفرزها بعض أجزاء المخ و أن افراز هذه المادة في اليقظة أعلي بكثير منها أثناء النوم .
فالسهر و الحمي نتيجة لحدوث الألم عبارة عن تفاعلات دفاعية طبيعية لتحد من وطأة الألم الا أن
الأطباء للأسف يحدون من هذه الظاهرة باعطاء المسكنات للألم و بها يستطيع المريض أن ينام و بذلك
يزول السهر و ذلك خوفا من استنفاد الطاقة الدفاعية ووقوع المريض تحت الألم الشديد الذي من
المحتمل أن يؤدي الي حدوث اغماء تصحبه وفاة .
قدم هذا البحث د. يحيي خرواجي قسم التشريح كلية الطب جامعة الملك فيصل الدمام .
و الدكتور عبد الواهب نور ولي قسم الكيمياء المرضية كلية الطب جامعة الملك عبد العزيز جدة و
الشيخ عبد المجيد الزنداني0.
قلت : و قد قص علي أسماعنا د . حسام موافي – أستاذ الأمراض الباطنية و القلب – كلية الطب
جامعة القاهرة , قصة عجيبة جدا و ذلك في أحد المحاضرات التي كنت احضرها له أيام الدراسة , قال :
كنت أحضر مؤتمرا عن أمراض القلب في ألمانيا و تكلم احد المحاضرين عن مرض احتشاء عضلة
القلب و ذكر في بحثه ان مما يقلل من الاصابة بذلك المرض استيقاظ الانسان ما بين الساعة الرابعة و
الخامسة صباحا ثم العودة للنوم مرة أخري .
فقمت – أي الدكتور حسام – و عقبت علي ذلك و قلت عندنا نحن المسلمين صلاة الفجر تجعل الانسان
منا يستيقظ في هذا الوقت كل يوم لأداء الصلاة و سبحان الله العظيم , و صار الدكتور من هذا الوقت
يقوم بنصيحة المريض الذي يأتي لعيادته الخاصة بالاستيقاظ لصلاة الفجر في موعده كل يوم و الحفاظ
علي ذلك و المرضي غير المسلمين ينصحهم أيضا بالاستيقاظ في هذا الوقت لمدة ربع ساعة ثم النوم
مرة أخري. " أ .ه
و قل لي بربك هل قيام الليل الا سهر ؟؟؟!! و سهر في طاعة بل أشرف طاعة فانظر الي أثره في
تسكين الأمراض و الآلام و تخففيفها و من ذاق عرف .
ألم يقل النبي صلي الله عليه و سلم " أتاني جبريل فقال يا محمد عش ما شئت فانك ميت و أحبب من
شئت فانك مفارقه , و اعمل ما شئت فانك مجزي به , و اعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل , و عزه
استغناؤه عن الناس " رواه الحاكم و صححه و السيوطي و البيهقي و الطبراني و الألباني في السلسلة
الصحيحة .
و أيم الله لقد استغنينا عن شرفنا يوم استغنينا عن قيام الليل .
ولقد دأب النبي صلي الله عليه و سلم علي قيام الليل و رغب فيه المسلمون و حذر من تركه لمن
اعتاده .
فقد كان صلي الله عليه و سلم قواما لليل تراه صافا أقدامه يجأر الي الله و يعبده حق عبادته , و هو
رغم علمه بغفران الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر ما كان يتهاون في قيام الليل و ما كان يتركه حتي
تورمت قدماه
فعن زياد قال : سمعت المغيرة رضي الله عنه يقول :
" ان النبي صلي الله عليه و سلم ليقوم ليصلي حتي ترم قدماه أو ساقاه فيقول أفلا أكون عبدا شكورا "
البخاري 1078.
و يحلو القول لأناس أيامنا هذه ان يشدقوا و يقولوا ان الدين يسر و ليس عسر , " و ان لنفسك عليك
حق "
يحفظون الأقوال التي يريدون و يفهمونها كما يريدون و يطبقونها كما يريدون .
و نسوا كيف كان حال الالنبي الكريم صلي الله عليه و سلم و صحبه الطيبين الطاهرين فعن الأسود قال :
سألت عائشة رضي الله عنها : كيف صلاة النبي بالليل ؟ قالت " كان ينام أوله , و يقوم آخره , فيصلي
ثم يرجع الي فراشه , فاذا أذن المؤذن وثب فاذا كان به حاجة اغتسل و الا توضأ فخرج " البخاري 1095
و صحيح أن النبي قال " ان لنفسك عليك حقا " كما عند البخاري 1102 و لكنه ما أمر باهمال العبادة
و القعود عن أدآئها .
و رسول الله صلي الله عليه و سلم ما قال ذلك الا لمن جهد نفسه بالعبادة حتي كاد يهلكها .
فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلي الله عليه و سلم " ألم أخبر أنك
تقوم الليل و تصوم النهار " قال : اني أفعل ذلك قال " فانك اذا فعلت ذلك هجعت عينك , و تفهت
نفسك , و ان لنفسك عليك حق , و لأهلك عليك حق , فصم و أفطر و قم و نم " البخاري1102
و حذر صلي الله عليه و سلم من ترك قيام الليل و قد كان يقومه فعن عبد الله بن عمرو بن العاص
رضي الله عنهما قال قال لي رسول الله " يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل "
البخاري1101
و يحصل قيام الليل و لو بركعتين و قد كان رسول الله صلي الله عليه و سلم يصلي سبع أو تسع أو
احدي عشرة ركعة فعن مسروق قال سألت عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله بالليل فقالت "
سبع و تسع و احدي عشرة ركعة , سوي ركعتي الفجر " البخاري 1088
و كان رسول الله صلي الله عليه و سلم يأمر بالصلاة مثني مثني , فعن عبد الله بن عمر رضي الله
عنهما قال : ان رجلا قال : يا رسول الله كيف صلاة الليل ؟ قال "مثني مثني فاذا خفت الصبح فأوتر
بواحدة " البخاري 1086
و المسلم مخير في مقدار قيامه فله أن يقوم ساعة او ساعتين , و له ان يقوم ثلث الليل , و هو قيام
داود عليه السلام الذي هو أفضل القيام , فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلي
الله عليه و سلم قال له
" أحب الصلاة صلاة داود عليه السلام , و أحب الصيام الي الله صيام داود , و كان ينام نصف الليل و
يقوم ثلثه و ينام سدسه , و يصوم يوما و يفطر يوما " . البخاري 1079
و قد يخطر ببال أحدنا ألا يؤثر القيام علي الانسان و يسبب له الضرر ؟ لاسيما و أن النوم أثناء الليل لا
يمكن تعويضه .
أقول لقد تكشف التساؤل عن اعجاز نبوي جديد !!!!
لنمض معه و لنمشي خطوة خطوة .....نعلم جميعا أن النوم يمر بمراحل متعددة تتوالي في دورات
نومية , و هذه المراحل عددها خمسة , أربع منها هي النوم الهادئ , و الخامسة هي النوم المتناقض .
و قد تبين أن النوم المفيد " الحقيقي " هو الذي يحدث في المرحلتين الثالثة و الرابعة اللتين هما
مرحلة النوم العميق و مرحلة النوم العميق جدا و هما تشكلان جزءا من النوم الهادئ , و مما يدل
علي أن النوم الهادئ هو النوم الذي يعطي الراحة و السكينة للجسم ما يلي :
1- اذدياد فترة النوم الهادئ بعد القيام بمجهود بدني
2- سيطرة النوم الهادئ علي المراحل الأولي من النوم .
3- تطاول فترة النوم الهادئ عند الحرمان من النوم كالسهر .
و أشارت الي ذلك أيضا دائرة المعارف البريطانية ( طبعة 1989م )
و تختلف نسبة هذه المراحل من من دورة نومية الي أخري في الليلة الواحدة .
فمرحلة النوم العميق جدا " المرحلة الرابعة " يتوضع منها 73% في الدورة الأولي و 22% في
الدورة الثانية و 5% في الدورة الثالثة , و يتوضع 60% من مرحلة النوم العميق " المرحلة
الثالثة " في الدورة الأولي و 25% في الدورة الثانية و 15% في الدورة الثالثة .
و لما كان النوم المفيد حقا هو نوم المرحلتين الثالثة و الرابعة فاذا ما نمنا نصف الليل ثم قمنا ثم عدنا
و نمنا السدس بعد ذلك نكون قد حصلنا :
73% النوم خلال الثلث الأول من المرحلة الرابعة
22/3% النوم خلال تكملة النصف الأول من المرحلة الرابعة
5/2% النوم خلال السدس الأخير من المرحلة الرابعة
و بذلك نكون قد حصلنا 83% من مجمل المرحلة الرابعة
و ايضا نكون قد نمنا:
60% + 25/3% + 15/2% = 76% من مجمل المرحلة الثالثة
و اذا نفذنا ذلك نكون قد نمنا 83% و 76% من فترتي النوم المفيدتين و بالتالي نكون قد حصلنا
كفايتنا من النوم .
و الانسان يترك نفسه علي سجيتها في استيقاظها بعد منتصف الليل فقد يستيقظ قبله و قد يستيقظ بعده ,
و هذا يخضع لمراحل النوم , حيث يستيقظ الانسان في نهاية المرحلة الخامسة و بداية المرحلة
الأولي , و يكون هذ الاستيقاظ صحيا حيث يكون المرء في أقرب درجات الصحو فلا يحس بحاجته الي
النوم علي خلاف فيما اذا أوقظه أحد ما فقد يوقظه في المرحلة الثالثة أو الرابعة فينتقل فجأة من مرحلة
النوم العميق الي اليقظة فيشعر بحاجة ملحة للنوم , و يمكن الاجابة هاهنا علي التساؤل التالي : لماذا
ننام ثم نفيق ثم ننام ثم نفيق لأداء صلاة الفجر ؟ ما كل هذا الازعاج ؟
نقول لما كان النائم يمر بدورات متتابعة في نومه , فهو عندما يستيقظ فسوف يستيقظ في الفترة بين
المرحلتين الخامسة و الأولي أي في المرحلة الأخف عمقا من كل مراحل النوم و بالتالي ينتقل تدريجيا
الي الصحو فهذا أمر غير مزعج علي الاطلاق بل ان المرء نفسه يكون في حالة نوم سطحية جدا بل قد
يكون في مرحلة صحو حقيقة.
و المسلم الذي يقوم ثلث الليل وينام الباقي يكون قد حصل علي 80% من حاجته للنوم و هذه كمية
كافية جدا كما أن النبي الكريم صلي الله عليه و سلم سن لنا أن نقيل عند الظهر و كان أصحاب الرسول
صلي الله عليه و سلم يقيلون .
فعن حميد قال سمعت أنسا يقول : " كنا نبكر الي الجمعة ثم نقيل " البخاري 898
و قال رسول الله صلي الله عليه و سلم " قيلوا فان الشياطين لا تقيل " صحيح الجامع الصغير 4431
و قال حجة الاسلام " و انما تطلب القيلولة لمن يقوم الليل و يسهر في الخير فان منها معونة علي
الصيام في النهار فالقيلولة من غير قيام الليل كالسحور من غير صيام النهار "
و رب قائل يقول :
كيف تقول قيلوا بالنهار و تقول ناموا أيضا مبكرين !!! فكيف ذلك ؟
يقول الدكتور حمدي أنور " و الجسم تعتريه فترتا خمول خلال اليوم : الأولي بين الساعة الواحدة و
الثالثة ظهرا و الثانية قبل وجبة المساء بحوالي نصف ساعة .
و ان النوم ظهرا يقلل من فعل موجة الخمول الأولي و يفيد في مقاومة الموجة الثانية التي تأتي في
المساء .
كما أن النوم ظهرا يمهد السبيل لنوم عميق أثناء الليل بعكس ما يظن فقد دلت البحوث التي أجريت في
هذا الصدد
علي أن نوم الظهر لا يحول دون النوم الهادئ ليلا , اذا كانت مدته لا تزيد عن الساعة بل ان بعض
الأخصائيين الآن يعدون هذا النوم علاجا مفيدا للأرق لأن المرء حيث يسترخي مرة أثناء النهار يصبح
من السهل عليه أن يسترخي بسرعة ساعة النوم بالليل " أ . ه
و أكتفي بتلكم الاشارات خوف الاطالة .
و الله أسأل أن يعيننا علي قيام الليل و يجعلنا ممن يحافظ عليه انه ولي ذلك و القادر عليه .
و أسأل كل أخ استفاد من هذه المقالة أو حركت فيه حب قيام الليل ألا ينساني من صالح دعاؤه .
و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل .