بنت الخـطاب
10 Mar 2006, 05:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أمتدح الله سبحانه أهل هذه الصفة من المؤمنين في القرآن
وقال فيهم عز وجل (( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون))
وقال سبحانه ايضا : (( أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )).
.
.
ولعلنا نسأل أنفسنا ما بال الكثيرين منا يخرجون من صلاتهم ثم يأتون بأفعال وأمور منكرة شتان بينها وبين ما تتركه صلاة الخاشعين الأوابين من أثر على أصحابها الذين يخرج الواحد منهم من صلاته وهو يحس بأن كل صلاة تغسل ما في قلبه من أدران الدنيا وتقربه إلى الله عز وجل.
.
إذا فلا بد من أسباب لقلة الخشوع ولا ريب أن هناك خللا ونقصا في أدائنا للصلاة!
ولعلنا نستعرض بعض الأسباب المعينة ـ بأذن الله ـ
على الخشوع في الصلاة ومنها :
1-الإيمان الصادق والاعتقاد الجازم بما يترتب على الخشوع في الصلاة من فضل عظيم في الدنيا والآخرة .. من الإحساس بالسكون والطمأنينة وراحة لا مثيل لها وطيب نفس يفوق الوصف ..
وروى مسلم عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول (( ما من إمرىء مسلم تحضره الصلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله ))
والآيات والأحاديث الدالة على فضل الخشوع كثيرة..
2-الإكثار من قراءة القران والذكر والاستغفار وعدم الإكثار من الكلام بغير ذكر الله .. كما في الحديث (( لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله . فأن كثرة الكلام بغير ذكر الله تعالى قسوة للقلب ! وأن ابعد الناس من الله القلب القاسي )) فقراءة القران وتدبره من أعظم أسباب لين القلب..
قال تعال (( الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ))
3-دوام محاسبة النفس والبعد عن الذنوب والمعاصي بصرف النظر عن ما حرم الله وكذا اللسان وسائر الجوارح وإشغال النفس بالعبودية لله .. فلا شك أن الذنوب تقيد المرء وتحجزه عن أداء العبادات على الوجه المطلوب.. وكل منا يعرف ما هو واقع فيه من ذنوب وعلينا ان نسعى جاهدين لإصلاح أحوالنا.
4-التدبر في الصلاة وعدم صرف النظر عن موضع السجود... مستشعرين بذلك رهبة الموقف فنحن بين يدي جبار السماوات والأرض يقول الإمام القيم (( للعبد بين يدي الله موقفان: موقف بين يديه في الصلاة وموقف بين يديه يوم لقائه . فمن قام بحق الموقف الأول هون عليه الموقف الآخر، ومن استهان بالموقف الأول ولم يوفه حقه شدد عليه الموقف الآخر ))
5-الهمة.. فمتى ما أهمك أمر حضر قلبك فيه.. فالعلاج الناجع لإحضار القلب في الصلاة هو شحذ الهمة.. والهمة تقوى بقوة الإيمان بالآخرة واحتقار الدنيا ..
6-إدراك اللذة .. اللذة التي يجدها المصلون.. والتي عبر عنها ابن القيم بقوله (( في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة )) ولا أظن مسلما وجد هذه اللذة وذاق حلوتها يفرط فيها .
7-أن يستحي العبد من الله بأن يتقرب إليه بصلاة جوفاء خالية من الخشوع والخوف .. فالشعور بالحياء من الله جل وعلا تدفع العبد إلى إتقان العبادة والتقرب بصلاة تتجلى فيها معاني الخشوع والرهبة من الله سبحانه .
8-أخيرا.... أن يستشعر المسلم حال الصحابة والسلف الصالح في الصلاة ..
**********
**ذكر أن مسلمة بن بشار كان يصلي في المسجد فإنهدم طائفة منه ففزع الناس وقاموا وهو في صلاته فلما سؤل عن ذلك.. قال : ما شعرت به حين أنهدم!!
**وقال بعضهم لعامر بن قيس : أتحدث نفسك بشيء في الصلاة ؟
فقال: أو شيء أحب إلي من الصلاة أحدث به نفسي ؟
قالوا :أنا لنحدث أنفسنا في الصلاة
قال: أبالجنة والحور ونحو ذلك ؟
فقالوا: لا ولكن في أهلينا وأموالنا
فقال: لأن تختلف الأسنة ( الرماح ) فيّ أحب إلي من أحدث نفسي بذلك
**
هـذا حال السلف بالصـلاة فكـيف بحالنا نحـن ؟
اللهم أعنا على طاعتك.. على الوجه الذي يرضيك عنا.. اللهم تجاوز عن تقصيرنا.. ورزقنا الخشوع والإخلاص في القول والعمل..
من كتيب رسائل في الصلاة
*جمع وتنسيق
أختكم بنت الخطاب
أمتدح الله سبحانه أهل هذه الصفة من المؤمنين في القرآن
وقال فيهم عز وجل (( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون))
وقال سبحانه ايضا : (( أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )).
.
.
ولعلنا نسأل أنفسنا ما بال الكثيرين منا يخرجون من صلاتهم ثم يأتون بأفعال وأمور منكرة شتان بينها وبين ما تتركه صلاة الخاشعين الأوابين من أثر على أصحابها الذين يخرج الواحد منهم من صلاته وهو يحس بأن كل صلاة تغسل ما في قلبه من أدران الدنيا وتقربه إلى الله عز وجل.
.
إذا فلا بد من أسباب لقلة الخشوع ولا ريب أن هناك خللا ونقصا في أدائنا للصلاة!
ولعلنا نستعرض بعض الأسباب المعينة ـ بأذن الله ـ
على الخشوع في الصلاة ومنها :
1-الإيمان الصادق والاعتقاد الجازم بما يترتب على الخشوع في الصلاة من فضل عظيم في الدنيا والآخرة .. من الإحساس بالسكون والطمأنينة وراحة لا مثيل لها وطيب نفس يفوق الوصف ..
وروى مسلم عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول (( ما من إمرىء مسلم تحضره الصلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله ))
والآيات والأحاديث الدالة على فضل الخشوع كثيرة..
2-الإكثار من قراءة القران والذكر والاستغفار وعدم الإكثار من الكلام بغير ذكر الله .. كما في الحديث (( لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله . فأن كثرة الكلام بغير ذكر الله تعالى قسوة للقلب ! وأن ابعد الناس من الله القلب القاسي )) فقراءة القران وتدبره من أعظم أسباب لين القلب..
قال تعال (( الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ))
3-دوام محاسبة النفس والبعد عن الذنوب والمعاصي بصرف النظر عن ما حرم الله وكذا اللسان وسائر الجوارح وإشغال النفس بالعبودية لله .. فلا شك أن الذنوب تقيد المرء وتحجزه عن أداء العبادات على الوجه المطلوب.. وكل منا يعرف ما هو واقع فيه من ذنوب وعلينا ان نسعى جاهدين لإصلاح أحوالنا.
4-التدبر في الصلاة وعدم صرف النظر عن موضع السجود... مستشعرين بذلك رهبة الموقف فنحن بين يدي جبار السماوات والأرض يقول الإمام القيم (( للعبد بين يدي الله موقفان: موقف بين يديه في الصلاة وموقف بين يديه يوم لقائه . فمن قام بحق الموقف الأول هون عليه الموقف الآخر، ومن استهان بالموقف الأول ولم يوفه حقه شدد عليه الموقف الآخر ))
5-الهمة.. فمتى ما أهمك أمر حضر قلبك فيه.. فالعلاج الناجع لإحضار القلب في الصلاة هو شحذ الهمة.. والهمة تقوى بقوة الإيمان بالآخرة واحتقار الدنيا ..
6-إدراك اللذة .. اللذة التي يجدها المصلون.. والتي عبر عنها ابن القيم بقوله (( في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة )) ولا أظن مسلما وجد هذه اللذة وذاق حلوتها يفرط فيها .
7-أن يستحي العبد من الله بأن يتقرب إليه بصلاة جوفاء خالية من الخشوع والخوف .. فالشعور بالحياء من الله جل وعلا تدفع العبد إلى إتقان العبادة والتقرب بصلاة تتجلى فيها معاني الخشوع والرهبة من الله سبحانه .
8-أخيرا.... أن يستشعر المسلم حال الصحابة والسلف الصالح في الصلاة ..
**********
**ذكر أن مسلمة بن بشار كان يصلي في المسجد فإنهدم طائفة منه ففزع الناس وقاموا وهو في صلاته فلما سؤل عن ذلك.. قال : ما شعرت به حين أنهدم!!
**وقال بعضهم لعامر بن قيس : أتحدث نفسك بشيء في الصلاة ؟
فقال: أو شيء أحب إلي من الصلاة أحدث به نفسي ؟
قالوا :أنا لنحدث أنفسنا في الصلاة
قال: أبالجنة والحور ونحو ذلك ؟
فقالوا: لا ولكن في أهلينا وأموالنا
فقال: لأن تختلف الأسنة ( الرماح ) فيّ أحب إلي من أحدث نفسي بذلك
**
هـذا حال السلف بالصـلاة فكـيف بحالنا نحـن ؟
اللهم أعنا على طاعتك.. على الوجه الذي يرضيك عنا.. اللهم تجاوز عن تقصيرنا.. ورزقنا الخشوع والإخلاص في القول والعمل..
من كتيب رسائل في الصلاة
*جمع وتنسيق
أختكم بنت الخطاب