روح الحياة 2
12 Mar 2006, 05:39 PM
:sm258:
أميرة سعودية تؤدب القنصل الأمريكية والبريطانية على طريقتها..!!!
--------------------------------------------------------------------------------
حين تكون الكلمة قوة تكون سلاح و حين تكون من امرأة تكون أكثر حدة
وتحضرني كلمات جميلة وعذرا لتغيرها" اللي بين العقول أقوى من الدرووع "
نظمت كلية دار الحكمة للبنات بجدة منتدى عن عمل المرأة الاجتماعي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وحاضرت في المنتدى عدة مشاركات من عدة دول أهمها الأميرة فهدة بنت سعود بن عبدالعزيز كممثلة عن النساء السعوديات ، والقنصل(ه) العام الأمريكية والقنصل(ه) العام البريطانية .
ألقت الأميرة فهدة بنت سعود كلمة قوية ركزت فيها على مايلي :
الاختراق الأمريكي للمجتمع الاسلامي وممارسة الضغوط التي تستهدف زعزعة الاستقرار واستغلال ابتعاد المسلمين عن الاسلام ، ودور المنظمات الدولية في استغلال المرأة وقضاياها بحجة الاصلاح ، ونادت بأهمية العودة للدين في كافة شئون الحياة بما فيها المرأة ، وتحدثت عن مساوئي العلمانية ودعاتها للدين والقيم والثوابت . ودعت النساء للاقتداء بالنساء المسلمات في صدر الاسلام وفي مقدمتهن أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد .
وجاءت كلمة القنصل الأمريكي بفوقية أمريكية فتحدثت عن الدور الأمريكي في منح المرأة حقوقها في مصر والأردن والعراق ، وبوقاحة قالت أن المرأة السعودية مبعدة تماماً من ممارسة دورها في الحياة العامة .
استطاعت الأميرة فهدة نيل اعجاب جميع الحاضرات حيث حجمت وقلصت القنصل الأمريكي بلغتها التي اعتمدت التصريح لا التلميح وكشف التدخلات الأمريكية التي تستهدف المسلمين بلغة مثقفة ورصينة وهادئة ومتمكنة واجابات تبين سعة اطلاعها الديني والسياسي والثقافي ، وأربك ذلك القنصلة الأمريكية التي لم تعتد هذه القوة في المواجهة في مدينة جدة ولم تستطع الاجابة على الاسئلة الموجهة لها ، بعد أن أبدعت الحاضرات من الطالبات والعاملات في كلية دار الحكمة بتوجيه أسئلة قوية الى القنصل الأمريكي مستنكرين حديثها عن المرأة في العالم العربي وحقوقها المهدرة بوجهة نظرها وعدم الحديث عن المرأة الأمريكية
هذا الرأي النسائي السعودي هو الذي نريد أن نسمعه ، وهذا هو الاسلوب الواضح والصريح والمثقف والمعتد بدينه وقيمه المتمسك بهويته وكرامته هو الصوت الذي نريد من أمريكا أن تسمعه .
وهذا هو نص كلمة الأميرة فهدة
يشرفني أن أتحدث إلى طالباتنا في مؤسسة أكاديمية سعودية تُعد معملاً لتشكيل الفكر الذي سيسهم تدريجياً في صياغة الرأي العام الذي نتأمل منه – إن تم إعداده جيدا- في بناء دولة إسلامية عظيمة.
كنت أتمنى أن أتحدث إليكم بلغتنا الأم ولكن لأن ما سأطرحه اليوم سيكون موجه لحضور متنوع كبير قد لا يتقن العربية ولم أشأ أن أكلف المؤسسة فوق طاقتها من توفير الترجمة الفورية ،ارتأيت أن تكون كلمتي باللغة الإنجليزية تقديراً للحضور الكرام.
أشعر بمسؤولية كبيرة وأنا أتحدث نيابة عن أخواتي وبناتي وبلدي في هذا الوقت الحرج الذي تداعت فيه علينا الأمم كما لم يحدث من قبل في تاريخ الأمة العربية والإسلامية؛ فما نواجهه ونشاهده من تغيير مفروض علينا من قبل مهندسي النظام العالمي الجديد أو لنقل( الفوضى العالمية الجديدة) من خلال اختراق مجتمعاتنا والعبث بقيمنا وتراثنا ومعتقداتنا وحقنا في التطور الطبيعي وبالتالي حقنا في تقرير مصيرنا كأمة مستقلة ذات إرادة.
ألقى هذا التغيير المفاجئ وغير المتوقع بظلاله على مجتمعنا بكافة فئاته وأطيافه ليشتت تركيزنا ،ويُهدر طاقاتنا، ويسلبنا حق صياغة مستقبلنا ، ويخلق حولنا مناخ مشحون بعدم الاستقرار والفوضى. ذلك أن هذا التغيير لم يكن بإرادتنا أو بمبادرتنا ،ولم يكن متوافقاً مع تطلعاتنا واحتياجاتنا ،فتعاظم العبء وامتلأ الطريق بالعوائق.
إن الأمة الإسلامية أمةً ذات حضارة تاريخية فاعلة ،أسهمت بشكل أساسي في كثير من الحضارات على مر العصور خصوصاً الحضارة الغربية المهيمنة اليوم . وقد استفاد المسلمون الأوائل من عدة حضارات فتأثروا وأثروا ولكنهم تمسكوا بهويتهم ومنهجهم وحافظوا عليها ،ولم يتخلوا عن سيادتهم واستقلالهم، ونحن اليوم نحمل هذا الإرث الحضاري في وجداننا كشعوب حتى وإن كانت هيكلية الدول الإسلامية في الغالب حديثة نسبيا بالمفهوم الحديث.
ما أود الإشارة إليه هو أن الاستفادة مما تحمله أي حضارة يجب أن يكون عن وعي و إرادة وأن يتم بأسلوب انتقائي حذر، لأن أي مبادرات أو ضغوط أجنبية للتغيير تعتبر تدخلا سافراً في حق المجتمعات الإنسانية لأنها تخلق مناخاً من عدم الاستقرار وحتماً سيكون مصيرها الفشل لأنها لا تتفق مع المعتقدات والموروثات الثقافية وبالتالي فهي ليست جديرة برضا الناس ولا ثقتهم.
لقد أضحت حقوق المرأة في العالم الإسلامي مؤخرا ،الشغل الشاغل للأمم المتحدة وتصاعدت إعلاميا بصورة ملحوظة، حيث عُدت ورقة ضغط تستخدمها القوى الأجنبية والمنظمات الدولية بحجتي الإصلاح والديمقراطية، وهو الأمر الذي يؤكد على أن المجتمعات الإسلامية قد إنحرفت تماماً عن المسار القويم الذي وضعه الإسلام لحقوق المرأة وواجباتها كما انحرفوا عنه في كافة مناحي حياتهم.
وبرزت فجوة عميقة بين ما يؤمن به المسلمون وبين تطبيقهم له، وقد أخذت هذه الفجوة بالاتساع منذ عدة قرون خلت وبلغت مداها في الخمسينات من القرن الماضي بعد حركات الاستقلال عن الاستعمار الأجنبي في العالم الإسلامي من مراكش إلى بنغلادش، حيث استطاعت إرادة الشعوب دحر الاحتلال العسكري ،إلاأن القيادات وقوى المثقفين مااستطاعت التحرر من (عُقدة الأدنى) التي غرسها المستعمر في ثقافتهم فلم يقدموا أو يتبنوا مشروعاً نهضوياً إسلامياً بل ظلوا حبيسي الفكر الأجنبي والمشروع الأجنبي فنادوا به و روجوا له ودعموه. وبالرغم من فشله في إحياء أمتنا أو رد اعتبارها ومكانتها على المستوى العالمي إلا أننا لازلنا نجد من يتشدق به إلى الآن ويدافع عنه وينتهز كل غيبوبة اجتماعية لتمريره ، دون أن يعوا حقيقة أن الاحتلال العسكري ولى زمنه وأن المستعمر استبدله بالاحتلال الثقافي والفكري مسخراً طاقاتهم ومواردهم في هذه العملية المعقدة لاستئصال ثقافة حية في الوجدان ولتذويب أمتهم وبالتالي تهيئتها للانقراض.
إن تبنينا معتقدات وأفكار أجنبية له تبعات كارثية على العالم الإسلامي، لأن الإسلام ليس ممارسات روحية فحسب بل هو منهج حياة متكامل يشمل المعاملات والعبادات والعلاقات على مستوى الأفراد والجماعات، وتجاهل شمولية الإسلام وممارسة الانتقائية ، وتضييق وحصر مجالاته هو السبب الرئيسي في التخلف الحضاري، والتفكك الاجتماعي، والتبعية السياسية، والإفلاس العلمي، والركود الثقافي.
وأي محاولة للإصلاح الشامل والمتكامل في العالم الإسلامي يجب أن تنصب في إعادة الفروع إلى الأصول، وفي رأب الصدع، وتقريب الممارسات للمعتقدات إلى حد التطابق، لا في تعميق الفجوة وتغييب المعتقد وفصل الدين، لأن المشكلة الحقيقة هي انفصالنا عن حقيقة الإسلام وروحه وليست في ارتباطنا الوثيق به. وعلى الغرب أن يدرك هذه الحقائق والأبعاد عندما يتعامل مع مجتمعنا، كما يجب أن يدرك أن الإسلام هو رسالة سلام وحرية واستقلال ليس لنا فحسب إنما للعالمين.
إن إشارتي لهذه العوامل والخلفيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لما لها من أثر مباشر على الاستقرار والتنمية وبالتالي العمل الاجتماعي . ذلك أن الاستقرار يعد عَصَبْ التنمية ،والعمل الاجتماعي هو أكثر أدوات التنمية تطوراً، وكفاءة حيث وطَّن الإسلام هذه المفاهيم وقنّّنها ودعا إليها على مستوى الأفراد والمجتمعات وقد تأثرت هذه العوامل تأثراً مباشراً بعد الحادي عشر من سبتمبر و تداعياته على مستوى العالم لأنه وصم العالم الإسلامي عموماً والمملكة العربية السعودية خصوصا بفرية الإرهاب فوقعنا في فخ التبرير والدفاع عن أنفسنا ،وفي ذات الوقت عاجلتنا الضربات الواحدة تلو الأخرى من أفغانستان إلى العراق مع وجود جرح لازال ينزف منذ زمن في فلسطين. فأصبحت أمتنا بمقدراتها ومواردها على خط النار تعاني من الهجمات الإعلامية والاقتصادية والعسكرية ومن الاختراق الاجتماعي والثقافي . وكان للعمل الخيري النصيب الأوفر من تلك الضربات فَفُرضت الوصاية الأجنبية عليه وجُففت موارده وتقلصت أدواره وحُجمت إمكاناته.
لقد تمتعنا في مؤسستنا الخيرية على مدى العقود الأربعة الماضية بثقة المجتمع والدولة على حدٍ سواء ،حيث كانت مهمتنا التمكين بمنظور شامل. تمكين يسعى لِمَحوّرةْ دور المرأة في الأسرة التي تعد النواة الأساسية في بناء المجتمع. وهدفنا أن نعزز الروابط للحد من التفكك والفوضى، فكانت برامجنا ومشاريعنا مصممة وفق أولوياتنا لتعالج مشاكلنا برؤية إسلامية وعربية. أما الآن فإن الانفتاح المفروض على العمل الاجتماعي في المنطقة يفرض علينا التعاون مع منظمات أهلية أجنبية ودولية لها برامجها وأهدافها المعلنة وغير المعلنة بخلفيات مغايرة لنا وأولويات ليست بالضرورة كأولوياتنا.
يوم المرأة العالمي انطلق علم 1908 من كوبنهاجن بالدنمرك وطالبت النساء فيه بالخير العام والمساواة بينهن وبين الرجال من حيث الأجور، وحق التملك، وحق التصويت ونحن كفل لنا الإسلام هذه الحقوق منذ أكثر منذ 14 قرن لا على أساس المساواة ، إنما على ميزان العدل والفضل فأجر العمل للمرأة مساو للرجل إن لم يفوقه على قاعدة (الجزاء من جنس العمل) ولها حق التملك (للنساء نصيب مما اكتسبن وللرجال نصيب) ولها حق التصويت والانتخاب (مبايعة النبي والصحابة) ولها حق النفقة كابنة وزوجة وأخت وأم ولها حق الاحتفاظ باسمها بعد الزواج ولها حق الخلع ولها حق التعلم ولها حق العمل .....
وهذا يعني أن هدفنا ومهمتنا تنصب في عملية تمكين الأسرة وأفرادها من نساء وأطفال على وجه الخصوص عن طريق التعليم والتدريب والتوظيف والنصح والإرشاد القانوني؛ تلك الخبرات والمهارات التي اكتسبناها على مر العقود لم يتم الاستفادة منها حيث تم الاستعاضة عن هذا الدور بمراكز التدريب الممولة والمدعومة من قبل المنظمات الغير حكومية ببرامجها المعلنة والغير معلنة بهدف التغيير دون الأخذ بعين الاعتبار قيمنا ومعتقداتنا واحتياجاتنا وتجاربنا.
وبالرغم من أن أولوياتنا تختلف في جوهرها وطبيعتها عن أولويات النساء في الغرب إلا أن معظم الدول الإسلامية لم تفعل قوانين الحقوق والواجبات وفق النظم الإسلامية بل استوردت وتبنت مطالب المرأة في الغرب وعممتها على مجتمعات مسلمة حفظ الإسلام حقوق أفرادها.
الخيارات أمامنا محدودة، فإما أن نقف معا كأمة واحدة رجالاً ونساءً ونستمد قوتنا من تعاليم الإسلام لنبني مستقبلنا مسلحين بالثقة بالله والإيمان بأنفسنا وبالعلم والعمل والتعاون في سبيل حلم مشترك ومصير موحد؛ أو أن نضيّع قيمنا ونجَّمد معتقداتنا ونهدر طاقاتنا فيسهل تفتيتنا والسيطرة علينا. في يوم المرأة العالمي، أدعوكم لنقف كنساء مسلمات في مقدمة الصفوف أمام العالم كحصن منيع لندافع عن أنفسنا ونحمي مقدراتنا وموروثاتنا، حينها سيكون لنا شرف تمثيل أنفسنا في مناسبة كهذه ولنسعى لتخليد مسيرتنا تيمناً بالنساء الأوائل وفي مقدمتهن أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد.
أميرة سعودية تؤدب القنصل الأمريكية والبريطانية على طريقتها..!!!
--------------------------------------------------------------------------------
حين تكون الكلمة قوة تكون سلاح و حين تكون من امرأة تكون أكثر حدة
وتحضرني كلمات جميلة وعذرا لتغيرها" اللي بين العقول أقوى من الدرووع "
نظمت كلية دار الحكمة للبنات بجدة منتدى عن عمل المرأة الاجتماعي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وحاضرت في المنتدى عدة مشاركات من عدة دول أهمها الأميرة فهدة بنت سعود بن عبدالعزيز كممثلة عن النساء السعوديات ، والقنصل(ه) العام الأمريكية والقنصل(ه) العام البريطانية .
ألقت الأميرة فهدة بنت سعود كلمة قوية ركزت فيها على مايلي :
الاختراق الأمريكي للمجتمع الاسلامي وممارسة الضغوط التي تستهدف زعزعة الاستقرار واستغلال ابتعاد المسلمين عن الاسلام ، ودور المنظمات الدولية في استغلال المرأة وقضاياها بحجة الاصلاح ، ونادت بأهمية العودة للدين في كافة شئون الحياة بما فيها المرأة ، وتحدثت عن مساوئي العلمانية ودعاتها للدين والقيم والثوابت . ودعت النساء للاقتداء بالنساء المسلمات في صدر الاسلام وفي مقدمتهن أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد .
وجاءت كلمة القنصل الأمريكي بفوقية أمريكية فتحدثت عن الدور الأمريكي في منح المرأة حقوقها في مصر والأردن والعراق ، وبوقاحة قالت أن المرأة السعودية مبعدة تماماً من ممارسة دورها في الحياة العامة .
استطاعت الأميرة فهدة نيل اعجاب جميع الحاضرات حيث حجمت وقلصت القنصل الأمريكي بلغتها التي اعتمدت التصريح لا التلميح وكشف التدخلات الأمريكية التي تستهدف المسلمين بلغة مثقفة ورصينة وهادئة ومتمكنة واجابات تبين سعة اطلاعها الديني والسياسي والثقافي ، وأربك ذلك القنصلة الأمريكية التي لم تعتد هذه القوة في المواجهة في مدينة جدة ولم تستطع الاجابة على الاسئلة الموجهة لها ، بعد أن أبدعت الحاضرات من الطالبات والعاملات في كلية دار الحكمة بتوجيه أسئلة قوية الى القنصل الأمريكي مستنكرين حديثها عن المرأة في العالم العربي وحقوقها المهدرة بوجهة نظرها وعدم الحديث عن المرأة الأمريكية
هذا الرأي النسائي السعودي هو الذي نريد أن نسمعه ، وهذا هو الاسلوب الواضح والصريح والمثقف والمعتد بدينه وقيمه المتمسك بهويته وكرامته هو الصوت الذي نريد من أمريكا أن تسمعه .
وهذا هو نص كلمة الأميرة فهدة
يشرفني أن أتحدث إلى طالباتنا في مؤسسة أكاديمية سعودية تُعد معملاً لتشكيل الفكر الذي سيسهم تدريجياً في صياغة الرأي العام الذي نتأمل منه – إن تم إعداده جيدا- في بناء دولة إسلامية عظيمة.
كنت أتمنى أن أتحدث إليكم بلغتنا الأم ولكن لأن ما سأطرحه اليوم سيكون موجه لحضور متنوع كبير قد لا يتقن العربية ولم أشأ أن أكلف المؤسسة فوق طاقتها من توفير الترجمة الفورية ،ارتأيت أن تكون كلمتي باللغة الإنجليزية تقديراً للحضور الكرام.
أشعر بمسؤولية كبيرة وأنا أتحدث نيابة عن أخواتي وبناتي وبلدي في هذا الوقت الحرج الذي تداعت فيه علينا الأمم كما لم يحدث من قبل في تاريخ الأمة العربية والإسلامية؛ فما نواجهه ونشاهده من تغيير مفروض علينا من قبل مهندسي النظام العالمي الجديد أو لنقل( الفوضى العالمية الجديدة) من خلال اختراق مجتمعاتنا والعبث بقيمنا وتراثنا ومعتقداتنا وحقنا في التطور الطبيعي وبالتالي حقنا في تقرير مصيرنا كأمة مستقلة ذات إرادة.
ألقى هذا التغيير المفاجئ وغير المتوقع بظلاله على مجتمعنا بكافة فئاته وأطيافه ليشتت تركيزنا ،ويُهدر طاقاتنا، ويسلبنا حق صياغة مستقبلنا ، ويخلق حولنا مناخ مشحون بعدم الاستقرار والفوضى. ذلك أن هذا التغيير لم يكن بإرادتنا أو بمبادرتنا ،ولم يكن متوافقاً مع تطلعاتنا واحتياجاتنا ،فتعاظم العبء وامتلأ الطريق بالعوائق.
إن الأمة الإسلامية أمةً ذات حضارة تاريخية فاعلة ،أسهمت بشكل أساسي في كثير من الحضارات على مر العصور خصوصاً الحضارة الغربية المهيمنة اليوم . وقد استفاد المسلمون الأوائل من عدة حضارات فتأثروا وأثروا ولكنهم تمسكوا بهويتهم ومنهجهم وحافظوا عليها ،ولم يتخلوا عن سيادتهم واستقلالهم، ونحن اليوم نحمل هذا الإرث الحضاري في وجداننا كشعوب حتى وإن كانت هيكلية الدول الإسلامية في الغالب حديثة نسبيا بالمفهوم الحديث.
ما أود الإشارة إليه هو أن الاستفادة مما تحمله أي حضارة يجب أن يكون عن وعي و إرادة وأن يتم بأسلوب انتقائي حذر، لأن أي مبادرات أو ضغوط أجنبية للتغيير تعتبر تدخلا سافراً في حق المجتمعات الإنسانية لأنها تخلق مناخاً من عدم الاستقرار وحتماً سيكون مصيرها الفشل لأنها لا تتفق مع المعتقدات والموروثات الثقافية وبالتالي فهي ليست جديرة برضا الناس ولا ثقتهم.
لقد أضحت حقوق المرأة في العالم الإسلامي مؤخرا ،الشغل الشاغل للأمم المتحدة وتصاعدت إعلاميا بصورة ملحوظة، حيث عُدت ورقة ضغط تستخدمها القوى الأجنبية والمنظمات الدولية بحجتي الإصلاح والديمقراطية، وهو الأمر الذي يؤكد على أن المجتمعات الإسلامية قد إنحرفت تماماً عن المسار القويم الذي وضعه الإسلام لحقوق المرأة وواجباتها كما انحرفوا عنه في كافة مناحي حياتهم.
وبرزت فجوة عميقة بين ما يؤمن به المسلمون وبين تطبيقهم له، وقد أخذت هذه الفجوة بالاتساع منذ عدة قرون خلت وبلغت مداها في الخمسينات من القرن الماضي بعد حركات الاستقلال عن الاستعمار الأجنبي في العالم الإسلامي من مراكش إلى بنغلادش، حيث استطاعت إرادة الشعوب دحر الاحتلال العسكري ،إلاأن القيادات وقوى المثقفين مااستطاعت التحرر من (عُقدة الأدنى) التي غرسها المستعمر في ثقافتهم فلم يقدموا أو يتبنوا مشروعاً نهضوياً إسلامياً بل ظلوا حبيسي الفكر الأجنبي والمشروع الأجنبي فنادوا به و روجوا له ودعموه. وبالرغم من فشله في إحياء أمتنا أو رد اعتبارها ومكانتها على المستوى العالمي إلا أننا لازلنا نجد من يتشدق به إلى الآن ويدافع عنه وينتهز كل غيبوبة اجتماعية لتمريره ، دون أن يعوا حقيقة أن الاحتلال العسكري ولى زمنه وأن المستعمر استبدله بالاحتلال الثقافي والفكري مسخراً طاقاتهم ومواردهم في هذه العملية المعقدة لاستئصال ثقافة حية في الوجدان ولتذويب أمتهم وبالتالي تهيئتها للانقراض.
إن تبنينا معتقدات وأفكار أجنبية له تبعات كارثية على العالم الإسلامي، لأن الإسلام ليس ممارسات روحية فحسب بل هو منهج حياة متكامل يشمل المعاملات والعبادات والعلاقات على مستوى الأفراد والجماعات، وتجاهل شمولية الإسلام وممارسة الانتقائية ، وتضييق وحصر مجالاته هو السبب الرئيسي في التخلف الحضاري، والتفكك الاجتماعي، والتبعية السياسية، والإفلاس العلمي، والركود الثقافي.
وأي محاولة للإصلاح الشامل والمتكامل في العالم الإسلامي يجب أن تنصب في إعادة الفروع إلى الأصول، وفي رأب الصدع، وتقريب الممارسات للمعتقدات إلى حد التطابق، لا في تعميق الفجوة وتغييب المعتقد وفصل الدين، لأن المشكلة الحقيقة هي انفصالنا عن حقيقة الإسلام وروحه وليست في ارتباطنا الوثيق به. وعلى الغرب أن يدرك هذه الحقائق والأبعاد عندما يتعامل مع مجتمعنا، كما يجب أن يدرك أن الإسلام هو رسالة سلام وحرية واستقلال ليس لنا فحسب إنما للعالمين.
إن إشارتي لهذه العوامل والخلفيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لما لها من أثر مباشر على الاستقرار والتنمية وبالتالي العمل الاجتماعي . ذلك أن الاستقرار يعد عَصَبْ التنمية ،والعمل الاجتماعي هو أكثر أدوات التنمية تطوراً، وكفاءة حيث وطَّن الإسلام هذه المفاهيم وقنّّنها ودعا إليها على مستوى الأفراد والمجتمعات وقد تأثرت هذه العوامل تأثراً مباشراً بعد الحادي عشر من سبتمبر و تداعياته على مستوى العالم لأنه وصم العالم الإسلامي عموماً والمملكة العربية السعودية خصوصا بفرية الإرهاب فوقعنا في فخ التبرير والدفاع عن أنفسنا ،وفي ذات الوقت عاجلتنا الضربات الواحدة تلو الأخرى من أفغانستان إلى العراق مع وجود جرح لازال ينزف منذ زمن في فلسطين. فأصبحت أمتنا بمقدراتها ومواردها على خط النار تعاني من الهجمات الإعلامية والاقتصادية والعسكرية ومن الاختراق الاجتماعي والثقافي . وكان للعمل الخيري النصيب الأوفر من تلك الضربات فَفُرضت الوصاية الأجنبية عليه وجُففت موارده وتقلصت أدواره وحُجمت إمكاناته.
لقد تمتعنا في مؤسستنا الخيرية على مدى العقود الأربعة الماضية بثقة المجتمع والدولة على حدٍ سواء ،حيث كانت مهمتنا التمكين بمنظور شامل. تمكين يسعى لِمَحوّرةْ دور المرأة في الأسرة التي تعد النواة الأساسية في بناء المجتمع. وهدفنا أن نعزز الروابط للحد من التفكك والفوضى، فكانت برامجنا ومشاريعنا مصممة وفق أولوياتنا لتعالج مشاكلنا برؤية إسلامية وعربية. أما الآن فإن الانفتاح المفروض على العمل الاجتماعي في المنطقة يفرض علينا التعاون مع منظمات أهلية أجنبية ودولية لها برامجها وأهدافها المعلنة وغير المعلنة بخلفيات مغايرة لنا وأولويات ليست بالضرورة كأولوياتنا.
يوم المرأة العالمي انطلق علم 1908 من كوبنهاجن بالدنمرك وطالبت النساء فيه بالخير العام والمساواة بينهن وبين الرجال من حيث الأجور، وحق التملك، وحق التصويت ونحن كفل لنا الإسلام هذه الحقوق منذ أكثر منذ 14 قرن لا على أساس المساواة ، إنما على ميزان العدل والفضل فأجر العمل للمرأة مساو للرجل إن لم يفوقه على قاعدة (الجزاء من جنس العمل) ولها حق التملك (للنساء نصيب مما اكتسبن وللرجال نصيب) ولها حق التصويت والانتخاب (مبايعة النبي والصحابة) ولها حق النفقة كابنة وزوجة وأخت وأم ولها حق الاحتفاظ باسمها بعد الزواج ولها حق الخلع ولها حق التعلم ولها حق العمل .....
وهذا يعني أن هدفنا ومهمتنا تنصب في عملية تمكين الأسرة وأفرادها من نساء وأطفال على وجه الخصوص عن طريق التعليم والتدريب والتوظيف والنصح والإرشاد القانوني؛ تلك الخبرات والمهارات التي اكتسبناها على مر العقود لم يتم الاستفادة منها حيث تم الاستعاضة عن هذا الدور بمراكز التدريب الممولة والمدعومة من قبل المنظمات الغير حكومية ببرامجها المعلنة والغير معلنة بهدف التغيير دون الأخذ بعين الاعتبار قيمنا ومعتقداتنا واحتياجاتنا وتجاربنا.
وبالرغم من أن أولوياتنا تختلف في جوهرها وطبيعتها عن أولويات النساء في الغرب إلا أن معظم الدول الإسلامية لم تفعل قوانين الحقوق والواجبات وفق النظم الإسلامية بل استوردت وتبنت مطالب المرأة في الغرب وعممتها على مجتمعات مسلمة حفظ الإسلام حقوق أفرادها.
الخيارات أمامنا محدودة، فإما أن نقف معا كأمة واحدة رجالاً ونساءً ونستمد قوتنا من تعاليم الإسلام لنبني مستقبلنا مسلحين بالثقة بالله والإيمان بأنفسنا وبالعلم والعمل والتعاون في سبيل حلم مشترك ومصير موحد؛ أو أن نضيّع قيمنا ونجَّمد معتقداتنا ونهدر طاقاتنا فيسهل تفتيتنا والسيطرة علينا. في يوم المرأة العالمي، أدعوكم لنقف كنساء مسلمات في مقدمة الصفوف أمام العالم كحصن منيع لندافع عن أنفسنا ونحمي مقدراتنا وموروثاتنا، حينها سيكون لنا شرف تمثيل أنفسنا في مناسبة كهذه ولنسعى لتخليد مسيرتنا تيمناً بالنساء الأوائل وفي مقدمتهن أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد.