المسترشد
23 Mar 2006, 10:03 PM
الخير كله في ذكر الله
الشيخ محمدمحمد ابوجليل الهدار
الخير كله في ذكر الله
الحمد لله الحنان المنان ، المذكور بكل لسان ، وصلاة الله وسلامه على سيد ولد عدنان نبينا محمد صاحب الحجة والبرهان ، وبعد ....
إن لذكر الله سبحانه وتعالى نصيب وافر في الكتاب والسنة ، فكم من آيات وأحاديث ورد فيها الحث على ذكر الله ، وبيان فضله ، وأنواعه وأعداده وأوقاته ، قال تعالى : " يأيها الدين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا " ، وقال عز من قائل " فاذكروني أذكركم " وقال الكبير المتعال " إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الدين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم " ، وروى مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " سبق المفردون ، قالوا : وما المفردون يا رسول الله ؟ قال : الذاكرون الله كثيرا والذاكرات " . وجاء في صحيح البخاري قوله صلى الله عليه وسلم " مثل الذي يذكر ربه والدي لا يذكر ربه مثل الحي والميت " وروى أحمد والترمذي والحاكم وقال صحيح الإسناد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ألا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق - أي الفضة ـ وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال ذكر الله " .
هذا ويعد ذكر الله أعظم زاجرا لعبد عن المعاصي والفواحش ، إذا أداه بضوابطه ، مع مراعاة معانيه العامة والخاصة ، بعد تأدية الفرائض والأركان العملية ، والتي من أهمها الصلاة في أوقاتها ، قال تعالى "عن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا " ، وقال سبحانه عنها " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " ثم قال عز من قائل " ولذكر الله أكبر " ومن المعاني التي ذكرها كثير من المفسرين لقوله تعالى " ولذكر الله أكبر " إن ذكر الله على الدوام أكبر في النهي عن الفحشاء والمنكر من الصلاة ، لأنها في بعض الأوقات دون بعض ، ذكر دلك ابن الجزري وأشار إليه القرطبي وغيره ، ورحم الله الجميع .
والذكر كما عرفه العلماء : هو ما جرى على اللسان والقلب من تسبيح الله تعالى وتنزيهه وحمده والثناء عليه ووصفه بصفات الكمال ونعوت الجلال والجمال " والذكر يكون مطلقا ويكون مقيدا ويدخل فيه الصلاة وتلاوة القرآن وتعليمه وتعلمه ن ويدخل فيه تعلم العلوم النافعة عموما وتعليمها ، ويدخل فيه التسبيح والتهليل والتكبير والتحميد ، والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ، والاستغفار والدعاء ، وكل طاعة لله سبحانه وتعالى تعتبر ذكر الله ، قال سعيد بن الجبير رحمه الله " كل عامل لله بطاعة فهو ذاكر لله " .
قلت : فعلى كل مدرس ومدرسة وطبيب وطبيبة ، وكل موظف وموظفة ن وكل منتج ومنتجة ، على هؤلاء جميعا وغيرهم ، أن يتقنوا أعمالهم بإخلاص ، مراعين أن الله مطلع عليهم ولا تخفى عليه خافية ، وهذا هو مقام الإحسان ، الذي عرفه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله " إن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " فمراقبة الله تعالى في السر والعلن ، تعتبر من أعلى وأغلى وأثمن أنواع الذكر ، وبالحرص على دالك يعم الخير كل المجتمع ، وتنتهي الفوضى والغش والخيانة والسرقة ، وجميع السلبيات التي تسبب في تأخره وعدم ازدهاره ، فلم تعد تجد مثلا مدرسة أو مدرسا يبخل على طلابه بالشرح الواضح الصحيح من أجل اضطرارهم للدروس الخصوصية ، ولم تعد تجد مثلا طبيبة أو طبيبا يبخل على مرضاه بالتشخيص السليم من أجل إضرارهم إلى العيادات التخصصية , وهلم جرا .
أيها الأفاضل هذا فيما يخص ذكر الله عموما، وينبغي مراعاته مع الأذكار الخاصة المتعلقة بالتسبيح والتكبير والتهليل ، الخ ... وليعلم كذلك أن ذكر الله عز وجل بعمومه وخصوصه ، يعد حصنا حصينا للعبد من شيطانه ، الذي يجري منه مجرى الدم في العروق ، كما جاء في الحديث الصحيح ، بل إن الله سبحانه قال في كتابه العزيز " ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهوا له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون " ، ومعنى الآية : ومن يتعامى ويتغافل عن ذكر الله نجل له شيطانا ملازما له ويمنعه من ذكر الله . وهذا والله حرمان ما بعده حرمان وخسران ما بعده خسران ، نسأل الله السلامة والعافية .
كما أن ذكر الله يعد حصنا حصينا للإنسان من نفسه التي بين جنبيه ، تلك النفس الأمارة بالسوء فبذكر الله يكون الإنسان بعيدا عما قد تمليه النفس من سوء كالغيبة والنميمة والكذب وتزيين أخد الرشوة والسرقة من المال العام ، كسرقة خطوط الكهرباء مثلا ، والسرقة من الدوام الرسمي للعمل ، أو تدعو إلى التلفظ بالفاحش من الكلام ، واللغو الباطل ، وذكر الله سبحانه يعد أيضا حصنا حصينا للعبد من عذاب الله يوم القيامة ، روى أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ما عمل آدمي عملا قط أنجى له من عذاب الله ، من ذكر الله عز وجل " ، كما أن ذكر الله سبحانه يعد سببا لنيل شرف معية الله سبحانه الخاصة ، بعد المعية العامة ، فالله جل ذكره مع مخلوقاته عموما بعلمه وإحاطته ، والمعية الخاصة هذه للمؤمنين الذاكرين الله كثيرا ، فهو معهم بحفظه لهم وهو معهم بتوفيقه لهم ، وهو معهم بتأييده ونصره لهم ، وهو معهم سبحانه بتمكينهم من العلوم النافعة ، وإمدادهم بالخيرات العاجلة والآجله , روى البخاري ومسلم في الحديث القدسي " أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني " ، الحديث ... فأعظم بها من معية ، لا تعادلها مزية
إذا العناية لاحظتك عيونها فنم فالمخاوف كلهن أمان
كما أن ذكر الله سبحانه وتعالى ، يعد من أقوى أسباب طمأنينة القلب ، وما أحوجنا إليها في هذا الزمان ، الذي كثرت فيه المشاغل الملهية للقلوب ، والمطغية أحيانا والعياذ بالله ، وخير دليل على أن ذكر الله سبحانه سببا لطمأنينة القلوب ، قوله عز من قائل " الدين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب "، قال أحد العلماء " ذكر الله سبحانه من أعظم القربان بل هو طب القلوب ودواؤها وعافية الأبدان وشفاؤها ونور الأبصار وضياؤها به تطمئن القلوب وتنفرج الكروب وتغفر الخطايا والذنوب " . فعليكم بذكر الله بمعناه الخاص والعام ؛ لأنه خير كله في الدنيا والآخرة ، روى أحمد والطبراني أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي المجاهدين أعظم أجرا ؟ قال : أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا ، ثم ذكر الصلاة والزكاة والحج والصدقة ، كل ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا ، قال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما : يا أبا حفص .. ذهب الذاكرون بكل خير ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجل " ،، نسأل الله أن يجعلنا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات ، والحمد لله أولا وآخر
الشيخ محمدمحمد ابوجليل الهدار
الخير كله في ذكر الله
الحمد لله الحنان المنان ، المذكور بكل لسان ، وصلاة الله وسلامه على سيد ولد عدنان نبينا محمد صاحب الحجة والبرهان ، وبعد ....
إن لذكر الله سبحانه وتعالى نصيب وافر في الكتاب والسنة ، فكم من آيات وأحاديث ورد فيها الحث على ذكر الله ، وبيان فضله ، وأنواعه وأعداده وأوقاته ، قال تعالى : " يأيها الدين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا " ، وقال عز من قائل " فاذكروني أذكركم " وقال الكبير المتعال " إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الدين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم " ، وروى مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " سبق المفردون ، قالوا : وما المفردون يا رسول الله ؟ قال : الذاكرون الله كثيرا والذاكرات " . وجاء في صحيح البخاري قوله صلى الله عليه وسلم " مثل الذي يذكر ربه والدي لا يذكر ربه مثل الحي والميت " وروى أحمد والترمذي والحاكم وقال صحيح الإسناد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ألا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق - أي الفضة ـ وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال ذكر الله " .
هذا ويعد ذكر الله أعظم زاجرا لعبد عن المعاصي والفواحش ، إذا أداه بضوابطه ، مع مراعاة معانيه العامة والخاصة ، بعد تأدية الفرائض والأركان العملية ، والتي من أهمها الصلاة في أوقاتها ، قال تعالى "عن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا " ، وقال سبحانه عنها " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " ثم قال عز من قائل " ولذكر الله أكبر " ومن المعاني التي ذكرها كثير من المفسرين لقوله تعالى " ولذكر الله أكبر " إن ذكر الله على الدوام أكبر في النهي عن الفحشاء والمنكر من الصلاة ، لأنها في بعض الأوقات دون بعض ، ذكر دلك ابن الجزري وأشار إليه القرطبي وغيره ، ورحم الله الجميع .
والذكر كما عرفه العلماء : هو ما جرى على اللسان والقلب من تسبيح الله تعالى وتنزيهه وحمده والثناء عليه ووصفه بصفات الكمال ونعوت الجلال والجمال " والذكر يكون مطلقا ويكون مقيدا ويدخل فيه الصلاة وتلاوة القرآن وتعليمه وتعلمه ن ويدخل فيه تعلم العلوم النافعة عموما وتعليمها ، ويدخل فيه التسبيح والتهليل والتكبير والتحميد ، والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ، والاستغفار والدعاء ، وكل طاعة لله سبحانه وتعالى تعتبر ذكر الله ، قال سعيد بن الجبير رحمه الله " كل عامل لله بطاعة فهو ذاكر لله " .
قلت : فعلى كل مدرس ومدرسة وطبيب وطبيبة ، وكل موظف وموظفة ن وكل منتج ومنتجة ، على هؤلاء جميعا وغيرهم ، أن يتقنوا أعمالهم بإخلاص ، مراعين أن الله مطلع عليهم ولا تخفى عليه خافية ، وهذا هو مقام الإحسان ، الذي عرفه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله " إن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " فمراقبة الله تعالى في السر والعلن ، تعتبر من أعلى وأغلى وأثمن أنواع الذكر ، وبالحرص على دالك يعم الخير كل المجتمع ، وتنتهي الفوضى والغش والخيانة والسرقة ، وجميع السلبيات التي تسبب في تأخره وعدم ازدهاره ، فلم تعد تجد مثلا مدرسة أو مدرسا يبخل على طلابه بالشرح الواضح الصحيح من أجل اضطرارهم للدروس الخصوصية ، ولم تعد تجد مثلا طبيبة أو طبيبا يبخل على مرضاه بالتشخيص السليم من أجل إضرارهم إلى العيادات التخصصية , وهلم جرا .
أيها الأفاضل هذا فيما يخص ذكر الله عموما، وينبغي مراعاته مع الأذكار الخاصة المتعلقة بالتسبيح والتكبير والتهليل ، الخ ... وليعلم كذلك أن ذكر الله عز وجل بعمومه وخصوصه ، يعد حصنا حصينا للعبد من شيطانه ، الذي يجري منه مجرى الدم في العروق ، كما جاء في الحديث الصحيح ، بل إن الله سبحانه قال في كتابه العزيز " ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهوا له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون " ، ومعنى الآية : ومن يتعامى ويتغافل عن ذكر الله نجل له شيطانا ملازما له ويمنعه من ذكر الله . وهذا والله حرمان ما بعده حرمان وخسران ما بعده خسران ، نسأل الله السلامة والعافية .
كما أن ذكر الله يعد حصنا حصينا للإنسان من نفسه التي بين جنبيه ، تلك النفس الأمارة بالسوء فبذكر الله يكون الإنسان بعيدا عما قد تمليه النفس من سوء كالغيبة والنميمة والكذب وتزيين أخد الرشوة والسرقة من المال العام ، كسرقة خطوط الكهرباء مثلا ، والسرقة من الدوام الرسمي للعمل ، أو تدعو إلى التلفظ بالفاحش من الكلام ، واللغو الباطل ، وذكر الله سبحانه يعد أيضا حصنا حصينا للعبد من عذاب الله يوم القيامة ، روى أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ما عمل آدمي عملا قط أنجى له من عذاب الله ، من ذكر الله عز وجل " ، كما أن ذكر الله سبحانه يعد سببا لنيل شرف معية الله سبحانه الخاصة ، بعد المعية العامة ، فالله جل ذكره مع مخلوقاته عموما بعلمه وإحاطته ، والمعية الخاصة هذه للمؤمنين الذاكرين الله كثيرا ، فهو معهم بحفظه لهم وهو معهم بتوفيقه لهم ، وهو معهم بتأييده ونصره لهم ، وهو معهم سبحانه بتمكينهم من العلوم النافعة ، وإمدادهم بالخيرات العاجلة والآجله , روى البخاري ومسلم في الحديث القدسي " أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني " ، الحديث ... فأعظم بها من معية ، لا تعادلها مزية
إذا العناية لاحظتك عيونها فنم فالمخاوف كلهن أمان
كما أن ذكر الله سبحانه وتعالى ، يعد من أقوى أسباب طمأنينة القلب ، وما أحوجنا إليها في هذا الزمان ، الذي كثرت فيه المشاغل الملهية للقلوب ، والمطغية أحيانا والعياذ بالله ، وخير دليل على أن ذكر الله سبحانه سببا لطمأنينة القلوب ، قوله عز من قائل " الدين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب "، قال أحد العلماء " ذكر الله سبحانه من أعظم القربان بل هو طب القلوب ودواؤها وعافية الأبدان وشفاؤها ونور الأبصار وضياؤها به تطمئن القلوب وتنفرج الكروب وتغفر الخطايا والذنوب " . فعليكم بذكر الله بمعناه الخاص والعام ؛ لأنه خير كله في الدنيا والآخرة ، روى أحمد والطبراني أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي المجاهدين أعظم أجرا ؟ قال : أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا ، ثم ذكر الصلاة والزكاة والحج والصدقة ، كل ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا ، قال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما : يا أبا حفص .. ذهب الذاكرون بكل خير ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجل " ،، نسأل الله أن يجعلنا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات ، والحمد لله أولا وآخر