al-muhareb
06 Apr 2006, 02:06 PM
السلام عليكم اعذروني ياشباب الهاتف مفصول لكن شغلته يوم واحد وبيفصلونه لكن تفضلوا الموضوع الثاني وقبل ذلك قد أتأخر عليكم قليلاً في المواضيع القادمة لأني أحب أن أعطيكم إياها مختصرة في مواضيع معينة مثل:
(صفاته الخُلُقيّة،صفاته الخَلْقيّة،حلمه،تواضعه،أخلاقه...)
مرحبين بالملاحظات والتوجيهات على البريد
Abo-mossab@************
تفضلوا:
رضاع الحبيب ومراضعه صلى الله عليه وآله وسلم
إن أول مرضع تشرفت برضاعه صلى الله عليه وسلم والدته الشريفة العفيفة الطيبة الأردان آمنة بنت وهب الزهرية التي رأت من آيات النبوة ما رأت،ثم ثويبة مولاة أبي لهب التي أرضعت عمه حمزة كذلك فكان أخا النبي من الرضاعة،وهو عمه صنْو أبيه . ثم أرضعته حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية من بني سعد بن بكر رضع مع ابنتها الشيماء بنت الحارث بن عبد العزى. وقد رأت في إرضاعه صلى الله عليه وسلم آيات فلنتركها رضي الله عنها تحدثنا بنفسها عما شاهدت من آيات نبوته صلى الله عليه وسلم:
إنها قالت:خرجت من بلدي مع زوجي وابن صغير لنا نرضعه في نسوة من بني سعد نلتمس الرضعاء، وذلك في سنة شهباء لم تبق لنا شيئاً.خرجنا على أتان لنا قمراء،ومعنا شارف لنا،والله ما تبض بقطرة،وما ننام ليلنا أجمع من بكاء صبينا الذي معنا من الجوع؛ إذ مافي ثديي ما يغنيه وما في شارفنا ما يغذيه،ولكنا كنا نرجو الغيث والفرج،خرجنا نلتمس الرضاعاء في مكة فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه إذا قيل لها:إنه يتيم، وذلك أنا كنا نرجو المعروف من أبي الصبي فما بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعاً غيري،فلما أجمعنا العودة إلى بلدنا قلت لزوجي: والله إني لأكره أن أرجع ولم آخذ رضيعاً،والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فآخذه،فقال لي :لا عليك أن تفعلي عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة فذهبت إليه فأخذته، وما حملني على ذلك إلا أني لم أجد غيره، فلما رجعت به إلى رحلي ووضعته في حجري أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن،فشرب حتى روي وشرب معه أخوه حتى روي،ثم نام،وقام زوجي إلى شارفنا تلك فإذا هي حافل فحلب منها ما شرب وشربت معه حتى انتهينا ريا وشبعاً فبتنا بخير ليلة، فلما أصبحنا قال لي زوجي:تعلمين والله يا حليمة لقد أخذت نسمة مباركة، قلت والله إني لأرجو ذلك، ثم خرجنا وركبت أتاني وحملته عليها معي فو الله لقطعت بالركب ما يقدر عليها شيء من حمرهم حتى إن صواحبي قلن لي يا ابنة أبي ذؤيب ويحك أربعي علينا، أليست هذه أتانك التي كنت خرجت عليها؟ فقلت لهن:بلى والله إنها لهي هي، فقلت والله إن لها لشأناً. ثم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد،وما أعلم أرضاً من أرض الله أجدب منها،فكانت غنمي تروح علي حين قدمنا به معنا شباعاً لبناً فنحلب ونشرب وما يحلب إنسان قطرة لبن ولا يجدها في ضرع حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم: ويلكم اسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب فتروح أغنامهم جياعاً ما تبض بقطرة لبن، وتروح غنمي شباعاً لبناً، فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه (أي سنتا الرضاعة)وفصلته، وكان يشب شباباً لا يشبه الغلمان، فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاماً خفراً"غليظاً شديداً"فقدمنا به على أمه،ونحن أحرص شيء على مكثه فينا؛لما كنا نرى من بركته،فكلمنا أمه وقلت لها لو تركت بني عندي حتى يغلظ فإني أخشى عليه وباء مكة،فلم نزل بها حتى ردته معنا فرجعنا به،وبعد مقدمنا بأشهر وإنه لفي بهم لنا مع أخيه خلف بيوتنا،إذ أتانا أخوه يشتد، فقال لي ولأبيه:ذاك أخي القرشي قد أخذه رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاه فشقا بطنه،قالت فخرجت أنا وأبوه نحوه فوجدناه قائماً منتقعاً"متغيراً"وجهه فالتزمته والتزمه أبوه فقلنا له:ما لك يا بني؟ قال:جاء رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني وشقا بطني فالتمسا فيه شيئاً لا أدري ما هو فرجعنا به إلى خبائنا،وقال لي أبوه يا حليمة لقد خشيت أن يكون هذا الغلام قد أصيب فألحقيه بأهله قبل أن يظهر ذلك به،فاحتملناه فقدمنا به على أمه، فقالت: ما أقدمك به يا ظئر وقد كنت حريصة عليه وعلى مكثه عندك؟ فقلت لها قد بلغ الند بابني،وقضيت الذي علي وتخوفت الأحداث عليه فأديته إليك كما تحبين،قالت:ما هذا شأنك؟ فأصدقيني خبرك فلم تدعني حتى أخبرتها.قالت:أفتخوفت عليه الشيطان؟قلت:نعم،قالت:كلا والله ما للشيطان عليه سبيل،وإن لبني لشأناً،أفلا أخبرك به،قلت: بلى قالت رأيت حين حملت به أنه خرج مني نور أضاء لي قصور بصرى من أرض الشام،ثم حملت به فوالله ما رأيت من حمل قط كان أخف علي و لا أيسر منه،ووقع حين ولدته وإنه لواضع يديه بالأرض رافع رأسه إلى السماء.دعيه عنك وانطلقي راشدة.
هكذا كان استرضاعه صلى الله عليه وسلم في بادية بني سعد شأنه شأن أبنا سادات قريش يرضعون أولادهم في البوادي ليصحوا أجساماً،ويفصحوا لساناً،ويقووا جناناً. ولقد قال مرة صلى الله عليه وسلم معتزاً بشرف أصله واسترضاعه في البادية:(أنا أعربكم،أنا قرشي واسترضعت في بني سعد بن بكر)
نتائج وعبر:
لهذه المقطوعة من السيرة العطرة نتائج وعبر نوجزها فيما يأتي:
1. بيان عدد مرضعاته وأنهن ثلاث الأم السرية آمنة،وثويبة مولاة عمه أبي لهب،وحليمة السعدية رضي الله عنها .
2. بيان مدة رضاعة وأنها كانت حولين كاملين وهي المدة التي قررها الإسلام.
3. بيان ما نال حليمة السعدية وأسرتها من خير وبركة وما فازت به من شرف لا يقادر قدره بإرضاعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبها له.
4. حب النبي صلى الله عليه وسلم موجب للخير دافع للشر فأن حب أبي لهب له لما بشر بولادته نفعه فرؤي في المنام وأنه يعذب لموته على الشرك والكفر إلا أنه يمتص من أنملته ماء كل يوم اثنين وهو يوم ولادته صلى الله عليه وسلم وتبشيره به.
5. تقرير الإسلام لمشروعية الإرضاع حولين كاملين لمن أراد ذلك.
6. بيان إعداد الله تعالى عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلم لتلقي الوحي عنه بشق صدره ونزع مغمز الشيطان منه حتى لا يبقى له محل ينزل به ليوسوس .
7. بيان آيات نبوته التي رأتها آمنة والدته يوم حملها ويوم وضعها.
8. جواز الاعتزاز بالخير الذي يعطيه الرب تبارك وتعالى عبده،ويكرمه به لكن مع شكر المنعم سبحانه وتعالى على ما أولى العبد من خير وفضل.
(صفاته الخُلُقيّة،صفاته الخَلْقيّة،حلمه،تواضعه،أخلاقه...)
مرحبين بالملاحظات والتوجيهات على البريد
Abo-mossab@************
تفضلوا:
رضاع الحبيب ومراضعه صلى الله عليه وآله وسلم
إن أول مرضع تشرفت برضاعه صلى الله عليه وسلم والدته الشريفة العفيفة الطيبة الأردان آمنة بنت وهب الزهرية التي رأت من آيات النبوة ما رأت،ثم ثويبة مولاة أبي لهب التي أرضعت عمه حمزة كذلك فكان أخا النبي من الرضاعة،وهو عمه صنْو أبيه . ثم أرضعته حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية من بني سعد بن بكر رضع مع ابنتها الشيماء بنت الحارث بن عبد العزى. وقد رأت في إرضاعه صلى الله عليه وسلم آيات فلنتركها رضي الله عنها تحدثنا بنفسها عما شاهدت من آيات نبوته صلى الله عليه وسلم:
إنها قالت:خرجت من بلدي مع زوجي وابن صغير لنا نرضعه في نسوة من بني سعد نلتمس الرضعاء، وذلك في سنة شهباء لم تبق لنا شيئاً.خرجنا على أتان لنا قمراء،ومعنا شارف لنا،والله ما تبض بقطرة،وما ننام ليلنا أجمع من بكاء صبينا الذي معنا من الجوع؛ إذ مافي ثديي ما يغنيه وما في شارفنا ما يغذيه،ولكنا كنا نرجو الغيث والفرج،خرجنا نلتمس الرضاعاء في مكة فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه إذا قيل لها:إنه يتيم، وذلك أنا كنا نرجو المعروف من أبي الصبي فما بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعاً غيري،فلما أجمعنا العودة إلى بلدنا قلت لزوجي: والله إني لأكره أن أرجع ولم آخذ رضيعاً،والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فآخذه،فقال لي :لا عليك أن تفعلي عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة فذهبت إليه فأخذته، وما حملني على ذلك إلا أني لم أجد غيره، فلما رجعت به إلى رحلي ووضعته في حجري أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن،فشرب حتى روي وشرب معه أخوه حتى روي،ثم نام،وقام زوجي إلى شارفنا تلك فإذا هي حافل فحلب منها ما شرب وشربت معه حتى انتهينا ريا وشبعاً فبتنا بخير ليلة، فلما أصبحنا قال لي زوجي:تعلمين والله يا حليمة لقد أخذت نسمة مباركة، قلت والله إني لأرجو ذلك، ثم خرجنا وركبت أتاني وحملته عليها معي فو الله لقطعت بالركب ما يقدر عليها شيء من حمرهم حتى إن صواحبي قلن لي يا ابنة أبي ذؤيب ويحك أربعي علينا، أليست هذه أتانك التي كنت خرجت عليها؟ فقلت لهن:بلى والله إنها لهي هي، فقلت والله إن لها لشأناً. ثم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد،وما أعلم أرضاً من أرض الله أجدب منها،فكانت غنمي تروح علي حين قدمنا به معنا شباعاً لبناً فنحلب ونشرب وما يحلب إنسان قطرة لبن ولا يجدها في ضرع حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم: ويلكم اسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب فتروح أغنامهم جياعاً ما تبض بقطرة لبن، وتروح غنمي شباعاً لبناً، فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه (أي سنتا الرضاعة)وفصلته، وكان يشب شباباً لا يشبه الغلمان، فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاماً خفراً"غليظاً شديداً"فقدمنا به على أمه،ونحن أحرص شيء على مكثه فينا؛لما كنا نرى من بركته،فكلمنا أمه وقلت لها لو تركت بني عندي حتى يغلظ فإني أخشى عليه وباء مكة،فلم نزل بها حتى ردته معنا فرجعنا به،وبعد مقدمنا بأشهر وإنه لفي بهم لنا مع أخيه خلف بيوتنا،إذ أتانا أخوه يشتد، فقال لي ولأبيه:ذاك أخي القرشي قد أخذه رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاه فشقا بطنه،قالت فخرجت أنا وأبوه نحوه فوجدناه قائماً منتقعاً"متغيراً"وجهه فالتزمته والتزمه أبوه فقلنا له:ما لك يا بني؟ قال:جاء رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني وشقا بطني فالتمسا فيه شيئاً لا أدري ما هو فرجعنا به إلى خبائنا،وقال لي أبوه يا حليمة لقد خشيت أن يكون هذا الغلام قد أصيب فألحقيه بأهله قبل أن يظهر ذلك به،فاحتملناه فقدمنا به على أمه، فقالت: ما أقدمك به يا ظئر وقد كنت حريصة عليه وعلى مكثه عندك؟ فقلت لها قد بلغ الند بابني،وقضيت الذي علي وتخوفت الأحداث عليه فأديته إليك كما تحبين،قالت:ما هذا شأنك؟ فأصدقيني خبرك فلم تدعني حتى أخبرتها.قالت:أفتخوفت عليه الشيطان؟قلت:نعم،قالت:كلا والله ما للشيطان عليه سبيل،وإن لبني لشأناً،أفلا أخبرك به،قلت: بلى قالت رأيت حين حملت به أنه خرج مني نور أضاء لي قصور بصرى من أرض الشام،ثم حملت به فوالله ما رأيت من حمل قط كان أخف علي و لا أيسر منه،ووقع حين ولدته وإنه لواضع يديه بالأرض رافع رأسه إلى السماء.دعيه عنك وانطلقي راشدة.
هكذا كان استرضاعه صلى الله عليه وسلم في بادية بني سعد شأنه شأن أبنا سادات قريش يرضعون أولادهم في البوادي ليصحوا أجساماً،ويفصحوا لساناً،ويقووا جناناً. ولقد قال مرة صلى الله عليه وسلم معتزاً بشرف أصله واسترضاعه في البادية:(أنا أعربكم،أنا قرشي واسترضعت في بني سعد بن بكر)
نتائج وعبر:
لهذه المقطوعة من السيرة العطرة نتائج وعبر نوجزها فيما يأتي:
1. بيان عدد مرضعاته وأنهن ثلاث الأم السرية آمنة،وثويبة مولاة عمه أبي لهب،وحليمة السعدية رضي الله عنها .
2. بيان مدة رضاعة وأنها كانت حولين كاملين وهي المدة التي قررها الإسلام.
3. بيان ما نال حليمة السعدية وأسرتها من خير وبركة وما فازت به من شرف لا يقادر قدره بإرضاعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبها له.
4. حب النبي صلى الله عليه وسلم موجب للخير دافع للشر فأن حب أبي لهب له لما بشر بولادته نفعه فرؤي في المنام وأنه يعذب لموته على الشرك والكفر إلا أنه يمتص من أنملته ماء كل يوم اثنين وهو يوم ولادته صلى الله عليه وسلم وتبشيره به.
5. تقرير الإسلام لمشروعية الإرضاع حولين كاملين لمن أراد ذلك.
6. بيان إعداد الله تعالى عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلم لتلقي الوحي عنه بشق صدره ونزع مغمز الشيطان منه حتى لا يبقى له محل ينزل به ليوسوس .
7. بيان آيات نبوته التي رأتها آمنة والدته يوم حملها ويوم وضعها.
8. جواز الاعتزاز بالخير الذي يعطيه الرب تبارك وتعالى عبده،ويكرمه به لكن مع شكر المنعم سبحانه وتعالى على ما أولى العبد من خير وفضل.