أحياء السنة
10 Apr 2006, 04:04 AM
أسباب علو الهمة لفضيلة الشيخ سعيد عبد العظيم
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه . أما بعد
فمن شأن من طالع أحوال الأنبياء و المرسلين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين إلا أن يستصغر ما دون النهاية من معانى الأمور ، لقد علم هؤلاء الأفاضل أنه ليس دون الله منتهى ، و أن الموت حق و الجنة حق و النار حق و أن الله يبعث من فى القبور ، و أنه سبحانه هو العلي الذى ليس فوقه شئ فى المرتبة و الحكم و هو المتعالي الذى جل عن إفك المفترين و علا شأنه و تقدست أسماؤه و جل ثناؤه ، إن المتدبر فى آيات الله و الدارس للتاريخ و الناظر بعمق و وعى فى صفحات الكتاب المسطور
و الكون المنظور سيدرك معنى العظمة الحقيقية و السيادة و الريادة الفذة و أنه لا سبيل للوصول لذلك إلا بإقامة واجب العبودية و عدم المبالاة بسعادة الدنيا و شقاوتها ، و إدراك أن النفس إلى موت و المال إلى فوت و بحيث لا يفرح العبد بشئ من الدنيا أقبل ولا يحزن على شئ منها أدبر و بحيث تكون أهون فى عينه من التراب و هذا شأن سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين ، كانوا أبر هذه الأمة قلوباً و أعمقها علماً و أقلها تكلفاً ، قاسوا الشدائد و تحملوا المتاعب فكان سمتهم العلو فى الحياة و عند الممات ،
فعلوا ذلك لعلمهم (أن الله تعالى يحب معالي الأمور و
أشرافها و يكره سفسافها " صححه الألبانى
. لقد كان السلف الصالح – رضوان الله عليهم – المثل الأعلى فى علو الهمة بعد الأنبياء و المرسلين . و لم يكن ذلك فى مجال دون مجال بل فى جميع المجالات العلمية و العملية و الجهادية النافعة فها هو عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – كان يتناوب مع جار له من الأنصار النزول إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ،
يقول ابن الخطاب : فإذا جئته بخبر ذلك اليوم من الوحى و غيره ، و إذا نزل فعل مثل ذلك ، و يقول ابن عباس – رضى الله عنهما – كان يبلغني الحديث عن الرجل فآتى بابه و هو قائل ( ينام القيلولة ) فأتوسد ردائي على بابه يسفى على من التراب فيخرج فيراني فيقول : يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم ما جاء بك ؟ هلا أرسلت إلى فأتيك ؟ فأقول : لا أنا أحق أن آتيك ،
و كان الإمام أحمد يقول : مع المحبرة إلى المقبرة ، و طاف الدنيا مرتين جمعاً للمسند كما يقول ابن الجوزى ، ولا ينال العلم براحة الجسم ، و يقول ابن كثير : كان البخارى يستيقظ فى الليلة الواحدة من نومه فيوقد السراج و يكتب الفائدة تمر بخاطره ، ثم يطفئ سراجه ، ثم يقوم مرة أخرى و أخرى ، حتى كان يتعدد منه ذلك قريباً من عشرين مرة ،
و كان النووى – رحمه الله – يقرأ فى كل يوم اثنى عشر درساً على المشايخ شرحاً و تصحيحاً ، و كان الشافعى – رحمه الله – آية فى الحفظ حتى أنه كان يستر الصفحة لئلا تقع عينه عليها فيحفظ ما فيها ، و رغم ذلك اشتكى لوكيع سوء حفظه ، فدله على ترك المعاصى ، و قال : علم الله نور و نور الله لا يعطى لعاصي . و كان الإمام أحمد يحفظ ألف ألف حديث فقيل له : ما يدريك ؟ قال : ذاكرته و أخذت عليه الأبواب ،
و كان من شأنهم متابعة العلم النافع بعمل صالح و لذلك أظماوا نهارهم و سهروا ليلهم ، و قاموا يناجون ربهم فى فكاك رقابهم ، ركبوا سفن الأخرة " فكانوا قليلاً من الليل ما يهجعون و بالأسحار هم يستغفرون " لقد كانوا رجالاً بحق " و من المؤمنين رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا " "
يتبع إن شاء الله ببقية الموضوع الكريم
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه . أما بعد
فمن شأن من طالع أحوال الأنبياء و المرسلين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين إلا أن يستصغر ما دون النهاية من معانى الأمور ، لقد علم هؤلاء الأفاضل أنه ليس دون الله منتهى ، و أن الموت حق و الجنة حق و النار حق و أن الله يبعث من فى القبور ، و أنه سبحانه هو العلي الذى ليس فوقه شئ فى المرتبة و الحكم و هو المتعالي الذى جل عن إفك المفترين و علا شأنه و تقدست أسماؤه و جل ثناؤه ، إن المتدبر فى آيات الله و الدارس للتاريخ و الناظر بعمق و وعى فى صفحات الكتاب المسطور
و الكون المنظور سيدرك معنى العظمة الحقيقية و السيادة و الريادة الفذة و أنه لا سبيل للوصول لذلك إلا بإقامة واجب العبودية و عدم المبالاة بسعادة الدنيا و شقاوتها ، و إدراك أن النفس إلى موت و المال إلى فوت و بحيث لا يفرح العبد بشئ من الدنيا أقبل ولا يحزن على شئ منها أدبر و بحيث تكون أهون فى عينه من التراب و هذا شأن سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين ، كانوا أبر هذه الأمة قلوباً و أعمقها علماً و أقلها تكلفاً ، قاسوا الشدائد و تحملوا المتاعب فكان سمتهم العلو فى الحياة و عند الممات ،
فعلوا ذلك لعلمهم (أن الله تعالى يحب معالي الأمور و
أشرافها و يكره سفسافها " صححه الألبانى
. لقد كان السلف الصالح – رضوان الله عليهم – المثل الأعلى فى علو الهمة بعد الأنبياء و المرسلين . و لم يكن ذلك فى مجال دون مجال بل فى جميع المجالات العلمية و العملية و الجهادية النافعة فها هو عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – كان يتناوب مع جار له من الأنصار النزول إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ،
يقول ابن الخطاب : فإذا جئته بخبر ذلك اليوم من الوحى و غيره ، و إذا نزل فعل مثل ذلك ، و يقول ابن عباس – رضى الله عنهما – كان يبلغني الحديث عن الرجل فآتى بابه و هو قائل ( ينام القيلولة ) فأتوسد ردائي على بابه يسفى على من التراب فيخرج فيراني فيقول : يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم ما جاء بك ؟ هلا أرسلت إلى فأتيك ؟ فأقول : لا أنا أحق أن آتيك ،
و كان الإمام أحمد يقول : مع المحبرة إلى المقبرة ، و طاف الدنيا مرتين جمعاً للمسند كما يقول ابن الجوزى ، ولا ينال العلم براحة الجسم ، و يقول ابن كثير : كان البخارى يستيقظ فى الليلة الواحدة من نومه فيوقد السراج و يكتب الفائدة تمر بخاطره ، ثم يطفئ سراجه ، ثم يقوم مرة أخرى و أخرى ، حتى كان يتعدد منه ذلك قريباً من عشرين مرة ،
و كان النووى – رحمه الله – يقرأ فى كل يوم اثنى عشر درساً على المشايخ شرحاً و تصحيحاً ، و كان الشافعى – رحمه الله – آية فى الحفظ حتى أنه كان يستر الصفحة لئلا تقع عينه عليها فيحفظ ما فيها ، و رغم ذلك اشتكى لوكيع سوء حفظه ، فدله على ترك المعاصى ، و قال : علم الله نور و نور الله لا يعطى لعاصي . و كان الإمام أحمد يحفظ ألف ألف حديث فقيل له : ما يدريك ؟ قال : ذاكرته و أخذت عليه الأبواب ،
و كان من شأنهم متابعة العلم النافع بعمل صالح و لذلك أظماوا نهارهم و سهروا ليلهم ، و قاموا يناجون ربهم فى فكاك رقابهم ، ركبوا سفن الأخرة " فكانوا قليلاً من الليل ما يهجعون و بالأسحار هم يستغفرون " لقد كانوا رجالاً بحق " و من المؤمنين رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا " "
يتبع إن شاء الله ببقية الموضوع الكريم