الريحان
12 Apr 2006, 02:45 AM
ليلُ وقبر وجُثة
عند الثالثة ليلاً..
غادرت قاعة العرس , وحيداً ..بعد أن هنأت
العريس, وطبعت على خديه قبلتين!
قاعة العرس لم تكن بعدية عن منزلي .. وهي
أيضاً لم تكن قريبة جداً منه..لهذا آثرت أن
أمضي إلى المنزل سيرا على الأقدام..فضلاً عن
كوني كنت مقتنعاً بأنني لن أعثر في هذا الوقت
المتأخر من الليل على سيارة أجرة..كما أنني
كنت مهياً للمشي.. وكم أقنعت نفسي بجدواه,
كونه رياضة مفيده لآلام الروح..((حين
تمشي تتبدد تلك الآلام)).. وتلك التأملات التي
يتيحها لك المشي,فيلة بأن تقضي على أى الم,
بل إنها تنسيك أي ذكرى مؤلمة..لأنك حين
تمشي, تسلم روحك لآفاق العليا..وتصير
محلقاً في المطلق!
هكذا كنت أحدث نفسي
بهدوء ..مشيت.. عبر الشارع الرئيس وحيداً
إذ لم يكن يعبره حينئذاك أحدُ غيري , باإضافة إلى قليل من السيارات.
كان الرصيف طويلاً..بيد أنه لك يكن غارقاً في العتمة..حين عبرته..كان لزاماً علي أن أدخل درباً ضيقاً طويلاً معتماً.. وهكذا مضيت.. سمعت أصوات كلاب من بعيد..لكنني لم أعبأ بها.. قلت لنفسي إنها بعيدة! ورحت أسرع الخطا..ثمة قط كانت تتقافز من تلك الحاويات القذرة..وكان ثمة
عفن تتصاعد رائحته إلى أنفي ألقت شتيمة قصيرة.. وتابعت سيري ازداد الدرب الضيق
ضيقاً وعتمة..انعطفت يميناً ..أضحى الظلام أكثر إطباقً..
والممشى أكثر ضيقاً ..انعطفت يساراً..واذ بما عهدته درباً يفضي إلى بيتي وقد تحول إلى قبر..
أما أنا, وفي دقائق معدودة, تحولت إلى جثة!.
عند الثالثة ليلاً..
غادرت قاعة العرس , وحيداً ..بعد أن هنأت
العريس, وطبعت على خديه قبلتين!
قاعة العرس لم تكن بعدية عن منزلي .. وهي
أيضاً لم تكن قريبة جداً منه..لهذا آثرت أن
أمضي إلى المنزل سيرا على الأقدام..فضلاً عن
كوني كنت مقتنعاً بأنني لن أعثر في هذا الوقت
المتأخر من الليل على سيارة أجرة..كما أنني
كنت مهياً للمشي.. وكم أقنعت نفسي بجدواه,
كونه رياضة مفيده لآلام الروح..((حين
تمشي تتبدد تلك الآلام)).. وتلك التأملات التي
يتيحها لك المشي,فيلة بأن تقضي على أى الم,
بل إنها تنسيك أي ذكرى مؤلمة..لأنك حين
تمشي, تسلم روحك لآفاق العليا..وتصير
محلقاً في المطلق!
هكذا كنت أحدث نفسي
بهدوء ..مشيت.. عبر الشارع الرئيس وحيداً
إذ لم يكن يعبره حينئذاك أحدُ غيري , باإضافة إلى قليل من السيارات.
كان الرصيف طويلاً..بيد أنه لك يكن غارقاً في العتمة..حين عبرته..كان لزاماً علي أن أدخل درباً ضيقاً طويلاً معتماً.. وهكذا مضيت.. سمعت أصوات كلاب من بعيد..لكنني لم أعبأ بها.. قلت لنفسي إنها بعيدة! ورحت أسرع الخطا..ثمة قط كانت تتقافز من تلك الحاويات القذرة..وكان ثمة
عفن تتصاعد رائحته إلى أنفي ألقت شتيمة قصيرة.. وتابعت سيري ازداد الدرب الضيق
ضيقاً وعتمة..انعطفت يميناً ..أضحى الظلام أكثر إطباقً..
والممشى أكثر ضيقاً ..انعطفت يساراً..واذ بما عهدته درباً يفضي إلى بيتي وقد تحول إلى قبر..
أما أنا, وفي دقائق معدودة, تحولت إلى جثة!.