ام عبود و لجون
06 Mar 2004, 10:31 PM
تخرّج من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ،وكان آية في الذكاء ؛ ويحمل تزكيات وشهادات أُخر..ولكنه طاف بكل المؤسسات والإدارات الحكومية والشركات ..فلم يوفق لعملٍ بها ..
ولأنه آلى على نفسه آلاَّ يخرج من طيبة الطيبة؛ المدينة المنورة ؛ وهل يتذوق أحدٌ طيبَ العيش بطيبة الطيبة الحبيبة فيتركها ؟! وهو يرى في كل شبر منها ذكريات للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم!..لأنه آلى أن يعيش بالمدينة طمعاً في دخوله في حديث المصطفى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَفْعَلْ فَإِنِّي أَشْفَعُ لِمَنْ مَاتَ بِهَا )(1) فقد ذهب إلى أحد المربين الفضلاء ..والمشايخ الأجلاء..من إذا رأيته ذكرت الله..وإذا سمعت صوته علمت أنه يخشى الله ..ولا نزكيه على الله (2) .. قال:-
ذهبت إليه فقلت له :.يا شيخ !ألا تعرف أحداً يوظفني؟! فقد أوصدت الأبوابُ في وجهي ..ولم يبق بابٌ إلا وطرقته دون جدوى .. ولا أريد أن أخرج من المدينة قال الشيخ بلهجة الواثق بالله ، الموقن بوعد من الله تعالى :-
نعم أعرف من يوظفك والله..وفي أسرع وقت ! قلت(وقد علاني الفرح والسرور..) :
من هو ياشيخ أحسن الله إليك ! من هو ؟! .. قال الشيخ:_ إنه الله عز وجل !
قال : فكأني وجمت قليلاً .. ولم أتكلم .. فنظر إلي الشيخ وقال:-
عجباً ! لو قلت لك .. الوزير الفلاني والمسؤول الفلاني..لاستبشرت خيراً..ولما ذكرت الذي بيده مقاليد كل شيء وهو على كل شيء قدير..الذي بيده ملكوت السموات والأرض…وخزائن السموات والأرض ..أراك قد تغير وجهك! وكأنك في شك في وعد الله (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) (الذريات:22) اذهب يا بني إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم قبل الفجر بساعة ؛ وتقرّب إلى الله تعالى في الثلث الأخير من الليل وفي ساعات السحر.. وأنا أثق أن الله تعالى سيقضي لك أمرك !
قال:. فخجلت أشد الخجل .. وعلتني الرحضاء .. وودّعت الشيخ وانصرفت..
وضعت منبه ساعتي على الثالثة بعد منتصف الليل قمت وتوضأت .. ثم ذهبت إلى الحرم النبوي وبي من حرارة الإيمان مالا أستطيع وصفه ..
فلما دخلت .. وصليت ما كتب الله لي ..أردت أن أمدَّ يدّي إلى السماء فأدعو .. لم أستطع .. إذ غلبني البكاء فعلا نشيجي .. حتى ظننت أن روحي ستخرج وأني قد آذيت من حولي .. فدعوت الله بكلمات قليلة .. والله عليم بذات الصدور …
صليت الفجر مع المسلمين .. ثم حضرت درساً لأحد علمائنا الأجلاء ثم اتجهت بعد ذلك إلى بيتي .. نسيت كل شيء إلاَّ الله تعالى ولم أعد آبه بشيء من أمور الأرض ..
في الطريق إلى بيتي كأنَّ قائلاً يقول لي اسلك هذا الطريق فسلكته فإذا بي أواجه إدارة حكومية لم يسبق لي المرور عليها .. فقلت في نفسي لمِا لاَ أنزل فأسألهم إن كان لديهم وظيفة لي !!
فنزلت .. ثم دخلت فاستقبلني رجل ..هش في وجهي عندما رآني .. وهو لا يعرفني (3) .. فقلت له :
يا أخي أنا لا أعرف أحداً هنا فإن شئت أن تنال أجري فهذه أوراقي .. وهذه شهاداتي .. إنني منذ زمن أبحث عن عمل ولم أجد . فلما نظر إلى شهاداتي اتكأ بكلتا يديه على حافة مكتبة وقام .. ونظر إليّ وقال:-
سبحان الله ..نحن منذ فترة نبحث عن أشخاص يحملون مثل هذه المؤهلات .. أين كنت ؛ ومن أين جئت ؟! الآن تتوظف أن شاء الله..
قال:.فقمت من على الكرسي وسجدت لله شكراً في مكتبه وقد اغرورقت عيناي بالدموع .. وأنا أردد.. وقد تذكرت الشيخ .. إنه الله عز وجل .. إنه الله عز وجل .
ولأنه آلى على نفسه آلاَّ يخرج من طيبة الطيبة؛ المدينة المنورة ؛ وهل يتذوق أحدٌ طيبَ العيش بطيبة الطيبة الحبيبة فيتركها ؟! وهو يرى في كل شبر منها ذكريات للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم!..لأنه آلى أن يعيش بالمدينة طمعاً في دخوله في حديث المصطفى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَفْعَلْ فَإِنِّي أَشْفَعُ لِمَنْ مَاتَ بِهَا )(1) فقد ذهب إلى أحد المربين الفضلاء ..والمشايخ الأجلاء..من إذا رأيته ذكرت الله..وإذا سمعت صوته علمت أنه يخشى الله ..ولا نزكيه على الله (2) .. قال:-
ذهبت إليه فقلت له :.يا شيخ !ألا تعرف أحداً يوظفني؟! فقد أوصدت الأبوابُ في وجهي ..ولم يبق بابٌ إلا وطرقته دون جدوى .. ولا أريد أن أخرج من المدينة قال الشيخ بلهجة الواثق بالله ، الموقن بوعد من الله تعالى :-
نعم أعرف من يوظفك والله..وفي أسرع وقت ! قلت(وقد علاني الفرح والسرور..) :
من هو ياشيخ أحسن الله إليك ! من هو ؟! .. قال الشيخ:_ إنه الله عز وجل !
قال : فكأني وجمت قليلاً .. ولم أتكلم .. فنظر إلي الشيخ وقال:-
عجباً ! لو قلت لك .. الوزير الفلاني والمسؤول الفلاني..لاستبشرت خيراً..ولما ذكرت الذي بيده مقاليد كل شيء وهو على كل شيء قدير..الذي بيده ملكوت السموات والأرض…وخزائن السموات والأرض ..أراك قد تغير وجهك! وكأنك في شك في وعد الله (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) (الذريات:22) اذهب يا بني إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم قبل الفجر بساعة ؛ وتقرّب إلى الله تعالى في الثلث الأخير من الليل وفي ساعات السحر.. وأنا أثق أن الله تعالى سيقضي لك أمرك !
قال:. فخجلت أشد الخجل .. وعلتني الرحضاء .. وودّعت الشيخ وانصرفت..
وضعت منبه ساعتي على الثالثة بعد منتصف الليل قمت وتوضأت .. ثم ذهبت إلى الحرم النبوي وبي من حرارة الإيمان مالا أستطيع وصفه ..
فلما دخلت .. وصليت ما كتب الله لي ..أردت أن أمدَّ يدّي إلى السماء فأدعو .. لم أستطع .. إذ غلبني البكاء فعلا نشيجي .. حتى ظننت أن روحي ستخرج وأني قد آذيت من حولي .. فدعوت الله بكلمات قليلة .. والله عليم بذات الصدور …
صليت الفجر مع المسلمين .. ثم حضرت درساً لأحد علمائنا الأجلاء ثم اتجهت بعد ذلك إلى بيتي .. نسيت كل شيء إلاَّ الله تعالى ولم أعد آبه بشيء من أمور الأرض ..
في الطريق إلى بيتي كأنَّ قائلاً يقول لي اسلك هذا الطريق فسلكته فإذا بي أواجه إدارة حكومية لم يسبق لي المرور عليها .. فقلت في نفسي لمِا لاَ أنزل فأسألهم إن كان لديهم وظيفة لي !!
فنزلت .. ثم دخلت فاستقبلني رجل ..هش في وجهي عندما رآني .. وهو لا يعرفني (3) .. فقلت له :
يا أخي أنا لا أعرف أحداً هنا فإن شئت أن تنال أجري فهذه أوراقي .. وهذه شهاداتي .. إنني منذ زمن أبحث عن عمل ولم أجد . فلما نظر إلى شهاداتي اتكأ بكلتا يديه على حافة مكتبة وقام .. ونظر إليّ وقال:-
سبحان الله ..نحن منذ فترة نبحث عن أشخاص يحملون مثل هذه المؤهلات .. أين كنت ؛ ومن أين جئت ؟! الآن تتوظف أن شاء الله..
قال:.فقمت من على الكرسي وسجدت لله شكراً في مكتبه وقد اغرورقت عيناي بالدموع .. وأنا أردد.. وقد تذكرت الشيخ .. إنه الله عز وجل .. إنه الله عز وجل .