Abo-Bshaaar
20 May 2006, 03:28 AM
http://www.geocities.com/behaar4/esm.gif
اسمعوا هذه القصة لتحكي سمر بنفسها عن المأساة التي فتكت بها سأرويها على لسانها تقول سمر:
أنا فتاة أبلغ الثامنة عشرة من عمري جميلة .. مغرورة بنفسي . كنت أسمع كلمات الاعجاب والثناء من أقاربي وصديقاتي لما أمتلكه من جمال وما فقهت أن الجمال لا قيمة له بلا أخلاق!!
كنت أتجول في السوق باستمرار لأشتري كل ما يزيدني بهجة وإشراقاً ..
كنت أتجمل في السوق لألفت الأنظار فيزيد ذلك متعة وغرورا..!
ويا ليت بعض من أثنى على حسني..أنه قدم لي نصيحة واحدة لعلها توقظني مما أنا فيه من تيه وضياع!!؟
كنت لا أراعي الثقة التي منحني إياها والدي وياليتهما لم يمنحاني إياها ليتهما راقباني مثل كثير من صديقاتي اللائي أغيظهن بحريتي !!
http://www.geocities.com/behaar4/28.jpg
ليتني لم أجد تلك الحرية فقد كانت طريقي للانحلال الخلقي يوم التقيت بذاك الذي لعب بمشاعري عندما امتلكها ولم يبال ويحق له ذلك !! بل وأكثر من ذلك لأني لو لم أعطه الضوء الأخضر لما نجح في خداعي ،فمثله مثل الكلب إن جاءك فأعطيته عظماً استأنس وزارك كل يوم وإن ردعته ارتدع إلى فريسة أخرى .. أما أنا فكنت فريسة غضة اللحم أرداني بعدها عظما ! ولا زلت أقول أني أستحق كل ذلك فأنا من خانت الثقة !! وأنا من اغترت بنفسها ! وأنا من ابتعدت عن ربها!
http://www.geocities.com/behaar4/14.JPG
دخل ذاك الشاب المفترس في مهنته دخولاً لا أحسب له حساباً .. بل لا يمكنني بذكائه أن أكتشف خداعه!! فقد كنت من المترددات على الشات بيد أني لم أكن لأعطي أحداًَ وقتاً لأكثر من محادثة واحدة .. كنت أعرف أنهم ذئابا ربما يفترسوني فلم أتمادى معهم .. لكن صاحبي هذا من نوع أخر .. أظهر لي وفاء الكلب وضعف الشاه ودهاء الثعلب فنجح في خطته .. بدأني بالنصح فاستهترت به وبنصحه.. ثم ذكرني بمواعظ قوية أجد نفسي تقف عندها !! إلى أن امتلك كياني بحسن المنطق وصدق النية وروعة الحديث حيث لعب دور الشاب المستقيم !! أرشدني إلى مواقع إسلامية ونصحني بزيارتها فهي تفيدني أكثر من الشات !!؟
أحسست بصدق نيته.. لكني لم أستجب أبداً بزيارة تلك المواقع التي أرشدني إليها فقد رانت على قلبي معصيتي لربي.. كان يسألني عن زيارة تلك المواقع فأجيب بالنفي فيبدأ بشريط نصحه ووعظه .. إلى أن بدأت ارتاح له شيئاً فشيئاً.. كنت أزور ما يطلب مني خوفاً أن يبتعد عني ويعتقد أني فتاة عابثة .. مع أني كذلك حقاً !! لكني والله يشهد أدخل تلك المواقع وما دخل قلبي منها شيء ولم أفهمها ولم أكن أفهم ما يرمي إليه؟ وأحمد الله أني لم أتأثر بها، لأنه كان يريد هدم عقيدتي والتشكيك فيها!!
http://www.geocities.com/behaar4/a32.jpg
لكن مع ذلك كنت لا أجادله في شيء ،فقد ارتحت له كما خيل لي قريني أنه حبيب مخلص وربما يكون زوجاً حنوناً!! لم أسمع في مجال المعاكسات من يعاكس وينصح في نفس الوقت ربما هو أسلوب جديد ووسيلة حديثة اكتشفها هذا في الانقضاض على الفريسة التي هي مثلي ومن هم على شاكلتي .. شرعت معه أتصفح المواقع أكن أعرف المفيد أو الضار منها.. فقط محاولة مني لكسب رضاه لدرجة بدأت أستفتيه وآخذ منه فقد أصبح شيخي !!!؟
ولأنه ماكر جداً كان يقطع الاتصال بي إذا دخل وقت الصلاة فأزداد ثقة به! وهكذا سارت الأيام أربعة أشهر ونحن نتجاذب الأحاديث المتنوعة في كل أمر.. كان يمتلكني ثناؤه وإطراؤه على خلقي وحسن معاملتي .. فكان هذا يعطيني في نفسي ثقة أكبر معه.
كانت حكايات الزواج تأتي في ثنايا الحديث برغبته ببناء عش أسري ناجح ولكنه متحير في اختيار تلك الشريكة التي تنجح معه في بناء أسرة إسلامية كما يدعي!!
كنت أصمت كثيراً عندما أسمعه يتحدث عن هذا الأمر وأتساءل في نفسي ألم أستطع أن أتربع على عرش قلبه فيختارني زوجة!!
لم لا يقول أريدك أنت زوجة !! ثم أعود بعد هذه الخاطرة الشيطانية التي كادت تعصف بي لأعلق الخطأ علي أنا!
فأنا لم أنجح في استمالته فقد تعلقت به وابتعدت عن كل شيء ما عداه.. وهو واثق من ذلك أعرض مخالبي الخادعة لأوقعه في حبائلي كما أتوهم وباتت الأنثى الداخلية في نفسي تحيك وتخطط .. إلى أن نجحت كما يخيل لي أني نجحت !! وما علمت أني تدهورت !!
كم كنت غبية .. حمقاء .. جاهلة .. لقد كان هذا ما يريد وما يخطط له.
أشعرني أنه وقد وقع في حبائل أسري وأنه لا يستطيع الاستغناء عني.. وأصبح الذئب يتمايل ويترنح من سهم الهوى الذي أصابه.. وبدأت أشعر بالنشوة لنجاحي في إيقاعه.. هذا والشيطان يحيك ونحن نلبس ولا نعلم من المفترس ومن الفريسة !
http://www.geocities.com/behaar4/a12.jpg
لقد كان ماكراً بدرجة لا يعقلها العاقل ولم أميز ذلك مع فطنتي وذكائي!! وأوشكت مرحلة الانحدار إلى الهاوية .. فيا له من دويهية عظيمة ويا لي من مسكينة ضعيفة .. لبس الذئب لباس المسكنة ... عرض على الزواج .. فلم أصدق نفسي جذلا بنجاحي .. وافقته بعد منحي فرصة للتفكير .. تكبراً وغرور لئلا يعتقد أني كنت أنتظر هذه اللحظة على أحر من الجمر مع أن هذا هو الواقع.
كانت صديقتي تعلم خبري معه .. لكنها مثله بئس الصديقة ! لم أفلح في اختيار الأخ الحاني والصديق الشفيق فقد كانت كنافخ الكير..
أصبحت صديقتي تشجعني على كل عمل سئ.. وتصف له.. وأنا أنتشي طرباً.. طلبت منه أن يتقدم لوالدي الاختبار التعجيزي لمن هم مثلي ليكتسبوا الأمان ممن وقعوا بين أنيابهم ولأعطي نفسي الثقة الأكبر فيه.
ولأنه يتمتع بذكاء خارق وحيل من حيل الشيطان الماكرة التي يدبرها له ويملك جرأة قوية .. اتصل على والدي ليحدد موعداً بعد أسبوع.
بعد إعطائه اسماً وهمياً كالذي تسمى به معي !! واعتقدت صدقه.. عندها أكبرته في نفسي ومنحته كل الثقة وليس بعضها!! وليس أكثر من اتصاله بوالدي دلالة على صدقة.. واستعد الذئب لينقض على فريسته بعد أن أحاط بها !!
http://www.geocities.com/behaar4/19.gif
طلب رؤيتي خارج المنزل فرفضت فمهما بلغت خيانتي لثقة والداي لن تبلغ حد الخروج معه .. والحقيقة ليست لأجل والدي فقط ، ولكن خوفاً على نفسي وليزداد ثقة بي في المستقبل الوهمي الذي كنت أخطط له .. يا لي من مسكينة.. مع أنه ربما لو أصر على ذلك لضعفت نفسي أمامه ووافقته.
استغل الماكر ذلك وأثنى على خلقي وكمال عقلي وما كنت اعلم أن هذا الثناء إنما هو منتهى السخرية بي.
طلب أن يراني بكاميرة النت فوافقته مباشرة .. فما أن رآني حتى تظاهر بشدة الاعجاب وحمد الله أن رزقه بهذا الجمال كما يدعي.
أسال علي عظيم الإطراء وتفنن في اختيار الكلمات التي تساعده في طلب المزيد فقد كان بذلك يشيع غرور الأنثى بداخلي.
وهكذا نتحدث.. أوقاتاً طوالاَ من خلال الشاشة .. وثقتي به ليست العمياء فقط بل الثقة الحقيرة التي وضعتها في شيطان من شياطين الجن والإنس معاً.. حدثني عن الزواج .. وصارت طريقته تتغير في الحديث .. وفي الموضوعات التي يطرقها ..زعم أننا في الطريق لبناء أسرة ناجحة فلابد أن يكون لدي خلفية مسبقة عن عالم الزوجية حتى أنجح في إدارة بيتي.. مدعياً أن بعض البيوت تهدم نظراً لعدم الثقافة الجنسية للشباب والفتاة .. وأن هذا أمر طبيعي وفطري في بني آدم لكننا تحت ستار الحياء لا نتثقف به ولا يسمح لنا أهلنا بالإلمام به خوفاً أن يخدش حياؤنا والشرع لا يمانع ولا يحرم ذلك ..اقتنعت بكلامه متناسية أن أمهاتنا وأجدادنا نجحن في إدارة بيوت يتوجها الحياء الذي لم يخدش !! رحماك ربي كان كمن معه إبرة مخدرة يخدرني بها وكنت أخشى إن لم أوافقه أن يطير من يدي فكذا كانت تتردد كلمات صديقتي في ذهني .
http://www.geocities.com/behaar4/a4.jpg
وبموافقتي له بدأ العقد الثمين يتناثر هاويا على أرض طينية لزجة تغوص اللؤلؤة فيها فلا أستطيع انتشالها .. وهذا حالي معه.. وحل أخلاقي معه في غضون أسبوع واحد فقط استطاع أن يملك ما خطط له خلال أربعة أشهر! بدأت أنزع ثوب الحياء معه أريه كل ما يريد!
أصبحت كالبضاعة المعروضة أمامه ويغضب إن رفضت فأتذكر توصيات صديقتي .. وقلبي المسكين العقيم الذي تعلق به.
زرت معه مواقع إباحية بهدف الثقافة .. باب نجح في الدخول منه . . عرفت أموراً لم أكن أعرفها من قبل .. كم احتقرت نفسي الضعيفة ..
والتي كان فيها عرق ينبض بالخوف والرقابة لكنه امتلأ بالخبث الذي صبغته طاعة شيطان ذاك الوغد المستكين .
http://www.geocities.com/behaar4/a270.JPG
ويح قلبـــــي ما ســر هـــذا الخفقـــــان
وأنا هنـا مع لذتـــــي بأمــــــان
ما سر هذا الخوف يعــــصف داخلــــي
وجيوش هجمــت بكل مكـــــان
النـــور من حولي ينيـــــــر وينـــــتشي
وأحس أن اللـــــيل ملء جناني
وأحس أني غارق في حيرتي وأن أطعت
ويلي أطعت لشقوتــــي شيطان
صوت ينادي في الضمير يهزني
كي لا أجاري النفس في الطغيان
يا نفس ويحك بالحياء تجلدي
إن الـــذي خلـــق الظـلام يــراني
http://www.geocities.com/behaar4/a200.jpg
أدمنت زيارة تلك المواقع وأدمنت معها كل حقير وخبيث على النت صوتاً وصورة .. لم يبق شيء لم أفعله سوى أني لا زلت أحتفظ بشرفي الظاهري فقط أما عفتي .. صفاء نفسي .. نقاء سريرتي .. للأسف ماتت .. قتلها ذلك الحقير بمكره.
أما لقاؤه بوالدي أجله أسبوعاً وآخر.. وثالثاً حتى بدأ ذلك العرق الصغير المختنق بروح الدين والحياء محاولا إيقاظي من غفلتي.. من ضياعي .. من الشوك الذي أدوس عليه في كل خطوة .. لكني لا أحس بألمه لأني مخدرة بتخدير الشيطان الذي لعب بي كما يلعب الثعلب بفريسته حتى تموت .. بدأت أشعر بقبح أفعالي .. بدأت أكره نفسي .. أرغمني على أمور لا أفقهها.. نزع براءة قلبي الذي لا يدرك الأمور المشينة .
ظهر الوجه الحقيقي لذلك الوغد.. وكشر عن أنيابه.. عاد شريطاً سابقاً متمثلاً في ذلك الضمير النابض بالإيمان الضعيف ينبهني وكنت أئده وهو حي لئلا يقطع على متعتي .. كنت أهرب من الحقيقة التي لا بد من ظهورها عاجلاً أم آجلاً وليتني تنبهت لذلك !
http://www.geocities.com/behaar4/a21.jpg
بدأ يعرض علي محفوظاته التي تحمل صوري وانفعالاتي معه .. وأحاديثي كلها وهي تحمل وعيداً بنشرها على والدي أولا في الموعد الذي حدده معه وثانياً على صفحات النت إن لم أعطه ما أعيه!!؟
رحماك ربي .. ماذا أقول ؟؟ وماذا أفعل؟؟ صعقت .. جننت ..لا .. لا .. هذه صغيرة لا تعبر عن شعوري تلك اللحظة .. لا أستطيع مهما كتبت.. وسطرت .. مهما حاولت الكلمات لن تستطيع وصف ما حدث .. لن تستطيع .. شيء عظيم ..فظيع جداً.. بكيت بحرقة .. بفزع بظلم .. بكل شيء.
بكل معاني القهر .. والألم ..!! ولكن ما لفائدة ..؟؟
http://www.geocities.com/behaar4/16.jpg
لكنني صممت أن لا أضعف مسحت دموعي .. أقصد نيران قلبي التي حفرت أخاديد على صفحة وجهي الأسود .. اغتسلت .. لأغسل من قلبي كل لحظة عبث أضعتها معه.. ثم توجهت لمن هو أرحم من الوالدة على ولدها .. انطرحت بين يديه جل وعلا.. بدعاء خالص.. صادق.. ويعلم سبحانه صدق عباده من عدمه.. توجهت إليه الكريم الحنان المنان..
توسلت له سبحانه بدموع حارة تائبة بذنوب عظيمة نادمة بنفس أتعبها ذل المعصية بأنه هو القادر هو القوي سبحانه وعاهدته ربي على التوبة الصادقة التي لا يمحوها إلا الموت بمشيئته سبحانه..
وفيما أنا أتخبط بين جدران غرفتي التي أصبحت تريني شبحه في كل زاوية أبتهل وأتذلل له مولاي وخالقي.. وفؤادي يتقطع نياطه من الحسرة.. جاءني من يجيب المضطر إذا دعاه .. من أخرج يونس من بطن الحوت .. من يسمع ويرى دبيب النملة السوداء على صخرة سوداء في ليلة ظلماء من يقول عز من قائل:"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (الزمر:53)
http://www.geocities.com/behaar4/a88.jpg
وإذا بصوت خالي على الهاتف الخاص بغرفتي يسأل عني ويطلبني مرافقته مع عائلته إلى نزهة .
عندما سمعت صوته لم أستطع أن أنبس بأي كلمة بكيت أمامه بحرقة .. جن جنونه ليعرف ما بي ... فقد كان قريباً إلى نفسي .. لكني مع الدموع التي تخنقني لم أستطع ليس خوفاً بل أشعر باختناق الأحرف وعجزها عن التعبير.. لأول مرة أشعر بعجزي وضعفي.
أحسست بدوار أفقدني شعوري..جاء مسرعاً إلى المنزل.. أخبرته بكل شيء.. مع كل كلمة آهات وزفرات متقطعة .. أخبرته بالجزيئات قبل الكليات .. تفهم الأمر.. بعقلانية .. طمأنني أن بإمكانه أن يخلصني من براثن ذاك اللص.. طمأنني وكنت لا أطمع بالطمأنينة لأنها في نظري عالية الوصول إلا من رحمة ينزلها ربي علي.. كنت عن خيط رفيع أتشبث به لينقلني إلى بر الأمان أعطيته الرقم والمكان.
وقالت اتجهي لربك طالبة منه العون.. وكوني على ثقة به جل وعلا هو الرحيم سبحانه... اتصل خالي بصديق يعمل في الشرطة وأخبره الحكاية على أنها صديقة ابنته.. وتم التخطيط للإيقاع باللص بشكل رسمي على أن تقوم بلقائه في المكان الذي حدده حتى هجم عليه ضابط الأمن وقاده إلى منزله حيث أجهزته المدمرة وإتلاف كل ما فيها حينها علمت أني لست الضحية الوحيدة التي وقعت في مخالبه لكن الله جلت قدرته أنقذني منه.
http://www.geocities.com/behaar4/77.JPG
حقيقة لم أعرف من أنا بعد الحادثة .. لم أستطيع استيعاب أمري .. وهل أنا أحلم أم أن ما حصل حقيقة لا شك فيه ؟!!
لا اعلم هل أنا في البحر في أعماقه .. أم على المرسى ..هل استطعت تهشيم أنيابه والخروج من جوفه أم لا زلت تحت وطأته؟؟!!!!
تعبت كثيراً حتى أتمكن من إقناع نفسي بالخلاص منه.
حمدت الله كثيراً وبدأت استرجع قواي ، وأدت تلك الفتاة المسكينة الساذجة في داخلي.. ألغيت هاتفي الخاص لا أريد هاتفاً..
قاطعت صديقتي العابثة .. وقبل ذلك كله أتدري قارئي الكريم ماذا فعلت ؟ بلا شعور مني بل لم تهدأ نفسي إلا بعد أن حطمت جهازي الحاسوب بمطرقة من حديد.. حطمته.. كسرته جزءاً مع كل كسرة أجد ثائرة نفسي تسكن مع كل جزء أشعر بعودة الدم يسري في عروقي .. زالت همومي مع زواله..لأني لا أستحقه .. فقد استخدمته في غير حياة كنت تائهة عنها.. ما علمت أن فيها السعادة والهناء ألا وهي الحياة مع الإيمان في الصحبة الصالحة.
هذه مأساتي أنثرها إليكم لعل فيها من يعتبر بمصيبتي التي كتب الله لي فيها النجاة وإلا فأنا على يقين من أن هناك الكثيرات ممن هوين إلى العمق ولم يستطعن الخلاص .. كتبتها بدم قلبي لخوفي أن يمر أحد بتجربتي .
http://www.geocities.com/behaar4/300.jpg
width=500 height=400
النهاية
وبعد أن وصلنا نهاية هذه القصة، والتي ليست من نسيج الخيال ولا مجرد كلمات مصفوفة نريد بها التسلية .. إنما هي واحدة من الحكايات التي نسمعها من هنا وهناك أو وقفنا على أحداثها، وهي ليست قصة فتاة فقط لكنها من الواقع الأليم الذي نشاهده هنا وهناك.
إنها تحكي قصة الشاب والفتاة.. المرأة والرجل أيضاً.
تحكي ذلك الشاب الذي انفرد به الشيطان أو رفيق سوء ليسمح لنفسه تصفح المواقع الإباحية التي تثير غرائزه وتجره إلى الرذائل ويصبح أسيرها بعد أن تضيع قيمه ويذهب حياؤه.
وتحكي ذلك الرجل الذي أسره هذا الجهاز حتى بات متسمراً أمامه صباحاً ومساءاً فتخلى عن واجبات أسرته بل وحتى عن عمله.. ناسياً مردود هذا العمل مستقبلاً على أطفاله.
وتحكي أيضاً قصة تلك المرأة التي أخذ التصفح جل وقتها بلا فائدة تذكر إلا أنها أهملت بيتها وتملكها الغضب الذي يفقدها أعصابها .. إن قطع عليها أحدهم متعتها..
وربما كانت سببا في غواية شاب يخاف الله ويتقيه لم يتخاطب مع أي فتاة من قبل وبمجرد وجودها في الشات تكون سببا لاستمالته وتعلقه بها وضياع دينه خطوة فخطوه دون ان يشعر .
وإن هذا الجهاز أداة قاتلة من غير صوت ولا دماء .. نعم لقد دمر هذا الجهاز وللأسف الشديد غالبية فئات المجتمع لمن لم يحسن استخدامه أو يعطي لنفسه الثقة الكبرى في عدم التأثر ويعتقد أن لا يصيبه الرمح ولن يستطيع أحد أن يكون أشد ثقة من يوسف عليه السلام وهو نبي محفوظ من ربه خاف الفتنة على نفسه فدعا ربه أن يبعد عنه كيد النسوة .."قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ" (يوسف:33)
فلنتجنب المغامرة والتجربة والتجول داخل هذا البحر حتى لا نغرق في لججه. فبعد أن تضيع النفس ويميع الحياء عندها نضطر آسفين إلى التخلي عن كل المبادئ السامية من أجل النفس التي لا تشبع أبداً... حينها لن نتمكن من انتشال تلك الغارقة ولن ينفع مع هذا الندم..!!!!!
كتبته من كتاب (فتيات في شباك العنكبوت..للمؤلف محمد بن صالح القحطاني) بتصرف بسيط
أخوكم/زهـــــــاااار:rolleyes:
اسمعوا هذه القصة لتحكي سمر بنفسها عن المأساة التي فتكت بها سأرويها على لسانها تقول سمر:
أنا فتاة أبلغ الثامنة عشرة من عمري جميلة .. مغرورة بنفسي . كنت أسمع كلمات الاعجاب والثناء من أقاربي وصديقاتي لما أمتلكه من جمال وما فقهت أن الجمال لا قيمة له بلا أخلاق!!
كنت أتجول في السوق باستمرار لأشتري كل ما يزيدني بهجة وإشراقاً ..
كنت أتجمل في السوق لألفت الأنظار فيزيد ذلك متعة وغرورا..!
ويا ليت بعض من أثنى على حسني..أنه قدم لي نصيحة واحدة لعلها توقظني مما أنا فيه من تيه وضياع!!؟
كنت لا أراعي الثقة التي منحني إياها والدي وياليتهما لم يمنحاني إياها ليتهما راقباني مثل كثير من صديقاتي اللائي أغيظهن بحريتي !!
http://www.geocities.com/behaar4/28.jpg
ليتني لم أجد تلك الحرية فقد كانت طريقي للانحلال الخلقي يوم التقيت بذاك الذي لعب بمشاعري عندما امتلكها ولم يبال ويحق له ذلك !! بل وأكثر من ذلك لأني لو لم أعطه الضوء الأخضر لما نجح في خداعي ،فمثله مثل الكلب إن جاءك فأعطيته عظماً استأنس وزارك كل يوم وإن ردعته ارتدع إلى فريسة أخرى .. أما أنا فكنت فريسة غضة اللحم أرداني بعدها عظما ! ولا زلت أقول أني أستحق كل ذلك فأنا من خانت الثقة !! وأنا من اغترت بنفسها ! وأنا من ابتعدت عن ربها!
http://www.geocities.com/behaar4/14.JPG
دخل ذاك الشاب المفترس في مهنته دخولاً لا أحسب له حساباً .. بل لا يمكنني بذكائه أن أكتشف خداعه!! فقد كنت من المترددات على الشات بيد أني لم أكن لأعطي أحداًَ وقتاً لأكثر من محادثة واحدة .. كنت أعرف أنهم ذئابا ربما يفترسوني فلم أتمادى معهم .. لكن صاحبي هذا من نوع أخر .. أظهر لي وفاء الكلب وضعف الشاه ودهاء الثعلب فنجح في خطته .. بدأني بالنصح فاستهترت به وبنصحه.. ثم ذكرني بمواعظ قوية أجد نفسي تقف عندها !! إلى أن امتلك كياني بحسن المنطق وصدق النية وروعة الحديث حيث لعب دور الشاب المستقيم !! أرشدني إلى مواقع إسلامية ونصحني بزيارتها فهي تفيدني أكثر من الشات !!؟
أحسست بصدق نيته.. لكني لم أستجب أبداً بزيارة تلك المواقع التي أرشدني إليها فقد رانت على قلبي معصيتي لربي.. كان يسألني عن زيارة تلك المواقع فأجيب بالنفي فيبدأ بشريط نصحه ووعظه .. إلى أن بدأت ارتاح له شيئاً فشيئاً.. كنت أزور ما يطلب مني خوفاً أن يبتعد عني ويعتقد أني فتاة عابثة .. مع أني كذلك حقاً !! لكني والله يشهد أدخل تلك المواقع وما دخل قلبي منها شيء ولم أفهمها ولم أكن أفهم ما يرمي إليه؟ وأحمد الله أني لم أتأثر بها، لأنه كان يريد هدم عقيدتي والتشكيك فيها!!
http://www.geocities.com/behaar4/a32.jpg
لكن مع ذلك كنت لا أجادله في شيء ،فقد ارتحت له كما خيل لي قريني أنه حبيب مخلص وربما يكون زوجاً حنوناً!! لم أسمع في مجال المعاكسات من يعاكس وينصح في نفس الوقت ربما هو أسلوب جديد ووسيلة حديثة اكتشفها هذا في الانقضاض على الفريسة التي هي مثلي ومن هم على شاكلتي .. شرعت معه أتصفح المواقع أكن أعرف المفيد أو الضار منها.. فقط محاولة مني لكسب رضاه لدرجة بدأت أستفتيه وآخذ منه فقد أصبح شيخي !!!؟
ولأنه ماكر جداً كان يقطع الاتصال بي إذا دخل وقت الصلاة فأزداد ثقة به! وهكذا سارت الأيام أربعة أشهر ونحن نتجاذب الأحاديث المتنوعة في كل أمر.. كان يمتلكني ثناؤه وإطراؤه على خلقي وحسن معاملتي .. فكان هذا يعطيني في نفسي ثقة أكبر معه.
كانت حكايات الزواج تأتي في ثنايا الحديث برغبته ببناء عش أسري ناجح ولكنه متحير في اختيار تلك الشريكة التي تنجح معه في بناء أسرة إسلامية كما يدعي!!
كنت أصمت كثيراً عندما أسمعه يتحدث عن هذا الأمر وأتساءل في نفسي ألم أستطع أن أتربع على عرش قلبه فيختارني زوجة!!
لم لا يقول أريدك أنت زوجة !! ثم أعود بعد هذه الخاطرة الشيطانية التي كادت تعصف بي لأعلق الخطأ علي أنا!
فأنا لم أنجح في استمالته فقد تعلقت به وابتعدت عن كل شيء ما عداه.. وهو واثق من ذلك أعرض مخالبي الخادعة لأوقعه في حبائلي كما أتوهم وباتت الأنثى الداخلية في نفسي تحيك وتخطط .. إلى أن نجحت كما يخيل لي أني نجحت !! وما علمت أني تدهورت !!
كم كنت غبية .. حمقاء .. جاهلة .. لقد كان هذا ما يريد وما يخطط له.
أشعرني أنه وقد وقع في حبائل أسري وأنه لا يستطيع الاستغناء عني.. وأصبح الذئب يتمايل ويترنح من سهم الهوى الذي أصابه.. وبدأت أشعر بالنشوة لنجاحي في إيقاعه.. هذا والشيطان يحيك ونحن نلبس ولا نعلم من المفترس ومن الفريسة !
http://www.geocities.com/behaar4/a12.jpg
لقد كان ماكراً بدرجة لا يعقلها العاقل ولم أميز ذلك مع فطنتي وذكائي!! وأوشكت مرحلة الانحدار إلى الهاوية .. فيا له من دويهية عظيمة ويا لي من مسكينة ضعيفة .. لبس الذئب لباس المسكنة ... عرض على الزواج .. فلم أصدق نفسي جذلا بنجاحي .. وافقته بعد منحي فرصة للتفكير .. تكبراً وغرور لئلا يعتقد أني كنت أنتظر هذه اللحظة على أحر من الجمر مع أن هذا هو الواقع.
كانت صديقتي تعلم خبري معه .. لكنها مثله بئس الصديقة ! لم أفلح في اختيار الأخ الحاني والصديق الشفيق فقد كانت كنافخ الكير..
أصبحت صديقتي تشجعني على كل عمل سئ.. وتصف له.. وأنا أنتشي طرباً.. طلبت منه أن يتقدم لوالدي الاختبار التعجيزي لمن هم مثلي ليكتسبوا الأمان ممن وقعوا بين أنيابهم ولأعطي نفسي الثقة الأكبر فيه.
ولأنه يتمتع بذكاء خارق وحيل من حيل الشيطان الماكرة التي يدبرها له ويملك جرأة قوية .. اتصل على والدي ليحدد موعداً بعد أسبوع.
بعد إعطائه اسماً وهمياً كالذي تسمى به معي !! واعتقدت صدقه.. عندها أكبرته في نفسي ومنحته كل الثقة وليس بعضها!! وليس أكثر من اتصاله بوالدي دلالة على صدقة.. واستعد الذئب لينقض على فريسته بعد أن أحاط بها !!
http://www.geocities.com/behaar4/19.gif
طلب رؤيتي خارج المنزل فرفضت فمهما بلغت خيانتي لثقة والداي لن تبلغ حد الخروج معه .. والحقيقة ليست لأجل والدي فقط ، ولكن خوفاً على نفسي وليزداد ثقة بي في المستقبل الوهمي الذي كنت أخطط له .. يا لي من مسكينة.. مع أنه ربما لو أصر على ذلك لضعفت نفسي أمامه ووافقته.
استغل الماكر ذلك وأثنى على خلقي وكمال عقلي وما كنت اعلم أن هذا الثناء إنما هو منتهى السخرية بي.
طلب أن يراني بكاميرة النت فوافقته مباشرة .. فما أن رآني حتى تظاهر بشدة الاعجاب وحمد الله أن رزقه بهذا الجمال كما يدعي.
أسال علي عظيم الإطراء وتفنن في اختيار الكلمات التي تساعده في طلب المزيد فقد كان بذلك يشيع غرور الأنثى بداخلي.
وهكذا نتحدث.. أوقاتاً طوالاَ من خلال الشاشة .. وثقتي به ليست العمياء فقط بل الثقة الحقيرة التي وضعتها في شيطان من شياطين الجن والإنس معاً.. حدثني عن الزواج .. وصارت طريقته تتغير في الحديث .. وفي الموضوعات التي يطرقها ..زعم أننا في الطريق لبناء أسرة ناجحة فلابد أن يكون لدي خلفية مسبقة عن عالم الزوجية حتى أنجح في إدارة بيتي.. مدعياً أن بعض البيوت تهدم نظراً لعدم الثقافة الجنسية للشباب والفتاة .. وأن هذا أمر طبيعي وفطري في بني آدم لكننا تحت ستار الحياء لا نتثقف به ولا يسمح لنا أهلنا بالإلمام به خوفاً أن يخدش حياؤنا والشرع لا يمانع ولا يحرم ذلك ..اقتنعت بكلامه متناسية أن أمهاتنا وأجدادنا نجحن في إدارة بيوت يتوجها الحياء الذي لم يخدش !! رحماك ربي كان كمن معه إبرة مخدرة يخدرني بها وكنت أخشى إن لم أوافقه أن يطير من يدي فكذا كانت تتردد كلمات صديقتي في ذهني .
http://www.geocities.com/behaar4/a4.jpg
وبموافقتي له بدأ العقد الثمين يتناثر هاويا على أرض طينية لزجة تغوص اللؤلؤة فيها فلا أستطيع انتشالها .. وهذا حالي معه.. وحل أخلاقي معه في غضون أسبوع واحد فقط استطاع أن يملك ما خطط له خلال أربعة أشهر! بدأت أنزع ثوب الحياء معه أريه كل ما يريد!
أصبحت كالبضاعة المعروضة أمامه ويغضب إن رفضت فأتذكر توصيات صديقتي .. وقلبي المسكين العقيم الذي تعلق به.
زرت معه مواقع إباحية بهدف الثقافة .. باب نجح في الدخول منه . . عرفت أموراً لم أكن أعرفها من قبل .. كم احتقرت نفسي الضعيفة ..
والتي كان فيها عرق ينبض بالخوف والرقابة لكنه امتلأ بالخبث الذي صبغته طاعة شيطان ذاك الوغد المستكين .
http://www.geocities.com/behaar4/a270.JPG
ويح قلبـــــي ما ســر هـــذا الخفقـــــان
وأنا هنـا مع لذتـــــي بأمــــــان
ما سر هذا الخوف يعــــصف داخلــــي
وجيوش هجمــت بكل مكـــــان
النـــور من حولي ينيـــــــر وينـــــتشي
وأحس أن اللـــــيل ملء جناني
وأحس أني غارق في حيرتي وأن أطعت
ويلي أطعت لشقوتــــي شيطان
صوت ينادي في الضمير يهزني
كي لا أجاري النفس في الطغيان
يا نفس ويحك بالحياء تجلدي
إن الـــذي خلـــق الظـلام يــراني
http://www.geocities.com/behaar4/a200.jpg
أدمنت زيارة تلك المواقع وأدمنت معها كل حقير وخبيث على النت صوتاً وصورة .. لم يبق شيء لم أفعله سوى أني لا زلت أحتفظ بشرفي الظاهري فقط أما عفتي .. صفاء نفسي .. نقاء سريرتي .. للأسف ماتت .. قتلها ذلك الحقير بمكره.
أما لقاؤه بوالدي أجله أسبوعاً وآخر.. وثالثاً حتى بدأ ذلك العرق الصغير المختنق بروح الدين والحياء محاولا إيقاظي من غفلتي.. من ضياعي .. من الشوك الذي أدوس عليه في كل خطوة .. لكني لا أحس بألمه لأني مخدرة بتخدير الشيطان الذي لعب بي كما يلعب الثعلب بفريسته حتى تموت .. بدأت أشعر بقبح أفعالي .. بدأت أكره نفسي .. أرغمني على أمور لا أفقهها.. نزع براءة قلبي الذي لا يدرك الأمور المشينة .
ظهر الوجه الحقيقي لذلك الوغد.. وكشر عن أنيابه.. عاد شريطاً سابقاً متمثلاً في ذلك الضمير النابض بالإيمان الضعيف ينبهني وكنت أئده وهو حي لئلا يقطع على متعتي .. كنت أهرب من الحقيقة التي لا بد من ظهورها عاجلاً أم آجلاً وليتني تنبهت لذلك !
http://www.geocities.com/behaar4/a21.jpg
بدأ يعرض علي محفوظاته التي تحمل صوري وانفعالاتي معه .. وأحاديثي كلها وهي تحمل وعيداً بنشرها على والدي أولا في الموعد الذي حدده معه وثانياً على صفحات النت إن لم أعطه ما أعيه!!؟
رحماك ربي .. ماذا أقول ؟؟ وماذا أفعل؟؟ صعقت .. جننت ..لا .. لا .. هذه صغيرة لا تعبر عن شعوري تلك اللحظة .. لا أستطيع مهما كتبت.. وسطرت .. مهما حاولت الكلمات لن تستطيع وصف ما حدث .. لن تستطيع .. شيء عظيم ..فظيع جداً.. بكيت بحرقة .. بفزع بظلم .. بكل شيء.
بكل معاني القهر .. والألم ..!! ولكن ما لفائدة ..؟؟
http://www.geocities.com/behaar4/16.jpg
لكنني صممت أن لا أضعف مسحت دموعي .. أقصد نيران قلبي التي حفرت أخاديد على صفحة وجهي الأسود .. اغتسلت .. لأغسل من قلبي كل لحظة عبث أضعتها معه.. ثم توجهت لمن هو أرحم من الوالدة على ولدها .. انطرحت بين يديه جل وعلا.. بدعاء خالص.. صادق.. ويعلم سبحانه صدق عباده من عدمه.. توجهت إليه الكريم الحنان المنان..
توسلت له سبحانه بدموع حارة تائبة بذنوب عظيمة نادمة بنفس أتعبها ذل المعصية بأنه هو القادر هو القوي سبحانه وعاهدته ربي على التوبة الصادقة التي لا يمحوها إلا الموت بمشيئته سبحانه..
وفيما أنا أتخبط بين جدران غرفتي التي أصبحت تريني شبحه في كل زاوية أبتهل وأتذلل له مولاي وخالقي.. وفؤادي يتقطع نياطه من الحسرة.. جاءني من يجيب المضطر إذا دعاه .. من أخرج يونس من بطن الحوت .. من يسمع ويرى دبيب النملة السوداء على صخرة سوداء في ليلة ظلماء من يقول عز من قائل:"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (الزمر:53)
http://www.geocities.com/behaar4/a88.jpg
وإذا بصوت خالي على الهاتف الخاص بغرفتي يسأل عني ويطلبني مرافقته مع عائلته إلى نزهة .
عندما سمعت صوته لم أستطع أن أنبس بأي كلمة بكيت أمامه بحرقة .. جن جنونه ليعرف ما بي ... فقد كان قريباً إلى نفسي .. لكني مع الدموع التي تخنقني لم أستطع ليس خوفاً بل أشعر باختناق الأحرف وعجزها عن التعبير.. لأول مرة أشعر بعجزي وضعفي.
أحسست بدوار أفقدني شعوري..جاء مسرعاً إلى المنزل.. أخبرته بكل شيء.. مع كل كلمة آهات وزفرات متقطعة .. أخبرته بالجزيئات قبل الكليات .. تفهم الأمر.. بعقلانية .. طمأنني أن بإمكانه أن يخلصني من براثن ذاك اللص.. طمأنني وكنت لا أطمع بالطمأنينة لأنها في نظري عالية الوصول إلا من رحمة ينزلها ربي علي.. كنت عن خيط رفيع أتشبث به لينقلني إلى بر الأمان أعطيته الرقم والمكان.
وقالت اتجهي لربك طالبة منه العون.. وكوني على ثقة به جل وعلا هو الرحيم سبحانه... اتصل خالي بصديق يعمل في الشرطة وأخبره الحكاية على أنها صديقة ابنته.. وتم التخطيط للإيقاع باللص بشكل رسمي على أن تقوم بلقائه في المكان الذي حدده حتى هجم عليه ضابط الأمن وقاده إلى منزله حيث أجهزته المدمرة وإتلاف كل ما فيها حينها علمت أني لست الضحية الوحيدة التي وقعت في مخالبه لكن الله جلت قدرته أنقذني منه.
http://www.geocities.com/behaar4/77.JPG
حقيقة لم أعرف من أنا بعد الحادثة .. لم أستطيع استيعاب أمري .. وهل أنا أحلم أم أن ما حصل حقيقة لا شك فيه ؟!!
لا اعلم هل أنا في البحر في أعماقه .. أم على المرسى ..هل استطعت تهشيم أنيابه والخروج من جوفه أم لا زلت تحت وطأته؟؟!!!!
تعبت كثيراً حتى أتمكن من إقناع نفسي بالخلاص منه.
حمدت الله كثيراً وبدأت استرجع قواي ، وأدت تلك الفتاة المسكينة الساذجة في داخلي.. ألغيت هاتفي الخاص لا أريد هاتفاً..
قاطعت صديقتي العابثة .. وقبل ذلك كله أتدري قارئي الكريم ماذا فعلت ؟ بلا شعور مني بل لم تهدأ نفسي إلا بعد أن حطمت جهازي الحاسوب بمطرقة من حديد.. حطمته.. كسرته جزءاً مع كل كسرة أجد ثائرة نفسي تسكن مع كل جزء أشعر بعودة الدم يسري في عروقي .. زالت همومي مع زواله..لأني لا أستحقه .. فقد استخدمته في غير حياة كنت تائهة عنها.. ما علمت أن فيها السعادة والهناء ألا وهي الحياة مع الإيمان في الصحبة الصالحة.
هذه مأساتي أنثرها إليكم لعل فيها من يعتبر بمصيبتي التي كتب الله لي فيها النجاة وإلا فأنا على يقين من أن هناك الكثيرات ممن هوين إلى العمق ولم يستطعن الخلاص .. كتبتها بدم قلبي لخوفي أن يمر أحد بتجربتي .
http://www.geocities.com/behaar4/300.jpg
width=500 height=400
النهاية
وبعد أن وصلنا نهاية هذه القصة، والتي ليست من نسيج الخيال ولا مجرد كلمات مصفوفة نريد بها التسلية .. إنما هي واحدة من الحكايات التي نسمعها من هنا وهناك أو وقفنا على أحداثها، وهي ليست قصة فتاة فقط لكنها من الواقع الأليم الذي نشاهده هنا وهناك.
إنها تحكي قصة الشاب والفتاة.. المرأة والرجل أيضاً.
تحكي ذلك الشاب الذي انفرد به الشيطان أو رفيق سوء ليسمح لنفسه تصفح المواقع الإباحية التي تثير غرائزه وتجره إلى الرذائل ويصبح أسيرها بعد أن تضيع قيمه ويذهب حياؤه.
وتحكي ذلك الرجل الذي أسره هذا الجهاز حتى بات متسمراً أمامه صباحاً ومساءاً فتخلى عن واجبات أسرته بل وحتى عن عمله.. ناسياً مردود هذا العمل مستقبلاً على أطفاله.
وتحكي أيضاً قصة تلك المرأة التي أخذ التصفح جل وقتها بلا فائدة تذكر إلا أنها أهملت بيتها وتملكها الغضب الذي يفقدها أعصابها .. إن قطع عليها أحدهم متعتها..
وربما كانت سببا في غواية شاب يخاف الله ويتقيه لم يتخاطب مع أي فتاة من قبل وبمجرد وجودها في الشات تكون سببا لاستمالته وتعلقه بها وضياع دينه خطوة فخطوه دون ان يشعر .
وإن هذا الجهاز أداة قاتلة من غير صوت ولا دماء .. نعم لقد دمر هذا الجهاز وللأسف الشديد غالبية فئات المجتمع لمن لم يحسن استخدامه أو يعطي لنفسه الثقة الكبرى في عدم التأثر ويعتقد أن لا يصيبه الرمح ولن يستطيع أحد أن يكون أشد ثقة من يوسف عليه السلام وهو نبي محفوظ من ربه خاف الفتنة على نفسه فدعا ربه أن يبعد عنه كيد النسوة .."قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ" (يوسف:33)
فلنتجنب المغامرة والتجربة والتجول داخل هذا البحر حتى لا نغرق في لججه. فبعد أن تضيع النفس ويميع الحياء عندها نضطر آسفين إلى التخلي عن كل المبادئ السامية من أجل النفس التي لا تشبع أبداً... حينها لن نتمكن من انتشال تلك الغارقة ولن ينفع مع هذا الندم..!!!!!
كتبته من كتاب (فتيات في شباك العنكبوت..للمؤلف محمد بن صالح القحطاني) بتصرف بسيط
أخوكم/زهـــــــاااار:rolleyes: