ياقوت
21 May 2006, 06:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله ،،،
هذه المشاركة الأولى لي في منتداكم المبارك بعد جولة سريعة بين حنايا ملفاتي لأختار منها كلمات سطرتها يوما ما تلبية لرغبة أخت لي في الله ربما لم نجتمع إلا لدقيقة واحدة فقط لكن جمعنا حب فيه نسأله سبحانه أن لا يحرمنا أجره ،،
والموضوع بعنوان : دموعنا لماذا ؟! أرجو أن ينفع الله به
اعتدنا نحن النساء على البكاء ، نبكي لأي شيء ، ومن كل شيء ، وذلك لما جبلنا الله عليه من رقة الطبع وفيض العاطفة ، لكن هل كانت لنا مع دموعنا وقفة ..؟!
هل سألت إحدانا نفسها .. دموعي لماذا ؟
هل أكرمت هذه الدموع أن تنسكب لتوافه الأمور وما لا يبكي عليه حتى الأطفال ؟ هل ترفعت بدموعها أن ترخصها لأي أحد ، ولكل شيء ؟
هل جعلت إحدانا هذه الدموع سبباً لرحمة الله لها ودخولها الجنة ونجاتها من النار ..؟ من منا بكت عينها من خشية الله ؟ من منا بكت عينها خوفاً من النار ؟ من منا بكت عينها لسماع آية من كتاب الله ؟ من منا تهاوت منها الدمعات حينما خرت ساجدة لباريها وهي تناجيه ؟ أو حينما عصت الله وغفلت عن طاعته ؟ أو حينما ثُلم في دينها ثُلمة ؟ من .. ؟ ومن ..؟ ومن ..؟ لم قلت منا مثل هذه الدمعات ؟؟ ألضعف ايمان أم قسوة قلب أم معصية وغفلة ، أم لكل هذه الأمور مجتمعة ؟
أخيتي !! هلا جعلنا أحزاننا لله ، وألقينا الدنيا وراء ظهورنا ، وإذا حزنا يوما التزمنا أمر الله ورسوله فيمن أصابه ذلك من صبر واسترجاع واستغفار وتوحيد وترنم بتلك الأذكار البديعة التي تجلي الهموم والأحزان بإذن الله ، ومنها "اللهم إني أمتك ، بنت عبدك ، بنت أمتك ، ناصيتي بيدك ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي "
وفوق كل هذا أخيتي ،، إن حزنت فعليك بالتلبينة ، ولعلك تتساءلين ، وما التلبينة ؟!
التلبينة ماء الشعير المطحون يصنع منه حساء ، قال ابن القيم رحمه الله ، في الطب النبوي : التلبين هو الحساء الرقيق الذي هو في قوام اللبن ومنه اشتق اسمه
أما ما دخلها بالحزن فإليك ما ورد فيها عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك النساء ثم تفرقن إلا أهلها وخاصتها أمرت ببُرمة من تلبينة ، فطُبخت ثم صنع ثريد فصُبت التلبينة عليها ثم قالت : كلن منها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " التلبينة مجمة لفؤاد المريض ، تذهب ببعض الحزن " [ مختصر صحيح البخاري]
ثم تأملي أخيتي ـ أسعدك الله ـ هذه الكلمة : " ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن ، ولكن اجعلوا الفرح شُكراً والحزن صبراً "
فإذا فعلت ذلك انقلب حزنك بإذن الله فرحاً في الدنيا ويوم القيامة ، وتهاوى حتى لم يعد له في قلبك ذكرى ..
إنما هي دنيا ستنقضي بأفراحها وأحزانها ، فلا تجمعي على نفسك حزن الدنيا والآخرة ، بجزعك وقنوطك ..
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى في الدنيا والآخرة ،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
هذه المشاركة الأولى لي في منتداكم المبارك بعد جولة سريعة بين حنايا ملفاتي لأختار منها كلمات سطرتها يوما ما تلبية لرغبة أخت لي في الله ربما لم نجتمع إلا لدقيقة واحدة فقط لكن جمعنا حب فيه نسأله سبحانه أن لا يحرمنا أجره ،،
والموضوع بعنوان : دموعنا لماذا ؟! أرجو أن ينفع الله به
اعتدنا نحن النساء على البكاء ، نبكي لأي شيء ، ومن كل شيء ، وذلك لما جبلنا الله عليه من رقة الطبع وفيض العاطفة ، لكن هل كانت لنا مع دموعنا وقفة ..؟!
هل سألت إحدانا نفسها .. دموعي لماذا ؟
هل أكرمت هذه الدموع أن تنسكب لتوافه الأمور وما لا يبكي عليه حتى الأطفال ؟ هل ترفعت بدموعها أن ترخصها لأي أحد ، ولكل شيء ؟
هل جعلت إحدانا هذه الدموع سبباً لرحمة الله لها ودخولها الجنة ونجاتها من النار ..؟ من منا بكت عينها من خشية الله ؟ من منا بكت عينها خوفاً من النار ؟ من منا بكت عينها لسماع آية من كتاب الله ؟ من منا تهاوت منها الدمعات حينما خرت ساجدة لباريها وهي تناجيه ؟ أو حينما عصت الله وغفلت عن طاعته ؟ أو حينما ثُلم في دينها ثُلمة ؟ من .. ؟ ومن ..؟ ومن ..؟ لم قلت منا مثل هذه الدمعات ؟؟ ألضعف ايمان أم قسوة قلب أم معصية وغفلة ، أم لكل هذه الأمور مجتمعة ؟
أخيتي !! هلا جعلنا أحزاننا لله ، وألقينا الدنيا وراء ظهورنا ، وإذا حزنا يوما التزمنا أمر الله ورسوله فيمن أصابه ذلك من صبر واسترجاع واستغفار وتوحيد وترنم بتلك الأذكار البديعة التي تجلي الهموم والأحزان بإذن الله ، ومنها "اللهم إني أمتك ، بنت عبدك ، بنت أمتك ، ناصيتي بيدك ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي "
وفوق كل هذا أخيتي ،، إن حزنت فعليك بالتلبينة ، ولعلك تتساءلين ، وما التلبينة ؟!
التلبينة ماء الشعير المطحون يصنع منه حساء ، قال ابن القيم رحمه الله ، في الطب النبوي : التلبين هو الحساء الرقيق الذي هو في قوام اللبن ومنه اشتق اسمه
أما ما دخلها بالحزن فإليك ما ورد فيها عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك النساء ثم تفرقن إلا أهلها وخاصتها أمرت ببُرمة من تلبينة ، فطُبخت ثم صنع ثريد فصُبت التلبينة عليها ثم قالت : كلن منها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " التلبينة مجمة لفؤاد المريض ، تذهب ببعض الحزن " [ مختصر صحيح البخاري]
ثم تأملي أخيتي ـ أسعدك الله ـ هذه الكلمة : " ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن ، ولكن اجعلوا الفرح شُكراً والحزن صبراً "
فإذا فعلت ذلك انقلب حزنك بإذن الله فرحاً في الدنيا ويوم القيامة ، وتهاوى حتى لم يعد له في قلبك ذكرى ..
إنما هي دنيا ستنقضي بأفراحها وأحزانها ، فلا تجمعي على نفسك حزن الدنيا والآخرة ، بجزعك وقنوطك ..
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى في الدنيا والآخرة ،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .