nooory3
01 Jun 2006, 11:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خطبة قيمة للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن الأمانة على الامتحانات خاصة وهذه الأيام توافق الاستعداد لاختبارات نهاية العام الدراسي أسأل الله أن يوفق جميع الطلبة والطالبات وأن يعين المعلمين والمعلمات على تحمل الأمانة
أسأل الله العلي العظيم أن يجمعنا بالوالد الشيخ ابن عثيمين في ظله يوم لا ظل إلا ظله ( اللهم آمين )
*****************************
للاستماع للخطبة :
http://www.binothaimeen.com/sound/snd/a0184/a0184-26.rm
لقرااءة نص الخطبة
الحمد لله احمده واشكره وأتوب إليه سبحانه واستغفره قضى بالحق وأمر بالعدل وهو السميع البصير
واشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير وأشهد أن محمدا
عبده ورسوله الذي قام بعبادة ربه ونصح أمته وبلغ البلاغ المبين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله
وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين
أما بعد
أيها المسلمون فقد قال الله تعالى ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس
أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا يصيرا )
وقال تعالى ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها
وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا) سبحان الله ما أظلم الإنسان وما أجهله الأمانة
على السماوات والأرض والجبال فيمتنعن عن حملها ثم يأتي الإنسان فيتحملها نعم إن الإنسان هو الذي
تحملها بما وهبه الله من عقل وبما أعطاه من إرادة وتصرف
( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا )
إن الأمانة أيها المسلمون مسئولية عظيمة وعبء ثقيل على غير من خففه الله عليه إن
الأمانة التزام الإنسان بالقيام بحق الله وعبادته على الوجه الذي شرعه مخلصا له الدين وكذلك التزام
بالقيام بحقوق الناس من غير تقصير ونحن بني آدم قد تحملنا الأمانة وحملناها على عواتقنا والتزمنا
بمسئوليتها وسنسأل عنها يوم القيامة فيا ليت شعري ما هو الجواب اذا سئلنا في ذلك اليوم العظيم
اللهم انا نسالك تثبيتا وصوابا أيها المسلمون إن الله أمرنا أن نؤدي الأمانات إلى أهلها وامرنا إذا
حكمنا بين الناس أن نحكم بالعدل وهذان أمران لا تقوم الأمانة إلا بهما أداء الأمانات إلى أهلها والحكم
بين الناس بالعدل وإننا الآن على مقربة من اختبارات الطلبة من ذكور وإناث وان الاختبارات أمانة
وحكم فهي أمانة حين وضع الأسئلة وأمانة حين المراقبة وحكم حين التصحيح أمانة حين وضع الأسئلة
يجب على واضعيها مراعاته بحيث تكون على مستوى الطلبة المستوى الذي يبين مدى تحصيل الطالب
في عام دراسته بحيث لا تكون سهلة لا تكشف عن تحصيل ولا صعبة تؤدي إلى التعجيز والاختبارات
أمانة حين المراقبة فعلى المراقب أن يراعي تلك الأمانة التي ائتمنته عليها إدارة المديرية ومن
وراءها وزارة أو رئاسة وفوق ذلك دولة بل ائتمنه عليها المجتمع كله فعلى المراقب الذي يراقب
الطلبة حين الاختبار أن يكون مستعينا بالله يقظا في رقابته مستعملا حواسه السمعية والبصرية والقلبية
يسمع وينظر ويستنتج من الملامح والإشارات على المراقب أن يكون قويا لا تأخذه في الله لومه لائم
عليه أن يمنع أي طالب من الغش أو محاولة الغش لان تمكين الطالب من الغش هو الغش وقد [
COLOR="Green"]قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من غشنا فليس منا ) [/COLOR]
وتمكين الطالب من الغش ظلم لزملائه الحريصين على العلم المجدين في طلبه الذين يرون من العيب
أن ينالوا درجة النجاح بالطرق الملتوية إن المراقب إذا مكن أحدا من هؤلاء المهملين الفاشلين في
دراستهم اذا مكنهم من الغش فاخذوا درجة نجاح يتقدمون بها على الحريصين كان ذلك ظلما لهم وكان
كذلك ظلما للطالب الغاش وهو في الحقيقة مغشوش حيث انخدع بدرجة نجاح وهمية لم يحصل بها على
ثقافة ولا علم إن تمكين الطالب من الغش خيانة لادارة المدرسة وللوزارة أو الرئاسة التي من وراءها
وخيانة للدولة وخيانة للمجتمع كله وان تمكينه من الغش أو تلقينه الجواب بتصريح أو تلميح ظلم
للمجتمع وهضم لحقه حيث تكون ثقافة المجتمع ثقافة مهلهلة يظهر فشلها عند دخول ميادين السباق
ويبقى مجتمعنا دائما في تأخر وفي حاجة إلى غيرنا وذلك لان كل من نجح عن طريق الغش لا يمكن اذا
رجع الأمر الى اختياره أن يدخل مجال التعليم والتثقيف لعلمه انه فاشل فيه وان تمكين الطالب من
الغش كما يكون خيانة وظلما من الناحية العلمية والتقديرية يكون كذلك خيانة وظلما من الناحية
التربوية لان الطالب بممارسته الغش يكون مستسيغا له ويكون عليه في نفسه فيتربى على الغش
ويربي عليه أجيال المستقبل (ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم
القيامة)
ان على المراقب على الطلبة الا يراعي شريفا لشرفه ولا قريبا لقرابته ولا غنيا لماله ان عليه ان
يراقب ربه الذي يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور أيها المسلمون ان الاختبارات حكم حين التصحيح
فان المعلم الذي يصحح الاجوبة ويقدر درجاتها ويقر درجات سلوك الطلبة هو حاكم بينهم لان أجوبتهم
بين يديه بمنزلة حجج الخصوم بين يدي القاضي فاذا أعطى طالبا درجات أكثر مما يستحق فمعناه انه
حكم له بالفضل على غيره مع قصوره وهذا جور في الحكم واذا كان لا يرضى ان يقدم على ولده من هو
دونه فكيف يرضى بنفسه ان يقدم على أولاد الناس من هو دونهم ان من الاساتذة من لا يتقي الله عز
وجل لا يتقي الله في تقدير درجات الطلبة فيعطي أحدهم ما لا يستحق اما لانه ابن صديقه او قريبه او
ابن شخص ذي شرف او مال او رئاسة ويمنع بعض الطلبة ما يستحقه من الدرجات اما لعداوة
شخصية بينه وبين الطالب و بينه وبين أبيه أو غير ذلك من الاسباب وهذا كله خلاف العدل الذي أمر
الله به ورسوله فاقامة العدل واجبة بكل حال على من تحب ومن لا تحب فمن استحق شيئا وجب
إعطاؤه اياه ومن لا يستحق شيئا وجب حرمانه منه أرسل النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رواحه
الى اليهود في خيبر ليحرث عليهم الثمار والزروع ويضمنهم ما للمسلمين منها فاراد اليهود ان يعطوه
رشوة فقال رضي الله عنه منكرا عليهم (تطعمونني السحت والله لقد جئتكم من عند احب الناس الي يعني
رسول الله صلي الله عليه وسلم ولانتم يعني اليهود لانتم أبغض الي من عدتكم من القردة والخنازير ولا
يحملني بغضى لكم وحبي اياه الا أعدل عليكم ، فقالوا بهذا قامت السموات والأرض) فتصوروا أيها
المسلمون بل تأملوا هذا الكلام العظيم من عبد الله بن رواحه رضي الله عنه كان يحب النبي صلى الله
عليه وسلم أعظم من محبة أي إنسان ويبغض اليهود اشد من بغض القردة والخنازير حب بالغ للرسول
صلى الله عليه وسلم وبغض شديد لليهود يصرح بذلك رضي الله عنه لليهود ثم يقول لهم لا يحملني
بغضى لكم وحبي اياه الا أعدل عليكم رضي الله عن عبد الله بن رواحه ورضي الله عن جميع الصحابة
ان العدل أيها الاخوة لا يجوز ان يضيع بين عاطفة الحب وعاصفة البغض يقول الله تعالى [
COLOR="DarkRed"](يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان
قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى فاتقوا الله ان الله خبير بما تعملون)[/COLOR]
ويقول تعالى ( واقسطوا ان الله يحب المقسطين ) أي اعدلوا
ويقول تعالى ( وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا )
والقاسطون هم الجائرون وهم من حطب جهنم المقسطون هم العادلون وهم من أحباب الله عز وجل
وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ( إن المقسطين
على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما
ولوا )
وقال صلى الله عليه وسلم (أهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط متصدق
موفق ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم وعفيف متعفف ذو عيال )
فاتقوا الله عباد الله وكونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفكم أو الوالدين والاقربين وفقني الله
وإياكم لاداء الأمانة والحكم بالعدل والاستقامة وثبتني وإياكم على الهدى وجنبني وإياكم وأسباب الهلاك
والردى إنه جواد كريم أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين فاستغفروه انه هو
الغفور الرحيم .....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خطبة قيمة للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن الأمانة على الامتحانات خاصة وهذه الأيام توافق الاستعداد لاختبارات نهاية العام الدراسي أسأل الله أن يوفق جميع الطلبة والطالبات وأن يعين المعلمين والمعلمات على تحمل الأمانة
أسأل الله العلي العظيم أن يجمعنا بالوالد الشيخ ابن عثيمين في ظله يوم لا ظل إلا ظله ( اللهم آمين )
*****************************
للاستماع للخطبة :
http://www.binothaimeen.com/sound/snd/a0184/a0184-26.rm
لقرااءة نص الخطبة
الحمد لله احمده واشكره وأتوب إليه سبحانه واستغفره قضى بالحق وأمر بالعدل وهو السميع البصير
واشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير وأشهد أن محمدا
عبده ورسوله الذي قام بعبادة ربه ونصح أمته وبلغ البلاغ المبين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله
وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين
أما بعد
أيها المسلمون فقد قال الله تعالى ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس
أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا يصيرا )
وقال تعالى ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها
وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا) سبحان الله ما أظلم الإنسان وما أجهله الأمانة
على السماوات والأرض والجبال فيمتنعن عن حملها ثم يأتي الإنسان فيتحملها نعم إن الإنسان هو الذي
تحملها بما وهبه الله من عقل وبما أعطاه من إرادة وتصرف
( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا )
إن الأمانة أيها المسلمون مسئولية عظيمة وعبء ثقيل على غير من خففه الله عليه إن
الأمانة التزام الإنسان بالقيام بحق الله وعبادته على الوجه الذي شرعه مخلصا له الدين وكذلك التزام
بالقيام بحقوق الناس من غير تقصير ونحن بني آدم قد تحملنا الأمانة وحملناها على عواتقنا والتزمنا
بمسئوليتها وسنسأل عنها يوم القيامة فيا ليت شعري ما هو الجواب اذا سئلنا في ذلك اليوم العظيم
اللهم انا نسالك تثبيتا وصوابا أيها المسلمون إن الله أمرنا أن نؤدي الأمانات إلى أهلها وامرنا إذا
حكمنا بين الناس أن نحكم بالعدل وهذان أمران لا تقوم الأمانة إلا بهما أداء الأمانات إلى أهلها والحكم
بين الناس بالعدل وإننا الآن على مقربة من اختبارات الطلبة من ذكور وإناث وان الاختبارات أمانة
وحكم فهي أمانة حين وضع الأسئلة وأمانة حين المراقبة وحكم حين التصحيح أمانة حين وضع الأسئلة
يجب على واضعيها مراعاته بحيث تكون على مستوى الطلبة المستوى الذي يبين مدى تحصيل الطالب
في عام دراسته بحيث لا تكون سهلة لا تكشف عن تحصيل ولا صعبة تؤدي إلى التعجيز والاختبارات
أمانة حين المراقبة فعلى المراقب أن يراعي تلك الأمانة التي ائتمنته عليها إدارة المديرية ومن
وراءها وزارة أو رئاسة وفوق ذلك دولة بل ائتمنه عليها المجتمع كله فعلى المراقب الذي يراقب
الطلبة حين الاختبار أن يكون مستعينا بالله يقظا في رقابته مستعملا حواسه السمعية والبصرية والقلبية
يسمع وينظر ويستنتج من الملامح والإشارات على المراقب أن يكون قويا لا تأخذه في الله لومه لائم
عليه أن يمنع أي طالب من الغش أو محاولة الغش لان تمكين الطالب من الغش هو الغش وقد [
COLOR="Green"]قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من غشنا فليس منا ) [/COLOR]
وتمكين الطالب من الغش ظلم لزملائه الحريصين على العلم المجدين في طلبه الذين يرون من العيب
أن ينالوا درجة النجاح بالطرق الملتوية إن المراقب إذا مكن أحدا من هؤلاء المهملين الفاشلين في
دراستهم اذا مكنهم من الغش فاخذوا درجة نجاح يتقدمون بها على الحريصين كان ذلك ظلما لهم وكان
كذلك ظلما للطالب الغاش وهو في الحقيقة مغشوش حيث انخدع بدرجة نجاح وهمية لم يحصل بها على
ثقافة ولا علم إن تمكين الطالب من الغش خيانة لادارة المدرسة وللوزارة أو الرئاسة التي من وراءها
وخيانة للدولة وخيانة للمجتمع كله وان تمكينه من الغش أو تلقينه الجواب بتصريح أو تلميح ظلم
للمجتمع وهضم لحقه حيث تكون ثقافة المجتمع ثقافة مهلهلة يظهر فشلها عند دخول ميادين السباق
ويبقى مجتمعنا دائما في تأخر وفي حاجة إلى غيرنا وذلك لان كل من نجح عن طريق الغش لا يمكن اذا
رجع الأمر الى اختياره أن يدخل مجال التعليم والتثقيف لعلمه انه فاشل فيه وان تمكين الطالب من
الغش كما يكون خيانة وظلما من الناحية العلمية والتقديرية يكون كذلك خيانة وظلما من الناحية
التربوية لان الطالب بممارسته الغش يكون مستسيغا له ويكون عليه في نفسه فيتربى على الغش
ويربي عليه أجيال المستقبل (ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم
القيامة)
ان على المراقب على الطلبة الا يراعي شريفا لشرفه ولا قريبا لقرابته ولا غنيا لماله ان عليه ان
يراقب ربه الذي يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور أيها المسلمون ان الاختبارات حكم حين التصحيح
فان المعلم الذي يصحح الاجوبة ويقدر درجاتها ويقر درجات سلوك الطلبة هو حاكم بينهم لان أجوبتهم
بين يديه بمنزلة حجج الخصوم بين يدي القاضي فاذا أعطى طالبا درجات أكثر مما يستحق فمعناه انه
حكم له بالفضل على غيره مع قصوره وهذا جور في الحكم واذا كان لا يرضى ان يقدم على ولده من هو
دونه فكيف يرضى بنفسه ان يقدم على أولاد الناس من هو دونهم ان من الاساتذة من لا يتقي الله عز
وجل لا يتقي الله في تقدير درجات الطلبة فيعطي أحدهم ما لا يستحق اما لانه ابن صديقه او قريبه او
ابن شخص ذي شرف او مال او رئاسة ويمنع بعض الطلبة ما يستحقه من الدرجات اما لعداوة
شخصية بينه وبين الطالب و بينه وبين أبيه أو غير ذلك من الاسباب وهذا كله خلاف العدل الذي أمر
الله به ورسوله فاقامة العدل واجبة بكل حال على من تحب ومن لا تحب فمن استحق شيئا وجب
إعطاؤه اياه ومن لا يستحق شيئا وجب حرمانه منه أرسل النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رواحه
الى اليهود في خيبر ليحرث عليهم الثمار والزروع ويضمنهم ما للمسلمين منها فاراد اليهود ان يعطوه
رشوة فقال رضي الله عنه منكرا عليهم (تطعمونني السحت والله لقد جئتكم من عند احب الناس الي يعني
رسول الله صلي الله عليه وسلم ولانتم يعني اليهود لانتم أبغض الي من عدتكم من القردة والخنازير ولا
يحملني بغضى لكم وحبي اياه الا أعدل عليكم ، فقالوا بهذا قامت السموات والأرض) فتصوروا أيها
المسلمون بل تأملوا هذا الكلام العظيم من عبد الله بن رواحه رضي الله عنه كان يحب النبي صلى الله
عليه وسلم أعظم من محبة أي إنسان ويبغض اليهود اشد من بغض القردة والخنازير حب بالغ للرسول
صلى الله عليه وسلم وبغض شديد لليهود يصرح بذلك رضي الله عنه لليهود ثم يقول لهم لا يحملني
بغضى لكم وحبي اياه الا أعدل عليكم رضي الله عن عبد الله بن رواحه ورضي الله عن جميع الصحابة
ان العدل أيها الاخوة لا يجوز ان يضيع بين عاطفة الحب وعاصفة البغض يقول الله تعالى [
COLOR="DarkRed"](يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان
قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى فاتقوا الله ان الله خبير بما تعملون)[/COLOR]
ويقول تعالى ( واقسطوا ان الله يحب المقسطين ) أي اعدلوا
ويقول تعالى ( وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا )
والقاسطون هم الجائرون وهم من حطب جهنم المقسطون هم العادلون وهم من أحباب الله عز وجل
وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ( إن المقسطين
على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما
ولوا )
وقال صلى الله عليه وسلم (أهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط متصدق
موفق ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم وعفيف متعفف ذو عيال )
فاتقوا الله عباد الله وكونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفكم أو الوالدين والاقربين وفقني الله
وإياكم لاداء الأمانة والحكم بالعدل والاستقامة وثبتني وإياكم على الهدى وجنبني وإياكم وأسباب الهلاك
والردى إنه جواد كريم أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين فاستغفروه انه هو
الغفور الرحيم .....