Dr-Waleed
03 Jun 2006, 02:14 AM
طفلة تنقذ أباها من النار
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
أرسل هذه القصة إلى كل تائب وتائبة ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم
ولكل من تدفعه نسائم الطاعة إلى الدخول في رياض التوبة
أن لا يخافوا ولا يحزنوا
لان فرحة الله بعودة التائب إليه اشد من فرحة الأم حين ترى وليدها لأول مرة .
هو سكير عربيد لا يهمه شيء اللائم والنائم والضاحك والباكي عنده سواء
لا يأبه للوقت ولا لسوء العاقبة , كل ما يهمه من الأمر هو الخمر .
يعمل قليلا ويسكر كثيراً , نصحه رفاقه في العمل مرات ومرات :
يا رجل اتق الله في نفسك ومالك وولدك وبيتك اتق الله في دينك أيعقل أن تبذل
كل هذا الجهد وتتعب كل هذا التعب ثم تبدده في طريق الشيطان؟
حذره رب عمله من مغبة أفعاله هذه ولكن لا حياة لمن تنادي ثم هدده بالفصل من العمل
ولكنه تراجع وتنازل عن تهديده رأفة بأسرته .
زوجته صابرة محتسبة صبرها عند الذي لا يضيع اجر المحسنين , كلمته في هذا الأمر
مئات المرات ولكن لا فائدة ترجى منه .
شكته لأهله وأهلها فحذروه ووعظوه ولا من مجيب وذهبت كل النصائح أدراج الرياح
وما كان جوابه في كل مرة إلا: أنا حر افعل ما أريد.. عليكم بأنفسكم.
يعود من عمله في الرابعة مساء ليستحم ويتزين ويلبس أحسن ما عنده من ثياب
وكأنه ذاهب للقاء أمير أو وزير ,يعود عند الفجر يجر معصيته مرة وتجره مرارا
وتتعثر قدماه إحداهما بالأخرى
وتسمع زوجته طرق الباب فتذهب لفتحه لتجده يترنح يمنة ويسرة او لتجده ممدداً على الأرض , تنادي أطفالها ليعينوها على سحبه الى الداخل
وفي اليوم التالي لا يستطيع النهوض من فراشه وكيف ينهض وقد بات ليلته
في حضن الشيطان الرجيم
يصحو عصرا مزبدا مرعدا يريد أكلاً وشربا وقهوة وسجائر ثم يبدأ بتوزيع الأوامر
والنواهي آمرا زوجته بان تمسح له الحذاء لان عنده موعد مع الشيطان ورفاقه .
وما ان تكون هناك فرصة للحديث حتى تستغلها تلك المسكينة بكلماتها الهادئة :
يا ابن الحلال أما آن لك أن تتوب عن هذه المعاصي وتعد الى الله ؟
الا يكفي ما نحن فيه ؟
كدنا نهلك من الجوع والفضائح معا, ارحم عيالك ونفسك ولا تلقها في التهلكة
يرفع غطاء الخمر عن عقله قليلا وينظر إليها نظرة الحانق على عدوه
و يصرخ في وجهها: أين ملابسي أريد الخروج.
تصلي أم العيال وتناشد ربها ان يتوب على زوجها مما هو فيه
(( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس إلى من تكلني ))
ثم تنفجر باكية , ويراها طفلاها فيشاركانها البكاء والدعاء اللهم اهده إلى صراطك
المستقيم ويعود الأطفال ليسالوا أمهم ما هذا الذي فيه أبانا ؟
أمجنون هو أم به شيء من مرض ؟
والمسكينة تقول ادعوا الله له بالشفاء لعله يستجيب لكما...
ووقعت الواقعة
فبعد أن أنهى ليلته العفنة في إحدى الحانات لم يجد معه من النقود ما يكفي لتلك
النشوة الزائفة الخبيثة وانهال عليه صاحب الشيطان بالسب والشتم:
نحن لم نفتح هذه الخمارة لندين ونستدين حتى وان كنت من زبائننا الدائمين.
ألا لعنة الله على الشيطان ليس له صاحب ولا صديق فما أن يظفر منك بمعصية
حتى يتبرأ منك , قفل عائدا إلى بيته يجر معصيته مرة وتجره مرارا .
كعادته عاد إلى البيت فجرا وفتح له الباب وقعت عيناه على طفلته بنت التاسعة
ولكن هذه المرة يراها بغير العين التي كان يراها فيها سابقا:
أي بنية ما الذي أيقظك في مثل هذه الساعة من الليل ؟
وأجابته الصغيرة ونور البراءة في وجهها
انه الفجر يا أبت قمت لأصلي الفجر هل صليت يا أبت أم ننتظرك لنصلي سوية ؟
وكأن صاعقة ضربته فقال مرتعشا لا ......
لم أصل بعد , قالت الصغيرة لعل الوقت لم يحن بعد سأوقظ أمي وأخي لنصلي
معا إذن , قال لا .........لا استطيع أريد النوم فقط قد نصلي معا غدا إن شاء الله .
جلس على الأريكة ليستريح فجاءته الصغيرة تمسح خديه بيديها الصغيرتين
وتقول : يا أبت ما صليت صلاة إلا ودعوت لك فيها لأنني احبك فهل تدعو لي أنت يا أبي ؟
صمت الرجل برهة أحس بأنها دهراً وتفصد جبينه عرقاً بماذا يجيبها ؟
واخذ كل مأخذ وهو يقول في نفسه قد سألتك ابنتك سؤالا بسيطا لا تستطع الإجابة
عليه فكيف بك غدا عندما يسألك الله عن كل أعمالك هذه فبماذا ستجيبه ؟
أتخجل من ابنتك ولا تخجل من الله ؟
بدأ يتمتم بكلمات بينه وبين نفسه كأنه يهذي هذي المحموم..... الله.... الصلاة....الموت
وبينما هو في تمتماته وإذا بالمؤذن يرفع كلمة الحق
الى عنان السماء ... الله اكبر الله اكبر
اقشعر لها بدنه وفاضت عينه لكأنه يسمعها لأول مرة في حياته وبكى حتى
سمعت زوجته بكائه فجاءت تربت على ظهره :
لا عليك يا ابن عم إن كان قد الم بك شيء أحضرنا لك الطبيب؟؟
نظر إليها نظرة الطفل العائد إلى أمه بعد غيبة طويلة والدموع في عينيه :
نِعْم الزوجة أنت ونعم الأم أنت.....! مسح دموعه بأكمام قميصه وقال لها :
أيقظي الولد للصلاة ريثما أعود...
ذهب إلى الحمام تطهر وتوضأ وعاد بعد دقائق فوجدهم في انتظاره
كأنه يراهم لأول مرة :
يا حسرة نفسي على نفسي, قد كنت في غفلة عن هذا, أمن
المعقول أن تكون عندي كل هذه النعم وأكفر بها....؟؟
لا والله لن افعلها ثانية ما حييت.
اعتدل بقامته اعتدال المريض إذا صح وقال بنبرة الخطيب إذا تكلم: هيا يا بني
أنت الإمام لصلاة هذا الفجر وغدا سأكون أنا الإمام أو نصليها في المسجد
أفضل , هيا خذوني معكم
الى اين ؟
الى طريق التوبة ........ الى طريق الله
وبكت زوجته وبكى الأطفال وبكى هو وبكيت أنا رغم إنني أنا الراوي لهذه القصة
وربما تبكون انتم إذا قرأتموها أتدرون لماذا ؟
لأننا عندما نصل إلى نقطة التماس مع الله...
ونلقي بأنفسنا في أحضانه لا بد
لكل منا أن يبكي .
اللهم تب علينا انك آنت التواب الرحيم .....اللهم آمين
ولا تنسونا من صالح دعــــــــــــائكم
اخوكم
وليد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
أرسل هذه القصة إلى كل تائب وتائبة ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم
ولكل من تدفعه نسائم الطاعة إلى الدخول في رياض التوبة
أن لا يخافوا ولا يحزنوا
لان فرحة الله بعودة التائب إليه اشد من فرحة الأم حين ترى وليدها لأول مرة .
هو سكير عربيد لا يهمه شيء اللائم والنائم والضاحك والباكي عنده سواء
لا يأبه للوقت ولا لسوء العاقبة , كل ما يهمه من الأمر هو الخمر .
يعمل قليلا ويسكر كثيراً , نصحه رفاقه في العمل مرات ومرات :
يا رجل اتق الله في نفسك ومالك وولدك وبيتك اتق الله في دينك أيعقل أن تبذل
كل هذا الجهد وتتعب كل هذا التعب ثم تبدده في طريق الشيطان؟
حذره رب عمله من مغبة أفعاله هذه ولكن لا حياة لمن تنادي ثم هدده بالفصل من العمل
ولكنه تراجع وتنازل عن تهديده رأفة بأسرته .
زوجته صابرة محتسبة صبرها عند الذي لا يضيع اجر المحسنين , كلمته في هذا الأمر
مئات المرات ولكن لا فائدة ترجى منه .
شكته لأهله وأهلها فحذروه ووعظوه ولا من مجيب وذهبت كل النصائح أدراج الرياح
وما كان جوابه في كل مرة إلا: أنا حر افعل ما أريد.. عليكم بأنفسكم.
يعود من عمله في الرابعة مساء ليستحم ويتزين ويلبس أحسن ما عنده من ثياب
وكأنه ذاهب للقاء أمير أو وزير ,يعود عند الفجر يجر معصيته مرة وتجره مرارا
وتتعثر قدماه إحداهما بالأخرى
وتسمع زوجته طرق الباب فتذهب لفتحه لتجده يترنح يمنة ويسرة او لتجده ممدداً على الأرض , تنادي أطفالها ليعينوها على سحبه الى الداخل
وفي اليوم التالي لا يستطيع النهوض من فراشه وكيف ينهض وقد بات ليلته
في حضن الشيطان الرجيم
يصحو عصرا مزبدا مرعدا يريد أكلاً وشربا وقهوة وسجائر ثم يبدأ بتوزيع الأوامر
والنواهي آمرا زوجته بان تمسح له الحذاء لان عنده موعد مع الشيطان ورفاقه .
وما ان تكون هناك فرصة للحديث حتى تستغلها تلك المسكينة بكلماتها الهادئة :
يا ابن الحلال أما آن لك أن تتوب عن هذه المعاصي وتعد الى الله ؟
الا يكفي ما نحن فيه ؟
كدنا نهلك من الجوع والفضائح معا, ارحم عيالك ونفسك ولا تلقها في التهلكة
يرفع غطاء الخمر عن عقله قليلا وينظر إليها نظرة الحانق على عدوه
و يصرخ في وجهها: أين ملابسي أريد الخروج.
تصلي أم العيال وتناشد ربها ان يتوب على زوجها مما هو فيه
(( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس إلى من تكلني ))
ثم تنفجر باكية , ويراها طفلاها فيشاركانها البكاء والدعاء اللهم اهده إلى صراطك
المستقيم ويعود الأطفال ليسالوا أمهم ما هذا الذي فيه أبانا ؟
أمجنون هو أم به شيء من مرض ؟
والمسكينة تقول ادعوا الله له بالشفاء لعله يستجيب لكما...
ووقعت الواقعة
فبعد أن أنهى ليلته العفنة في إحدى الحانات لم يجد معه من النقود ما يكفي لتلك
النشوة الزائفة الخبيثة وانهال عليه صاحب الشيطان بالسب والشتم:
نحن لم نفتح هذه الخمارة لندين ونستدين حتى وان كنت من زبائننا الدائمين.
ألا لعنة الله على الشيطان ليس له صاحب ولا صديق فما أن يظفر منك بمعصية
حتى يتبرأ منك , قفل عائدا إلى بيته يجر معصيته مرة وتجره مرارا .
كعادته عاد إلى البيت فجرا وفتح له الباب وقعت عيناه على طفلته بنت التاسعة
ولكن هذه المرة يراها بغير العين التي كان يراها فيها سابقا:
أي بنية ما الذي أيقظك في مثل هذه الساعة من الليل ؟
وأجابته الصغيرة ونور البراءة في وجهها
انه الفجر يا أبت قمت لأصلي الفجر هل صليت يا أبت أم ننتظرك لنصلي سوية ؟
وكأن صاعقة ضربته فقال مرتعشا لا ......
لم أصل بعد , قالت الصغيرة لعل الوقت لم يحن بعد سأوقظ أمي وأخي لنصلي
معا إذن , قال لا .........لا استطيع أريد النوم فقط قد نصلي معا غدا إن شاء الله .
جلس على الأريكة ليستريح فجاءته الصغيرة تمسح خديه بيديها الصغيرتين
وتقول : يا أبت ما صليت صلاة إلا ودعوت لك فيها لأنني احبك فهل تدعو لي أنت يا أبي ؟
صمت الرجل برهة أحس بأنها دهراً وتفصد جبينه عرقاً بماذا يجيبها ؟
واخذ كل مأخذ وهو يقول في نفسه قد سألتك ابنتك سؤالا بسيطا لا تستطع الإجابة
عليه فكيف بك غدا عندما يسألك الله عن كل أعمالك هذه فبماذا ستجيبه ؟
أتخجل من ابنتك ولا تخجل من الله ؟
بدأ يتمتم بكلمات بينه وبين نفسه كأنه يهذي هذي المحموم..... الله.... الصلاة....الموت
وبينما هو في تمتماته وإذا بالمؤذن يرفع كلمة الحق
الى عنان السماء ... الله اكبر الله اكبر
اقشعر لها بدنه وفاضت عينه لكأنه يسمعها لأول مرة في حياته وبكى حتى
سمعت زوجته بكائه فجاءت تربت على ظهره :
لا عليك يا ابن عم إن كان قد الم بك شيء أحضرنا لك الطبيب؟؟
نظر إليها نظرة الطفل العائد إلى أمه بعد غيبة طويلة والدموع في عينيه :
نِعْم الزوجة أنت ونعم الأم أنت.....! مسح دموعه بأكمام قميصه وقال لها :
أيقظي الولد للصلاة ريثما أعود...
ذهب إلى الحمام تطهر وتوضأ وعاد بعد دقائق فوجدهم في انتظاره
كأنه يراهم لأول مرة :
يا حسرة نفسي على نفسي, قد كنت في غفلة عن هذا, أمن
المعقول أن تكون عندي كل هذه النعم وأكفر بها....؟؟
لا والله لن افعلها ثانية ما حييت.
اعتدل بقامته اعتدال المريض إذا صح وقال بنبرة الخطيب إذا تكلم: هيا يا بني
أنت الإمام لصلاة هذا الفجر وغدا سأكون أنا الإمام أو نصليها في المسجد
أفضل , هيا خذوني معكم
الى اين ؟
الى طريق التوبة ........ الى طريق الله
وبكت زوجته وبكى الأطفال وبكى هو وبكيت أنا رغم إنني أنا الراوي لهذه القصة
وربما تبكون انتم إذا قرأتموها أتدرون لماذا ؟
لأننا عندما نصل إلى نقطة التماس مع الله...
ونلقي بأنفسنا في أحضانه لا بد
لكل منا أن يبكي .
اللهم تب علينا انك آنت التواب الرحيم .....اللهم آمين
ولا تنسونا من صالح دعــــــــــــائكم
اخوكم
وليد